الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في أذكار النبي صلى الله عليه وسلم
-
قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه (1)، يعني في جميع أوقاته، وكان لا يعوقه شيء، عن ذكر الحق سبحانه، لأن جميع كلامه كان في ذكر الله، والأمر والنهي والتشريع للأمة، وكله ذكر، وبيان الأسماء والصفات، وأحكام الله تعالى، والوعد والوعيد، وكل هذا ذكر، والثناء والدعاء والتمجيد، والتحميد والتسبيح، والسؤال، والترهيب والترغيب، بالكلية ذكر الحق سبحانه، وحال سكوته أيضا، كان قلبه وضميره في الذكر، فتكون أنفاسه مشتملة على الذكر، وحالة قيامه، وقعود، ورقوده، وذهابه، وإيابه، وجميع حالاته، لا ينفك فيها عن ذكر الله.
وكان إذا استيقظ من منامه قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"(2) وروت عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هب من الليل كبر عشرا، وحمد عشرا، وقال: سبحان الله وبحمده، عشرا، وقال: سبحان الملك القدوس عشرا، واستغفر الله عشرا، وهلل عشرا، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا، وضيق يوم القيامة عشرا، ثم يفتتح الصلاة" (3).
وعنها أيضا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ، قال: لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب" وهذان الخبران ثبتا في سنن أبي داود.
(1) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (373)، وأبو داود برقم (18)، والترمذي برقم (3381).
(2)
أخرجه البخاري (ج 11 ص 96، 97 و 111)، وأبو داود برقم (5049)، والترمذي (3413).
(3)
انظر صحيح مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (26) الدعاء في صلاة الليل وقيامه حديث رقم (771 ج 1 ص 534 - 536)، والنسائي (2/ 129).
وروى البخاري في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته (1).
وقال ابن عباس: بت ليلة في بيت خالتي ميمونة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما استيقظ من النوم، نظر إلى السماء، وقرأ عشر آيات من أخر سورة آل عمران:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (2) إلى آخر السورة.
ثم قال: "اللهم أنت نور السموات والأرض، ومن فيهن، فلك الحمد، أنت قيوم السموات والأرض، ومن فيهن، فلك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي، ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله"(3).
وروت عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من نومه قال: "اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافبل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك، إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم"(4).
(1) لم نعثر عليه.
(2)
سورة آل عمران آية رقم 190.
(3)
متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب (60) قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت" حديث رقم (6398 ج 11/ 196)، ومسلم في كتاب الإيمان باب (92) حديث رقم (214 ج 1 ص 196)، والإمام أحمد في مسنده (4/ 417 و 5/ 270 و 6/ 93) وانظر صحيح البخاري (ج 8 ص 175).
(4)
انظر صحيح مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (26) الدعاء في صلاة الليل وقيامه حديث رقم (771 ج 1 ص 534 - 536)، والنسائي (2/ 129) في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء بين التكبير والقراءة، عن جابر بن عبد الله.
وكان في بعض الأحيان يفتتح الصلاة بهذا الدعاء، وكان إذا فرغ من صلاة الوتر قال:"سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس"(1) وكان في الثالثة يرفع صوته، وكان إذا أراد الخروج من بيته يقول:"بسم الله توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أَزل أو أُزل، أو أَضل أو أُضل، أو أَجهل أو يُجهل علي"(2).
قال صلى الله عليه وسلم: "من قال - يعني - إذا خرج من بيته: "بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: كفيت، ووقيت، وهديت، وتنحى عنه الشيطان".
وقال ابن عباس: لما بت في بيت خالتي ميمونة، سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما خرج من حجرته، يريد صلاة الصبح، في المسجد. يقول:"اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في بصري نورا، واجعل من خلفي نورا، ومن أمامي نورا، واجعل من فوقي نورا، ومن تحتي نورا، اللهم اعطني نورا"(3).
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد خرج من بيته، يريد الصلاة، فقال: "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاى هذا إليك، فإني لم أخرج بطرا، ولا أشرا، ولا رياء، ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، إلا قيض الله له سبعين ألف ملك، يسألون له الرحمة، وأقبل الله بوجهه الكريم عليه حتى يفرغ من صلاته" (4).
(1) أخرج مثله أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج 3 ص 208 - 209) ، وذكره البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (ج 1 ص 77) وصحيح مسلم (487) ، وأبو داود (872) ، والنسائي (2/ 224).
(2)
انظر المدخل إلى السنة (ص 20) وسنن أبي داود (1545) ، والنسائي (3/ 56).
(3)
لم نعثر عليه فيما بين أيدينا من مصادر.
(4)
لم نعثر عليه فيما تحت أيدينا من مراجع.
وفي سنن أبي داود، من قال عند دخول المسجد:"أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، إلا قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك"(2).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: "اللهم صل على محمد وسلم، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك". وكان إذا صلى الصبح، جلس في مصلاه إلى طلوع الشمس، ثم صلى ركعتين.
وورد في فضل ذلك، أحاديث كثيرة تزيد على عشرة. وقال: هذا عمل يعدل حجة وعمرة تامة تامة تامة، وكان يقول عند الصباح:"اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور، أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم، وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر هذا اليوم، وشر ما بعده، وأعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر" وكان يقول عند المساء "أمسينا وأمسى الملك لله"(3) إلى آخره.
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله علمني كلمات أقولها في الصباح والمساء، قال: قل: "اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (ج 1 ص 26).
(2)
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي حميد وانظر دور المساجد في الإسلام (ص 37).
(3)
أخرجه الأربعة، ورواه الترمذي في كتاب الدعوات باب (13) ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمس حديث رقم (3391 ج 5 ص 465، 466) ، وأبو داود في كتاب الأدب باب ما يقول إذا أصبح حديث رقم (5068 ج 4 ص 317) وذكره صاحب السلام (ج 4 ص 433).
نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسى سوءًا أو أجره إلى مسلم" (1). قل هذا عند الصباح، والمساء، ووقت النوم. وقال: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض، ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم يضره شيء" (2).
قال: "من قال حين يمسي، وإذا أصبح: "رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، كان حتما على الله أن يرضيه" وقال: من قال حين يصبح، أو يمسي:"اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك وملائكتك، وجميع خلقك، بأنك أنت الله، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربعا أعتقه الله من النار"(3).
وقال: من قال حين يصبح: "اللهم ما أصبح بى من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر، "فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته" (4).
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات، حين يمسي وحين يصبح "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعتي، اللهم احفظني من
(1) أخرجه أبو داود في سننه برقم (5067)، والترمذي برقم (3389) وسنده حسن وصححه ابن حبان برقم (2349) وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 513) وقال صحيح ووافقه الذهبي.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه حديث رقم (5088)، والترمذي حديث رقم (3385)، وأحمد في مسنده (446) و (474) ، وابن ماجه (369) وسنده صحيح، وصححه ابن حبان برقم (2352)، والحاكم (ج 1 ص 514) ووافقه الذهبي، وذكره النووي في رياض الصالحين ص (548).
(3)
لم نجده فيما تحت أيدينا من مراجع.
(4)
لم نجده فيما وقع تحت أيدينا من مراجع.
بين يدى، ومن خلفى، وعن يمينى، وعن شمالى، ومن فوقى، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتى، أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، الله إنى أسألك خير هذا اليوم، فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده" (1).
وكان إذا صار المساء يقول: "أمسينا وأمسى الملك لله" إلى آخره. وقال لبعض بناته قولى حين تصبحين: "سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، فإن من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسى، ومن قالهن حين يمسى حفظ حتى يصبح"(2).
وقال لبعض الصحابة: ألا أعلمك كلمات أن قلتهن أبدل الله همك فرجا، وأدى دينك؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: "إذا أصبحت وإذا أمسيت: "اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" (3).
قال الراوي: ففعلت فأبدل الله تعالى همى وغمى فرجا، وقضى دينى، وقال: "من قال عند الصباح والمساء: اللهم إنى أصبحت منك في نعمة
(1) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب باب ما يقول إذا أصبح حديث رقم (5074 ج 4/ 318، 319)، وابن ماجه في كتاب الدعاء باب (14) ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى وإذا آوى إلى فراشه حديث رقم (3871 ج 2/ 1273، 1274)، وابن حبان في كتاب الأذكار باب (10) ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى وإذا آوى إلى فراشه حديث رقم (2356)، موارد الظمآن (ص 585 - 586).
(2)
أخرج نحوه الشيخان انظر صحيح البخاري في كتاب الدعوات باب (65) فضل التسبيح حديث رقم (6405 ج 11 ص 206)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء .. الخ باب فضل التهليل والتسيبح والدعاء رقم (2691 ج 4/ 2071)، والترمذي في كتاب الدعوات (ج 5 ص 510 - 11) برقم (3463)، وأحمد في مسنده (2/ 302 - 310 - 375 - 515).
(3)
أخرجه النسائي (ج 8 ص 265) في كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من غلبة الدين.
وعافية وستر، فأتم على نعمتك وعافيتك وسترك، كفاه الله هموم الدنيا والآخرة" (1).
وجاء شخص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى تصيبنى آفات كثيرة، فقال صلى الله عليه وسلم:"قل عند كل صباح: بسم الله على نفسى وأهلى فإنك لا تصاب"(2).
وقال لفاطمة رضي الله عنها: ما الذي يمنعك أن تسمعى ما أوصيك به: تقولين إذا أصبحت وإذا أمسيت: "يا حي يا قيوم، بك أستغيث، فاصلح لي شأنى كله، ولا تكنى إلى نفسى طرفة عين"(3).
وقال: "من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسى: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سبعا كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة"(4).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال في أول النهار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، اللهم إنى أعوذ بك من شر نفسى، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط
(1) لم نجده.
(2)
لم نجده في المصادر التي بأيدينا.
(3)
انظر سنن أبي داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح حديث رقم (5074 ج 4/ 318 - 319)، وابن ماجه في كتاب الدعاء باب (14) ما يدعو به الرجل إذا أصبح حديث رقم (3871 ج 2 ص 1273، 1274)، وابن حبان في كتاب الأذكار باب (10) ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى وإذا آوى إلى فراشه حديث ر قم (2356) موارد الظمآن (ص 585 - 586).
(4)
أخرج البخاري في صحيحه (ج 8 ص 172) عن ابن عباس: "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:"إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" وانظر مسند الإمام أحمد (ج 6 ص 24).
مستقيم. لم تصبه مصيبة حتى يمسى، ومن قالها في أول الليل لم تصبه مصيبة حتى يصبح" (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: "سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتنى، وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبى، فاغفر لي، فإنه لا يغفر إلا أنت".
"من قالها في أول النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل، وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة"(2).
وقال: "ومن قال حين يصبح وحين يمسي: "سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة مما جاء به إلا أحد قال: مثل ما قال، أو زاد عليه" (3).
وقال: "من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة، من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسى، وإن قالها إذا أمسى، كان له مثل ذلك حتى يصبح، ومن قالها في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائه حسنة، ومحت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان، يومه ذلك حتى يمسى، ولم يأت بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه"(4).
(1) لم نجده في المصادر التي بأيدينا.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (ج 11 ص 83، 84).
(3)
متفق عليه أخرجه البخاري في صحيحه (11/ 168 - 169)، ومسلم (2691)، وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 209)، والترمذي برقم (3464).
(4)
متفق عليه. انظر صحيح البخاري (ج 11 ص 169)، ومسلم حديث (2693).
ثبت في مسند الإمام أحمد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم: علم زيد بن ثابت هذا الدعاء وأمره بالمواظبة على ذلك كل صباح، لبيك اللهم لبيك، وسعديك، والخير كله في يديك، ومنك وإليك، اللهم ما قلت من قول، أو حلفت من حلف، أو نذرت من نذر، فمشيئتك بين يدى ذلك كله، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير.
اللهم ما صليت من صلاة، فعلى من صليت، وما لعنت من لعن، فعلى من لعنت، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفنى مسلما، وألحقنى بالصالحين، اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ذا الجلال والإكرام، فإني على عهدك في هذه الحياة الدنيا، وأشهدك وكفى بك شهيدًا بأنى أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق، والساعة حق، آتية لا ريب فيها، وأنك تبعث من في القبور، وإنك أن تكلنى إلى نفسى، تكلنى إلى ضعف، وعورة، وخطيئة، وإنى لا أثق إلا برحمتك، فاغفر لي ذنوبى كلها، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب على إنك أنت التواب الرحيم" (1).
وكان يقول عند الصباح: "اللهم إنى أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجو، أصبح الأمر بيد غيرى، وأصبحت مرتهنا بعملى، فلا فقير أفقر منى، اللهم لا تشمت بى عدوى ولا تسوء في صديقى، ولا تجعل مصيبتى في دينى ولا تجعل الدنيا أكبر همى، ولا مبلغ علمى، ولا تسلط على من لا يرحمنى، اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير.
الله عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء، وملكيه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسى، ومن شر
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وانظر صحيح البخاري في كتاب الدعوات باب (2) أفضل الاستغفار حديث رقم (6306 ج 11/ 97، 98)، والترمذي في كتاب الدعوات باب (15) حديث رقم (3393 ج 5/ 467 - 468).
الشيطان، وشركه، سبحان الله وبحمده، لا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، فسبحان الله حين تمسون، وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحى من الميت، ويخرج الميت من الحى، ويحيى الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون. اللهم إنى أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. اللهم إنى أسألك العفو والعافية في دينى ودنياى، وأهلى ومالى.
اللهم استر عوراتى وآمن روعاتى. اللهم احفظنى من بين يدى، ومن خلفى، وعن يمينى، وعن شمالى، ومن فوقى، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتى. اللهم أصبحنا نشهدك، ونشهد حملة عرشك، وملائكتك وحمله عرشك (1) وجميع خلقك، أنك أنت الله، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر، أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين" (2).
وكان يقول: "اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلنى إلى نفسى طرفة عين، وأصلح لي شأنى كله، لا إله إلا أنت، اللهم إنى أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وأعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها، وأعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، وفجاءة نقمتك ومن جميع سخطك (3).
اللهم إنى أعود بك من شر ما علمت، ومن شر ما لم أعلم، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت،
(1) هكذا في الأصول من مخطوطات الكتاب. ويبدو أن هذا سهو من الناسخ.
(2)
أخرجه أبو داود في كتاب الأدب باب ما يقول إذا أصبح حديث رقم (5074 ج 4/ 318، 319)، وابن ماجه في كتاب الدعاء باب (14) ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى: إذا آوى إلى فراشه حديث رقم (2356) موارد الظمآن (ص 585 - 586).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب (26) حديث رقم (2739 ج 4 ص 2097)، وأخرجه أبو داود برقم (1545).
وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر (1) لا إله إلا أنت.
اللهم إنى أعوذ بك من شر سمعى ومن شر بصرى، ومن شر لسانى، ومن شر قلبى، ومن شر عينى، اللهم إنى أعوذ بك من التردى، ومن الغرق، والحرق، والهدم، وأعوذ بك من أن يتخبطنى الشيطان عند الموت، وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك من أن أموت لدنيا. أعوذ بكلمات الله التامات من شر غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون.
اللهم ألهمنى رشدى، وأعذنى من شر نفسى، وأعوذ بوجه الله العظيم، الذي لا شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات، الذي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، من شر ما خلق، وذرا وبرا.
اللهم اغفر لي جدى، وهزلى، وخطئى، وعمدى، وكل ذلك عندى، اللهم أصلح لي دينى الذي هو عصمة أمرى، وأصلح لي دنياى التي فيها معاشى، وأصلح لي آخرتى التي فيها معادى، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر (2).
اللهم إنى أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، رب أعنى، ولا تعن على، وانصرنى، ولا تنصر على، وأمكر لي، ولا تمكر على، واهدنى ويسر لي الهدى، وانصرنى على من بغى على، رب اجعلنى لك شاكرا، لك ذاكرا، لك رهابا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتى، واجب دعوتى، واغسل حوبتى، وثبت حجتى، وسدد لسانى، وأيد قلبى، واسلل سخيمة صدرى.
(1) متفق عليه أخرجه البخاري (ج 11 ص 165، 166)، ومسلم حديث رقم (2719)،
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء باب (18) التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل حديث رقم (2720 ج 4/ 287) وانظر سبل السلام (ج 4 ص 436).
اللهم ما رزقتنى مما أحب، فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عنى مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب. اللهم اقسم لنا من خشيتك، ما تحول به بينى وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقوتنا، ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.
اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحينى ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفنى إذا علمت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك من الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقاءك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة.
اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين، اللهم اجعلنى أعظم شكرك، وأكثر ذكرك، واتبع نصحك، واحفظ وصيتك. اللهم إنى أسألك الصحة، والعفة، والأمانة، وحسن الخلق، والرضا بالقدر.
اللهم طهر قلبى من النفاق، وعملى من الرياء، ولسانى من الكذب، وعينى من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
اللهم اجعل سريرتى خيرا من علانيتى، واجعل علانيتى صالحة، اللهم إنى أسألك من صالح ما تؤتى الناس، من الأهل، والمال، والولد، غير الضال والمضل. اللهم اهدنى وسددنى، اللهم رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم، يا ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء، أنت آخد بناصيته.
اللهم أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر، يا أرحم الراحمين.
اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنى لما اختلف فيه من الحق بإذنك، أنت تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم" (1).
ومهما أمكن ينبغي أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكيفيات الصلاة المنقولة عن حضرته صلى الله عليه وسلم كثيرة ذكرناها في كتاب "الصلاة والبشر".
أحدها: اللهم صلى على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته (2).
الكيفية الثانية: اللهم صل على محمد، وعلى أهل بيته، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم صل علينا معهم، اللهم بارك على محمد، وعلى أهل بيته، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك علينا معهم، صلوات الله وصلوات المؤمنين، على محمد، النبي الأمي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجميع ما عد من الكيفيات، ثمان وأربعون.
المروى منها عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ست وثلاثون، والباقى من الصحابة والتابعين. وللعلماء خلاف في أيها أفضل. قال الشيغ محيى الدين النواوي في كتاب الأذكار: أفضلها أن يقول: "اللهم صل على محمد عبدك، ورسولك، النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه، وذريته كما صليت على
(1) أخرجه مسلم في صحيحه مختصرا (ج 8 ص 78) كتاب الذكر والتوبة والاستغفار باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره الإمام البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بسنده (ج 1 ص 357، 358) وأخرج جزءا منه كبيرا الإمام الترمذي في سننه (3497)، والحاكم في المستدرك (1/ 528) من طريق حسن، وذكره النووى في رياض الصالحين (ص 369 - 370).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه برقم (405)، والترمذي برقم (2318)، وأبو داود (980، 981) النسائي (3/ 45، 46).