الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(164) مسند زيد بن أرقم
(1)
(1718)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع ويحيى بن سعيد قالا: حدّثنا يوسف بن صُهيب عن حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يأخذْ من شاربه فليس منّا".
قال الترمذي: هذا حديث صحيح (2).
(1719)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حَيّان التَّيمي قال: حدّثني يزيد بن حَيّان التَّيميّ قال:
انطلقت أنا وحُصين بن سَبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلمّا جلسنا إليه قال له حُصَين: لقد لقيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا، رأيتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسمِعْتَ حديثَه، وغزوْتَ معه، وصلَّيْتَ معه. لقد لَقِيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا. حدِّثنا يا زيدُ ما سَمِعْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابنَ أخي، واللَّه لقد كبِرَت سِنّي، وقدُمَ عهدي، ونَسِيتُ بعض الذي كنتُ أعي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فمّا حدّثْتُكم فاقبلوه، وما لا، فلا تُكَلِّفونيه. ثم قال:
قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا خطيبًا فينا بماء يدعى خُمًّا بين مكّة والمدينة، فحَمِدَ اللَّه وأثنى عليه، وذكرَ ووعظ، ، ثم قال:"أما بعد، ألا أيّها النّاس، إنما أنا بشر، يوشِكُ أن يأتيَني رسولُ ربّي عز وجل فأُجيبَ، وإنّي تاركٌ فيكلم ثَقَلَين: أولهما كتابُ اللَّه عز وجل، فيه الهُدى والنُّور، فخُذوا بكتاب اللَّه واستمسكوا به". فحثّ على كتاب اللَّه عز وجل ورغَّبَ فيه، وقال: "وأهلُ بيتي. أذكرُكم اللَّهَ في أهل بيتي، أذكِّرُكم اللَّه في أهل بيتي،
(1) الطبقات 6/ 96، والآحاد 4/ 127، ومعرفة الصحابة 3/ 1166، والاستيعاب 1/ 537، والتهذيب 4/ 64، والسير 3/ 165، والإصابة 2/ 542.
ومسنده الخامس والستون - المقدّمون عند الحميدي. اتّفق الشيخان على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري باثنين، ومسلم بستة، وذكر ابن الجوزيّ في التلقيح 365 أنّه أُخرج له سبعون حديثًا.
(2)
المسند 4/ 366. ومن طرق عن يوسف في النسائي 1/ 15، 8/ 129، والترمذي 5/ 87 (2761) وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن حبّان 2/ 290 (5477)، وصحّحه الألباني وشعيب.
أذكِّرُكم اللَّهَ في أهل بيتي". فقال له حصين: ومن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إنّ نساءَه من أهل بيته، ولكنّ أهلَ بيته من حُرِم الصدقةَ بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عَقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: أكلُّ هولاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم (1).
قال يزيد بن حبّان: وحدَّثنا زيد في مجلسه ذلك قال: بعث إليّ عبيد اللَّه بن زياد فأتيْتُه، فقال: ما أحاديثُ تحدِّثها وترويها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا نجدُها في كتاب اللَّه عز وجل؟ تُحَدِّث أن له حوضًا في الجنّة. قال: قد حدَّثَناه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ووعدناه. قال: كذبْتَ، ولكنّك شيخٌ قد خَرِفْتَ. قال: إِنّي قد سَمِعتْه أُذناي، ووعاه قلبي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"من كذب عليَّ متعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النّار". وما كذبت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).
وحدّثنا زيد في مجلسه: إنّ الرّجل من أهل النّار لَيَعْظُم للنار حتى يكون الضِّرسُ من أضراسه كأُحد (3).
انفرد مسلم بإخراج الحديث الأوّل من هذا الحديث، إلى قوله: أكلُّ هؤلاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم.
(1720)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن يزيد بن حَيّان عن زيد بن أرقم قال:
سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود. قال: فاشتكى لذلك أيّامًا. قال: فجاءَه جبريل فقال: إنّ رجلًا من اليهود سحرَك، عقد لك عُقَدًا في بئر كذا وكذا. فأرْسِلْ إليها من يجيءُ بها، فبعثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عليًّا فاستخرجَها، فجاء بها فحلَّها. قال: فقام رسولَ صلى الله عليه وسلم كأنما نُشِطَ من عِقال. قال: فما ذكر لذلك اليهوديّ، ولا رآه في وجهه قطُّ حتى مات (4).
(1) المسند 4/ 366، ومسلم 4/ 1873 (2408).
(2)
المسند 4/ 367، وإسناده صحيح كسابقه. يزيد من رجال مسلم، وسائر رجاله رجال الشيخين. وهو في المعجم الكبير 5/ 181 (5021).
(3)
المسند 4/ 367. وقد روى الإمام مسلم بإسناده إلى أبي هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضرس الكافر مثل أحد، وغِلَظُ جلده مسيرة ثلاثة أيام". 4/ 2189 (2851).
(4)
المسند 4/ 367، وسنن النسائي 7/ 112، والمعجم الكبير 5/ 180 (5016)، وشرح المشكل 15/ 108 (5935)، وصحّح الألباني إسناده، وشعيب.
(1721)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مرّة عن طلحة مولى قَرَظة عن زيد بن أرقم قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممّن يَرِدُ عليَّ الحوضَ يوم القيامة" قال: فقلنا لزيد: وكم أنتم يومئذ؟ قال: بين الستمائة والسبعمائة (1).
(1722)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن ثُمامة بن عُقبة عن زيد بن أرقم قال:
أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود فقال: يا أبا القاسم، ألسْتَ تزعمُ أنّ أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون؟ وقال لأصحابه: إنْ أقرَّ بهذه خَصَمْتُه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بلى، والذي نفسي بيده، ان أحدَهم ليُعطَى قوّةَ مائة رجل في المطعم والمشرب والشَّهوة والجِماع". قال: فقال له اليهوديّ: فإن الذي يأكلُ ويشرب تكون له الحاجة. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حاجةُ أحدِهم عَرَقٌ يَفيضُ من جُلودهم مثلَ ريحِ المِسك، فإذا البطنُ قد ضَمَرَ"(2).
(1723)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عُلَيّة قال: أخبرنا أيوب عن القاسم الشيباني:
أن زيد بن أرقم رأى قومًا يُصَلُّون في مسجد قُباء من الضحى، فقال: أما لقد عَلِموا أنّ الصلاة في غير هذه الساعة أفضل؛ إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ صلاة الأوّابين حين تَرْمَضُ الفِصال".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 4/ 367. ورواه الطبراني بأسانيد، منها هذا وغيره عن عمرو بن مرّة 5/ 175، 176، (4997 - 5001) ومن طريق عمرو بن مرّة في سنن أبو داود 4/ 237 (4746) وهو من طريق الأعمش في السنة لابن أبي عاصم 1/ 497 (750). ويروى بين السبعمائة إلى الثمانمائة. وصحّحه الحاكم والذهبيّ 1/ 76، 77 وذكرا أن علّة تركه الاختلاف في العدد. وقد صحّح الحديث الشيخ الألباني.
(2)
المسند 4/ 367، وصحّحه ابن حبّان 16/ 443 (7424). وأخرجه من طرق عن ثمامة الطبراني في الكبير 5/ 177، 178 (5004 - 5010) وذكر بعض من رواة البوصيري في الإتحاف 10/ 471 (10220) وقال: إسناد صحيح. فقال الهيثميّ 10/ 419. رجال أحمد رجال الصحيح غير ثمامة، وهو ثقة.
(3)
المسند 4/ 367. ومسلم 1/ 515 (748).
ورَمْض الفِصال: أن خترقَ الرَّمْضاء، وهو الرَّمْل، فتبرك الفِصالُ من شدّة الحرّ.
(1724)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: أخبرني حسن بن مسلم عن طاوس قال:
قَدِمَ زيد بن أرقم، فقال له ابن عبّاس يستذكره: كيف أخبرْتَني عن لحم أُهديَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو حرام؟ قال: نعم، أهدى له رجل عضوًا من لحم صيدٍ، فردّه وقال:"إنّا لا نأْكُلُه، إنّا حُرُم".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1725)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدّثني عمرو بن مُرّة عن ابن أبي ليلى:
أن زيد بن أرقم كان يكبِّرُ على جنائزنا أربعًا، وإنه كبَّرَ على جنازة خمسًا، فسألوه فقال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكبِّرُها. أو: كبَّرَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا إسرائيل عن عبد الأعلى قال:
صلَّيْتُ خلفَ زيد بن أرقم على جنازة، فكبَّر خمسًا، فقام إليه عبد الرحمن بن أبي ليلى فأخذ بيده فقال: نسيتَ؟ فقال: لا، ولكنْ صلَّيْتُ خلفَ أبي القاسم خليلي صلى الله عليه وسلم، فكبَّر خمسًا، ولا أترُكها أبدًا (3).
(1726)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي المنهال قال: سمعْتُ زيد بن أرقم والبراء يقولان:
(1) المسند 4/ 367، ومسلم 2/ 857 (1195).
(2)
المسند 4/ 367، ومن طريق شعبة في مسلم 2/ 659 (957).
(3)
المسند 4/ 370 والمعجم الأوسط 2/ 489 (1844) من طريق إسرائيل. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الأعلى إلا إسرائيل. وقال ابن كثير - الجامع 4/ 408 (2778) تفرّد به. والأسود وإسرائيل من رجال الشيخين. وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، روى له أصحاب السنن، وقال ابن حجر - التقريب 1/ 324: صدوق يَهِم. وما قبله يُصحّحه.
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الذَّهب بالوَرِق دَينًا.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(1727)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل قال: حدّثني الحارث بن شُبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال:
كان الرجل يُكَلِّمُ صاحبَه على عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الحاجة في الصلاة، حتى نزلت هذه الآية:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] فأُمِرْنا بالسّكوت.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(1728)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي عبد اللَّه (3) عن ميمون أبي عبد اللَّه قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع:
نزلنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بوادٍ يقال له وادي خُمّ، فأمر بالصلاة فصلّاها بهَجير. قال: فخَطَبَنا، وظُلِّل على رسول اللَّه بثوب علي شجرة من الشمس، فقال:"ألَسْتُم تعلمون - أو: ألستم تشهدون أنّي أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسه؟ " قالوا: بلى. قال: "فمن كنتُ مولاه فإن عليًّا مولاه، اللهمّ عادِ من عاداه، ووالِ من والاه"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا فِطر عن أبي الطُّفيل قال:
جمع على النّاس في الرَّحْبة ثم قال: أَنْشُدُ اللَّهَ كلَّ امرىءٍ مسلمٍ سمع رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم
(1) المسند 4/ 368، ومن طريق شعبة في البخاري 4/ 382 (2180)، ومسلم 3/ 1212 (1589).
(2)
المسند 4/ 368. والبخاري 8/ 198 (4534). ومن طرق عن إسماعيل بن أبي خالد في البخاري 3/ 72 (1200)، ومسلم 1/ 383 (539).
(3)
هكذا في النسخ الثلاث. وهو في المسند وجامع المسانيد والإتحاف والأطراف عن "أبي عبيد" وفي مطبوع المعجم الكبير "أبي عبيدة"، قال ابن حجر في التعجيل 501: أبو عبيد: أخرج في مسند زيد ابن أرقم من طريق مغيرة. . الحديث. قال: ما عرفت من هو أبو عبيد هذا، ولا أفرده الحسيني ولا من تبعه بترجمة.
(4)
المسند 4/ 372، والمعجم الكبير 5/ 202 (5092). وإسناده ضعيف لضعف ميمون، وجهالة أبي عبد اللَّه، أو أبي عبيد. وله طرق صحيحة.
يقول يومَ غدير خُمّ ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من النّاس، فشهدوا حين أخذَ بيده، وقال للناس:"أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه. قال: "من كنتُ مولاه فهذا مولاه. اللهمُّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه". قال: فخرجْتُ كأنّ في نفسي شيئًا، فلقيتُ زيدَ بنَ أرقم فقلتُ له: إنّي سمعتُ عليًّا يقول كذا وكذا. قال: فما تُنكرُ؟ قد سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك (1).
(1729)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا يوسف بن صُهيب قال: حدّثني حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم قال:
لقد كُنّا نقرأُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضّة لابتغى إليهما آخر، ولا يملأُ جوفَ ابن آدمَ إلّا التُّرابُ، ويتوبُ اللَّهُ على من تاب"(2).
(1730)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل وأُبي عن أبي إسحق قال:
سألْتُ زيدَ بن أرقم: كم غزا النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة، وغزوتُ معه سبع عشرة، وسبَقَني بغَزاتين.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(1) المسند 4/ 370. وفي الترمذي 5/ 591 (3713) عن أبي الطفيل يحدّث عن أبي صريحة أو زيد بن أرقم -شكّ شعبة- عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبي عبد اللَّه عن زيد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال الهيثميّ 9/ 107: رجال أحمد رجال الصحيح غير فطر، وهو ثقة. ومن طريق فطر أخرجه الطحاويّ في شرح المشكل 5/ 15 (1762)، وصحّحه ابن حبّان 15/ 375 (6931). وللحديث طرق في السنة 2/ 907 - 909 (1396 - 1399). وقد صحّح الحديث الألباني على شرط البخاري، مع ذكره عددًا من روايات الحديث - الصحيحة 4/ 330 (1750). وحسّنه الأرناؤوط في حاشية الطحاوي، واعترض للألباني.
(2)
المسند 4/ 368، ومن طريق يوسف في المعجم الكبير 5/ 184 (5032). قال البوصيري في الإتحاف 10/ 17 (9532): رواه مسدّد وأبو بكر بن أبي شعبة وأحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي بسند صحيح. وقال الهيثميّ 10/ 246: رواه أحمد والطبراني والبزار بنحوه، ورجالهم ثقات.
(3)
المسند 4/ 368، والبخاري 7/ 279 (3949)، 7/ 108، 153 (4404، 4471) عن شعبة وزهير وإسرائيل عن أبي إسحق، وفي مسلم 2/ 916 (1254) عن زهير عن أبي إسحق. ووكيع بن الجراح ثقة من رجال الشيخين.
(1731)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قالا: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سلّام بن مسكين عن عائذ اللَّه المجاشعيّ عن أبي داود عن زيد بن أرقم قال:
قُلْت - أو: قالوا: يا رسول اللَّه، ما هذه الأضاحي؟ قال:"سُنّةُ أبيكم إبراهيمَ عليه السلام" قالوا: ما لنا منها؟ قال: "بكلّ شعرة حَسّنة". قالوا: يا رسول اللَّه، والصوف: قال: "بكلّ شعرة من الصُّوف حَسَنة"(1).
(1732)
الحديث الخامس عاشر: حدّثنا أحمد قالا: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن عمرو بن مُرّة قال: سمعْتُ أبا حمزة يحدّث عن زيد بن أرقم قال:
أوّل من صلّى مع النبيّ صلى الله عليه وسلم عليٌّ رضي الله عنه. قال عمرو: فذكرْتُ ذلك لإبراهيم (2)، فأنكر ذلك وقال: أبو بكر رضي الله عنه (3).
(1733)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن الحكم عن محمد بن كعب القُرَظيّ عن زيد بن أرقم قال:
كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة، فقال عبد اللَّه بن أُبيّ: لئن رَجَعْنا إلى المدينة ليُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ. قال: رسولَ اللَّه فأخبرْتُه، قال: فحلف عبد اللَّه بن أُبَيّ أنّه لم يكن شيءٌ من ذلك. قال: فلامَني قومي وقالوا: ما أردتَ إلى هذا؟ قال: فانطلقْتُ فنِمْت كئيبًا حزينًا. قال: فأرسل إليَّ نبيُّ اللَّه - أو: أتيْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إنّ
(1) المسند 4/ 368، ومن طريق سلّام في ابن ماجه 2/ 1045 (3127)، والمعجم الكبير 5/ 197 (5075). وأبو داود نُفيع، سبق أنّه متروك. وفهه عائذ اللَّه، ضعيف - التقريب 1/ 271، فالإسناد ضعيف، ومعرفة الصحابة ذلك صحّحه الحاكم 2/ 389. وقال الذهبيّ: عائذ اللَّه، قال أبو حاتم: منكر الحديث. ولم يذكر أبا داود. وقال البوصيري في الزوائد: في إسناده أبو داود وهو متروك، واتّهم بوضع الحديث. ولم يذكر عائذ اللَّه. وينظر في تضعيف الحديث السنن الكبرى 9/ 261، والترغيب 2/ 98 (1620) وضعيف ابن ماجه.
(2)
هو النخعي.
(3)
المسند 4/ 368، وفضائل الصحابة 2/ 591 (1004)، ومن طريق شعبة في المعجم الكبير 5/ 176 (5002). وصحّح محقّق الفضائل إسناده. وقال البوصيري في الإتحاف 9/ 273 (8969): رواه أبو داود الطيالسي (93/ 678) وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، واللفظ له، ورواته ثقات. وقال الهيثمي 9/ 106: رجاله رجال الصحيح. وأبو حمزة، سبق أنّه طلحة بن يزيد.
اللَّه عز وجل قد أنزلَ عُذْرَكَ وصدّقَك" قال: فنزلت هذه الآية: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} حتى بلغ: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 7، 8].
أخرجاه في الصحيحين (1).
(1734)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن القاسم الشّيبانيّ عن زيد بن أرقم قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذه الحُشوش مُحْتَضَرةٌ، فإذا أراد أحدُكم أن يدخلَ الخلاء فليقل: اللهمَّ إني أعوذُ بك من الخُبث والخبائث"(2).
(1735)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا عوف عن ميمون أبي عبد اللَّه عن زيد بن أرقم قال:
كان لِنَفَر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبوابٌ شارعةٌ في المسجد. قال: فقال يومًا: "سُدُّوا هذه الأبوابَ إلّا بابَ عليّ" قال: فتكلّم في ذلك أُناس. قال: فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فحَمِدَ اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:"أما بعدُ، فإنّي أَمرْتُ بسدّ هذه الأبوابِ غيرَ باب عليّ، فقال فيه قائُلكم، وإنّي واللَّه ما سَدَدْتُ شيئًا ولا فتحْتُه، ولكنّي أُمِرْتُ بشيءٍ فاتَّبَعْتُه"(3).
(1) المسند 4/ 368 والحكم هو ابن عتيبة الكندي، من رجال الشيخين، كسائر رجال الإسناد. وأخرجه البخاري 8/ 647 (4900) وما بعده، ومسلم 4/ 2140 (2772) من طرق عن أبي إسحق عن زيد.
(2)
المسند 4/ 373. ومن طريق سعد في أبي يعلى 13/ 180 (7218)، وفي المعجم الكبير 5/ 208 (5114، 5115) من طريق سعيد بن بشير وسعيد بن أبو عروبة عن قتادة. وقد روي الحديث عن شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد في المسند 4/ 369، وسنن أبي داود 1/ 2 (6)، وصحّح هذه الطريق ابن خزيمة 1/ 38 (69). وعدّ الترمذي ذلك اضطرابًا بعد الحديث (5) 1/ 11، ولكن البخاري يرى أن قتادة يحتمل أن يكون روى عنهما. وكذلك صحّح الحاكم 1/ 187 الطريقين، ووافقه الذهبي، وصحّحهما ابن حبّان 4/ 252، 255 (1406، 1408)، والألباني في الصحيحة 3/ 59 (1070).
(3)
المسند 4/ 369، وفضائل الصحابة 2/ 581 (985)، وشرح المشكل 9/ 189 (3561). قال الهيثمي في المجمع 9/ 117: فيه ميمون أبو عبد اللَّه، وثقه ابن حبّان وضعّفه جماعة، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وصحّحه الحاكم 3/ 125، واعترض الذهبي بقوله: رواه عوف عن ميمون بن عبد اللَّه. وعدّ الذهبيّ في الميزان ميمونًا ضعيفًا، ونقل الحديث 4/ 235. وضعّف محقّقا الفضائل والمشكل إسناده. وينظر الموضوعات لابن الجوزي 2/ 134 (689). واعتراض ابن حجر عليه، ومنافحته عن الحديث في القول المسدّد 17.
(1736)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة عن خالد الحذاء قال: سمعْتُ أبا عبد اللَّه ميمونًا يحدّثُ عن زيد بن أرقم:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرَهم أن يتداوَوا من ذات الجَنْب بالعود الهنديِّ والزَّيت (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثني أبي عن قتادة عن أبي عبد اللَّه عن زيد بن أرقم قال:
سمعْتُ رسول اللَّه ينعت الزّيت والوَرْسَ من ذات الجَنب.
قال قتادة: يَلُدُّه من جانبه الذي يشتكيه (2).
قلت: معنى يلدّه: يسقيه من أحد شِقَّي الفم.
(1737)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا شعبة عن أبي عبد اللَّه الشاميّ قال: سمعْتُ معاوية يخطب، يقول: يا أهلَ الشّام، حدّثني الأنصاريُّ - قال شعبة: يعني زيد بن أرقم:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزالُ طائفة من أُمَّتي على الحقِّ ظاهرين، وإنّي لأرجو أن تكونوا هم يا أهلَ الشّام"(3).
(1) المسند 4/ 369 وفي إسناده ميمون. وهو من طريق شعبة في الترمذي 4/ 355 (2079) وقال: حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلّا من حديث ميمون. ومن طريق ميمون في الكبير 5/ 202 (5090)، وابن ماجه 2/ 1148 (3467) مع اختلاف يسير، وصحّحه الحاكم 4/ 202 ووافقه الذهبي. وضعّفه الألباني.
(2)
المسند 4/ 372، وفيه أيضًا أبو عبد اللَّه ميمون، وأخرجه الترمذي 4/ 355 (2078) من طريق معاذ بن هشام، وقال: حسن صحيح. وهو في المعجم الكبير 5/ 202 (5091) والحاكم 2/ 203 - وضعّفه الألباني. وقد روى الحديث عن مسدّد عن معاذ عن أبيه عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد. إتحاف الخيرة 5/ 535 (5346) وهذا إسناد صحيح.
(3)
المسند 4/ 369، رمسند الطيالسي 94 (689) والمعجم الكبير 5/ 1565 (4967) من طريق شعبة. قال البوصيري في الإتحاف 10/ 159 (9766): رواه أبو داود الطيالسي وعنه أحمد بن حنبل بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. وقال الهيثميّ في المجمع 7/ 290: فيه أبو عبد اللَّه الشامي، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يُجرّحه أحد، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
قلت: قال أبو حاتم 9/ 399: لا يسمّى ولا يعرف وهو شيخ. والحديث "لا تزال أمّتي ظاهرين" شاهد في مسلم عن جابر وثوبان - الجمع 2/ 397 (1665)، 3/ 534 (3095).
(1738)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخيرنا شعبة عن قتادة قال: سمعْتُ النضر بن أنس يحدّث عن زيد بن أرقم:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "اللهمّ اغْفِرْ للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن النضر بن أنس:
أنّ زيد بن أرقم كتب إلى أنس بن مالك زمن الحَرّة يُعَزِّيه فيمن قُتل من ولده وقومه. وقال: أُبَشَّرك ببُشرى من اللَّه عز وجل: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمَّ اغفِرْ للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، واغفِرْ لنساء الأنصار، ولنساء أبناء الأنصار، ولنساء أبناء أبناء الأنصار"(2).
(1739)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن مهديّ قال: حدّثنا معتمر قال: سمعْتُ داود الطُّفاوي يحدّث عن أبي مسلم البَجَلي عن زيد بن أرقم قال:
كان نبيّ للَّه صلى الله عليه وسلم يقول في دُبُر صلاته: "اللهمّ ربّنا وربّ كلّ شيء، أنا شهيد أنك أنت الربّ وحدَك لا شريك لك -قالها إبراهيم مرّتين- ربَّنا وربَّ كلِّ شيء، أنا شهيد أنّ
(1) المسند 4/ 369، ومسند الطيالسي 94 (680). وقد جعل المؤلّف الحديث للبخاري وحده، متابعًا ما فعل الحميديّ في الجمع 1/ 512 (834) ولكن الحميدي أفرد الحديث على أنّه للبخاري، ثم ذكر أن البخاري يشاركه مسلم جزء الحديث وهو الوارد هنا، فهذا الجزء متّفق عليه. ولكنّه من ترجمتين. فعند البخاري 8/ 650 (4906). . . عن عبد اللَّه بن الفضل عن أنس. . وعن مسلم 4/ 1948 (2506) عن النضر عن أبيه عن زيد.
(2)
المسند 4/ 370 وهو حديث صحيح، لكن في إسناده علي بن زيد، ابن جدعان، ضعيف. ورواه الترمذي 5/ 670 (3902) من طريق علي بن زيد، وقال: حسن صحيح. قال: ورواه قتادة عن النضر بن أنس. فهي متابعة لابن جدعان، وطريق صحيح. ورواه ابن حبّان في صحيحه 16/ 170 (7281) عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي بكر بن أنس عن زيد. وهو إسناد صحيح. وفي حديث البخاري -السابق- شيء من هذا الحديث.
ووقعة الحرّة كانت في السنة الثالثة والستين، وفيها هاجم جنود يزيد مدينة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
محمّدًا عبدُك ورسولُك، ربَّنا وربَّ كلّ شيء، أنا شهيد أنّ العبادَ كلّهم إخوة. اللهمَّ ربَّنا وربَّ كلِّ شيء، اللهمّ اجعلْني مخلِصًا لك وأهلي في كلّ ساعة من الدُّنيا والآخرة، ذا الجلالِ والإكرام، اسمَعْ واستجِبْ، اللَّه الأكبر الأكبر، اللَّه نورُ السموات والأرض. اللَّه الأكبر الأكبر، حسبي اللَّه ونعم الوكيل، اللَّه الأكبر الأكبر" (1).
(1740)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا عَفّان قال](2) حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عاصم الأحول عن عبد اللَّه بن الحارث عن زيد بن أرقم قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمّ إنّي أعوذُ بك من العَجْز والكَسَل، والجُبْن، والهَرَم، والبُخل، وعذاب القبر. اللهمّ آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنتَ خيرُ من زكّاها، أنت وليُّها ومولاها. اللهمّ إنّي أعوذُ بك من قلب لا يخشع، ونفسٍ لا تشبع، وعلم لا ينفعْ، ودعوةٍ لا يُستجاب لها". فقال زيد بن أرقم: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعلِّمناهن ونحن نُعَلِّمُوكُوهنّ.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1741)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة الشاميّ قال:
شهدْتُ معاوية سألَ زيدَ بن أرقم: شهدْتَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا؟ قال: نعم، صلّى العيد أوّلَ النّهار، ثم رخَّصَ في الجمعة، ثم قال:"من شَاءَ أن يُجَمِّع فلْيُجَمِّع"(4).
(1) المسند 4/ 369 وفيه داود بن راشد الطّفاوي، ليّن الحديث. التقريب 1/ 162. والحديث من طريق معتمر في مسند أبي داود 2/ 81 (1508) ومسند أبي يعلى 13/ 178 (7216)، والمعجم الكبير 5/ 210 (5122) وضعّفه الألباني.
(2)
تكملة من المسند والمصادر.
(3)
المسند 4/ 371، ومسلم 4/ 2088 (2722) من طريق عاصم. وعفّان وعبد الواحد من رجال الشيخين.
(4)
المسند 4/ 372. ومن طرق عن إسرائيل في سنن أبي داود 1/ 281 (1070)، وابن ماجه 1/ 415 (1310)، والنسائي 3/ 194، والمعجم الكبير 5/ 209 (5120)، وشرح مشكل الآثار 3/ 186، 187 (1153، 1154) وصحّح الحاكم إسناده 1/ 288، وقال الذهبي: على شرط مسلم. وفيه إياس بن أبي رملة، مجهول، لم يرو له مسلم. وصحّح الحديث لغيره المحقّقون. ينظر تلخيص الحبير 2/ 621، ونصب الراية 2/ 225.
(1742)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا سفيان عن أجلح عن الشّعبي عن عبد خير الحضرميّ عن زيد بن أرقم قال:
كان عليٌّ باليمن، فأُتي بامرأة وَطِئَها ثلاثة نفرٍ في طهر واحد، فسأل اثنين: أتُقِرَّان لهذا بالولد؟ فلم يُقِرَّا. ثم سأل اثنين: أتُقِرّان لهذا بالولد؟ فلم يُقِرّا. ثم سأل اثنين حتى فرغ، يسأل اثنين اثنين عن واحد، فلم يُقِرّوا، ثم أقرع بينهم، فألزم الولدَ الذي وقعت عليه القرعةُ، وجعل عليه ثُلُثيَ الدّية، فرُفع ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن أجلح عن الشّعبي عن عبد اللَّه أبي الخَليل عن زيد بن أرقم:
أنَّ نفرًا وَطِئوا امرأةً في طُهر، فقال عليّ لاثنين: أتطيبان نفسًا لهذا؟ قالا: لا. فأقبل على آخرَين فقال: أتطيبان نفسًا لهذا؟ فقالا: لا. قال: أنتم شركاء متشاكسون. قال: إنّي مُقْرعٌ بينكم، فأيُّكم قَرَعَ أَغْرَمْتُه ثُلُثَي الدّية وألزَمْتُه الولد. قال: فذُكر ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "لا أعلم إلّا ما قال عليّ"(2).
(1743)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن ربيعة عن خالد أبي العلاء الخَفّاف عن عطيّة عن زيد بن أبي أرقم قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعمُ وصاحبُ القَرن قد التقمَ القَرن وحنى الجَبهة، وأصْغَى السمع متى يُؤمر". قال: فساء (3) ذلك أصحابَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وشقّ عليهم، فقال
(1) المسند 4/ 373، وشرح المشكل 12/ 211 (4761). وقد رواه أصحاب السنن - عدا الترمذي عن عبد الرزّاق عن الثوري عن صالح الهمداني عن الشعبي عن عبد خير: أبو داود 2/ 82 (2270) والنسائي 6/ 182، وابن ماجة 2/ 786 (2348) وصحّحه الألباني، وحكم محقّق المشكل على إسناده بالضعف. وينظر التاريخ الكبير 5/ 29، والضعفاء للعقيلي 1/ 123.
(2)
المسند 4/ 374، ومن طريق الأجلح في أبي داود 2/ 281 (2269) والنسائي 3/ 183، وشرح المشكل 12/ 210 (4760) وصحّحه الحاكم 2/ 207، والألباني.
(3)
في المسند والمجمع "فسمع".
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قولوا: حَسْبُنا اللَّهُ ونعم الوكيل"(1).
(1744)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج عن يونس بن أبي إسحق عن أبي إسحق عن زيد بن أرقم قال:
أصابَني رَمَدٌ فعادني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا بَرأْتُ خرجْتُ، فقال لي رسول للَّه صلى الله عليه وسلم:"أرأيتَ لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعًا؟ " قال: لو كانت عيناي لما بهما لصَبَرْتُ واحتسبْتُ". قال: "لو كانت عيناك لما بهما ثم صَبَرْتَ واحتسبْتُ لأوجبَ اللَّه عز وجل لك الجنّة" (2).
* * * *
(1) المسند 4/ 374. والمعجم الكبير 5/ 195 (5072) قال الهيثميّ في المجمع 10/ 333: رواه أحمد والطبراني، ورجاله وثّقوا على ضعف فيهم. فمحمد بن ربيعة الكلابي صدوق، أما عطية ضعيف، وخالد ابن طهمان، صدوق اختلط.
وقد روى الترمذي الحديث وحسّنه من طرق عن عطية عن أبي سعيد 4/ 536 (2431)، 5/ 347 (3243) وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 4/ 375، والمعجم الكبير 5/ 190 (5052) ومن طريق يونس في الأدب المفرد 1/ 375 (532) وأخرج جزءًا من أوّله أبو داود 3/ 186 (3102)، وصحّح هذا الجزء الحاكم 1/ 312 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن يونس روى له الجماعة غير البخاري. وقد حسّن الألباني الجزء الذي رواه أبو داود، وضعّف تتمّته في تعليقه على أبي دواد والمفرد.