المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(77) مسند أبي قتادة الحارث بن ربعي بن بلدمة الأنصاري - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٢

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الجيم

- ‌(53) مسند جابر بن سُليم الهُجَيميّ

- ‌(54) مسند جابر بن سَمُرة

- ‌(55) مسند جابر بن عبد اللَّه الأنْصاريّ

- ‌(56) مسند جابر بن عَتيك بن قيس أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(57) مسند جابر بن عوف أبي حكيم الأحمسي

- ‌(58) مسند الجارود بن بشر بن المُعَلَّى العبديّ

- ‌(59) مسند جارية بن قُدامة

- ‌(60) مسند جبّار بن صَخر بن أُميّة أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(61) مسند جُبَير بن مُطْعِم بن عَديّ بن مُطْعِم ابن نوفل بن عبد مناف أبي محمّد القرشيّ

- ‌(63) مسند جُرْمُوز الهُجَيميّ

- ‌(64) مسند جَرْهَد بن خُوَيلد بن بَجرة أبي عبد الرحمن الأسلميّ

- ‌(65) مسند جُرْهُم بن ناشم أبي ثعلبة الخُشَنِيّ

- ‌(66) مسند جرير بن عبد اللَّه البَجَليّ

- ‌(67) مسند جَعْدَة بن خالد بن الصِّمَّة الجُشَميّ

- ‌(68) مسند جعفر بن أبي طالب

- ‌(69) مسند جُنادة بن أبى أميّة

- ‌(70) مسند جُندب بن جُنادة بن كعب أبي ذَرّ الغِفاريّ

- ‌(71) مسند جُنْدُب بن عبد اللَّه بن سفيان أبي عبد اللَّه البَجَليّ العَلَقيّ

- ‌(72) مسند جُنْدُب بن مَكِيث بن عبد اللَّه الجُهَنيّ

- ‌حرف الحاء

- ‌(73) مسند حابس أبي حيَّة التَّميميّ

- ‌(74) مسند الحارث بن أُقَيش

- ‌(75) مسند الحارث بن حسّان البَكريّ الذُّهْليّ

- ‌(76) مسند الحارث بن خَزَمة

- ‌(77) مسند أبي قَتَادة الحارث بن رِبْعي بن بَلْدَمة الأنصاريّ

- ‌(78) مسند الحارث بن زياد الساعديّ الأنصاريّ

- ‌(79) مسند الحارث بن ضِرار - ويقال: ابن أبي ضِرار أبي مالك الخُزاعي

- ‌(80) مسند الحارث بن عبد اللَّه بن أوس الثَّقَفيّ

- ‌(81) مسند الحارث بن عمرو السَّهمي، ثم الباهليّ

- ‌(82) مسند الحارث بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(83) مسند الحارث بن عوف بن أُسيد أبي واقد الليثي

- ‌(84) مسند الحارث بن مالك بن قيس اللَّيثي

- ‌(85) مسند الحارث الأشعريّ

- ‌(86) مسند أبي سعيد بن المُعَلّى

- ‌(87) مسند الحارث التّميمي

- ‌(88) مسند حارثة بن النُّعمان بن نُفَيْع

- ‌(89) مسند حارثة بن وَهب

- ‌(90) مسند حِبّان بن بُحٍّ الصُّدائي

- ‌(91) مسند حُبْشيّ بن جُنادة السّلوليّ

- ‌(92) مسند حَبّة بن خالد السَّوائي

- ‌(93) مسند أبي جمعة حَبيب بن سِباع

- ‌(94) مسند حَبيب بن مَسْلَمة الفهِريّ

- ‌(95) مسند الحجّاج بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(96) مسند حجّاج الأسلميّ

- ‌(97) مسند حَدْرَد بن أبي حَدْرَد أبي خِراش السُّلَمي، ويقال، الأسلمي

- ‌(98) مسند حُذيفة بن أَسيد بن الأغور

- ‌(99) مسند حُذيفة بن اليمان

- ‌(100) مُسْنَدْ حِذْيَم بن عمرو السَّعديّ

- ‌(101) مسند حَرْمَلة بن عبد اللَّه بن أوس العَنبريّ

- ‌(102) مسند حسّان بن ثابِت

- ‌(103) مسند الحسن بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(104) مسند الحُسَين بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(105) مسند الحَكَم بن حَزْن الكُلَفيّ

- ‌(106) مسند الحَكَم بن سُفيان

- ‌(107) مسند الحَكَم بن عمرو الغِفاريّ

- ‌(108) مسند حَكيم بن حِزام

- ‌(109) مسند حمزة بن عمرو بن عُوَيمر أبي صالح الأسلميّ

- ‌(110) مسند حُمَيْل بن بَصْرة أبي بَصرة الغفاريّ

- ‌(111) مسند حَمَل بن مالك بن النّابغة الهُذَليّ

- ‌(112) مسند حَنظلة بن حِذْيَم

- ‌(113) مسند حنطلة بن الرّبيع بن المُرَقَّع الكاتب

- ‌(114) مسند حَوشب

- ‌حرف الخاء

- ‌(115) مسند خارجةَ بن حُذافة بن غانم العَدَويّ

- ‌(116) مسند خالد بن أبي جَبَل العَدْواني

- ‌(117) مسند أبي أيوّب خالد بن ريد بن كُليب الأنصاريّ

- ‌(118) مسند خالد بن عَدِيّ

- ‌(119) مسند خالد بن عُرْفُطة بن صُعَير العُذْريّ

- ‌(120) مسند خالد بن الوليد

- ‌(121) مسند خَبّاب بن الأَرَتّ

- ‌(122) مسند خُبيب بن يساف بن عِنَبة (1) بن عمرو بن خَدِيج أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(123) مسند خِداش بن سلامة أبى سلامة السّلميّ

- ‌(124) مسند خَرَشة بن الحارث أبي الحارث المُرادي

- ‌(125) مسند خَرَشَةَ المُحاربيّ

- ‌(126) مسند خُرَيم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك أبي يحيى

- ‌(127) مسند خُزَيمة بن ثابت الأنصاريّ

- ‌(128) مسند الخَشخاش العَنبريّ

- ‌(129) مسند خُفاف بن إيماء بن رَحَضة الغِفاريّ

- ‌(130) مسند خُويلد بن خالد بن بُجَير أبي عقرب

- ‌(131) مسند خُويلد بن عَمرو أبي شُرَيح الكعبِي

- ‌حرف الدال

- ‌(132) مسند دِحْيةَ بَن خَليفة الكَلبيّ

- ‌(133) مسند دُكَين بن سَعيد الخَثْعَميّ

- ‌حرف الذّال

- ‌(134) مسند ذي الأصابع

- ‌(135) مسند ذي الغُرَّة

- ‌(136) مسند ذى المِخْمَر الحبشي ابن أخي النجاشيّ

- ‌(137) مسند ذي اللِّحية (1) بن عمرو بن قُرط الكِلابيّ

- ‌(138) مسند ذي اليَدَين

- ‌(139) مسند ذؤيب بن حَلْحَلَةَ بن عمرو أبي قَبيصَة الخُزاعي الكَعبي

- ‌حرف الرّاء

- ‌(140) مسند راشد بن حُبَيش

- ‌(141) مسند رافع بن خَديج

- ‌(142) مسند رافع بن رفاعة

- ‌(143) مُسْنَدْ رافع بن سنِان الأنصاريّ

- ‌(144) مسند رافع بن عمرو

- ‌(145) مسند رافع بن مَكيث بن عبد اللَّه الجُهَنِيّ

- ‌(146) مسند رَبِيعة بن الحارث بن عبد المُطَّلِب أبي أَرْوَى الدَّوسيَ

- ‌(147) مسند ربيعة بن عامر بن بجاد

- ‌(148) مسند ربيعة بن عبِاد الدُّؤَليّ

- ‌(149) مسند ربيعة بن كعب بن مالك أبي فِراس الأسْلَمِيّ

- ‌(150) مسند الرُّسَيم العَبدي الهَجَري

- ‌(151) مسند أبي عَميرة رُشَيد بن مالك السّعديّ

- ‌(152) مسند رِعْية الجُهَني السُّحَيمي

- ‌(153) مسند رفاعة بن رافع الزُّرَقي

- ‌(154) مسند رفاعة بن عبد المنذر أبي لُبابة الأنصاريّ

- ‌(155) مسند رِفاعة بن عُرابة الجُهَنيّ

- ‌(156) مسند رفاعة بن يَثْرِبِيّ أبي رمثة التَّيْميّ

- ‌(158) مسند رياح بن الربيع

- ‌حرف الزّاي

- ‌(159) مسند أبي عبد اللَّه الزُّبير بن العوّام

- ‌(160) مسند زهير بن عثمان

- ‌(161) مسند زياد بن الحارث الصُّدائي

- ‌(162) مسند زياد بن لبيد بن ثعلبة أبي عبد اللَّه الأنصاريّ

- ‌(163) مسند زياد بن نُعَيم الحَضرميّ

- ‌(164) مسند زيد بن أرقم

- ‌(165) مسند زيد بن ثابت

- ‌(166) مسند زيد بن حارثة

- ‌(167) مسند زيد بن خارجة

- ‌(168) مسند زيد بن بن خالد أبي عبد الرحمن الجُهَنيّ

- ‌(169) مسند زيد بن سهل أبي طلحة الأنصاريّ

- ‌(170) مسند زيد بن أبي شَيبة أبي شَهم

- ‌(171) مسند زَيْد بن الصّامت

- ‌(172) مسند زيد بن مِرْيَع بن قَيظِيّ الأنصاريّ

الفصل: ‌(77) مسند أبي قتادة الحارث بن ربعي بن بلدمة الأنصاري

(77) مسند أبي قَتَادة الحارث بن رِبْعي بن بَلْدَمة الأنصاريّ

قيل: اسمه عمرو. والأوّل أشهر (1).

(1347)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا غَيلان بن جرير عن عبد اللَّه بن مَعْبَد الزِّماني عن أبي قتادة:

أنّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن صومه. فغَضِبَ، فقال عمر: رضيتُ - أو رَضينا باللَّه ربًّا، وبالإسلام دينًا. قال: ولا أعلمُه إلّا قد قال: وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رسولًا، وببيعتنا بيعةً. فقام عمرُ -أو رجل آخر- فقال: يا رسول اللَّه، رجلٌ صامَ الأبد؟ قال:"لا صام ولا أفطرَ"، أو:"ما صام وما أفطر". قال: صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: "ومن يُطيقُ ذلك"؟ قال: إفطار يومين وصوم يوم؟ قال: "ليتَ اللَّهَ قوّانا لذلك". قال: صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: "ذاك صوم أخي داود". قال: صوم الإثنين والخميس؟ قال: "ذاك يوم وُلِدْتُ فيه، وأُنزل عليَّ فيه" قال: صوم يوم عرفة؟ قال: "يُكفِّرُ السّنة الماضية والباقية" قال: صوم يوم عاشوراء؟ قال: "يكفّر السنة الماضية".

انفرد بإخراج مسلم (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا سفيان عن منصور عن مجاهد عن حرملة بن إياس عن أبي قتادة قال:

(1) الطبقات 6/ 94، والآحاد 3/ 434، ومعرفة الصحابة 2/ 749، والاستيعاب 4/ 161، والتهذيب 8/ 402، والسير 2/ 449، والإصابة 4/ 157. وينظر المعجم الكبير 3/ 1270.

وجعل الحميدي مسنده في الجمع (51) في المقدّمين بعد العشرة، وله أحد عشر حديثًا للشيخين، وحديثان للبخاري وحده، وثمانية لمسلم وحده. وأُخرج له مائة وسبعون حديثًا كما في التلقيح 364.

(2)

المسند 5/ 297. ومسلم 2/ 818 - 820 (1162) من طرق عن شعبة وغيره عن غيلان بن جرير.

ص: 255

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صومُ يومِ عرفة يُكَفِّرُ سنتين: ماضية ومستقبلة. وصوم عاشوراء يكفّر سنة ماضية".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(1348)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن يحيى ابن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبي قتادة:

أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يُخلَطَ شيءٌ منه بشيء، ولكن ليُنْبَذْ كلُّ واحدٍ منهما على حدة (2).

يعني: الزَّهو والبُسْر.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبان بن يزيد قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه:

أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن خليط البُسر والتّمر، وعن خليط الزّبيب والتّمر، وعن خليط الزَّهو والرُّطَب.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

والزَّهو: ما أزهى، وهو أن يحمرّ أو يصفرّ، وإذا خُلِطَ بالبُسْر تعاوَنا على الاشتداد.

(1349)

الحديث الثالث: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد اللَّه بن الزّبير عن عمرو بن سُلَيم عن أبي قتادة:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُصَلّي وهو حاملٌ أُمامةَ بنت زينب، فإذا ركع وسجد وضعَها وإذا قام حمَلَها.

(1) المسند 5/ 296. وهو حديث صحيح. لكن مسلمًا لم يخرجه كما قال المؤلّف، بل لم يخرج لحرملة، وإنما أخرج له النسائي هذا الحديث، في الكبرى 2/ 151 (2800) أما إذا أراد أن مسلمًا أخرج أصله ومعناه - فهو ما سبق.

(2)

المسند 5/ 295. ومسلم 3/ 1575، 1576 (1988)، من طرق عن يحيى. ومن تحته رجال الشيخين.

(3)

المسند 5/ 307. ومسلم 3/ 1576 (1988). وقد تبع المؤلّف في هذا الحكم الحميدي، الذي جعل هذا الحديث من أفراد مسلم، كما تبعه ابنُ الأثير في الجامع. وقد روى الحديث في البخاري 1/ 67 (5602) من طريق يحيى بن أبي كثير. وينظر الجمع 1/ 459 (736)، وجامع الأصول 5/ 130.

ص: 256

أخرجاه في الصحيحين (1).

(1350)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن صالح بن كيسان سمعه من أبي محمد، سمعه من أبي قتادة:

أنّه أصاب حمارَ وحش - يعني وهو مُحِلٌّ وهم مُحرمِون، فسألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأمرَهم بأكله (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: قرأتُ على عبد الرحمن بن مهديّ: مالك عن أبي جعفر عن أبي النَّضر مولى عمر بن عُبيد اللَّه عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي قتادة:

أنّه كان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان ببعض طريق مكّة تخلَّفَ مع أصحاب له مُحرمين وهو غير محرم، فرأى حمارًا وحشيًّا، فاستوى على فرس، فسألَ أصحابَه أن يُناولوه سوطَه، فأَبَوا، فسألهم رمحَه فأبَوا، فأخذه ثم شدّ على الحمار فقتله، فأكل منه بعضُ أصحاب النّبيّ وأبى بعضُهم، فلما أدركوا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم سألوه عن ذلك، فقال:"إنّما هي طُعمة أطعَمَكُموها اللَّه عز وجل"(3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن هشام الدَّستوائيّ قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة قال:

أحرمَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ولم يُحرم أبو قتادة، قال: وحُدِّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن عدوًّا بغَيقة (4). فانطلقَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فبينما أنا مع أصحابي يضحكُ بعضُهم إلى بعض، نظرتُ فإذا أنا بحمار وحش، فاستعنْتُهم فأبَوا أن يُعينوني، فحملتُ عليه فأثبتُّه، فأكلْنا من لحمه، وخشينا أن نُقْتَطَعَ، فانطلقْتُ أطلبُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجعلْتُ أرفعُ

(1) المسند 5/ 295. والبخاري 1/ 590 (516) ومسلم 1/ 385، 386 (543) عن مالك وغيره.

(2)

المسند 5/ 296. والبخاري 4/ 26 (1823)، ومسلم 2/ 851 (1196) أطول ممّا هو هنا. وأبو محمد، هو نافع، مولى أبي قتادة.

(3)

المسند 1/ 305. ومن طريق مالك في البخاري 9/ 613 (5490)، ومسلم 2/ 852 (1196).

(4)

وهو ماء بين مكة والمدينة. الفتح 4/ 23. وينظر شرح الحديث فيه.

ص: 257

فرسي شَأوًا، وأسير شأوًا، ولَقيتُ رجلًا من بني غفار في جوف الليل، فقلت: أين تركْتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: تركتُه وهو بتَعْهِن وهو ممّا يلي السُّقيا، فأدركْتُه فقُلْتُ: يا رسول اللَّه، إنّ أصحابك يُقرئونك السلام ورحمة اللَّه، وقد خشُوا أن يُقتطعوا دونك، فانتظرهم، وقد أصبْتُ حمارَ وحش وعندي منه فاضلة، فقال للقوم:"كلوا" وهم مُحرمون (1).

معاني هذه الطّرقِ كلُّها في الصحيحين.

(1351)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا الحجّاج ابن أبي عثمان قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا نُوديَ للصلاة فلا تقوموا حتى تَرَوني".

أخرجاه في الصحيحين (2).

(1352)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد فقال: حدّثنا ابن مهدي قال: حدّثنا زهير قال: حدّثني محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة عن مَعبد بن كعب بن مالك أن أبا قتادة قال:

كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جُلوسًا في مجلس، إذ مرّت جنازة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مستريح ومُستَراحٌ منه" قال: قُلْنا: يا رسول اللَّه، ما المُستريح؟ قال:"العبدُ المؤمنُ يستريحُ من نَصَب الدُّنيا وأذاها إلى رحمة اللَّه عز وجل" قلنا: وما المُستراح منه؟ قال: "العبدُ الفاجرُ، يستريحُ منه العباد والبلاد والشّجرُ والدّوابّ".

أخرجاه في الصحيحين (3).

(1353)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا محمد بن إسحق قال: حدّثني ابن كعب بن مالك عن أبي قتادة قال:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر: "إيّاكم وكثرةَ الحديث عنّي، من قال

(1) المسند 5/ 301، ومن طريق هشام في مسلم 2/ 153 (1196)، ومن طريق يحيى في البخاري 4/ 22 (1821).

(2)

المسند 5/ 296، وبهذا الإسناد وغيره في مسلم 1/ 422 (604). ومن طريق يحيى في البخاري 2/ 119 (637).

(3)

المسند 2/ 305، ومن طريق ابن حلحلة في البخاري 11/ 362 (6512)، ومسلم 2/ 656 (950). وسائر رجال الإسناد ثقات.

ص: 258

عنّي فلا يقولَنّ إلّا حقًّا وصدقًا، فمن قال عليّ ما لم أقلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النّار" (1).

(1354)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن النُّوشجان أبو جعفر السّويدي قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعيّ عن يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبى قتادة عن أبيه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أسوأُ النّاس سرقةً الذي يسرقُ من صلاته" قالوا: يا رسول اللَّه وكيف يسرقُ من صلاته؟ قال: "لا يُتِمُّ ركوعَها ولا سجودَها" أو قال: "لا يقيمُ صُلْبَه في الرُّكوع والسُّجود"(2).

(1355)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أبو العُمَيس عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبير بن الزُّرَقيّ عن أبي قتادة:

أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يمينه على فَخِذه اليُمنى وأشار بإصبعه (3).

(1356)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيى بن سعيد أن سعيد بن أبي سعيد المقبُريّ أخبره أن عبد اللَّه بن أبي قتادة أخبره أنّ أباه كان يحدّث:

أنّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل اللَّه صابرًا

(1) المسند 5/ 297. وهو حديث صحيح، وابن إسحق حسن الحديث، أخرج له مسلم متابعة، والبخاري تعليقًا، وصرّح هنا بالتحديث، وابن كعب هو معبد، كما في بعض الروايات. وأخرجه من طريق ابن إسحق ابن ماجة 1/ 14 (35)، والطحاوي في شرح المشكل 1/ 367 (414)، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/ 111. وصحّحه الألباني - ينظر الصحيحة 4/ 346 (1753).

(2)

المسند 5/ 310. ومن طريق الوليد بن مسلم في المعجم الكبير 3/ 242 (3283)، وصحيح ابن خزيمة 1/ 331 (663)، والحاكم 1/ 229، وصحّحه على شرطهما، ووافقه الذهبي. وقال البوصيريّ بعد أن ذكره مع أحاديث الباب: الوليد بن مسلم مدلّس، وقد رواه بالعنعنة. الإتحاف 2/ 379. ولكن الهيثمي حكم على رجاله بأنهم رجال الصحيح 2/ 123. أما ابن النوشجان شيخ أحمد، فهو من رجال التعجيل 380، وثّقه ابن حبّان.

(3)

المسند 5/ 297. وإسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح. أبو العُميس: عتبة بن عبد اللَّه بن عتبة. والزّرقي: عمرو بن مُسلم.

وينظر أحاديث الباب في تلخيص الحبير 1/ 424 - 426.

ص: 259

مُحْتَسِبًا مُقْبلًا غيرَ مُدْبِر، كفَّرَ اللَّه به خطاياي؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنْ قُتِلْتَ في سبيل اللَّه صابرًا مُحتسبًا مُقبلًا غيرَ مُدْبِرٍ، كفَّرَ اللَّه عز وجل خطاياك". ثم إنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ ما شاء اللَّه، ثم سألَه الرجلُ فقال: إن قُتِلْتُ في سبيل اللَّه مُقبلًا غيرَ مُدبر، كَفَّرَ اللَّه عنّي خطاياي؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنْ قُتِلْتَ في سبيل اللَّه مُقبلًا غيرَ مُدْبِر كَفَّرَ اللَّه عنك خطاياكَ، إلّا الدَّينَ، كذلك قال لي جبريلُ آنِفًا".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(1357)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه قال:

أُتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بجنازة ليُصَلِّيَ عليها، فقال:"عليه دين؟ " قالوا: نعم، ديناران. قال:"أتَرَكَ لهما وفاء" قالوا: لا. قال: "صَلُّوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: هما عليّ يا رسول اللَّه. فصلّى عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).

(1358)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا محمد بن إسحق عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة قال:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إيّاكم وكثرةَ الحَلف في البيع، فإنّه يُنَفِّقُ ثم يَمْحَقُ".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1359)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارورن قال: حدّثنا هشام عن محمد قال:

كنّا مع أبي قتادة على ظهر بيتنا، فرأى كوكبًا انقضّ فنظروا إليه، فقال أبو قتادة: إنّا قد نُهِينا أن نُتْبِعَه أبصارَنا (4).

(1) المسند 5/ 297، ومسلم 3/ 1501 (1885).

(2)

المسند 5/ 297. وبهذا الإسناد صحّحه ابن حبّان 7/ 329 (3058) وحسّن المحقّق إسناده من أجل محمد ابن عمرو بن علقمة الليثي.

وقد روى من طريق آخر عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه، في النسائي 4/ 65، وابن ماجة 2/ 804 (2407)، والترمذي 3/ 381 (1069). وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 5/ 297. ومسلم 3/ 1228 (1507) عن الوليد بن كثير عن معبد. فابن إسحق متابع.

(4)

المسند 5/ 299 ورجاله ثقات. وعن أيوب عن ابن سيرين صحّحه الحاكم 4/ 286، ووافقه الذهبي.

ص: 260

(1360)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن عبد اللَّه بن رباح عن أبي قتادة قال:

كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال:"إنّكم إلّا تدركوا الماء غدًا تعطشوا" وانطلقَ سَرَعانُ النّاسِ يريدون الماء، ولَزِمْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فمالت برسول اللَّه راحلتُه، فنَعَسَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدَعَمْتُه فادَّعَم، ثم مال، فدعمْتُه فادّعم، ثم مال حتى كاد ينجفل عن راحلته فدعَمْتُه، فانتبه فقال:"من الرجلُ؟ " قلتُ: أبو قتادة. قال: "منذُ كم كان مسيرَك؟ " قلتُ: منذُ الليلةِ. قال: "حَفِظَك اللَّهُ كما حَفِظْتَ رسولَه". ثم قال: "لو عرَّسْنا" فمال إلى شجرة فنزل فقال: "انْظُر، هل ترى أحدًا؟ " قال: قلت: هذا راكب، هذان راكبان، حتى بلغ سبعة. فقال:"احفظوا علينا صلاتنا" فقُمْنا، فما أيقظَنا إلّا حرُّ الشمس، فانتَبهْنا، فركب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسار، وسِرْنا هُنَيَّةً، ثم نزل فقال:"أمعكم ماء؟ " قلت: نعم، معي مِيضأة فيها شيء من ماء. قال:"ائتِ بها" فأتيتُه بها، فقال:"مَسُّوا منها، مَسّوا منها". "فتوضّأ القوم وبَقِيت جَرعة، فقال: "ازْدَهر بها يا أبا قتادة، فإنّه سيكون لها نبأ" ثم أذّنَ بلالٌ، وصلَّوا الرَّكعتين قبل الفجر، ثم صلَّوا الفجرَ، ثم ركب وركبنا، فقال بعضهم لبعض: فرَّطْنا في صلاتنا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تقولون؟ إنْ كان أمرُ دنياكم فشأنُكم، وإن كان أمرُ دينكم فإليّ" قُلْنا: يا رسول اللَّه، فرّطْنا في صلاتنا. فقال:"لا تفريطَ في النوم، إنّما التفريط في اليَقَظة، فإذا كان ذلك فصلُّوها، ومن الغد وقتها".

ثم قال: "ظُنّوا بالقوم" قالوا: إنّك قُلتَ بالأمس: "إلّا تُدركوا الماء غدًا تعطشوا". والنّاس بالماء، فقال:"أصبح النّاس وقد فقدوا نبيَّهم، قال بعضُهم: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالماء، وفي القوم أبو بكر وعمر، فقالا: أيّها الناسُ، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن ليسبقَكم إلى الماء ويُخَلِّفَكم، وإن يُطعِ النّاسُ أبا بكر وعمر يَرْشُدوا" قالها ثلاثًا.

فلمّا اشتدّت الظهيرةُ رُفعَ لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول اللَّه، هَلَكْنا، عَطِشْنا، انقطعتِ الأعناق. فقال:"لا هُلْكَ عليكم" ثم قال: "يا أبا قتادة، ائتِ بالميضأة" فأتيتُه بها، فقال:"احْلُلْ لي غُمَري" يعني قَدَحَه، فحَلَلْتُه فأتيْتُه به، فجعل يصُبُّ فيه ويسقي النّاس. فازدحم النّاسُ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أيُّها الناسُ، أحْسِنُوا المَلأَ، فكلُّكم سيصدر عن رِيّ" فشربَ القومُ حتى لم يَعُدْ غيري وغيرُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فصبَّ لي فقال:"اشربْ يا أبا قتادة" قلت: اشربْ أنت يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: "إنّ ساقي القومِ آخرُهم" فشربتُ

ص: 261

وشرب بعدي، وبقي في المِيضأة نحو ممّا كان فيها، وهم يومئذٍ ثلاثمائة.

قال عبد اللَّه: فسَمِعَني عمرانُ بن حُصين وأنا أحدِّث هذا الحديث في المسجد الجامع، فقال: مَنِ الرجل؟ قلتُ: أنا عبد اللَّه بن رباح الأنصاريّ. قال: القومُ أعلم بحديثهم، انظر كيف تُحدّث، فأني أحد السبعة تلك الليلة. فلمّا فرغتُ قال: ما كنتُ أحسب أنّ أحدًا يحفظُ هذا الحديثَ غيري.

قال حمّاد: وحدّثنا حُميد الطويل عن بكر بن عبد اللَّه المُزَنيّ عن عبد اللَّه بن رباح عن أبي قتادة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بمثله، وزاد: قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا عرّسَ وعليه ليلٌ توسَّدَ يمينَه، وإذا عَرَّسَ الصُّبحَ وضعَ رأسَه على كفّه اليمنى وأقام ساعدَه (1).

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن عبد اللَّه بن رباح عن أبي قتادة. . . فذكر نحوه، وقال فيه: فصلّى صلاة الصبح ثم قال: "إنّ كان النّاسُ أطاعوا أبا بكر وعمرَ فقد رَفَقوا بأنفسهم. وأصابوا، وإن خالفوهما فقد خَرِقوا بأنفسهم". وكان أبو بكر وعمر حيث فقدوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالا للناس: أقيموا بالماء حتى تصبحوا، فأبَوا عليهما، وانتهى إليهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من آخر النهار وقد كادوا يَهلِكون عطشًا (2).

انفرد بإخراج هذا الحديث مسلم بجميع طرقه.

والتعريس: نزول آخر الليل.

ومعنى ازدهر: احتفظ.

* طريق لبعضه:

حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن ثابت البُناني عن عبد اللَّه بن رباح عن أبي قتادة قال:

ذُكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم نومُهم عن الصلاة، فقال:"إذا نَسِيَ أحدُكم صلاةً أو نام عنها فلْيُصَلِّها إذا ذكرَها".

(1) المسند 5/ 298. وإسناده صحيح.

(2)

المسند 5/ 302. وإسناده صحيح. وأخرج الحديث مسلم قال: حدّثنا شيبان بن فرّوخ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابت عن عبد اللَّه بن رباح عن أبي قتادة 1/ 472 (681).

ص: 262

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (1).

(1361)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عدي عن الحجّاج (2) عن يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه قال:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شَرِبَ أحدُكم فلا يَتَنَفَّس في الإناء، وإذا دخلَ في الخلاء فلا يتمسَّحْ بيمينه. وإذا بال فلا يَمَسَّ ذكَرَه بيمينه".

أخرجاه في الصحيحين (3).

(1362)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا أبان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلّي، فيقرأ في الظهر والعصر في الرّكعتين الأُوليين بسورتين وأمِّ الكتاب، وكان يُسمعنا أحيانًا الآية. ويقرأ في الركعتين الأُخريين بأمِّ الكتاب. وكان يُطيلُ أوّلَ ركعة من صلاة الفجر، وأوّل ركعة من صلاة الظهر.

أخرجاه في الصحيحين (4).

(1363)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سُمَير قال:

قَدِمَ علينا عبد اللَّه بن رباح، فوجدْتُه قد اجتمعَ عليه ناسٌ من النّاس، فقال: حدَّثَنا أبو قتادة فارس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:

بعثَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جيش الأُمراء وقال: "عليكم زيدُ بن حارثة، فإن أُصيب زيد فجعفر، فإن أُصيبَ جعفر فعبد اللَّه بن رواحة الأنصاريّ". فوثب جعفر فقال: بأبي أنت

(1) الترمذي 1/ 334 (177) وفيه: حسن صحيح. وذكر أحاديث في الباب. والحديث في سنن ابن ماجة 1/ 228 (698)، والنسائي 1/ 294، وصحيح ابن خزيمة 2/ 95 (989)، وصحيح ابن حبّان 4/ 317 (1460)، وصحّحه الألباني.

(2)

وهو الحجّاج بن أبي عثمان، الصّوّاف.

(3)

المسند 5/ 311 ورجاله رجال الصحيح. ومن طرق عن يحيى في البخاري 1/ 253 (153) ومسلم 1/ 33 (451).

(4)

المسند 5/ 300. ومن طريق أبان في مسلم 1/ 333 (451)، ومن طريق يحيى في البخاري 2/ 243 (759). ويونس بن محمد من رجال الشيخين.

ص: 263

وأمي يا رسول اللَّه، ما كنتُ لأرهبَ أن تستعملَ عليّ زيدًا. قال:"امضُوا، فإنّك لا تدري أيُّ ذلك خير" فانطلقَ الجيشُ، فلبِثوا ما شاء اللَّه، ثم إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صَعِدَ المنبرَ وأمرَ أن يُنادى بالصلاة جامعة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا أُخْبِرُكم عن جيشكم هذا الغازي؟ إنّهم انطلقوا حتى لقوا العدوّ فأُصيب زيدٌ شهيدًا فاستغفروا له" فاستغفرَ له النّاس "ثم أخذَ اللواءَ جعفرُ بن أبي طالب، فشدّ على القوم حتى قُتِلَ شهيدًا، أشهدُ له بالشهادة، فاستغفِرو له. ثم أخذَ اللواءَ عبدُ اللَّه بن رواحة، فأثبتَ قدمَيه حتى أُصيب شهيدًا، فاستغفِروا له. ثم أخذَ اللواءَ خالدُ بن الوليد ولم يكن من الأمراء، هو أمَّر نفسَه" فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إصبعَيه وقال: "اللهمّ هو سيفٌ من سيوفك فانصُرْه" فيومئذ سُمّي خالدٌ سيفَ اللَّه. ثم قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "انفِرُوا وأَمدُّوا إخوانكم، ولا يَتَخَلَّفنَّ أحدٌ" فنفرَ الناسُ في حرٍّ شديد، مشاة ورُكبانًا (1).

(1364)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد العزيز بن رُفيع عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبّوا الدَّهرَ، فإنّ اللَّهَ هو الدَّهرُ"(2).

(1365)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرىء قال: حدّثنا حَيوةُ قال: حدّثنا أبو صخر حُميد بن زياد أن يحيى بن النّضر حدّثه عن أبي قتادة أنّه حضر ذلك، قال:

أتى عمرو بن الجَموح إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أرأيْتَ إن قاتلتُ في سبيل اللَّه حتى أُقتلَ، أمشي برجلي هذه صحيحةً في الجنّة؟ وكانت رجلُه عرجاء. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نعم". فقتلوه يومَ أُحدٍ هو وابنُ أخيه ومولًى لهم، فمرّ عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"كأنّي أنظرُ إليك تمشي برجلك هذه صحيحةً في الجنّة" فأمرَ بهما رسول

(1) المسند 5/ 300. ورجاله رجال الصحيح، غير خالد، وهو ثقة. وأخرجه الطحاوي من طريق الأسود في شرح المشكل 13/ 166 (5170)، وابن حبّان في صحيحه 15/ 522 (7048)، وينظر تخريج المحقّق. ووثّق البوصيري رواته - الإتحاف 9/ 300 (9018).

(2)

المسند 5/ 299، ورجاله ثقات. قال الهيثمي 8/ 74: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري، بعد أن ذكر الحديث عن أحمد وغيره: وهذا حديث صحيح، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة. الإتحاف 7/ 240 (7198).

ص: 264

اللَّه صلى الله عليه وسلم ومولاهما فجُعلوا في قبر واحد (1).

(1366)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه:

أنّه شهد النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى على ميّت، فسَمِعْتُه يقول:"اللهمَّ اغفِرْ لحيِّنا وميِّتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا".

قال يحيى: وحدَّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بهؤلاء الثماني كلّهم وزاد كلمتين: "اللهمّ من أحيَيْتَه منّا فأحْيه على الإسلام، ومن تَوَفَّيْتَه فتَوَفَّهُ على الإيمان"(2).

(1367)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن أبيه قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دُعي لجنازة سألَ عنها، فإن أُثني عليها خيرٌ قام فصلّى عليها، وإن أثني عليها غيرُ ذلك قال لأهلها:"شأنكم بها" ولم يُصَلِّ عليها (3).

(1368)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن أبي جعفر عن ابن أبي قتادة عن أبيه:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قعدَ على فراشِ مُغِيبة قَيَّضَ اللَّه يومَ القيامة ثعبانًا"(4).

(1) المسند 5/ 299. قال الهيثمي في المجمع 9/ 318: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن نضر الأنصاري، وهو ثقة.

(2)

المسند 5/ 299 ورجاله ثقات. قال الهيثمي 3/ 36: رجال رجال الصحيح. وهو في شرح مشكل الآثار 2/ 427 (961) من طريق همّام. وقد أخرج أبو داود الحديث عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة 3/ 211 (3201) وصحّحه الألباني. وأخرج الترمذي مثله 3/ 343 (1024) عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه، وذكر أحاديث الباب، ومنها حديث يحيى عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه.

(3)

المسند 5/ 299. وصحّحه ابن حبّان 7/ 328 (3057). ومن طريق إبراهيم أبي يعقوب صحّحه الحاكم 1/ 364، ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في المجمع 3/ 6: رجاله رجال الصحيح. وقوله صحيح.

(4)

المسند 5/ 300. وابن لهيعة ضعيف. وأخرجه من طريق ابن لهيعة الطبراني في الكبير 3/ 241 (3278)، والأوسط 4/ 140 (3237)، ونسبه له الهيثمي - دون أحمد، وقال: وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وهو ضعيف - المجمع 6/ 261.

والمُغيبة: التي غاب عنها زوجها لغزو.

ص: 265

(1369)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن أسيد عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك الجُمعة ثلاث مرّات من غير ضرورة طُبعَ على قلبه"(1).

(1370)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا أبو جعفر الخَطْميّ عن محمد بن كعب القُرَظي:

أنّ أبا قتادة كان له على رجلٍ دَينٌ، وكان يأتيه يتقاضاه فيختبىء منه، فجاء ذات يوم، فخرج صبيٌّ فسألَه عنه، فقال: نعم، هو في البيت يأكلُ خَزيرة، فناداه: يا فلانُ، اخْرُجْ، فقد أُخْبِرْتُ أنّك هاهنا، فخرج إليه، فقال: ما يُغَيِّبُك عنّي؟ قال: إنّي مُعسر وليس عندي. قال: آللَّهِ إنّك لمُعسر؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة ثم قال: سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن نَفَّسَ عن غريمه أو محا عنه، كان في ظلّ العرش يومَ القيامة".

انفرد بإخراجه مسلم، فذكره بمعناه (2).

(1371)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى وموسى بن داود قالا: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو الزُّبير عن جابر عن أبي قتادة:

أنّه رأى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يبولُ مُسْتَقْبِلَ القبلة (3).

(1) المسند 5/ 300 ومن طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي أخرجه الحاكم 2/ 488، وصحّح إسناده على شرط الشيخين، واعترض الذهبي ليعقوب -وهو ليس في إسناد أحمد- وقال عنه: واهٍ. وقال الهيثمي في المجمع 2/ 159: رواه أحمد، وإسناده حسن. كما حسّن الحافظ إسناده في التلخيص 2/ 562 بعد أن ذكر أحاديث في الباب.

ومن أحاديث الباب ما رواه ابن ماجة 1/ 357 (1126) من طريق أسيد عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن جابر. وصحّح البوصيري إسناده، ووثّق رجاله. وصحّحه الألباني.

(2)

المسند 5/ 308، أبو جعفر الخطمي عمير بن يزيد، صدوق، وسائر رواته ثقات. إلّا أن محمد بن كعب القرظيّ اختلف في سماعه عن بعض الصحابة أو إرساله عنهم. والحديث في صحيح مسلم 3/ 1196 (1563) بإسناد آخر.

(2)

المسند 5/ 300، ومن طريق ابن لهيعة في المعجم الكبير 3/ 240 (3276). وروى الترمذي 1/ 15 (9) الحديث عن جابر بن عبد اللَّه، ثم روى عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن أبي قتادة (10) قال: وابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث. ثم روى حديثًا صحيحًا في الباب عن ابن عمر. وصحّح الألباني حديثي جابر وابن عمر، وضعّف حديث أبي قتادة.

ص: 266

(1372)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن عُليّ بن رباح عن أبي قتادة:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ الخيل الأدهمُ، الأقرحُ، الأرثمُ المُحَجَّلُ ثلاثٌ (1)، مطلقُ اليمين، فإن لم يكن أدهم فكُمَيْتٌ على هذه الشِّيَة"(2).

الأقرح: الذي في غرّته بياضٌ قدر دِرهم أو دون.

والأرثم: الذي بجَحْفلته العليا بياض. والجَحْفلة: الشَّفَة (3).

(1373)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: أخبرني مالك عن إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن حُميدة ابنة عُبيد بن رفاعة عن كبشة ابنة كعب بن مالك - وكانت تحت ابن أبي قتادة:

أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءًا، فجاءت هِرَّةٌ تشربُ منه، فأصغى (4) لها الإناء حتى شَرِبَتْ. قالت كبشةُ: فرآني أنظرُ إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ فقالت: نعم. فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّها ليست بنَجَس، أنّها من الطوّافين عليكم والطوّافات".

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (5).

(1) في إعراب الحديث للعكبري 174: الصواب أن يرفع، فيكون التقدير: المحجّل ثلاثٌ منه. وثلاث مرفوع بالمُحَجّل، ولا يجوز جرّه، لأنهم أجمعوا على أنّه لا يجوز إضافة ما فيه الألف واللام إلى النكرة. ولو كان: المحجّل الثلاث لجاز الجرّ.

(2)

المسند 5/ 300. وفيه ابن لهيعة، ولكنه توبع من يحيى بن أيّوب الغافقي، وهو ثقة. ورواه الترمذي من طريق ابن لهيعة ويحيى 4/ 176 (1696، 1697)، وقال: حسن صحيح غريب. وابن ماجة 2/ 933 (2789)، والحاكم 2/ 92، وابن حبّان 10/ 531 (4676) كلهّم من طريق يحيى. قال الحاكم: غريب، صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني.

(3)

والأدهم: الأسود. والمحجّل: الذي في قوائمه بياض. والكميت: بين السواد والحمرة. ومطلق - ويروى: طلق: أي لا تحجيل فيه.

(4)

أصغى: أمال.

(5)

المسند 5/ 303. ومن طريق مالك في الترمذي 8/ 153 (92) وقال: حسن صحيح. والنسائي 1/ 55، 178، وأبي داود 1/ 19 (75)، وابن ماجة 1/ 131 (367)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 55 (104)، والحاكم والذهبي 1/ 59، وابن حبّان 4/ 114 (1299)، وأخرجه الطحاوي في المشكل 7/ 74 (2655). وصحّحه المحقّقون.

ص: 267

(1374)

الحديث الثامن والعشرون: حدَّثنا أحمد قال: حدّثنا حجَّاج قال: حدّثنا شعبة عن عبد ربّه عن أبي سلمة قال:

إنْ كُنْتُ لأرى الرُّؤيا تُمْرِضُني، فلقيتُ أبا قتادة، فقال: وأنا إن كُنتُ لأرى الرُّؤيا تُمْرِضُني حتى سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الرُّؤيا الصالحة من اللَّه عز وجل، فإذا رأى أحدُكم ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ بها إلَّا من يُحِبُّ، فإذا رأى ما يكره فليتفلْ عن يساره ثلاثًا، وليتعوَّذ باللَّه من الشَّيطان وشرِّها، ولا يُحَدِّثْ بها أحدًا، فإنّها لا تَضُرُّهُ".

أخرجاه في الصحيحين (1).

(1375)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرَّزَّاق قال: حدّثنا معمر قال: أخبرني عبد اللَّه بن محمد بن عقيل قال:

قَدِمَ معاوية المدينة، فتلقّاه أبو قتادة فقال: أما إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّكم ستلقَون بعدي أَثَرَةً" قال: فَبِمَ أمرَكم؟ قال: أنْ نَصْبِرَ. قال: فاصْبِروا إذن (2).

(1376)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا عمرو بن يحيى الأنصاريّ قال: حدَّثنا محمد بن يحيى بن حَبّان عن عمرو بن سُليم بن خَلدة الأنصاريّ عن أبي قتادة قال:

دخلْتُ المسجدَ ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسٌ بين ظَهْرَي النَّاس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما منعَك أن تركعَ ركعتين قبلَ أن تجلسَ؟ " قال: قلت: إنّي رأيْتُك جالسًا والنَّاس جلوسٌ. قال: "فإذا دخل أحدُكم المسجدَ فلا يجلس حتى يركعَ ركعتين".

أخرجاه في الصحيحين (3).

(1) المسند 5/ 303. ومن طريق شعبة في البخاري 12/ 430 (7044)، وله فيه طرق أخرى - ينظر 6/ 338 (3292). وهو في مسلم من طرق عن عبد ربه بن سعيد، وغيره 4/ 1771، 1772 (2261).

(2)

المسند 5/ 304. وابن عقيل ضعّفوا حديثه. ولكن الحديث يشهد له ما روي في الصحيحين عن أسيد بن حضير، وعبد اللَّه بن زيد، وأنس - ينظر الجمع 1/ 439، 486 (708، 777)، 2/ 494، 616 (1857، 2226).

(3)

المسند 5/ 305. ومن طريق زائدة في مسلم 1/ 495 (714)، وله فيه طرق أخرى. ومن طريق عامر ابن عبد اللَّه عن عمرو بن سليم الزرقي في البخاري 1/ 537 (444). ومعاوية من رجال الشيخين.

ص: 268

(1377)

الحديث الحادي والثلاثون: حدَّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن الحجَّاج قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: حدّثني الأوزاعيُّ قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه:

عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّي لأقومُ في الصلاة أُريد أن أُطوِّلَ فيها، فأسمع بكاءَ الصبىِّ فأتَجَوَّز في صلاتي كراهيةَ أن أَشُقَّ على أُمِّه".

انفرد بإخراجه البخاريّ (1).

(1378)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمّه محمد بن شهاب قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو قتادة:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رآني فقد رأى الحقَّ".

أخرجاه في الصحيحين. زاد البخاري: "إنَّ الشَّيطانَ لا يتراءى بي"(2).

(1379)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا البخاريُّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي أفلح وهو عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمّد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة قال:

خَرَجْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عامَ حُنين، فلمّا التقَينا كانت للمسلمين جَولةٌ، فرأيتُ رجلًا من المشركين علا رجلًا من المسلمين، فاستدرت (3) له حتى أتيتُه من ورائه، حتى ضربتُه بالسيف على عاتِقه، فأقبلَ عليَّ فضمَّني ضَمَّةً وجدْتُ منها ريحَ الموت، ثم أدركَه الموتُ فأرسلَني، فلَحِقْتُ عمرَ بن الخطّاب فقُلْتُ: ما بالُ النّاس؟ قال: أمرُ اللَّه. ثم إنّ النّاسَ رجعوا، وجلس النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:"مَنْ قَتَلَ قتيلًا له عليه بيّنةٌ فله سَلَبُه" فقُمْتُ فقلْتُ: مَن يَشهدُ لي؟ ثم جلسْتُ، ثم قال:"من قَتَلَ قتيلًا له عليه بيّنة فله سَلَبُه" فقمتُ فقلْتُ: مَن يَشهدُ لي؟ ثم جلسْتُ، ثم قال الثالثة مثله (4)، فقال رجل: صدَق يا رسولَ اللَّه وسَلَبُه عندي، فأرْضه عنّي. فقال أبو بكر الصِّدِّيق: لاها اللَّه إذن، لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ من

(1) المسند 5/ 305. والبخاري 2/ 201 (707) من طريق الأوزاعيّ.

(2)

المسند 6/ 305. ومسلم 4/ 1776 (2267) وينظر البخاري 12/ 383 (6995، 6996).

(3)

ويروى "فاستدبرت".

(4)

في البخاري ومسلم: "فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مالك يا أبا قتادة؟ " فاقتصصت عليه القصّة".

ص: 269

أُسْدِ اللَّه يُقاتلُ عن اللَّه ورسوله فيُعطيك سَلَبَه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ، فأعْطِه" فبعْتُ الدِّرْعَ، فابتعْتُ به مَخْرفًا في بني سلمة، فإنَّه لأوّل مالٍ تأثَّلْتُه في الإسلام (1).

واسم أبي محمّد: نافع.

(1380)

الحديث الرابع والثلاثون: حدَّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد قالا: حدَّثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه قال:

بينما نحن نصلّي مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ سمع جَلَبة رجال، فلما صلَّى دعاهم فقال:"ما شأنُكم"؟ قالوا: يا رسول اللَّه، استعجلْنا إلى الصلاة. قال:"فلا تفعلوا، إذ أتيْتُم الصلاةَ فعليكم بالسَّكينة، فما أدركْتُم فصلُّوا، وما سُبِقْتُم فأتِمُّوا".

أخرجاه في الصحيحين (2).

(1381)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي مَسْلَمة قال: سمعْتُ أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد الخُدري قال: أخبرَني من هو خيرٌ مني: أبو قتادة:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لعمّار حين جعلَ يحفِرُ الخندق، وجعل يمسحُ رأسَه ويقول:"بؤسَ ابنِ سميّة، تقتلُك الفئةُ الباغية".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1382)

الحديث السادس والثلاثون: حدَّثنا أحمد قال: حدَّثنا سُرَيج بن النُّعمان قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا الحُصَين بن عبد الرحمن قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي قتادة الأنصاريّ عن أبيه قال:

سَرَينا (4) مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن في سفر ذات ليلة، فقلنا: يا رسول اللَّه، لو عَرَّسْتَ

(1) البخاري 6/ 247 (3142)، ومسلم 3/ 1370 (1751) من طريق مالك.

وتأثّلته: امتلكته.

(2)

المسند 5/ 306. والبخاري 2/ 116 (635) عن شيبان، ومسلم 1/ 421، 422 (603) عن معاوية بن سلام وشيبان، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير. وشيخا أحمد ثقتان.

(3)

المسند 6/ 305، ومسلم 4/ 2235 (2915).

(4)

في المسند والبخاري (سِرْنا).

ص: 270

بنا، قال:"إنّي أخافُ أن تناموا عن الصلاة، فمن يُوْقِظُنا للصلاة؟ " قال بلال: أنا يا رسول اللَّه، قال: فعرَّس بالقوم. فاضطجعنا واستندَ بلال إلى راحلته، فغَلَبَتْهُ عيناه، فاستيقظ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال:"يا بلالُ، أين ما قلتَ لنا؟ " قال: يا رسول اللَّه، والذي بعثَكَ بالحقّ، ما أُلْقِيَتْ عليَّ نومةٌ مثلُها. فقال صلى الله عليه وسلم:"إنّ اللَّهَ عز وجل قبض أرواحَكم حين شاء، وردَّها عليكم حين شاء". ثم أمرَهم فانتشروا لحاجتهم، وتوضّأوا، فارتفعتِ الشمس، فصلّى بهم الفجر.

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(1383)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني أبو صخر أن يحيى بن النّضر الأنصاريّ حدَّثه أنّه سمع أبا قتادة يقول:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول على المِنبر للأنصار: "ألا إنّ النّاس دِثاري والأنصار شِعاري. لو سلكَ الناسُ واديًا وسَلَكَتِ الأنصار شعبة، لاتَّبَعْتُ شعبة الأنصار. ولولا الهجرةُ لكُنْتُ رجلًا من الأنصار. فمن وَلِيَ أمرَ الأنصار فليُحْسِن إلى مُحْسِنهم، وليتجاوزْ عن مسيئهم. ومن أفزَعهم فقد أفزعَ هذا الذي بين هاتين". وأشار إلى نفسه (2).

(1384)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سليمان التيميّ قال: حُدِّثْتُ عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أتقرءون خلفي؟ " قالوا: نعم. قال: "فلا تفعلوا إلّا بأمّ القرآن"(3).

(1385)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبي قتادة:

(1) المسند 5/ 307، والبخاري 2/ 66 (595)، عن حصين. وبنحوه عن هشيم 13/ 447 (7471). .

(2)

المسند 5/ 307. ومن طريق عبد اللَّه بن وهب صحّحه الحاكم 4/ 79، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 38: رجال أحمد رجال الصحيح، غير يحيى بن النّضر، وهو ثقة. ووافقهم الألباني في الصحيحة 2/ 587 (917).

وأبو صخر هو حميد بن زياد، وينظر الحديث التاسع والعشرون من هذا المسند.

(3)

المسند 5/ 309. وفيه انقطاع بين سليمان التيمي وعبد اللَّه بن أبي قتادة، قال الهيثمي 2/ 114: رواه أحمد، وفيه رجل لم يُسَمّ. وذكر أحاديث في هذا الباب.

ص: 271

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضّأ ثم صلّى بأرض الحَرّة عند بيوت السُّقيا، ثم قال:"اللهمَّ إنّ إبراهيمَ خليلَك وعبدَك ونبيَّك، دعاك لأهل مكّة، وأنا عبدُك ورسولُك أدعوك لأهل المدينة مثلَ ما دعاك به إبراهيم لأهل مكَّة: أن تُبارِكَ لهم في صاعهم ومُدّهم وثمارهم. اللهمّ حَبِّبْ إلينا المدينة كما حبَّبْتَ إلينا مكَّة، واجعلْ ما بها من وباء بخُمّ. اللهمّ إنّي قد حَرَّمْتُ ما بين لابَتَيها كما حَرّمتَ على لسان إبراهيمَ الحرم"(1).

* * * *

(1) المسند 5/ 309. وابن خزيمة 1/ 106 (210) بالإسناد نفسه، ولم يسق لفظه، وأحال على حديث قبله عن عليّ بن أبي طالب. وقال الهيثمي في المجمع 3/ 307: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. ويشهد له ما رواه مسلم عن أبي هريرة وأبى سعيد 2/ 1000، 1001 (1373، 1374).

ص: 272