الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نعم وبئس وما جرى مجراهما
يقال: نعم وبئس، وهو المشهور، ونعم وبئس، وهو الأصل، ونعم وبئس (1) على الإتباع (2).
ونعم وبئس فعلان ما ضيان لا يتصرّفان، لقصد إنشاء مدح أو ذمّ. ويقتضيان فاعلا معرّفا بأل الجنسية، ك نِعْمَ الْمَوْلى (3) أو فاعلا مضافا إلى المعرّف بأل، نحو: وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ (4) ومثله: نعم عقبى الكرماء، والمضاف إلى المضاف إلى المعرّف بأل بمنزلة المضاف إلى المقرون بها، كقوله:
313 -
فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب
…
زهير حسام مفرد من حمائل (5)
(1) في ظ زيادة (نعم وبئس).
(2)
وهناك لغة رابعة وهي نعم وبئس، بفتح الفاء وسكون العين.
(3)
سورة الأنفال الآية: 40.
(4)
سورة النحل الآية: 30.
(5)
البيت من الطويل، لأبي طالب بن عبد المطلب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بزهير، هو زهير بن أبي أمية المخزومي، وأمه عاتكة بنت عبد المطلب.
والذي في الخزانة: (حساما مفردا) بالنصب ولعله الصواب؛ فحسام منصوب على المدح و (مفردا) صفة، وعلى رفع حسام، يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: هو حسام، والجملة صفة لزهير.
الشاهد في: (نعم ابن أخت القوم) فإن فاعل نعم (ابن) مضاف إلى (أخت) المضاف إلى (القوم) وهو محلى بأل، وهذا جائز.
الديوان 129 وشرح الكافية الشافية 1105 وابن الناظم 182 وشفاء العليل 586 والمرادي 3/ 79 والمساعد 2/ 125 والعيني 4/ 5 والخزانة 1/ 259 عرضا والأشموني 2/ 28 والهمع 2/ 85 والدرر 2/ 109 والسيرة 1/ 491.
أو فاعلا مضمرا مفسّرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز مطابقة.
وخالف المبرد سيبويه (1)، وأجاز الجمع بين الفاعل والتمييز تمسّكا بقوله:
314 -
والتغلبيون بئس (2) الفحل فحلهم
…
فحلا وأمّهم زلّاء منطيق (3)
(1) سيبويه 1/ 300 - 301 وشرح الكافية الشافية 1106 وشرح شواهد شرح التحفة 306.
وقال المبرد في المقتضب 2/ 150: «واعلم أنك إذا قلت: نعم الرجل رجلا زيد، فقولك:(رجلا) توكيد لأنه مستغنى عنه بذكر الرجل أولا، وإنما هذا بمنزلة قولك: عندي من الدراهم عشرون درهما، إنما ذكرت الدرهم توكيدا، ولو لم تذكره لم تحتج إليه، على هذا قول الشاعر:
تزوّد مثل زاد أبيك فينا
…
فنعم الزاد زاد أبيك زادا
وانظر ابن يعبش 7/ 132 - 133 فقد بين وجهة نظر سيبويه، وشرح مذهب المبرد.
(2)
في الأصل (نعم) وهو لا يتفق وآخر البيت، والمناسبة؛ فجرير يهجو به الأخطل التغلبي وقومه، ولم أجد من ذكرها غير الشارح سوى ابن عقيل في المساعد على تسهيل الفوائد فقد أورد البيت مرتين مرة (بئس) وأخرى (نعم) 2/ 130، 131، وقد أورد ابن الوردي (بئس) في شرحه للتحفة الوردية 268. ولعل هذا خطأ من الناسخ.
(3)
البيت من البسيط، لجرير.
المفردات: زلّاء: القليلة لحم العجز. منطيق: المرأة التي تأتزر بحشية تعظم بها عجيزتها.
الشاهد في: (بئس الفحل
…
فحلا) فقد جمع بين فاعل بئس الظاهر (الفحل) والتمييز (فحلا) وقد استشهد به المبرد لجواز الجمع بينهما خلافا للجمهور.
الديوان 192 وشرح الكافية الشافية 1107 وابن الناظم 183 والمرادي 3/ 92 وشفاء العليل 589 والمساعد 2/ 130، 131 والمقرب 1/ 68 وشرح التحفة -
وقد قيل في (1)(ما) من نحو: نعم ما يقول الفاضل، وبِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (2): إنه يجوز أن تكون نكرة موصوفة في موضع نصب على التمييز مفسّرة لفاعل الفعل قبلها، وأن تكون موصولة في موضع رفع بالفاعلية وفاقا لسيبويه (3)، بدليل قول العرب: بئسما تزويج لا مهر (4)، فتزويج مبتدأ خبره بئسما و (ما) فيه فاعل. وقال الزمخشري (5) في (ما) المفردة من نحو: فَنِعِمَّا هِيَ (6): إنّ (ما) في موضع نصب على التمييز، وضعّفه الشيخ (7) وقال: مذهب سيبويه أنّ (ما) اسم تام مكنيّ به عن معرّف (8) بأل، فالمعنى فنعم الشيء (9) هي.
وقد يكون فاعل نعم وبئس ضميرا بارزا مطابقا ما قبله، حكى الكسائي (10): الزيدان نعما رجلين، والزيدون نعموا رجالا.
- 268 والعيني 4/ 7 وشرح شواهد شرح التحفة 305 والهمع 2/ 86 والدرر 2/ 112 واللسان (نطق)4463.
(1)
سقطت (في) من ظ.
(2)
سورة البقرة الآية: 90.
(3)
سيبويه 1/ 37.
(4)
شرح العمدة 786 وشرح التصريح 2/ 96.
(5)
الكشاف 1/ 300.
(6)
سورة البقرة: 271.
(7)
شرح العمدة 782.
(8)
في ظ (معرب).
(9)
في الأصل دون نقط، وفي م وظ (التي) وأثبت ما في شرح العمدة 783.
(10)
شرح الكافية الشافية 1111 وشرح العمدة 788. وجعل منه الفراء قوله تعالى: بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا معاني القرآن 2/ 141 والأشموني 3/ 32.
وانظر تفصيل ذلك في المرادي 3/ 96 - 100 ولم يشر إلى الكسائي.
وقد يكون نكرة مختصة، أجازه الأخفش والفراء (1)، كقوله:
315 -
بئس قرينا يفن هالك
…
أمّ عبيد وأبو (2) مالك (3)
وأجاز الأخفش (4) وحده إسناد نعم وبئس إلى نكرة غير مضافة، كقوله:
316 -
نياف (5) القرط غرّاء (6) الثنايا
…
ورئد للنساء ونعم نيم (7)
(1) شرح العمدة 788 والهمع 2/ 86 والدرر 2/ 113 والأشموني 3/ 28.
(2)
في الأصل وم (أم).
(3)
البيت من الرجز، ولم أقف على اسم الراجز. وروي (حبيش) بدل (عبيد).
وفي الدرر واللسان: (بئس قرين اليفن الهالك) ولا شاهد على هذه الرواية لما أورده الشارح.
المفردات: يفن: اليفن الشيخ الكبير. أم عبيد: كنية المفازة الخالية. أبو مالك: كنية الجوع، أو كنية الهرم.
الشاهد في: (بئس قرينا يفن) على أن (قرينا) مثنى قرين، فاعل (بئس) وهو نكرة مختصة لإضافته إلى النكرة (يفن).
شرح الكافية الشافية 1108 وشرح العمدة 789 وشرح التسهيل 3/ 10 وشفاء العليل 588 والهمع 2/ 86 والدرر 2/ 113 وأمالي القالي 2/ 183 واللسان (ملك)4269.
(4)
شرح العمدة 789.
(5)
في ظ (نبات).
(6)
في الأصل (عداد) وفي م (عذار) وفي ظ (غرارا) تصحيف.
(7)
البيت من الوافر، لتأبط شرّا. ورواية الديوان للعجز:
وريداء الشباب ونعم خيم
المفردات: القرط: القرط ما يعلق في شحمة الأذن من الحلي، ونياف القرط، كناية عن طول عنقها. غراء الثنياء: الأسنان التي في مقدم الفم، وأراد بغراء الثنايا، شدة بياضهن ونصاعتهن. رئد: التّرب. نيم: -
وأجاز المبرّد (1) جعل فاعل نعم موصولا جنسا، كقوله:
317 -
وكيف أرهب أمرا أو أراع له
…
وقد زكأت إلى بشر بن مروان
ونعم مزكأ (2) من ضاقت مذاهبه
…
ونعم من هو في سرّ وإعلان (3)
ويجاء بعد الفاعل - أو المضمر المفسّر بمميّز - بمخصوص (4)
- النيم القطيفة ويطلق على الضجيع والضجيعة. وفي الخزانة (تيم) بالتاء وصححه السيوطي في الدرر بالنون
…
وانظر اللسان (نوم)4585. نعم خيم:
من الخيمة، أي: نعم المعاشر والسكن.
الشاهد في: (نعم نيم) فقد استشهد به الأخفش على مجيء فاعل نعم نكرة غير مضافة.
الديوان 202 وشرح العمدة 789 وشرح التسهيل 3/ 10 وشفاء العليل 587 والمرادي 3/ 81 والتذييل والتكميل 3/ 161 والخزانة 4/ 117 درجا والدرر 2/ 113 عرضا.
(1)
المقتضب 2/ 143.
(2)
في الأصل (من كان) تصحيف.
(3)
البيتان من البسيط، ولم أقف على قائلهما، وهما في مدح بشر بن مروان بن الحكم الأموي.
المفردات: أراع: أفزع. زكأت: لجأت. بشر بن مروان: أخو الخليفة عبد الملك.
الشاهد في: (نعم من هو) فقد جاء (من) فاعلا لنعم وهو اسم موصول يدل على الجنس. وكذا (نعم مزكأ من) فإن فاعل نعم (مزكأ) المضاف إلى (من) الموصولة، ولولا أنه يجوز أن تكون (من) فاعلا لنعم لما جاز للمضاف إليها. كذا قال ابن عقيل في المساعد.
شرح الكافية الشافية 1109 وشرح العمدة 790 والمساعد 2/ 131 والعيني 1/ 487 والخزانة 4/ 115 والمغني 329، 435، 437 وشرح شواهده للسيوطي 471، 742 والهمع 1/ 92 و 2/ 86 والدرر 2/ 114.
(4)
في الأصل وم (لمميز مخصوص).
نحو: نعم الرجل زيد، وبئس رجلا عمرو.
ويجوز أن يكون المخصوص مبتدأ خبره الجملة قبله، أو خبرا لمبتدأ واجب الحذف، فالتقدير: نعم الرجل هو زيد.
وقد يتقدم على نعم وبئس ما يدلّ على المخصوص فيغني عن ذكره، نحو: العلم نعم المقتنى والمقتفى (1) ومثله: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ (2) وفَنِعْمَ الْماهِدُونَ (3) وفَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (4).
وقد يقوم مقامه صفة اسم، نحو: نعم (5) الصديق حليم كريم! وبئس الصاحب عذول! .
واستعملوا ساء استعمال بئس فيما ذكر.
ويلحق بنعم وبئس في الاستعمال وعدم التصرّف فعل متضمن (6) تعجّبا على وزن (فعل) إمّا بوضع، نحو: حسن الخلق، وكَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ (7)، وإمّا بتحويل عن (فعل) أو (فعل) كقول العرب: قضو (8) الرجل فلان، وعلم الرجل فلان،
(1) في ظ (ومقتفى). يحتمل أن يكون (العلم) مخصوصا مقدما وليس مشعرا.
(2)
سورة ص الآية: 44. والتقدير والله أعلم: (أيوب).
(3)
سورة الذاريات الآية: 48. وفي ظ (فلنعم) خطأ. والتقدير والله أعلم: (نحن).
(4)
سورة الصافات الآية: 75. والتقدير والله أعلم: (نحن).
(5)
سقطت (نعم) من الأصل ومن م.
(6)
في ظ (مضمن).
(7)
سورة الكهف الآية: 5.
(8)
في ظ (لقضو).
ويكثر انجرار فاعله بالباء، نحو: حسن بزيد رجلا.
ويجري مجرى نعم وفاعلها (حبّذا) مقصودا به المحبة والمدح، وإن قصد به البغض والذمّ قيل:(لا حبّذا) وجمعهما من قال:
318 -
ألا حبّذا عاذري في الهوى
…
ولا حبّذا الجاهل العاذل (1)
و(2) الفاعل (ذا) وفاقا لسيبويه (3)، وخلافا للمبرّد وابن السرّاج (4) حيث قالا:(حبّ) و (ذا) ركّبا وجعلا اسما مرفوعا بالابتداء.
ويجيء لها مخصوص مثل مخصوص نعم، ويكون مبتدأ خبره حبّذا، ولا يقدم عليها، ولا يدخله نواسخ الابتداء.
وقد يحذف إن علم مع بقاء تمييز، كقوله:
319 -
أجبت عصاما إذ دعاني قائلا
…
ألا حبّذا مستنصرا ونصيرا (5)
(1) البيت من المتقارب، ولم أقف على قائله. وروي: العاذل الجاهل.
الشاهد في: (حبذا، ولا حبّذا) على أن (حبذا) تجرى مجرى (نعم) في الدلالة على المدح، و (لا حبذا) تجرى مجرى (بئس) في الدلالة على الذم.
شرح العمدة 802 وشفاء العليل 596 والمساعد 2/ 142 والعيني 4/ 16 والهمع 2/ 89 والدرر 2/ 117 وأوضح المسالك 459 وشرح التصريح 2/ 99.
(2)
سقطت الواو من ظ.
(3)
سيبويه 1/ 302.
(4)
المقتضب 2/ 145 والأصول 1/ 135 وشرح العمدة 801.
(5)
البيت من الطويل، ولم أقف على قائله.
الشاهد في: (حبذا مستنصرا) حيث حذف المخصوص بالمدح للعلم به، -
أي حبذا أنت وأنا مستنصرا ونصيرا.
وحذفه دون تمييز قلّ، كقوله:
320 -
قلت إذ أذنت سعاد بوصل
…
حبّذا يا سعاد لو تصدقينا (1)
أي حبّذا إيذانك (2) بالوصل.
وتنفرد حبّذا عن نعم بدخول (يا) عليها، مثل يا حبّذا المتجمّلون، وبدخول (لا) كما مرّ.
وأتبع (ذا) المخصوص المذكور مذكّرا كان أو مؤنثا مفردا أو مثنى أو مجموعا، ولا تعدل عن لفظ (ذا)؛ لأنّ حبّذا جار مجرى المثل، والأمثال لا تغيّر. تقول: حبّذا زيد! حبّذا هند، حبّذا الزيدان، حبّذا الزيدون، حبّذا الهندات.
ويوهم قول الشيخ: «وأول (ذا) (3) المخصوص (4)» أنه لا بدّ
- وتقديره: أنت وأنا، وجاء ذلك مع قلته لوجود التمييز (مستنصرا).
شرح العمدة 803.
(1)
البيت من الخفيف، ولم أقف له على قائل.
الشاهد في: (حبذا) فقد حذف المخصوص بالمدح، وتقديره: حبذا يا سعاد إيذانك بالوصل، كما ذكر الشارح، دلّ عليه ما قبله، وهو أقل استعمالا من الشاهد السابق لعدم وجود تمييز.
شرح العمدة 804.
(2)
في ظ (يذانك) بسقوط الهمزة.
(3)
سقطت من ظ.
(4)
قال ابن مالك في الألفية 44:
وأول ذا المخصوص لا
…
تعدل بذا فهو يضاهي المثلا
-
أن يلي المخصوص (ذا) وأنه لا يجوز الفصل، وليس كذلك، فإنه يكثر وقوع تمييز (1) أو حال قبل مخصوصها، كقوله:
321 -
يا حبّذا مرجوّا المثري السّخيّ
…
من يرجه فعيشه العيش الرّخيّ (2)
وكذلك يكثر وقوعهما (3) بعده كقوله:
322 -
يا حبّذا المال مبذولا بلا سرف
…
في أوجه البرّ إسرارا و (4) إعلانا (5)
- وقد وضح ابن مالك ذلك في التسهيل 129، قال: «ويذكر بعدهما (يعني بعد حب وذا) المخصوص
…
ولا يقدم، وقد يكون قبله أو بعده (يعني المخصوص) تمييز مطابق، أو حال عامله حبّ».
(1)
مثال وقوع التمييز قبل المخصوص قول الشاعر:
ألا حبذا قوما سليم فإنهم
…
وفوا وتواصوا بالإعانة والصبر
فقوما تمييز جاء قبل المخصوص (سليم).
(2)
البيت من رجز لم أقف على قائله.
الشاهد في: (حبذا مرجّا المثري) فقد فصل بالحال (مرجوّا) بين (حبذا) والمخصوص بالمدح (المثري).
شرح العمدة 806 وشرح شواهد شرح التحفة عرضا 309.
(3)
مثال وقوع التمييز بعد المخصوص قول الشاعر:
حبذا النصر شيمة لامرئ را
…
م مباراة مولع بالمعالي
فشيمة، تمييز جاء بعد مخصوص حبذا، وهو النصر.
(4)
في ظ (أو).
(5)
البيت من البسيط، ولم أقف على قائله.
الشاهد في: (حبّذا المال مبذولا) حيث جاء الحال (مبذولا) متأخرا بعد مخصوص (حبذا).
شرح التسهيل 3/ 28 وشرح العمدة 806 والتذييل 3/ 175 وشفاء العليل 597 والمساعد 2/ 144 وشرح التحفة 270 وشرح شواهد التحفة 308 -
وقد يجيء غير (ذا) فاعل (حبّ) مرفوعا كقوله:
323 -
حبّ تعذيبك القلوب إن أرضا
…
ك وما تشائين يؤتى ويشاء (1)
ومجرورا بباء زائدة كقوله:
324 -
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها
…
وحبّ بها مقتولة حين تقتل (2)!
وإذا جاء فاعلها غير (ذا) تجدّد لها ثلاثة أمور:
أحدها: كثرة الضمّ في حائها بالنقل من ضمّة عينها؛ إذ أصلها حبب، كقوله:
- والمغني 463 وشرح شواهده للسيوطي 862 وشرح أبيات المغني للبغدادي 7/ 26.
(1)
البيت من الخفيف، ولم أقف على قائله. ورواية عجزه في شرح العمدة:
(
…
وما تشنئين يؤبى ويشنا) وكذا في نسخة ظ.
الشاهد في: (حبّ تعذيبك) فقد جاء فاعل (حبّ) غير (ذا)، وهو (تعذيب).
شرح العمدة 806.
(2)
البيت من الطويل من قصيدة للأخطل، يمدح بها خالد بن عبد الله بن أسيد القرشي. ورواية الديوان:(فأطيب بها مقتولة حين تقتل) وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.
الشاهد في: (وحبّ بها) فقد جاء فاعل (حبّ) مجرورا بباء زائدة؛ وذلك لتضمنه معنى التعجب.
الديوان 4 والأصول 1/ 137 وأسرار العربية 108 وشرح الكافية الشافية 1118 وشرح العمدة 806 وابن الناظم 186 وشرح التسهيل 3/ 29 والمساعد 2/ 146 والمرادي 3/ 112 وابن عقيل 2/ 7 وابن يعيش 7/ 129 وشفاء العليل 598 والعيني 4/ 26 والخزانة 4/ 122 والأشموني 2/ 42.
وحبّ بها (1)
…
البيت
وقد لا تضم (2) كقول الأنصاري:
325 -
باسم الإله وبه بدينا
…
ولو عبدنا غيره شقينا
فحبّذا ربّا وحبّ دينا (3)
أي: حبّ عبادته دينا، وذكّر ضمير (4) العبادة لتأولها بالدين.
الثاني: قلة الاستغناء عن تمييز، ولا سيّما عند جرّ الفاعل.
الثالث: الغنية بالفاعل عن مخصوص.
(1) أورده هنا شاهدا على أن (حبّ) إذا جاء فاعلها غير (ذا) تضم حاؤها على الكثير. وقد روي البيت بضم الحاء وفتحها، وبذلك فهو شاهد لجواز الوجهين.
(2)
في الأصل وم (يضمر).
(3)
البيت من رجز لعبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه. و (بدينا) من بدأ، خففت الهمزة فكسرت الدال وقلبت الهمزة ياء.
الشاهد في: (حبّ دينا) بفتح حاء (حبّ) وهو جائز فيها إذا كان فاعلها غير (ذا).
الديوان 142 وشرح التسهيل 3/ 28 وشرح الكافية الشافية 1116 وشرح العمدة 802 وابن الناظم 186 والمساعد 2/ 144 وشفاء العليل 597 والعيني 4/ 28 والهمع 2/ 89 والدرر 2/ 116 والبهجة 123 والأشموني 3/ 42.
(4)
سقطت من ظ.
تتمّة
ويشرك فاء (حبّ) بعد غير (ذا) وجرّ الفاعل، كلّ فعل على وزن فعل إذا ضمّن معنى تعجّب، ومن شواهد النقل قوله:
326 -
حسن فعلا لقاء ذي الثروة المم
…
لّق بالبشر والعطاء الجزيل (1)!
ومن شواهد جرّ الفاعل حكاية الكسائي (2): «مررت بأبيات جاد بهنّ أبياتا وجدن أبياتا» !
فلو خلا فعل من معنى التعجب جاز تسكين عينه، ولم يجز ضمّ فائه، كقوله:
327 -
يا فضل يا خير من ترجى نوافله
…
قد عظم لي (3) منك في معروفك الأمل (4)
(1) البيت من الخفيف ولم أقف على قائله.
الشاهد في: (حسن) فقد ضمت فاء (حسن) وذلك بنقل حركة العين (الضمة) إلى الفاء إذ أصله (حسن)؛ وهذا جائز في كل فعل على وزن (فعل) إذا ضمن معنى التعجب.
شرح العمدة 807 وشفاء العليل 597 والهمع 2/ 89 والدرر 2/ 118.
(2)
انظر شرح العمدة 808 والمساعد 2/ 146 والهمع 2/ 89. وقد استدل بقوله: (وجدن أبياتا) على جرّ فاعل (جد) بالباء الزائدة المحذوفة، والأصل: وجد بهن، فحذف الجار والضمير المجرور (هن) وجاء بضمير الرفع نون النسوة؛ لتضمن (جاد) معنى التعجب، فقال (وجدن أبياتا).
(3)
في الأصل وم (مني).
(4)
البيت من البسيط، ولم أعثر على قائله.
الشاهد في: (عظم) بفح الفاء وسكون العين؛ لأن (عظم) التي على وزن (فعل) لم يرد بها التعجب، فجاز تسكين العين ولم يجز ضم الفاء.
شرح العمدة 808.