الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إعمال المصدر
يعمل المصدر المكبّر عمل فعله، ولو جمعا، كقوله:
285 -
وجرّبوه فما زادت تجاربهم
…
أبا قدامة إلّا الحزم والنفعا (1)
والنفع: الإفضال.
وأكثر ما يعمل مضافا، كأعجبني ضرب زيد عمرا، ومجرّدا (2) منوّنا إمّا لفظا، كقراءة أبي بكر (3) عن عاصم (4): بزينة الكوكب (5)
(1) البيت من البسيط من قصيدة للأعشى ميمون في مدح هوذة بن علي الحنفي، وروي:(قد جربوه) و (كم جربوه) كما روي آخره: (الفنعا) وهي رواية الديوان واللسان.
الشاهد في: (تجاربهم أبا) حيث عمل المصدر المجموع (تجارب) عمل فعله فنصب المفعول به (أبا).
الديوان 109 والخصائص 2/ 208 وشرح الكافية الشافية 1016 وشرح العمدة 694 وشرح التسهيل 2/ 156 والمرادي 3/ 9 وتوضيح المقاصد 3/ 9 وشرح التحفة الوردية 211 وشرح شواهد شرح التحفة 233 والأشموني 2/ 287 والدرر 2/ 123 واللسان (فنع)3474.
(2)
في ظ (أو مجردا أي).
(3)
أبو بكر هو شعبة بن عياش النهشلي الكوفي، اختلف في اسمه على ثلاثة عشر قولا، قال ابن الجزري: أصحها شعبة. أخذ القراءة عن عاصم، عاش بين سنة (95 - 194) هـ. غاية النهاية 1/ 325.
(4)
هو عاصم بن أبي النجود، الأسدي ولاء، أحد القراء السبعة، أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي، وغيره. توفي سنة سبع أو تسع وعشرين ومئة للهجرة. غاية النهاية 1/ 346 والنشر 155.
(5)
سورة الصافات الآية: 6. -
ومثله: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً (1) وإمّا تقديرا كقولك تاركا للإضافة: سرّني رجعى زيد إلى الحقّ، وذكرى أخوك صاحبه (2).
وقد يعمل مع الألف واللام، كقوله:
286 -
ضعيف النكاية أعداءه
…
يخال الفرار يراخي الأجل (3)
- قرأ أبو بكر وعاصم والأعمش وطلحة بتنوين (زينة) ونصب (الكواكب) على أنه مفعول به للمصدر المنون (زينة). النشر 2/ 356 وإعراب القرآن للنحاس 2/ 738، وفيها الشاهد.
وقرأ حفص وحمزة ووافقهما الحسن والأعمش بتنوين (زينة) وجر (الكواكب) على أن المراد بالزينة ما يتزين به، وقطعها عن الإضافة، و (الكواكب) عطف بيان أو بدل بعض. وقرأ الباقون بحذف التنوين على إضافة (زينة) ل (الكواكب) إضافة الأعم إلى الأخص. الإتحاف 2/ 408 والبحر 7/ 352.
(1)
سورة البلد الآيتان: 14، 15. على أن (يتيما) منصوب على المفعولية بالمصدر (إطعام) المنون.
(2)
ف (زيد) مرفوع فاعل للمصدر (رجعى) المنون تقديرا، و (صاحب) منصوب بالمصدر (ذكرى) المنون تقديرا، وفاعله أخوك.
(3)
البيت من المتقارب، ولم أقف على قائله.
الشاهد في: (النكاية أعداءه) حيث نصب (أعداءه) بالمصدر المحلى (بأل)(النكاية). وقال ابن الوردي في شرح التحفة الوردية: «يمكن حمله على نزع الخافض على تقدير: ضعيف النكاية في أعدائه» . ويرجح هذا ما ورد من تعدية الفعل بفي، ففي تهذيب اللغة، قال الليث: نكأت في العدوّ، ونكيت في العدو. لغتان 10/ 382 واللسان (نكأ)4534.
سيبويه والأعلم 1/ 99 والمنصف 3/ 71 وشرح الكافية الشافية 2/ 1013 وشرح جمل الزجاجي 2/ 27 والمقتصد 1/ 563. والمقرب 1/ 131 وشفاء العليل 649 وشرح التحفة 214 وابن يعيش 6/ 59، 64 وابن الناظم 161 -
وكقوله (1):
287 -
…
... كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا (2)
يعني رجلا، ومنه: بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (3).
ولا يعمل المصدر إلا أن يقرن بالكاف (4)، مثل: فَاذْكُرُوا
- والمرادي 3/ 5 والمساعد 2/ 235 والعيني 3/ 500 وشرح شواهد شرح التحفة 237 والخزانة 3/ 439 والهمع 2/ 93 والدرر 2/ 124.
(1)
زيادة من ظ.
(2)
عجز بيت من الطويل، نسبه كثير لمالك بن زغبة الباهلي، ونسبه سيبويه والأعلم والعيني إلى المرار الأسدي. وصدره:
لقد علمت أولى المغيرة أنني
وروي (لحقت، سمعت، لقيت، ضربت) بدل (كررت).
الشاهد في: (كررت
…
عن الضرب مسمعا) على أن (مسمعا) منصوب بالمصدر (الضرب) المحلى بأل، وأجازه سيبويه لأن (أل) عنده بمنزلة التنوين ولمنعها إضافة ما دخلت عليه. وهو مع جوازه قليل، وخرجه بعضهم على أن (مسمعا) معمول (كررت) اللازم فيكون (مسمعا) منصوب بنزع الجار؛ لأنه يتعدى بحرف الجر (على) والأصل: كررت على مسمع فلم أنكل عن الضرب. وبهذا قال ابن الوردي في شرح التحفة الوردية.
سيبويه والأعلم 1/ 99 والمقتضب 1/ 14 وفرحة الأديب 32 والمقتصد 1/ 567 وابن يعيش 6/ 59، 64 وشفاء العليل 649 وابن الناظم 161 والعيني 3/ 40، 501 وشرح التحفة الوردية 214 وشرح شواهد شرح التحفة 240 والخزانة 3/ 439 والهمع 2/ 93 والدرر 2/ 125.
(3)
سورة الصافات الآية: 6. بتنوين (زينة) وقطعها عن الإضافة وجر (الكواكب) على البدلية أو عطف البيان. وانظر التعليق (5) في ص: (414، 415).
(4)
لم أطلع على من ذكر أن من شروط أو حالات عمل المصدر اقترانه بكاف التشبيه لفظا أو معنى غير الشارح وابن مالك قبله في العمدة وشرحها انظر -
اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ (1) أو بمعناها مثل: فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)(2) أو يحسن موضعه أن المصدرية والفعل إن كان ماضيا أو مستقبلا، كعجبت من ضرب زيد عمرا، أو ما المصدرية والفعل، إن كان حالا، كقوله:
288 -
وددت على حبّي الحياة لو انّه (3)
…
يزاد لها في عمرها من حياتيا (4)
أراد حبّا، هو متّصف به في الحال.
وقد يعطى اسم المصدر حكم المصدر فيعمل عمل فعله،
- العمدة 692 وشرحها 697.
وما ذكراه من الآيتين فإنه يحسن موضعه ما والفعل، والتقدير: كما تذكرون آباءكم، وكما تشرب الهيم. والله أعلم.
(1)
سورة البقرة الآية: 200. ف (آباء) منصوب بالمصدر (ذكركم) المتصل بكاف التشبيه عند الشارح وابن مالك.
(2)
سورة الواقعة الآية: 55. و (الهيم) مجرور بالمصدر (شرب) المضاف من إضافة المصدر إلى فاعله لتضمنه كاف التشبيه عند الشارح وابن مالك؛ إذ التقدير: كشرب الهيم.
(3)
الذي في جميع المصادر التي اطلعت عليها (لو أنها).
(4)
البيت من الطويل، لجميل بثينة. وقال ابن مالك في شرح التسهيل:
للفرزدق، وليس في ديوانه.
الشاهد في: (حبي الحياة) على إعمال المصدر (حب) ونصب (الحياة) به على المفعولية، وجر ياء المتكلم الواقعة فاعلا بالإضافة إلى المصدر؛ حيث إن المصدر يمكن وضع (ما) المصدرية والفعل مكانه مع دلالته على الحال؛ فهو يريد حبّا متصفا به في الحال، لا حبّا ماضيا ولا مستقبلا.
ديوان جميل 75 وشرح التسهيل 3/ 111 وشرح العمدة 698 وشفاء العليل 645.
كقول عائشة رضي الله عنها: «من قبلة الرجل امرأته الوضوء (1)» ومثله:
289 -
أكفرا بعد ردّ الموت عنّي
…
وبعد عطائك المئة الرّتاعا (2)
والمصدر المضاف تجوز إضافته إلى الفاعل فينصب المفعول، نحو: بلغني تطليق زيد هندا، وإلى المفعول فيرفع (3) الفاعل، وليس هذا بضرورة خلافا لبعضهم، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم:«وحج البيت من استطاع إليه سبيلا (4)» ومثله:
(1) رواه مالك في الموطأ 40 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكذا عن مالك بن شهاب. وانظر شرح العمدة 695 وابن الناظم 161.
والشاهد أن (امرأة) مفعول به منصوب لاسم المصدر (قبلة) المضاف إلى فاعله (الرجل). و (الوضوء) مبتدأ مؤخر، خبره (من قبلة).
(2)
البيت من الوافر، للقطامي، واسمه عمير بن شبيم يمدح زفر بن الحارث الكلابي الذي خلصه ممن أسروه وأعطاه مئة من غنائم الذين أسروه.
الشاهد في: (عطائك المئة) على إعمال اسم المصدر (عطاء) عمل المصدر إعطاء، فنصب (المئة) على المفعول به، والكاف فاعله مضاف إليه.
الديوان 37 والأصول 1/ 166 والخصائص 2/ 221 وأمالي ابن الشجري 2/ 142 وشرح العمدة 695 وابن الناظم 161 وابن يعيش 1/ 20 والعيني
3/ 505 والخزانة 3/ 442 والاقتضاب 55 والهمع 1/ 188 و 2/ 95 والدرر 1/ 161 و 2/ 127 والأشموني 2/ 288 والبحر 1/ 127 و 5/ 276.
(3)
في م (فيرجع).
(4)
قطعة من حديث مطول عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه مسلم في صحيحه بشرح النووي في باب (أركان الإسلام) في قصة أعرابي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وزعم رسولك أن علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا. قال:
صدق .. ». الحديث 1/ 169 - 171. وأورده الشارح على أن المصدر (حج) أضيف إلى مفعوله (البيت) ورفع فاعله المتأخر الاسم الموصول (من).
وانظر شرح التحفة 217 وشرح شواهد شرح التحفة 245.
290 -
تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة
…
نفي الدراهم تنقاد الصياريف (1)
ويجاء بعد المجرور بالمصدر بتابعه نعتا أو غيره مجرورا حملا على اللفظ، ومرفوعا ومنصوبا حملا على المحل، فالحمل (2) على المحلّ رفعا (3) كقوله:
291 -
السالك الثّغرة اليقظان سالكها
…
مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل (4)
(1) البيت من البسيط، للفرزدق.
الشاهد في: (نفي الدراهم تنقاد) على أن (نفي) مصدر مضاف إلى مفعوله المقدم (الدراهم) ورفع الفاعل (تنقاد).
وروي: بنصب (الدراهم) وجر (تنقاد) وذلك بإضافة المصدر إلى فاعله (تنقاد) المفصول بينه وبين المصدر بالمفعول، وهذا جائز كما سبق في الإضافة.
الديوان 570 وسيبويه والأعلم 1/ 10 والمقتضب 2/ 258 والخصائص 2/ 315 وشرح الكافية الشافية 987 وأمالي ابن الشجري 1/ 221 و 2/ 93 وشرح التحفة 216 وتخليص الشواهد 169 وابن الناظم 161 وشفاء العليل 1049 والعيني 3/ 521 والخزانة 2/ 255 وشرح شواهد شرح التحفة 243.
(2)
في الأصل (فالمحل) تصحيف.
(3)
سقطت من ظ.
(4)
البيت من البسيط، للمتنخل الهذلي، من قصيدة يرثي فيها ابنه أثيلة، وفي تهذيب اللغة، لتأبط شرّا. ورواية النوادر:(كالئها) بدل (سالكها).
المفردات: الثغرة: كل طريق فيه خوف من الأعداء. سالكها: السائر فيها.
كالئها: حافظ الطريق عارف به. الهلوك: المرأة الساقطة. الخيعل: قميص بلا كمين، يخاط أحد شقيه دون الآخر، تلبسه المرأة ليس تحته إزار.
الفضل: قميص المهنة والخلوة تلبسه المرأة في بيتها.
الشاهد في: (مشي الهلوك
…
الفضل) على أن (الفضل) بالرفع نعت للهلوك على المحل، وإن كان مجرورا بالإضافة إلى المصدر (مشي) فمحله الرفع -
فرفع الفضل هنا نعتا للهلوك. وفي مسند أحمد (1): «أمر بقتل الأبتر ذو الطّفيتين» (2) ومثله:
292 -
حتّى تهجّر بالرواح وهاجه
…
طلب المعقّب حقّه المظلوم (3)
رفع المظلوم اتباعا لمحلّ المعقّب.
- على الفاعلية للمصدر.
شرح أشعار الهذليين 1281 والمخصص 4/ 36 والخصائص 2/ 167 وأمالي ابن الشجري 2/ 30 والتنبيهات 87 وشرح الشافية الكافية 1023 وشرح العمدة 701 وابن الناظم 162 والعيني 3/ 516 والخزانة 2/ 288 عرضا والهمع 1/ 187 و 2/ 145 والدرر 1/ 160 و 2/ 203 والمعاني الكبير 543 وتهذيب اللغة 1/ 166.
(1)
هو أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني ولاءا، أحمد الأئمة الأربعة، طاف بلاد الإسلام في طلب العلم، أوذي بسبب امتناعه من القول بخلق القرآن. من تصابفه: المسند في الحديث، والناسخ والمنسوخ، والرد على الزنادقة. عاش بين (164 - 241 هـ. الأعلام 1/ 203.
(2)
انظر تخريج الحديث في باب نائب الفاعل صفحة 266 تعليق (2).
والشاهد هنا في: (ذو) على أنها نعت للأبتر المرفوع محلا المجرور لفظا بالمصدر (قتل)، وأصل الكلام: أمر أن يقتل الأبتر ذو الطفيتين، فالأبتر نائب فاعل للمصدر.
(3)
البيت من الكامل قاله لبيد بن ربيعة العامري، يصف حمارا وحشيّا وأتانه.
الشاهد في: (طلب المعقب
…
المظلوم) على أن (المظلوم) مرفوع صفة للمعقب المرفوع محلا على أنه فاعل للمصدر، المجرور لفظا بإضافته إلى المصدر (طلب)، وأصل الكلام كما طلب المعقب المظلوم حقّه.
الديوان 128 والمخصص 2/ 56 والمرتجل 297 وابن الناظم 162 والإنصاف 232 والعيني 3/ 512 والخزانة 1/ 334 والهمع 2/ 245 والدرر 2/ 202.
والحمل على المحل (1) نصبا كقوله:
293 -
قد كنت داينت بها حسّانا
…
مخافة الإفلاس والليانا (2)
تتمّة
وقد يعمل المصدر دون كاف أو معناها، أو تقدير حرف مصدريّ، وذلك إذا كان بدلا من الفعل، كقوله:
294 -
…
... فندلا زريق المال ندل الثعالب (3)
وتقدم أن ندلا بمعنى اندل.
(1) في ظ (الحمل) تصحيف.
(2)
البيت من الرجز، لرؤبة بن العجاج، ونسبه أبو علي والقيسي لزياد العنبري.
الشاهد في: (مخافة الإفلاس والليانا) على أن (الليانا) معطوف على محل (الإفلاس) المجرور لفظا بالإضافة إلى المصدر، المنصوب محلا على المفعولية للمصدر (مخافة).
ويجوز نصب (الليانا) على أنه قام مقام المضاف إليه فأخذ إعرابه بعد حذفه، وأصله: مخافة الإفلاس ومخافة الليانا، فحذف مخافة وقام مقامه، أو على أن (الليانا) منصوب على أنه مفعول معه، وأصله مخافة الإفلاس مع الليان.
ملحقات الديوان 187 وسيبويه والأعلم 1/ 98 وأمالي ابن الشجري 1/ 228 و 2/ 31 وإيضاح شواهد الإيضاح 49 وشرح الكافية الشافية 1022 والمرتجل 301 وشفاء العليل 652 وابن الناظم 162 وابن يعيش 6/ 65 والعيني 3/ 520 وشرح التحفة 258 وشرح شواهد شرح التحفة 295 والخزانة 2/ 328 عرضا والهمع 2/ 145 والدرر 2/ 203.
(3)
سبق في الشاهد 168.
الشاهد فيه هنا: (ندلا
…
المال) على أنّ المصدر (ندلا) عمل عمل فعله فنصب (المال) على المفعولية، وفاعله ضمير مستتر، وعمل المصدر عمل الفعل وإن لم يكن مقترنا بالكاف ولا يحسن وضع أن المصدرية والفعل مكانه؛ لأنه بدل من الفعل اندل، وتقديره: اندل يا زريق المال كندل الثعالب.