الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسماء الأفعال والأصوات
(1)
أسماء الأفعال ألفاظ نابت عن الأفعال معنى واستعمالا، كشتّان، بمعنى افترق، وصه: اسكت، وأوّه: أتوجّع، ومه:
اكفف.
وتجيء بمعنى الأمر كثيرا، كآمين، بمعنى استجب، وهيت وهيّا: أسرع، وكحذار من ثلاثي لازم أو متعدّ لواحد، وتقدم، وشذّ من رباعي كدراك.
وبمعنى المضارع والماضي قليلا، كوي: أتوجّع، وواها:
أعجب، وهيهات: بعد، ووشكان وسرعان: وشك وسرع.
ومنها رويد، بمعنى أمهل، وبله. وتنصبان، ولك الجرّ بهما مصدرين. وتقدّم الكلام على بله (2).
وجميعها تعمل عمل الأفعال التي نابت عنها، فترفع الفاعل ظاهرا، كشتّان زيد وعمرو، ومضمرا كنزال. وتنصب ما في حكم متعدّ منها المفعول، وتتعدّى بحرف ما في معنى متعدّ به، فحيّهل الثريد، بمعنى ائت، وبالثريد عجّل، وعلى الثريد أقبل. وكلها تعمل في واجب التأخير خلافا للكسائي (3)، وأمّا قوله:
(1)(والأصوات) زيادة من ظ.
(2)
انظر المفعول المطلق ص: 128.
(3)
انظر شرح الكافية الشافية 1394 والمساعد 2/ 657.
419 -
يا أيّها الماتح دلوي دونكا
…
إنّي رأيت الناس يحمدونكا (1)
فمعناه: دونك دلوي دونكا.
وما ينوّن منهما فنكرة، وما لا فمعرفة. وبالوجهين صه، ومه، وأفّ.
وشبهها (2) أسماء الأصوات في الاكتفاء بها دالّة إما على خطاب ما لا يعقل، زجرا، كهلا للخيل، وعدس للبغل، أو دعاء، كجئ للإبل، وإمّا على حكاية بعض الأوصاف، كقب لوقع السيف، وطق للحجارة، وقاش ماش للقماش.
والنوعان أسماء مبنيّة لما مرّ.
(1) البيتان من رجز قيل: قالته جارية من بني مازن. وقصتها مذكورة في شواهد العيني وفي الخزانة نقلا عن العباب. وقيل: لرؤبة. وقيل لراجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم. وقد ورد كثيرا في كتب النحو والأدب والأمثال. وروي: (المائح) و (رأيت الناس).
الشاهد في: (دلوي دونكا) احتج به الكسائي على جواز عمل اسم الفعل في مفعول متقدم، فدلوي مفعول به مقدم لاسم الفعل (دونك). وخرجه الشارح وغيره على أن دلوي مفعول به لاسم فعل محذوف تقديره دونك، دلّ عليه المذكور، وهذا جائز عند سيبويه. وقيل:(دلوي) مبتدأ ودونك خبر.
أمالي الزجاجي 237 وشرح الكافية الشافية 1394 وشرح العمدة 739 وأمالي السهيلي 77 والمقرب 1/ 137 وأمالي القالي 2/ 244 وابن يعيش 1/ 117 والعيني 4/ 311 والمغني 2/ 609 والإنصاف 228 والخزانة 3/ 15 والهمع 2/ 105 والدرر 2/ 138 والعقد 5/ 211 ومجمع الأمثال 1/ 67.
(2)
في ظ (وتشبهها).
وأعرب أو ابن ما وقع منها أو من الحروف موقع المتمكن، قال:
420 -
دعاهنّ ردفي فارعوين لصوته
…
كما رعت بالحوب الظماء الصواديا (1)
وقال:
421 -
ليت شعري وأين منّي ليت
…
إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء (2)
* * *
(1) البيت من الطويل لعويف القوافي أحد شعراء الدولة الأموية المقلين. وروي في شعر لسحيم عبد بني الحسحاس كما ذكر صاحب الخزانة 3/ 87 عن الصاغاني في العباب هكذا:
وأوده ردفي فارعوين لصوته
…
...
ورواية ابن الناظم والبغدادي (الجوث) بالجيم والثاء، بدل (الحوب) وصححها العيني، ولم يرد البيت في ديوان سحيم.
المفردات: أوده: صاح، يقال أوده بالإبل، أي صاح بها. ردفي: بكسر الراء، هو الذي يركب خلف الراكب. ارعوين: رجعن. رعت: أفزعت.
الحوب: لفظ لزجر الإبل، وكذا الجوث. الظّماء: جمع ظمأى، هي الإبل العطاش. الصواديا: جمع صادية، وهي الإبل العطاش أيضا.
الشاهد في: (الحوب) فقد روي بالكسر والفتح، فالكسر على أنه مجرور بالباء، والفتح على أنه مبني في محل جر بالباء؛ لوقوعه موقع الاسم المتمكن.
ابن الناظم 239 والعيني 4/ 309 والخزانة 3/ 86، 89 وابن يعيش 4/ 75، 82.
(2)
البيت من الخفيف لأبي زبيد الطائي، من المعمرين، عاش في الجاهلية والإسلام، كان نصرانيّا، وقيل أسلم. ورواية درة الغواص (سوفا) بدل (لوّا). -