الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الصلاة أثناء معارك الرسول صلى الله عليه وسلم
-
كان إذا دخل وقت الصلاة في حال القتال، والعدو إلى جانب القبلة، تقدم صلى الله عليه وسلم واصطفت الأصحاب عقبه، وشرعوا في الصلاة، وركعوا بجملتهم، ورفعوا الرؤوس من الركوع بجملتهم، ثم أخذوا في السجود بعد هذا، سجد معه أهل الصف الأول، واستقام أهل الصف الثاني، تجاه العدو، حتى إذا فرغ النبي صلى الله عليه وسلم وأهل الصف الأول، من الركعة الأولى، وقاموا إلى الركعة الثانية، هناك يسجد أهل الصف الثاني، ثم يقومون، ويتقدمون إلى مكان أهل الصف الثاني، سجدتا الركعة الثانية، ليحصل لكلتا الطائفتين فضيلة الصف الأول، وليحصل لأهل الصف الثاني مع النبي صلى الله عليه وسلم كما حصل لأهل الصف الأول (1) - سجدتا الركعة الأولى، فيتساويان في الفضيلة، وذا غاية العدل، فإذا جلس في التشهد، سجد أهل الصف المؤخر، ثم لحقوه في التشهد وسلم المجموع بالاتفاق.
وأما إذا لم يكن العدو في جهة القبلة، جعل الناس طائفتين: طائفة تجاه العدو، وطائفة معه، وصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صاروا إلى مكان تلك الطائفة فأدركوا الركعة الثانية مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم سلم هو وقضى كل من الطائفتين ركعة بعد سلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي بعض الأحيان كان يصلي بالطائفة الأولى ركعتين، فإذا تشهد خرج المأمون من الصلاة وتوقف الرسول صلى الله عليه وسلم في التشهد، إلى أن تأتى الطائفة
(1) انظر صحيح البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة ذي الرقاع حديث رقم (4129 ج 7 ص 421)، وصحيح مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (57) صلاة الخوف حديث رقم (841 ج 1 ص 575)، وسنن أبي داود في كتاب الصلاة، باب صلاة الخوف حديث رقم (1237 ج 2 ص 12 - 13)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب من يقوم صف الإمام .. حديث رقم (565 ج 2 ص 455)، والنسائي (3/ 170 - 171) في صلاة الخوف، ومالك في كتاب صلاة الخوف (1) صلاة الخوف حديث رقم (2 ج 1 ص 183 - 184).
الأخرى، فيصلي بهم ركعتين، ويسلموا جميعا، فيكون قد صلى صلى الله عليه وسلم أربعا، وهم ركعتين، وحينا كان يصلي بكل طائفة ركعتين مستقبلا ويسلم، وحينا كان يصلى بكل طائفة ركعة.
والطائفة الأولى يخرجون من الصلاة بعد تمام ركعة، وتأتى الطائفة الأخرى، فيصلون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويخرجون معه من الصلاة، فتكون طائفة قد صلت ركعة، وصلى الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين (1).
وهذه الوجوه كلها جائزة، وبعض علماء الحديث روى هذه الصلاة على خمسة عشر وجها، لكن أصح الوجوه هذا الذي بيناه، وبالله التوفيق.
(1) متفق عليه، رواه البخاري في كتاب صلاة الخوف، باب صلاة الخوف حديث رقم (942 ج 2 ص 429)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب (57) حديث رقم (839 ج 1 ص 574) وأبو داود في كتاب الصلاة باب من قال يصلي بكل طائفة ركعة .. حديث رقم (1243 ج 2 ص 15 - 16)، والترمذي أبواب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الخوف حديث رقم (564 ج 2 ص 453 - 454)، والنسائي (3/ 171 - 173) في صلاة الخوف، ومالك في صلاة الخوف، باب صلاة الخوف حديث رقم (3 ج 1 ص 184).