الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(83) مسند الحارث بن عوف بن أُسيد أبي واقد الليثي
وقيل الحارث بن مالك. ويقال: عوف بن الحارث (1)
(1391)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدَّثنا محمد بن القاسم عن الأوزاعيّ عن حسَّان بن عطيَّة عن أبي واقد الليثي قال: قُلْتُ:
إنّا بأرضٍ تُصيبنا مَخْمَصة، فما يحلّ لنا من المَيْتة؟ قال:"إذا لم تَصْطَبحوا ولم تَغْتَبِقوا ولم تَحْتَفِئوا بها بقلًا، فشأنُكم بها"(2).
الصَّبوح: شرب الغداة، والغَبوق: شرب العشيّ.
وتحتفئوا قد نُقِلَتْ على ثلاثة أوجه: أحدها هكذا، وهو مأخوذ من الحَفَأ مقصور مهموز: وهو أصل البَرْدِيّ. والثاني: تحتفّوا بتشديد الفاء، من حفَّت المرأة وجهها. والثالث: تختفوا بخاء معجمة. قال الأصمعيّ: أي تستخرجون البقل. يقال: اختفيت الشيء: إذا استخرجْته (3).
(1392)
الحديث الثاني: حدَّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمر عن
(1) الآحاد 2/ 167، ومعرفة الصحابة 2/ 757، والاستيعاب 4/ 211، والتهذيب 8/ 454، والسير 2/ 574، والإصابة 4/ 212، وينظر المعجم الكبير 3/ 242.
ومسنده في الجمع (100) مع المقلّين. له حديث متّفق عليه، وحديث لمسلم. وفي التلقيح 367 أن له أربعة وعشرين حديثًا.
(2)
المسند 5/ 218. ومحمد بن القاسم الأسدي كُذّب - التقريب 2/ 547. ورواه أحمد أيضًا عن الوليد بن مسلم -وصرّح بالتحديث- عن الأوزاعيّ. قال الهيثمي 4/ 168: رواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح، إلّا أن المزّي قال: لم يسمع حسّان بن عطية من أبي واقد. ورواه الحاكم 4/ 125 عن أبو عاصم الضحّاك عن الأوزاعي وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الذهبي: فيه انقطاع.
(3)
ينظر غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 59، 61، وللمؤلّف 1/ 226، والنهاية 1/ 411.
الزهريّ عن سنان بن أبي سنان الدُّؤلي عن أبي واقد الليثي قال:
خرجْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قِبَلَ حُنَين، فمَرَرْنا بسدرة، فقلتُ: يا رسول اللَّه، اجعلْ لنا هذه ذاتَ أنواط كما للكفَّار ذات أنواط. وكان الكُفّار ينوطون (1) سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّه أكبر، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}. إنّكم تركبون سَنَنَ الذين من قبلكم"(2).
(1393)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدَّثنا مالك عن ضَمرة بن سعيد عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه:
أن عمر بن الخطّاب سألَ أبا واقد الليثيّ: بِمَ كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأُ في العيد؟ قال: بـ (ق) و (اقْتَرَبَت).
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1394)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرَني عبد اللَّه بن عثمان عن نافع بن سَرْجس قال:
عُدْنا أبا واقد في وجعه الذي مات فيه، فسَمِعْتُه يقول: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أخفَّ الناسِ صلاةً على النّاس، وأطولَ الناسِ صلاةً لنفسه، صلى الله عليه وسلم (4).
(1395)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار قال: حدّثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال:
قَدِمَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة وبها ناسٌ يعمِدون إلى أَليات الغنم وأسنمة الإبل
(1) ينوطون: يعلّقون.
(2)
المسند 5/ 218. وهو من طريق عن الزهري في الترمذي 5/ 412 (2180)، وقال: حسن صحيح. وأبي يعلى 3/ 30 (1441)، والمعجم الكبير 4/ 243، 244 (3290 - 3294)، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 7/ 215، ومسلم 2/ 607 (891) من طريق مالك وفُليح عن ضَمرة.
(4)
المسند 5/ 218. ونافع بن سرجس، من رجال الشيخين، وثقه ابن حبّان. التعجيل 419. وهو في المعجم الكبير 3/ 250 (3310)، ومن طريق عبد اللَّه بن عثمان في مسند أبو يعلى 3/ 31 (1442). وقال الهيثمي. في المجمع 2/ 73: رجاله موثّقون.
فيَجُبُّونها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما قُطعَ من البهيمة وهي حيّةٌ فهو مَيْتَة"(1).
(1396)
الحديث السادس: حدَّثنا أحمد قال: حدَّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجَّته: "هذه، ثم ظهورَ الحُصُر"(2).
(1397)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر (3) قال: حدَّثنا هشام ابن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثيّ قال:
كُنّا نأتي النّبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا أُنْزِلَ عليه، فيُحَدِّثُنا، فقال لنا ذات يوم:"إنَّ اللَّهَ عز وجل قال: إنَّا أنزلْنا المالَ لإقامِ الصلاة وإيتاء الزَّكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ لأحبَّ أن يكونَ له ثانٍ، ولو كان له واديان لأحبّ أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأُ جوفَ ابن آدمَ إلّا التُّراب، ثم يتوبُ اللَّهُ على من تاب"(4).
(1398)
الحديث الثامن: حدَّثنا البخاريّ قال: حدَّثنا إسماعيل قال: حدَّثني مالك عن إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة أن أبا مُرّة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ في المسجد والنَّاسُ معه، إذ أقبلَ ثلاثةُ نفرٍ، فأقبل
(1) المسند 5/ 218. وإسناده صحيح. وهو من طرق عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه في سنن أبي داود 3/ 111 (2858)، والترمذي 4/ 62 (1480) وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلّا من حديث زيد بن أسلم. والعمل على هذا عند أهل العلم. والمعجم الكبير 3/ 248 (3304)، وشرح مشكل الآثار 4/ 237 (1572)، وصحّحه الحاكم على شرط البخاري 4/ 239، وجعله الذهبي على شرطهما. على أن مسلمًا لم يخرج لعبد الرحمن بن دينار.
(2)
المسند 5/ 218، ومن طريق عبد العزيز في سنن أبي داود 2/ 140 (1722)، ومسند أبي يعلى 3/ 32 (1444) وعندهما: عن ابنٍ لأبي واقد. وصحّح ابن حجر إسناده في الفتح 4/ 74، وصحّحه الألباني.
وظهور الحُصر: أي الزمن بيوتكن.
(3)
في الأطراف: 8/ 230 حدّثنا أبو النضر. . وعلّق المحقّق أن أبا النّضر وأبا عامر شيخان لأحمد.
(4)
المسند 5/ 218. وهو في المعجم الكبير 3/ 247، 248 (3300 - 3303) من طريق هشام وغيره عن زيد بن أسلم. قال الهيثمي 7/ 143: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. وحسّن الألباني الإسناد، وصحّح الحديث لشواهده - الصحيحة 4/ 182 (1639).
اثنان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذهب واحد. قال: فوقفا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأما أحدُهما فرأى فُرْجةً في الحَلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفَهم، وأما الثّالث فأدبرَ ذاهبًا، فلمّا فرغَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أُخبِرُكم عن النَّفَرِ الثلاث؟ أمّا أحدُهم فأوى إلى اللَّه فآواه اللَّه، وأمّا الآخرُ فاستحيا فاستحيا اللَّهُ منه، وأما الآخر فأعرضَ فأعرضَ اللَّهُ عنه".
أخرجاه (1).
* * * *
(1) البخاري 1/ 156 (66). وهو من طريق مالك في مسلم 4/ 1713 (2176)، ومن طريق إسحق بن عبد اللَّه في المسند 5/ 219.