الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(103) مسند الحسن بن عليّ بن أبي طالب
(1)
(1500)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدّثني بُرَيد بن أبي مريم عن أبي الحَوراء السّعديّ قال:
قلتُ للحسن بن علي: "ما تَذْكُر من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكُرُ أني أخذْتُ تمرةً من تمر الصَّدَقة، فألْقَيْتُها في فمي، فانتزَعَها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بلُعابها فألقاها في التَّمر. فقال له رجل: ما عليك لو أكلَ هذه التّمرة؟ قال: "إنّا لا نأكلُ الصدقة".
قال: وكان يقول: "دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك، فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنينة، وإن الكَذِبَ رِيبة".
قال: وكان يعلِّمنا هذا الدُّعاء: "اللهمَّ اهْدِني فيمن هَدَيْت، وعافِني فيمن عافَيْت، وتولَّني فيمن تولَّيْت، وبارك لي فيما أعطيْت، وقِني شرَّ ما قَضَيْت، إنّه لا يَذِلُّ من والَيْت" وربما قال: "تباركْتَ وتعالَيْت"(2).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة. . فذكر نحوه، وزاد فيه:"إنّك تقضي ولا يُقضى عليك"(3).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبيريّ قال: حدّثنا العلاء بن صالح قال: حدّثنا بُرَيد بن أبي مريم عن أبي الحَوراء قال:
كنّا عند حسن بن عليّ فسُئل: ما عَقَلْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: كنتُ أمشي معه، فمرّ على جَرين من تمر الصدقة، فأخذْتُ تمرة فألقيْتُها في فيّ، فأخذَها بلُعابي، فقال
(1) الآحاد 1/ 297، ومعرفة الصحابة 2/ 654، والاستيعاب 1/ 368، والتهذيب 2/ 143، والسير 3/ 245، والإصابة 1/ 327. وينظر المعجم الكبير 3/ 5.
(2)
المسند 3/ 248 (1723) ومن طريق شعبة في مسند أبي يعلى 2/ 132 (6762)، وصحيح ابن حبّان 2/ 498 (722). وإسناده صحيح. وأخرج مقطّعًا في المسند وغيره. ينظر تخريج المحققين للحديث.
(3)
المسند 3/ 252 (1727)، وإسناده صحيح. وينظر حواشي المسند.
بعض القوم: وما عليك لو تَرَكْتَها؟ قال: "إنّا آلَ محمّدٍ لا تَحِلُّ لنا الصدقة".
قال: وعَقلْت منه الصلوات الخمس (1).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: حدّثنا ثابت عن عُمارة قال: حدّثني ربيعة بن شَيبان:
أنّه قال للحسن بن علي: ما تذكرُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: أدخلَني غرفةَ الصَّدَقة، فأخذْتُ منها تمرةً فألقيْتُها في فمي، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ألْقِها، فإنّها لا تَحِلُّ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا لأحد من أهل بيته" (2).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحق عن بُرَيد عن أبي الحَوراء عن الحسن قال:
علَّمَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنّ في قُنوت الوتر: "اللهمَّ اهْدِني فيمن هَدَيْت، وعافِني فيمن عافَيْت، وتولَّني فيمن تولَّيْت، وبارِكْ لي فيما أعطَيْت، وقِني شرَّ ما قضيت، فإنّك تَقضي ولا يُقضى عليك، إنّه لا يَذِلُّ من واليْت، تباركْتَ ربَّنا وتعالَيْتَ"(3).
(1501)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا عَفّان قال]: حدّثنا يزيد -يعني بن إبراهيم التُّسْتَريّ قال: حدّثنا محمد- يعني ابن سيرين قال:
نُبِّئْتُ أنَّ جنازةً مرَّت على الحسن بن عليّ وابن عبّاس، فقام الحسن وقعدَ ابن عبّاس، فقال الحسن لابن عبّاس: ألم ترَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّت به جنازة فقام؟ فقال ابن عبّاس: بلي، وقد جلس. فلم يُنْكِرِ الحسنُ ما قال ابن عبّاس (4).
(1) المسند 3/ 250 (1725)، وإسناده صحيح.
(2)
المسند 3/ 250 (1724)، وإسناده صحيح. ثابت وإن كان فيه لين؛ لكنه متابع. ومن طريق ثابت صحّحه ابن خزيمة 4/ 60 (2349) وصحّحه الألباني لغيره.
(3)
المسند 3/ 245 (1718) وصحّح المحقّقون إسناده، وذكروا مصادره. وبهذا الإسناد صحّحه ابن خزيمة 2/ 151 (1095) وصحح إسناده الألباني.
(4)
المسند 3/ 251 (1726)، والطبراني 3/ 87 (2746)، ومن طريق ابن سيرين في النسائيّ 4/ 46. ورجاله ثقات، إلا أن بين ابن سيرين والحسن رجلًا مجهولًا، ولذا حسنّه محقّقو المسند لغيره، أما الألباني فصحّح إسناده.
* وقد رُوي عنه ضدّ هذا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد عن الحجّاج بن أرطاة عن محمد بن علي عن الحسن بن علي:
أنّه مرّت بهم جنازة، فقام القومُ ولم يَقُمِ الحسنُ، فقال الحسن: ما صَنَعْتُم؟ إنّما قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تأذِّيًا بريح اليهوديّ (1).
(1502)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن شريك عن أبي إسحق عن هُبيرة قال:
خَطَبَنا الحسن بن عليٍّ فقال: لقد فارقَكُم رجلٌ بالأمس، لم يسبِقْه الأوَّلون بعلم، ولم يُدْرِكْهُ الآخرون، كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُه بالرَّاية، جبريلُ عن يمينه وميكائيلُ عن شماله، لا ينصرفُ حتى يُفْتَحَ له (2).
* طريق آخر فيه زيادة:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو بن حُبشيّ قال:
خطَبَنا الحسنُ بن عليّ بعد قَتل عليّ فقال: لقد فارَقَكم رجلٌ بالأمس، ما سبقَه الأوّلون بعلم، ولا أدركَه الآخرون. إنْ كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لَيَبْعَثُه ويُعطيه الرّاية، فلا ينصرفُ حتى يُفتحَ له. وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلَّا سبعمائة درهم من عطائه، كان يرصُدُها لخادَمٍ لأهله (3).
* * * *
(1) المسند 3/ 248 (1722). وضعّف المحقّق إسناده: لتدليس الحجّاج، وانقطاعه بين محمد بن عليّ والحسن، فمحمد لم يدرك الحسن.
(2)
المسند 3/ 246 (1719)، وعن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحق عن هبيرة بن يريم صحّحه ابن حبّان 15/ 383 (6936)، وأطال المحقّق في تخريج الحديث.
(3)
المسند 3/ 247 (1720) وحسّنه المحقّق، لأن عمرو بن حبشي وثّقه أن حبّان، وسائر رجاله ثقات.