الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإبدال
الأحرف التي تبدل من غيرها غالبا يجمعها (هدأت موطيا)، وأمّا نحو: سطر في صطر، وحجّتجّ (1)، وأبو علجّ، وخبيت في خبيث (2)، وعصيك في عصيت، والنات في الناس، فشاذ.
فالهمزة (3) تبدل من واو وياء إن طرّفتا (4) بعد ألف زائدة، كدعاء، وبناء، الأصل: دعاو وبناي (5)، أو وقعتا عين اسم فاعل اعتلّت عين فعله، كقائل، وبائع، الأصل: قاول وبايع.
وتصحّ في صحيح العين، كعور وعين، فهو عاور وعاين.
والمدّ المزيد ثالثا في الواحد، يبدل همزا بعد ألف جمعه، كقلائد وعجائز وصحائف. ولا يبدل غير مزيد، كمعايش، ومفاوز.
ولا غير مدّ، كقساور جمع قسورة (6). وسمع مصائب، ومنائر (7).
(1) في الأصل (عجنج).
(2)
جاءت الحروف مهملة في الأصل وم، وفي ظ (خبيت) بالتاء. قال السيرافي في (ما يحتمل الشعر من الضرورة) 179 - 180: «كما أبدلت خيبر والنضير من الثاء تاءا في كثير من الحروف، كقولهم في ثوم: توم، وفي المبعوث: مبعوت، وفي الخبيث: خبيت. قال الشاعر:
ينفع الطيب القليل من الرز
…
ق ولا ينفع الكثير الخبيت
(3)
سقطت تاء الهمزة من ظ.
(4)
في ظ (تطرفتا).
(5)
في ظ (دعا وبنا).
(6)
في الأصل وم (قسور) وسقط من (جمع قسورة).
(7)
يعني أن واو مصاوب ومناور، أبدلتا فيهما همزة شذوذا.
ويبدل همزا أيضا ثاني ليّنين اكتنفا ألف مفاعل ولو في الأصل، كنيّف (1) ونيائف، وأوّل وأوائل، وسيّد وسيائد، وذلك بخلاف مفاعيل ولو في الأصل فإنه يصحّ، كطواويس، وكقوله:
517 -
وكحّل العينين بالعواور (2)
إذ أصله: العواوير، جمع عوّار. وأعلّ عيائيل فأشبع (3).
وتبدل كسرة الهمزة فتحا، ثم تبدل ياءا فيما أعلّ لاما، مما استحقّ إبدال ما بعد ألف جمعه همزا، كقضية وقضايا، أصله:
(1) في ظ (كنيفا).
(2)
البيت من رجز للعجاج، وقيل: جندل بن المثنى الطهوي، وقبله:
حنّا عظامي وأراه ثاغري
المفردات: حنا: قوّس. ثاغري: من ثغرت أسنانه إذا تكسرت. العواور:
الرمد.
الشاهد في: (العواور) أصله: العواوير، لم يبدل الشاعر الواو الثانية همزة، لأن الاسم على وزن مفاعيل، واكتفى بحذف الياء، وأبقى الواو بعد الألف على حالها فلم تقلب همزة لبعدها عن الطرف؛ نظرا لأن أصلها (عواوير) فالحذف عارض للوزن.
ملحق ديوان العجاج 399 وسيبويه والأعلم 2/ 374 والخصائص 1/ 195 و 3/ 164 والمحتسب 1/ 107 والمنصف 2/ 49 و 3/ 50 وشرح الكافية الشافية 2085 وابن الناظم 337 والعيني 4/ 571 والإنصاف 785 وابن يعيش 5/ 70 و 10/ 91، 92 وشواهد الشافية 374 وشرح التصريح 2/ 369 والأشموني 4/ 290 واللسان (عور)3165.
(3)
(عيائيل) جمع عيّل، والأصل في الجمع عيايل، فأبدلت ياء مفاعل همزة كما في صحائف وعجائز، فصارت عيائل، ثم أشبعت كسرة الهمزة ياء فقيل عيائيل.
قضايي، فخفّف فصار قضاءا، [ثمّ قلبت الهمزة ياء](1) قضايا.
وإن كانت اللام واوا سلمت في الواحد، فتحت الهمزة ثم أبدلت (2) واوا، كهراوة وهراوى، أصله:(هرائو (3)، فخفّف فصار هراءا (4) ثم [قلبت الكسرة فتحة فصارت] (5) هراوى. وندر قوله:
(1) ما بين القوسين [] سقط من ظ.
اختصر الشارح الإعلال والإبدال في جمع قضية على (قضايا) التي أصل جمعها قضايي بياءين: الأولى ياء فعيلة، والثانية لام قضيّة، ثم أبدلت الياء الأولى همزة عند الجمع كما في صحائف، فصارت قضائي، ثم قلبت كسرة الهمزة فتحة فصارت: قضاءي للتخفيف، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت قضاءا، فاجتمع شبه ثلاث ألفات فأبدلت الهمزة ياءا فصارت قضايا.
(2)
في ظ (أبدل).
(3)
في الأصل وم (هرائي) وفي ظ (هراء هراو) وليس هذا هو الأصل في هراوى، وإنما الأصل ما أثبتناه.
اختصر الشارح مراحل الإعلال والإبدال مع التقديم والتأخير، وبسط ذلك كما يلي:
هراوة، جمعها هراوى على وزن صيغة منتهى الجموع (فعائل) وأصل:
هراوى: هرائو، بقلب ألف هراوة في المفرد همزة، لاجتماع ألفين ولا يمكن حذف إحداهما، لفوات الغرض المقصود من الألفين؛ فوجب تحريك المدة بالكسر، والألف إذا حركت قلبت همزة، ثم قلبت الواو ياءا لتطرفها بعد كسرة فقيل هرائي، ثم خففت الهمزة بالفتح فقيل: هراءي، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فقيل: هراءا، فكرهوا اجتماع ألفين بينهما همزة فأبدلوا الهمزة واوا ليشاكل الجمع المفرد فصارت هراوى.
(4)
في الأصل وم (هراو) وهي لا تأتي في أي مرحلة من مراحل إعلالها وإبدالها، والظاهر أن هنا سقط من النساخ والله أعلم. وقد وضحت مراحل إعلالها وإبدالها في التعليق السابق.
(5)
ما بين القوسين [] سقط من ظ.
518 -
فما برحت أقدامنا في مقامنا
…
ثلاثتنا حتّى أزيروا (1) المنائيا (2)
وتبدل أوّل الواوين المصدّرتين (3) همزا (4)، كواصلة (5) وأواصل، أصله: وواصل (6)، وكالأولى، أصله الوولى، مؤنث أوّل (7)، كأفعل
(1) في الأصل وم جاء الشطر الثاني هكذا: (تلبثنا حتى ازور المناييا).
(2)
البيت من الطويل لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، من قصيدة قالها يوم بدر في مبارزته لكفار قريش هو وحمزة وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
المفردات: ما برحت: ما زالت ثلاثتنا: يعني نفسه وحمزة وعلي. أزيروا:
بالبناء للمجهول، من الزيارة، أي حتى موّتوا. المنائيا: جمع منية، وهي الموت.
الشاهد في: (المنائيا) حيث قلب حرف العلة همزة وأثبتها، فعاملها معاملة الهمزة الأصلية، وكان القياس أن يقول: المنايا).
شرح الكافية الشافية 1282، 2088 وشرح التسهيل 3/ 334 وابن الناظم 218، 337 والمرادي 6/ 20 والمساعد 4/ 100 وشفاء العليل 769 والعيني 4/ 188، 572 والأشموني 4/ 292.
(3)
في ظ (المصدرين).
(4)
وذلك إذا كانت الواو الثانية غير مدة كأواصل، أو مدة غير مزيدة ولا مبدلة كالأولى. وخرج بقوله مصدرتين نحو: هوويّ ونوويّ في النسب إلى هوى ونوى.
(5)
في ظ زيادة (وواصل أصله).
(6)
واصلة، تجمع على أواصل، أصلها وواصل، بواوين أولاهما فاء الكلمة، فهي من وصل، والثانية بدل من ألف واصلة، فاجتمع في الجمع واوان، وواصل، فأبدلت الأولى همزة، فقيل: أواصل.
(7)
الأولى، مؤنث الأول في الترتيب، أصلها الوولى، فقلبت الواو الأولى همزة، فقيل الأولى.
منك (1)، ما لم تكن الثانية مدّة مزيدة:(2) كووفي، وووري (3). أو مبدلة كالوولى مخفّف الوؤلى، أنثى الأوأل (4)، أفعل (5) تفضيل من وأل، إذا لجأ (6)، فلا يجب فيهما الإبدال.
وإذا اجتمع في كلمة همزتان، فإن كانت ساكنة بعد متحركة (7) أبدلت (8) الثانية مدّا يجانس حركة أولاهما، كآثرت أوثر (9) إيثارا (10)، وكآدم، إيت، أوتمن (11).
(1) في الأصل وم (مثل) بدل (منك).
(2)
الكاف زيادة من ظ.
(3)
في الأصل وم (ووري) دون واو العطف.
ووفي ووري، فعلان مبنيان للمجهول، والواو الثانية فيهما ساكنة منقلبة عن ألف (فاعل): وافى، وارى، فهي زائدة فلا يجب إبدالها.
(4)
في الأصل وم (الأوائل).
يجوز أن تقول االوولى على الأصل، فلا يجب إبدال الواو الأولى همزة، لأن الواو الثانية منقلبة عن همزة، فليست متأصلة في الواوية، ويجوز أن تقول الأولى بإبدالها همزة.
(5)
في الأصل (لفعل) وفي م (كفعل).
(6)
في ظ (الجأ).
(7)
في الأصل وم (متحرك). يعني إن كانت الهمزة الثانية سكنة والهمزة الأولى متحركة.
(8)
في ظ زيادة (منه).
(9)
في ظ (أوثري).
(10)
أصله: أأثرت، أؤثر، إئثار، فالهمزة الأولى في كلّ متحركة: مفتوحة في الأولى، ومضمومة في الثانية، ومكسورة في الثالثة؛ فأبدلت الهمزة الثانية حرف علة ياء من جنس حركة الأولى تخفيفا.
(11)
الأصل: أأدم، إئت، أؤتمن، فأبدلت الهمزة الثانية في (آدم) ألفا لسكونها -
وإن كانت (1) مفتوحة بعد مضمومة أو مفتوحة، أبدلت واوا، كأويدم، وأوادم، أصله: أأيدم، وأأادم (2).
وإن كانت إثر مكسورة قلبت ياءا (3)، وكذا ذات الكسرة (4) مطلقا، أي: سواء كانت بعد مكسورة، أو مفتوحة، أو مضمومة، فإنها تقلب ياءا (5).
- وفتح ما قبلها، وفي (إيت) أبدلت ياء لسكونها وكسر ما قبلها، وفي (أوتمن) أبدلت واوا لسكونها وضم ما قبلها.
(1)
أي الهمزة الثانية.
(2)
في ظ (وأوادم).
أؤيدم، على وزن فعيعل، الهمزة الأولى مضمومة والثانية مفتوحة، ولذا تقلب الهمزة الثانية واوا من جنس حركة الأولى، فيقال أويدم. أما أأادم، فعلى وزن أفاعل، الهمزة الأولى همزة أفاعل مفتوحة، والثانية فاء الكلمة بعدها ألف أفاعل، فهي مفتوحة أيضا فتقلب الهمزة الثانية واو عند الجمع، فيقال أوادم.
(3)
أي: إن كانت الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، مثل أن تبني من (أمّ) على وزن إصبع، بكسر الهمزة وفتح الباء، فتقول: إئمم، بهمزتين مكسورة فساكنة، مع فتح الميم الأولى، ثم تنقل حركة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها، وينقل السكون إلى الميم الأولى؛ ليمكن إدغام الميمين، فتصير إثمّ، الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، ثم تبدل الهمزة الثانية ياءا فيصير (إيم)؛ لتجانس الحركة التي قبلها.
(4)
في ظ (الكسر).
(5)
كأن تبني من (أمّ) مثل: إصبع على وزن إفعل، وأفعل، وأفعل، بكسر همزة إصبع وفتحها وضمها، وكسر الباء في إصبع في الجميع، ثم تفعل ما سبق في وزن (إصبع) من القلب والإبدال؛ فتصير: إيم، أيم، أيم، حسب الترتيب السابق.
والمضمومة (1) تقلب واوا، سواء كانت بعد مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة (2). هذا حكم المصدّرتين.
وأمّا المؤخرتان، وهما المعبر عن ثانيتهما بقوله: ما لم يكن لفظا أتمّ. أي: متطرفة، فلا تبدل واوا؛ إذ لا تتطرّف في
أكثر من ثلاثي، وإنما تبدل ياءا مطلقا، ثمّ ما قبلها إن كان مفتوحا قلبت ألفا، وإن كان مضموما كسر (3)، فتقول في مثل جعفر وزبرج وبرثن، من قرأ: قرأى، أو قرء، قرء (4)، ونحو ذلك زوايا (5)
(1) أي الهمزة الثانية.
(2)
وذلك أن تبني من (أمّ) على مثال: أصبع، وإصبع وأصبع، بفتح الهمزة الأولى وكسرها وضمها، مع ضم الباء في أصبع في الجميع، ثم يجري عليها من القلب والإبدال ما سبق؛ فتصير: أومّ، إوم، أوم.
(3)
أما إذا كان ما قبلها مكسورا فيبقى على كسره كموازن (زبرج).
(4)
في الأصل وم (قرءي أو قرءي وقرءء) وفي ظ (القرا والقري والقرءء).
وأصل قرأى: قرأأ، ثم قلبت الهمزة المتطرفة ياءا فصارت قرأيا، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت قرأى على وزن جعفر. وأصل قرء قرئئ على وزن زبرجج، قلبت الهمزة المتطرفة ياءا فصارت قرئيا، وتكتب في حالي الرفع والجر منكرة: قرء بحذف الياء لأنها صارت اسما منقوصا.
وأصل قرء مضمومة الفاء: قرؤؤ على وزن برثن، فقلبت ضمة الهمزة الأولى كسرة، فصارت قرئئ، فقلبت الهمزة المتطرفة ياءا لانكسار ما قبلها، فصارت قرئيا، وتكتب في حالي الرفع والجر منكرة: قرء بحذف الياء لأنها صارت اسما منقوصا، والفرق بينها وبين السابقة أن هذه مضموة فاء الكلمة وتلك مكسورتها.
(5)
في ظ (رزايا).
وخطايا، الأصل: زوائئ، وخطائئ (1)، فأبدل ثاني همزيه ياءا، ثمّ عومل معاملة قضايا.
واقلب الألف ياءا في موضعين (2):
أحدهما: إذا عرض كسر ما قبلها، كمصابيح في جمع مصباح.
الثاني: إذا وقع قبلها ياء تصغير، كغزيّل في غزال.
وافعل بالواو الواقعة آخرا فعلك بالألف (3) في إبدالها ياءا؛ لكونها بعد كسر، أو ياء تصغير، كرضي وقوي، الأصل: رضو وقوو (4)، من الرضوان والقوّة، كجريّ (5) في جرو (6)، وأصله
(1) في ظ (رزاى وخطا).
وبسط الإعلال والإبدال هو أن أصل جمع زاوية وخطيئة، زوايئ وخطايئ، بياء مكسورة هي ياء المفرد: زاوية وخطيئة، ثم أبدلت ياء المفرد همزة، فقيل: زوائئ وخطائئ، على حد الإبدال في رسائل وصحائف، ثم أبدلت الهمزة المتطرفة المكسور ما قبله ياءا، فقيل: زوائي وخطائي،
ثم قلبت كسرة الأولى فتحة فقيل: زواءي وخطاءي، ثم قلبت الياء فيهما ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فقيل: زواءا وخطاءا، بألفين بينهما همزة فاجتمع شبه ثلاث ألفات، فأبدلت الهمزة ياءا فصارت زوايا وخطايا.
(2)
في الأصل وم (الموضعين).
(3)
في ظ (في الألف).
(4)
قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وهي متطرفة فصارت رضي وقوي. ويجري مثل ذلك في الأفعال المبنية للمجهول، مثل عفي، أصلها عفو، وكذا الأسماء مثل الغازي والداعي، أصلهما: الغازو والداعو.
(5)
في ظ (وكجرا).
(6)
في الأصل وم (جر).
جريو (1).
ولا يختص إبدال الواو ياءا بهذين، كما سيأتي إن شاء الله.
وكذلك (2) افعل بواو قبل تاء التأنيث، نحو: شجية، أصله شجوة (3) من الشجو.
وقبل (4) ألف ونون فعلان، فتقول في مثل: طربان، من غزو:
غزيان (5)، لأن للياء ولهما حكم الإنفصال.
وكذا افعل بواو بعد كسر في مصدر المعتل عينا تخفيفا، كصيام وانقياد، الأصل صوام وانقواد (6)، فإن صحت عين الفعل فلا، بل (7) تقول: لاوذ لواذا، وجاور جوارا، كما لو لم يكن
(1) في ظ (جريء).
اجتمعت الواو والياء في جريو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءا وأدغمت الياء في الياء، فقيل جريّ.
(2)
في ظ (وكذا).
(3)
قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها ولتطرفها حكما؛ فإن تاء التأنيث بمنزلة كلمة مستقلة بنفسها، فالواو قبلها في حكم الطرف.
(4)
في ظ (أو).
(5)
أصلها: غزوان، بكسر الزاي، على وزن طربان، بكسر الراء، وقعت الواو بعد كسر وهي متطرفة حكما فقلبت ياءا، فقيل: غزيان.
(6)
يقال فيها ما سبق من القلب وسببه، فعين الفعل في صام وانقاد معلة؛ فهي من صوم وانقود، انفتحت الواو فيهما وتحرك ما قبلهما
فانقلبت الواو ألفا، فقيل: صام وانقاد، والمصدر صيام وانقياد، أصله: صوام وانقواد، فقلبت الواو فيهما ياءا لانكسار ما قبلها. أما لواذ وجوار الآتيتان فعين الفعل:
لاوذ وجاور فيهما صحيحة؛ فبقيتا دون تغيير.
(7)
في ظ (فلا بد) بدل (فلا بل).
قبل ألف فتصححه، كحال حولا (1)، وعاد عودا (2)، هذا هو الغالب.
وجمع ذي عين أعلّت في واحده، كديار (3)، أو سكنت، كثياب ورياض (4)، فاحكم بقلب واوه ياءا، لوقوعها مع الألف.
وصحّح رواء جمع ريّان، كراهة إعلالين (5)، وصححوا عين فعلة،
(1) في ظ تقديم (حال حولا) على (فتصححه).
(2)
ضبطها في الأصل عودا، بفتح العين وسكون الواو، وفي ظ (عاده عودا).
ولم تقلب الواو ياء في المصدر في (حولا وعودا) لعدم وجود ألف بعد الواو. ولم يشترط بعضهم للقلب وجود ألف بعد الواو محتجا بقراءة نافع وابن عامر قوله تعالى: جعل الله لكم قيما النساء الآية: 5، وقراءة ابن عامر:(جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما للناس) المائدة الآية: 97. انظر الإتحاف 1/ 503، 543 والحجة في القراءات 190، 237. وأصل (قيما):
قوما، قلبت الواو ياءا لانكسار ما قبلها. وهو خلاف الغالب كما أشار الشارح.
(3)
مفرده (دار) من دور، قلبت الواو ألفا، لانفتاحها وتحرك ما قبلها، فإذا جمعت قيل ديار، وأصلها دوار، وقعت الواو عينا لجمع صحيح اللام، وقبلها كسرة، فقلبت ياءا.
(4)
مفردهما: ثوب وروض، جمعها ثياب ورياض، وأصله: ثواب ورواض، فهي مثل: ديار، إلا أنه يشترط أن يكون بعد الواو في الجمع ألف، فإن لم يكن صحت الواو، نحو: عود وعودة. كما ذكر الشارح.
(5)
الإعلالان هما أن جمع ريّان على (رواء) أصله: رواي، فتطرفت الياء بعد ألف فقلبت همزة فقيل رواء، وبقيت الواو عين الكلمة على حالها دون قلب مع إمكانه فإن ما قبلها مكسور، لكن صححت؛ لأنه لا يمكن الجمع بين إعلالين في كلمة، واختير قلب الياء على العين لأن الياء طرف، والطرف أولى بالتغيير.
كعود وعودة، وكوز وكوزة (1). وأمّا ثيرة فشاذ (2).
وجاء في (فعل) التصحيح، كحاجة وحوج؛ لعدم الألف (3)، وجاء الإعلال لقرب الطرف، وهو أولى، كحيلة وحيل، وقيمة وقيم، وديمة وديم.
وتبدل الواو ياءا إن تطرّفت رابعة فصاعدا وانفتح ما قبلها، نحو: أعطيت، والمعطيان، يرضيان (4).
ويجب إبدال واو بعد ضمّ من ألف، كبويع وضورب. كما تبدل ياء ساكنة مفردة (5) بعد ضمة واوا كموقن، وموسر، الأصل ميقن، وميسر (6)، من أيقن وأيسر.
(1) لأنه لم يقع بعد الواو ألف في الجمع؛ إذ هو شرط في الساكن العين في المفرد. انظر التعليق (2) ص: (743).
(2)
القياس ثورة؛ فالواو وقعت عينا مكسورا ما قبلها.
(3)
حيث لم تجمع (حوج) على حواج، فتأتي ألف الجمع بعد الواو كما في ديار التي أصل جمعها (دوار).
(4)
أصل أعطيت (أعطوت) فقلبت الواو ياءا في الفعل الماضي (أعطوت) حملا على قلبها في المضارع يعطي، الذي أصله يعطو، تطرفت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت ياءا فقيل: يعطي. وأما اسم المفعول المعطيان، فأصله المعطوان، قلبت الواو ياءا فقيل: المعطيان حملا على اسم الفاعل المعطيان الذي أصله المعطوان، فانقلبت الواو فيه ياءا لتطرفها حكما وقبلها كسرة. كما حمل الفعل المبني للمجهول (يرضيان) على المبني للمعلوم (يرضيان) الذي أصله: يرضوان، فجرى فيه من القلب ما سبق في اسم المفعول.
(5)
أي غير مكررة، مثل: حيّض، جمع حائض.
(6)
ميقن، ميسر، وقعت الياء فيهما ساكنة بعد ضم، وهما مفردتان فقلبتا واوا، فقيل: موقن وموسر.
وإذا وقعت ياءا ساكنة مفردة بعد ضمة حوّلت الضمة كسرة، كهيم جمع أهيم، وكبيض (1)، لأنه نظير حمر.
وتبدل ياء متحركة بعد ضمة (2) واوا إن كانت لام فعل، كقضو (3)، بمعنى ما أقضاه! أو كانت لام اسم مبني على التأنيث بالتاء كمرموة (4)، مثال: مقدرة، من رمى.
وكذا تبدل ياء بعد ضمة واوا فيما صيّره الباني له على مثال سبعان، لمكان، كرموان، أصله: رميان، لأنه ليست الألف والنون أضعف من التاء في تحصين ما (5) تطرّف.
وإن تكن الياء المضموم ما قبلها عينا لفعلى وصفا، فالوجهان، أي إبدال الضمة كسرة، وتصحيح الياء، حملا على مذكّره، كالكيسى (6) والضّيقى، أنثى الأكيس والأضيق، وإبقاء
(1) أصلهما: هيم، وبيض، جمع أهيم وأبيض وبيضاء، على وزن أفعل وفعلاء، قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء فقيل: هيم وبيض. ولم يفعل معه ما فعل في المفرد من قلب الياء واوا؛ لأن الجمع أثقل من المفرد، والواو أثقل من الياء، فلو عمل ذلك لاجتمع ثقلان الجمع والواو.
(2)
في ظ (مضمومة).
(3)
أصلها قضي، من قضيت، فلما صيغ منها على وزن شرف، قيل: قضي، فتطرفت الياء وقبلها ضم، فقلبت واوا فقيل: قضو.
(4)
في ظ (كمروة).
والأصل فيها مرمية، فأبلت الياء واوا لوقوعها بعد ضمة، وهي لام اسم مختوم بالتاء، فهي متطرفة حكما.
(5)
في ظ (من).
(6)
في ظ (كالكيوسى).
الضمة وإبدال الياء واوا رعاية لزنته، كالكوسى، والضّوقى. وقلنا وصفا ليخرج الاسم، نحو: طوبى.
* * *