الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النّداء
للمنادى من الحروف إن كان بعيدا أو نحوه، كساه ونائم:(يا، وأي، وأ، وأيا، وهيا)(1). وإن كان قريبا لا كبعيد فله الهمزة إلّا أن يقصد توكيد.
وله في الندبة (وا)، وكذا (يا) لدليل على الندبة وأمن لبس.
ويجوز حذف حرف النداء من غير الله تعالى ومندوب ومضمر ومستغاث.
ووافق الشيخ (2) الكوفيين فجعل حذفه من اسم الجنس واسم الإشارة مطّردا مستشهدا للأول بنحو قوله صلى الله عليه وسلم:
«اشتدّي أزمة تنفرجي (3)» . «ثوبي حجر (4)» . وقولهم: أصبح
(1) اختلف العلماء في اختصاص بعض هذه الحروف بنداء القريب والبعيد والمتوسط. وزاد الكوفيون (آوآي) في نداء البعيد. انظر شرح الكافية الشافية 1288 - 1289 وغيرها.
(2)
شرح الكافية الشافية 1291 وشرح التحفة الوردية 303 - 306.
(3)
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب 1/ 436، 437. والديلمي في مسند فردوس الأخبار 1/ 516 (1736) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وانظر نهاية غريب الحديث 1/ 47 والجامع الصغير 1/ 42 وشرح الكافية الشافية 1291 وشرح العمدة 295 وشرح التحفة الوردية 303
وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي 367.
والشاهد حذف حرف النداء مع اسم الجنس، والتقدير: يا أزمة.
(4)
أخرجه البخاري في حديث الخضر مع موسى عليه السلام 2/ 247 ومسلم في (فضائل موسى عليه السلام 15/ 126، 127 وأحمد 2/ 315، 514 - 515. -
ليل (1) أطرق كرا (2)، وللثاني بقوله تعالى: ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ (3) وقول ذي الرمة:
385 -
إذا هملت عيني له قال صاحبي
…
بمثلك هذا لوعة وغرام (4)
- وهو بتمامه في البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن موسى كان رجلا حييّا ستّيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستّر إلا من عيب بجلده، إما برص، وإمّا أدرة، وإمّا آفة، وإن الله أراد أن يبرّئه ممّا قالوا لموسى، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلمّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه. فو الله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا؛ فذلك قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) الأحزاب» . وانظر شرح الكافية الشافية 1291 وشرح التحفة الوردية 303 وشرح شواهد شرح التحفة 368 - 369.
والشاهد حذف حرف النداء مع اسم الجنس، والتقدير: يا حجر.
(1)
مجمع الأمثال 1/ 403 وأمثال العرب 123 والمستقصى في أمثال العرب 1/ 200 وشرح التحفة الوردية 303 وشرح شواهده للبغدادي 371. مثل يضرب لمن يظهر الكراهية للشيء، أي: ائت بالصبح. والتقدير: أصبح يا ليل، كالشاهدين السابقين.
(2)
مجمع الأمثال 1/ 431. والتقدير: ياكرا، ويقدر الضم على الألف.
(3)
سورة البقرة الآية: 85. والتقدير: يا هؤلاء. حذف حرف النداء مع اسم الإشارة.
(4)
البيت من الطويل لذي الرمة. والرواية المشهورة (لها) بدل (له) والضمير يعود إلى الأطلال، وعلى رواية (له) للطلل. وفي الديوان (فتنة) بدل (لوعة).
الشاهد في: (هذا) فقد حذف حرف النداء (يا) مع اسم الإشارة، وهو -
وقول طائي:
386 -
ذي دعي الّلوم في العطاء فإنّ ال
…
لوم يغري الكريم في الإجزال (1)
أي: ياذي.
وإذا كان المنادى ذا تعريف حادث بإقبال وقصد، كيا رجل، أو معتاد، كيا زيد، لا (2) مضافا ولا شبيها به، بني على ما كان يرفع به قبل النداء، من ضمة ظاهرة أو مقدّرة، كيا موسى، أو ألف كيا رجلان، يا مسلمان، أو واو، كيا زيدون، يا مسلمون.
وقد يجرى ذو التعريف الحادث بالقصد موصوفا كالنكرة، ففي الحديث:«يا عظيما يرجى لكلّ عظيم» (3).
- جائز لكثرة وروده في القرآن الكريم، وفي النثر والشعر، وبه أخذ الكوفيون وابن مالك، ومنعه البصريون، وقالوا بشذوذ ما ورد.
الديوان 563 وشرح العمدة 297 وشرح الكافية الشافية 1291 والمرادي 3/ 272 والعيني 4/ 235 والمغني 641 وشرح التحفة الوردية 305 وشرح شواهده للبغدادي 377.
(1)
البيت من الخفيف، ولم أقف على اسم الطائي الذي نسبه له الشارح. ورواية شرح التحفة والبغدادي في شرح شواهده (بالإجزال).
الشاهد في: (ذي) بحذف (يا) النداء مع اسم الإشارة، والتقدير: يا هذي.
كما في الشاهد السابق.
شرح العمدة 298 وشرح التحفة الوردية 306 وشرح شواهده للبغدادي 377.
(2)
في ظ (ولا).
(3)
الشاهد في: (يا عظيما) بالنصب على أنه عامل المنادى النكرة المقصودة معاملة النكرة غير المقصودة، فنصب المنادى، والأصل فيه البناء على الضم؛ لأنه نكرة مقصودة. -
وقد يجرى ذو التعريف المعتاد الموصوف أو المؤنث بالتاء، كالمضاف لطوله. حكى قطرب: يا محمد العاقل، ويا طلحة (1).
بالفتح، وأنشد:
387 -
كليني (2) لهمّ يا أميمة ناصب (3)
…
...
- والحديث أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 2/ 128 عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانسلّ، فظننت أنه انسلّ إلى بعض نسائه، فخرجت غيرى، فإذا أنا به ساجدا كالثوب الطريح فسمعته يقول:«سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، ربّ هذه يدي بما جنيت على نفسي، يا عظيم ترجى لكل عظيم؛ فاغفر الذنب العظيم» . برفع (عظيم). ولا شاهد على
هذه الرواية. وأورده ابن الوردي في شرح التحفة الوردية 310، «يا عظيما يرجى لكل عظيم ادفع عني كل ظالم عظيم". وقال البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية 382 - 383: «راجعت أدعية النبي صلى الله عليه وسلم التي أفردت بالتأليف وغيرها فلم أجده إلا في دعاء الطير، أورده ابن بشكوال وغيره، منهم الدميري في حياة الحيوان
…
» .. واقتصر في حياة الحيوان 2/ 94 على «يا عظيما يرجى لكل عظيم» . وانظر هذه الرواية في المساعد 2/ 492 وشفاء العليل 805، وأورد ابن مالك الحديث كاملا في شرح العمدة 278 بنصب (عظيما).
(1)
أجاز ذلك جمع من النحويين، وذلك بنصب محمد وهو منادى مفرد علم، لطوله بالوصف فأشبه المنادى العامل فيما بعده، وكذا يا طلحة نصب المنادى، وهو علم لطوله بتاء التأنيث. وقيل: شاذ يقدر نصبه بأعني على القطع.
(2)
في الأصل وم (لحلينى).
(3)
البيت من البسيط، للنابغة الذبياني يمدح عمرو بن الحارث الأعرج، وعجزه:
وليل أقاسيه بطيء الكواكب
الشاهد في: (يا أميمة) حيث عامل المنادى المفرد المؤنث بالتاء معاملة -
وابن على ضمة مقدرة ما كان قبل النداء مبنيّا كسيبويه، وهؤلاء، أو محكيّا، كبرق نحره، وتأبّط شرّا، وأجرهما مجرى صاحب البناء المتجدد في حكمك له (1) بنصب المحل والبناء على الضم؛ ليظهر أثره في نصب تابعهما اتباعا للمحلّ، ورفعه اتباعا للبناء المقدر (2).
ولا خلاف في نصب المفرد النكرة التي لم يقصد بها معيّن، والمضاف والمشبّه به (3)، فالأول (4): كقول أعمى: يا رجلا (5) خذ بيدي، ومثله:
388 -
فيا راكبا إمّا عرضت فبلّغا (6)
…
نداماي من نجران ألّا تلاقيا (7)
- المنادى المضاف فنصبه، لطوله كالمضاف. وقد ذكر العيني اختلاف العلماء في تعليل الفتح 4/ 305.
الديوان 40 وسيبويه والأعلم 1/ 315 ومعاني القرآن 2/ 32 والأزهية 246 وابن يعيش 2/ 107 والعيني 4/ 303 والهمع 1/ 185 والدرر 1/ 160 والشعر والشعراء 1/ 72.
(1)
في ظ (محكمك) بدل (حكمك له).
(2)
مثل: يا سيبويه الظريف، بضم الظريف إتباعا للبناء المقدر على المنادى، وبنصبه إتباعا لمحل المنادى، وهو النصب على أن الظريف صفة لسيبويه.
(3)
(به) زيادة من ظ.
(4)
في الأصل (فالأولى).
(5)
في م (يا رجل).
(6)
في ظ (فبلغان).
(7)
البيت من الطويل للشاعر الجاهلي عبد يغوث الحارثي، قالها عند ما أسر يوم الكلاب الثاني.
الشاهد في: (يا راكبا) حيث نصب (راكبا) بالنداء لأنه نكرة غير مقصودة.
سيبويه والأعلم 1/ 312 والمقتضب 4/ 204 والأصول 1/ 403، 450 -
والثاني: ك يا أُخْتَ هارُونَ (1) رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا (2).
والثالث: كيا طالعا جبلا، يا حسنا وجهه، يا ثلاثة وثلاثين (3).
ويجوز في العلم المنادى الموصوف بابن متصل مضاف إلى علم باق على حاله أن يضمّ أصلا، ويفتح مجعولا مع (ابن) كشيء واحد (4)، نحو: زيد بن سعيد، فلو كان المنعوت موصوفا بشيء آخر، كيا زيد التيمي بن عمرو، أو لم يكن علما، كيا غلام ابن زيد، أو لم يكن المضاف إليه علما كيا زيد بن أخينا، أو كان علما معبّرا عن حاله، كيا زيد بن زيدنا، فليس في الموصوف إلّا الضمّ.
- والتبصرة 1/ 339 والإيضاح لابن الحاجب 1/ 258 والتوطئة 153 والمساعد 2/ 490 وابن الناظم 221 وشرح التحفة الوردية 309 والمرادي 3/ 280 وابن عقيل 2/ 203 وابن يعيش 1/ 128 والعيني 4/ 206 وشفاء العليل 801، 807 وشرح شواهد شرح التحفة 381 والخزانة 1/ 313 والمفضليات 156.
(1)
سورة مريم الآية: 28. بنصب (أخت) بالنداء وجوبا؛ لأنها مضافة.
(2)
سورة البقرة الآية: 286. بنصب (رب) كالآية السابقة.
(3)
على أن (ثلاثة وثلاثين) اسم رجل، عومل معاملة المضاف لطوله بالعطف.
(4)
البصريون يختارون. في العلم المنادى الموصوف بابن المتوفرة فيه الشروط المذكورة. الفتح ويجيزون الضم. وقال المبرد في المقتضب 4/ 232: الضم أجود. وقال ابن كيسان: الفتح أكثر في كلامهم، والضم القياس. المساعد 2/ 494.
وإذا اضطرّ الشاعر إلى تنوين مستحقّ للضمّ (1)، فله ضمه، كمرفوع لا ينصرف، نوّن ضرورة، كقول كثيّر (2):
389 -
ليت التحيّة كانت لي فأشكرها
…
مكان يا جمل حيّيت يا رجل (3)
وله نصبه (4) كالمضاف لطوله بالتنوين كقوله:
390 -
ضربت صدرها إليّ وقالت
…
يا عديّا لقد وقتك الأواقي (5)
(1) في ظ (الضم).
(2)
سقطت من ظ.
(3)
البيت من البسيط لكثير عزّة، من قصيدة قالها حينما لقيته محبوبته عزة في منى، فحيت جمله ولم تحيه؛ حيث هجرته وحلفت لا تكلمه.
الشاهد في: (يا جمل) فقد نون المنادى المبني على الضم ضرورة، وأبقاه على ضمه.
الديوان 231 وشرح الكافية الشافية 1305 وابن الناظم 222 وشفاء العليل 2/ 807 والمساعد 2/ 502 والعيني 4/ 214 والهمع 1/ 173 والدرر 1/ 149 وحاشية الصبان على الأشموني 3/ 144 وأمالي القالي 2/ 56.
(4)
في ظ (نصب).
(5)
البيت من الخفيف لمهلهل بن ربيعة، قيل: اسمه عدي، وقيل: امرؤ القيس، يرثي أخاه كليبا. وفي التكملة للصاغاني 6/ 532 أنه لعدي يرثي أخاه مهلهلا. وكذا في الأمالي للقالي وروايته 2/ 129: (رفعت رأسها إلي
…
). وانظر الخلاف في اسمه في المؤتلف والمختلف 11 ومعجم الشعراء للمرزباني 248.
الشاهد في: (يا عديّا) لما اضطر الشاعر إلى تنوين المنادى المفرد المعرفة نصبه تشبيها بالمضاف لطوله.
المقتضب 4/ 214 والمنصف 1/ 218 وشرح الكافية الشافية 1304 وأمالي ابن الشجري 2/ 9 وجمل الزجاجي 155 وابن يعيش 10/ 10 والمساعد 2/ 496 وابن الناظم 222 والعيني 4/ 211 الخزانة 1/ 300 عرضا والهمع -
والجمع بين حرف النداء و (أل) مخصوص بالضرورة كقوله:
391 -
من أجلك يا التي تيّمت قلبي
…
وأنت بخيلة بالودّ عنّي (1)
إلّا مع الاسم الأعظم الله، فيقال: يا الله، قطعا ووصلا، وإلّا مع جملة محكية، فيقال: يا المنطلق زيد، في المسمّى بالجملة.
وقولك (2): اللهمّ، معوّضا عن حرف النداء بميم مشدّد مفتوح آخر، أكثر من يا لله.
وجمع بين العوض والمعوّض عنه اضطرارا من قال:
392 -
إنّي إذا ما حدث ألمّا
…
أقول: يا اللهمّ يا اللهمّا (3)
- 1/ 173 والدرر 1/ 149 والأشموني 3/ 153 واللسان (وقي)4901.
(1)
البيت من الوافر، ولم أقف على قائله. وروي: (فديتك يالتي
…
) و (بالوصل) بدل (بالود).
الشاهد في: (يا التي) فقد أدخل الشاعر (يا) النداء على المحلى بأل ضرورة.
وقيل: جمع بينهما لأن الألف واللام في (التي) لازمة وليست للتعريف.
سيبويه والأعلم 1/ 310 والمقتضب 4/ 241 والأصول 3/ 463 واللامات 53 وأسرار العربية 230 وابن يعيش 2/ 8 والإنصاف 1/ 336 والخزانة 1/ 358 والهمع 1/ 174 والدرر 1/ 152 والأشباه والنظائر 1/ 216.
(2)
في ظ (وقولهم).
(3)
البيت من رجز نسبه العيني مع أبيات أخرى لأبي خراش، وأنكر صاحب الخزانة معرفة قائله، وخطّأ العيني في نسبته إلى أبي خراش الهذلي، وأن قبله قوله:
إن تغفر اللهم تغفر جمّا
…
وأيّ عبد لك ما ألمّا
وقال: إن هذا البيت يعني: (إن تغفر
…
) لأمية بن أبي الصلت، وهو مفرد لا قرين له، قاله أمية عند موته، وقد أخذه أبو خراش وضمّه إلى بيت آخر، -