الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمالة
هي أن ينحى بفتحة نحو كسرة، ولها أسباب منها:
كون الألف بدلا (1) من ياء، كهدى (2)، وهدى، وفتاة، ونواة، أو صائرة إلى ياء (3)، كمغزى، وحبلى، دون زيادة؛ ليخرج نحو: قفا المصغّر (4)، وقفا المكسر (5)، ودون شذوذ،
(1) في الأصل وم (بدل).
(2)
في ظ (هدى). هدى الأولى بضم الهاء اسم، وهدى بفتحها فعل.
(3)
وهي التي تصير إلى ياء في التثنية أو الجمع، فيقال في مغزى وحبلى:
معزيان وحبليان، وكذا الجمع.
(4)
يقال في تصغير (قفا) قفيّ، وليست الياء في (قفيّ) بدلا من ياء ولا صائرة إلى ياء في تثنية أو جمع، وإنما بسبب الإعلال والإبدال الناتج عن زيادة ياء التصغير، فأصل تصغير (قفا) قفيو، فاجتمعت الواو والياء في كلمة وسكنت الأولى فقلبت الثانية (الواو) ياء وأدغمت الياء في الياء، فقيل: قفيّ، ولذا خرجت من الشرط.
(5)
في الأصل (المكبر) تصحيف.
فإن (قفا) إذا جمعت جمع تكسير صارت: قفيّ؛ لأن ألف (قفا). وهي واو في الأصل. صارت إلى الياء بسبب ياء جمع التكسير؛ فأصل الجمع: قفوو، قلبت الواو المتطرفة ياء لتطرفها؛ كراهة اجتماع واوين، فقيل: قفوي، فاجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت (الواو) بالسكون فقلبت ياء، وأدغمت الياء في الياء، وقلبت الضمة قبلها كسرة لتناسب الياء، وقلبت ضمة القاف كسرة لإتباع ما بعدها، فصارت قفيّ. فليست بدلا من ياء ولا صائرة إلى ياء في تثنية أو جمع، وإنما بسبب الإعلال والإبدال، ولذا خرجت من الشرط.
ليخرج قفا وهوى (1).
ويشترط تطرّف الألف لفظا أو تقديرا، بأن تليها هاء تأنيث، كالأمثلة (2).
ومنها: كون الألف بدلا (3) عن [عين](4) فعل تكسر فاؤه لإسناده إلى تاء ضمير، واوا كانت (5)، كخاف، أو ياء كدان (6)، كقولك (7): خفت ودنت، على وزن: فلت، دون جال وناب، كقولك (8): جلت ونبت (9)، على وزن فلت.
ومنها: وقوع الألف متلوّ ياء، كبايع، أو تالي ياء (10) متصلة، كبيان، أو منفصلة بحرف، كيسار، أو بحرفين (11)، أحدهما هاء، كأدر جيبها.
(1) وذلك على لغة هذيل الذين يقلبون الألف ياءا إذا أضيف الاسم الذي آخره ألف إلى ياء المتكلم، يقولون في قفا وهوى: قفيّ وهويّ، وغيرهم يقول:
قفاي وهواي، فليس لأن أصلها ياء ولا أنها صائرة إلى ياء.
(2)
يشير إلى الأمثلة السابقة، فهدى وهدى ألفهما متطرفة لفظا، وألف فتاة ونواة، متطرفة تقديرا؛ فتاء التأنيث كعدمها.
(3)
في الأصل وم (بدل).
(4)
سقطت (عين) من جميع النسخ، والسياق يقتضيها.
(5)
في ظ (كان).
(6)
أصل خاف: خوف، ودان: دين.
(7)
في ظ (لقولك).
(8)
في ظ (لقولك).
(9)
لأن الفاء فيهما مضمومة لا مكسورة.
(10)
في ظ (كياء).
(11)
في ظ (كياسر أو بحرفان).
ومنها: كون الألف تليها كسرة، كعالم، أو تلي تالي كسر، ككتاب، أو تلي تالي سكون ولي كسرا، كشملال.
وفصل الهاء لخفائها كلا فصل؛ ليكون نحو: ليضربها ككتاب، ونحو: درهماك كشملال، في الإمالة.
وحروف الاستعلاء، أي: ما يرتفع بها اللسان (1) إلى الحنك، وهي: الصاد والضاد والطاء والظاء المطبقة، والخاء والغين والقاف، تكفّ إمالة الألف بسبب كسرة ظاهرة أو ياء موجودة، إن كان المستعلي بعد الألف متّصلا (2) بها، كساخط، أو مفصولا بحرف، كبالغ، أو حرفين، كمواثيق.
وكذا تكفّ الراء غير المكسورة إذا وليت الألف قبلها أو بعدها، نحو: راشد، وحمار، وعذارات.
وكذا يكفّ مستعل قدّم على الألف، كصالح، وصمادح، ما لم يكن مكسورا كطلاب، أو ساكنا إثر كسر، كمطواع وإصلاح.
وكفّ المستعلي والراء غير المكسورة تغلبه الراء المكسورة، فينكفّ، فيمال نحو: غارم، وأَبْصارِهِمْ (3) ودارُ الْقَرارِ (4) فإذا تباعدت فهي كالعدم في الكفّ والغلب عند الأكثر، فيمال: هذا
(1) في ظ (اللسان بها).
(2)
في ظ (متصل).
(3)
سورة البقرة الآية: 7. وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ.
(4)
سورة غافر الآية: 39. وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ.
كافر (1)، ولا يمال: مررت بقادر (2)، وبعضهم يعكس ويقول (3): هو الأكثر.
ولا تمل بسبب إمالة لم يتّصل، وقد يوجب الكفّ سبب إمالة منفصل عن كلمتها، كأتى قاسم (4)، بترك الإمالة.
وقد تمال الألف للتناسب، كثاني ألفي معزايا، ورأيت عمادا (5)، وك وَالضُّحى (1)(6) و (تلا)(7) ليشاكل كلّ ما بعده.
(1) تجوز إمالة الألف في (كافر) وإن كانت الراء مضمومة مفخمة؛ وذلك لكسر الفاء قبل الراء.
(2)
فالراء في (قادر) بعيدة عن الألف بالدال، والألف مسبوقة بحرف استعلاء، وهو القاف؛ لذلك امتنعت الإمالة.
(3)
في ظ (وقيل).
(4)
في م (كأبى). وقد امتنعت إمالة ألف (أتى) أو (أبى) وإن كان حرف الاستعلاء (القاف) في (قاسم) جاء بعدها؛ وذلك للفصل بين الألف وحرف الاستعلاء؛ فكل واحد منهما في كلمة وإن كانا متجاورين.
(5)
تمال الألف الأخيرة في (معزايا وعمادا) للتناسب مع إمالة الألف التي قبل كل منهما لجواز إمالتها بسب الكسرة قبلها، دون الألف الأخيرة، لكن جاز للتناسب.
(6)
سورة الضحى الآية: 1.
أميلت ألف (الضحى) لكون الألف آخر مجاور لما أميل آخره، (أعني ما بعدها من آيات). قال تعالى: وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3).
(7)
سورة الشمس الآية: 2.
أميلت (تلا) في قوله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) الإتحاف 2/ 612، 616.
وذلك للتناسب مع ما بعدها من رؤوس الآي، مما أصل ألفه ياء، قال تعالى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4).
ولا تمل ما لم يتمكن إلّا ألفي هاء، وناء، كمرّ بها، وبنا، ونظر إليها، وإلينا.
وأميل بسماع دون سبب، متى، وبلى، وأنّى (1)، وإمّا لا (2)، وكذا الحجّاج، وباب ومال، والناس.
وإمالة الفتح قبل راء مكسورة في طرف مطّردة (3)، نحو:
بِشَرَرٍ (4) ومن الكبر، ومل للأيسر.
وكذا فتح يليه هاء تأنيث في الوقف خاصّة إذا كان غير ألف، وحسن (5) في نحو: رحمة، وبفتح في الراء نحو: كدرة، وبتوسّط في الاستعلاء، كحقّة (6).
قال الصّيمري (7): ويمال كل فعل آخره ألف ولو منقلبة عن واو، كغزا ودعا (8)؛ إذ الفعل أحقّ بالتصرّف والتخفيف (9) لثقله.
(1) في ظ (وأن).
(2)
يعني ألف (لا) في إمّا لا.
(3)
والإمالة هنا جائزة في الوصل والوقف.
(4)
سورة المرسلات الآية: 32. إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32). وانظر الإتحاف 1/ 498.
(5)
في ظ (ويحسن).
(6)
انظر النشر 2/ 83 - 89 والإمالة في القراءات واللهجات العربية 238 - 239.
(7)
التبصرة والتذكرة 711.
(8)
في ظ (وداع).
(9)
في ظ (والتحقيق).