الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(120) مسند خالد بن الوليد
(1)
(1590)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب قال: حدّثنا عبد اللَّه - يعني ابن المبارك قال: حدّثنا يونس عن الزُّهري قال: أخبرَني أبو أُمامة بن سهل بن حُنيف الأنصاريّ: أن ابن عبّاس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له سيف اللَّه أخبره:
أنّه دخل مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على ميمونة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهي خالته وخالة ابن عبّاس، فوجد عندها ضَبًّا مَحنوذًا (2) قَدِمَتْ به أختُها حُفَيدة بنت الحارث من نجد، فأهوى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدَه إلى الضّبّ، فقالت امرأةٌ من النّسوة الحضور: أخْبِرْنَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ما قَدَّمْتُن إليه. قلن: هو الضّبُّ يا رسول اللَّه. فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدَه عن الضّبّ، فقال خالد بن الوليد: أحرامٌ الضّبُّ يا رسول اللَّه؟ قال: "لا، ولكن لم يكن بأرض قومي. فأجِدُني أعافُه". قال خالد: فاجترَرْتُه، فأكلْتُه ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينظر إليّ فلم ينهَني.
أخرجاه (3).
(1591)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوّام بن حَوْشَب عن سلَمة بن كُهَيل عن علقمة عن خالد بن الوليد قال:
كان بيني وبين عمّار بن ياسر كلامٌ، فأغْلَظْتُ له في القول، فانطلق عمّار يشكوني إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجاء خالدٌ وهو يشكوه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: فجعل يُغْلِظُ له ولا يزيدُه إلّا غِلظةً، والنبيّ صلى الله عليه وسلم ساكتٌ لا يتكلَّم، فبكى عمّار وقال: يا رسول اللَّه، ألا تراه؟ فرفع النبيّ صلى الله عليه وسلم رأسَه وقال:"من عادى عمّارًا عاداه اللَّه، ومن أبغضَ عمّارًا أبغضَه اللَّه". قال
(1) الطبقات 4/ 190، 7/ 276، والآحاد 2/ 24، ومعرفة الصحابة 2/ 925، والاستيعاب 1/ 405، والتهذيب 2/ 371، والسير 1/ 366، والإصابة 1/ 412.
ومسنده في الجمع (86) في المقلّين، فقد اتفق الشيخان على حديث له، وانفرد البخاري بآخر. وله ثمانية عشر حديثًا - التلقيح 368.
(2)
المحنوذ: المشويّ.
(3)
المسند 4/ 89، والبخاري 9/ 534 (5391) من طريق عبد اللَّه، ومسلم 3/ 1543 (1946) من طريق يونس، وعتّاب بن زياد، شيخ أحمد، ثقة.
خالد: فخرجْتُ، فما كان شيءٌ أحبَّ إليَّ من رضا عمّار، فلَقِيتُه فرَضِي (1).
(1592)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا محمد بن حرب قال: حدّثنا سليمان بن سُليم عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جدّه المقدامِ بن معد يكرب قال:
غَزَونا مع خالد بن الوليد الصائفةَ (2)، فقَرِمَ أصحابُنا إلى اللحم، فسألوني رَمَكَةً لي، فَدَفَعْتُها إليهم، فحَبَلوها (3)، فقلتُ: مكانَكم حتى آتيَ خالدًا، فأسأله، فأتيْتُه فسألته، فقال:
غَزَونا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر، فأسرعَ النّاسُ في حظائر يهود، فأمرَني أن أناديَ:"الصلاة جامعة، ولا يدخلُ الجنّةَ إلّا مسلم" ثم قال: "يا أيّها النّاس، إنّكم قد أسرَعْتُم في حظائر يهود. ألا لا تَحِلُّ أموالُ المعاهَدِين إلّا بحقها، وحرامٌ عليكم لحومُ الحُمُر الأهلية، وخيلِها، وبغالِها، وكلِّ ذي ناب من السِّباع، وكلِّ ذي مِخْلَبٍ من الطّير"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد قال: حدّثنا ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معديكرب عن أبيه عن جدّه عن خالد بن الوليد قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير (5).
(1) المسند 4/ 89، والمعجم الكبير 4/ 113 (3835) من طريق العوّام، ومن طريق يزيد صحّحه الحاكم والذهبيّ 3/ 390، وابن حبّان 15/ 556 (7081). وقال الهيثميّ 9/ 296: رجاله رجال الصحيح.
(2)
في القاموس: الصائفة: غزوة الروم. لأنهم كانوا يغزون صيفًا لمكان البرد والثلج.
(3)
قَرمِ إلى الشيء: اشتاق إليه. والرَّمكة: الفرس. وحَبَله ربطه بالحبال.
(4)
المسند 4/ 89، ومن طريق محمد بن حرب في الكبير 4/ 110 (3827)، وأبي داود 3/ 356 (3806). قال ابن حجر في التلخيص 4/ 1056: حديث خالد لا يصحّ. قال أحمد: إنه حديث منكر. وقال أبو داود: إنه منسوخ.
(5)
المسند 4/ 89. وهو ضعيف. وهو من طريق بقيّة في النسائي 7/ 202، وأبي داود 3/ 352 (3790)، وابن ماجه 1066 (3198)، والمعجم الكبير 4/ 110 (3826). قال أبو داود: لا بأس بلحوم الخيل، وليس العمل عليه. وهذا منسوخ. وقد أكل لحوم الخيل جماعة من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال السنديّ - كما في حاشية ابن ماجة: اتفق العلماء على أنّه حديث ضعيف، وذكر بعضهم أنّه منسوخ، فالحديث ضعيف لأنه معارَضٌ بأحاديث إباحة الخيل. كما أن سنده ليس بذاك، فصالح ليّن، وأبوه يحيى مستور. التقريب 1/ 252، 2/ 667.
(1593)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن أبي نَجيح عن خالد بن حكيم بن حزام قال:
تناول أبو عبيدة رجلًا بشيء، فنهاه خالد بن الوليد، فقال: أغضبْتَ الأمير، فأتاه، فقال: إنّي لم أُرِدْ أن أُغْضِبَك، ولكنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ أشدَّ النّاس عذابًا يوم القيامة أشدُّ (1) عذابًا للناس في الدُّنيا"(2).
(1594)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة عن عاصم عن أبي وائل عن عَزْرة بن قيس عن خالد بن الوليد قال:
كتب إليَّ أميرُ المؤمنين حين ألقى الشامُ بَوانِيَه بَثْنِيّةً وعَسَلًا، فأمرَني أن أسيرَ إلى الهند، والهندُ في أنفسنا يومئذٍ البصرةُ. قال: وأنا لذلك كاره، فقام رجلٌ فقال لي: يا أبا سليمان، اتَّقِ اللَّه، فإنّ الفِتَنَ قد ظهرت. قال: فقال: وابنُ الخطّاب حيّ! إنّما تكون بعدَه والنّاس بذي بلّيان- وذي بلّيان (3) بمكان كذا وكذا، فينظر الرجل، فيتفكّر هل يجد مكانًا لم ينزل به مثلَ ما نزل بمكانه الذي هو فيه من الفتنة والشّرّ، فلا يجده. قال: وتلك الأيّام التي ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة أيّام الهَرْج" فنعوذ باللَّه أن تُدْرِكَنا وإيّاكم تلك الأيّامُ (4).
البواني: أضلاع الصدر. والبَثْنية: الناعمة. ويقال: الزُّبدة. وفي لفظ: فصارت بثنيّة وعسلًا. وهذا مثل يقال لمن اطمأنّ: قد ألقى بوانيه.
(1595)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان ابن عمرو قال: حدّثني عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعيّ وخالد بن الوليد:
(1) في المسندَ "أشد النّاس عذابًا".
(2)
المسند 4/ 90 والكبير 4/ 110 (4 382) من طريق سُفيان. قال في المجمع 5/ 237: رجاله رجال الصحيح، خلا خالد بن حكيم، وهو ثقة. وخالد من رجال التعجيل. 111 وثقه ابن معين.
(3)
كذا في الأصول والمعجم الكبير والمجمع. وفي المسند "بذي بِلّيان أو بذي بِلِيان" وكأنه إشارة إلى لغتين فيه.
(4)
المسند 4/ 90 والمعجم الكبير 4/ 116 (3841)، والأوسط 9/ 217 (8474) وقال: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا أبو عوانة. قال الهيثميّ في المجمع 7/ 310: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف.
أما عاصم فحسن الحديث وأما عزرة فيبدو أن الإشارة إليه، فقد ذكره الذهبيّ في الميزان 3/ 66 وقال: من قدماء التابعين، يَروي عنه أبو وائل وحده. وفات صاحب التعجيل ذكره.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يُخَمِّسِ السَّلَبَ (1).
(1596)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن علي الجُعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال:
استعمل عمر أبا عبيدة بن الجرّاح على الشّام وعزل خالد بن الوليد، فقال خالد بن الوليد: بُعِثَ عليكم أمينُ هذه الأمّة، سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"أمين هذه الأمّة (2) أبو عبيدة بن الجرّاح" فقال أبو عبيدة: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "خالدٌ سيفٌ من سيوف اللَّه، ونِعم فتى العشيرةِ"(3).
* * * *
(1) المسند 4/ 90، وإسناده صحيح، وهو من طريق صفوان عند أبي داود 3/ 72 (2721)، وأبي يعلى 13/ 148، 149 (7191، 7192) وصحّحه الألباني.
(2)
سقط من ك، س:(سمعتُ. . . الأمة) فجاء فيها: (بعث عليكم أمين هذه الأمة أبو عبيدة).
(3)
المسند 4/ 90. قال الهيثمي 9/ 351: رجاله رجال الصحيح، إلا أن عبد الملك لم يدرك أبا عبيدة. ولكن للحديث شواهد. ينظر الصحيحة 3/ 239 (1237)، 4/ 441 (1826).