الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(121) مسند خَبّاب بن الأَرَتّ
(1)
(1597)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحق قال: سمعْتُ سعيد بن وهب يقول: سمعْتُ خَبّابًا يقول:
شكَونا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شدّة الرّمضاء فلم يُشْكِنا. فقال شعبة: يعني في الظُّهر.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1598)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة قال: قال الزُّهري: حدّثني عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللَّه ابن خبّاب عن أبيه خبّاب بن الأرتّ مولى بني زهرة، وكان قد شَهِدَ بدرًا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
راقَبْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةً صلّاها كلَّها حتى كان مع الفجر، فسلّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من صلاته، فقلتُ: يا رسول اللَّه، لقد صلَّيْتَ الليلةَ صلاةً ما رأيْتُك صلَّيْتَ نحوها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "أجل، إنّها صلاة رَغَب ورَهَب. سألْتُ ربّي عز وجل فيها ثلاث خصال، أعطاني اثنتين ومنعَني واحدة: سألْتُ ربّي عز وجل إلّا يُهْلِكَنا بما أهلكَ به الأُممَ قبلَنا، فأعطانيها. وسألتُ ربّي عز وجل إلّا يُظهرَ علينا عدّوًا من غيرنا، فأعطانيها. وسألْتُ ربّي عز وجل إلّا يُلْبِسَنا شِيَعًا فمنعنيها"(3).
(1) الطبقات 3/ 121، 6/ 93؛ والآحاد 1/ 212، ومعرفة الصحابة 2/ 906، والاستيعاب 1/ 423، والتهذيب 2/ 378، والسير 2/ 323، والإصابة 1/ 416.
ومسنده في المُقلّين - له ثلاثة أحاديث متّفق عليها، وحديثان للبخاري، وحديث لمسلم - الجمع (94). وفي التلقيح 366: أحاديثه اثنان وثلاثون.
(2)
المسند 5/ 108، ومسلم 1/ 433 (619) من طريق أبي إسحق. وسائر رجاله ثقات.
والرمضاء: الرمال الحارة. ولم يُشكِنا لم يُزل شكوانا.
(3)
المسند 5/ 108، وإسناده صحيح. وهو من طريق شعيب في النسائي 3/ 216، ومن طريق الزُّهريّ في الترمذي 4/ 409 (2175) وقال: حسن غريب صحح. وصحّحه ابن حبّان من طريق ابن شهاب الزُّهريّ 16/ 218 (7236)، وصحّحه الألباني.
(1599)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن عُمارة بن عُمير يحدّث عن أبي معمر، قال:
قُلْنا لخبّاب: بأي شيءٍ كُنْتُم تعرِفون قراءةَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الظُّهر والعصر؟ قال: باضطراب لحيته.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(1600)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن خبّاب قال:
هاجَرْنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه اللَّه عز وجل، فوجب أجرُنا على اللَّه تعالى، فمنّا من مضى لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عُمير، قُتِلَ يومَ أُحد، فلم نجد شيئًا نُكَفِّنُه فيه إلَّا نَمِرةً، كُنّا إذا غطَّينا بها رأسَه خرجت رجلاه، وإذا غطَّينا رجليه خرج رأْسُه. فأمرَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نُغَطِّيَ بها رأسه، ونجعلَ على رجلَيه إذْخِرًا (2). ومنّا مَن أينعت له ثمرتُه، فهو يَهْدِبُها. يعني يجتنيها (3).
(1601)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال:
أتَيْنا خبّاب بن الأرتَ نعودُه وقد اكتوى في بطنه سبعًا، فقال: لولا أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعوَ بالموت لدعوْتُ به، فقد طال بي مرضي.
ثم قال: إنّ أصحابَنا الذين مضَوا لم تَنْقُصهم الدُّنيا شيئًا، وإنّا أصبْنا بعدهم ما لا نجدُ له موضعًا إلّا التُّراب.
قال - وكان يبني حائطًا: وإن المسلمَ يُؤجَرُ في نفقته كلِّها إلّا في شيء يجعله في التّراب.
(1) المسند 5/ 109. وهو في البخاري من طرق عن الأعمش 2/ 232 (746)، وفيه الأطراف. ووكيع من رجال الشيخين.
(3)
الإذخر: نبات طيب الرائحة.
(3)
المسند 5/ 109 وبهذا الإسناد في البخاري 3/ 142 (376 1)، ومسلم 2/ 649 (940). وجعله الحميدي في المتّفق عليه (2843)، ولم تذكر النسختان: أخرجاه.
أخرجاه (1).
(1602)
الحديث السادس: وبالإسناد عن خبّاب قال:
شكَونا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ متوسِّدٌ بُردةً في ظلّ الكعبة، فقلْنا: يا رسول اللَّه، ألا تستنصرُ اللَّهَ عز وجل لنا. فجلسَ محمرًّا وجهُه فقال:"واللَّهِ لقد كان مَن كان قبلَكم يُؤخَذُ فيُجْعَلُ المناشير على رأسه، فيُفرق بفرقتين، ما يَصْرِفُه ذلك عن دينه. ولَيُتِمَّنَّ اللَّه عز وجل هذا الأمرَ حتى يسيرَ الرّاكب ما بين صنعاء وحضرموت، لا يخافُ إلّا اللَّهَ عز وجل والذّئبَ على غنمه".
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
(1603)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش قال: حدّثنا مسلم عن مسروق عن خبّاب بن الأرتّ قال:
كنت رجلًا قينًا (3)، وكان لي على العاص بن وائل دَين، فأتيْتُه أتقاضاه، فقال: لا واللَّه، لا أقضيكَ دَينك حتى تكفُرَ بمحمّد. فقُلْتُ: واللَّه لا أكفرُ بمحمّد صلى الله عليه وسلم حتى تموتَ ثم تُبعثَ. قال: فإذا متُّ ثم بُعِثْتُ جئتَني ولي ثَمّ مالٌ ووولدٌ، فأعطيتُك: فأنزل اللَّه عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا. . .} إلى قوله: {. .. وَيَأْتِينَا فَرْدًا} [مريم: 77 - 80].
أخرجاه (4).
(1604)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيّوب عن حميد بن هلال عن رجلٍ من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم قال:
دخلوا قريةً، فخرج عبد اللَّه بن خبّاب ذَعِرًا يَجُرُّ رداءه، فقال: لم تُرَعْ، قال: واللَّه لقد رُعْتُموني. قالوا: أنت عبد اللَّه بن خبّاب صاحبِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: فهل
(1) المسند 5/ 110. وهو بتمامه من طريق إسماعيل في البخاري 10/ 127 (5672)، وجزأه الأول من طرق عن إسماعيل في مسلم 4/ 2064 (2681).
(2)
المسند 5/ 110، والبخاري 6/ 619 (3612).
(3)
القين: الحدّاد.
(4)
المسند 1/ 115. ومن طريق أبي معاوية وغيره عن الأعمش في مسلم 4/ 2153 (2795)، ومن طريق عن الأعمش في البخاري 4/ 317 (2091) وفيه الأطراف.
سَمِعْتَ من أبيك حديثًا يُحَدِّثُه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثناه؟ قال: نعم، سَمِعْتُه يحدّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه ذكر فتنةً القاعد فيها خير من القائمُ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي، قال:"فإن كنتَ (1) فيها فكُن عبدَ اللَّه المقتول" قال أيّوب: ولا أعلمُه إلّا قال: "ولا تكن عبد اللَّه القاتل" قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك يحدّثُه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: فقدّموه على ضفّة النهر فضربوا عُنُقه، فسال دمُه، فكان دمُه كأنّه شراك نعلٍ ما ابْذَقَرّ، وبقروا أمَّ ولده عمّا في بطنها (2).
ابذقرّ: تفرّق. والمعنى. ما امتزج بالماء.
(1605)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا أبو يونس القُشيري عن سماك عن حرب عن عبد اللَّه بن خبّاب بن الأرتّ قال: حدّثني أبي خبّاب ابن الأرتّ قال:
إنّا لقُعود على باب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ننتظرُ أن يخرجَ لصلاة الظهر، إذ خرج علينا فقال:"اسمعوا". فقلنا: سَمِعْنا، ثم قال:"اسمعوا". فقلنا: سَمِعْنا. فقال: "إنّه سيكونُ عليكم أمراءُ فلا تُعينوهم على ظلمهم، ولا تُصَدِّقوهم بكذبهم، فإنّه من أعانهم على ظُلمهم وصَدَّقَهم بكَذِبهم فلن يَرِدَ عَليّ الحوضَ"(3).
* * * *
(1) في المسند "فإن أدركْت ذاك. . . ".
(2)
المسند 5/ 110، وأبو يعلى 13/ 176 (7215) من طريق إسماعيل، والطبرانيّ 4/ 59، 60، (3629 - 3631) من طرق عن حميد. وقال الهيثميّ في المجمع 7/ 305: ولم أعرف الرجل الذي من عبد القيس، وبقية رجاله ثقات.
(3)
المسند 5/ 111. وهو من طريق حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس في المعجم الكبير 4/ 59 (3627)، وصحّحه الحاكم والذهبي على شرط مسلم 1/ 78، وابن حبّان 1/ 518 (284). وقال في المجمع 5/ 251: رجاله رجال الصحيح خلا عبد اللَّه بن خبّاب وهو ثقة. لكن الإمام ابن حجر ذكر في الإتحاف 4/ 517: فيه انقطاع، فسِماك لم يدرك عبد اللَّه بن خبّاب. . . ونقل المحقّق ما يؤكّد ذلك.