الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل ذكر الرسول عند رؤية الهلال
كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله" وفي بعض الأحيان كان يقول: "الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله"(1).
وفي سنن أبي داود أن قتادة، بلغه أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال. قال:"هلال خير ورشد (2) - ثلاث مرات - آمنت بالذي خلقك، آمنت بالذي خلقك، آمنت بالذي خلقك، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا"(3)، وفي إسناده ضعف.
فصل تسمية الرسول لله عند الطعام
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما سمى الله، وكان يأمر بذلك، وقال:"وإذا أكل أحدكم، فليذكر الله تعالى، فإن نسى أن يذكر اسم الله، في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره"(4).
وعند المحققين من أهل الحديث، أن التسمية في أول الطعام واجبة، لأن أحاديث الأمر صحيحة، سالمة من المعارضة.
أما إن كان في جماعة فهل تجزى تسمية أحدهم أم لا؟
(1) أخرجه الترمذي برقم (3447)، والدارمى (2/ 4)، وذكره النووى في رياض الصالحين (ص 483) وهو حديث حسن.
(2)
الرشد "بضم فسكون وبفتحتين": ضد الغى.
(3)
أخرجه أبو داود في سننه حديث رقم (3767) عن قتادة مرسلا، وله شاهد من حديث ابن عمر عند الدارمي (2/ 3، 4)، ابن حبان حديث رقم (2374) يصح به.
(4)
أخرجه أبو داود في سننه حديث رقم (3767)، والترمذي حديث رقم (1859) وقال حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم (4/ 108) ووافقه الذهبى.
قال جماعة من العلماء: تجزء، وحديث حذيفة لا يوافق قولهم، لأنه قال: حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ بيدها. ثم جاء أعرابى، فأخذ بيده وقال صلى الله عليه وسلم:"إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، جاء بهذه الجارية فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابى ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسى بيده إن يده لفى يدى مع يديهما، ثم ذكر اسم الله وأكل"(1).
وثبت في سنن الترمذي من حديث عائشة، أنها قالت: أكل النبي صلى الله عليه وسلم الطعام مع ستة من الصحابة، فدخل أعرابى بغتة، وأكل الطعام في لقمتين فقال صلى الله عليه وسلم:"لو أن هذا الأعرابى قال بسم الله لكفاكم هذا الطعام"(2).
ومحقق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد سمى الله، وكذلك أصحابه، فلو أن تسمية الواحد تكفى عن الباقي، لما احتيج إلى تسمية الأعرابى، وورد في حديث ضعيف:"من نسى أن يسمى على طعامه فليقرأ قل هو الله أحد إذا فرغ"(3).
وكان إذا فرغ من الطعام يقول: "الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفى ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا"(4) وأحيانا كان يقول: "الحمد لله الذي كفانا، وآوانا"(5) وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "من أكل أو شرب فقال الحمد لله الذي أطعمنى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(6).
(1) أخرجه مسلم في صحيحه، حديث رقم (2017)، وأبو داود برقم (3766).
(2)
أحرجه الترمذي حديث رقم (1859) وقال حديث حسن صحيح وهو صحيح كما قال، وذكره النووى في رياض الصالحين (ص 339).
(3)
لم نجده.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه (ج 9 ص 501، 502)، وأخرجه الترمذي برقم (3452)، وأبو داود برقم (3849).
(5)
تقدم تخريجه.
(6)
أخرجه أبو داود حديث رقم (4023)، والترمذي برقم (3454) وابن ماجه برقم (3285)، وحسنه الحافظ ابن حجر في "أمالى الأذكار".