المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حروف الجر هاك حروف الجرّ وهي: من وإلى وحتى وخلا وحاشى - شرح ألفية ابن مالك المسمى تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - جـ ٢

[ابن الوردي الجد، زين الدين]

فهرس الكتاب

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلّم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل [وصيغ المبالغة واسم المفعول]

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين [والمفعولين] والصفات المشبهات بها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئس وما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌[عطف البيان]

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النّداء

- ‌فصل [تابع المنادى]

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌النّدبة

- ‌التّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التّوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل (لو) على ضربين:

- ‌أمّا ولولا ولو ما

- ‌الإخبار بسبب الذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأيّ وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النّسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التّصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإبدال

- ‌فصل تبدل الواو غالبا من ياء هي لام فعلى

- ‌فصل إن يسكن السابق من واو وياء التقيا في كلمة

- ‌فصل ذو اللين

- ‌فصل وتحذف فاء الأمر والمضارع تخفيفا

- ‌الإدغام

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ ‌حروف الجر هاك حروف الجرّ وهي: من وإلى وحتى وخلا وحاشى

‌حروف الجر

هاك حروف الجرّ وهي: من وإلى وحتى وخلا وحاشى وعدا وفي وعن وعلى ومذ ومنذ وربّ واللام وكي والواو والتاء والكاف والباء، ولعلّ في عقيل (1)، ومتى في هذيل (2).

ثمّ منها ما يجرّ الظاهر فقط، وهي: مذ ومنذ (3) وحتى والكاف والواو وربّ والتاء.

وتختصّ مذ ومنذ بأسماء الزمان، وربّ بالنكرات للتقليل (4)، وقد يكون للتكثير (5)، كقوله:

221 -

ربّ رفد هرقته ذلك اليوم وأسرى من معشر (6) أقيال (7)

(1) شرح العمدة 268.

(2)

المرجع السابق 267.

(3)

في ظ (منذ ومذ).

(4)

في ظ (لتقليل).

(5)

في ظ (لتكثير).

(6)

في ظ (بمعشر) بدل (من معشر).

(7)

البيت من الخفيف، للأعشى ميمون، وقال العيني: لأعشى همدان عبد الرحمن بن عبد الله، ولم أجده في ديوانه. وروي (أقتال) بدل (أقيال).

المفردات: رفد: الرفد (بكسر الراء وفتحها) الشيء المبذول، والقدح الضخم، ويكنى بإراقة الرفد عن الموت. أسرى: جمع أسير. معشر: جماعة.

أقيال: جمع قيل، وهو الملك من ملوك حمير. أقتال: جمع قتل (بكسر فسكون) وهو العدوّ. -

ص: 357

وتختصّ التاء باسم الله، وحكى الأخفش: تربّ (1) الكعبة (2).

وقد تدخل (ربّ) على مضمر بلفظ الغيبة يلزم الإفراد والتذكير، والتفسير بعده بمييز كمميز عشرين (3)، نحو: ربّه امرأة لقيتها، وربّه رجلين لقيتهما، أنشد أحمد بن يحيى (4):

222 -

واه رأبت وشيكا صدع أعظمه

وربّه عطبا أنقذت من عطبه (5)

- الشاهد في: (رب رفد) فقد جرت (رب) النكرة للتكثير، والغالب فيها الدلالة على التقليل. ويرى ابن درستويه أنها للتكثير دائما.

ديوان الأعشى ميمون 63 وابن الناظم 140 وشفاء العليل 675 والعيني 3/ 251 والخزانة 4/ 176 والإيضاح العضدي 252 وابن يعيش 8/ 28 والهمع 1/ 9 والدرر 1/ 5.

(1)

في م (برب).

(2)

شرح الكافية 792 وشرح العمدة 270 وابن الناظم 141.

(3)

يفهم من قوله: «كمميز عشرين» أن تمييز الضمير الداخلة عليه (رب) يكون مفردا منصوبا، ولم يقل أحد بإفراده، وإنما اتفق على مطابقته الضمير معنى، كما مثل. ولعله قصد مشابهته لمميز عشرين في النصب؛ بدليل تمثيله بقوله:

ربه رجلين.

(4)

يعني ثعلبا. انظر شرح الكافية الشافية 794.

هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار، مولى بني شيبان، المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة في زمانه، أخذ عن سلمة بن عاصم، وابن سلام الجمحي، وأخذ عنه أبو الحسن سليمان الأخفش وابن الإنباري.

من تصانيفه: المصون في النحو، واختلاف النحويين ومعاني القرآن ومعاني الشعر. وكانت حياته من (200: 291 هـ). تاريخ الأدباء النحاة 157 وبغية الوعاة 396.

(5)

البيت من البسيط، ولم أقف على قائله. وروي:(عطب) بالجر على تقدير من. ولا شاهد عليها لما أورده الشارح. -

ص: 358

وقد تجرّ الكاف ضمير الغائب (1) متصلا، كقوله يصف حمار وحش وأتنا (2):

223 -

ولا ترى بعلا ولا حلائلا

كه (3) ولا كهنّ إلا حاظلا (4)

- المفردات: واه: ضعيف. رأبت: أصلحت. وشيكا: سريعا. صدع: شقّ.

عطبا: هالكا. والمعنى: رب شخص ضعيف أنقذته فسددت حاجته.

الشاهد في: (ربه عطبا) فقد دخلت (رب) على ضمير الغائب مفردا مذكرا مفسرا بتمييز مفرد منصوب.

وقد اختلف النحاة فاشترط الجمهور لدخول (رب) على الضمير أن يكون للغائب المفرد المذكر مفسرا بتمييز منصوب مطابق له معنى، وأجاز الكوفيون مطابقة التمييز للضمير لفظا، فيقولون: ربها امرأة لقيت، وربهما رجلين أو امرأتين لقيت، وربهم رجالا لقيت وربهن نساء لقيت.

شرح الكافية الشافية 794 وشرح العمدة 271 وابن الناظم 141 والمساعد 2/ 290، 292 وشرح التحفة 247 وشرح شواهد شرح التحفة 278 وابن عقيل 2/ 10 والعيني 3/ 257 والهمع 1/ 66 و 2/ 27 والدرر 1/ 245 و 2/ 20 والأشموني 2/ 208.

(1)

في ظ (غائب).

(2)

في ظ (وإناثه).

(3)

في م (له).

(4)

البيت من رجز لرؤبة بن العجاج، ونسبه سيبويه للعجاج.

المفردات: بعلا: زوجا. حلائلا: جمع حليلة وهي الزوجة. كه: الضمير يرجع إلى حمار الوحش. كهن: الضمير يرجع إلى إناث حمار الوحش.

حاظلا: مانعا زوجته من التزوج بغيره.

الشاهد في: (كه، وكهنّ) حيث جرّت الكاف ضمير الغائب المتصل للضرورة الشعرية، فهي لا تدخل إلا على الاسم الظاهر.

ديوان رؤبة 128 وسيبويه والأعلم 1/ 392 والأصول 2/ 123 والضرورات الشعرية للقيرواني 227 وشرح الكافية الشافية 791، 793 وشرح العمدة -

ص: 359

وقد يدخل على ضميري الرفع والنصب المنفصلين كقول بعض العرب: ما أنا كأنت، وما أنا كإيّاك (1)، أنشد الكسائي:

224 -

فأحسن وأجمل في أسير كأنه

ضعيف، ولم يأسر كإيّاك آسر (2)

ولا تدخل (كي) إلّا على (ما) الاستفهامية أو (ما) المصدرية، أو (أن) أختها، مثل: كيم (3) فعلته؟ بمعنى: لم؟ .

225 -

... يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع (4)

- 269 وابن الناظم 141 وشفاء العليل 669 والمرادي 2/ 199 والعيني 3/ 256 والخزانة 4/ 274 والهمع 2/ 30 والدرر 2/ 27.

(1)

انظر المرادي 2/ 198 وشفاء العليل 670، وهذه رواية شرح العمدة 270.

(2)

البيت من الطويل، ولم أقف على قائله، وفي الخزانة:(فأجمل وأحسن) وروي: (أسيرك إنه) وهي أنسب للمعنى.

الشاهد في: (كإياك) حيث دخل حرف الجر الكاف على ضمير النصب المنفصل، وهذا قليل، والكثير دخوله على الاسم الظاهر.

مجالس ثعلب 133 وشرح العمدة 270 والمرادي 2/ 198 وشفاء العليل 670 وضرائر الشعر لابن عصفور 262 والهمع 2/ 31 والدرر 2/ 27 والخزانة 4/ 274.

(3)

في الأصل وم (كي).

(4)

في ظ (كما يضر وينفعا).

وهذا عجز بيت من الطويل، وصدره:

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنما

واختلف في قائله على خمسة أقوال، ففي كتاب الصناعتين 315 لقيس بن الخطيم، وصححه العيني 3/ 246، ونسب في أخبار أبي تمام 28 والخزانة 3/ 591 إلى عبد الأعلى بن عبد الله، وفي حماسة البحتري 339 نسب إلى عبد الله بن معاوية 175، ونسب في المغني 182 وشرح شواهده للسيوطي -

ص: 360

226 -

... لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا (1)

- 507 والعيني 3/ 245 للنابغة الجعدي، وللنابغة الذبياني، وليس في ديوان الذبياني. ورواية العيني وحماسة البحتري: (يراد الفتى

).

ورواية ملحقات ديوان قيس، وأخبار أبي تمام، وحماسة البحتري، وكتاب الصناعتين (كيما يضرّ وينفعا) بالنصب، ولا شاهد على هذه الرواية.

الشاهد في: (كيما يضرّ) على أن دخول (كي) على (ما) المصدرية يدل على أن (كي) حرف تعليل وجر، وليست ناصبة، ولذا جاء بعدها الفعل

المضارع (يضر) مرفوعا مؤولا مع (ما) المصدرية في محل جر.

ديوان النابغة الجعدي 246 وملحقات ديوان قيس 235 وديوان عبد الله بن معاوية 59 وشرح الكافية الشافية 782 وشرح العمدة 266 وابن الناظم 140 والمرادي 2/ 190 والمساعد 2/ 261 وشفاء العليل 662 والعيني 4/ 379.

(1)

في ظ (كما) بدل (كيما).

وهذا عجز بيت من الطويل، لجميل بثينة، ونسبه ابن عصفور في ضرائر الشعر لحسان، وليس في ديوانه. ورواية ديوان جميل له كاملا:

فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك هذا أن تغرّ وتخدعا

وقال ابن يعيش إنه وروي: (لسانك هذا كي تضرّ وتخدعا) وعليهما فلا شاهد في البيت لما أورده الشارح، حيث لم تدخل (كي) على (ما) ولا (أن).

الشاهد في: (كيما أن تغر) حيث ظهرت (أن) المصدرية بعد (كي) فدلّ على أن (كي) حرف جرّ وتعليل، وليست ناصبة، وأنه تقدر بعدها (أن) إذا لم تكن موجودة. فالفعل (تغرّ) مضارع منصوب بأن و (ما) قبلها زائدة، والمصدر من (أن) وما بعدها في محل جر بحرف الجر (كي).

ديوان جميل 115 وشرح الكافية الشافية 782، 1533 وشرح العمدة 267 والجنى الداني 262 وشفاء العليل 662، 922 وابن الناظم 140، 262 والمساعد 2/ 260 و 3/ 68 وشرح التحفة 367 وضرائر الشعر لابن عصفور 60 والعيني 3/ 244 و 4/ 379 وابن يعيش 9/ 14، 16 والخزانة 3/ 244، 584 وشرح شواهد شرح التحفة 442 وشرح شواهد المغني للسيوطي 508 والهمع 2/ 5 والدرر 2/ 5.

ص: 361

وتجيء (من) للتبعيض، مثل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ (1) ولبيان الجنس، مثل: الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ (2) ولابتداء الغاية في المكان كثيرا، مثل: مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى (3) وفي الزمان قليلا (4) مثل (5): لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ (6) وللتعليل (7) كما مرّ.

وتجيء زائدة جارة لنكرة بعد نفي أو نهي أو استفهام، مثل:

ما لباغ من مفرّ. وأجازها الأخفش في الإيجاب.

وتجيء بمعنى الباء، مثل: يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ (8) وبمعنى عن، مثل: أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (9) وبمعنى على، مثل: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا (10) وبمعنى إلى (11) كقوله:

(1) سورة البقرة الآية: 8. ولم ترد (بالله) في ظ.

(2)

سورة الحج الآية: 30. وفي ظ (واجتنبوا الرجس

).

(3)

سورة الإسراء الآية: 1.

(4)

في الأصل وم (قليل).

(5)

(مثل) زيادة من ظ.

(6)

سورة التوبة الآية: 108. وورد في م زيادة (أحق).

(7)

في م (للتقليل).

ومثال (من) للتعليل: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل) المائدة 32، ولم يسبق أن ذكرها لذلك.

(8)

سورة الرعد الآية: 11.

(9)

سورة قريش الآية: 4.

(10)

سورة الأنبياء الآية: 77.

(11)

في ظ (لما) بدل (إلى).

ص: 362

227 -

أقبلت لا سعيا ذي (1) اعتراض

لست بغضبان ولا براضي (2)

ومثل: انظر منّي.

و(حتّى) للانتهاء، مثل: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (3).

وتكون اللام كذلك، مثل: سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ (4) يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى (5) و (إلى) كذلك (6).

وتجيء (إلى) بمعنى عند، كقولهم (7): جئت إلى الليل، ومثله:

228 -

... صناع فقد سادت إليّ الغوانيا (8)

(1) في ظ (ملا شعت ذا).

(2)

البيت من الرجز، ولم أقف على قائله ولا من أورده غير الشارح.

الشاهد: ليس في هذا البيت شاهد على ما أورده المصنف من أن (من) تأتي بمعنى (إلى) حيث لم ترد (من) في البيت. وهو بهذه الرواية مكسور.

(3)

سورة القدر الآية: 5.

(4)

سورة الأعراف الآية: 57.

(5)

سورة الرعد الآية: 2.

(6)

مثال انتهاء الغاية لإلى: سرت إلى نصف النهار.

(7)

في ظ (كقوله).

(8)

عجز بيت من الطويل، للراعي النميري. وصدره:

ثقال إذا راد النساء خريدة

المفردات: ثقال: المرأة الثقيلة عن الحركة، يريد الملازمة لبيتها لحيائها. راد النساء: أكثرن من الذهاب والمجيء. خريدة: حييّة. صناع: حاذقة بالأعمال.

سادت: فاقت. الغواني: المرأة الغنية بجمالها عن الزينة.

الشاهد في: (إليّ) على أن (إلى) بمعنى عند.

الديوان 111 والاقتضاب 3/ 358 وشرح أدب الكتاب للجواليقي 263 وجمهرة اللغة (د س ل) 2/ 264.

ص: 363

وبمعنى على كقولهم: عندك طعام أفطر إليه.

وقد يفهم من والباء بدلا، مثل: وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً (1) ومنه:

229 -

جارية لم تأكل المرقّقا

ولم تذق من البقول الفستقا (2)

وكقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يسرّني بها حمر النّعم (3)» .

و(اللام) للملك، نحو: ذا لزيد، ولشبهه، نحو: السرج

(1) سورة الزخرف الآية: 60.

(2)

البيت من رجز قيل: لرؤبة وقيل: لأبي نخيلة السعدي يعمر بن حزن بن زائدة.

ويروى (بريئة) و (دستية) بدل (جارية) ولم يرد البيت الأول في ديوان رؤبة.

الشاهد في: (من البقول) فإن (من) بمعنى (بدل).

ديوان رؤبة 180 وشرح الكافية الشافية 800 والمخصص 11/ 139 وابن الناظم 142 وابن عقيل 2/ 240 والعيني 3/ 276 وشرح شواهد المغني السيوطي 324، 735.

(3)

أخرجه البخاري عن عمرو بن تغلب في (كتاب الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد) 1/ 164، 165 ولفظه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال

فحمد الله ثم أثنى عليه، ثم قال: «أما بعد: فو الله إني لأعطي الرجل

وأكل قوما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير فيهم عمرو بن تغلب» فو الله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم.) وكذا في (كتاب

الجهاد والسير، باب فرض الخمس) 2/ 198. ورواه أحمد برقم (19751 و 19752) كما في البخاري. وانظر شرح الكافية الشافية 801 والمرادي 2/ 207.

وكما أورده الشارح أورده النحاة ونسبوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من كلام عمرو ابن تغلب، يريد أن يظهر سروره وفرحه بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم عليه.

والشاهد فيه مجيء الياء في (بها) بمعنى بدلها.

ص: 364

للفرس (1)، وللتعدية، نحو (2): فَهَبْ لِي (3) وقل (4) له: افعل، وللتعليل كقوله:

230 -

وإني لتعروني لذكراك نفضة

كما انتفض العصفور بلّله القطر (5)

و(6) تزاد مقوية لعامل ضعيف بتأخير، مثل: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (7)(8) ولكونه فرعا على غيره، مثل: فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (16) * (9)، وتزاد لغير ذلك قليلا كقوله:

231 -

وملكت ما بين العراق ويثرب

ملكا أجار لمسلم ومعاهد (10)

(1) في ظ (للدابة).

(2)

في ظ (مثل).

(3)

سورة مريم الآية: 5.

(4)

في ظ (قلت).

(5)

البيت من الطويل، قيل: لمجنون ليلى. وقيل لأبي صخر الهذلي. ورواية صدره في شرح أشعار الهذليين:

إذا ذكرت يرتاح قلبي لذكرها

وما في ديوان المجنون وأورده النحاة أنسب لعجز البيت.

الشاهد في: (لذكراك) على أن حرف الجر اللام للتعليل. أي لأجل تذكري إياك.

شرح أشعار الهذليين 2/ 957 وديوان مجنون ليلى 83 وشرح الكافية الشافية 803 وابن الناظم 143 وأمالي القالي 1/ 149 وشفاء العليل 462، 549 وابن يعيش 2/ 67 والمقرب 1/ 162 والعيني 3/ 67، 378 والإنصاف 253 والخزانة 1/ 552 والهمع 1/ 194 والدرر 1/ 166 والأغاني 5/ 1829.

(6)

في ظ (وقد).

(7)

سورة يوسف الآية: 43. فاللالم في (للرؤيا) جاءت لتقوية العامل المتأخر (تعبرون) للعمل فيما قبله.

(8)

في ظ (أو).

(9)

سورة هود، الآية: 107، والبروج الآية:16. (فعّال) صيغة مبالغة فرع على الفعل (فعل) فضعف عن العمل، فجاءت اللام لتقويته للعمل في (ما).

(10)

البيت من الكامل، للرماح بن ميّادة يمدح عبد الواحد بن سليمان بن -

ص: 365

وتجيء بمعنى عن مع القول، مثل: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ (1)، وتجيء بمعنى على، مثل:

أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ (2).

ومثله (3): قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: «اشتريها واشترطي لهم الولاء (4)» .

وبهذا يزول إشكال الحديث.

- عبد التملك بن مروان، وكان أمير المدينة.

الشاهد في: (لمسلم) حيث زااد اللام لغرض التوكيد، ومسلم في الأصل مفعول به لأجار، المتعدي بنفسه المتقدم على معموله، فهو ليس بحاجة إلى اللام.

الديوان 112 والمساعد 2/ 259 والعيني 3/ 278 والهمع 2/ 33، 157 والدرر 2/ 32، 220 والوحشيات 270.

(1)

سورة الأحقاف الآية: 11. فاللام في (للذين) بمعنى (عن).

(2)

سورة الرعد الآية: 25. اللام في (لهم) بمعنى (على) أي عليهم اللعنة.

(3)

في ظ (ومثل).

(4)

هذا جزء من حديث روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أورده البخاري في عدة أبواب وهو بتمامه في البخاري 2/ 20 في (باب إذا اشترط شروطا في البيع لا تحل) عن عائشة رضي الله عنها، قالت: جاءتني بريرة، فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام وقية، فأعينيني، فقالت: إن أحبّ أهلك أن أعدها لهم، ويكون ولاؤك لي فعلت، فذهبت إلى أهلها، فقالت لهم، فأبوا عليها، فجاءت من عندهم ورسول الله جالس، فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق» . ففعلت عائشة، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

«أما بعد: ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مئة شرط، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق» . -

ص: 366

وتجيء (الباء) و (في) للظرفية، مثل: خالِدِينَ فِيها * (1)، وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ (2) وقد يجيئان للسببية، مثل: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا (3)، «وإنّ امرأة دخلت النار في هرة» (4) وقد سبق.

وتجيء الباء أيضا للاستعانة، نحو: كتبت بالقلم، وللتعدية، مثل: لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ (5) وللإلصاق، نحو: مررت بزيد، وللمصاحبة، نحو: بعتك الدار بأبنيتها (6)، ومنه: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ (7) وبمعنى (من) للتبعيض، كقوله:

232 -

فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النزيف ببرد ماء الحشرج (8)

- وأخرجه البخاري أيضا في (باب ما يجوز من شروط المكاتب، ومن اشترط شرطا ليس في كتاب الله) 2/ 85 و (باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس) 2/ 86. وانظر شرح شواهد شرح التحفة 420. وانظر أقوال علماء الحديث في هذه اللام في التمهيد 22/ 181، 180 والاستذكار 7/ 354 وتنوير الحوالك 1/ 143 وفتح الباري 5/ 190 وعمدة القارئ 4/ 225 وشرح السيوطي 4/ 133 وشرح سنن ابن ماجه 1/ 181.

الشاهد في: (لهم) أورده الشارح على أن اللام في (اشترطي لهم) بمعنى على.

(1)

سورة البقرة الآية: 162 وإبراهيم الآية: 23.

(2)

سورة الصافات الآيتان: 137، 138. فالباء في (بالليل) بمعنى في.

(3)

سورة النساء الآية: 160.

(4)

انظر تخريج الحديث في تعليق (3) ص: 297.

وأورده الشارح هنا شاهدا على أن (في) للسببية، والتقدير والله أعلم: وإنّ امرأة دخلت النار بسبب هرة.

(5)

سورة البقرة الآية: 20.

(6)

في ظ (بأثاثها).

(7)

سورة البقرة الآية: 30.

(8)

من الكامل، في أخت عدي بن أوس، واختلف في قائله على أربعة أقوال، =

ص: 367

وبمعنى (عن) مثل: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1)(1) وتجيء زائدة (2)، مثل: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ (3) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ (4).

و(على) للاستعلاء حسّا، كركبت على الفرس، ومعنى، نحو:

تكبّر عليه، وبمعنى (في)، مثل: عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ (5) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ (6) وبمعنى (عن)، كقوله:

233 -

إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها (7)

= فقيل: لعمر بن أبي ربيعة، وقيل لجميل بثينة، أو لعمرو بن أذينة، أو لعبيد بن أوس الطائي. وانظر الخلاف في قائله في الحيوان واللسان (حشرج) والعيني وشرح شواهد المغني للسيوطي.

المفردات: قرونها: خصلات شعرها. النزيف: العطشان الشديد العطش، شبه مص ريقها بشرب العطشان الماء البارد. الحشرج: كوز الماء، أو النقرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيصفو ويبرد.

الشاهد في: (بقرونها) فإن الباء بمعنى من التبعيضية، أي: ببعض قرونها.

وفيه شاهد آخر، وهو نصب (شرب) على المصدر المشبه به، والتقدير:

شربت ريقها كشرب النزيف للماء البارد.

ملحقات ديوان عمر 488 وديوان جميل 42 وملحقات ديوان عروة بن أذينة 167 وشرح الكافية الشافية 807 وابن الناظم 143 وشفاء العليل 663 والجنى الداني 44 والعيني 3/ 279 وشرح شواهد المغني للسيوطي 320 والهمع 2/ 21 والدرر 2/ 14 والمحكم 4/ 37 والتكملة 1/ 414 والحيوان 6/ 183 واللسان (حشرج)884.

(1)

سورة المعارج الآية: 1.

(2)

في ظ زيادة (كثيرا).

(3)

سورة المؤمنون الآية: 20.

(4)

سورة القلم الآيتان: 5، 6.

(5)

سورة البقرة الآية: 102.

(6)

سورة القصص الآية: 15.

(7)

البيت من الوافر، لقحيف العقيلي، يمدح حكيم بن المسيب القشيري. -

ص: 368

وبمعنى (1)(إلى) كقولهم: دعاني على منزلة لا أريدها.

و(عن) للتجاوز، نحو: أعرض عنه، وقد تجيء بمعنى بعد، مثل: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19)(2).

و(الكاف) للتشبيه وللتعليل، مثل: وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ (3) كما مرّ، وتزاد للتوكيد، مثل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (4) وقد تستعمل اسما فتكون فاعلة، كقوله:

234 -

أتنتهون ولن ينهى ذوي (5) شطط

كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل (6)

- في الكامل قاله العامري.

الشاهد في: (عليّ) على أن (على) بمعنى (عن). وفي الكامل للمبرد أن بني كعب بن ربيعة بن عامر يقولون: رضي الله عليك، فهو يراها لغة بني قشير.

النوادر 480 والكامل 2/ 190 و 3/ 98 والمقتضب 2/ 320 والخصائص 2/ 311، 389 والمحتسب 1/ 52 وأمالي ابن الشجري 2/ 269 وشرح الكافية الشافية 809 وابن يعيش 1/ 120 وابن الناظم 143 والمساعد 2/ 269 وشفاء العليل 666 والعيني 3/ 382 والأزهية 287 والخزانة 4/ 247 والإنصاف 630 والهمع 2/ 28 والدرر 2/ 22 وشواهد المغني للسيوطي 416، 954.

(1)

سقطت الباء من الأصل وم.

(2)

سورة الإنشقاق الآية: 19.

(3)

سورة البقرة الآية: 198. والكاف في الآية الكريمة للتعليل، والتقدير: لهدايتكم.

(4)

سورة الشورى الآية: 11. الكاف في (كمثله) صلة لتوكيد المعنى وتقويته، ولا يصح أن تكون للتشبيه.

(5)

في الأصل وم (ذوو).

(6)

البيت من البسيط، للأعشى ميمون بن قيس، من قصيدته المشهورة (ودع هريرة

) قاله ليزيد بن مسهر الشيباني، ورواية الديوان (هل تنتهون).

الشاهد في: (كالطعن) فالكاف اسم بمعنى مثل في محل رفع فاعل، والعامل ينهى، والتقدير: مثل الطعن. ويجوز إعراب الكاف حرف جر، والجار والمجرور صفة لمحذوف يقع فاعلا، والتقدير: لن ينهى ذوي شطط -

ص: 369

ومبتدأ كقوله:

235 -

أبدا كالفراء فوق ذراها (1)

حين يطوي المسامع الصّرّار (2)

ومجرورة بحرف، كقوله:

236 -

... يضحكن عن كالبرد المنهمّ (3)

- شيء كالطعن، وعليه لا شاهد في البيت.

الديوان 113 والكامل 2/ 266، 267 والمقتضب 4/ 141 والأصول 1/ 439 والخصائص 2/ 311، 389 وسر الصناعة 1/ 283 وأمالي بن الشجري 2/ 229 وشرح الكافية الشافية 812 وابن الناظم 144 وابن يعيش 8/ 43 والمساعد 2/ 277 والعيني 3/ 291 والخزانة 4/ 132، 263 والهمع 2/ 31 والدرر 2/ 29.

(1)

في الأصل وم (دارها) تصحيف.

(2)

البيت من الخفيف، ولم أقف على قائله.

المفردات: الفراء: جمع فرى، بفتح الفاء والراء، الحمار الوحشي. ذراها:

يعني أعالي الجبال. يطوي المسامع: يسدها. الصرّار: قال في اللسان:

وصرّار الليل: الجدجد، وهو أكبر من الجندب. (صرر) 4/ 2432.

الشاهد في: (كالفراء) على أن الكاف اسم بمعنى مثل في محل رفع على الابتداء، خبره الظرف (فوق).

شرح الكافية الشافية 813 وابن الناظم 144 والعيني 3/ 292.

(3)

عجز بيت من الرجز للعجاج، وقبله:

بيض ثلاث كنعاج جمّ

المفردات: نعاج: جمع نعجة وهي البقرة الوجشية. جم: جمع جماء، وهي التي لا قرون لها من الحيوانات ذات القرون. البرد المنهم: الذائب، يعني أن هؤلاء النسوة يضحكن عن أسنان مثل البرد الذائب لطافة ونظافة.

الشاهد في: (كالبرد) على أن الكاف اسم بمعنى مثل، بدليل دخول حرف الجر (عن) عليها.

الديوان 415 والمخصص 9/ 119 وابن الناظم 144 وابن يعيش 8/ 42، 44 والعيني 3/ 294 وشرح شواهد المغني للسيوطي 503 والخزانة -

ص: 370

وكذلك (عن وعلى) يجرّان (1) بمن لا غير، كقوله:

237 -

فقلت للركب لمّا أن علا بهم

من عن (2) يمين الحبيّا نظرة قبل (3)

وكقوله:

238 -

غدت من عليه تنفض الطلّ بعد ما

رأت حاجب الشمس استوى فترفّعا (4)

و(مذ ومنذ) إذا رفعا فهما اسمان بمعنى أوّل المدّة في

- 4/ 262 والهمع 2/ 31 والدرر 2/ 28.

(1)

في ظ (فيجران).

(2)

في ظ (غير).

(3)

البيت من البسيط، للقطامي عمير بن شبيم التغلبي، من قصيدة يمدح بها عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.

المفردات: الحبيّا: بلفظ التصغير، موضع بالشام. نظرة قبل: هي النظرة الأولى التي لم تسبقها نظرة.

الشاهد في: (من عن) على أن (عن) اسم بمعنى جانب بدليل دخول حرف الجر (من) عليه.

الديوان 28 والجمل 60 وشرح الكافية 810 وابن الناظم 144 والمرادي 2/ 218 والعيني 297 وابن يعيش 8/ 41 والمقرب 1/ 195 وأسرار العربية 355 واللسان (حبا) 767 و (عنن)3143.

(4)

البيت من الطويل للصّمّة بن عبد الله القشيري، وفي النوادر ليزيد القشيري وفي اللسان: ليزيد بن الطثرية. وهو قشيري أيضا وروي: (أتت) بدل (غدت).

الشاهد في: (من عليه) على أن (على) اسم بمعنى فوق؛ بدليل دخول حرف الجر (من) عليها.

ديوان الصمة 90 والنواد 453 والمقتضب 2/ 320 وأمالي ابن الشجري 2/ 229 وأسرار العربية 256 وابن يعيش 8/ 38 والأزهية 203 واللسان (علا)3091.

ص: 371

المضيّ، وجميعها في الحضور، وكذا إذا وليهما فعل، نحو:

جئت (1) مذ دعا زيد. وإن جرّا في المضيّ فهما بمعنى (من)(2) أو في الحضور فبمعنى في.

وتدخل (ما) الزائدة على من وعن والباء فلا تكفّهن عن العمل، مثل (3): مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ (4) عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ (5) فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ (6).

وتدخل على (ربّ) والكاف فتكفهما غالبا فيدخلان إذا على الجمل، مثل: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (2)(7)، وكقوله:

239 -

ربّما الجامل المؤبّل فيهم

والغناجيج بينهنّ المهار (8)

(1) سقطت من ظ.

(2)

سقطت من ظ.

(3)

زيادة من ظ.

(4)

سورة نوح الآية: 25. وفي الأصل (خطاياهم) وفي ظ زيادة (أغرقوا).

والشاهد أن (ما) جاءت بعد (من) فلم تكفها عن عمل الجر في (خطيئات).

(5)

سورة المؤمنون الآية: 40. والشاهد جر (قليل) ب (عن) حيث لم تكفها (ما) عن العمل.

(6)

سورة آل عمران الآية: 159. والشاهد في (فَبِما رَحْمَةٍ) حيث جرت الباء (رحمة) ولم تكفها (ما) عن العمل.

(7)

سورة الحجر الآية: 2. وفي ظ (ما) مكان (ربما). والشاهد في (ربما يود) فقد كفت (ما)(ربّ) عن اختصاصها بالأسماء، فجاء بعدها الفعل (يود).

(8)

البيت من الخفيف، لأبي دواد الإيادي، واسمه الجارية بن الحجاج.

المفردات: الجامل: جمع لا مفرد له من لفظه، جماعة الإبل. وقال الجوهري: هو بمعنى القطيع من الإبل برعاته وأربابه. المؤبل: يقال -

ص: 372

وكقوله:

240 -

... كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه (1)

وقد تليهما فلا تكفهما عن الجر كقوله:

- إبل مؤبّلة إذا كانت للقنية .. عناجيج: جمع عنجوج، الخيل الطويلة العنق.

المهار: ولد الفرس الذكر.

الشاهد في: (ربما) فقد كفت (ما) رب عن العمل فدخلت على الجملة الاسمية (الجامل فيهم) وهذا نادر.

قال العيني 3/ 230: «ولأجل هذا قال أبو علي: يجب أن يقدر (ما) اسما مجرورا على معنى شيء، و (الجامل) خبر الضمير المحذوف، وتكون الجملة صفة لما، ويكون التقدير: رب شيء هو الجامل المؤبل» .

أبو دواد الإيادي وما تبقى من شعره 316 وأمالي ابن الشجري 2/ 243 والأزهية 275 وشرح الكافية الشافية 819 وابن الناظم 145 والمرادي 2/ 193 والمساعد 2/ 279، 288 وشفاء العليل 672 والعيني 3/ 328 والخزانة 4/ 188 والهمع 2/ 26 والدرر 2/ 20 وشرح شواهد المغني للسيوطي 405.

(1)

عجز بيت من الطويل لنهشل بن حري، يرثي بها أخاه مالكا حين قتل بصفين مع علي رضي الله عنه. وقيل: للبختري بن المغيرة: وصدره:

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد

المفردات: ماجد: كريم. مشهد: المشهد محضر الناس، وأراد به مشهد صفين. سيف عمرو: أراد الصمصامة، وهو سيف عمرو بن معدي كرب.

مضاربه: جمع مضرب، وهو نحو من شبر من طرف السيف. وخيانة السيف النبوة عند الضرب.

الشاهد في: (كما) حيث كفّ (ما) الكاف عن عمل الجر في الاسم بعدها، فارتفعت كلمة (السيف) على الابتداء.

شرح الكافية الشافية 818 وابن الناظم 145 والمساعد 2/ 278 والعيني 3/ 334 وشرح شواهد المغني للسيوطي 502، 720 والمرزوقي 872 والهمع 2/ 38 والدرر 2/ 42.

ص: 373

241 -

ماويّ يا ربّتما غارة

شعواء كاللذعة بالميسم (1)

وكقوله:

242 -

... كما الناس مجروم عليه وجارم (2)

وحذفت (ربّ) فجرّت بعد (بل) وبعد الفاء قليلا، كقوله:

(1) في ظ (كالذعة) وفي م (المبسم).

والبيت من السريع، لضمرة بن ضمرة النهشلي. وروي (أماوي) وفي النوادر (ماويّ بل ربتما).

المفردات: غارة: الدفع بالخيل على العدو، من (غور). شعواء:

متفرقة. اللذعة: الحرقة بالنار. الميسم: آلة الوسم بالنار.

الشاهد في: (ربتما غارة) حيث دخلت (ما) على (رب) فلم تكفها عن عمل الجر لما بعدها، وهذا غير الغالب فيها.

النوادر 253 ومعاني القرآن 2/ 236 والمخصص 16/ 116 وأمالي ابن الشجري 2/ 153 وشرح الكافية الشافية 817 وابن الناظم 145 وابن يعيش 8/ 31 والمساعد 2/ 279 وشفاء العليل 673 والعيني 3/ 330 والخزانة 4/ 104، 167، 188، 479 والهمع 2/ 38 والدرر 2/ 42.

(2)

عجز بيت من الطويل، لعمرو بن البراقة النهمي، وبراقة اسم أمه، وأبوه منبه، وصدره:

وننصر مولانا ونعلم أنه

الشاهد في: (كما الناس) كالشاهد السابق في بقاء عمل الكاف مع دخول ما عليها؛ فقد عملت في الناس الجر.

شرح الكافية الشافية 817 وابن الناظم 145 وشفاء العليل 672 والمساعد 2/ 279 والمرادي 2/ 230 والعيني 3/ 332 وشرح شواهد المغني 500 والمؤتلف والمختلف 88 وسمط اللآلئ 749 والوحشيات 32 والهمع 2/ 38، 130 والدرر 2/ 42، 170.

ص: 374

243 -

بل بلد ملء (1) الفجاج قتمه

لا يشترى كتّانه وجهرمه (2)

وكقوله:

244 -

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل (3)

(1) في الأصل وم (مثل).

(2)

في الأصل وم (جرهمه) تصحيف.

والبيت من رجز لرؤبة، يمدح به الخليفة العباسي السفاح.

المفردات: الفجاج: الطرق. قتمة: القتم الغبار. كتانه: نوع من الثياب.

جهرمه: بسط شعر تنسب إلى قرية جهرم بفارس.

الشاهد في: (بل بلد) حيث عملت (رب) الجرّ مع حذفها لوقوعها بعد (بل)، وهو قليل.

الديوان: 150 والمقتصد 2/ 836 وأمالي ابن الشجري 1/ 144 وشرح العمدة 273 وابن الناظم 146 والمرادي 2/ 231 وشفاء العليل 680 والإيضاح في شرح المفصل 2/ 162 والجنى الداني 237 والعيني 3/ 335 وشرح أبيات المغني للبغدادي 3/ 3 وشرح التحفة 247 وشرح شواهد شرح التحفة 279 وشرح شواهد المغني للسيوطي 347.

(3)

البيت من الطويل، من معلقة امرئ القيس. ويروى صدره:(فمثلك بكرا قد طرقت وثيّبا) ويروى: (ومرضعا) و (ثيبا) بدل (مرضع) و (محول) بدل (مغيل).

المفردات: طرقت: أتيتها ليلا. ألهيتها: أشغلتها. تمائم: تعاويذ تعلق على الصبيان يعتقتد فيها الجهلة أنها تحمي من العين والجن. مغيل: هي التي تؤتى وهي ترضع، أو ترضع ولدها وهي حامل. وروي (محول) وهي من أتى على ولدها الحول، أي: السنة، ويقال للصغير: محول وإن لم يأت عليه الحول.

الشاهد في: (فمثلك) على: أن (مثل) مجرور ب (رب) المحذوفة بعد الفاء، وهو قليل كما ذكر الشارح.

الديوان 147 وسيبويه والأعلم 1/ 294 والمخصص 16/ 130 وشرح الكافية الشافية 821 وابن الناظم 146 وشفاء العليل 679 والعيني 3/ 336 والمغني 136 وشرح أبيات المغني للبغدادي 4/ 20 وشرح شواهد المغني للسيوطي -

ص: 375

وبعد الواو كثيرا، كقوله:

245 -

وليل كموج البحر أرخى سدوله

عليّ بأنواع الهموم ليبتلي (1)

ودونهنّ نادرا كقوله:

246 -

رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله (2)

وقد يعامل غير (ربّ) معاملتها فيحذف ويبقى جرّه، إمّا مطّردا

- 463 والهمع 2/ 36 والدرر 2/ 38.

(1)

البيت من الطويل من معلقة امرئ القيس التي منها الشاهد السابق.

الشاهد في: (وليل) على جر (ليل) برب محذوفة بعد الواو، وهو كثير. وزعم أن الجر بالواو، وليس بصحيح؛ بدليل الجر برب دون أحد الأحرف السابقة، كما في الشاهد الآتي.

الديوان 151 وشرح التسهيل وشرح العمدة 272 وشرح الكافية الشافية 821 وابن الناظم 146 والمرادي 2/ 52، 233 وشفاء العليل 679 والعيني 3/ 338 وشرح شواهد المغني للسيوطي 782 والخزانة 1/ 372 عرضا والبهجة 254.

(2)

البيت من الخفيف لجميل بثينة.

الشاهد في: (رسم) حيث جر رسم ب (رب) محذوفة دون الواو والفاء وبل، وهذا نادر.

الديوان 81 والخصائص 1/ 285 و 3/ 150 وسر الصناعة 149 وشرح الكافية الشافية 782 وشرح العمدة 274 وابن الناظم 146 وشرح التحفة الوردية 250 والمرادي 2/ 233 والمساعد 2/ 296 وشفاء العليل 680 والعيني 3/ 339 وشرح شواهد شرح التحفة 288 والمغني 121، 136 وشرح أبيات المغني للبغدادي 3/ 81، 190، والخزانة 4/ 199 وشرح شواهد المغني للسيوطي 365، 403.

ص: 376

نحو: بكم درهم اشتريت ثوبك؟ لأنّ مذهب سيبويه والخليل (1) جرّ درهم بمن مضمرة.

ومنه أيضا حذفه لتقدم ذكره في نحو: في الدار زيد، والحجرة عمرو؛ لئلّا يلزم العطف على عاملين مختلفين.

وأجاز يونس (2) امرر بأيّهم أفضل إن زيد وإن عمرو.

قال سيبويه (3): وهو أسهل من إضمار ربّ بعد الواو، فعلم عدم قبحه.

وإما مقصورا على السماع، كحذف (على) من قول رؤبة، وقد قيل له (4): كيف أصبحت؟ خير والحمد لله، وحذف (إلى) فيما

(1) قال: «وسألته عن (على كم جذع بيتك مبنيّ) فقال: القياس النصب، وهو قول عامة الناس، فأما الذين جرّوا فإنهم أرادوا معنى (من) ولكنهم حذفوها، هاهنا تخفيفا على اللسان، وصارت (على) عوضا عنها» . 1/ 293.

وذكر ابن مالك في شرح الكافية الشافية 825 - 826 خلافا حول الجارّ.

(2)

سيبويه 1/ 133. التقدير: إن بزيد وإن بعمرو.

(3)

سيبويه 1/ 133، قال:«ولا يجوز أن تضمر الجارّ، ولكنهم لمّا ذكروه في أول كلامهم شبهوه بغيره من الفعل، وكان هذا عندهم أقوى إذا أضمرت ربّ ونحوها في قولهم: (وبلدة ليس بها أنيس)، ومن ثمّ قال يونس: امرر على أيهم أفضل إن زيد وإن عمرو، يعني إن مررت بزيد أو مررت بعمرو» .

يعني أن الجرّ برب مضمرة بعد الواو ضعيف، وأنّ إضمار حرف الجرّ لا يكون قويّا إلّا إذا جرّ في كلام سابق، كمثال يونس المذكور، تشبيها له بإضمار الفعل في كلام لاحق لتقدم ذكره.

(4)

سقطت من ظ.

ص: 377

أنشد (1) الجوهري (2):

247 -

وكريمة من آل قيس ألفته

حتى تبذّخ فارتقى الأعلام (3)

أي: إلى الأعلام (4).

* * *

(1) في ظ (أنشده).

(2)

هو إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر الفارابي، أصله من فاراب ببلاد الترك، فنسب إليها، إمام في اللغة والأدب، سافر إلى الحجاز وباديتها، والعراق، وحط عصا الترحال بنيسابور، وفيها توفي في حدود سنة 400 هـ.

له كتاب الصحاح. انظر إنباه الرواة 1/ 194 وبغية الوعاة 1/ 446.

(3)

البيت من الكامل، ولم أقف على قائله.

المفردات: كريمة: يقال: رب رجل كريم، فهو وصف للمذكر، والتاء للمبالغة. قيس: أراد القبيلة؛ ولذا منعه الصرف. ألفته: أعطيته ألفا. تبذخ:

شرف. الأعلام: جمع علم، وهو الجبل، والمراد أنه بلغ منزلة عالية من الشرف.

الشاهد في: (الأعلام) حيث حذف الجارّ (إلى) وأبقى عمله الجر في الاسم، والقياس نصبه بعد الحذف.

شرح الكافية الشافية 831 وابن الناظم 146 وشرح التحفة 251 وشرح شواهد شرح التحفة 290 وشفاء العليل 435 والعيني 3/ 341 والهمع 2/ 36 والدرر 2/ 37 والأشموني 2/ 234 والصحاح (ألف) 4/ 1332 واللسان (ألف)108.

(4)

(أي إلى الأعلام) سقطت من ظ.

ص: 378