المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(99) مسند حذيفة بن اليمان - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٢

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الجيم

- ‌(53) مسند جابر بن سُليم الهُجَيميّ

- ‌(54) مسند جابر بن سَمُرة

- ‌(55) مسند جابر بن عبد اللَّه الأنْصاريّ

- ‌(56) مسند جابر بن عَتيك بن قيس أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(57) مسند جابر بن عوف أبي حكيم الأحمسي

- ‌(58) مسند الجارود بن بشر بن المُعَلَّى العبديّ

- ‌(59) مسند جارية بن قُدامة

- ‌(60) مسند جبّار بن صَخر بن أُميّة أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(61) مسند جُبَير بن مُطْعِم بن عَديّ بن مُطْعِم ابن نوفل بن عبد مناف أبي محمّد القرشيّ

- ‌(63) مسند جُرْمُوز الهُجَيميّ

- ‌(64) مسند جَرْهَد بن خُوَيلد بن بَجرة أبي عبد الرحمن الأسلميّ

- ‌(65) مسند جُرْهُم بن ناشم أبي ثعلبة الخُشَنِيّ

- ‌(66) مسند جرير بن عبد اللَّه البَجَليّ

- ‌(67) مسند جَعْدَة بن خالد بن الصِّمَّة الجُشَميّ

- ‌(68) مسند جعفر بن أبي طالب

- ‌(69) مسند جُنادة بن أبى أميّة

- ‌(70) مسند جُندب بن جُنادة بن كعب أبي ذَرّ الغِفاريّ

- ‌(71) مسند جُنْدُب بن عبد اللَّه بن سفيان أبي عبد اللَّه البَجَليّ العَلَقيّ

- ‌(72) مسند جُنْدُب بن مَكِيث بن عبد اللَّه الجُهَنيّ

- ‌حرف الحاء

- ‌(73) مسند حابس أبي حيَّة التَّميميّ

- ‌(74) مسند الحارث بن أُقَيش

- ‌(75) مسند الحارث بن حسّان البَكريّ الذُّهْليّ

- ‌(76) مسند الحارث بن خَزَمة

- ‌(77) مسند أبي قَتَادة الحارث بن رِبْعي بن بَلْدَمة الأنصاريّ

- ‌(78) مسند الحارث بن زياد الساعديّ الأنصاريّ

- ‌(79) مسند الحارث بن ضِرار - ويقال: ابن أبي ضِرار أبي مالك الخُزاعي

- ‌(80) مسند الحارث بن عبد اللَّه بن أوس الثَّقَفيّ

- ‌(81) مسند الحارث بن عمرو السَّهمي، ثم الباهليّ

- ‌(82) مسند الحارث بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(83) مسند الحارث بن عوف بن أُسيد أبي واقد الليثي

- ‌(84) مسند الحارث بن مالك بن قيس اللَّيثي

- ‌(85) مسند الحارث الأشعريّ

- ‌(86) مسند أبي سعيد بن المُعَلّى

- ‌(87) مسند الحارث التّميمي

- ‌(88) مسند حارثة بن النُّعمان بن نُفَيْع

- ‌(89) مسند حارثة بن وَهب

- ‌(90) مسند حِبّان بن بُحٍّ الصُّدائي

- ‌(91) مسند حُبْشيّ بن جُنادة السّلوليّ

- ‌(92) مسند حَبّة بن خالد السَّوائي

- ‌(93) مسند أبي جمعة حَبيب بن سِباع

- ‌(94) مسند حَبيب بن مَسْلَمة الفهِريّ

- ‌(95) مسند الحجّاج بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(96) مسند حجّاج الأسلميّ

- ‌(97) مسند حَدْرَد بن أبي حَدْرَد أبي خِراش السُّلَمي، ويقال، الأسلمي

- ‌(98) مسند حُذيفة بن أَسيد بن الأغور

- ‌(99) مسند حُذيفة بن اليمان

- ‌(100) مُسْنَدْ حِذْيَم بن عمرو السَّعديّ

- ‌(101) مسند حَرْمَلة بن عبد اللَّه بن أوس العَنبريّ

- ‌(102) مسند حسّان بن ثابِت

- ‌(103) مسند الحسن بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(104) مسند الحُسَين بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(105) مسند الحَكَم بن حَزْن الكُلَفيّ

- ‌(106) مسند الحَكَم بن سُفيان

- ‌(107) مسند الحَكَم بن عمرو الغِفاريّ

- ‌(108) مسند حَكيم بن حِزام

- ‌(109) مسند حمزة بن عمرو بن عُوَيمر أبي صالح الأسلميّ

- ‌(110) مسند حُمَيْل بن بَصْرة أبي بَصرة الغفاريّ

- ‌(111) مسند حَمَل بن مالك بن النّابغة الهُذَليّ

- ‌(112) مسند حَنظلة بن حِذْيَم

- ‌(113) مسند حنطلة بن الرّبيع بن المُرَقَّع الكاتب

- ‌(114) مسند حَوشب

- ‌حرف الخاء

- ‌(115) مسند خارجةَ بن حُذافة بن غانم العَدَويّ

- ‌(116) مسند خالد بن أبي جَبَل العَدْواني

- ‌(117) مسند أبي أيوّب خالد بن ريد بن كُليب الأنصاريّ

- ‌(118) مسند خالد بن عَدِيّ

- ‌(119) مسند خالد بن عُرْفُطة بن صُعَير العُذْريّ

- ‌(120) مسند خالد بن الوليد

- ‌(121) مسند خَبّاب بن الأَرَتّ

- ‌(122) مسند خُبيب بن يساف بن عِنَبة (1) بن عمرو بن خَدِيج أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(123) مسند خِداش بن سلامة أبى سلامة السّلميّ

- ‌(124) مسند خَرَشة بن الحارث أبي الحارث المُرادي

- ‌(125) مسند خَرَشَةَ المُحاربيّ

- ‌(126) مسند خُرَيم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك أبي يحيى

- ‌(127) مسند خُزَيمة بن ثابت الأنصاريّ

- ‌(128) مسند الخَشخاش العَنبريّ

- ‌(129) مسند خُفاف بن إيماء بن رَحَضة الغِفاريّ

- ‌(130) مسند خُويلد بن خالد بن بُجَير أبي عقرب

- ‌(131) مسند خُويلد بن عَمرو أبي شُرَيح الكعبِي

- ‌حرف الدال

- ‌(132) مسند دِحْيةَ بَن خَليفة الكَلبيّ

- ‌(133) مسند دُكَين بن سَعيد الخَثْعَميّ

- ‌حرف الذّال

- ‌(134) مسند ذي الأصابع

- ‌(135) مسند ذي الغُرَّة

- ‌(136) مسند ذى المِخْمَر الحبشي ابن أخي النجاشيّ

- ‌(137) مسند ذي اللِّحية (1) بن عمرو بن قُرط الكِلابيّ

- ‌(138) مسند ذي اليَدَين

- ‌(139) مسند ذؤيب بن حَلْحَلَةَ بن عمرو أبي قَبيصَة الخُزاعي الكَعبي

- ‌حرف الرّاء

- ‌(140) مسند راشد بن حُبَيش

- ‌(141) مسند رافع بن خَديج

- ‌(142) مسند رافع بن رفاعة

- ‌(143) مُسْنَدْ رافع بن سنِان الأنصاريّ

- ‌(144) مسند رافع بن عمرو

- ‌(145) مسند رافع بن مَكيث بن عبد اللَّه الجُهَنِيّ

- ‌(146) مسند رَبِيعة بن الحارث بن عبد المُطَّلِب أبي أَرْوَى الدَّوسيَ

- ‌(147) مسند ربيعة بن عامر بن بجاد

- ‌(148) مسند ربيعة بن عبِاد الدُّؤَليّ

- ‌(149) مسند ربيعة بن كعب بن مالك أبي فِراس الأسْلَمِيّ

- ‌(150) مسند الرُّسَيم العَبدي الهَجَري

- ‌(151) مسند أبي عَميرة رُشَيد بن مالك السّعديّ

- ‌(152) مسند رِعْية الجُهَني السُّحَيمي

- ‌(153) مسند رفاعة بن رافع الزُّرَقي

- ‌(154) مسند رفاعة بن عبد المنذر أبي لُبابة الأنصاريّ

- ‌(155) مسند رِفاعة بن عُرابة الجُهَنيّ

- ‌(156) مسند رفاعة بن يَثْرِبِيّ أبي رمثة التَّيْميّ

- ‌(158) مسند رياح بن الربيع

- ‌حرف الزّاي

- ‌(159) مسند أبي عبد اللَّه الزُّبير بن العوّام

- ‌(160) مسند زهير بن عثمان

- ‌(161) مسند زياد بن الحارث الصُّدائي

- ‌(162) مسند زياد بن لبيد بن ثعلبة أبي عبد اللَّه الأنصاريّ

- ‌(163) مسند زياد بن نُعَيم الحَضرميّ

- ‌(164) مسند زيد بن أرقم

- ‌(165) مسند زيد بن ثابت

- ‌(166) مسند زيد بن حارثة

- ‌(167) مسند زيد بن خارجة

- ‌(168) مسند زيد بن بن خالد أبي عبد الرحمن الجُهَنيّ

- ‌(169) مسند زيد بن سهل أبي طلحة الأنصاريّ

- ‌(170) مسند زيد بن أبي شَيبة أبي شَهم

- ‌(171) مسند زَيْد بن الصّامت

- ‌(172) مسند زيد بن مِرْيَع بن قَيظِيّ الأنصاريّ

الفصل: ‌(99) مسند حذيفة بن اليمان

(99) مسند حُذيفة بن اليمان

(1)

(1425)

الحديث الأوّل: حدَّثنا أحمد قال: حدَّثنا سفيان بن عُيينة عن منصور عن أبي وائل عن حُذيفة:

أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل، يَشُوصُ فاه بالسِّواك.

أخرجاه في الصحيحين (2).

والشَّوص: الدَّلك.

(1426)

الحديث الثاني: حدَّثنا أحمد قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن المستورد عن صِلة عن حذيفة قال:

صلَّيْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه:"سبحان ربّي العظيم" وفي سجوده: "سبحان ربّي الأعلى".

قال: وما مرّ بآية رحمة إلّا وقفَ عندَها فسأل، ولا آيةِ عذابٍ إلّا تعوّذ منها (3).

(1427)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن مسلم ابن نُذَير (4) عن حذيفة قال:

أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعَضَلة ساقي -أو ساقه- وقال: "هذا موضع الإزار، فإن أَبَيْتَ

(1) الطبقات 6/ 59، 94، 7/ 230، والآحاد 2/ 465، ومعرفة الصحابة 2/ 686، والمعجم الكبير 3/ 178، والاستيعاب 1/ 276، والتهذيب 2/ 72، والسير 2/ 361، والإصابة 1/ 316.

وجعل الحميدي مسنده في "الجمع" الخامس بعد العشرة المقدّمين، وفيه سبعة وثلاثون حديثًا: اثنا عشر للشيخين، وثمانية للبخاريّ وحده، وسبعة عشر لمسلم وحده.

(2)

المسند 5/ 382. وفي البخاري ومسلم من طرق عن منصور بن المعتمر: البخاري 1/ 356 (245)، 2/ 375 (889)، ومسلم 1/ 220 (255).

(3)

المسند 5/ 382، وهو حديث صحيح: المستورد بن الأحنف من رجال مسلم، وسائر رجاله رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود 1/ 230 (871)، والنسائي 2/ 176، والترمذي 2/ 48 (262) بالإسناد نفسه، وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو بزيادة في مسلم 1/ 536 (772) من طريق الأعمش.

(4)

نصّ الإمام ابن حجر على أنّ "نُذير" مصغّر. قال: مقبول. التقريب 2/ 583.

ص: 302

فأسفل، فإن أبيتَ فلا حقّ للإزار فيما دون الكعبين" (1).

(1428)

الحديث الرّابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مُصعب بن سَلّام قال: حدّثنا الأجلح عن قيس بن أبي مسلم عن رِبعيّ بن حِراش قال: سمعْتُ حذيفة يقول:

ضربَ لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمثالًا: واحد (2) وثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة وأحد عشر، فضرب لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثلًا وترك سائرَها. قال:"إنّ قومًا كانوا أهلَ ضَعفٍ ومَسْكنة، قاتلَهم أهلُ تَجَبُّرٍ وعَداء، فأظهرَ اللَّهُ أهلَ الضَّعف عليهم، فعمَدوا إلى عدوِّهم فاستعملوهم وسلّطوهم، فأسخطوا اللَّه عليهم إلى يوم يلقَونه"(3).

(1429)

الحديث الخامس: حدّثنا (4) أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عُيينة عن عبد الملك عن ربعيّ عن حذيفة قال:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضعَ يدَه اليُمنى تحت خدّه اليُمنى، وقال:"ربِّ قِني عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك - أو: تجمعُ عِبادَك"(5).

(1430)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا شريك عن عبد الملك بن عُمير عن ربعيّ بن حِراش عن حُذيفة قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أخذَ مضجعه من الليل وضعَ يدَه اليُمنى تحت خدّه الأيمن وقال: "اللهمّ باسمك أحيا وباسمك أموت". فإذا استيقظ من الليل قال: "الحمدُ للَّه الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النُّشور".

(1) المسند 5/ 382. وقد روي الحديث من طرق عن أبى إسحق: الترمذي 4/ 217 (1783) وقال: حسن صحيح، وابن ماجة 2/ 1182، 1183 (3572)، والنسائي 8/ 206. وصحّحه ابن حبّان 12/ 264 (5448) وقال المحقّق: إسناده قويّ. وصحّحه الألباني.

(2)

في الأطراف "واحدًا". ولكلّ وجه. قال العكبري - الإعراب 180: وتقديره: هي واحد. ولو نصب جاز، على أن يكون بدلًا من "أمثال".

(3)

المسند 5/ 407. ومصعب صدوق، وكذا الأجلح. أما قيس فنقل ابن حجر في التعجيل 346 توثيق ابن حبّان وابن خلفون له. قال ابن كثير في الجامع 3/ 319 (1874): تفرّد به - أي الإمام أحمد. ونسبه البوصيري في الإتحاف 10/ 254 (9921) لابن أبي شيبة. وقال الهيثمي 5/ 235: فيه الأجلح الكِندي، وهو ثقة وقد ضُعّف، وبقيّة رجاله ثقات.

(4)

ورد في ك خطأ (وله عن حذيفة قال).

(5)

المسند 5/ 382. والترمذيّ 5/ 439 (3398) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني.

ص: 303

انفرد بإخراجه البخاري (1). وقد أخرجه مسلم من حديث البراء بن عازب (2).

(1431)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال: قال أبو إدريس عائذ بن عبد اللَّه الخَولانيّ: سمعْتُ حذيفة بن اليمان يقول:

واللَّهِ إنّي لأعلمُ بكُلِّ فِتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما ذاك أن يكونَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدَّثني من ذلك شيئًا أسرّه إليّ لم يكن حَدَّث به غيري، ولكن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وهو يُحَدّث مجلسًا أنا فيه، سُئل عن الفِتَن وهو يَعُدّ الفِتَن:"فيهنّ ثلاثٌ لا يَذَرْن شيئًا منهنّ كرياح الصَّيف، منها صِغار ومنها كِبار" قال حذيفة: فذهب أولئك الرّهطُ كلُّهم غيري.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1432)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعْتُ الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال:

ذُكِرَ الدَّجّال عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "لأنا لِفتنةِ بعضِكم أخوفُ عندي من فِتنة الدَّجّال، ولن ينجوَ أحدٌ ممّا قبلَها إلّا نجا منها، وما صُنِعَت فتنةٌ منذ كانت الدّنيا صغيرةٌ ولا كبيرة إلّا لفتنة الدَّجّال"(4).

(1433)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بُكير قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن إياد بن لَقيط قال: سمعْتُ أبي يذكر عن حُذيفة قال:

سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: "علمُها عندَ ربّي، لا يُجَلِّيها لوقتها إلّا هو، ولكن أُخْبِركم بمشاريطها وما يكون بين يَدَيها: إنّ بين يَدَيها فتنةً وهَرْجًا" قالوا: يا رسول

(1) المسند 5/ 387. وهو في البخاري من طرق عن سفيان عن عبد الملك 11/ 113 (6312) وفيه الأطراف. وشريك -وإن رُمي بسوء الحفظ- إلّا أنّه متابع.

(2)

مسلم 4/ 2083 (2710). وينظر الجمع 1/ 522، 538 (851، 851 م).

(3)

المسند 5/ 388، ومسلم 4/ 2216 (2891) من طريق يونس عن ابن شهاب. ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبوه وصالح ثقات من رجال الشيخين.

(4)

المسند 5/ 389. ورجاله رجال الشيخين. قال الهيثمي 7/ 338: رجاله رجال الصحيح. وقريب منه بإسناد آخر عن حذيفة في صحيح ابن حبّان 15/ 318 (6807).

ص: 304

اللَّه، الفتنة قد عَرَفْناها، فالهرج ما هو؟ قال:"بلسان الحبشة: القتل. قال: ويُلقى بين النّاس التناكر، فلا يكادُ أحدٌ يعرفُ أحدًا"(1).

(1434)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن عدي بن ثابت عن عبد اللَّه بن يزيد عن حذيفةَ أنّه قال:

أخبرَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعةُ، فما منه شيءٌ إلّا قد سألتُه إلّا أنّي لم أسألْه: ما يُخْرِجُ أهلَ المدينة من المدينة؟ .

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(1435)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا البخاريّ قال: [حدّثنا محمد بن المثنّى](3) قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا ابن جابر (4) قال: حدّثني بُسْر بن عبد اللَّه الحضرمي أنّه سمع أبا إدريس الخولاني أنّه سمع حذيفةَ بن اليمان يقول:

كان الناسُ يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنتُ أسألُه عن الشرّ مخافةَ أن يُدركَني، فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنّا كُنّا في جاهليّة وشرّ، فجاءنا اللَّهُ بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال:"نعم". قلت: وهل بعد ذلك الشرّ من خير؟ قال: "نعم، وفيه دَخَنٌ" قلت: وما دَخَنُه؟ قال: "قوم يَهدون بغير هديي، تعرفُ منهم وتُنكر". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: "دعاةٌ على أبواب جهنّم، من أجابَهم قذفوه فيها". قلت: يا رسول اللَّه، صِفْهم لنا. قال:"هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا". قلتُ: فما تأمرني إن أدركَني ذلك؟ قال: "تلزمُ جماعةَ المسلمين وإمامَهم" قلتُ: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعْتَزِلْ تلك الفِرقَ كلَّها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدْرِكَكَ الموتُ وأنت على ذلك".

أخرجاه.

(1) المسند 5/ 389. قال ابن كثير 2/ 294 (1829) تفرّد به. وفي المجمع 7/ 312: رجاله رجال الصحيح. ولكن إيادًا لم يسمع من حذيفة.

(2)

المسند 5/ 386، ومسلم 4/ 2217 (2891).

(3)

سقط من الأصول. ورواية البخاري 13/ 25 (7084)، ومسلم 3/ 1475 (1847) عن محمد بن المثنّى عن الوليد بن مسلم. ورواه البخاري أيضًا 6/ 615 (3606) عن يحيى بن موسى عن الوليد.

(4)

وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزديّ.

ص: 305

وقوله: من جلدتنا: أي من قومنا، يعني العرب (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثيّ عن خالد بن خالد اليشكريّ (2) قال:

خرجْتُ زمانَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ حتى قَدِمْتُ الكوفة، فدخلْتُ المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجلٌ صَدَعٌ (3) من الرّجال، حسنُ الثَّغْر، يُعرفُ فيه أنّه من رجال أهل الحجاز، فقلتُ: من الرّجلُ؟ فقال القوم: أوَ ما تعرفُه؟ فقُلْتُ: لا. قالوا: هذا حذيفة بن اليمان. فقعدْتُ وحدّثَ القومَ فقال:

إنّ النّاس كانوا يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنتُ أسألُه عن الشرّ، فأنكر ذلك القومُ، فقال: إنّي سأخبرُكم بما أنكرْتُم:

جاء الإسلام حين جاء، فجاء أمرٌ ليس كأمر الجاهلية، فكنت أسأله عن الشرّ، فقلتُ: يا رسول اللَّه، أيكون بعدَ هذا الخير شرٌّ كما كان قبله؟ قال:"نعم" قلتُ: فما العِصمةُ يا رسول اللَّه؟ قال: "السيف". قلت: وهل بعد هذا السيف بقيّة؟ قال: "نعم، أمارة على أقذاء، وهُدنة على دَخَن" قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم تنشأُ دعاةُ الضلالة، فإن كان للَّه عز وجل يومئذٍ في الأرض خليفةٌ فجَلَدَ ظهرَك وأخذَ مالَك فالْزَمْه، وإلّا قُمْتَ وأنت عاضٌّ على جَذْل شجرة" قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدَّجّال بعد ذلك معه نار ونهر، فمن وقع في ناره وَجَبَ أجرُه وحُطَّ وِزْرُه، ومن وقع في نهره وَجَبَ وِزْرُه وحُطَّ أجرُه" قلتُ: ثم ماذا؟ قال: "يُنْتَجُ المُهْرُ فلا يُرْكَبُ حتى تقومَ الساعة"(4).

قلت: قوله: صَدَع: أي رَبْعَه من الرّجال (5).

(1) ينظر أقوال العلماء في هذا - الفتح 13/ 36.

(2)

ينظر الأقوال في اسمه في حاشية صحيح ابن حبّان 13/ 301.

(3)

الصّدع بسكون الدال وفتحها. وقد اختصر المؤلّف من الحديث عبارات في مواضع.

(4)

المسند 5/ 403، وسنن أبي داود 4/ 95 (4244) من طريق قتادة. قال الألباني: حسن. وتحدّث عنه في الصحيحة 4/ 399 (1791).

(5)

الرّبعة: الرجل بين الطول والقِصَر.

ص: 306

وقوله: العصمة السيف. كان قتادة يقول: المراد بالسيف ها هنا الرِّدّة التي كانت في زمن أبي بكر (1).

وقوله: على أقذاء: أي فساد من القلوب شُبِّه بأقذاء العين.

وقوله: هُدنة على دَخَن. الهدنة: السكون. والدَّخَن: الدخان. والمعنى أنّها على غير صفاء.

والجِذل: أصل الشجرة يقطع.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا سليمان بن المُغيرة قال: حدّثنا حُمَيد ابن هلال قال: حدّثنا نصر بن عاصم اللّيثيّ قال: أتيتُ اليَشكُرِيَّ في رَهط (2) فقلْنا: أتيناك نسألُك عن حديث حذيفة، قال:

أقبلْنا مع أبي موسى قافلين، وغَلَتِ الدَّوابُّ بالكوفة، فاستأذنْتُ أنا وصاحبٌ لي أبا موسى فأذِنَ لنا، فقَدِمْنا الكوفة باكرًا، فقلتُ لصاحبي: إنّي داخلٌ المسجد، فإذا قامت السُّوقُ خرجتُ إليك. قال: فدخلتُ المسجد، فإذا فيه حَلقة يستمعون إلى حديث رجلٍ، فقُلْتُ لرجل إلى جنبي: من هذا؟ فقال: هذا حذيفة، فدنوتُ فسمعْتُه يقول:

كان النّاس يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخير وأسأله عن الشرّ، وعرفتُ أن الخير لن يسبقَني، قلت: يا رسول اللَّه، أبعدَ هذا الخير شرّ؟ قال:"يا حذيفة، تعلَّمْ كتابَ اللَّه واتَّبعْ ما فيه" ثلاث مرار. قال: قلت: يا رسول اللَّه، أبعدَ هذا الخير شرّ، قال:"فتنة وشرّ" قال: قلتُ: يا رسول اللَّه، أبعد هذا الشرِّ خيرٌ. قال:"هُدنة على دَخَن، وجماعة على أقذاء". قال: قلتُ: يا رسول اللَّه، الهدنة على دَخَن ما هي؟ قال:"لا ترجعُ قلوبُ أقوامٍ على الذي كانت عليه" قال: قلت: يا رسول اللَّه، أبعد هذا الخير شرٌّ؟ قال:"فتنة عمياء صمّاء، عليها دعاةٌ على أبواب النّار، وأن تموتَ يا حذيفةُ وأنت عاضٌّ على جِذْلٍ خيرٌ لك من أن تَتْبَع أحدًا منهم"(3).

(1) المسند 5/ 403.

(2)

في المسند "من بني ليث" وقد اختصر المؤلّف من هذا الحديث عدّة عبارات من مواضع مختلفة، كسابقه.

(3)

المسند 5/ 386، وسنن أبي داود من طريق سليمان 4/ 96 (4246). ومثله في صحيح ابن حبّان 13/ 298 (5963). وصحّح محقّق ابن حبّان إسناده، وأطال في تخريجه، وحسّنه الألباني. وينظر المستدرك 4/ 432.

ص: 307

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان قال: حدّثني السَّفْر بن نُسَير الأزديّ (1) عن حذيفة بن اليمان أنّه قال:

يا رسول اللَّه، إنّا كنّا في شرّ، فذهب اللَّه عز وجل بذلك الشرّ وجاء بالخير على يدَيك، فهل بعد الخير من شرّ؟ قال:"نعم" قال: ما هو؟ قال: "فِتَنٌ كقِطع الليل المظلم، يتبع بعضُها بعضًا، تأتيكم مُشتبهةً كوجوه البقر، لا ندري أيًّا من أيٍّ"(2).

(1436)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو مالك عن ربعيّ بن حراش عن حذيفة:

أنّه قدم من عند عمر فقال: لمّا جلسنا إليه أمس سأل أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم: أيُّكم سمع قولَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الفِتَن؟ فقالوا: نحن سمعْناه. فقال: لعلّكم تعنون فتنة الرجل في أهله وماله؟ قالوا: أجل. قال: لستُ عن تلك أسأل، تلك تكفِّرُها الصلاةُ والصيامُ والصدقة، ولكن أيُّكم سمع قولَ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الفِتَن التي تموجُ موجَ البحر؟ قال: فأُسْكِتَ القوم، فظنَنْتُ أنّه إيايَ يُريدُ، قلت: أنا. قال: أنت للَّه أبوك؟ قال: قلتُ:

"تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْضَ الحصير، فأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِت (3) فيه نُكْتَةٌ بيضاء، وأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سوداء، حتى يصيرَ القلبُ على قلبين: أبيضَ مثل الصفا، لا تضُرُّه فتنة ما دامت السموات والأرض. والآخر أسود مُرْبَدًّا كالكوز مُجَخِّيًا -وأمال كفَّه- لا يعرفُ معروفًا ولا يُنكر منكرًا، إلّا ما أُشْرِب من هواه".

انفرد بإخراجه مسلم، وزاد فيه: قال حذيفة: وحدّثْتُه أنّ بينك وبينها بابًا مغلقًا. وسيأتي في الحديث بعده (4).

وقوله: عرض الحصير، يعني أن الفتن تُحيط بالقلوب فتصير القلوب كالمحصور المحبوس.

والصفا: الحجر الأملس.

(1) السَّفر بن نُسير، ضعيف، روى له ابن ماجة - التقريب 1/ 215. وعبارة المسند: عن السَّفر بن نسير وغيره.

(2)

المسند 5/ 391. وإسناده ضعيف. قال ابن كثير 2/ 349 (1929): تفرّد به.

(3)

نُكِت: نقط.

(4)

المسند 5/ 386، ومسلم 1/ 128 - 130 (144) عن سعد بن طارق أبي مالك ونعيم بن أبي هند عن ربعي.

ص: 308

والمُرْبادّ (1) الذي في لونه رُبدة: وهو لون بين السّواد والغبرة.

والمُجَخِّي: المائل. والمعنى: أنّه قد مال عن الاستقامة.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال:

كُنّا جلوسًا عند عمر فقال: أيُّكم يحفظُ قولَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلتُ: أنا. قال: إنّك لجريء. قلت: "فتنةُ الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفِّرُها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كموج البحر. قلت: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إنّ بينك وبينها بابًا مغلقًا. قال: أيُكسرُ أم يُفتح؟ قلت: بل يُكسر يا أمير المؤمنين. قال: إذن لا يغلق أبدًا. قلنا: أكان عمرُ يعلم من البابُ؟ قال: نعم، كما يعلمُ أنّ دون غدٍ ليلةً. إنّي حدَّثْتُه حديثًا ليس بالأغاليط. فهِبْنا حذيفةَ أن نسأله: من الباب، فأمرْنا مسروقًا فسأله، فقال: الباب عمر.

أخرجاه في الصحيحين (2).

(1437)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الطيالسي قال: حدّثنا داود بن إبراهيم الواسطيّ قال: حدّثني حبيب بن سالم عن النُّعمان بن بشير قال:

كُنّا قُعودًا في المسجد، فجاء أبو ثعلبة الخُشَني فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول اللَّه في الأُمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خُطبته. فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة:

قال رسول اللَّه: "تكون النبوّةُ فيكم ما شاء اللَّه أن تكون، ثم يرفعُها اللَّه إذا شاء أن يرفعَها، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوّة، فتكونُ ما شاء اللَّه أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. [ثم تكون مُلْكًا عاضًّا، فيكون ما شاء اللَّه أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها](3) ثم يكون مُلْكًا جَبرية فتكون ما شاء اللَّه أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها.

(1) رواية المسند التي أثبتها المؤلّف "مُرْبَدًّا"، وهذه رواية مسلم، وهما بمعنى.

(2)

المسند 5/ 401، وهو من طريق يحيى وغيره عن الأعمش في البخاري 2/ 8 (525)، وينظر فيه الأطراف. ومسلم - السابق.

(3)

ما بين المعقوفين سقط من المخطوطات.

ص: 309

ثم تكون خلافة علي منهاج نبوّة" ثم سكت.

قال جبير: فلما قام عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبتُ إليه بهذا الحديث أذكّره إيّاه، فقلتُ له: إنّي أرجو أن يكون أميرُ المؤمنين عمرُ بعد المُلك العاضّ والجبريّة، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز، فسُرَّ به وأعجبه (1).

(1438)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال: حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيتُ أحدَهما وأنا أنتظرُ الآخر:

حدّثنا: "أن الأمانة نزلت في جَذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعَلموا من القرآن وعَلِموا من السنّة".

ثمّ حدّثنا عن رفع الأمانة فقال: "ينام الرجلُ النَّومة، فتُقبض الأمانة من قلبه، فيَظَلُّ أَثَرُها مِثلَ أثَر [الوَكْتِ (2)، ثم ينام النومة، فتُقْبض الأمانة من قلبه فيظلُّ أثَرُها مِثْلَ أثر] (3) المجْل، كجَمْر دَحْرَجْتَه على رجلِك فتراه (4) مُنْتَبِرًا وليس فيه شيء". قال: ثم أخذ حصى فدحرَجَه على رجله، قال:"فيُصبحُ الناسُ يتبايعون، لا يكادُ أحدٌ يؤدّي الأمانة، حتى يُقالَ: إنّ في بني فلان رجلًا أمينًا، حتى يقال للرجل: ما أجلدَه وأظرفَه وأعقلَه، وما في قلبه حبَّة من خردلٍ من إيمان".

ولقد أتى عليَّ زمان وما أُبالي أيَّكم بايعْتُ: لئن كان مسلمًا ليَرُدّنَّه عليَّ دينُه، ولئن كان نصرانيًّا أو يهوديًّا ليَرُدّنَّه عليَّ ساعيه. فأمّا اليومَ فما كنتُ لأُبايعَ منكم إلّا فلانًا وفلانًا.

أخرجاه في الصحيحين (5).

والمَجْل: أثر العمل.

(1) المسند 4/ 273 - مسند النعمان بن بشير. وهو في مسند الطيالسي 58 (438) قال: حدّثنا داود بن إبراهيم - وكان ثقة. . . وقال الهيثمي 5/ 191: رواه أحمد في ترجمة النعمان، والبزّار أتمّ منه، والطبراني ببعضه في الأوسط، ورجاله ثقات. وقد تحدّث عنه الألباني في الصحيحة 1/ 34 (5).

(2)

الوكت: الأثر اليسير.

(3)

ما بين معقوفين من المصادر.

(4)

في البخاري ومسلم "فنفط فتراه. ." ونفط: انتفخ.

(5)

المسند 5/ 383. ومسلم 1/ 126 (143)، وعن سفيان عن الأعمش في البخاري 11/ 333 (6497).

ص: 310

والمُنْتَبر: المُنْتَفِط.

وساعيه: رئيسه الذي يحكم عليه وينصفني منه.

(1439)

الحديث الخامس عشر: وبالإسناد عن حذيفة:

أنّه دخل المسجد فإذا رجلٌ يصلّي ممّا يلي أبواب كِندة، فجعل لا يُتِمُّ الركوعَ ولا السجود، فلمّا انصرفَ قال له حذيفة: منذ كم هذه صلاتك؟ قال: منذ أربعين سنة. قال له حذيفة: ما صلَّيْتَ منذ أربعين سنة، ولو مِتَّ وهذه صلاتك لمِتَّ على غير الفِطرة التي فطرَ اللَّهُ عليها محمّدًا صلى الله عليه وسلم. ثم أقبلَ يُعَلِّمُه، فقال: إنّ الرّجل لَيُخِفُّ في صلاته، وإنّه ليُتِمُّ الرُّكوع والسُّجود.

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(1440)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: الأعمش أخبرنا عن أبي وائل عن حذيفة قال:

رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتى سُباطة قومٍ فبال وهو قائم، ثم دعاني بماءٍ، فأتيْتُه فتوضّأ ومسح على خُفَّيه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن منصور (3) عن أبي وائل عن حذيفة:

أنّ أبا موسى كان يبولُ في قارورة ويقول: إنّ بني إسرائيل كان إذا أصابَ أحدَهم البولُ قرض مكانَه، فقال حذيفة: وَدِدت أن صاحبكم لا يُشَدّدُ هذا التشدُّدَ، لقد رأيتُني مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فانتهَينا إلى سُباطة قوم، فقام يبولُ كما يبولُ أحدُكم، فذهبْتُ أتنحّى عنه، فقال:"ادْنُه" فدنوتُ منه حتى كنتُ عند عَقِبيه.

(1) المسند 5/ 384. وهو في البخاري 2/ 274 (791) عن الأعمش وغيره عن أبي وائل باختصار. وينظر الفتح 2/ 274.

(2)

المسند 5/ 382، ومسلم 1/ 228 (273) عن الأعمش. وقريب منه في البخاري 1/ 329 (226) من طريق منصور.

(3)

لم أقف على هذا السند في المسند. ولم يذكر في الأطراف أو الإتحاف أو الجامع. وفي 5/ 382 عن جرير عن منصور. والحديث في البخاري 1/ 329 (226) عن شعبة، وفي مسلم 1/ 228 (273) عن جرير، كلاهما عن منصور به.

ص: 311

الطريقان متّفق عليهما.

(1441)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن أبي حذيفة سَلَمة بن الهيثم عن حذيفة قال:

كُنّا إذا حَضَرْنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم على طعام لم نَضَعْ أيديَنا حتى يبدأَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيضَعَ يدَه. وإنّا حَضَرْنا معه طعامًا، فجاءت جارية كأنّما تُدْفَعُ، فذهَبَتْ تضعُ يدَها في الطعام، فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدها، وجاء أعرابيٌّ كأنّما يُدْفَعُ، فذهب يضَعُ يدَه في الطعام، فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيده، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ الشيطانَ يستحِلُّ الطّعامَ إذا لم يُذكر اسمُ اللَّه عليه، وإنّه جاء بهذه الجارية لِيَسْتَحِلَّ بها، فأخذْتُ بيدها، وجاء بهذا الأعرابيِّ ليستحلَّ به، فأخذْتُ بيده. والذي نفسي بيده، إنّ يدَه في يدي مع يدها" يعني الشيطان.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(1442)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن أبي مالك الأشجعيّ عن رِبعي بن حِراش عن حذيفة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلُّ معروف صدقة".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(1443)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعيّ عن ربعي بن حِراش (3) عن حذيفة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ ممّا أدرك الناسُ من كلام (4) النبوّة الأُولى: إذا لم تَسْتَحْيَ فاصنعْ ما شئت"(5).

(1) المسند 5/ 383، ومسلم 3/ 1597 (2017).

(2)

المسند 5/ 397، ومسلم 2/ 697 (1005) من طريق أبي مالك الأشجعيّ.

(3)

في الأصول (عن ربعيّ عن أبي مسعود عن حذيفة) ولم ترد في المصادر. وقد يكون الصواب "عن ربعي عن أبي مسعود، وعن حذيفة". لأنّه روي عنهما.

(4)

ويروى "من أمر".

(5)

المسند 5/ 383، وإسناده صحيح. وهو في شرح مشكل الآثار 4/ 195 (1536) عن عبّاد بن العوّام عن أبي مالك به. وصحّحه المحقّق على شرط مسلم، لأن أبا مالك من رجاله. وأخرج البخاري الحديث في صحيحه 6/ 515 (3483) عن ربعيّ عن أبي مسعود. وقال ابن حجر 6/ 523: ليس ببعيد أن يكون ربعيّ سمعه من أبي مسعود ومن حذيفة جميعًا.

ص: 312

(1444)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَحْصوا لي كم يَلْفِظُ بالإسلام" قلنا: يا رسول اللَّه، أتخافُ علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال:"إنّكم لا تدرون لعلّكم أن تُبتلوا" قال: فابتُلِينا حتى جعل الرجلُ منّا لا يصلّي إلّا سرًّا.

أخرجاه في الصحيحين (1).

(1445)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن يونس عن حُميد بن هلال - وعن غيره (2) عن ربعيّ بن حِراش عن حذيفة:

عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّه سيكون أُمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدَّقهم بكَذِبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منّي ولسْتُ منه، ولا يَرِدُ عليَّ الحوضَ، ومن لم يُصَدِّقْهم بِكَذِبهم ولم يُعِنْهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه، وسيَرِدُ عليَّ الحوض"(3).

(1446)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن مُسْتَوْرِد بن أحنف عن صلة بن زُفَر عن حُذيفة قال:

صلَّيْتُ مع النّبيِّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ، فافتتحَ "البقرة" فقرأ حتى بلغ رأس المائة، فقلت: يركعُ، ثم مضى حتى بلغ المائتين، فقلت: يركع، ثم مضى حتى ختمها، فقلت: يركع. قال: [ثم افتتح سورة "آل عمران" حتى ختمها، قال: فقلت: يركع](4). قال: ثم افتتح سورة "النساء" فقرأها ثم ركع، فقال في ركوعه "سبحان ربّي العظيم" قال: وكان ركوعُه بمنزلة قيامه، ثم سجد، فكان سجوده مثل ركوعه، وقال في سجوده: "سبحان ربّي

(1) المسند 5/ 384، ومسلم 1/ 131 (149). وفي البخاري 6/ 1771 (3060) من طريق سفيان عن الأعمش.

(2)

كذا في الأصول وجامع المسانيد. وفي المسند والأطراف "أو عن غيره".

(3)

المسند 5/ 384، والمعجم الكبير 3/ 168 (3020) عن عبد الملك بن عمير عن ربعيّ، وفي الأوسط 9/ 222 (8486) عن حميد بن مالك عن ربعيّ. قال ابن كثير - الجامع 3/ 307 (1850) تفرّد به. وقال الهيثمي 5/ 250 عن رجاله: رجال الصحيح. وقد صحّح ابن حبّان أحاديث في الباب عن كعب بن عجرة وخبّاب وأبي سعيد 1/ 517 - 519 (282 - 286) وينظر تعليق المحقّق، وينظر أيضًا مجمع الزوائد 5/ 249 - 251.

(4)

ما بين المعقوفتين من المسند ومسلم.

ص: 313

الأعلى". قال: وكان إذا مرّ بآية رحمةٍ سأل، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها عذاب تعوَّذَ، وإذا مرَّ بآية تنزيه للَّه عز وجل سبَّحَ.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال حدّثنا سُريج بن النُّعمان قال: حدّثنا حمّاد عن عبد الملك بن عُمير قال: حدثني ابن عمٍّ لحذيفة عن حذيفة قال:

قمتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ، فقرأ السَّبْعَ الطُّوَل في سبع ركعات. وكان إذا رفع رأسَه من الرُّكوع قال:"سَمِعَ اللَّهُ لمن حَمِدَه" ثم قال: "الحمدُ للَّه ذي المَلَكوت والجَبَروت والكِبرياء والعَظَمَة" وكان ركوعُه مثلَ قيامه، وسجودُه مثلَ ركوعه، فانصرف وقد كادت تنكسر رجلاي (2).

(1447)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن قَتادة عن أبى مِجْلَز لاحق بن حُميد قال:

قعد رجلٌ في وسط حَلْقة، فقال حذيفة: ملعون من قعدَ في وسط الحَلْقة، على لسان محمّد صلى الله عليه وسلم (3).

قال شعبة: لم يُدرك أبو مِجْلز حذيفة (4).

(1448)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن مِسْعَر قال: حدّثني واصل عن أبي وائل عن حذيفة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَه في بعض طرق المدينة، فأهوى إليه، قال: قلتُ: إنّي جُنُب،

(1) المسند 5/ 384، ومسلم 1/ 536 (772) عن أبي معاوية وغيره عن الأعمش.

(2)

المسند 5/ 388، وفيه راوٍ لم يُسَمّ، وبقيّة رجاله ثقات. وقد روى أبو داود 1/ 231 (874)، والنسائي 2/ 199، 231 عن حذيفة بإسناد آخر، حديثًا قريبًا من هذا، وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 5/ 398، وهو من طريق شعبة في الترمذي 5/ 83 (2753)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. ومن طريق قتادة في سنن أبي داود 4/ 258 (4826). ومن طريق شعبة صحّحه الحاكم على شرطهما، ووافقه الذهبي 4/ 281. ولكن الألباني جعله في الضعيفة 2/ 97 (638).

(4)

المسند - السابق. ووثّق العلماء أبا مجلز، وروى له الجماعة، ولكن ذكروا أنّه كان يرسل، ومن ذلك عدم لقياه حذيفة. ينظر تهذيب الكمال 7/ 507، وتهذيب التهذيب 6/ 111.

ص: 314

قال: "إنّ المؤمنَ لا ينجُس".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(1449)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن منصور عن عبد اللَّه بن يسار عن حذيفة:

عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقولوا: ما شاء وشاء فلان، قولوا: ما شاء اللَّه ثم شاء فلان"(2).

(1450)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أشعث بن أبي الشّعثاء عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زَهْدَم الحنظليّ قال:

كُنّا مع سعيد بن العاص بطَبَرِستان، فقال: أيُّكم صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الخوف؟ فقال حذيفة: أنا. قال سفيان: فوصف مثل حديث ابن عبّاس وزيد بن ثابت (3).

قلتُ: فنذكر حديث ابن عبّاس (4):

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي بكر بن أبي الجَهم عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتبة عن ابن عبّاس قال:

صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف بذي قَرَد -أرض من أرض بني سُليم- فصفّ النّاس خلفَه صفَّين: صفًّا يوازي العدوّ، وصفًّا خلفَه، فصلّى بالصفّ الذي يليه ركعة، ثم نكص هؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، وهؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، فصلّى بهم ركعة أخرى (5).

(1) المسند 5/ 384، ومن طريق مسعر في مسلم 1/ 282 (372). ويحيى ثقة.

(2)

المسند 5/ 384، ومن طريق شعبة في سنن أبي داود 4/ 285 (4980)، وعمل اليوم والليلة 285 (991)، وشرح مشكل الآثار 1/ 218 (256)، وصحّح محقّق المشكل إسناده، وجعله الألباني في الأحاديث الصحيحة 1/ 263 (137).

(3)

المسند 5/ 385. ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير ثعلبة، فتابعى ثقة، وقيل: صحابي، روى له أبو داود والنسائي. التقريب 1/ 82. وهو حديث صحيح، أخرجه تامًّا بهذا الإسناد النسائي 3/ 167 ومن طريق سفيان أخرجه أبو داود 2/ 16 (1246) وصحّحه ابن خزيمة 2/ 293 (1343)، والحاكم 1/ 335، وابن حبّان 6/ 302 (1452).

(4)

وقد رواه أحمد في مسند حذيفة قبل الحديث السابق.

(5)

المسند 5/ 385. وهو حديث صحيح، وإسناده صحيح. رواه النسائي 3/ 169، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 294 (1344)، وابن حبّان 7/ 122 (2871) من طريق سفيان. وسيرد الحديث في مسندي زيد، وعبد اللَّه بن عبّاس.

ص: 315

(1451)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير والدِّيباج وآنية الذهب والفضّة، وقال:"هو لهم في الدُّنيا ولنا في الآخرة".

أخرجاه في الصحيحين (1).

(1452)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن صلة بن زُفَر عن حذيفة قال:

جاء السيّدُ والعاقِبُ (2) إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول اللَّه، ابعث معنا أمينَك. قال:"سأبعثُ معكم أمينًا حقَّ أمين" فتشرّفَ (3) لها النّاس، فبعثَ أبا عُبيدة بن الجرّاح.

أخرجاه في الصحيحين (4).

(1453)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد عن عاصم بن بَهدلة عن زرّ عن حذيفة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لقيتُ جبريلَ عند أحجار المِراء (5)، فقلتُ: يا جبريلُ، إنّي أُرسلْتُ إلى أُمَّة أُمّيّة: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاسي (6) الذي لم يقرأ كتابًا قطّ. فقال: إنّ القرآن أُنْزِلَ على سبعة أحرف"(7).

(1) المسند 5/ 385. وهو من البخاري 10/ 94 (5632)، ومسلم 3/ 1637 (2067) من طريق شعبة، وله فيها طرق أُخر. ينظر أطرافه في البخاريّ 9/ 554 (5426).

(2)

وهما صاحبا نجران: السيد: هو الأيهم أو شرحبيل. والعاقب: عبد المسيح. ينظر الفتح 8/ 94

(3)

تشرّف، ومثله استشرف: تطلّع.

(4)

المسند 5/ 385. وهو من طرق عن أبي إسحق في البخاري 7/ 93 (3745)، 8/ 93 (4380)، ومسلم 4/ 1882 (2420).

(5)

أحجار المراء: موضع قريب من المدينة.

(6)

العاسي: الكبير. وفي بعض المصادر "القاسي" و"الفاني".

(7)

المسند 5/ 400. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 8/ 110 (3098)، وحسّن شعيب إسناده من أجل عاصم. وقال الهيثمي 2/ 153: وفيه عاصم، وفيه كلام لا يضرّ. ورواه الترمذي 5/ 178 (2944) عن عاصم عن زرّ عن أبيّ، وقال: حسن صحيح. وذكر أحاديث الباب، ومنها: عن حذيفة.

ص: 316

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن رِبعي بن حِراش قال: حدّثني من لم يَكْذِبْني - يعني حذيفة قال:

لقيَ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم جبريلُ عند أحجار المِراء فقال: "إنّ أُمَّتَك يقرءون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما عُلِّم ولا يرجعْ عنه".

وقال عبد الرحمن: "إنّ من أمّتك الضعيفَ، فمن قرأ على حرف فلا يتحوَّلُ منه إلى غيره رغبةً عنه"(1).

(1454)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال:

قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقامًا، فما ترك شيئًا يكون بين يدَي الساعة إلّا ذكره في مقامه ذلك، حَفِظه من حَفِظَه ونَسِيَه من نَسِيَه. قال حذيفة: فإنّي لأرى أشياء قد كنتُ نسيتُها، فأعرفُها كما يعرف الرجلُ وجه الرجلِ قد كان غائبًا عنه، يراه فيعرفه.

أخرجاه في الصحيحين (2).

(1455)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن شيخ يقال له هلال عن حذيفة قال:

سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كلّ شيء حتى مَسْح الحَصى (3)، فقال:"واحدة، أو دَعْ"(4).

(1) المسند 5/ 385، 401. ورجاله رجال الشيخين، عدا إبراهيم بن مهاجر، روى له مسلم وأصحاب السنن. قيل: لا بأس به. التهذيب 1/ 139. قال الهيثمي في المجمع 7/ 154 عن حديث أحمد: فيه راوٍ لم يُسَمّ. وليس كذلك! .

(2)

المسند 5/ 385. والبخاري 11/ 494 (6604) من طريق سفيان، ومسلم 4/ 2217 (2891) من طريق الأعمش.

(3)

أي في الصلاة.

(4)

المسند 5/ 385. قال الهيثمي في المجمع 2/ 89: فيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام. وهو صدوق سيء الحفظ. التهذيب 6/ 402، والتقريب 2/ 535. وهلال مولى ربعي، وثّقه ابن حبّان. التهذيب 7/ 437، والتعجيل 434.

وللحديث شاهد رواه مسلم عن معيقيب 1/ 387، 388 (546)، وآخر صحّحه ابن خزيمة 2/ 60 (1916) عن أبي ذرّ.

ص: 317

(1456)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عُمير عن مولى (1) لربعيّ عن ربعيّ عن حذيفة قال:

كنّا عند النَّبيّ صلى الله عليه وسلم جلوسًا، فقال:"إني لا أدري ما قَدْرُ بقائي فيكم، فاقتدُوا باللَّذَين من بعدي -وأشار إلى أبي بكر وعمر- وتمسَّكوا بعهد عمَّار، وما حدّثكم ابن مسعود فصدِّقوه"(2).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة [عن زائدة](3) عن عبد الملك بن عمير عن رِبعيّ عن حذيفة:

أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "اقتدوا باللَّذَين من بعدي: أبي بكر وعمر"(4).

(1457)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أبو العُمَيس عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن لحذيفة عن أبيه:

أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا، لرجل، أصابَته وأصابَت ولدَه وولدَ ولدِه (5).

(1458)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا رَزِين بن حبيب الجُهَني عن أبي الرُّقاد العبسي عن حذيفة قال:

إنّ كان الرَّجلُ ليتكلَّمُ بالكلمة على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقًا، وإنّي لأسمعُها من أحدكم في المجلس عشر مرار (6).

(1459)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن سليمان

(1) مولى ربعي: هو هلال المذكور في الحديث السابق.

(2)

المسند 5/ 385. وهو في ابن ماجة 1/ 37 (97) وفي الترمذي 5/ 570 (3663) من طريق ربعيّ، واقتصرا على ذكر فضل أبي بكر.

(3)

(عن زائدة) من المسند والأطراف. وسفيان روى عنه زائدة، وروى أيضًا عن عبد الملك. ومن الطريقين روى الحديث في المشكل، فقد يكون ما ورد هنا صحيحًا، ولكن ما أثبتاه مراعاة للأشهر.

(4)

المسند 5/ 382. وقد رواه الطحاوي في شرح المشكل 3/ 256 - 258 (1224 - 1233) من طرق عن حذيفة، ومال المحقّق إلى تصحيحه، وصحّحه الألباني في الصحيحة 3/ 234 (1233) من طرق عدّة.

(5)

المسند 5/ 385، قال الهيثمي في المجمع 8/ 271: رواه أحمد عن ابن لحذيفة عن حذيفة، ولم أعرفه.

(6)

المسند 5/ 386. والمصنف لابن أبي شيبة 15/ 44 (19068) وإسناده حسن: أبو الرُّقاد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح 9/ 370، ولم يذكر فيه شيئًا. ورَزين صالح الحديث، روى له الترمذي. التهذيب 2/ 483.

ص: 318

قال: حدّثنا كثير أبو النضر عن ربعيّ بن حِراش قال:

انطلَقْتُ إلى حذيفةَ بالمدائن لياليَ سار النّاس إلى عثمان، فقال: يا ربعيّ، ما فعلَ قومُك، قلت: عن أيِّ بالهم تسأل؟ قال: من خرج منهم إلى هذا الرَّجل؟ فسمَّيْتُ رجالًا فيمن خرج إليه، فقال:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن فارقَ الجماعةَ، واستذلّ الإمارة، لقي اللَّه عز وجل ولا وجه له عنده"(1).

(1460)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا شيبان عن عاصم عن زرّ بن حُبيش قال:

أتيتُ على حذيفة بن اليمان وهو يحدِّث عن ليلة أُسري بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول: . . . حتى أتَيا على بيت المقدس (2). قال: قلتُ: بل دخلَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلتئذ وصلَّى فيه. قال: ما اسمك يا أصلع؟ فإني أعرف وجهَك ولا أدري ما اسمك. قال: قلتُ: أنا زِرّ ابن حُبيش. قال: فما عِلمك بأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى فيه ليلتئذ. قال: قلتُ: القرآن يخبرني بذلك. قال: من تكلّم بالقرآن فَلح، اقرأ. قال: فقرأت: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [فاتحة الإسراء] قال: يا أصلع، هل تجدُ: صَلَّى فيه؟ قُلْتُ: لا. قال: واللَّه ما صَلَّى فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلتئذٍ، لو صلَّى فيه لكُتب عليكم صلاة فيه كَما كُتب عليكم صلاة في البيت العتيق، واللَّه ما زايَلا البراقَ حتى فُتِحَت لهما أبوابُ السماء، فرأَيا الجنَّةَ والنّار، ووعدَ الآخرة أجمعَ، ثم عادا عَودهما على بدئهما. قال: ثم ضحك حتى رأيْتُ نواجذَه. قال: ويُحَدِّثون أنّه رَبَطَه، لا يفرّ منه (3)، وإنَّما سَخَّرَه له عالم الغيب والشهادة. قلت: أبا عبد اللَّه، أيُّ دابَّةٍ البُراق؟ قال: دابَّة أبيض طويل، هكذا خطوُهُ مدَّ البصر (4).

(1) المسند 5/ 387. قال الهيثمي 5/ 225: رواه أحمد، ورجاله ثقات، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 119.

(2)

في المسند: فانطلقت أو انطلقْنا حتى أتينا على بيت المقدس، فلم يدخلاه.

(3)

في المسند "أليفرّ منه؟ ".

(4)

المسند 5/ 387. ومن طريق عاصم في الترمذي 5/ 287 (3147) قال: حسن صحيح. وهو في مسند الطيالسي 55 (411) عن حمّاد بن سلمة عن عاصم به. وقال عنه البوصيري في الإتحاف 8/ 103 (7731): وإسناد رجاله ثقات. وصحّح الحاكم إسناده من طريق عاصم 2/ 359، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن حبّان 1/ 233 (45) من طريق عاصم. وحسّن محقّقه إسناده، وكذلك الألباني، وذلك لأن حديث عاصم لا يرقى إلى درجة الصحيح.

ص: 319

(1461)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَهب بن جرير قال: حدّثنا هشام بن حسّان عن محمد عن أبي عُبيدة بن حذيفة عن حذيفة قال:

سأل رجلٌ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأمسكَ القومُ، ثم إنَّ رجلًا أعطاه فأعطى القومُ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من سنَّ خيرًا فاستُنَّ به كان له أجره ومن أجور من يَتْبَعُه غير مُنْتَقِص من أجورهم شيئًا. ومن سنَّ شرًّا فاستُنَّ به كان عليه وزرُه ومن أوزار من يَتْبَعْه غيرَ مُنْتَقِصٍ من أوزارهم شيئًا"(1).

(1462)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعةَ قال: حدّثنا عمرو بن الحارث عن عمرو بن شعيب أنَّه حدثه أن مولى شُرَحبيل ابن حسنة حدَّثه أنّه سمع عُقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان يقولان:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلْ ما رَدَّت عليك قوسُك"(2).

(1463)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عكرمهْ بن عمّار عن محمد بن عبد اللَّه الدؤلي قال: قال عبد العزيز أخو حذيفة: قال حذيفة:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا حَزبَه أمرٌ صلّى (3).

(1464)

الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان الهاشميّ قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عبد اللَّه بن عبد الرّحمن الأشهليّ عن حُذيفة بن اليمان:

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتَنْهَوُنَ عن المنكر، أو ليُوشِكَنَّ اللَّه عز وجل أن يبعثَ عليكم عقابًا من عنده، ثم لَتَدْعُنَّه فلا يستجيبُ لكم"(4).

(1) المسند 5/ 387. ورجاله رجال الشيخين غير أبي عبيدة، وهو مقبول. ومن طريق وهب أخرج الطحاوي الحديث في شرح المشكل 1/ 231 (251) ومن طريق هشام أخرجه الحاكم 2/ 516 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وللحديث شاهد عن مسلم، من حديث جرير - الجمع 1/ 327 (506).

(2)

المسند 5/ 388، وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وجهالة مولى شرحبيل. ويشهد لمعنى الحديث ما رواه الشيخان عن عديّ بن حاتم وأبي ثعلبة الخشني. الجمع 1/ 333 (514)، 3/ 460 (2996).

(3)

المسند 5/ 388. ومن طريق يحيى بن زكريا في أبي داود 2/ 35 (1319). وحسّنه الألباني.

(4)

المسند 5/ 388، ورجاله ثقات، عدا الأشهليّ، مقبول. ومن طريق عبد العزيز بن محمد وإسماعيل بن جعفر عن عمرو، أخرجه الترمذي 4/ 406 (2169) وقال: حسن، وصحّحه الألباني.

ص: 320

(1465)

الحديث الحادي والأربعون: وبالإسناد عن حذيفة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى تقتلوا إمامَكم، وتجتلدوا بأسيافكم، ويَرِثَ دُنياكم شرارُكم. ويكونَ أسعدَ النّاس بالدُّنيا لُكع ابن لُكع"(1).

(1466)

الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال:

أتيْنا حذيفة فقلْنا: دُلَّنا على أقرب النّاس برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هَدْيًا وسَمْتًا ودَلّا (2) نأخذُ عنه ونسمع منه. فقال: كان من أقربِ النّاس برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هَديًا وسَمْتًا ودَلّا ابن أُمُّ عبدٍ حتى يتوارى عنّي في بيته. ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابنَ أم عبدٍ من أقربهم إلى اللَّه عز وجل زُلْفة.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(1467)

الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن همّام قال:

كان رجلٌ يرفع إلى عثمان الأحاديث من حذيفة، فقال حذيفة: سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخلُ الجَنَّة قَتَّات" يعني نَمَّامًا.

أخرجاه في الصحيحين (4).

(1468)

الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج بن النُّعمان قال: حدّثنا هُشَيم عن مغيرة عن أبي وائل عن ابن مسعود، وحُصَين عن أبي وائل عن حذيفة، قالا:

(1) المسند 5/ 389، وهو فيه حديثان، قوله: ويكون أسعد. . حديث ثان. والأوّل منهما أخرجه الترمذي من طريق عبد العزيز بن محمد عن عمرو 4/ 407 (2170)، وقال: حسن، ومثله في ابن ماجة 2/ 1342 (4043)، وضعّفه الألباني - ينظر الضعيفة 5/ 66 (2046). أما الثاني فأخرجه الترمذي 4/ 427 (2209) من طريق عبد العزيز بن محمد وإسماعيل بن جعفر عن عمرو، وقال: حسن غريب، وصحّحه الألباني.

(2)

الهدي والسموت والدَّلّ: السيرة والطريقة والحالة.

(3)

المسند 5/ 389، والبخاري 7/ 102 (3762) من طريق أبي إسحق. وحسين وإسرائيل ثقتان.

(4)

المسند 5/ 389. والبخاري من طريق سفيان الثوري عن منصور 10/ 472 (6056)، ومسلم 1/ 101 (105) عن منصور عن إبراهيم، ومن طرق أُخرى.

ص: 321

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا فَرَطُكم على الحوضَ، أنْظُرُكم. ليُرْفَعَنّ لي رجالٌ منكم حتى إذا عرفْتُهم اخْتُلِجوا من دوني، فأقول: ربّ، أصحابي أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

أخرجاه (1).

(1469)

الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا علي بن مُسْهِر عن سعد عن طارق عن ربعيّ بن حِراش عن حذيفة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ حوضي لأبعدُ من أيلة من عدن. والذي نفسي بيده، إنّي لأذودُ عنه الرّجال كما يذودُ الرجلُ الإبلَ الغريبة عن حوضه". قالوا: يا رسول اللَّه، وتَعرِفُنا؟ قال:"نعم" تَرِدون عليَّ غُرًّا مُحَجَّلين من آثار الوضوء، ليست لأحدٍ غيركم".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد عن عاصم عن زِرّ عن حذيفة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "بين حوضي كما بين أيلة ومُضَر، آنيتُه أكثرُ -أو قال: مثلُ- عدد نجوم السماء، ماؤه أحلى من العسل، وأشدُّ بياضًا من اللَّبن، وأبردُ من الثَّلجِ، وأطيب ريحًا من المسك، من شَرِبَ منه لَمْ يظمأ بعدَه أبدًا"(3).

(1470)

الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن أبي نَضْرة عن قيس قال:

(1) المسند 5/ 393. وفي البخاري 11/ 463 (6576)، ومسلم 4/ 1796، 1797 (2297) كلاهما من طرق عن شعبة عن مغيرة عن أبي وائل شقيق عن ابن مسعود. ومن طرق عن حصين عن أبي وائل عن حذيفة وهشيم من رجال الشيخين. وسُريج من رجال البخاري.

(2)

مسلم 1/ 217 (248).

(3)

المسند 5/ 390. عاصم حسن الحديث وسائر ورجاله ثقات. وقد صحّ الحديث وما فيه من صفات الحوض عن غير ما صحابيّ: ينظر البخاري 11/ 463 - 466 (6575 - 6593) ومسلم 4/ 1792 - 1801 (2289 - 2305). وينظر الفتح 11/ 471.

ص: 322

قلتُ لعمَّار: أرأيتُم صنيعكم هذا الذي صَنَعْتُم فيما كان من أمر عليٍّ، أرأيٌ رأيتُمُوه أم شيءٌ عَهِدَ إليكم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لَمْ يَعْهَدْ إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يَعْهَدْه إلى النّاس كافّة، ولكن حذيفة أخبرَني عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"في أصحابي اثنا عشر مُنافقًا، منهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتى يَلغَ الجملُ في سِمّ الخِياط"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا الوليد بن عبد اللَّه بن جُمَيع عن أبي الطُّفَيل قال:

كان بين حذيفة وبين رجلٍ من أهل العقبة ما يكون بين النّاس، فقال: أَنْشُدُك اللَّه، كم كان أصحاب العقَبة؟ فقال له القومُ: أَخْبِرْه إذ سألكَ. فقال الرجل: كنَّا نُخْبَرُ أنَّهم أربعة عشر. قال: فإن كنتَ منهم فقد كان القومُ خمسةَ عشر. وأشهدُ باللَّه، إنّ اثني عشر منهم حربٌ للَّه ولرسوله في الحياة الدُّنيا ويومَ يقومُ الأشهاد. وعَذَر (2) ثلاثة قالوا: ما سَمِعْنا مناديَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما عَلِمْنا ما أراد القوم. وقد كان في حَرَّة فمشي، فقال للنَّاس:"إنّ الماء قليل، فلا يسْبِقْني إليه أحد" فوجدَ قومًا قد سبقوه، فلعنَهم يومئذٍ.

انفرد بإخراج الطريقين مسلم (3).

وهذه العقبة كانت في طريق تبوك، وقف له جماعة من المنافقين ليفتكوا به (4).

(1471)

الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا حمّاد ابن سلمة قال: حمّاد بن أبي سليمان (5) عن رِبعيّ بن حِراش عن حذيفة بن اليمان:

(1) المسند 5/ 390، ومسلم 4/ 2143 (2779).

(2)

في نسختي ك، ت "وعدَ" وفي المسند "وعدنا". وفي جامع المسانيد 3/ 407 (2037)"وعدّد" والمثبت هنا من س، وهو موافق لمسلم.

(3)

المسند 5/ 390، عن محمد بن عبد اللَّه بن الزبير وأبي نعيم. وهو في مسلم 4/ 2144 (2779) من طريق أبي أحمد الكوفي، محمد بن عبد اللَّه بن الزبير عن الوليد.

(4)

ينظر كشف المشكل 1/ 292.

(5)

في مطبوع المسند سقط، ففيه: حدّثنا حسن عن حمّاد بن أبي سليمان. وينظر الأطراف 2/ 266 (2239).

ص: 323

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يخرجُ قومٌ من النّار بعدما مَحَشَتْهم النّار، يُقال لهم: الجهنّميّون"(1).

(1472)

الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفَّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عثمان البَتّيّ عن نعيم بن أبي هند عن حذيفة قال:

أسندْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى صدري، فقال:"من قال لا إلهَ إلَّا اللَّه ابتغاءَ وجه اللَّه خُتِمَ له بها، دخلَ الجنّة. ومن صام يومًا ابتغاءَ وجه اللَّه خُتِمَ له بها، دخلَ الجنّة. ومن تصدّق صدقة ابتغاءَ وجهِ اللَّه خُتِم له بها دخَلَ الجنّة"(2).

(1473)

الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا إسرائيل عن ميسرة عن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زِرّ بن حُبيش عن حذيفة بن اليمان قال:

سأَلَتْني أُمّي: منذ متى عهدُك بالنبيّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ لها: منذ كذا وكذا. فنالَت منّي وسبَّتني. فقلتُ لها: دعيني، فإنّي آتي مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فأصلِّي معه المغرب ثم لا أدَعُه حتى يستغفرَ لي ولكِ. قال: فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فصلَّيْتُ معه المغرب، فصلّى النبيّ صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انفتَلَ، فتَبِعْتُه، فعرض له عارضٌ فناجاه، ثم ذهب فاتَّبَعْتُه، فسمع صوتي فقال:"من هذا"؟ فقلت: حذيفة. قال: "مالك؟ " فحدَّثْتُه بالأمر، فقال:"غفرَ اللَّهُ لكَ ولأمِّك". ثم قال: "أما رأيت العارِضَ الذي عرض لي قُبيلُ؟ " قلت: بلى. قال: "فهو مَلَكٌ من الملائكة، لم يَهْبِط إلى الأرض قطُّ قبل هذه الليلة، استأذنَ ربَّه عز وجل أن يُسَلِّمَ

(1) المسند 5/ 391، والسنة 1/ 577، 578 (860 - 862) عن حمّاد بن سلمة وغيره عن حمّاد بن أبي سليمان، والشريعة 3/ 1235 (805) من طريق حمّاد بن أبي سليمان، وهو في مسند الطيالسي 56 (419) عن أبي مالك عن ربعيّ. وقد صحّحه العلماء: فقد نسبه ابن حجر في المطالب 4/ 282 (4622) لابن أبي شيبة، وقال: حسن صحيح. ونسبه البوصيري في الإتحاف 10/ 405 (10122) للطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد، وقال: رواتهم ثقات. وفي المجمع 10/ 383: رواه أحمد من طريقين، ورجالهما رجال الصحيح.

وقد روى البخاريّ في صحيحه 11/ 418 (6566) عن عمران: "يخرج من النّار قوم بشفاعة محمّد صلى الله عليه وسلم، فيدخلون الجنّة، ويُسَمّون الجهنميّين".

(2)

المسند 5/ 391. وقد ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 327 وقال: رجاله موثقون. وفي 8/ 217 قال: رجاله رجال الصحيح غير عثمان بن مسلم البتّيّ، وهو ثقة [روى له أصحاب السنن، ووُثّق].

ص: 324

عليَّ ويُبَشِّرَني أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنَّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة" (1).

(1474)

الحديث الخمسون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التّيمي عن أبيه قال:

كُنّا عند حذيفة، فقال رجلٌ: لو أدركْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاتلْتُ معه فأَبْلَيْتُ. فقال حذيفة: أنتَ كنتَ تفعل ذاك؟ لقد رأيتنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةَ الأحزاب وأخَذَتْنا ريحٌ شديدة وقُرٌّ (2)، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعلَه اللَّهُ عز وجل معي يوم القيامة؟ " فسكَتنا فلم يُجِبْه منّا أحد. فقال: "ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعله اللَّهُ معي يوم القيامة" فسكَتنا فلم يُجِبْه منّا أحد. ثم قال: "ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعلَه اللَّهُ عز وجل معي يوم القيامة" فلم يُجِبْه منّا أحد، فقال:"قُمْ يا حذيفة، فأْتِنا بخبر القوم" فلم أجدْ بُدًّا إنّ دعاني باسمي أن أقوم. قال: "اذهب" فأتِني بخبر القوم ولا تَذْعَرْهم عليَّ. "فلمّا ولَّيْتُ من عنده جعلتُ كأنَّما أمشي في حمَّام حتى أتَيْتُهم، فرأيتُ أبا سفيان يَصْلى (3) ظهره بالنَّار، فوضعتُ سهمًا في كَبِد القوس فأردْتُ أن أرميَه، فذكرت قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَذْعَرْهم عليَّ" ولو رَمَيْتُهُ لأصَبْتُه. فرجعتُ وأنا أمشي في مثل الحمَّام، فلما أتيْتُه فأخبرْتُه خبرَ القوم وفَرَغْتُ قَرِرْتُ، فألبسَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَضْلَ عباءة كانت عليه يُصلّي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحْتُ، فلمّا أصبحْتُ قال: "قُمْ يا نَومانُ".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن محمد بن إسحق قال: حدّثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القُرَظيّ قال:

(1) المسند 5/ 391، والترمذي 5/ 619 (3781) من طريق إسرائيل، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وصحّحه الألباني، وذكره في الصحيحة 6/ 167 (2585) وأخرج جزءًا منه مصحّحًا من طريق إسرائيل ابنُ خزيمة 2/ 206 (1194)، والحاكم والذهبي 1/ 312، وابن حبّان 16/ 68 (7126).

(2)

القُرّ: البرد.

(3)

يصلى: يدفىء.

(4)

مسلم 3/ 1414 (1788)

ص: 325

قال فتًى منّا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد اللَّه، رأيتُم رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم (1)؟ قال: نعم با ابن أخي. قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: واللَّه لقد كُنّا نَجْهَدُ. قال: واللَّه لو أدْرَكْناه ما تَرَكْناه يمشي على الأرض، ولَجَعَلْناه على أعناقنا. فقال حذيفة:

يا ابن أخي، واللَّه لقد رأيْتُنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالخندق، وصلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الليل هَوِيًّا، ثم التفتَ إلينا فقال:"مَن رجلٌ يقومُ فينظرُ لنا ما فعلَ القومُ يشرط له رسولُ اللَّه أن يَرْجعَ فيُدْخِلَه اللَّهُ الجنّة؟ " فما قام رجلٌ. ثم صلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هَوِيًّا من الليل، ثم التفتَ إلينا فقال:"من رجلٌ يقومُ فينظرُ لنا ما فعل القومُ ثم يرجع، يَشرطُ له رسول اللَّه الرَّجعة، أسأل اللَّهَ عز وجل أن يكونَ رفيقي في الجنّة؟ " فما قام رجل من القوم مع شدّة الخوف وشدّة الجوع وشدّة البرد. فلمّا لَمْ يقم أحدٌ دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن لي بدٌّ من القيام حين دعاني، فقال:"يا حذيفةُ، اذهبْ فادخلْ في القوم فانظرْ ما يفعلون، ولا تُحْدِثَنَّ شيئًا حتى تأتيَنا" قال: فذهبْتُ فدخلتُ في القوم، والريح وجنودُ اللَّه عز وجل تفعلُ ما تفعلُ، لا تُقِرُّ لهم قِدرًا ولا نارًا ولا بناء، فقام أبو سفيان بن حرب فقال: يا معشر قُريش، لينظرِ امرؤٌ من جليسه. قال حذيفة: فأخذْتُ بيد الرجل الذي إلى جنبي فقلتُ: من أنت؟ قال: أنا فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يا معشرَ قريش، واللَّه إنّكُم ما أصبَحْتُم بدار مقام، لقد هلكَ الكُراعُ، وأخْلَفَتْنا بنو قريظة، وبلغَنا عنهم الذي نَكْرَه، ولَقِينا من هذه الريح الذي تَرَون. واللَّهِ ما تطمئنّ لنا قِدْرٌ، ولا تقوم لنا نارٌ، ولا يستمسك لنا بناء، فارتَحِلوا فإنّي مرتَحِل. ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه، ثم ضربه فوثبَ على ثلاث، فما أطلق عِقالَه إلَّا وهو قائم، ولولا عَهدُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تُحْدِث شيئًا حتى تأتيَني" ثم شئتُ، لقَتَلْتُه بسهم. قال حذيفة: ثم رجعتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلّي في مِرط لبعض نسائه مُرَحّل (2)، فلمّا رآني أدْخَلَني إلى رَحله، وطرح عليه طرف المِرط، ثم ركع وسجدَ وإنِّي لَفيه، فلمّا سلَّم أخبَرْتُه الخبر. وسَمِعَتْ غطفانُ بما فعلت قريش فانشمروا إلى بلادهم (3).

(1) في المصادر "وصحبتموه".

(2)

المُرَحّل: الذي فيه صور الرّحال.

(3)

المسند 5/ 392. ونقله ابن كثير في الجامع 3/ 387 (1997) وقال: تفرّد به، وفي البداية 4/ 113 عن ابن إسحق، وقال: منقطع من هذا الوجه. كما رواه في التفسير 3/ 518، والطبري في التفسير 21/ 80. ومحمد ابن إسحق في هذا الحديث صرّح بالتحديث، وسائر رواته ثقات. إلَّا أن محمد بن كعب لم يثبت سماعه من حذيفة. ويشهد لمعناه الحديث السابق.

ص: 326

(1475)

الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا ابن هُبيرة أنّه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: أخبرني سعيد أنّه سمع حذيفة بن اليمان يقول:

غاب عنّا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا فلم يخرج حتى ظننّا أنّه لن يخرج، فلمّا خرج سجد سجدةٌ فظننّا أنَّ نفسَه قد قُبِضَتْ فيها، فلمّا رفع رأسه قال:"إنَّ ربّي عز وجل استشارَني في أُمَّتي، ماذا أفعل بهم. فقلْتُ: ما شئتَ أيْ ربِّ، هم خَلقُك وعبادُك. فاستشارَني الثانيةَ فقلتُ له كذلك. فقال: لا أُحْزِنُك في أُمَّتِك يا محمّد. وبشَّرَني أنّ أَوَّل من يَدْخلُ الجنَّةَ من أُمَّتي معي سبعون ألفًا، مع كلِّ ألف سبعون ألفًا، ليس عليهم حساب. ثم أرسل إليَّ فقال: ادْعُ تُجَبْ، وسَلْ تُعْطَ. فقلتُ لرسوله: أو معطِيَّ ربِّي سُؤلي؟ قال: ما أرسلَني إلَّا ليُعْطِيَك. ولقد أعطاني ربِّي عز وجل ولا فخرَ، وغفرَ لي ما تقدَّمَ من ذنبي وما تأخَّر وأنا أمشي حيًّا، وأعطاني ألَّا تجوعَ أُمَّتِي ولا تُغْلَبَ، وأعطاني الكوثرَ، فهو نهر في الجنّة يسيل في حوضي، وأعطاني العزَّ والنّصرَ والرُّعبَ يسعى بين يدَي أُمَّتِي شهرًا، وأعطاني أنِّي أَوَّلُ الأنبياء أَدخل الجنّة. وطيَّبَ لي ولأُمَّتِي الغنيمة، وأحلّ لنا كثيرًا ممّا شدَّدَ على مَنْ قبلنا، ولم يجعل علينا من حَرَج"(1).

(1476)

الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي المغيرة عن حذيفة قال:

كان في لساني ذَرَبٌ على أهلي، فلم أعْدُه إلى غيره، فذكرْتُ ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"أين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟ إني لأستغفرُ اللَّهَ في كلّ يوم مائةَ مرّة وأتوبُ إليه".

قال: فذكرْتُه لأبي بردة بن أبي موسي، فحدّثني عن أبي موسى أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّي لأستغفرُ اللَّهَ كلّ يومٍ وليلةٍ مائة مرّةٍ وأتوب إليه"(2).

(1477)

الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال:

(1) المسند 5/ 393 وفيه ابن لهيعة. قال في المجمع 10/ 71: رواه أحمد بإسناد حسن.

(2)

المسند 5/ 394. وروى مختصرًا من طريق أبي إسحق عند ابن ماجة 2/ 1524 (3817). قال في الزوائد: في إسناده أبو المغيرة مضطرب الحديث عن حذيفة، وضعّفه الألباني. وهو في صحيح ابن حبّان 3/ 205 (926) وضعّف المحقّق إسناده لجهالة حال أبي المغيرة، ومع ذلك حكم عليه الحاكم بأنه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 1/ 511، 2/ 357.

ص: 327

حدّثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن ثَروان عن عمرو بن حنظلة قال: قال حذيفة:

"واللَّهِ لا تَدَعُ مُضَرُ عبدًا للَّه مؤمنًا إلَّا فتنوه أو قتلوه، أو يَضْرِبَهم اللَّهُ عز وجل والملائكة والمؤمنون، حتى لا يمنعوا ذَنَب تَلْعة (1) " فقال له رجل: أتقول هذا يا عبد اللَّه وأنت رجل من مضر! قال: لا أقول إلَّا ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).

قال أحمد: لا يُحتجّ بحديث عبد الرحمن بن ثروان (3).

(1478)

الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق قال: حدّثنا رِبعيّ بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال:

حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأنا أعلمُ بما مع الدّجّال من الدّجّال، معه نهران يجريان: أحدهما رأيَ العين ماءٌ أبيضُ، والآخر رأيَ العين نارٌ تأجّجُ. فإمَّا أدْرَكَنّ واحدٌ (4) منكم فليأتِ النهر الذي يراه نارًا، ثم ليغمِسْ ثم ليُطاطىء رأسَه فليشرب، فإنَّه ماء بارد. وإنَّ الدّجّال ممسوحُ العين اليُسرى، عليها ظَفَرة غليظة (5)، مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كلّ مؤمن: كاتب وغير كاتب".

أخرجاه في الصحيحين (6).

(1) يقال: فلان لا يمنع ذنب تلعة: اشارة إلى الذلّ والضعف. ينظر النهاية 2/ 170.

(2)

المسند 5/ 395، وشرح مشكل الآثار 3/ 23 (989) وصحّحه المحقّق. وصحّح البوصيري إسناده عن الطيالسي 10/ 223 (9860)، ومن طريق الأعمش صحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 4/ 470. مع أن ثروان لم يخرج له مسلم. وعمرو بن حنظلة من رجال التعجيل 309، وثّقه ابن حبّان، وينظر المجمع 7/ 316.

(3)

عبد الرحمن روى له الجماعة غير مسلم. ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 2/ 321، والتهذيب 4/ 382، والتقريب 1/ 332، والضعفاء والمتروكون 2/ 9.

(4)

ويروى "واحدًا".

وقد علّق العكبرى في إعراب الحديث 185 على رواية الرفع، أن الاشكال في إلحاق النون لفظ الماضي، وأنّه لما أريد بالماضي المستقبل ألحق به نون التوكيد تنبيهًا على أصله.

(5)

الظفرة: جلدة تغطّي البصر.

(6)

المسند 5/ 386. وهذه الرواية في مسلم 4/ 2249، 2250 (2934) من هذه الطريق وغيرها.

ص: 328

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا عبد الملك بن عُمير عن ربعيّ قال:

قال عقبة بن عمرو (1) لحذيفة: ألَّا تُحَدِّثُنا ما سمعْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: قال: سمعْتُه يقول:

"إنّ مع الدّجّال إذا خرج ماءً ونارًا، الذي يرى النّاسُ أنّها نارٌ فماء بارد. وأمّا الذي يرى النّاس أنّه ماء فنار تحرق. فمن أدرك ذلك منكم فليقعْ في الذي يرى أنّها نار، فإنّها ماءٌ عذب بارد".

قال حذيفة: وسمِعْتُه يقول: "إنّ رجلًا ممّن كان قبلَكم أتاه ملَكٌ لِيَقْبِضَ نَفْسَه، فقال: هل عَمِلْتَ من خير؟ فقال: ما أعلم. قيل له: انظُرْ. قال: ما أعلم شيئًا، غير أنّي كنتُ أُبايُعُ النّاسَ وأجازِفُهم (2)، فأُنْظِرُ المُعْسِرَ، وأتجاوز عن الموسر. فأدخلَه اللَّهُ الجنّة".

وسَمِعْتُه يقول: "إنّ رجلًا حضرَه الموتُ، فلمّا أَيِسَ من الحياة أوصى أهله: إذا أنا مِتُّ فاجمعوا لي حَطَبًا كثيرًا جَزْلًا، ثم أَوقدوا فيه نارًا، حتى إذا أكلتْ لحمي وخلص إلى عظمي فامْتَحَشَتْ، فخُذوها فاذروها في اليَمّ، ففعلوا، فجمعه اللَّهُ عز وجل إليه، وقال له: لِمَ فعلْتَ ذلك؟ قال: من خَشيتك. قال: فغفر اللَّه له".

فقال عقبة بن عمرو: وأنا سَمِعْتُه يقول ذلك، وكان نَبّاشًا.

أخرجاه في الصحيحين (3).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدَّجّال أعورُ العين اليُسري، جُفال الشّعر، معه جنّة ونار، فنارُه جنّة، وجنّته نار".

(1) وهو الصحابي أبو مسعود الأنصاريّ.

(2)

في البخاري "وأجازيهم". وفي المسند والمخطوطات كما هو هنا. وينظر الفتح 6/ 497.

(3)

المسند 5/ 395، ومن طريق أبي عوانة في البخاري 6/ 494 (3450 - 3452) وروى مسلم الجزء الأول والثاني منه مفرّقين 4/ 2250 (2934، 2935)، 3/ 1194، 1195 (1560).

ص: 329

انفرد بإخراجه مسلم (1).

ومعنى جُفال الشَّعر: كثير الشّعر.

(1479)

الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو أسامة عن الوليد بن جُميع قال: حدّثنا أبو الطُّفيل قال: حدّثنا حذيفة بن اليمان قال:

ما مَنَعني أن أشهدَ بدرًا إلَّا أنّي خرجتُ وأبي حُسَيلٌ فأخذَنا كفّارُ قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمّدًا. قلنا: ما نريده، ما نريدُ إلَّا المدينة. فأخذوا علينا عهدَ اللَّه وميثاقه لنَنْصَرِفَنّ إلى المدينهَ ولا نقاتلُ معه. فأتيْنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخْبَرْناه، فقال:"انْصَرِفا نفي لهم بعهدهم ونستعين اللَّهَ عليهم".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(1480)

الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا الحجّاج بن فُرافِصة قال: حدّثني رجل عن حذيفة بن اليَمان:

أنّه أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: بينا أنا أُصلّي إذ سمعْتُ متكلّمًا يقول: اللهمَّ لك الحمدُ كلُّه، ولك الملك كلُّه، بيدك الخيرُ كلُّه، إليك يرجعُ الأمرُ كلُّه، علانيتُه وسِرُّه، فأهلٌ أن تُحْمَد، إنّك على كلّ شيء قدير. اللهمّ اغفرْ لي جميع ما مضى من ذُنوبي، واعْصِمْني فيما بقيَ من عُمُري، وارْزُقْني عملًا زاكيًا ترضى به عنّي. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ذاك مَلَكٌ أتاك يعلِّمُك تحميدَ ربّك عز وجل"(3).

(1481)

الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: وجدْتُ في كتاب أبي بخطّ يده (4)، عن قتادة عن أبي مَعْشَر عن إبراهيم النّخعي عن همّام عن حذيفة:

(1) المسند 5/ 383، ومسلم 4/ 2248 (2934).

(2)

المسند 5/ 395، ومسلم 4/ 1413 (1787).

(3)

المسند 5/ 395. وفيه راوٍ مجهول، وسائر رجاله رجال الصحيح سوى الحجّاج، روى له أبو داود والنسائي، وهو صدوق. قال الهيثمي 10/ 99: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يُسَمّ، وبقيّة رجاله ثقات. وجعله ابن كثير في الجامع 3/ 438 (2101) ممّا تفرّد به الإمام أحمد.

(4)

في المسند: ولم أسمعه منه.

ص: 330

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "في أُمّتي كذّابون ودجّالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة. وإنّي خاتم النبيّين، لا نبيَّ بعدي"(1).

(1482)

الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم بن بَهدلة عن زِرّ بن حبيش قال:

تسحَّرْتُ ثم انطلقْتُ إلى المسجد، فمررْتُ بمنزل حُذيفة بن اليمان، فدخلْتُ عليه، فأمر بلِقْحة، فحُلِبَتْ وبِقِدْر فسُخِّنَت، ثم قال: ادْنُ فكُل، فقلت: إنّي أُريدُ الصوم. فقال: وأنا أريد الصوم. فأكلْنا وشربنا، وأتيْنا المسجد، فأُقيمت الصلاة، فقال حذيفة: هكذا فعل بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قلتُ: أبعدَ الصُّبح؟ قال: نعم، هو الصُّبح، غير أن لم تطلعِ الشمسُ. قال: وبين بيت حذيفة وبين المسجد كما بين مسجد ثابت وبستان حَوْط.

وقد قال حمّاد أيضًا: وقال حذيفة: هكذا صنعتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، وصنع بي النبيُّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1483)

الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن ابن عون عن محمد قال: قال جندب:

لمّا كان يوم الجَرَعة، وثَمّ رجلٌ، فقلتُ: واللَّهِ ليُهْرَاقَنَّ اليومَ دماء. فقال الرجل: كلّا واللَّه، قال: قلتُ: بلى واللَّه، قال: كلّا واللَّه. قلتُ: بلى واللَّه، قال: كلّا واللَّه، إنّه لحديثُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدَّثَنيه. قلتُ: واللَّهِ إني لأراك جليسَ سوء منذ اليوم، تسمعني أحلِفُ وقد سمعْتَه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لا تنهاني. ثم قلتُ: مالي وللغضب، فتركْتُ الغضب وأقبلْتُ أسألُه، وإذا الرجلُ حذيفة.

(1) المسند 5/ 396، والمعجم الكبير 3/ 170 (3026) عن معاذ. قال الهيثمي 7/ 335: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، والبزّار، ورجال البزّار رجال الصحيح. وصحّحه الألباني على شرط مسلم - الصحيحة 4/ 654 (1999)، لأن أبا معشر، زياد بن كليب الكوفيّ، من رجاله، ثقة.

وقد أخرج الحديث الطحاويّ في شرح مشكل الآثار 7/ 397 (2953) من طريق معاذ، وضعّف المحقّق إسناده، وجعل أبا معشر: نجيح بن عبد الرحمن السندي. وصنيع الألباني هو الصواب، فنجيح الضعيف لم يرو عن النخعيّ ولم يرو عنه قتادة، وقد توفي نجيح سنة 170 هـ، وقتادة سنة 117 هـ، أما زياد فروى عن إبراهيم النخعيّ، وروى عنه قتادة.

(2)

المسند 5/ 396، ورجاله ثقات. وقد أخرجه الطحاويّ في شرح المشكل 14/ 126 (5505) من طريق حمّاد ابن سلمة. والحديث من طرق عن عاصم عن زرّ، وعن غيره، مختصر، في سنن النسائي 4/ 142، 143، وابن ماجة 1/ 541 (1695)، وحسّنه الألباني وشعيب.

ص: 331

انفرد بإخراجه مسلم (1).

والجَرَعة بفتح الراء: اسم مكان بظاهر الكوفة، خرج إليه أهلُ الكوفة يَرُدُّون سعيد بن العاصي، وكان عثمان أمَّرَه عليهم، فقالوا: ما نريده.

(1484)

الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا يونس عن الوليد بن العَيزار قال: قال حذيفة:

بِتّ بآل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي وعليه طَرَف اللِّحاف، وعلى عائشة طرَفه، وهي حائض لا تُصلّي (2).

(1485)

الحديث الحادي والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حجّاج عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه عن حذيفة قال:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من شَرَطَ لأخيه شرطًا لا يريدُ أن يَفِيَ له به، فهو كالمُدلي جارَه إلى غير مَنَعة"(3).

(1486)

الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا أبو بكر عن عاصم بن بَهدلة عن أبي وائل عن حذيفة قال:

سمعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا محمّد، وأحمد، ونبيُّ الرَّحمة، ونبيُّ التّوبة، والحاشر، والمُقَفِّي، ونبيّ الملاحم"(4).

(1) المسند 5/ 399. ومسلم 4/ 2219 (2893) من طريق عبد اللَّه بن عون عن محمد بن سيرين به. ومحمد بن أبي عديّ، ثقة، من رجال الشيخين.

(2)

المسند 5/ 400. قال ابن كثير 3/ 399 (2022): تفرّد به. وفي المجمع 2/ 52: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

(3)

المسند 5/ 404. ورجاله ثقات عدا الحجاج. قال الهيثمي في المجمع 4/ 170، 208: فيه الحجّاج بن أرطاة، وهو ثقة مدلّس، وبقية رجاله رجال الصحيح. وجعله ابن كثير في الجامع 3/ 364 (1905) ممّا تفرّد به الإمام أحمد.

(4)

المسند 5/ 405 ومن طريق أبي بكر شعبة في الشريعة 3/ 1485، 1486 (1010، 1011). وصحّحه ابن حبّان 14/ 221 (6315) عن عاصم عن زرّ عن حذيفة، وحسّن محقّقًا الشريعة وابن حبّان إسناده من أجل عاصم. قال الهيثمي في المجمع 8/ 287: رواه أحمد والبزّار، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير عاصم ابن بهدلة، وهو ثقة وفيه سوء حفظ. وينظر إتحاف الخيرة 9/ 5 (8483).

ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن جبير بن مطعم، ومسلم عن أبي موسى - الجمع 3/ 266 (2850)، 1/ 20 (487).

ص: 332

(1487)

الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمرو بن عاصم عن حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينبغي لمسلم أن يُذِلَّ نفسَه" قيل: وكيف يُذِلُّ نفسَه؟ قال: "يتعرّض لبلاء لا يُطيق"(1).

(1488)

الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا إسرائيل عن الحكم بن عُتيبة قال: حدّثنا المغيرة بن حَذَف عن حذيفة:

أن رسول اللَّه أشركَ بين المسلمين البقرة عن سبعة (2).

(1489)

الحديث الخامس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم قال: حدّثنا يحيى بن عبد اللَّه الجابر قال:

صلَّيْتُ خلف عيسى مولى لحذيفة بالمدائن على جنازة، فكبَّرَ خمسًا، ثم التفت إلينا فقال: ما وَهِمْتُ ولا نَسِيتُ، ولكن كبَّرْتُ كما كبَّر مولاي ووليُّ نعمتي حذيفة بن اليمان: صلَّى على جنازة فكبَّر خمسًا، ثم التفت إلينا فقال: ما نَسيتُ ولا وَهِمْتُ، ولكن كبَّرْتُ كما كبَّرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، صلّى على جنازة فكبّر خمسًا (3).

(1490)

الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا حبيب بن سُليم العَبسي عن بلال العَبسي عن حذيفة:

أنّه كان إذا مات له ميّت قال: لا تُؤذنوا به أحدًا، إنّي أخاف أن يكونَ نعيًا، إنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهى عن النّعي (4).

(1) المسند 5/ 405، وابن ماجة 2/ 1332 (4016)، والترمذي 4/ 453 (2254) وقال: حسن غريب. وفي إسناده عندهم عليّ بن زيد، ابن جُدعان، متكلّم فيه، والحسن فيه عنعنة. وقد تحدّث الألباني عن الحديث وطرقه في الأحاديث الصحيحة 2/ 170 (613).

(2)

المسند 5/ 405، ورجاله رجال الصحيح عدا المغيرة بن حذف، فمن رجال التعجيل 409، قال: وثّقه ابن خلفون. ونقل الحديث الهيثمي في المجمع 3/ 229 وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وللحديث شواهد، منها ما روي عن جابر في صحيح مسلم - ينظر الجمع 2/ 378 (1613).

(3)

المسند 5/ 406. قال الهيثمي 3/ 37: ويحيى الجابر فيه كلام. أما عيسى البزّار مولى حذيفة فوثقه ابن حبّان، وضعفه الدارقطني - التعجيل 329.

(4)

المسند 5/ 406 ومن طريق حبيب عن بلال بن يحيى العبسي في ابن ماجة 1/ 474 (1476)، والترمذي 3/ 313 (986) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني: حسن.

ص: 333

(1491)

الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا سفيان عن عمر بن محمد عن عمر مولى غُفْرة عن رجلٍ من الأنصار عن حذيفة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ لكلِّ أُمّة مجوسًا، وإن مجوسَ هذه الأُمَّة الذين يقولون: لا قَدَرَ، فمن مَرِضَ منهم فلا تعودوه، ومن مات فلا تشهدوه، وهم شيعة الدَّجّال، حقًّا على اللَّه عز وجل أن يُلْحِقَهم به"(1).

(1492)

الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا محمد بن جابر عن عمرو بن مرّة عن أبي البختريّ عن حذيفة قال:

كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في جنازة، فلمّا انتهَينا إلى القبر قعد على شَفَته، فجعل يردِّدُ بصرَه فيه، ثم قال:"يُضْغَطُ المؤمنُ فيه ضَغْطَةً تزولُ منها حمائلُه، ويُمْلأ على الكافر نارًا".

ثم قال: "ألَّا أُخْبِرُكُم بشرِّ عباد اللَّه؟ الفظُّ المُسْتَكْبِر، ألا أُخْبرُكُم بخير عباد اللَّه؟ الضعيف المُسْتَضْعَفُ ذو الطِّمْرَين (2)، لو أقسمَ على اللَّه لأبَرَّ قَسَمَه"(3).

محمد بن جابر ضعيف بمرّة (4).

(1493)

الحديث التاسع والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو كُرَيب قال: حدّثنا ابن فُضيل عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة، وعن ربعيّ ابن حِراش عن حذيفة، قالا:

(1) المسند 5/ 406. وفيه رجل مجهول، وعمر بن عبد اللَّه المدني، مولى غُفرة، كثير الإرسال، لا يُحتجّ به. التهذيب 5/ 365.

ومن طريق سفيان أخرجه أبو داود 4/ 222 (4692)، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 235 (338)، وضعّفه الألباني. وأخرج المؤلّف في العلل المتناهية أحاديث في هذا الباب وضعّفها، ومنها حديث عن حذيفة 1/ 150 (238) وقال: هذا حديث لا يصح، ونقل تضعيف ابن حبّان وأبي معشر لمولى غُفرة.

(2)

الطِّمر: الثوب الخَلَق البالي.

(3)

المسند 5/ 407. ومن قوله: "ألا أخبركم بشرِّ. . " في المجمع 10/ 267: وقال الهيثمي: رواه أحمد، وفيه محمد بن جابر، وقد وُثّق على ضعفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.

وقد جعل ابن الجوزيّ الحديث في الموضوعات 3/ 231، وقال: هذا حديث لا يصحّ، محمد بن جابر ليس بشيء. وقد ردَّ عليه ابن حجر في القول المسدّد 35. وينظر اللآلىء 2/ 231.

(4)

وهو محمد بن جابر بن سيّار اليمامي السُّحَيميّ. وينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد، وتهذيب الكمال 6/ 259، والضعفاء والمتروكون 3/ 45.

ص: 334

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أضلَّ اللَّه عز وجل عن يوم الجمعة من كان قبلَنا، فكان لليهود يومُ السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء اللَّه تعالى بنا، فهدانا اللَّه عز وجل ليوم الجُمعة، فجُعِلت الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تَبَعٌ لنا يومَ القيامة، نحن الآخرون من أهل الدُّنيا والأوَّلون يومَ القيامة، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائق".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(1494)

الحديث السبعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل عن أبي مالك الأشجعيّ عن ربعيّ عن حذيفة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلْنا على النّاس بثلاث: جُعِلَتْ صفوفُنا كصفوف الملائكة، وجُعِلَتْ لنا الأرضُ كلُّها مسجدًا وطَهورًا، وجُعِلَتْ تُربتُها لنا طَهورًا إذا لَمْ نجدِ الماء".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(1495)

الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن طَريف البَجَليّ قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعيّ عن أبي حازم عن أبي هريرة، وأبو مالك عن ربعيّ بن حِراش عن حذيفة قالا:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يجمعُ اللَّهُ عز وجل النّاس، فيقومُ المؤمنون حتى تُزْلَفَ (3) لهم الجنّة، فيأتون آدمَ فيقولون: يا أبانا، استفْتح لنا الجنّة. فيقول: وهل أخرجَكم من الجنّة إلَّا خطيئة أبيكم، لستُ صاحب ذلك، اذهبوا إلى إبراهيم (4) خليل اللَّه عز وجل. قال: فيقول إبراهيم: لستُ بصاحبِ ذلك، إنّما كنت خليلًا من وراءَ وراءَ، اعمِدوا إلى موسى الذي كلَّمه اللَّهُ عز وجل تكليمًا. فيأتون موسى، فيقول: لستُ بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمةِ اللَّه وروحه، فيقول عيسى: لستُ بصاحب ذلك، فيأتون محمّدًا صلى الله عليه وسلم، فيقوم فيؤذن له، وتُرسَلُ الأمانةُ والرَّحِم، فيقومان جنبَي الصِّراط يمينًا وشمالًا، فيمرُّ أوُّلُكم كالبرق"

(1) مسلم 2/ 586 (856).

(2)

مسلم 1/ 371 (522). وفي المسند 5/ 383 عن أبي معاوية عن أبي مالك عن ربعي، وفيه التفضيل الأول والثاني، وخواتيم سورة البقرة.

(3)

تزلف: تقرّب.

(4)

في مسلم "إلى ابني إبراهيم".

ص: 335

قال: قلتُ: بأبي أنت وأمّي، أيُّ شيءٍ كمَرِّ البرق. قال: ألم تَرَوا إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طَرفة عين. ثم كمرّ الرِّيح، ثم كمرّ الطَّير وشدِّ (1) الرِّجال، تجري بهم أعمالُهم، ونبيُّكم قائمٌ على الصِّراط يقول: ربِّ، سلِّمْ سلِّمْ، حتى تعجِزَ أعمالُ العباد، حتى يجيءَ الرجلُ فلا يستطيعُ السَّيرَ إلَّا زحفًا. قال: وفي حافتَي الصِّراط كلاليبُ معلَّقة مأمورة تأخذُ من أُمِرَتْ به، فمخدوشٌ ناجٍ، ومكدوس في النّار".

والذي نفسي أبي هريرة بيده، إنّ قعر جهنّم لسبعين خريفًا (2).

انفرد بإخراجه مسلم (3).

* * * *

(1) الشدّ: الجري.

(2)

في المطبوع "لسبعون". وهما روايتان، لكلّ منهما وجه. ينظر النووي 3/ 72.

(3)

مسلم 1/ 186 (195).

ص: 336