الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذه الطائفة تعلقت بهذه الأحاديث وقالوا: لا ينبغي المداومة عليها، والصواب أنه يستحب المواظبة عليها، فإن خوفهم توهم الفريضة قد ارتفع، لكن الأولى أن يصليها في البيت.
وقالت عائشة: لو نشر لي أبواى ما تركتها، واختار أكثر العلماء أربع ركعات لصحة أحاديثها.
وقال ابن جريرة أحاديث صلاة الضحى يظهر فيها اختلاف، أما عند التأمل فيظهر التوافق والصحة، ويرتفع التضاد ويندفع التعارض، واختلاف العدد كان بحسب اختلاف الأيام، والأحوال، فحينا كان يصلي ركعتين، وحينا أربعًا، وحينا ستا، وحينا ثمان ركعات، وحينا عشرا، وحينا اثنى عشرة.
فالشخص مخير في أي عدد أراد، وحديث أبي ذر المتقدم يدل على هذا المعنى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:"من صلى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعًا كتب من العابدين .... " إلى آخر الحديث وقد تقدم.
فصل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في شكر الله
كان من عادة حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا تجددت نعمة أو اندفعت نقمة سجد لله تعالى شكرا.
ثبت في مسند الإِمام أحمد عن أبي بكرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم: وكان إذا أتاه أمر يسُره خرّ ساجدا شكرا لله تبارك وتعالى (1). وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بحاجة فخر ساجدا.
(1) رواه الخمسة إلا النسائي، أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد باب في سجود الشكر حديث رقم (2774 - ج 3 ص 89) ، والترمذي في كتاب الىسير باب ما جاء في سجدة الشكر حديث رقم (1578 - ج 4 ص 141)، وابن ماجه في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة والسجدة عند الشكر حديث رقم (1394 - ج 1 ص 446) كتاب سبل السلام (ج 1 ص 424 برقم 328).
وروى البيهقي بإسناد صحيح أنه لما ورد كتاب أمير المؤمنين عليّ من اليمن يتضمن أن قبيلة همدان أسلمت، خرّ النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا (1) من ساعته، وقال:"السلام على همدان، السلام على همدان".
وروى عبد الرحمن بن عوف، أن النبي صلى الله عليه وسلم: لما بشر بأن من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا، وأن من سلّم عليه مرة، سلّم الله عليه بها عشرا، سجد صلى الله عليه وسلم من ساعته شكرا (2).
وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه داعيا، ثم بعد ذلك سجد شكرا لله، ثلاث مرات وقال:"شفعت في أمتي فوهبني الله ثلثها فسجدت شكرا لله، ولما رفعت رأسي شفعت ثانيا فوهبني الله ثلثا آخر، فسجدت شكرا ، ولما رفعت رأسي دعوت الله ثالثا فوهبنى الثلث الباقي، فسجدت شكرا".
وثبت في مسند الإِمام أحمد: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا نغاشا - يعني قصير الأرجل - حقيرا نزرا دميمًا فسجد شكرا (3)، وكعب بن مالك لما أتاه البشير بقبول توبته سجد شكرا، وأبو بكر الصديق لما سمع قتل مسيلمة سجد شكرا، وأمير المؤمنين علي لما رأى ذا الثدية رئيس الخوارج بين القتلى سجد شكرا.
(1) رواه البيهقي وأصله في البخاري، وأورده صاحب سبل السلام (ج 1 ص 426) عن البراء بن عازب.
(2)
رواه أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك وصححه والبزار وبن أبي عاصم في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. قال البيهقي. وفي باب عن جابر وبن عمر وأنس وجرير وابن جحيفة وأورده الأمير الصنعاني في سبل السلام (ج 1 ص 426).
(3)
لم نعثر عليهما.