الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(66) مسند جرير بن عبد اللَّه البَجَليّ
(1)
(1213)
الحديث الأول: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا مُسَدَّد قال: حدّثنا يحيى عن إسماعيل قال: حدّثني قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد اللَّه قال:
بايعْتُ رسول اللَّه على إقامِ الصلاة، وإيتاء الزّكاة، والنُّصح لكلِّ مسلم.
أخرجاه (2).
(1214)
الحديث الثّاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبَيد قال: حدّثنا إسماعيل عن قيس عن جرير، قال:
ما حَجَبَني رسولُ اللَّه منذُ أسلمْتُ، ولا رآني إلّا تبسّم.
أخرجاه (3).
(1215)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن جابر قال: حدّثني رجل عن طارق التميمي عن جرير:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّ بنساء فسلَّمَ عليهنّ (4).
(1) ينظر الطبقات 6/ 96، والاستيعاب 1/ 234، وتهذيب الكمال 1/ 445، والسير 2/ 530، والإصابة 1/ 233.
ومسنده السابع عشر عند الحميديّ في "الجمع" فهو سابع المقدّمين بعد العشرة. له ثمانية أحاديث متّفق عليها، وحديث البخاري، وستّة لمسلم. ورُوي عنه -كما في التلقيح 365 - مائة حديث. وينظر مسنده في جامع المسانيد 3/ 5، والتحفة 2/ 420، والإتحاف 4/ 44.
(2)
البخاري 1/ 137 (57). ومسلم 1/ 75 (56) من طريق إسماعيل بن أبي خالد. ورواية يحيى بن سعيد عن إسماعيل في المسند 4/ 635، وله فيه طرق أخرى، ينظر الأطراف 2/ 197 (2094).
(3)
المسند 4/ 358، والبخاري 6/ 161 (3053)، ومسلم 4/ 1925 (2475) عن إسماعيل وغيره. ومحمد بن عبيد شيخ أحمد ثقة، روى له الجماعة.
(4)
المسند 4/ 357. وفي 4/ 363 رواه عن محمد بن جعفر عن شعبة عن جابر عن طارق - بإسقاط الرجل المجهول. وفي مسند أبي يعلى 13/ 495 (7506) عن شعبة عن جابر عن طارق عن جرير، ومثله في الكبير 2/ 353 (2486). وطارق التيميمي ذكره ابن حجر في التعجيل 197. أما جابر فهو ابن يزيد الجعفي، ضعيف. وينظر المجمع 8/ 38.
(1216)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشَيم قال: أخبرنا يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زُرعة بن عمرو بن جرير قال: قال جرير:
سألْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفَجْأة (1) فقال: "اصْرِفْ بَصَرَكَ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1217)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج ومحمّد بن جعفر قالا: حدّثنا شُعبة عن عليّ بن مُدْرِك قال: سمعْتُ أبا زُرعة يحدَث عن جرير - وهو جدّه:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال في حَجَة الوَداع: "يا جريرُ، اسْتَنصِتِ النّاس" ثم قال في خُطبته: "لا تَرْجِعوا بعدي كُفّارًا يضرِبُ بعضكم رقابَ بعض".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(1218)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عون بن أبي جُحَيْفَةَ عن المُنذر بن جرير عن أبيه قال:
كُنّا عندَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في صَدر النّهار، قال: فجاءه قومٌ حُفاةٌ عراة، مُجتابي النِّمار - أو الغباء (4) مُتَقَلِّدي السُّيوف، عامَّتُهم من مُضَر، بل كلُّهم من مُضَر، فتغيَّر (5) وجهُ رسول اللَّه لِما رأى بهم من الفاقةَ (6). قال: فدخلَ ثم خرجَ. فأمرَ بلالًا، فأذّن وأقام الصلاة، فصلّى ثم خطبَ فقال:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ. . .} إلى آخر الآية {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] وقرأ الآية التي في "الحشر"{وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [18] "تصدَّقَ (7) رجلٌ من ديناره، من دِرهمه،
(1) يقال: الفَجْأَة، والفُجاءة.
(2)
المسند 4/ 361. وهو في مسلم 3/ 1699 (2159) من طريق هشيم وغيره عن يونس به.
(3)
الحديث في المسند 4/ 358 عن حجّاج، وفي 4/ 363 عن محمد بن جعفر. وهو في البخاري 1/ 217 (121) من طريق حجّاج عن شعبة. وفي مسلم 1/ 81 (65) من طرق عن شعبة به.
(4)
النِّمار جمع نَمِرة: وهي نوع مُخِطّط من مآزر الأعراب. والغباء: جمع عباءة. واجتابَ الثوبَ: خرق وسطه ولبسه.
(5)
في مسلم "فتمعّر" وهما بمعنى.
(6)
الفاقة: الفقر.
(7)
هو خبرٌ يراد به الأمر، أي: ليتصدّق.
من ثوبه، من صاع بُرّه، من صاع تَمْره -حتى قال- ولو بشِقَ تَمرة". قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرّة كادت كَفُّه تَعجِزُ عنها، بل قد عَجَزَت، ثم تتابعَ النّاس حتى رأيتُ كومَين من طعام وثياب، حتى رأيْتُ رسول اللَّه يتهلَّلُ وجهُه كأنّه مُذْهبة (1). فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من سَنّ في الإسلام سُنّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عَمِلَ بها بعدَه من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيء. ومن سنَّ في الإسلام سُنّةً سيئةً كان عليه وِزرُها ووزرُ من يعملُ بها بعدَه من غير أن يَنْقُصَ من أوزارهم شيء".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1219)
الحديث السابع: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عمر بن حفص قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الأعمش قال: حدّثني زيد بن وهب عن جرير بن عبد اللَّه:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ".
أخرجاه (3).
(1220)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف قال: حدّثنا أبو جَناب عن زادانَ عن جرير بن عبد اللَّه قال:
خرجْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما بَرَزْنا من المدينة إذا راكب يُوضِعُ (4) نحونا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كأنَّ هذا الرّاكبَ إيّاكم يريدُ، فانتهى إلينا الرجل فسلّم، فرَدَدْنا عليه السلام، فقال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "من أين أقبلْتَ؟ " فقال: من أهلي وولدي وعشيرتي. قال: "فأين تريد؟ " قال: أُريدُ رسول اللَّه. قال: "فقد أصَبْتَه" قال: يا رسول اللَّه، علِّمْني ما الإيمان؟ قال: "تشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدًا رسول اللَّه، وتُقيمُ الصلاة، وتؤتي الزَّكاة، وتصومُ رمضان، وتحجُّ البيت". قال: قد أقْرَرْتُ. ثم إنّ بعيره دخلت يدُه في شَبَكة جِرْذان (5)،
(1) ويروى "مُدْهنة" وهو الاناء الذي يوضع به الدّهن. ينظر التطريف 27.
(2)
المسند 4/ 359، ومسلم 2/ 704 (1017).
(3)
البخاري 1/ 4380 (6013)، وهو في مسلم 4/ 1809 (2319) من طريق حفص بن غياث وغيره عن الأعمش، ومن غير طريق الأعمش. ورواه أحمد من طرق عديدة عن الأعمش وغيره، ينظر 4/ 358، والأطراف 2/ 202 (2106).
(4)
يوضع: يسرع.
(5)
الجرذان جمع جُرْذ: الفأر الكببر. وشبكته: حفره التي يحفر.
فهوى بعيرُه وهوى الرجل، فوقع على هامته فماتَ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عليَّ بالرجل" فوثبَ إليه عمار بن ياسر وحُذيفة بن اليمان، فأقعداه فقالا: يا رسول اللَّه، قُبض الرّجل، قال: فأعرض عنهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما رأيْتُما إعراضي عن الرجل؟ فإنّي رأيتُ مَلَكين يَدُسّان في فيه من ثمار الجنّة، فعَلِمْتُ أنّه مات جائعًا" ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هذا من الّذين قال اللَّه عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82] قال. ثم قال: "دونَكم أخاكم" قال فاحتملْناه إلى الماء، فغسَّلْناه وحنَّطْناه وكفّنّاه وحَمَلْناه إلى القبر، فجاء رسول اللَّه حتى جلس على شَفير القبر، فقال: "الْحَدوا له ولا تَشُقُّوا، فإنّ اللَّحدَ لنا، والشَّقّ لغيرنا" (1).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا عبد الحميد بن أبي جعفر الفرّاء عن ثابت عن زاذان عن جرير بن عبد اللَّه:
فذكر نحوه، وقال فيه:"هذا ممّن عمل قليلًا وأُجِرَ كثيرًا"(2).
(1221)
الحديث التاسع: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا جرير عن مُغيرة عن الشّعبي قال:
كان جرير يحدّث عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا أَبَقَ العبدُ لم تُقْبَلْ له صلاة"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن المغيرة بن شبل عن جرير قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "إذا أبَقَ العبدُ بَرِئَت منه الذِّمّة"(4).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم.
(1) المسند 4/ 359 وفي إسناده أبو جَناب الكلبي، يحيى بن أبي حيّة، ضعيف. وأخرجه الطبراني 2/ 319 (2329) من طريق أبي اليقظان عن زاذان. وأبو اليقظان ضعيف. ولكن روى هو 2/ 317 - 320 (2319 - 2330) والطحاوي في شرح مشكل الآثار 8/ 258 - 260 (2828 - 2831) الحديث من طرق، واقتصر في كثير منها على "اللحد لنا والشقّ لغيرنا" فحُسّن بطرقه.
(2)
المسند 4/ 359. وفي إسناده ثابت بن أبي صفيّة، وهو ضعيف أيضًا.
(3)
مسلم 1/ 83 (70). وأبق: هرب من سيّده.
(4)
المسند 4/ 362. وقد روى مسلم 1/ 83 (69) "أيّما عبدٍ أبق فقد برئت منه الذّمّة" عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن حفص بن غياث عن داود (بن أبي هند). عن الشّعبي عن جرير.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مكّي بن إبراهيم قال: حدّثنا داود -يعني بن يزيد الأوديّ- عن عامر (1) عن جرير:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أَبَقَ العبدُ فلَحِقَ بالعدوّ فمات، فهو كافر"(2).
قال المصنف: داود ضعيف عند الكُلّ (3).
(1222)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو قَطَن قال: حدّثني يونس عن المغيرة بن شبل قال: قال جرير:
لمّا دَنَوْتُ من المدينة أَنَخْتُ راحلتي، ثم حَلَلْتُ عَيبتي (4)، ثم لَبِسْتُ حُلّتي، ثم دخلْتُ فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطُبُ، فرماني النّاس بالحَدَق، فقلتُ لجليسي: يا عبدَ اللَّه، ذكَرَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، ذكرَك أيضًا بأحسن الذكر: بينما هو يخطُب إذ عرض له في خُطبته فقال: "يدخُلُ عليكم من هذا الباب -أو من هذا الفَجِّ- من خير ذي يَمنٍ، ألا إنّ على وَجهه مَسْحةَ مَلَك". قال جرير: فحَمِدْتُ اللَّه عز وجل على ما أبلاني (5).
قوله "مَسْحة مَلَك" كأنّه أشار إلى جماله وحسنه. قال شمِر: تقول العرب: عليه مسحة جمال، ولا يقولون ذلك إلّا في المدح (6).
(1223)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبيري قال: حدّثنا شَريك -وهو ابن عبد اللَّه- عن أبي إسحق عن عامر عن جرير قال:
(1) وهو الشعبي.
(2)
المسند 4/ 364. والحديث صحيح -كما سبق- وإن كان في إسناده داود، لأنه متابع. وينظر أبو داود 4/ 128 (4360) والنسائي 2/ 107،
(3)
ينظر الضعفاء والمتروكون 1/ 268، والتهذيب 2/ 431، والتقريب 1/ 165.
(4)
العيبة: ما يصان فيه الثّياب.
(5)
المسند 4/ 359. وأخرجه النسائي في الكبرى (التحفة 2/ 431) من طريق المغيرة. وصحّحه ابن خزيمة 3/ 150 (1798) من طريق يونس بن إسحق (وهو من رجال مسلم). وقال الألباني: إسناده صحيح. ومن طريق ابن خزيمة صحّحه ابن حبّان 16/ 173 (7199) وصحّحه الحاكم من طريق المغيرة على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 1/ 285. وأبو قطن عمرو بن الهيثم شيخ أحمد ثقة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.
(6)
ينظر غريب الحديث للمؤلّف 2/ 357.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أخاكم النجاشيَّ قد مات، فاستغفروا له"(1).
(1224)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا شريك عن أبي إسحق عن المنذر بن جرير عن جرير قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من قومٍ يكون بين أَظْهُرِهم مَن يعملُ بالمعاصي، هم أعزُّ منه وأمنع، لم يغيِّروا عليه، إلّا أصابهم اللَّه عز وجل منه بعقاب (2) ".
(1225)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زُرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللَّه عن جرير بن عبد اللَّه قال:
رأيْت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَفْتِلُ عُرْفَ فرسٍ بإصبعه وهو يقول: "الخيلُ معقودٌ بنواصيها الخير: الأجرُ والمَغْنَمُ، إلى يوم القيامة".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1226)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل قال: حدّثني قَيس قال: قال لي جرير بن عبد اللَّه:
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا تُريحُني من ذي الخَلَصة". وكان بيتًا في خَثْعَم، يُسَمَّى كعبة اليمانية. قال: فانطلقْتُ في خمسين ومائة فارس من أَحْمَسَ، وكانوا أصحاب خيلٍ، فأخبرْتُ رسولَ اللَّه أنّي لا أَثْبُتُ على الخيل. فضربَ في صدري حتى رأيْتُ أَثَرَ أصابعِه في صدري وقال:"اللهمّ ثَبِّتْه، واجعلْه هاديًا مهديًّا" فانطلق إليها فكَسَرَها وحرَّقهَا. فأرسل إلى
(1) المسند 5/ 360. والطبراني 2/ 23 (2350) عن شريك عن أبي إسحق الشيباني -سليمان بن أبي سليمان- عن عامر الشعبي. وقال البوصيري في الإتحاف 3/ 252 (2634) رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل ورجاله ثقات. ووثق أيضًا الهيثمي رجاله 3/ 42، 9/ 422.
وقد روى الحديث عن عدد من الصحابة، وفيه الأمر بالاستغفار له، وبالصلاة عليه. ينظر مسلم 2/ 656 - 658 (951 - 953).
(2)
المسند 4/ 363. ورواه 4/ 364 عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحق عن عبيد اللَّه بن جرير عن أبيه. وهو من طريق أبي إسحق عن عبيد اللَّه في ابن ماجه 12/ 329 (4009)، وأبي يعلى 13/ 497 (7508) وصحيح ابن حبّان 1/ 536 (300) من طريق ابن إسحق عن ابن جرير عن جرير في أبي داود 4/ 122 (4339)، وحسّنه الألباني، وهو عند الطبراني 2/ 331، 332 (2379، 2383) عن المنذر وعبد اللَّه ابني جرير، كلاهما عن أبيه.
(3)
المسند 4/ 361، ومسلم 3/ 1493 (1872) من طريق يونس.
النّبيّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُه، فقال جرير لرسول اللَّه: والذي بعثَكَ بالحقِّ، ما جِئْتُك حتى تركْتُها كأنّها جملٌ أجربُ. فبرَّكَ (1) رسول اللَّه على خيل أحمسَ ورجالها. خمس مرّات.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(1227)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن محمد بن أبي إسماعيل، حدّثنا عبد الرحمن بن هلال العَبسي قال: قال جرير بن عبد اللَّه:
جاء ناسٌ من الأعراب فقالوا: يا نبيّ اللَّه، يأتينا ناسٌ من مُصَدِّقيك يظلمونا. قال:"أرْضُوا مُصَدِّقيكم" قالوا: وإن ظَلَم؟ قال: "أرْضوا مُصَدِّقيكم" قال جرير: فما صَدَر عنّي مُصَدِّق منذ سَمِعْتُها من نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلّا وهو عنّي راضٍ (3).
قال: وقال رسول اللَّه: "من يُحْرَمِ الرِّفقَ يُحْرَمِ الخير".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1228)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن أبي حَيّان قال: حدّثني الضّحّاك خال المنذر بن جرير عن المنذر بن جرير قال:
كنتُ مع أبي جرير بالبوازيج (5) في السّواد، فراحت (6) البَقَر، فرأى بقرة أنكرَها، فقال: ما هذه. البقرة؟ قال: بقرة لَحِقَت بالبقر. فأمر بها فطُردَت حتى توارت، ثم قال: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يُؤوي الضّالّةَ إلّا الضّالُّ"(7).
(1) في طبعة المسند "فبارك".
(2)
المسند 4/ 362، والبخاري 6/ 154، 189 (3020، 3076). وفي مسلم 4/ 1925، 1926 (2476) من طريق خالد بن بيان وإسماعيل، كلاهما عن قيس به.
(3)
المسند 4/ 362، ومسلم 2/ 757 (989).
(4)
الحديث بتمامه في المسند 4/ 362. وهو في مسلم من طريق محمد بن أبي إسماعيل في موضعين 2/ 685 (989)، 4/ 2003 (2592). ويحيى بن سعيد القطان شيخ أحمد، من رجال الشيخين.
(5)
البوازيج: بلد بالعراق، قرب دجلة.
(6)
في المسند "فراجعت" ولا معنى له.
(7)
المسند 4/ 362، وابن ماجة 2/ 836 (2503)، وأبو داود 2/ 139 (1720)، والمعجم الكبير 2/ 330 (2376، 2377)، وشرح مشكل الآثار 12/ 149 (4719). والضّحّاك بن المنذر، خال المنذر لم يرو عنه غير أبي حيّان التّيمي، واضطرب في روايته عنه. ينظر تهذيب الكمال 3/ 481، وتعليق محقّق شرح المشكل. وقد صحّحه الشيخ ناصر. وللحديث شاهد عند مسلم عن زيد بن خالد 3/ 1351 (1725):"من آوى ضالّة فهو ضالّ، ما لم يعرّفها".
(1229)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن شَريك عن عاصم عن أبي وائل عن جرير قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: المهاجرون والأنصار بعضُهم أولياءُ بعض، والطُّلَقاء من قريش، والعُتقاء من ثقيف، بعضُهم أولياء بعض إلى يوم القيامة" (1).
الطُّلَقاء: الذين أطلقَهم يوم الفتح ومنّ عليهم.
(1230)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن جرير قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بُنِي الإسلامُ على خمس: شهادة أن لا إله إلّا اللَّه. وإقام الصلاة. وإيتاء الزكاة. وحَجّ البيت. وصوم رمضان"(2).
(1231)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همّام قال:
بالَ جريرٌ، ثم توضّأَ ومسحَ على خُفَّيه. فقيل: تفعلُ هذا! فقال: نعم، رأيتُ رسول اللَّه
(1) المسند 4/ 363. وفي المعجم الكبير 4/ 312، 415 (2310، 2311) عن أبي بكر بن عياش، وعمرو بن قيس عن عاصم. وصحّحه ابن حبّان من طريق أبي بكر عن عاصم 16/ 250 (7260)، وحسّن المحقّق إسناده، لأن رجاله رجال الصحيح عدا عاصم، صدوق. وصحّح الحاكم والذهبي الحديث 4/ 80 من طريق الأعمش عن موسى بن عبد اللَّه عن عبد الرحمن هلال عن جرير.
قال البوصيري في الإتحاف 1/ 60 بعد أن نقل الحديث من طريقي داود وجابر: هذا حديث ضعيف من الطريقين: أما الطريق الأولى ففيها داود الأودي. . . والطريق الثاني فيها جابر الجعفي. . . وضعّفه كثيرون. ولكن الهيثمي مال إلى تصحيح إسناد أحمد - المجمع 1/ 52.
وصحّ الحديث فيما رواه الشيخان عن ابن عمر: البخاري 1/ 8 (49)، ومسلم 1/ 45 (16).
(2)
المسند 4/ 363، ومن طريق جابر في مسند أبي يعلى 3/ 489 (7502) وفي إسناده جابر الجعفي ضعيف. وقد روى كذلك عن داود الأودي عن الشعبي، وداود ضعيف أيضًا. [قال البوصيري في الإتحاف 1/ 60 بعد أن نقل الحديث من طريقي داود وجابر: هذا حديث ضعيف من الطريقين، أما الطريق الأولى ففيها داود الأودي. . . والطريق الثانية فيها جابر الجُعفي. . . ولكن الهيثمي مال إلى تصحيح إسناد أحمد - المجمع 1/ 52. وصحّ الحديث بما رواه الشيخان عن ابن عمر: البخاري 1/ 8 (49)، ومسلم 1/ 45 (16)].
بالَ ثم توضّأَ ومسحَ على خُفَّيه.
قال الأعمش: قال إبراهيم: فكان يُعْجِبُهم هذا الحديثُ، لأن إسلامَ جرير كان بعد نزول "المائدة".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا زياد بن عبد اللَّه بن عُلاقة عن عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن مجاهد عن جرير بن عبد اللَّه البَجَليّ قال:
أنا أسلمْتُ بعدَ نزول "المائدة" وأنا رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمسحُ بعدَما أسلمْت (2).
(1232)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد اللَّه قال:
كُنّا جلوسًا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال:"إنّكم ستُعْرَضون على ربِّكم عز وجل فتَرَونه كما تَرَون هذا القمر ليلةَ البدر، لا تُضامون فيه، فإن استطعْتم ألّا تُغلبوا على صلاة قبلَ طلوع الشمس وقبلَ غروبها فافعلوا" ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39].
أخرجاه (3).
(1233)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا الترمذيّ قال: حدّثنا هنّاد قال: حدّثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد اللَّه:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سريّة إلى خَثْعم، فاعتصمَ ناسٌ بالسُّجود، فأسرع فيهم القتلُ،
(1) مسلم 1/ 227 (272). وهو في البخاري 1/ 494 (387) من طريق شعبة عن الأعمش. وفي المسند 4/ 358 من طريق أبي معاوية. وكان بعض العلماء يرى أن المسح كان قبل نزول سورة "المائدة".
(2)
المسند 4/ 363 ومن طريقه في الكبير 2/ 357 (2503) وزياد ثقة، وسائر رجاله رجال الصحيحين.
(3)
المسند 4/ 365. وأخرجه البخاري 2/ 33 (554) وفيه الأطراف، ومسلم 1/ 439، 440 (633) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به.
فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأمرَهم بنصف العَقْل، وقال:"أنا بريء من كلِّ مسلم يُقيم بين أظهر المُشركين" قالوا: يا رسول اللَّه، ولمَ؟ قال:"لا تراءى ناراهما".
وقد رُوي هذا مُرسلًا عن قيس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو أصحُّ عن ذكر جرير (1).
* * * *
(1) الترمذي 4/ 132، 133 (1604، 1605) المرفوع والمرسل، وصحّح المرسل عن قيس، ونقل ذلك عن البخاريّ. ورواه أبو داود 3/ 45 (2645) من طريق هناد به، وقال: رواه هشيم ومعمر (وفي التحفة 2/ 430 أن صوابه: معتمر) وخالد الواسطي وجماعة، ولم يذكروا جريرًا. كما رواه النسائي 8/ 36 من طريق إسماعيل، مرسلًا. وصحّح الألباني الحديث فيها، وفي إرواء الغليل 5/ 291 (1207). ونقله الهثيمي في مجمع الزوائد 5/ 256 عن قيس، ونسبه للطبراني وقال: رجاله ثقات.