المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(117) مسند أبي أيوب خالد بن ريد بن كليب الأنصاري - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٢

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الجيم

- ‌(53) مسند جابر بن سُليم الهُجَيميّ

- ‌(54) مسند جابر بن سَمُرة

- ‌(55) مسند جابر بن عبد اللَّه الأنْصاريّ

- ‌(56) مسند جابر بن عَتيك بن قيس أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(57) مسند جابر بن عوف أبي حكيم الأحمسي

- ‌(58) مسند الجارود بن بشر بن المُعَلَّى العبديّ

- ‌(59) مسند جارية بن قُدامة

- ‌(60) مسند جبّار بن صَخر بن أُميّة أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(61) مسند جُبَير بن مُطْعِم بن عَديّ بن مُطْعِم ابن نوفل بن عبد مناف أبي محمّد القرشيّ

- ‌(63) مسند جُرْمُوز الهُجَيميّ

- ‌(64) مسند جَرْهَد بن خُوَيلد بن بَجرة أبي عبد الرحمن الأسلميّ

- ‌(65) مسند جُرْهُم بن ناشم أبي ثعلبة الخُشَنِيّ

- ‌(66) مسند جرير بن عبد اللَّه البَجَليّ

- ‌(67) مسند جَعْدَة بن خالد بن الصِّمَّة الجُشَميّ

- ‌(68) مسند جعفر بن أبي طالب

- ‌(69) مسند جُنادة بن أبى أميّة

- ‌(70) مسند جُندب بن جُنادة بن كعب أبي ذَرّ الغِفاريّ

- ‌(71) مسند جُنْدُب بن عبد اللَّه بن سفيان أبي عبد اللَّه البَجَليّ العَلَقيّ

- ‌(72) مسند جُنْدُب بن مَكِيث بن عبد اللَّه الجُهَنيّ

- ‌حرف الحاء

- ‌(73) مسند حابس أبي حيَّة التَّميميّ

- ‌(74) مسند الحارث بن أُقَيش

- ‌(75) مسند الحارث بن حسّان البَكريّ الذُّهْليّ

- ‌(76) مسند الحارث بن خَزَمة

- ‌(77) مسند أبي قَتَادة الحارث بن رِبْعي بن بَلْدَمة الأنصاريّ

- ‌(78) مسند الحارث بن زياد الساعديّ الأنصاريّ

- ‌(79) مسند الحارث بن ضِرار - ويقال: ابن أبي ضِرار أبي مالك الخُزاعي

- ‌(80) مسند الحارث بن عبد اللَّه بن أوس الثَّقَفيّ

- ‌(81) مسند الحارث بن عمرو السَّهمي، ثم الباهليّ

- ‌(82) مسند الحارث بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(83) مسند الحارث بن عوف بن أُسيد أبي واقد الليثي

- ‌(84) مسند الحارث بن مالك بن قيس اللَّيثي

- ‌(85) مسند الحارث الأشعريّ

- ‌(86) مسند أبي سعيد بن المُعَلّى

- ‌(87) مسند الحارث التّميمي

- ‌(88) مسند حارثة بن النُّعمان بن نُفَيْع

- ‌(89) مسند حارثة بن وَهب

- ‌(90) مسند حِبّان بن بُحٍّ الصُّدائي

- ‌(91) مسند حُبْشيّ بن جُنادة السّلوليّ

- ‌(92) مسند حَبّة بن خالد السَّوائي

- ‌(93) مسند أبي جمعة حَبيب بن سِباع

- ‌(94) مسند حَبيب بن مَسْلَمة الفهِريّ

- ‌(95) مسند الحجّاج بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(96) مسند حجّاج الأسلميّ

- ‌(97) مسند حَدْرَد بن أبي حَدْرَد أبي خِراش السُّلَمي، ويقال، الأسلمي

- ‌(98) مسند حُذيفة بن أَسيد بن الأغور

- ‌(99) مسند حُذيفة بن اليمان

- ‌(100) مُسْنَدْ حِذْيَم بن عمرو السَّعديّ

- ‌(101) مسند حَرْمَلة بن عبد اللَّه بن أوس العَنبريّ

- ‌(102) مسند حسّان بن ثابِت

- ‌(103) مسند الحسن بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(104) مسند الحُسَين بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(105) مسند الحَكَم بن حَزْن الكُلَفيّ

- ‌(106) مسند الحَكَم بن سُفيان

- ‌(107) مسند الحَكَم بن عمرو الغِفاريّ

- ‌(108) مسند حَكيم بن حِزام

- ‌(109) مسند حمزة بن عمرو بن عُوَيمر أبي صالح الأسلميّ

- ‌(110) مسند حُمَيْل بن بَصْرة أبي بَصرة الغفاريّ

- ‌(111) مسند حَمَل بن مالك بن النّابغة الهُذَليّ

- ‌(112) مسند حَنظلة بن حِذْيَم

- ‌(113) مسند حنطلة بن الرّبيع بن المُرَقَّع الكاتب

- ‌(114) مسند حَوشب

- ‌حرف الخاء

- ‌(115) مسند خارجةَ بن حُذافة بن غانم العَدَويّ

- ‌(116) مسند خالد بن أبي جَبَل العَدْواني

- ‌(117) مسند أبي أيوّب خالد بن ريد بن كُليب الأنصاريّ

- ‌(118) مسند خالد بن عَدِيّ

- ‌(119) مسند خالد بن عُرْفُطة بن صُعَير العُذْريّ

- ‌(120) مسند خالد بن الوليد

- ‌(121) مسند خَبّاب بن الأَرَتّ

- ‌(122) مسند خُبيب بن يساف بن عِنَبة (1) بن عمرو بن خَدِيج أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(123) مسند خِداش بن سلامة أبى سلامة السّلميّ

- ‌(124) مسند خَرَشة بن الحارث أبي الحارث المُرادي

- ‌(125) مسند خَرَشَةَ المُحاربيّ

- ‌(126) مسند خُرَيم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك أبي يحيى

- ‌(127) مسند خُزَيمة بن ثابت الأنصاريّ

- ‌(128) مسند الخَشخاش العَنبريّ

- ‌(129) مسند خُفاف بن إيماء بن رَحَضة الغِفاريّ

- ‌(130) مسند خُويلد بن خالد بن بُجَير أبي عقرب

- ‌(131) مسند خُويلد بن عَمرو أبي شُرَيح الكعبِي

- ‌حرف الدال

- ‌(132) مسند دِحْيةَ بَن خَليفة الكَلبيّ

- ‌(133) مسند دُكَين بن سَعيد الخَثْعَميّ

- ‌حرف الذّال

- ‌(134) مسند ذي الأصابع

- ‌(135) مسند ذي الغُرَّة

- ‌(136) مسند ذى المِخْمَر الحبشي ابن أخي النجاشيّ

- ‌(137) مسند ذي اللِّحية (1) بن عمرو بن قُرط الكِلابيّ

- ‌(138) مسند ذي اليَدَين

- ‌(139) مسند ذؤيب بن حَلْحَلَةَ بن عمرو أبي قَبيصَة الخُزاعي الكَعبي

- ‌حرف الرّاء

- ‌(140) مسند راشد بن حُبَيش

- ‌(141) مسند رافع بن خَديج

- ‌(142) مسند رافع بن رفاعة

- ‌(143) مُسْنَدْ رافع بن سنِان الأنصاريّ

- ‌(144) مسند رافع بن عمرو

- ‌(145) مسند رافع بن مَكيث بن عبد اللَّه الجُهَنِيّ

- ‌(146) مسند رَبِيعة بن الحارث بن عبد المُطَّلِب أبي أَرْوَى الدَّوسيَ

- ‌(147) مسند ربيعة بن عامر بن بجاد

- ‌(148) مسند ربيعة بن عبِاد الدُّؤَليّ

- ‌(149) مسند ربيعة بن كعب بن مالك أبي فِراس الأسْلَمِيّ

- ‌(150) مسند الرُّسَيم العَبدي الهَجَري

- ‌(151) مسند أبي عَميرة رُشَيد بن مالك السّعديّ

- ‌(152) مسند رِعْية الجُهَني السُّحَيمي

- ‌(153) مسند رفاعة بن رافع الزُّرَقي

- ‌(154) مسند رفاعة بن عبد المنذر أبي لُبابة الأنصاريّ

- ‌(155) مسند رِفاعة بن عُرابة الجُهَنيّ

- ‌(156) مسند رفاعة بن يَثْرِبِيّ أبي رمثة التَّيْميّ

- ‌(158) مسند رياح بن الربيع

- ‌حرف الزّاي

- ‌(159) مسند أبي عبد اللَّه الزُّبير بن العوّام

- ‌(160) مسند زهير بن عثمان

- ‌(161) مسند زياد بن الحارث الصُّدائي

- ‌(162) مسند زياد بن لبيد بن ثعلبة أبي عبد اللَّه الأنصاريّ

- ‌(163) مسند زياد بن نُعَيم الحَضرميّ

- ‌(164) مسند زيد بن أرقم

- ‌(165) مسند زيد بن ثابت

- ‌(166) مسند زيد بن حارثة

- ‌(167) مسند زيد بن خارجة

- ‌(168) مسند زيد بن بن خالد أبي عبد الرحمن الجُهَنيّ

- ‌(169) مسند زيد بن سهل أبي طلحة الأنصاريّ

- ‌(170) مسند زيد بن أبي شَيبة أبي شَهم

- ‌(171) مسند زَيْد بن الصّامت

- ‌(172) مسند زيد بن مِرْيَع بن قَيظِيّ الأنصاريّ

الفصل: ‌(117) مسند أبي أيوب خالد بن ريد بن كليب الأنصاري

(117) مسند أبي أيوّب خالد بن ريد بن كُليب الأنصاريّ

(1)

(1544)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيم عن عثمان بن جُبير عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال:

جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالا: عِظْني وأوْجِزْ. فقال: "إذا قُمْتَ في صلاتك فصَلِّ صلاةَ مُوَدِّع، ولا تَكَلَّمْ بكلام تعتذرُ منه غدًا، وأَجْمعِ الإياسَ ممّا في أيدي النّاس (2) ".

(1545)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا عبد اللَّه بن لَهيعة قال: حدّثني حُيَىُّ بن عبد اللَّه المعافِريّ عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِي قال:

كُنّا في البحر وعلينا عبد اللَّه بن قيس الفَزاريّ ومعنا أبو أيّوب الأنصاري، فمرّ بصاحب المقاسم وقد أقام السَّبيَ، فإذا امرأة تبكي، فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: فرَّقوا بينها وبين ولدها. قال: فأخذ بيد ولدها فوضعه في يدها، فافطلق صاحب المقاسمِ إلى عبد اللَّه بن قيس فأخبره، فأرسل إلى أبي أيوب: ما حمَلَكَ على ما صنَعْتَ؟ قال: سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من فَرَّقَ بين والدة وولدها فرّقَ اللَّهُ بينه وبين أحبَتِه يومَ القيامة"(3).

(1) الطبقات 3/ 368، والآحاد 3/ 439، ومعرفة الصحابة 2/ 933، والاستيعاب 4/ 5، والتهذيب 2/ 344، والسير 2/ 402، والإصابة 1/ 404.

ومسنده (40) في المقدّمين بعد العشرة عند الحميدي، له سبعة أحاديث للشيخين، وواحد للبخاري، وخمسة لمسلم. وفي التلقيح 364: أحاديثه مائة وخمسة وخمسون.

(2)

المسند 5/ 412. ومن طريق ابن خثيم عند ابن ماجه 2/ 1396 (4171)، والمعجم الكبير 4/ 155 (3987). وضعّف البوصيري إسناده لضعف عثمان بن جبير. لكنه ذكر في إتحاف الخيرة 9/ 350 (9489) أن له شاهدًا من حديث سعد، صححه الحاكم 4/ 326. وذكر الحديث الألباني في الصحيحة 1/ 758 (401)، وبيّن ضعف أسناده، ولكنّه قال: له شواهد تدلّ محلى أن له أصلًا.

(3)

المسند 5/ 412 وفي إسناده ابن لَهيعة وحييّ، وينظر التالي.

ص: 368

* طريق آخر:

حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا عمر بن حفص الشيباني قال: أخبرنا عبد اللَّه بن وَهب قال: أخبرني حُيَيُّ بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن عن أبي أيوب قال:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من فَرَّقَ بين والدة وولدها فَرَّقَ اللَّه بينه وبينَ أحبّتِه يومَ القيامة"(1).

(1546)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا المقرىء قال: حدّثنا حَيوة بن شريح قال: حدّثنا بقيّة قال: حدّثني بحير بن سعد عن خالد بن مَعدان قال: حدّثني أبورُهم السَّمَعي أنّ أبا أيّوب حدّثه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء يَعْبُدُ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا، ويقيمُ الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنبُ الكبائر، فإن له الجنّة".

وسألوه: ما الكبائر؟ قال: "الإشراك باللَّه، وقتل النفس المؤمنة، وفرار يوم الزّحف"(2).

(1547)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن ضَمْضَم بن زُرعة عن شُريح بن عُبيد: أن أبا رُهم السَّمَعي كان يحدِّثُ أن أبا أيّوب الأنصاريّ حدّثه:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إنّ كلّ صلاةٍ تحُطُّ ما بين يدَيها من خطيئة"(3).

(1548)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا

(1) الترمذي 3/ 580 (1283)، 4/ 114 (1566)، وقال: حسن غريب. قال: وفي الباب عن عليّ، والعمل على هذا عند أهل العلم. . . ومن طريق عبد اللَّه بن وهب صحّحه الحاكم على شرط مسلم 2/ 55، وسكت الذّهبي. مع أن حُيّيًا لم يخرج له مسلم. قال الحافظ في التلخيص 3/ 966: في إسناده حُييّ ابن عبد اللَّه المعافري، مختلف فيه. وحُييّ روى له أصحاب السنن. قال في التقريب 1/ 146: صدوق يهم.

(2)

المسند 3/ 415. ومن طريق بقيّة في النسائي 7/ 88، ومن طريق حيوة في المعجم الكبير 4/ 128 (3885) وصحّحه الحاكم والذهبيّ بإسناد آخر عن أبي أيوب الأنصاريّ 1/ 23، وجوّد الألباني إسناده في حديثه عن أحاديث الباب - الإرواء 5/ 25 (1202) وينظر الحديث السادس.

(3)

المسند 5/ 413 ومن طريق إسماعيل في المعجم الكبير 4/ 126 (3879) والحكم بن نافع وأبو رُهم ثقتان، وإسماعيل صدوق عن أهل بلده ومنهم ضمضم. أما ضمضم فصدوق يَهِم. ولذا حَسّنَ إسنادَه المنذري في الترغيب 1/ 314 (528)، والهيثمي في المجمع 1/ 303.

ص: 369

ابنُ لَهيعة قال: حدّثنا أبو قَبيل عن عبد اللَّه بن ناشر من بني سريع قال: سمعت أبا رُهم قاصّ أهلِ الشام يقول: سمعْتُ أبا أيّوب الأنصاريّ يقول:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم: "إنّ ربّكم عز وجل خيَّرَني بين سبعين ألفًا يدخلون الجنّة عفوًا بغير حساب وبين الخَبيئة عنده لأمَّتي" فقال له بعض أصحابه: يا رسول اللَّه، أَيَخْبَأ ذلك ربُّك؟ فدَخَل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبِّرُ، فقال:"إنّ ربّي زادَني مع كلّ ألف سبعين ألفًا والخَبيئة عنده" قال أبو رُهم: يا أبا أيّوب، وما تظنّ خَبيئَةَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فأكلَه النّاسُ بأفواههم، فقالوا: وما أنت وخبيئةَ رسول اللَّه؟ فقال أبو أيوب: دعوا الرّجل عنكم، أُخبرُكم عن خبيئة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما أظنّ، بل كالمُسْتَيقن: إنّ خبيئة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يقول: ربِّ، من شَهِدَ أن لا إله إلّا اللَّه وحدَه لا شريكَ له وأن محمّدًا عبده ورسوله مصدّقًا لسانَه قلبُه، فأَدْخِلْه الجنّة (1).

(1549)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: أخبرنا بقيّة عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان أن أبا رُهم السَّمَعي حدّثهم عن أبي أيّوب قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من عبدَ اللَّهَ لا يُشْركُ به شيئًا، وأقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاة، وصام رمضان، واجتنب الكبائر، فله الجنّة - أو أُدْخِلَ الجنّة".

فسأله: ما الكبائر؟ فقال: "الشّرك باللَّه، وقتل نفس مسلمة، والفرارُ يومَ الزَّحف"(2).

(1550)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حيوة بن شُريح قال: حدّثنا

(1) المسند 5/ 413. وهو في المعجم الكبير 4/ 127 (3882) من طريق ابن لَهيعة، وفيه عبّاد بن ناشرة. قال في المجمع 10/ 378: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبّاد بن ناشرة من بني سريع، ولم أعرفه، وابن لَهيعة ضعفه الجمهور. وقال 10/ 419: رواه أحمد والطبراني، وفي إسنادهما ضَعف. وقال البوصيريّ في الإتحاف 10/ 497 (10244): رواه أحمد والطبراني، ومدار إسناديهما على ابن لَهيعة، وهو ضعيف.

وقد وردَ اسم الراوي الذي من بني سريع في الإتحاف 4/ 389 (4420)، والأطراف 6/ 61 (7445) عبد اللَّه ابن ناشر، كما في المسند. ولم يذكره ابن حجر في التعجيل في عبد اللَّه، ولا عبّاد. وذكر ابن أبي حاتم في الجرح 5/ 185 عبد اللَّه بن ناشر الكناني. ولكنه لم يرو عن أبي رُهم، ولم يرو عنه أبو قبيل، ويبدو أنّه آخر، وعليه فإن ابن ناشرة مجهول، وابن لهيعة ضعيف. فالإسناد ضعيف.

(2)

المسند 5/ 413. وهو طريق آخر للحديث الثالث، الذي رواه أحمد عن أبي عبد الرحمن المقرىء، عن حيوة عن بقية.

ص: 370

بقيّة قال: حدّثني بَحير بن سعد عن خالد بن مَعْدان عن المِقدام بن معدي كرب عن أبي أيّوب الأنصاريّ.

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "كِيلوا طعامكم يُبارَكْ لكم فيه"(1).

(1551)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا ثابت أبو زيد قال: حدّثنا عاصم عن عبد اللَّه بن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيّوب:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نزل عليه، فنزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم في السُّفل وأبو أيّوب في العُلْو، فانتبه أبو أيوب ليلةً فقال: نمشي فوقَ رأسِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم! فتنحَّوا فباتوا في جانب. ثم قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"السُّفل أرفقُ بي" فقال: لا أعلو سقيفةً أنت تحتها. فتحوّل النبيُّ صلى الله عليه وسلم في العُلْوِ وأبو أيّوب في السُّفْل. فكان يصنع للنبيّ صلى الله عليه وسلم طعامًا، فإذا جيء به سألَ عن موضع أصابع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فيَتَتَبَّعُ أصابعَ النبيّ صلى الله عليه وسلم. فصنع له طعامًا فيه ثوم، لمّا رُدَ إليه سأل عن موضع أصابع النبيّ صلى الله عليه وسلم (2)، فقيل له: لم يأكلْ، ففَزِع وصَعِدَ إليه فقال: أحرامٌ هو؟ قال: "لا، ولكنّي أكرهُه" قال: فإنّي أكرهُ ما تَكْرَهُ، أو كَرِهْتَ.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: حدّثنا بقيّة عن بَحير بن سعد عن خالد ابن معدان عن جُبير بن نُفير عن أبي أيوب قال:

لمّا قَدِمَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اقترعتِ الأنصار: أيُّهم يُؤوي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقَرَعَهم

أبو أيوب، فأوى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أُهدي لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طعامٌ أَهدى لأبي أيوب. قال: فدخل أبو أيوب يومًا فإذا قصعةٌ فيها بصل، فقال: ما هذا، قالوا: أرسل بها رسولُ اللَّه

(1) المسند 5/ 414 ومن طريق بقية في ابن ماجه 2/ 751 (2232)، قال البوصيري: في إسناده بقيّة، وهو مدلّس. لكنه صرّح بالتحديث في رواية أحمد. وصحّحه الألباني، الحديث صحيح رواه البخاريّ عن إبراهيم بن موسى عن الوليد بن ثور عن خالد عن المقدام عن النبيّ صلى الله عليه وسلم 4/ 345 (2128).

(2)

انتقل نظر ناسخ ك من (أصابع النبيّ صلى الله عليه وسلم) السابق إلى هنا، فأسقط جزءًا.

(3)

المسند 5/ 415، ومسلم 3/ 1623 (2053) من طريق ثابت، أبي زيد الأحول. وأبو سعيد من رجال البخاريّ.

ص: 371

-صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول اللَّه، ما منعَك من هذه القَصعة؟ قال:"رأيتُ فيها بصلًا"، قال: ولا يَحِلُّ لنا البصل؟ قال: "بلى، فكُلوه، ولكن يغشاني ما لا يغشاكم"(1).

(1552)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: حدّثنا ابن لهيعة عن عُبيد اللَّه بن أبي جعفر عن عمرو بن الأسود عن أبي أيوب قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "يدُ اللَّه مع القاضي حين يقضي، ويدُ اللَّه مع القاسم حين يقسم"(2).

(1553)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثني ليث قال: حدّثني محمد بن قيس قاصُّ عمر بن عبد العزيز عن أبي صِرمة عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّه قال حين حَضَرَتْهُ الوفاة:

قد كنتُ كتمتُ منكم شيئًا سمعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لولا أنكم تُذنبون لخلقَ اللَّه قومًا يُذنبون فيغفر لهم".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1554)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد بن منصور الخراساني قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثي قال: سَمِعْتُ ابن شهاب يقول: أشهدُ على عطاء بن يزيد الليثي أنّه حدّثني عن أبي أيّوب الأنصاريّ:

عن رسول اللَّه أن قال: "ما من رجل يغرس غَرسًا إلّا كتب اللَّهُ له من الأجر قَدْرَ ما يخرجُ من ثمر ذلك الغَرْس"(4).

(1) المسند 5/ 414، والمججم الكبير 4/ 186 (4091) من طريق بقية، والنسائي - الكبرى 4/ 148 (6629) ويشهد له السابق.

(2)

المسند 5/ 414 وفيه ابن لَهيعة ضعيف، وسائر رواته ثقات. وبهذا الإسناد في السنن الكبرى 10/ 132، ونقل الزيلعي في نصب الراية 4/ 68 عن البيهقي قوله في هذا الحديث: تفرّد به ابن لَهيعة. وقال الهيثميّ 4/ 196: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وفيه ضعف.

(3)

المسند 5/ 414، وهو في مسلم 4/ 2105 (2748) عن ليث عن محمد بن قيس عن أبي صرمة - المازنيّ.

(4)

المسند 5/ 414، والمعجم الكبير 4/ 148 (3968) من طريق عبد اللَّه بن عبد العزيز. قال الهيثمي في المجمع 4/ 70: رواه أحمد، وفيه عبد اللَّه بن عبد العزيز، وثّقه مالك وسعيد بن منصور، وضعّفه جماعة، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. ومثله عند البوصيري في الإتحاف 4/ 335 (3963). وفي الترغيب 3/ 356 (3828): رواته محتجّ بهم في الصحيح، إلّا عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثيّ. وحسّنه محقّقو الترغيب بشواهده.

ص: 372

(1555)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن راشد اليافعي عن حبيب بن أوس عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّه قال:

كُنّا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم يومًا، فقرّب طعامًا، فلم أرَ طعامًا كان أعظم بركةً منه أوّل ما أكَلْنا، ولا أقلّ بركة في آخره. قلنا: كيف هذا يا رسول اللَّه؟ قال: "لأنّا ذَكَرْنا اسمَ اللَّه حين أكَلْنا، ثم قَعَدَ بعدُ مَن أكل ولم يُسَمِّ، فأكلَ معه الشيطان"(1).

(1556)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا آدم قال: حدّثنا ابن أبي ذئب قال: حدّثنا الزُّهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدُكم الغائطَ فلا يَسْتَقْبلِ القبلةَ ولا يُوّلِّها ظهرَه، شرِّقوا أو غرِّبوا"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: أملى عليَّ معمر بن راشد قال: أخبرنا الزهريّ عن عطاء بن يزيد عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدُكم الغائطَ فلا يَسْتَقْبِلَن القبلةَ، ولكن ليُشَرِّقْ أو لِيُغَرِّب".

قال: فلمّا قَدمْنا الشّام وجدْنا مراحيضَ جُعِلَتْ نحو القبلة، فننحرف ونستغفر اللَّه عز وجل (3).

الطريقان في الصحيحين.

(1557)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن واصل الرّقاشي عن أبي سَوْرة عن أبي أيوب قال:

(1) المسند 5/ 415، وإسناده ضعيف. وفي المجمع 5/ 16: رواه أحمد، وفيه راشد بن جندل وحبيب بن أوس، وكلاهما ليس لهما إلا راوٍ واحد، وبقيّة إسناده رجال الصحيح، خلا ابن لَهيعة، وحديثه حسن. وقد روى مسلم حديثًا عن حذيفة 3/ 1597 (2017) وفيه:". . إنّ الشيطان يستحلُّ الطعام إلا يذكر اسم اللَّه عليه".

(2)

البخاريّ 1/ 245 (144)، ومن طريق الزهري في مسلم 1/ 224 (264)، والمسند 5/ 417.

(3)

المسند 6/ 415. ومن طريق الزهري في البخاري 1/ 498 (394)، ومسلم - السابق.

ص: 373

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: حَبّذا المُتَخَلِّلون". قيل: وما المُتَخَلِّلون؟ قال: "في الوضوء والطعام" (1).

(1558)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن عبد الرحمن بن السائب عن عبد الرحمن بن سُعاد عن أبي أيّوب:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الماء من الماء"(2).

(1559)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الحجّاج عن الزّهري عن حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاريّ قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أفضلَ الصَّدَقةِ الصَّدَقَةُ على ذي الرِّحمِ الكاشح (3) ".

(1560)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا عُبيدة عن إبراهيم عن سَهم بن مِنجاب عن قَزَعة عن القَرْثع عن أبي أيّوب الأنصاري قال:

أدمنَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أربع ركعات عند زوال الشمس. فقلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الرّكعات التي أراك قد أدْمَنْتَها؟ قال:"إنّ أبوابَ السماء تُفتح عند زوال الشمس فلا تُرْتَجُ حتى تُصَلَّى الظهرُ، فأُحبُّ أن يصعدَ لي فيها خير. قال: قلتُ: يا رسول اللَّه، تقرأُ فيهنّ كلِّهن؟ قال: "نعم" قلتُ: ففيها سلام فاصل؟ قال: "لا" (4).

(1) المسند 5/ 416، والمعجم الكببر 4/ 211، 212 (4061، 4062) وواصل وأبو سورة ضعيفان، لذا ضعّف الأئمّة الحديث. ينظر الكامل 7/ 2547 وإتحاف الخيرة 1/ 438، والإرواء 7/ 34 (1975).

(2)

المسند 5/ 416. وابن السائب وابن سعاد مقبولان. ومن طريق سفيان أخرجه النسائي 1/ 115، وابن ماجة 1/ 199 (607) وأخرج الترمذي الحديث 1/ 186 (112) عن ابن عبّاس. وذكر أحاديث الباب، وفيها: عن أبي أيوب. والحديث صحيح بشواهده الكثيرة. ينظر الفتح 1/ 398، 399، وتعليق أحمد شاكر على الترمذي.

(3)

المسند 6/ 415، والمعجم الكبير 4/ 139 (3923) وقال الهيثميّ في المجمع 3/ 119: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وفيه كلام. وقال البوصيري في الإتحاف 3/ 369 (2888): رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند فيه الحجّاج بن أرطاة، وذكر الحديث عن أمّ كلثوم وصحّحه. وينظر أحاديث الباب في المجمع.

والكاشح: العدوّ، المبغض.

(4)

المسند 6/ 415. وهو باختصار من طريق عبيدة بن مُعَتِّب في ابن ماجه 1/ 365 (1157)، وأبي داود 2/ 23 (1270). قال أبو داود: بلغني عن يحيى بن سعيد القطّان، قال: لو حدَّثْت عن عبيدة بشيء لحدَّثْتُ عنه بهذا الحديث. قال أبو داود: عُبيدة ضعيف. ورواه ابن خزيمة 2/ 221، 222 (4 121) وقال: وعبيدة ليس ممن يجوز الاحتجاج بخبره. وقد حسّن الألباني إسناده، لأنّ له طرقًا يرتقي بها إلى درجة الحسن.

ص: 374

(1561)

الحديث الثامن عشز حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صامَ رمضانَ ثم أتبعَه سِتًا من شوّال، فذلك صيامُ الدَّهر".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(1562)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بادروا بصلاة المغرب قبل طُلوع النَّجم"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثد بن عبد اللَّه اليَزَنيّ قال:

قَدِم علينا أبو أيّوب غازيًا وعقبةُ بن عامر يومئذٍ على مصر، فأخَّرَ المغربَ، فقام له أبو أيّوب فقال: ما هذه الصلاةُ يا عقبة؟ قال: شُغِلْنا. قال: أما واللَّه ما بي إلّا أن يَظُنَّ النّاسُ أنّك رأيتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصنعُ هذا. سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزالُ أُمَّتي بخير -أو على الفِطرة- ما لم يؤخِّروا المغربَ إلى أن تَشْتَبِكَ النُّجومُ"(3).

(1563)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني عون بن أبي جُحيفة عن أبيه عن البراء عن أبي أيوب:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم خرجَ بعدما غربتِ الشمسُ، فمسمعَ صوتًا، فقال:"يهودُ تُعَذَّبُ في قُبورها".

(1) المسند 5/ 417. ومن طرق سعد بن سعيد في مسلم 2/ 822 (1164).

(2)

المسند 5/ 415. وفى إسناده ابن لَهيعة، ورواية قتيبة عنه مقبولة.

(3)

المسند 5/ 417. ومن طريق ابن إسحق في سنن أبي داود 1/ 113 (418)، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/ 190 غير آخذين بعدم رواية مسلم لابن إسحق احتجاجًا. وفي هذا الحديث لم يصرّح ابن إسحق بالتحديث. وروى الحديث أبو حاتم في علل الحديث 1/ 177 (506) ثم قال: ورواه حيوة وابن لَهيعة عن يزيد. . . قال: وحديث حيوة أصح.

ص: 375

أخرجاه في الصحيحين (1).

(1564)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا واصل عن أبي سورة عن أبي أيوب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا توضّأ تمضمضَ ومسحَ لحيتَه من تحتها بالماء (2).

(1565)

الحديث الثاني والعشرون: وبالإسناد عن أبي أيوب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يستاكُ من الليل مرَّتَين أو ثلاثًا، وإذا قام يُصلّي من الليل صلّى أربع ركعات لا يتكلّم، ولا يأمر بشيء، ويسلِّمُ بين كلِّ ركعتين (3).

(1566)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعيّ قال: حدّثنا موسى بن طلحة عن أبي أيّوب الأنصاريّ:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أسلم وغِفار - أو مزينة وأشجع وجهينة ومَن كان من بني كعب، مواليّ دون النّاس، واللَّه ورسولُه مولاهم".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(1567)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سفيان (5) عن الزُّهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال:

(1) المسند 5/ 417، والبخاري 3/ 241 (1375)، ومسلم 4/ 2200 (2869) كلاهما عن يحيى بن سعيد القطّان.

(2)

المسند 5/ 417، وابن ماجه 1/ 149 (433)، والمعجم الكبير 4/ 178 (4068) كلاهما من طريق واصل، وواصل بن السّائب الرقاشيّ، وأبو سورة -ابن أخي أبي أيوب، ضعيفان- القريب 2/ 644، 729. لذا ضعّفه البوصيريّ في الزوائد، والإتحاف 1/ 434، 435 (833، 834)، قال في المجمع 1/ 238: واصل متروك.

(3)

المسند 5/ 417. وإسناده كسابقه. وهو في الكبير 4/ 247 (4066، 4067). قال في المجمع 2/ 274: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه واصل بن السائب، وهو ضعيف. ولم يُعِلُّه بأبي سورة، وكذلك سابقه.

(4)

المسند 5/ 417. ومسلم 4/ 1954 (2519) وفيه "الأنصار" بدل "أسلم" و"من بني عبد اللَّه" بدل "بني كعب".

(5)

وهو ابن حسين.

ص: 376

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أوْتِرْ بخمس، فإن لم تستطع فبثلاث، فإن لم تستطع فبواحدة، فإن لم تستطع فأَوْمِىء إيماء"(1).

(1568)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا ابن جُريج قال: أخبرَني زيد بن أسلم عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حُنين مولى ابن عبّاس أنّه أخبره عن أبيه عبد اللَّه بن حُنين (2) قال:

كنتُ مع ابن عبّاس والمِسور بالأبواء، فتحدَّثْنا حتى ذُكِرَ غَسل المُحْرِمِ رأسَه، فقال المِسور: لا، وقال ابن عبّاس: بلى. فأرسلَني ابن عبّاس إلى أبي أيّوب: يقرأُ عليك ابنُ أخيك عبد اللَّه بن عبّاس السلام ويسألُك: كيف كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يغسِلُ رأسَه مُحرمًا؟ قال: فوجَدَه يغتسلُ بين قَرْنَي بئرٍ وقد سترَ عليه بثوب، فلما استبنْتُ له ضمّ الثوبَ إلى صدره حتى بدا لي وجهُه ورأسُه، وإنسان قائمٌ يصبُّ على رأسه، فأقبلَ بهما وأدبر. فقال المِسْور لابن عبّاس: لا أُماريك أبدًا.

أخرجاه في الصحيحين (3).

(1569)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا محمد بن عثمان بن عبد اللَّه بن مَوْهَب (4) وأبوه عثمان بن عبد اللَّه أنهما سمعا موسى بن طلحة عن أبي أيّوب الأنصاريّ:

أنّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه، أخْبِرْني بعملٍ يُدْخِلُني الجنّة. فقال القوم:"ما لَه، ما لَه؟ " فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَبٌ ما لَه" قال: "تعبدُ اللَّه ولا تشْرِكُ به شيئًا، وتُقيمُ الصلاة، وتوتي الزّكاة، وتَصِلُ الرّحِمَ. ذَرْها" كأنّه كان على راحلته.

(1) المسند 5/ 418. والحديث من طرق عن الزُّهريّ في سنن أبي داود 2/ 62 (1422)، وابن ماجه 1/ 376، (1190)، والنسائي 3/ 238، وصحيح ابن حبّان 6/ 167 (2407)، وصحّحه الحاكم 1/ 301، وقال الهيثميّ 2/ 244: رجاله رجال الصحيح. وصحّحه الألباني. وسفيان بن حسين أجمعوا على توثيقه إلا في روايته عن الزهريّ، وهذه منها، ولكنّه متابع.

(2)

وهذا واحد من أسانيد جمعها الإمام أحمد في هذا الحديث.

(3)

المسند 5/ 421. ومن طريق زيد بن أسلم في البخاري 4/ 55 (1840)، وأخرجه مسلم عن ابن جريج وغيره عن زيد 2/ 864 (1205). وروح من رجال الشيخين.

(4)

ينظر الفتح 3/ 263، 265.

ص: 377

أخرجاه في الصحيحين (1).

وقوله: "أرب" أي حاجة. و"ما" صلة (2).

(1570)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة عن عديّ بن ثابت عن عبد اللَّه بن يزيد عن أبي أيوب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جمعَ بين المغرب والعشاء بالمُزدلفة.

أخرجاه في الصحيحين (3).

(1571)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن منصور عن هلال بن يِساف عن الرَّبيع بن خُثَيم عن عمرو ابن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيّوب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَيَعْجِزُ أحدُكم أن يقرأَ ثُلُثَ القرآن في ليلة، فإنّه من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ} في ليلة فقد قرأ ليلتئذٍ ثُلُثَ القرآن (4).

(1572)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا شعبة عن محمد بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عن أبي أيّوب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا عطَسَ أحدُكم فليَقُل: الحمدُ للَّه على كلّ حال. وليقلِ الذي يردُّ عليه: يرحمُكم اللَّه. وليقل هو: يهديكم اللَّهُ ويُصْلحُ بالَكم"(5).

(1) المسند 5/ 418. والبخاري 10/ 414 (5983)، ومسلم 1/ 43، 44 (13).

(2)

ينظر روايات الجملة، وضبطها، والقول فيها، في كشف المشكل 2/ 88، والفتح 3/ 262.

(3)

المسند 5/ 418. ومن طريق عدي في البخاري 3/ 523 (1674)، ومسلم 2/ 937 (1287). ووكيع وشعبة من رجال الشيخين.

(4)

المسند 5/ 418. وفي النسائي 2/ 172 عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن. . . قال أبو عبد الرحمن النسائي: ما أعرف إسنادًا أطول من هذا، وهو في الترمذي 5/ 513 (2896) من طريق عبد الرحمن، وفيه: عن أمرأة أبي أيوب الأنصاريّ وحسنه. وصحّحه الألباني.

ويشهد للحديث ما رواه البخاري عن أبي سعيد، ومسلم عن أبي الدرداء: الجمع 2/ 459 (1879)، 1/ 468 (754).

(5)

المسند 5/ 422. وفيه 5/ 419 عن محمد بن جعفر وحجّاج عن شعبة به. ومن طريق شعبة في الترمذي 5/ 77 (2741). وأشار إلى اضطراب عبد الرحمن بن أبي ليلى في رواية هذا الحديث، فقد كان يرويه أحيانًا عن أبي أيوب، وأحيانًا عن علي. وينظر الحاكم 4/ 266 وهو من طريق شعبة في المعجم الكبير 4/ 161 (4009) وصحّحه الألباني.

ص: 378

(1573)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي رُهم السَّمَعي عن أبي أيّوب الأنصاري:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: مَن قال حين يُصبحُ: لا إلهَ إلّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، يحيي ويميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير - عشر مرّات، كَتَبَ اللَّه عز وجل بكلّ واحدة قالها عشر حسنات، وحطّ عنه بها عشر سيّئات، ورفعَه بها عشرَ درجات، وكُنّ له كعَشر رقاب، وكُنّ له مَسْلَحةً (1) من أوّلِ النّهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذٍ عملًا يقهرُهنّ. فإن قال حين يُمسي فمثلُ ذلك" (2).

(1574)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن أسلم أبا عمران حدّثه أنّه سمع أبا أيّوب يقول:

صَفَفْنا يومَ بدر، فبَدَرَتْ منّا بادرة أمامَ الصّفّ، فنظر إليهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"معي معي"(3).

(1575)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحق قال: حدّثني محمد بن إبراهيم التَّيمي عن عمران بن أبي يحيى عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن أبي أيّوب الأنصاري:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغتسلَ يومَ الجمعة ومسَّ من طيب إن كان عنده، ولَبِسَ من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتيَ المسجد فيركعَ إن بدا له، ولم يُؤذِ أحدًا، ثم

(1) المسلحة: القوم يحملون السلاح للحراسة.

(2)

المسند 5/ 420 والمعجم الكبير 4/ 127 (3883). قال الهيثمي في المجمع 10/ 115: رجال أحمد ثقات. وقد روى ابن ماجه عن ابن عبّاس الزرقي مثله - دون تحديد العدد "عشرة" 2/ 1272 (3867) وصحّحه الألباني. كما روى الشيخان عن أبي هريرة "من قال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له. . " ينظر الجمع 3/ 155 (2381).

(3)

المسند 5/ 420. قال الهيثميّ في المجمع 5/ 329: فيه ابن لَهيعة وفيه ضعف، والصحيح أن أبا أيوب لم يشهد بدرًا. أما ابن كثير فرواه في البداية 3/ 271 بهذا الإسناد وقال: والذي في التراجم أن أبا أيوب الأنصاريّ شهد بدرًا.

ص: 379

أنصتَ إذا خرجَ إمامُه حتى يُصلِّيَ، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأُخرى" (1).

(1576)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا الأعمش عن المسيِّب بن رافع عن علي بن مُدرك قال:

رأيتُ أبا أيّوب نزَعَ خُفَّيه، فنظروا إليه، فقال: أما إنّي قد رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمسحُ عليهما، ولكن حُبِّبَ إليَّ الوضوء (2).

(1577)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا الحجّاج بن أرطاة عن مكحول قال: قال أبو أيّوب:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أربعٌ من سُنَن المُرسلين: التعطُّر، والنِّكاح، والسِّواك، والحَياء"(3).

* طريق آخر:

حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا سفيان بن وكيع قال: حدّثنا حفص بن غياث عن الحجّاج عن مكحول عن أبي الشِّمال عن أبي أيّوب. . . فذكره.

قال الترمذي: هذا أصحُّ من الحديث الذي لم يُذكر فيه أبو الشّمال (4).

(1578)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا مالك عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد حدّثه عن أبي أيوب الأنصاري:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لا يَحِلُّ لمُسلم أن يهجُرَ أخاه فوق ثلاث، يلتقيان، فيَصُدُّ هذا ويَصُدُّ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلام".

(1) المسند 5/ 420، والمعجم الكبير 4/ 160، 161 (4006، 4008) من طرق عن ابن إسحق، وصحّحه ابن خزيمة من طريق يعقوب 3/ 138 (1775)، وحسن الألباني إسناده. وقال الهيثميّ في المجمع 2/ 174:

رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. وابن إسحق صرّح بالتحديث.

(2)

المسند 5/ 421 والمعجم الكبير 4/ 170 (4040) وعزاه البوصيري في الإتحاف 1/ 516 (1030 - 1032) إلى عددٍ من المصادر، وصحّح إسناده، وهو كما قال.

(3)

المسند 5/ 421 قال الألباني في الإرواء 1/ 116 (75): فيه علّتان: الانقطاع بين مكحول وأبي أيوب وعنعنة الحجّاج بن أرطاة، وهو ضعيف.

(4)

الترمذي 3/ 391 (1080) وقال: حسن غريب، وذكر أحاديث الباب، وذكر أن غير واحد روَوا عن الحجّاج عن مكحول عن أبي أيوب، ولم يذكروا فيه أبا الشمال، وأن حديث حفص أصحّ.

ص: 380

أخرجاه في الصحيحين (1).

(1579)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح قال:

أقبل مروان يومًا فوجد رجلًا واضعًا وجهَه على القبر، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيّوب، فقال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تبكوا على الذين إذا وَلِيه أهلُه، ولكن ابكوا عليه إذا وَلِيَه غيرُ أهله"(2).

(1580)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني شُرَحبيل بن شريك المعافريّ عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ قال: سمعْتُ أبا أيّوب الأنصاريّ يقول:

قال رسول اللَّهَ صلى الله عليه وسلم: "غَدوةٌ في سبيل اللَّه أو رَوحةٌ خيرٌ ممّا طَلَعَتْ عليه الشمسُ وغَرَبَت".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1581)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بُكير عن عُبيد بن تِعْلَى قال:

غزَونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأتى بأربعة أعلاج (4) من العدوّ، فأمر بهم وقُتلوا صَبرًا بالنَّبل، فبلغَ ذلك أبا أيّوب، فقال: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الصَّبر (5).

(1) المسند 5/ 422 ومن طريق مالك في البخاري 10/ 492 (6077)، ومسلم 4/ 1984 (2560).

(2)

المسند 5/ 422 وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم 4/ 515، ووافقه الذهبي، وقال الهيثميّ 5/ 248: فيه كثير ابن زيد، وثّقه أحمد وغيره، وضعّفه النسائي وغيره. وقد حكم الشيخ الألباني على الحديث بالضعف لضعف داود وكثير، وجعله في الاحاديث الضعيفة 1/ 375 (373)، واعترض للحاكم والذهبي والهيثميّ.

(3)

المسند 5/ 422. ومن طريق أبي عبد الرحمن المقرىء عبد اللَّه بن يزيد، في مسلم 3/ 1500 (1883).

(4)

الأعلاج جمع علج: وهو الشديد القويّ.

(5)

المسند 5/ 422. ورجاله ثقات، وهو حديث صحيح. ومن طرق عن ابن أبي وهب أخرجه أبو داود 3/ 60 (2687)، والطبراني في الكبير 4/ 159 (4002) وابن حبّان في صحيحه 12/ 424 (5610). قال في الفتح 9/ 560: إسناده قويّ، وقيل: عن بكير عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاريّ. قال ابن حجر: وهو الصحيح - التهذيب 4/ 41. وضعّف الألباني الحديث في ضعيف أبي داود.

ص: 381

(1582)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب:

أنّه كان في سَهوة (1) له، فكانت الغولُ تجيء فتأخذ، فشكاها إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"إذا رأيْتَها فقل: باسم اللَّه، أجيبي رسول اللَّه". قال: فجاءت، فقال لها، فأخذَها، فقالت له: إنّي لا أعود، فأرسلَها، فجاء، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما فعلَ أسيرُك؟ " فقال أخذتُها، فقالت: لا أعود، فأرسلْتُها، فقال:"إنها عائدة". فأخذتُها مرّتين أو ثلاثًا، كلّ ذلك تقول: لا أعودُ، ويجيء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فيقول:"ما فعل أسيرُك؟ " فيقول: أخذْتُها، فتقول: لا أعود، فيقول:"إنها عائدة فأخذْتُها، فقالت: أَرْسِلْني وأُعلِّمُك شيئًا تقوله، فلا يقربُك شيء: آية الكرسي. فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرَه، فقال: "صَدَقَتْ وهي كذوب" (2).

(1583)

الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجَين قال: حدّثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان الثّقفي:

أنّهم غَزَوا غزوة السَّلاسل، ففاتهم الغزوُ، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعندَه أبو أيّوب وعقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيّوب، فاتنا الغزوُ العامَ، وقد أُخْبِرْتُ أنّه من صلّى في المساجد الأربعة غُفِرَ له ذنبُه. فقال: ابنَ أخي، أدُلُّكَ على أيسرَ من ذلك: إنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن تَوضَّأ كما أُمرَ غُفرَ له ما قدّم من عملٍ" أكذاك يا عقبة؟ قال: نعم (3).

(1584)

الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا الوليد بن أبي الوليد عن أيوب بن خالد بن أبي أيّوب الأنصاريّ عن أبيه عن جدّه أبي أيّوب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال له: "اكتُمِ الخِطْبَةَ، ثم توضَّأ فأحْسِنْ وضوءك، ثم صَلِّ ما كتب

(1) السهوة: خزانة توضع فيها الأشياء.

(2)

المسند 5/ 423، والترمذي 4/ 46 (2880) قال: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن أبيّ بن كعب. وهو في شرح مشكل الآثار 2/ 146 (2880)، والمعجم الكبير 4/ 162 (4011) من طريق سفيان. وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 5/ 423، ومن طرق عن ليث في النسائي 1/ 90، وابن ماجه 1/ 447 (1396)، والمعجم الكبير 4/ 156 (3994)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 317 (1042) ورجاله رجال الصحيح، غير سفيان، وثّقه ابن حبّان، وحسّن الألباني الحديث.

ص: 382

اللَّه لك، ثم احْمَدْ ربَّك ومجِّدْه، ثم قل: اللهمّ إنّك تقدِرُ ولا أقدِر، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علّامُ الغيوب. فإنْ رأيتَ لي في فلانة -تُسَمِّيها باسمها- خيرًا في ديني ودُنياي وآخرتي (1)، وإن كانت غيرُها خيرًا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي، فاقضِ لي بها" أو قال:"فاقْدِرْها لي"(2).

(1585)

الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير عن الأعمش عن أبي ظَبيان قال:

غزا أبو أيّوب الرّوم فمرض، فلما حُضِرَ قال: إذا أنا مِتُّ فاحملوني، فإذا صافَفْتُم العدوَّ فادفنوني تحتَ أقدامكم، فسأحدِّثُكم حديثًا سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لولا حالي هذا ما حَدَّثْتُكُموه:

سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات لا يُشركُ باللَّه شيئًا دخلَ الجنّة"(3).

* * * *

(1) في بعض المصادر "فاقدُرها لي".

(2)

المسند 5/ 419، والمعجم الكبير 4/ 170، 171 (4041 - 4045) من طريق الأعمش به. وبعض روايات الطبراني فيها ذكر أشياخ بين أبي ظبيان وأبي أيّوب. وللحديث شواهد في الصحيحين: البخاري 1/ 226، 227 (128، 129)، (92 - 94).

(3)

المسند 5/ 423، ثم ذكره بعده عن هارون عن ابن وهب عن حيوة عن الوليد. . . ولم يذكر لفظه. ومن طريق حيوة في المعجم الكبير 4/ 133 (3901)، والمستدرك / 3141، وقال الحاكم: رواته ثقات. ووافقه الذهبيّ. وصحّحه ابن خزيمة 2/ 226 (1220)، وابن حبّان 9/ 348 (4040) ولكن المحقّقين مالوا إلى تضعيف إسناده، وجعله الألباني في الأحاديث الضعيفة 6/ 409 (2875).

ص: 383