الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(71) مسند جُنْدُب بن عبد اللَّه بن سفيان أبي عبد اللَّه البَجَليّ العَلَقيّ
وعَلَق بن بَجيلة، ويجيء عنه الحديث كثيرًا يُنسب فيه إلى جدّه، فيُقال: جندب بن سفيان (1).
(1329)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا سلّام بن أبي مُطيع عن أبي عمران الجَوني عن جُنْدب قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآنَ ما ائتلفتْ عليه قلوبُكم، فإذا اختلفْتُم فقُوموا".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(1330)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مِسْعَر عن عبد الملك بن عُمير عن جندب العَلَقيّ قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فَرَطُكم على الحوض".
أخرجاه (3).
(1331)
الحديث الثالث: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ الحسن يقول: حدّثنا جُنْدُب بن
(1) ينظر الآحاد 4/ 293، ومعرفة الصحابة 2/ 577، والاستيعاب 1/ 218، والتهذيب 1/ 483، والسير 3/ 174، والإصابة 1/ 250.
ومسنده في الجمع في المقدّمين بعد العشرة - المسند 32. وله سبعة أحاديث للشيخين، وخمسة لمسلم وحده. وفي التلقيح 366، أنّه روى ثلاثة وأربعين حديثًا.
(2)
المسند 4/ 313. والبخاري 10/ 101 (5060، 5061) عن عبد الرحمن عن سلّام. ومن طرق عن أبي عمران الجوني في مسلم 4/ 2053، 2054 (2667).
(3)
المسند 4/ 313. وبهذا الإسناد وغيره في مسلم 4/ 1792 (2289). وهو في البخاري 11/ 465 (6589) عن شعبة عن عبد الملك.
عبد اللَّه البَجَلي في هذا المسجد، فما نَسِينا، ولا نخشى أن يكون كذبَ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خرجَ برجل ممّن كان قبلكم جُرحٌ، فجَزِعَ، وأخذ سِكِّينًا فجزَّ بها يدَه، فما رَقَأَ الدمُ حتى مات، فقال اللَّه عز وجل: بادَرَني عبدي بنفسه، فحرَّمْتُ عليه الجنّة".
أخرجاه (1).
(1332)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا سفيان عن الأسود بن قيس قال: سمعْتُ جندبًا يقول:
اشتكى النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلم يَقُمْ ليلةً أو ليلتين، فأْتَتِ امرأةٌ فقالت: يا محمّد، ما أرى شيطانَك إلّا تركَك. فأنزلَ اللَّه عز وجل:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [سورة الضحى].
أخرجاه (2).
(1333)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة بن حُميد قال: حدّثني الأسود بن قيس عن جُنْدُب بن سُفيان البَجَليّ:
أنّه صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ أضحى، قال: فانصرفَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فإذا هو باللحم وذبائح الأضحى، فعرفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنها ذُبِحَتْ قبلَ أن نُصلّيَ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَن كان ذبحَ قبلَ أن يُصلّيَ فليذبحْ مكانَها أُخرى، ومن لم يكنْ ذبحَ حتى صلَّيْنا فليذبحْ باسم اللَّه".
أخرجاه (3).
(1334)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال حدّثنا وكيع وعبد الرحمن قالا: حدّثنا سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل قال: سمعْتُ جُندبًا يقول:
(1) الحديث بهذا الإسناد في مسلم 1/ 107 (113) وذكر صدره وقال: وذكره نحوه، محيلًا على الذي قبله، وفي ألفاظه اختلاف عمّا هنا. وهو في البخاري 6/ 496 (3364) من طريق جرير، وألفاظه أقرب إلى ما ذكر ابن الجوزي هنا منسوبًا إلى مسلم. وقريب منه في المسند 4/ 313 من طريق الحسن.
(2)
المسند 4/ 313، والبخاري 2/ 8 (5124)، 9/ 3 (4983)، ومسلم 3/ 1421، 1422 (1797).
(3)
المسند 4/ 312، والبخاري 9/ 630 (5500)، ومسلم 3/ 1550، 1551 (1960) من طرق عن الأسود. وعَبيدة من رجال البخاري، ثقة.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من يُسَمِّع يُسَمِّعِ اللَّهُ به، ومن يرائي يرائى اللَّه به".
أخرجاه (1).
وفي لفظ البخاريّ زيادة: "من شاقّ شقّ اللَّه عليه يوم القيامة"(2).
(1335)
الحديث السابع: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا سفيان عن الأسود بن قيس قال: سمعْتُ جندبًا يقول:
بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمشي، إذ أصابَه حَجَرٌ فعثَرَ، فدَمِيَتْ إصبعُه، فقال:"هل أنتِ إلّا إصبعٌ دَمِيتِ، وفي سبيل اللَّه ما لَقيتِ".
أخرجاه (3).
(1336)
الحديث الثامن: حدّثنا مسلمٌ قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّورقي قال: حدّثنا إسماعيل عن خالد عن أنس بن سيرين قال: سمعْتُ جندبًا القَسْريّ يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى صلاة الصُّبح فهو في ذمّة اللَّه عز وجل، فلا يَطْلُبَنَّكم اللَّه من ذمّته بشيء، فإنّه من يَطلُبْه من ذمّته بشيء، يُدْرِكْه ثم يُكبَّه على وجهه في نار جهنّم".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1137)
الحديث التاسع: حدّثنا مسلم قال: حدّثني سويد بن سعيد عن مُعتمر ابن سليمان عن أبيه، قال: حدّثنا أبو عمران الجَوَني عن جُندب:
(1) المسند 4/ 313. ومسلم 4/ 2289 (2987) من طريق وكيع عن سفيان الثوري. والبخاري 11/ 335 (6499) عن يحيى بن سعيد وأبي نعيم عن سفيان.
قال ابن حجر 11/ 336: وقد ثبتت الياء في آخر كل منهما (يرائي). أما الأولى فللإشباع، وأما الثانية فكذلك، أو التقدير: فإنّه يُرائي به اللَّه.
(2)
في البخاري 13/ 128 (7152): حدّثنا إسحق الواسطي حدّثنا خالد عن الجريري عن طريق أبي تميمة قال: شهدت صفوان وجُندبًا وهو يوصيهم. . . وفيه: "من سمَّع سمَّع اللَّه به، ومن شاقّ شقّق اللَّه عليه يوم القيامة" وذكر في الفتح روايات.
(3)
البخاري 10/ 537 (6146)، وفي 6/ 19 (2802) عن أبي عوانة عن الأسود. وعن طريق أبي عوانة وسفيان بن عُيينة عن الأسود في مسلم 3/ 1421 (1796). وهو في المسند 4/ 312 من طريق شعبة عن الأسود.
(4)
مسلم 1/ 454 (657)، وهو في المسند من طريق الحسن عن جندب 4/ 312.
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدّث: "أنّ رجلًا قال: واللَّه لا يغفرُ اللَّهُ لفلان، وأنّ اللَّه عز وجل قال: من ذا الذي يتألّى (1) عليّ ألّا أغفِرَ لفلان، فإنّي قد غفرتُ لفلان، وأحْبَطْتُ عملك" أو كما قال.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1338)
الحديث العاشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا هُرَيم بن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر قال: سمعْتُ أبي يحدّث عن أبي مِجْلَز عن جُندب بن عبد اللَّه البَجَليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قُتِلَ تحتَ رايةٍ عُمّيّة (3)، يدعو عصبيّة أو ينصرُ عصبيّة فقِتلةٌ جاهليّة".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
العمّيّة: الأمر المُلْبِس لا يُدْرَى ما وجهُه. وكذلك العصبيّة. والمقصود أن يقاتل للهوى لا بإذن الشرع. وقال أحمد بن حنبل: هو الأمر الذي لا يُستبان وجهُه (5).
(1339)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن خراش قال: حدّثنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا مُعتمر قال: سمعْت أبي يحدّث [أن خالدًا الأشجّ، ابن أخي صفوان حدّث](6) عن صفوان أنّه حدّث:
أن جندب بن عبد اللَّه البجليّ بعث إلى عَسْعَس بن سلامة زمنَ فتنةِ ابن الزُّبير فقال: اجمعْ لي نفرًا من إخوانك حتى أُحَدِّثَهم. فبعثَ إليهم رسولًا، فلمّا اجتمعوا جاء جندبٌ وعليه بُرْنُسٌ أصفرُ، فقال: تحدَّثوا بما كُنْتُم تتحدّثون به، حتى دار الحديث، فلمّا دار الحديث إليه حَسَرَ البُرْنُسَ عن رأسه فقال: إنّي أتيتُكم، وإنّي أُريد أن أُخبركم عن نبيّكم:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثَ بعثًا من المسلمين إلى قوم من المشركين، وإنّهم التقَوا،
(1) يتألّى: يحلف.
(2)
مسلم 4/ 2023 (2621).
(3)
بضم العين وكسرها.
(4)
مسلم 3/ 1478 (1850).
(5)
ينظر الكشف 2/ 51، وشرح النووي 11/ 481.
(6)
ما بين معقوفين سقط من الأصول، وهو من مسلم والتحفة.
فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصدَ إلى رجل من المسلمين قصدَ له فقتله، وإن رجلًا من المسلمين قصد غَفْلَته، قال: وكُنّا نتحدّث أنّه أُسامة بن زيد، فلمّا رفعَ عليه السيف قال: لا إله إلّا اللَّه، فقتلَه. فجاء البشيرُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسألَه وأخبره، حتى أخبره خبرَ الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله، فقال:"لِمَ قَتَلْتَه؟ ". قال: يا رسول اللَّه، أوجعَ في المسلمين وقتلَ فلانًا وفلانًا - وسمَى له نفَرًا، وإنّي حملْتُ عليه، فلمّا رأى السيفَ قال: لا إله إلّا اللَّه. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَقَتَلْتَه؟ " قال: نعم. قال: "فكيف تصنع بـ لا إله إلّا اللَّه إذا جاءتْ يومَ القيامة؟ " قال: يا رسول اللَّه، استغفرْ لي. قال:"وكيف تصنع بـ لا إله إلّا اللَّه إذا جاءتْ يوم القيامة؟ ، فجعلَ لا يزيد على أن يقول: "كيف تصنع بـ لا إله إلّا اللَّه إذا جاءتْ يوم القيامة؟ ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1340)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا زكريا بن عَديٍّ عن عُبيد اللَّه بن عمرو بن زيد بن أبي أُنيسة عن عمرو بن مُرّة عن عبد اللَّه بن الحارث النَّجراني قال: حدّثني جُندب قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبلَ أن يموتَ بخمس وهو يقول: "إنّي أبرأُ إلى اللَّه عز وجل أن يكونَ لي منكم خليل، فإنّ اللَّه عز وجل قد اتّخذَني خليلًا كما اتَّخَذَ إبراهيمَ عليه السلام خليلًا، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا من أُمّتي خليلًا لاتَّخَذْتُ أبا بكر خليلًا، وإنّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يتَّخذون قبورَ أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، فلا تتَّخذوا القبورَ مساجدَ، إنّي أنهاكم عن ذلك".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1341)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا عبد الصّمَد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الجُرَيريّ عن أبي عبد اللَّه الجُشَميّ عن جندب قال:
جاء أعرابيٌّ فأناخَ راحِلَتَه ثم عقلَها، ثم صلَّى خلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلقَ عقالَها ثم رَكِبها، ثم نادى: اللهمَّ ارْحَمْني ومحمّدًا، ولا تُشْرِك
(1) مسلم 1/ 97 (97).
(2)
مسلم 1/ 377 (532).
في رحمتنا أحدًا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتقولون هذا أضلُّ أم بعيرُه؟ ألم تسمعوا ما قال؟ " قالوا: بلى. قال: "لقد حَظَرْتَ رحمة واسعة. إنّ اللَّه عز وجل خلق مائة رحمة، فأنزلَ رحمةً يتعاطف بها الخلقُ جِنُّها وإنسُها وبهائمُها، وعنده تسعٌ وتسعون. أتقولون هو أضلّ أم بعيره؟ "(1).
* * * *
(1) المسند 4/ 312، والمعجم الكبير 1/ 161 (1667). وهو في سنن أبي داود 4/ 271 (4885) باختصار. وينظر ضعيف أبي داود. والحديث صحّح الحاكم والذهبي إسناده عن يزيد بن هارون عن الجريري عن أبى عبد اللَّه الحيري (الجسري) عن جندب 4/ 248. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 217: رواه أبو داود باختصار، وأحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي عبد اللَّه الجشمي، ولم يضعّفه أحد.
وأبو عبد اللَّه الجشمي روى له أبو داود هذا الحديث، ورواه المزّي. وجعله ابن حجر مجهولًا. تهذيب الكمال 8/ 355، والتقريب 2/ 741. والحديث صحيح لغيره.
وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة: "إنّ للَّه مائة رحمة. . . " كما رواه مسلم عن سلمان. وروى البخاري عن أبي هريرة دعاء الأعرابي، وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"لقد تحجّرت واسعًا" ينظر الجمع 3/ 17، 360، 237 (2183، 2837، 2499).