الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل آداب النبي في العطاس
كان صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده المباركة أو ثوبه على فيه، وخفض صوته وقال:"التثاؤب الرفيع والعطسة الشديدة من الشيطان"(1). وقال: "إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم، وحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه، أن يقول له: يرحمك الله، فإن التثاؤب إما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم، فليرد ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"(2).
وفي صحيح البخاري، أنه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال رحمك الله" فليقل: يهديك الله ويصلح بالكم" (3).
وعطس رجلان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم "فشمت أحدهم، ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته وعطست فلم تشمتنى؟ فقال: هذا حمد الله وأنت لم تحمد الله"(4).
وفي صحيح مسلم قال: "إذا عطس أحدكم، فحمد الله فشمتوه، وإن لم يحمد الله فلا تشمتوه"(5) قال: "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه"(6).
(1) أخرجه البخاري بنحوه في صحيحه (ج 10 ص 501)، وانظر رياض الصالحين للنووى (ص 382).
(2)
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (ج 10 ص 501)، وذكره النووى في رياض الصالحين (ص 383).
(3)
أخرجه أبو داود في سننه حديث رقم (5038) والترمذي حديث رقم (2740)، وذكره النووى في رياض الصالحين (ص 383).
(4)
متفق عليه أخرجه البخاري (10/ 504)، ومسلم برقم (2991) وأبو داود (5039)، والترمذي (2743).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه حديث رقم (2992)، وأورده النووى في رياض الصالحين (ص 383).
(6)
متفق عليه أخرجه البخاري (ج 3 ص 90)، ومسلم حديث رقم (2162).
وفي سنن أبي داود "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال، وليقل أخوه أو صاحبه يرحمك الله، ويقول هو: يهديكم الله ويصلح بالكم".
وظاهر الأحاديث يدل على أن التشميت فرض، على كل من سمع حمد العاطس، وأن تشميت الواحد لا يجزى عن الباقين، وهذا قول جماعة، من أكابر العلماء وهو ظاهر.
وهذا الشعار مهجور في بلاد الهند إلى الغاية والنهاية، ولا يأتى بها إلا خواص من الصلحاء، ومن قصد متابعة السنة النبوية.
وأما عامة الخلق فإنهم لا يعرفون هذا المعروف ولا يعلمونه.
ونسأل الله السلامة، وفي سنن أبي داود، "عطس رجل من القوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"السلام عليكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك وعلى أمك" ثم قال: "إذا عطس أحدكم فليحمد الله، وليقل له من عنده يرحمك الله، وليرد - يعني عليك - يغفر الله لنا ولكم"(1).
وقوله في الجواب عليك، وعلى أمك، إشارتان:
إحداهما: أن سلامك في هذا المحل لغير موقع كما لو سلم على أمك.
والثانية: تذكيره أن هذا من أدب الأميين، ومن أدب أناس حرموا تربية الرجال، ونشأوا في حجر الأمهات، وتشريع الحمد في وقت العطاس لأن العطسة نعمة، وحصول منفعة، إذ بها تخرج البخارات المختنقة من الدماغ، وبقاؤها يورث أمراضا وأوجاعا.
(1) أخرجه أبو داود في سننه حديث رقم (5038)، والترمذي (2740).
وعطس شخص عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "يرحمك الله" ثمَّ عطس أخرى ثانية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الرجل مزكوم"(1) وجاء في حديث "شمت أخاك ثلاثًا فإن زاد فهو زكام" وفي لفظ "إذا عطس أحدكم، فليشمته جليسه، فإن زاد على ثلاثة فهو مزكوم ولا تشميت بعد ثلاث"(2).
فإذا لم يحمد العاطس ينبغي للحاضرين أن يحمدوا تذكيرا له وقال بعض العلماء: يحمدوا تعزيزًا له، لأنه لو كان سنة كان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بفعلها.
(1) لم نجده بلفظ المصنف وأخرج مثله مسلم في صحيحه حديث رقم (2992).
(2)
تقدم تخريجه.