الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل [تابع المنادى]
تابع المنادى الذي كمرفوع يجب نصبه إن كان مضافا نعتا أو توكيدا أو عطف بيان ما لم يكن التابع كالحسن الوجه، إضافة لفظية، واقترانا بأل، فيرفع (1) أو ينصب.
والذي كمرفوع يعمّ المبني على ضمة ظاهرة (2) أو مقدرة أو
- وكان يقولهما وهو يسعى بين الصفا والمروة، وهما:
لا همّ هذا خامس إن تمّا
…
أتمّه الله وقد أتمّا
إن تغفر اللهم تغفر جمّا
…
وأيّ عبد لك ما ألمّا
وكذا في اللسان عن ابن برّي. وقد تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم، وصار من جملة الأحاديث المسطورة. وذكر من رواه من المحدثين.
وكما اختلف في قائلهما فقد اختلف في روايتهما، فقد روى المبرد البيت الثاني في المقتضب:(دعوت اللهما ياللهما) ورواه أبو زيد: (إني إذا ما لمم ألمّا). وهي رواية شرح أشعار الهذليين، وفيه: (لاهم هذا رابع
…
)
الشاهد في: (يا اللهم) فقد جمع الشاعر بين العوض والمعوض، الميم و (يا) النداء اضطرارا.
شرح أشعار الهذليين 1346 والنوادر 458 والمقتضب 4/ 242 والمحتسب 2/ 238 وشرح الكافية الشافية 1307 وأمالي ابن الشجري 1/ 144 و 2/ 94، 103، 228 وأمالي السهيلي 82 وشفاء العليل 810 وابن يعيش 2/ 16 والمرادي 3/ 289 والمساعد 2/ 511 وابن عقيل 2/ 207 وابن الناظم 223 والخزانة 1/ 358 والعيني 4/ 216 والهمع 1/ 178 والدرر 1/ 155 والإنصاف لابن الأنباري 341 وأسرار العربية 232 واللسان (لمم)4077.
4078، 4080.
(1)
في ظ زيادة (ذا).
(2)
في ظ (ظاهر).
ألف أو واو، بخلاف قول الشيخ: ذي الضمّ. فلو قال بدل البيت (1) نحو:
تابع ما كذي ارتفاع أن يضف
…
دون (أل) انصب كأزيد ذا الصلف
لكان أكمل وأقرب إلى منثوراته.
وإذا كان شيء من النعت والتوكيد المعنوي، وعطف البيان مفردا أو شبهه نصب على الموضع، ورفع على اللفظ ولو تقديرا، كيا زيد الظريف والظريف، ويا تيم (2) أجمعين وأجمعون، ويا غلام بشرا وبشر، بالتنوين، ومثله: يا هذا زيدا وزيد.
والبدل كله، والمنسوق العاري من (أل) حسب - إذا كانا تابعين - ما لهما لو كانا مستقلين بالنداء إذ البدل في قوة تكرار عامل، والعطف (3) كنائب عامل سواء الواقع بعد مضموم أو منصوب فيضم المفرد بلا تنوين، وينصب المضاف.
وإن كان المنسوق مقرونا بأل امتنع تقدير حرف (4) النداء قبله فأشبه النعت، وجاز رفعه ونصبه، ك يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ (5)
(1) قال ابن مالك في الألفية 50:
تابع ذي الضم المضاف دون (أل)
…
ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل
(2)
في ظ (يا تميم).
(3)
في ظ (والعاطف).
(4)
في ظ (حذف).
(5)
سورة سبأ الآية: 10. قرأ برفع (الطير) الأعرج وعبد الوارث عن أبي عمرو. انظر القراءات الشاذة 121. وقال في الإتحاف 2/ 382: «روي الرفع -
والطير (1)، ويختار فيه الخليل وسيبويه والمازني والشيخ الرفع (2)، وأبو عمرو (3) وعيسى بن عمر (4) والجرمي النصب، والمبرد إن كانت (أل) التعريف فالنصب لشبه (5) المضاف، أو غير معرفة كاليسع فالرفع (6).
وتنادى (أيّ) موصولة بحرف التنبيه، إمّا متبوعة بمخصوص لازم مقرون بأل الجنسية نعت في المشتق، كيا أيّها الفاضل، وعطف بيان في الجامد، كيا أيها الغلام، ويجب رفع ذين، وأجاز نصبهما المازني والزجاج (7)، وإمّا موصوفة بمشار به كقوله:
- عن روح نسقا على لفظ (جبال) أو على الضمير المستكن في (أوبي) للفصل بالظرف».
(1)
سقطت من ظ.
(2)
شرح الألفية للمرادي 3/ 295.
(3)
هو أبو عمرو بن العلاء، أحد القراء السبعة، اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولا، أرجحها زبّان؛ فكان لجلالته لا يسأل عنه، إمام أهل البصرة في القراءات والنحو واللغة. كانت دفاتره ملء بيته إلى السقف كثرة، ثم تنسك فأحرقها. قيل: مات سنة أربع أو تسع وخمسين ومئة. بغية الوعاة 2/ 231.
(4)
هو عيسى بن عمر البصري، من أئمة القراءات والنحو، أخذ عنه الخليل، له نيف وسبعون تصنيفا عدمت. توفي سنة 149 هـ. تاريخ الأدباء النحاة 13 وإنباه الرواة 2/ 374.
(5)
في ظ (لشبهه).
(6)
انظر المقتضب 4/ 12 والأصول 1/ 409 وشرح الكافية الشافية 1314 - 1315 وابن يعيش 2/ 3 وشرح الكافية للرضي 1/ 136.
(7)
شرح الكافية الشافية 1318 وابن الناظم 224.
والزجاج هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري، لازم المبرد. من مصنفاته: -
393 -
أيّهذان كلا زادكما
…
ودعاني واغلا (1) فيمن يغل (2)
أو بموصول مثل: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ (3) ولا يوصف أيّ بغير ذلك.
و(أيتها) في التأنيث كيا (أيّها) في التذكير.
ويساوي اسم الإشارة أيّا في وجوب اقتران صفته بأل، وفي وجوب رفعه إن كان ترك صفته يفيت المعرفة به، فتقول: يا هذا الرجل بالرفع لا غير، إن أردت ما أردت بقولك: يا أيها الرجل، فإن قدرت الوقف على هذا، ولم تجعله وصلة إلى نداء مصحوب (أل) جاز نصب صفته ورفعها.
وإذا كرّر المنادى المضاف قبل ذكر المضاف إليه نحو: يا سعد سعد الأوس، وكقول حسّان:
- معاني القرآن، والفرق بين المذكر والمؤنث، وفعلت وأفعلت. توفي سنة 311 هـ. تارخ الأدباء النحاة 166 وبغية الوعاة 1/ 411.
(1)
في ظ بياض.
(2)
البيت من الرمل، ولم أقف على قائله. ورواية المساعد (زاديكما). وفي مجالس ثعلب (وذراني) بدل (ودعاني)، ورواية العيني والدرر (وغل) بدل (يغل).
المفردات: دعاني: اتركاني. واغلا: الواغل الداخل على القوم، ولم يدع.
الشاهد في: (أيّهذان) حيث وصف المنادى (أي) باسم إشارة. واستشهد به السيوطي في الهمع والدرر على وصف المنادى باسم إشارة خال من الكاف.
مجالس ثعلب 42 والمساعد 2/ 504 والمرادي 3/ 297، 299 والعيني 4/ 239 والهمع 1/ 175 والدرر 2/ 152 والأشموني 3/ 146.
(3)
سورة الحجر الآية: 6. (الذي) صفة لأيّ.
394 -
يا زيد أهد لهم رأيّا (1) يعاش به
…
يا زيد زيد بني النجار مقتصرا (2)
تعيّن نصب الثاني، ولك (3) ضم الأول؛ لأنه منادى مفرد معرفة، والثاني إذا منادى مضاف أو منصوب بأعني أو توكيد (4) أو عطف بيان أو بدل، ولك فتحه (5)، وهو عند سيبويه (6) مضاف إلى ما بعد الثاني، والثاني مقحم، وعند المبرد (7) مضاف إلى محذوف، و (8) دلّ عليه الآخر المضاف إليه الثاني، وعند بعضهم (9) مركّبان كخمسة عشر.
* * *
(1) في م (ريا).
(2)
البيت من البسيط لحسان بن ثابت، من قصيدة في عثمان بن عفان، يخاطب زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهم جميعا.
الشاهد في: (يا زيد زيد بني) حيث كرر المنادى قبل ذكر المضاف إليه، فجاز في الأول الضم والفتح، وفي الثاني النصب لا غير، على ما فصله الشارح.
الديوان 118 وشرح العمدة 282.
(3)
(لك) زيادة من ظ.
(4)
في م (توكيدا).
(5)
يعني المنادى الأول.
(6)
سيبويه 1/ 314 - 315 وشرح الكافية الشافية 1321. ويكون الثاني منصوبا على التوكيد اللفظي.
(7)
المقتضب 4/ 227، وشرح الكافية الشافية 1321.
(8)
في ظ (دل).
(9)
انظر شرح شواهد سيبويه للأعلم 1/ 315، وقال المرادي 3/ 304 هو مذهب الأعلم.