المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(165) مسند زيد بن ثابت - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٢

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الجيم

- ‌(53) مسند جابر بن سُليم الهُجَيميّ

- ‌(54) مسند جابر بن سَمُرة

- ‌(55) مسند جابر بن عبد اللَّه الأنْصاريّ

- ‌(56) مسند جابر بن عَتيك بن قيس أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(57) مسند جابر بن عوف أبي حكيم الأحمسي

- ‌(58) مسند الجارود بن بشر بن المُعَلَّى العبديّ

- ‌(59) مسند جارية بن قُدامة

- ‌(60) مسند جبّار بن صَخر بن أُميّة أبي عبد اللَّه الأنصاري

- ‌(61) مسند جُبَير بن مُطْعِم بن عَديّ بن مُطْعِم ابن نوفل بن عبد مناف أبي محمّد القرشيّ

- ‌(63) مسند جُرْمُوز الهُجَيميّ

- ‌(64) مسند جَرْهَد بن خُوَيلد بن بَجرة أبي عبد الرحمن الأسلميّ

- ‌(65) مسند جُرْهُم بن ناشم أبي ثعلبة الخُشَنِيّ

- ‌(66) مسند جرير بن عبد اللَّه البَجَليّ

- ‌(67) مسند جَعْدَة بن خالد بن الصِّمَّة الجُشَميّ

- ‌(68) مسند جعفر بن أبي طالب

- ‌(69) مسند جُنادة بن أبى أميّة

- ‌(70) مسند جُندب بن جُنادة بن كعب أبي ذَرّ الغِفاريّ

- ‌(71) مسند جُنْدُب بن عبد اللَّه بن سفيان أبي عبد اللَّه البَجَليّ العَلَقيّ

- ‌(72) مسند جُنْدُب بن مَكِيث بن عبد اللَّه الجُهَنيّ

- ‌حرف الحاء

- ‌(73) مسند حابس أبي حيَّة التَّميميّ

- ‌(74) مسند الحارث بن أُقَيش

- ‌(75) مسند الحارث بن حسّان البَكريّ الذُّهْليّ

- ‌(76) مسند الحارث بن خَزَمة

- ‌(77) مسند أبي قَتَادة الحارث بن رِبْعي بن بَلْدَمة الأنصاريّ

- ‌(78) مسند الحارث بن زياد الساعديّ الأنصاريّ

- ‌(79) مسند الحارث بن ضِرار - ويقال: ابن أبي ضِرار أبي مالك الخُزاعي

- ‌(80) مسند الحارث بن عبد اللَّه بن أوس الثَّقَفيّ

- ‌(81) مسند الحارث بن عمرو السَّهمي، ثم الباهليّ

- ‌(82) مسند الحارث بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(83) مسند الحارث بن عوف بن أُسيد أبي واقد الليثي

- ‌(84) مسند الحارث بن مالك بن قيس اللَّيثي

- ‌(85) مسند الحارث الأشعريّ

- ‌(86) مسند أبي سعيد بن المُعَلّى

- ‌(87) مسند الحارث التّميمي

- ‌(88) مسند حارثة بن النُّعمان بن نُفَيْع

- ‌(89) مسند حارثة بن وَهب

- ‌(90) مسند حِبّان بن بُحٍّ الصُّدائي

- ‌(91) مسند حُبْشيّ بن جُنادة السّلوليّ

- ‌(92) مسند حَبّة بن خالد السَّوائي

- ‌(93) مسند أبي جمعة حَبيب بن سِباع

- ‌(94) مسند حَبيب بن مَسْلَمة الفهِريّ

- ‌(95) مسند الحجّاج بن عمرو الأنصاريّ

- ‌(96) مسند حجّاج الأسلميّ

- ‌(97) مسند حَدْرَد بن أبي حَدْرَد أبي خِراش السُّلَمي، ويقال، الأسلمي

- ‌(98) مسند حُذيفة بن أَسيد بن الأغور

- ‌(99) مسند حُذيفة بن اليمان

- ‌(100) مُسْنَدْ حِذْيَم بن عمرو السَّعديّ

- ‌(101) مسند حَرْمَلة بن عبد اللَّه بن أوس العَنبريّ

- ‌(102) مسند حسّان بن ثابِت

- ‌(103) مسند الحسن بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(104) مسند الحُسَين بن عليّ بن أبي طالب

- ‌(105) مسند الحَكَم بن حَزْن الكُلَفيّ

- ‌(106) مسند الحَكَم بن سُفيان

- ‌(107) مسند الحَكَم بن عمرو الغِفاريّ

- ‌(108) مسند حَكيم بن حِزام

- ‌(109) مسند حمزة بن عمرو بن عُوَيمر أبي صالح الأسلميّ

- ‌(110) مسند حُمَيْل بن بَصْرة أبي بَصرة الغفاريّ

- ‌(111) مسند حَمَل بن مالك بن النّابغة الهُذَليّ

- ‌(112) مسند حَنظلة بن حِذْيَم

- ‌(113) مسند حنطلة بن الرّبيع بن المُرَقَّع الكاتب

- ‌(114) مسند حَوشب

- ‌حرف الخاء

- ‌(115) مسند خارجةَ بن حُذافة بن غانم العَدَويّ

- ‌(116) مسند خالد بن أبي جَبَل العَدْواني

- ‌(117) مسند أبي أيوّب خالد بن ريد بن كُليب الأنصاريّ

- ‌(118) مسند خالد بن عَدِيّ

- ‌(119) مسند خالد بن عُرْفُطة بن صُعَير العُذْريّ

- ‌(120) مسند خالد بن الوليد

- ‌(121) مسند خَبّاب بن الأَرَتّ

- ‌(122) مسند خُبيب بن يساف بن عِنَبة (1) بن عمرو بن خَدِيج أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(123) مسند خِداش بن سلامة أبى سلامة السّلميّ

- ‌(124) مسند خَرَشة بن الحارث أبي الحارث المُرادي

- ‌(125) مسند خَرَشَةَ المُحاربيّ

- ‌(126) مسند خُرَيم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك أبي يحيى

- ‌(127) مسند خُزَيمة بن ثابت الأنصاريّ

- ‌(128) مسند الخَشخاش العَنبريّ

- ‌(129) مسند خُفاف بن إيماء بن رَحَضة الغِفاريّ

- ‌(130) مسند خُويلد بن خالد بن بُجَير أبي عقرب

- ‌(131) مسند خُويلد بن عَمرو أبي شُرَيح الكعبِي

- ‌حرف الدال

- ‌(132) مسند دِحْيةَ بَن خَليفة الكَلبيّ

- ‌(133) مسند دُكَين بن سَعيد الخَثْعَميّ

- ‌حرف الذّال

- ‌(134) مسند ذي الأصابع

- ‌(135) مسند ذي الغُرَّة

- ‌(136) مسند ذى المِخْمَر الحبشي ابن أخي النجاشيّ

- ‌(137) مسند ذي اللِّحية (1) بن عمرو بن قُرط الكِلابيّ

- ‌(138) مسند ذي اليَدَين

- ‌(139) مسند ذؤيب بن حَلْحَلَةَ بن عمرو أبي قَبيصَة الخُزاعي الكَعبي

- ‌حرف الرّاء

- ‌(140) مسند راشد بن حُبَيش

- ‌(141) مسند رافع بن خَديج

- ‌(142) مسند رافع بن رفاعة

- ‌(143) مُسْنَدْ رافع بن سنِان الأنصاريّ

- ‌(144) مسند رافع بن عمرو

- ‌(145) مسند رافع بن مَكيث بن عبد اللَّه الجُهَنِيّ

- ‌(146) مسند رَبِيعة بن الحارث بن عبد المُطَّلِب أبي أَرْوَى الدَّوسيَ

- ‌(147) مسند ربيعة بن عامر بن بجاد

- ‌(148) مسند ربيعة بن عبِاد الدُّؤَليّ

- ‌(149) مسند ربيعة بن كعب بن مالك أبي فِراس الأسْلَمِيّ

- ‌(150) مسند الرُّسَيم العَبدي الهَجَري

- ‌(151) مسند أبي عَميرة رُشَيد بن مالك السّعديّ

- ‌(152) مسند رِعْية الجُهَني السُّحَيمي

- ‌(153) مسند رفاعة بن رافع الزُّرَقي

- ‌(154) مسند رفاعة بن عبد المنذر أبي لُبابة الأنصاريّ

- ‌(155) مسند رِفاعة بن عُرابة الجُهَنيّ

- ‌(156) مسند رفاعة بن يَثْرِبِيّ أبي رمثة التَّيْميّ

- ‌(158) مسند رياح بن الربيع

- ‌حرف الزّاي

- ‌(159) مسند أبي عبد اللَّه الزُّبير بن العوّام

- ‌(160) مسند زهير بن عثمان

- ‌(161) مسند زياد بن الحارث الصُّدائي

- ‌(162) مسند زياد بن لبيد بن ثعلبة أبي عبد اللَّه الأنصاريّ

- ‌(163) مسند زياد بن نُعَيم الحَضرميّ

- ‌(164) مسند زيد بن أرقم

- ‌(165) مسند زيد بن ثابت

- ‌(166) مسند زيد بن حارثة

- ‌(167) مسند زيد بن خارجة

- ‌(168) مسند زيد بن بن خالد أبي عبد الرحمن الجُهَنيّ

- ‌(169) مسند زيد بن سهل أبي طلحة الأنصاريّ

- ‌(170) مسند زيد بن أبي شَيبة أبي شَهم

- ‌(171) مسند زَيْد بن الصّامت

- ‌(172) مسند زيد بن مِرْيَع بن قَيظِيّ الأنصاريّ

الفصل: ‌(165) مسند زيد بن ثابت

(165) مسند زيد بن ثابت

(1)

(1745)

الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي العبّاس قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن شُرَحبيل بن سعد قال: حدّثني زيد بن ثابت في الأسواف (2) ومعي طير اصْطَدْتُه. قال: فلَطَمَ قفاي وأرسلَه من يدي وقال:

أما عَلِمْتَ يا عُدَيَّ نفسِك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حرّم ما بين لابَتيَها (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليُّ بن عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني زياد بن سعد الخراساني سمع شُرَحبيل بن سعد يقول:

أتانا زيدُ بن ثابت ونحن في حائط لنا ومعنا فِخاخ ننصِبُها، فصاح بنا وطردَنا وقال: ألم تعلموا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حرّم صيدَها (4).

(1746)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال: أخبرني زيد بن ثابت:

(1) الطبقات 5/ 199 ومعرفة الصحابة 3/ 1151، والاستيعاب 1/ 532، والآحاد 4/ 85، والتهذيب 3/ 67، والسير 2/ 426، والإصابة 1/ 543.

ومسنده في المقدّمين بعد العشرة عند الحميدي (42) وله عشرة أحاديث خمسة متّفق عليها، وأربعة للبخاري، وواحد لمسلم. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 365 أن زيدًا له اثنان وتسعون حديثًا.

(2)

الأسواف: موضع بالمدينة.

(3)

المسند 5/ 192.

(4)

المسند 5/ 190. ورواه الطبراني من طرق عن شرحبيل 5/ 155، 151 (4910 - 4913) قال الهيثميّ 3/ 306 بعد نقل الروايتين: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وشرحبيل وثقه ابن حبّان، وضعّفه النّاس. قال ابن حجر في التقريب 1/ 242 عنه: صدوق اختلط بأخرة.

وللحديث شواهد صحيحة. منها ما روي عن أبي هريرة للشيخين، ينظر الجمع 3/ 28، 248، 280 (2203، 2543، 2633).

ص: 487

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رخّص في العَرِيّة تؤخذ بمثل خَرصها تَمرًا، يأكلُها أهلُها رُطَبًا (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا ابن أبي الزّناد عن أبيه عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال:

رخّص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بيع العرايا: أن تُباعَ بخَرصها كيلًا (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعيّ عن الزُّهري عن سالم عن ابن عمر عن زيد بن ثابت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رخّص في بيع العرايا أن تُباع بخَرصها، ولم يرخص في غير ذلك (3).

أخرجاه في الصحيحين.

وقد ذكرْنا معنى العرايا في مسند جابر (4).

(1747)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك عن الرُّكَيْن عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي تاركٌ فيكم خليفتين: كتاب اللَّه عز وجل، حبلٌ ممدود ما بين السماء والأرض. وعِترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض"(5).

(1) المسند 5/ 190. وهو في البخاري 4/ 377 (2173)، 5/ 50 (2380)، ومسلم 3/ 1169 (1539) من طريق يحيى وغيره عن نافع. ويزيد من رجال الشيخين.

(2)

المسند 5/ 181، ورجاله ثقات. ومن طريق خارجة في سنن أبي داود 4/ 251 (3362)، والنسائي 7/ 267. وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 5/ 181، ومن طرق عن سالم في البخاري 4/ 383 (2184)، ومسلم 3/ 1168 (1532)، ومحمد ابن مصعب صدوق، ولكنه متابع.

(4)

ينظر الحديث (901).

(5)

المسند 5/ 181، ومن طريق شريك في الكبير 5/ 153، 154 (4921 - 4923) ونسبه الهيثميّ في المجمع 1/ 175 للطبراني وقال: رجاله ثقات. وفي 9/ 165 لأحمد وقال: إسناده جيّد. وقد ساق الألباني الحديث في الصحيحة 4/ 358 مع عدد من أحاديث الباب، وقال عنه: حسن في الشواهد والمتابعات. وروى الإمام أحمد الحديث في مسند أبي سعيد 17/ 169 (11104)، وأطال المحقّق في تخريجه وذكر شواهده.

ص: 488

(1748)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا كثير بن زيد عن المطّلب بن عبد اللَّه قال:

دخل زيد بن ثابت على معاوية فحدَّثه حديثًا، فأمرَ إنسانًا أن يكتبَه، فقال زيد: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يُكتبَ شيءٌ من حديثه. فمحاه (1).

(1749)

الحديث الخامس: وبالإسناد عن المطّلب قال:

تمارَوا في القراءة في الظّهر والعصر، فأرسلوا إلى خارجة بن زيد، فقال: قال أبي: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُطيل القيامَ وَيُحَرِّكُ شفَتَيه، ولم يكن إلّا لقراءة، فأنا أفعله (2).

(1750)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا موسى بن عقبة قال: سمعْتُ أبا النضر يحدّث عن بُسْر بن سعيد عن زيد بن ثابت:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم اتّخذَ حُجرةً في المسجد من حَصير، فصلّى فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لياليَ حتى اجتمع إليه النّاس، ثم فقدوا صوته فظنُّوا أنّه قد نام، فجعل بعضُهم يتنحنحُ لِيَخْرُجَ إليهم، فقال:"ما زال بكم الذي رأيتُ من صنيعكم حتى خشيتُ أن يُكتب عليكم، ولو كُتبَ عليكم ما قُمْتُم به. فصلُّوا أيُّها النّاسُ في بيوتكم، فإنّ أفضلَ صلاة المرء في بيته، إلّا الصلاةَ المكتوبة".

أخرجاه في الصحيحين (3).

(1751)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن هشام قال: حدّثنا قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت قال:

تسحَّرْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فخرجْنا إلى المسجد، فأقيمتِ الصلاة. قلت: كم كان

(1) المسند 5/ 182، وسنن أبي داود 3/ 318 (3647) وجعله الألباني في ضعيف السنن، وقال: ضعيف الإسناد، والمطّلب كثير الإرسال والتدليس. التهذيب 7/ 131، والتقريب 2/ 588. ويشكّ في سماعه من زيد. وينظر الحديث التالي.

(2)

المسند 5/ 182، وإسناده كسابقه وهو في المعجم الكبير 5/ 52 (4915) وقال الهيثميّ في المجمع 2/ 118: فيه كثير بن زيد، واختلف في الاحتجاج به. وهو من طريق كثير في القراءة خلف الإمام 69، 70 (187، 192).

(3)

المسند 5/ 182، والبخاري 2/ 214 (731)، وفي مسلم 1/ 539، 540 (781) عن عبد اللَّه بن سعد عن أبي النضر، وعن وهيب عن موسى عن أبي النضر.

ص: 489

بينهما؟ قال: قدر ما يقرأ الرجلُ خمسين آية.

أخرجاه في الصحيحين (1).

(1752)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن حُجْر المَدَرِيّ عن زيد بن ثابت:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم جعل العُمْرى للوارث (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن طاووس عن رجل عن زيد بن ثابت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جعل الرُّقْبَى للذي أُرْقِبَها، والعُمرى للذي أُعْمِرَها (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن خالد قال: حدّثنا رَباح عن عُمر بن حبيب عن عمرو بن دينار عن طاوس عن حُجْر المَدَري عن زيد بن ثابت قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "لا تُرْقِبوا، فمن أرقبَ فسبيلُ الميراث"(4).

قلت: ومعنى الرُّقبى أن يقول الرجل للرجل: أرقبْتُك داري، فإن مِتَّ قبلي رجعتْ إليَّ، وإن مِتُّ قبلك رجعتْ إليك، فكلُّ واحدٍ منهما يرقُبُ موتَ صاحبه.

وعندنا المُرْقب يملكها وتورث عنه، وعند مالك أن الرُّقبى باطلة (5).

(1) المسند 5/ 182 وهو في البخاريّ من طريق همّام وهشام عن قتادة 2/ 53 (575)، 4/ 138 (1921) وفي مسلم عنهما وعن عمر بن عامر، كلّهم عن قتادة 2/ 771 (1097). ويحيى القطان من رجال الشيخين.

(2)

المسند 5/ 182. ورجاله رجال الصحيح غير حجر بن قيس، وهو ثقة. والحديث من طرق عن سُفيان في ابن ماجة 2/ 796 (2381) والنسائي 6/ 271، وشرح المشكل 14/ 80 (5469)، وصحح ابن حبّان 11/ 534 (5132)، وصحّحه المحقّقون.

(3)

المسند 5/ 189. رجاله ثقات. ولكن فيه راويًا مجهولًا. ينظر ما قبله وما بعده.

(4)

المسند 5/ 189، والمعجم الكبير 5/ 162 (4949). ومن طريق عمرو بن دينار في سنن أبي داود 3/ 295 (3559)، وسنن النسائي 6/ 272. وصحّحه الألباني.

(5)

ينظر المهذّب 1/ 448، والبدائع 6/ 116، والمغني 8/ 281، والفتح 5/ 238.

ص: 490

(1753)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير، عن الأعمش عن ثابت ابن عُبيد قال: قال زيد بن ثابت:

قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تُحْسِنُ السريانيّة؟ إنّها تأتيني كُتُب؟ " قلت: لا. قال: "فتعلَّمْها" فتعلَّمْتُها في سبعة عشر يومًا (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عبد الرحمن عن أبي الزّناد عن خارجة بن زيد أن أباه زيدًا أخبره:

أنّه لما قَدِم النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة قال زيد: ذُهِب بي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأُعجب بي، فقالوا: يا رسول اللَّه، هذا غلام من بني النّجّار معه ممّا أنزل اللَّه عليك بضع عشرة سورة، فأَعجبَ ذلك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال:"يا زيدُ، تَعَلَّمْ لي كتاب يهود، فإنّي واللَّه ما آمَنُ يهود على كتابي". قال زيد: فتعلَّمْتُ له كتابَهم، فما مرّت بي خمس عشرة ليلة حتى حَذَفْتُه، فكنتُ أقرأُ له كتبَهم إذا كتبوا إليه، وأُجيب عنه إذا كَتب.

ذكره البخاريّ تعليقًا (2).

(1754)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحق عن أبي عُبيدة بن محمّد بن عمّار عن الوليد بن أبي الوليد عن عُروة ابن الزّبير قال:

قال زيد بن ثابت: يغفر اللَّه لرافع بن خديج، أنا واللَّه أعلم بالحديث منه:

(1) المسند 5/ 182، ومن طريق جرير في شرح المشكل 5/ 280 (2038) وصحّح المحقّق إسناده، وأخرجه الحاكم 3/ 122 قال: صحيح أن كان ثابت سمعه من زيد، ولم يخرجاه، ومثله للذهبي. وصحّحه ابن حبّان 16/ 84 (7136). ولم يرتض الألباني تردّد لمحاكم في سماع ثابت من زيد، وصحّحه في الصحيحة.

(2)

المسند 5/ 186 قال البخاري 13/ 185 (7195): وقال خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمره بتعلّم كتاب يهود، حتى كتب للنبيّ صلى الله عليه وسلم كتبه، وأقرأته كتبهم إذا كتبوا. وينظر الفتح 13/ 186 والحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن أبيه في سنن أبي داود 3/ 318 (3645)، والترمذي 5/ 64 (2715) وقال: حسن صحيح، وشرح المشكل 5/ 281 (2039) وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 75، وصحّح الحديثين الألباني في الصحيحة 1/ 364 (187).

ص: 491

إنّما أتى رجلان قد اقتتلا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ كان هذا شأنكَم فلا تُكروا المزارع". فسمع رافع قوله: "لا تُكْرُوا المزارع"(1).

(1755)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني أبو سِنان سعيد بن سنان: قال: حدّثنا وهب بن خالد عن ابن الدّيلمي قال:

لقيتُ أُبيّ بن كعب فقلتُ: يا أبا المنذر، إنّه قد وقع في قلبي شيء من هذا القَدر، فحدّثني بشيء لعلّه يَذْهَبُ من قلبي. فقال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى لو عذّب أهلَ سماواتِه وأهلَ أرضِه لعذبَهم وهو غيرُ ظالم لهم، ولو رَحِمَهم كانت رحمتُه خيرًا من أعمالهم. ولو أنْفَقْتَ مثلَ أُحُد ذهبًا في سبيل اللَّه عز وجل ما قَبِلَه منك حتى تؤمنَ بالقدر، وتعلمَ أنّ ما أصابك لم يكن ليُخْطِئَك، وما أخطأَكَ لم يكن ليُصِيبَك، ولو مِتَّ على غير ذلك لدخلْتَ النّار. قال: فأتيتُ حذيفة فقال لي مثل ذلك، وأتيتُ ابن مسعود فقال لي مثل ذلك، وأتيْتُ زيد بن ثابت فحدَّثَني عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن سليمان قال: سمعتُ أبا سنان يحدّث عن وهب ابن خالد الحمصيّ عن ابن الدَّيلمي قال:

وقع في نفسي شيء من القدَر، فلَقِيتُ زيد بن ثابت فسأَلْتُه، فقال: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أن اللَّه عذَّبَ أهلَ سماواتِه وأهلَ أرضه لعذَّبَهم غيرَ ظالم لهم، ولو رَحِمَهم كانت رحمتُه لهم خيرًا من أعمالهم، ولو كان لك جبلُ أُحُدٍ ذهبًا أو مثلُ جبل أُحُدٍ ذهبًا أنفقْتَه في سبيل اللَّه ما قَبِلَه اللَّه منك حتى تُؤْمِنَ بالقدر، وتعلمَ أنّ ما أصابَك لم يكن

(1) المسند 5/ 182، وسنن أبي داود 2/ 257 (3390)، وابن ماجه 2/ 822 (2461)، والنسائي 7/ 50 ومن طريق عبد الرحمن بن إسحاق في شرح مشكل الآثار 7/ 115 (2690) وصحّح المحقّق إسناده. وجعله الألباني في ضعيف النسائي وأبي داود - وأحال على ابن ماجة، ولكنه جعله في صحيح ابن ماجة، لا في الضعيف.

(2)

المسند 5/ 182، والسّنة لعبد اللَّه بن أحمد 2/ 389 (844)، وسنن أبي داود 4/ 225 (4699) وصحيح ابن حبّان 2/ 505 (727).

ص: 492

ليُخْطِئَك، وأنّ ما أخطأَك لم يكن ليُصيبَك، وإنّك إنْ مِتّ على غير هذا دخلْتَ النّار" (1).

(1756)

الحديث الثّاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب (2) عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه:

أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوًا من نصف النّهار، فقُلْنا: ما بعثَ إليه الساعة إلّا لشيء سألَه عنه. فقمتُ إليه وسألْتُه، فقال: أجل، سألَنا عن أشياء سَمعْتُها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "نَضَّرَ اللَّه امرأً سَمعَ منّا حديثًا فحَفِظَه حتى يُبَلِّغَه غيرَه، فإنّه رُبّ حامل فقهٍ ليس بفقيه، ورُبّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه.

ثلاثُ خِصالٍ لا يَغُلُّ عليهنَ قلبُ مسلمٍ أبدًا: إخلاص العمل للَّه عز وجل، ومناصحة ولاةِ الأمرِ، ولزوم الجماعة، فإنّ دعوتهم تُحيط مِن ورائهم".

وقال: "من كانَ همُّه الآخرة جمع اللَّهُ شَمْلَه، وجعل غِناه في قلبه، وأتَتْه الدُّنيا وهي راغمة. ومن كانت نيَّتُه الدّنيا، فرَّق اللَّه عليه ضَيْعَته، وجعلَ فقرَه بين عينيَه، ولم يأتِه من الدُّنيا إلّا ما كُتِبَ له".

وسألَنا عن الصلاة الوسطى، وهي الظُّهر (3).

قوله: "نضَّرَ اللَّهُ امرأً" رواه الأصمعيّ بالتشديد، وأبو عُبيد بالتخفيف. والمراد نعّمه اللَّه. والنَّضارة: البريق من النّعمة.

وقوله: "لا يغلّ عليهنّ قلبُ مسلم" يروى بفتح الياء، وهو من الغلّ الذي هو الحقد

(1) المسند 5/ 185، والسنة لعبد اللَّه بن أحمد 2/ 388 (843)، ولابن أبي عاصم 1/ 187 (252)، وابن ماجه 1/ 29 (77). وصحّح المحققون والألباني الحديثين.

(2)

وهو عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر. ثقة.

(3)

المسند 5/ 183 وإسناده صحيح. وقد أخرج الحديث مجزءًا من طريق شعبة - عدا السؤال عن صلاة العصر: أبو داود 3/ 22 (3660)، والترمذي 5/ 33 (2656) وحسّنه، والمعجم الكبير 5/ 143 (4890، 4891) وشرح المشكل 4/ 282 (1600) وصحيح ابن حبّان 1/ 270 (67)، 4/ 452 (680). وبسند آخر في ابن ماجه 1/ 84 (230) وصحّحه المحقّقون.

ص: 493

يقول: لا يدخلُه حقد يُزيله عن الحقّ. ويروى بضمّ الياء وهو من الخيانة (1).

(1757)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن أبي ذئب عن يزيد بن قُسيط عن عطاء عن زيد بن ثابت قال:

قرأْتُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم "النجم"، فلم يسجد.

أخرجاه في الصحيحين (2).

(1758)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع: قال: حدّثنا سفيان عن الرُّكين الفَزاري عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة الخوف بذي قَرَد من أرض بني سُلَيم، فصفَّ الناسُ خلفَه صفّين: صفًّا موازيَ العدوِّ، وصفًّا خلفه. فصلّى بالصفِّ الذي يليه ركعةً، ثم نهض هؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، وهؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، فصلّى بهم ركعة أخرى (3).

(1759)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا عمرو بن أبي حكيم قال: سمعتُ الزِّبرقان يحدّث عن عروة بن الزّبير عن زيد بن ثابت قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي الظهر بالهاجرة، ولم تكن صلاةٌ أشدّ على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم منها، فنزلت:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] وقال: إنّ قبلها صلاتين، وبعدها صلاتين (4).

(1760)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعْتُ حاضرَ بن المهاجر الباهلي قال: سمعْتُ سليمان بن يسار

(1) ينظر غريب الحديث للمؤلّف 2/ 161، 414.

(2)

المسند 5/ 183، والبخاري 2/ 554 (1073) عن ابن أبي ذئب، و (1072) عن ابن قسيط. وهو من طريق ابن قُسيط في مسلم 1/ 406 (577) وشيخ أحمد ثقة.

(3)

المسند 5/ 183 وذكر صدره وأحال على حديث ابن عبّاس. وهو من طريق سُفيان في النسائي 3/ 168، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 294 (1345)، وابن حبّان 7/ 121، (2870) والألباني وشعيب.

(4)

المسند 5/ 183، وأبو داود 1/ 112 (411) وهو من طريق شعبة في المعجم الكبير 5/ 125 (4821) وصحّحه الألباني.

ص: 494

يحدّث عن زيد بن ثابت:

أن ذئبًا نَيَّبَ في شاة، فذبحوها بمَروة (1)، فرخَّص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أكلها (2).

(1761)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهْز قال: حدّثنا شعبة قال: عدي بن ثابت أخبرَني عن عبد اللَّه بن يزيد عن زيد بن ثابت:

أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج إلى أُحد، فرجع ناسٌ خرجوا معه، فكان أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين: فرقة تقول: نقتلُهم، وفرقة تقول: لا، فأنزل اللَّه عز وجل:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّها طَيبة، وإنّها تنفي الخَبَث كما تَنْفي النارُ خَبَثَ الحديد".

أخرجاه (3).

(1762)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا هشام بن حسّان عن محمد (4) عن كثير عن أفلح عن زيد بن ثابت قال:

أُمِرْنا أن نُسَبِّحَ في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، ونُحَمِّد ثلاثًا وثلاثين، ونُكَبِّرَ أربعًا وثلاثين. فأُتي رجلٌ في المنام من الأنصار، فقيل له: أمركم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تسبِّحوا في دُبُر كلَّ صلاة كذا وكذا. قال الأنصاريّ في منامه: نعم. فاجعلوها خمسًا وعشرين خمسًا وعشرين، واجعلوا فيها التَّهليل. فلمّا أصبح غدا على النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"فافعلوا"(5).

(1) نيّبَ: غرز أنيابه. والمروة: نوع من الحجارة.

(2)

المسند 5/ 183، والنسائي 7/ 225، والمعجم الكبير 5/ 127 (4832) وابن ماجة 2/ 1060 (3176)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 114 ووافقه الذهبي، وابن حبان 13/ 200 (5885). وصحّح المحقّقون الحديث لغيره، لأن حاضرًا مقبول، وثّقه ابن حبان.

(3)

المسند 5/ 184. ومن طرق عن شعبة في البخاري 4/ 96 (1884) وفيه مواضع وروده، ومسلم 4/ 2142 (3776). ويرى "الحديد" بدل "الفضّة".

(4)

وهو ابن سيرين.

(5)

المسند 5/ 184. ورجاله رجال الصحح، عدا كثير، وهو ثقة. ومن طريق هشام في النسائي 3/ 76، والترمذي 5/ 447 (3413) قال الترمذي: حديث صحيح. وصحّح الحديث ابن خزيمة 1/ 370 (752)، والحاكم والذهبي 1/ 253، وابن حبّان 5/ 360 (2017)، والمحقّقون.

ص: 495

(1763)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن زيد ابن ثابت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لعنَ اللَّه اليهود، اتَّخَذوا قُبورَ أنبيائهم مساجد"(1).

(1764)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن ابن شِماسة عن زيد بن ثابت قال:

بينا نحن عندَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا إذ قال: "طوبى للشام، طوبى للشام" قلت: ما بالُ الشام؟ قال: "الملائكة باسطو أجنحتها على الشّام"(2).

(1765)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: كتب إليّ موسى بن عُقبة يُخبرني عن بُسْر بن سعيد عن زيد ابن ثابت:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم احتجمَ في المسجد. قلتُ لابن لهيعة: في مسجد بيته. قال: لا، في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم (3).

(1) المسند 5/ 184، ومن طريق ابن أبي ذئب في المعجم الكبير 5/ 150 (4907). وعقبة بن عبد الرحمن وثّقه ابن حبان، واخرج له ابن ماجه حديثًا، قال عنه البخاري: لا يتابع عليه. وقال عنه ابن حجر: مجهول، التهذيب 5/ 197، والتقريب 1/ 405. ونسب الهيثميّ الحديث للطبراني، وقال: رجاله موثقون. المجمع 2/ 30.

وللحديث شواهد صحيحة عن أبي هريرة وعائشة. وفي بعضها: اليهود والنصارى. ينظر الجمع 3/ 21 (2191)، 4/ 98 (3214).

(2)

المسند 5/ 184، وأخرجه عن يحيى بن إسحق عن يحيى بن أيوب عن يزيد. وهو في الترمذي 5/ 690 (3954) عن يحيى بن أيوب، وقال: حسن غريب. وصحّحه الحاكم والذهبيّ 2/ 229، وابن حبان من طريق عمرو بن الحارث وآخر عن يزيد. وأطال الألباني في الحديث عنه وتصحيحه في الصحيحة 2/ 21 (503).

(3)

المسند 5/ 185. وفيه ابن لهيعة. وقد أورد الحديث ابن حجر في الأطراف 2/ 385 في ترجمة بسر بن سعيد عن زيد بعد حديث: اتّخَذ النبيّ صلى الله عليه وسلم حُجْرة في المسجد. وقال: كذا قال ابن لهيعة: احتجم، بالميم، وهو تصحيف بلا ريب، وإنما هو "احتجر" بالراء: أى اتّخذ حجرة. وكرّر الكلام في الإتحاف 4/ 608. وذكر الهيثميّ في المجمع 2/ 20 الحديث، قال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، وذكر مسلم في كتاب "التمييز" أن ابن لهيعة أخطأ حيث قال: "احتجم، بالميم، وإنما هو احتجر: أي اتخذ حجرة، واللَّه أعلم. وقد أورد الحديث ابن كثير في الجامع 4/ 469 (2877) برواية احتجم.

ص: 496

(1766)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عمران عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اطّلَعَ قِبَلَ اليمن، فقال:"اللهمّ أقْبِلْ بقلوبهم" واطَّلَعَ من قِبَل كُداء (1) فقال: "اللهمّ أَقْبِلْ بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومُدّنا".

(1767)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة: حدّثنا عبد اللَّه بن هُبيرة قال: سمعت قَبيصة بن ذؤيب يقال:

إنّ عائشة أخبرت آل الزّبير: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى عندها ركعتين بعد العصر، وكانوا يُصلُّونها. قال قبيصة: فقاد زيد بن ثابت: يغفرُ اللَّه لعائشة، نحن أعلمُ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من عائشة، إنما كان ذلك لأن أُناسًا من الأعراب أتَوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِهَجير، فقعدوا يسألونه ويُفتيهم حتى صلّى الظّهر ولم يُصَلّ ركعتين، ثم قعد يُفتيهم حتى صلّى العصر، فانصرف إلى بيته، فذكر أنّه لم يُصَلّ بعدَ الظهر شيئًا، فصلّاهما بعد العصر. يغفر اللَّه لعائشة، نحن أعلمُ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من عائشة: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر (2).

(1768)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة (3).

(1) في المسند 5/ 185 (من قبل كذا) ومثله في جامع المسانيد 4/ 463 (2872) وفي المخطوطات (كدا - كدى) وفي مكّة: كَداء، وكُدَى، وكُديّ - ينظر معجم البلدان 4/ 439. والحديث في الترمذي 5/ 682 (3934) من طريق عمران بن داور القطّان، في فضل اليمن: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن فقال: اللهُمَّ أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومُدّنا". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث زيد بن ثابت إلا من حديث عمران القطان. ومثله في الأوسط 3/ 253 (2548)، والكبير 5/ 116 (4789)، وفي الكبير (4790) زيالة: ونظر قبل العراق، ونظر قبل الشام. وحسّنه الألباني.

(2)

المسند 5/ 185. وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، كما قال الهيثميّ 2/ 227. والحديث صحيح لغيره، فقد روي ذلك عن عائشة وأمّ سلمة رضي الله عنهما. ينظر الجمع 4/ 96، 231 (3211، 3449).

(3)

المسند 5/ 185 والحديث صحيح عن ابن عمر. وقد روى الترمذي 3/ 594 (1300) من طريق محمد بن إسحق، قال: حديث زيد بن ثابت هكذا، روى محمد بن إسحق هذا الحديث، وروى أيوب وعبيد اللَّه بن عمر ومالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن المحاقلة والمزابنة. وبهذا الإسناد عن ابن عمر عن زيد بن ثابت: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رخّص في العرايا. قال: هذا أصح من حديث محمد بن إسحاق، وصحّحه الألباني.

ص: 497

قد سبقت تفسيرهما في مسند جابر (1).

(1769)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا كثير قال: حدّثنا جعفر قال: حدّثنا ثابت بن الحجّاج قال: قال زيد بن ثابت:

نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المخابرة. قلت: وما المُخابرة. قال: تأجَّرُ الأرضَ بنصف أو بثلث أو بربع (2).

وقد شرحْناه في مسند جابر (3).

(1770)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد اللَّه عن مكحول وعطيّة وضَمرة وراشد عن زيد بن ثابت:

أنّه سُئل عن زوج وأخت لأب وأمّ. فأعطى الزّوجَ النصفَ، والأُختَ النّصفَ. وكُلّم في ذلك، فقال: حضرْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قضى بذلك (4).

(1771)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ليث قال: حدّثنا عُقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن أنّ خارجة بن زيد أخبره: أنّ أباه زيد بن ثابت قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "توضّأوا ممّا مسَّتِ النّار"(5).

(1772)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا إبراهيم قال: حدّثنا ابن شهاب قال: أخبرني خارجة بن زيد أنّه سمع زيد بن ثابت يقول:

فَقَدْتُ آيةً من سورة الأحزاب حين نَسَخْنا المصاحف، قد كنتُ أسمع رسول اللَّه

(1) ينظر الحديث (433، 901).

(2)

المسند 5/ 187. وفي سنن أبي داود 3/ 262 (3407) عن عمر بن أيوب عن جعفر بن برقان، ومثله في الكبير 5/ 159 (4938). وإسناده صحيح. وقد صححه الألباني.

(3)

ينظر الحديث (433، 901).

(4)

المسند 5/ 188. وإسناده ضعيف، قال ابن حجر في الإتحاف 4/ 656 (4850)، والأطراف 2/ 398 (2477) منقطع؛ لم يسمع واحد منهم من زيد بن ثابت. وقال في التقريب 2/ 699 عن أبي بكر عبد اللَّه ابن أبي مريم: ضعيف، اختلط.

(5)

المسند 5/ 188. والحديث في صحيح مسلم 1/ 272 (351) من طريق الليث. ولكن الحميدي لم يذكره في الجمع، فقفاه المؤلّف.

ص: 498

-صلى الله عليه وسلم يقرأ بها: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فالتمَسْتُها فوجدْتُها مع خزيمة بن ثابت، فألحَقْتُها في سورتها في المصحف (1).

(1773)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو مسعود الجُريريّ عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخُدريّ عن زيد بن ثابت قال:

كُنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فيه أقْبُرٌ وهو على بغلته، فحادَت به وكادَت تُلقيه، فقال:"من يَعرفُ أصحابَ هذه الأقبُر؟ " فقال رجل: يا رسول اللَّه، قومٌ هلكوا في الجاهلية. فقال:"لولا ألا تَدافنوا لدعَوْتُ اللَّه عز وجل أن يُسْمِعَكم عذابَ القبر" ثم قال لنا: "تَعَوَّذوا باللَّه من فتنة المسيح الدّجّال" فقلْنا: نعوذ باللَّه من فتنة المسيح الدّجّال" ثم قال: تعوّذوا باللَّه من عذاب القبر"، فقلْنا: نعوذُ باللَّه من عذاب القبر. ثم قال: "تَعَوَّذُوا باللَّه من فِتنة المحيا والممات" قلنا: نعوذُ باللَّه من فتنة المحيا والممات.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(1774)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن ابن سيرين عن زيد بن ثابت:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يُصَلَّى إذا طلع قرنُ الشمس، أو غاب قرنُها. وقال:"إنّها تطلُعُ بين قرنَي الشَّيطان"(3).

(1775)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي الزِّناد عن أبيه عن خارجة بن زيد قال: قال زيد بن ثابت:

(1) المسند 5/ 188. وهذا الحديث أيضًا في صحيح البخاري - في مواضع من طريق الزهري ينظر 6/ 21 (2807) وفيه أطرافه. ولكن الحميدي لم يذكره في مسند زيد، فتبعه صاحبنا والحميدي جمع الروايات في هذا الحديث في مسند الصدّيق رضي الله عنه 1/ 89 (9). وينظر الحديث الأخير في المسند.

(2)

المسند 5/ 190، ومسلم 99/ 214 (2867) من طريق الجريري. ويزيد ثقة.

(3)

المسند 5/ 190. وفي إتحاف الخيرة 2/ 94 (1274): وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا هشام. . . قال: رواه أحمد بن حنبل. حدّثنا عفّان. . . قلت - البوصيري: حديث زيد بن ثابت رجاله ثقات.

ص: 499

قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة ونحن نتبايعُ الثمار قبلَ أن يبدوَ صَلاحُها، فسمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خُصومة فقال:"ما هذا؟ " فقيل له: هؤلاء ابتاعوا الثّمار، يقولون: أصابَها الدُّمان والقُشام. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فلا تَبايعوها حتى يبدوَ صلاحُها".

انفرد بإخراجه البخاريّ (1).

والدّمان: أن تنشقَ النخلةُ أوّل ما يبدو قَلبُها من عَفَن وسواد.

والقُشام: أن ينتفضَ ثمر النّخل قبل أن يصيرَ بلحًا.

(1776)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا عبد الرحمن عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد قال: قال زيد بن ثابت:

إنّي قاعد إلى جنب النبيّ صلى الله عليه وسلم يومًا إذ أُوحي إليه، قال: وغَشِيْته السكينة. قال فوضع فخذَه على فخذي حين غَشِيَتْه السكينة. قال زيد: فلا واللَّه ما وجدْتُ شيئًا قَطّ أثقلَ من فخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم سُرِّيَ عنه، فقال:"اكْتُبْ يا زيدُ" فأخذْتُ كَتِفًا فقال: "اكتب: (لا يَسْتَوي القاعِدون من المُؤمنين والمُجاهدون. .) الآية كلّها إلى قوله: {أَجْرًا عَظِيمًا} فكتبْتُ ذلك في كَتِف. فقام حين سَمِعها ابنُ أمِّ مكتوم - وكان رجلًا أعمى، فقام حين سمع فضلَ المجاهدين، وقال: يا رسول اللَّه، وكيف بمن لا يستطيع الجهاد ممّن هو أعمى، وأشباه ذلك؟ قال زيد: فواللَّه ما قضى كلام أو: ما هو إلّا أن قضى كلامه، غَشِيَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم السكينةُ، فوقعتْ فخذُه على فخذي، فوجدْتُ من ثقلها كما وجدْتُ في المرّة الأولى، ثم سُرِّيَ عنه فقال: "اقرأ" فقرأتُ عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون} [النساء: 95] قال زيد: فألْحَقْتُها. فواللَّه لكأنّي أنظرُ إلى مُلْحَقها عند صَدعٍ كان في الكتف.

انفرد بإخراجه البخاريّ (2).

(1) المسند 5/ 190، وعلّقه البخاري 4/ 393 (2193) قال: وقال الليث عن أبي الزِّناد: كان عروة بن الزبير يحدّث عن سهل بن أبي حتْمة أنّه حدّثه عن زيد بن ثابت. .، وقد صحّ النهي عن بيع الثمر حَتّى يبدو صَلاحُها في أحاديث: ينظر الجمع 1/ 425 (687)، 2/ 171 (1275)، 3/ 265 (2589).

(2)

المسند 5/ 190. وأخرجه البخاري 6/ 45 (2832) عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي أنّه قال: رأيت مروان بن الحكم. . . فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره. . .

وانفرد بإخراجه البخاري في نسخة ت فقط.

ص: 500

(1777)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثني أبو بكر قال: حدّثني ضَمرة بن حبيب بن صُهيب عن أبي الدّرداء عن زيد بن ثابت:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علَّمه دُعاءً وأمرَه أن يتعاهَدَ به أهلَه كلَّ يوم.

قال: "قُلْ حين تُصبحُ: لبَّيك اللهمَّ لبَّيك وسعدَيك، والخيرُ في يَدَيك، ومنك وبك وإليك. اللهمّ ما قلتُ من قول أو نذرْتُ من نَذر أو حلفتُ من حَلِف فمشيئتُك بين يَدَيه، ما شئتَ كان وما لم تشأْ لم يكن، ولا حولَ ولا قوّة إلّا بك، إنّك على كلّ شيء قدير. اللهمّ وما صلَّيتُ من صلاة فعلى من صلَّيْتَ، وما لعنْتُ من لعنة فعلى من لعنْتَ. إنّك وليّي في الدُّنيا والآخرة، تَوفَّني مسلمًا وألْحِقْني بالصالحين. أسألُك اللهمّ الرّضا بعد القضاء، وبردَ العيش بعد الممات، ولَذَّة نظرٍ إلى وجهك، وشوقًا إلى لقائك من غير ضَرْاء مُضِرّة، ولا فتنةٍ مُضِلّة. أعوذ بك اللهم أن أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أعتديَ أو يُعتدى عليّ، أو أكتسبَ خطيئة مُحْبِطة أو ذنبًا لا يُغْفَر. اللهمّ فاطرَ السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، ذا الجلال والإكرام، فإني أعهدُ إليك في هذه الحياة الدّنيا وأُشهدك، وكفى بك شهيدًا. وإنّي أشهدُ أنْ لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك، ولك الحمد، وأنت على كلّ شيء قدير. وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُك ورسولُك، وأشهد أنّ وعدَك حق، ولقاءَك حقّ، والجنّة حقّ، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنت تبعثُ مَن في القبور. وأشهدُ أنّك إن تَكِلْني إلى نفسي تَكِلْني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة، وإنّي لا أثِقُ إلّا برحمتك، فاغفرْ لي ذنبي كلَّه، إنّه لا يغفرُ الذُّنوب إلّا أنت، وتُب عليّ إنّك أنت التوّاب الرّحيم"(1).

(1778)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثنا أبو الرناد عن عُبيد بن حنين عن عبد اللَّه بن عمر قال:

قدم رجل من أهل الشام بزيت فساوَمْتُه فيمن ساومَه من التُّجّار حتى ابتعْتُه منه، فقام إليَّ رجل فربَّحني فيه حتى أرضاني. قال: فأخذْتُ بيده لأضربَ عليها، فأخذَ رجلٌ

(1) المسند 5/ 191. وهو في الكبير 5/ 119 (4803)، وفيه أيضًا 5/ 157 (4932) عن ضمرة عن زيد - دون ذكر أبي الدرداء. وضمرة ثقة، لكنه لم يسمع من أبي الدرداء ولا من زيد. قال الهيثمي في المجمع 10/ 116: رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقيّة الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف. وقد صحّح الحاكم 1/ 516 الحديث من طرق أبي بكر عن ضمرة عن زيد، فقال الذهبي: أبو بكر ضعيف، فأين الصحّة؟ هذا فضلًا عن الانقطاع الذي لم ينتبها إليه.

ص: 501

بذراعي من خلفي، فالتفتُّ إليه فإذا زيد بن ثابت، فقال: لا تَبِعْه حيث ابْتَعْتَه حتى تَحوزَه إلي رَحلك، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، فأمسكْتُ يدي (1).

(1779)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا شُعيب عن الزّهري قال: أخبرَني ابن السِّبّاق أن زيد بن ثابت الأنصاريّ وكان ممّن يكتب الوحي قال:

أرسل إليَّ أبو بكر مقتلَ أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إنّ عمر أتاني فقال: إنّ القتل قد استحرَّ (2) يومَ اليمامة بالنّاس، وإنّي لأخشى أن يستحرّ القتلُ بالقُرّاء في المواطن فيذهبَ كثير من القرآن إلّا أن تجمعوه، لاني لأرى أن تجمع القرآن. فقال أبو بكر: فقلت لعمر: كيف أفعلُ شيئًا لم يفعلْه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: هو واللَّه خير. فلم يزل عمر يُراجعني فيه حتى شرحَ اللَّه لذلك صدري، ورأيتُ الذي رأى عمر. قال زيد بن ثابت: وعمرُ عنده جالسٌ لا يتكلَّم، فقال أبو بكر: إنّك رجلٌ شابٌّ عاقل ولا نَتَّهِمُك، كنتَ تكتبُ الوحيَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَتتَبّعِ القرآن فأجمَعْه. فواللَّه لو كلَّفَني نقلَ جبل من الجبال ما كان أثقلَ عليَّ ممّا أمرَني به من جمع القرآن. قلتُ: كيف تفعلان شيئًا لم يفعلْه النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو واللَّه خير. فلم أزل أراجِعُه حتى شرحَ اللَّه صدري للذي شرح له صدرَ أبي بكر وعمر، فقمتُ فتتبّعت القرآن أجمعُه من الرِّقاع والأكتُف والعُسُب وصدور الرّجال، حتى وجدْت من سورة التوبة آيتين مع خُزيمة بن ثابت الأنصاريّ لم أجدْهما مع غيره:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} إلى آخرها [التوبة] وكانت الصُّحُف التي جمع فيها القرآنَ عند أبي بكر حتى توفّاه اللَّه، ثم عند عمر حتى توفّاه اللَّه، ثم عند حفصة بنت عمر.

انفرد بإخراجه البخاريّ (3).

والعُسُب: سَعَف النّخل.

* * * *

(1) المسند 5/ 191. ابن إسحق صرّح بالتحديث، وسائر رجاله ثقات. وهو من طريق يعقوب في صحيح ابن حبّان 11/ 360 (4984)، وصحّحه المحقّق، وحسّن إسناده. ومن طريق إسحق في سنن أبي داود 3/ 282 (3499)، وحسّنه الألباني.

(2)

استحر: اشتد.

(3)

البخاري 8/ 344 (4679). وينظر 6/ 21 (2807)، والحديث (28) من هذا المسند.

ص: 502