الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحديث مشاهدة الجنة في الصلاة وأنه صلى الله عليه وسلم مد يديه ليتناول قطفا من فاكهتها.
وحديث رد السلام باليد، وحديث تعرض الشيطان، وأنه صلي الله عليه وسلم قبضه وخنقه. هذا المجموع رؤية العين وهو دليل على عدم تغميض العين في الصلاة. أما إذا عرض لشخص تفرقة وشتات فلا يكره له تغميض العين، بل هو إلى الاستحباب أقرب، والله أعلم.
فصل أدعية النبي بعد فروغه من الصلاة
كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الصلاة، قال ثلاث:"أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه. اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام"(1) قال هذا ثم نهض راجعا إلى الحجرة.
وروى في بعض الأحاديث الصحيحة: أنه كان يقول عقيب الصلاة المفروضة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"(2).
(1) وراه الجماعة إلا البخاري وانظر نيل الأوطار للشوكاني (ج 2 ص 306)، ورواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب (26) استحباب الذكر بعد الصلاة حديث رقم (591 - ج 1 ص 414).
(2)
متفق عليه رواه البخاري في كتاب الأذان، باب الذكر بعد الصلاة حديث رقم (844 - ج 2 ص 325)، ومسلم في كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة حديث رقم (593 - ج 1 ص 414 - 415)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم حديث رقم (1505 - ج 2 ص 82)، والنسائي (ج 3 ص 700) في كتاب السهو، باب نوع آخر من القول عند انقضاء الصلاة.
وفي سنن أبي داود عن أمير المؤمنين عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا سلم من الصلاة قال:"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت"(1).
وفي مسند الإمام أحمد مروى عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عقب كل صلاة: "اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد، أنت الرب وحدك، لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء شهيد، أن العباد كلهم إخوة، اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي، في كل ساعة من الدنيا والآخرة، ياذا الجلال والإكرام، اسمع واستجب، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله نور السموات والأرض، الله أكبر، الله أكبر، حسبي الله ونعم الوكيل، الله أكبر، الله أكبر" وقال: "معقبات لا يخيب قائلهم دبر كل صلاة مكتوبة ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميده، وثلاثا وثلاثين تكبيرة وقال تمام المائة. لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير"(2).
وفى رواية أخرى: "أربعا وثلاثين تكبيرة"(3) وذلك تمام المائة. وفى رواية "سبحان الله خمسا وعشرين، والحمد لله خمسا وعشرين، والله أكبر خمسا وعشرين، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير خمسا وعشرين".
(1) متفق عليه رواه البخاري في كتاب الدعوات باب (60) قول النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت" حديث رقم (6398 - ج 11 ص 196)، ورواه مسلم في كتاب الإيمان رقم (92) الدليل على أن من مات علي الكفر لا ينفعه عمل حديث رقم (214 - ج 1 ص 196). ورواه الإمام أحمد في مسنده (ج 4 ص 417، وج 5 ص 270، وج 6 ص 93).
(2)
رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب (26) استحباب االذكر بعد الصلاة حديث رقم (597 - ج 1 ص 418 - 419).
(3)
صحيح مسلم (ج 1 ص 418 - حديث رقم 596).
وفي رواية أخرى "يسبح الله عشرا، ويكبره عشرا" وفي رواية أخرى في صحيح مسلم يقول: "سبحان الله إحدى عشرة مرة، والحمد لله إحدى عشرة مرة، والله أكبر إحدى عشرة مرة" وهذا ثلاث وثلاثون.
قال بعض العلماء: هذه الرواية إنما هي تفسير من بعض رواة هذا الحديث عن أبي هريرة وهم كانوا يسبحون، ويحمدون، ويكبرون، دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين. وقال: من قال في دبر صلاة الصبح قبل أن يتكلم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئآت، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم. إلا الشرك بالله تعالى - يعاني إن صدر منه ذنب يغفر له"(1).
وثبت في مسند الإِمام أحمد من رواية أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم علم ابنته فاطمة رضي الله عنها، لما جاءت تسأله الخادم، أن تسبح عند النوم ثلاثًا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وتلاثين، وتكبر ثلاثًا وثلاثين" (2) وإذا صلت الصبح أن تقول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، وبعد صلاة المغرب عشر مرات". وكان يقول عقب صلاة الصبح: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، واصلح لي دنياى التي جعلت فيها معاشى، واصلح لي آخرتى التي جعلت فيها معادي، واجمعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر، اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك
(1) متفق عليه رواه البخاري في صحيحه (ج 11 ص 168، 169)؛ ومسلم (2691)، وأخرجه مالك في الموطأ (ج 1 ص 209) ، والترمذي برقم (3464).
(2)
متفق عليه رواه البخاري (ج 7 ث 59) ومسلم برقم (2727)، وأخرجه أبو داود برقم (5062)، والترمذي (3405) ، وأورده النووي في رياض الصالحين (ص 549).
من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" (1).
قال أبو أيوب الأنصارى رضي الله عنه: ما صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سمعته يقول: "اللهم اغفر لي خطاياى وذنوبي كلها، اللهم أنعشنى وأحينى وارزقنى واهدنى لصالح الأعمال والأخلاق إنه لايهدي لصالحها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عنى سيئها إلا أنت"(2).
وقال: إِذا صليت فقل قبل أن تتكلم: "اللهم أجرنى من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارا من النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم؛ اللهم أجرنى من النار، سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار" هذا الحديث في صحيح ابن حبان، وفي سنن النسائي، من رواية أبي أمامة:"من قرأ آية الكرسى - زاد الطبرانى - وقل هو الله أحد، في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة، إلى أن يموت"(3).
وهذا الحديث رواه جماعة غير النسائي مثل الطبراني، والروياني والدار قطنى، وابن حبان. وبعض الحفاظ يقول: هو صحيح (4).
وذكره ابن الجورى في الموضوع وطعن الحفاظ فيه من هذه الجهة واستدل بضعف محمَّد بن حمير راوى هذا الحديث وقد عدله البخاري، ووثقه محك الرجال يحيى بن معين وهذان المعدلان كافيان في العدالة.
(1) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب (18) التعوذ، من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل حديث رقم (2720 - ج 4 ص 287) ، وانظر سبل السلام (ج 4 ص 436).
(2)
متفق عليه رواه البخاري في كتاب الدعوات باب (60) قول النبي صلى الله عليه وسلم ،:"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت" حديث رقم (6398 - ج 11 ص 196)، رواه مسلم في كتاب الإيمان باب (92) الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل حديث رقم (214 - ج 1 ص 196)، ورواه الإمام أحمد في مسنده (ج 4 ص 417 وج 5 ص ص 270، ج 2 ص 86).
(3)
انظر سنن أبي داود في كتاب الصلاة، باب الاستغفار حديث رقم 215221 - ج 2 ص 416 ، والنسائي (ج 3 ص 53) في كتاب السهو. باب نوع آخر من الدعاء.
(4)
رواه النسائي وصححه ابن حبان والطبراني وأورده الأمير الصنعاني في سبل السلام (ج 1 ص 403).
وفي معجم الطبراني: "من قرأ آية الكرسى في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى". وهذا الحديث رواه جماعة من الصحابة، من جملتهم أمير المؤمنين عليّ، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، والمغيرة بن شعبة، وأبو أمامة.
واختلاف طرق الحديث، ومخارجه، دليل على أن له أصلًا صحيحا، غير موضوع.
وروى عقبة بن عامر قال: أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن اقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة وهذا الحديث في غاية الصحة، وقال لمعاذ:"أوصيك يا معاذ لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"(1).
وفي معجم الطبراني من حديث جابر رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة حيث شاء، وزوج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قائله، وأدى دينا خفيا، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات: قل هو الله أحد" فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله فقال: "أو إحداهن".
وكان يقول بعد صلاة الصبح: "اللهم إنى أصبحت مرتهنا بعملى فلا فقير أفقر مني، اللهم لا تشمت بي عدوى، ولا تسئ بي صديقى، اللهم لا تحعل مصيبتى في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همى، ولا مبلغ علمى، ولا تسلط على من لا يرحمنى، اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك، لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر، أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إنى أسألك خير هذا اليوم فتحه، ونصره، ونوره،
(1) رواه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه في كتاب الصلاة، باب الاستغفار حديث رقم (1522 - ج 2 ص 86) ، والنسائي في سننه بسند قوي، في كتاب السهو، باب نوع آخر من الدعاء.
وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه، وشر ما بعده، اللهم عافنى في بدني، اللهم عافنى في سمعى، الله عافنى في بصرى، اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلنى إلى نفسى طرفة عين، وأصلح لي شأنى كله، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك، وأغني بفضلك عما سواك، يا حى يا قيوم" (1).
(1) جزء كبير من هذا الحديث متفق عليه فرواه البخاري في كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر حديث رقم (1377 ج 3 ص 241) ، ومسلم في كتاب المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة ، باب الصلاة، حديث رقم (588 و 589) عن أبي هريرة من عائشة (ج 1 ص 412) ، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد حديث رقم (983 - 984 ج 1 ص 258) ، والنسائي (ج 3 ص 58) في كتاب السهو، باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة.