الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإدغام
يدغم أول المثلين المحرّكين في كلمة غير ملحقة، إن لم يصدّرا، كردّ وصدّ (1)، فلو صدّرا كتترا (2)، أو كان الاسم على (فعل) كصفف ودرر، أو (فعل) كذلل وجدد، أو (فعل) ككلل ولمم، أو (فعل) كلبب وطلل، أو اتصل أوّلهما (3) بمدغم كجسّس جمع جاسّ، أو تحرّك ثانيهما (4) بحركة عارضة، كاخصص أي:
بنقل (5) حركة الهمزة (6) إلى الصاد، أو ألحق ما فيه بغيره، كقردد، وهيلل (7)، أكثر من لا إله إلّا الله.
وشذّ الفكّ في أشياء تحفظ، كألل السّقاء، تغيّرت رائحته، وصكك الفرس، اصطكّ عرقوباه، وضببت، كثرت ضبابه.
ويجوز الإدغام والفكّ فيما مثلاه ياءان لازما تحريك، كحيي وعيي، وحيّ وعيّ، بخلاف أن يحيي؛ لزوال حركة الثانية
(1) في ظ (وضن).
(2)
في ظ (كتترك).
(3)
في ظ أوهما).
(4)
في ظ (ثانيها).
(5)
في الأصل وم (نقل).
(6)
في ظ (الهمز).
(7)
سواء كان أحد المثلين هو الملحق، مثل: قردد، فإن إحدى الدالين زيدت للإلحاق بجعفر، أو كانت الزيادة للإلحاق ليست أحد المثلين مثل: هيلل، فإن الياء مزيدة للإلحاق بدحرج، وهي ليست أحد المثلين.
بزوال (1)(أن).
وما فيه تاءان كتاءي تتجلّى فقياسه الفكّ؛ لتصدّرهما. ومنهم من يدغم فيسكّن أوله، ويدخل عليه همزة وصل فيقول: اتّجلّى.
وقياس نحو: استتر الفكّ، ويجوز إدغامه بعد نقل حركة أول المثلين إلى الساكن، نحو: ستّر يستّر ستّارا (2).
وما (3) بتاءين ابتدئ يقتصر فيه على تاء كثيرا، كتبيّن في تتبيّن (4). وقلّ في النون (5)، كقراءة بعض (6): وَنُزِّلَ
(1) في ظ (لزوال). يعني أنه لا يجوز الإدغام في (أن يحيي) للسبب الذي ذكره.
(2)
أصل: ستّر، استتر، نقلت حركة التاء الأولى إلى السين وفتحت، فسقطت همزة الوصل التي جيء بها للنطق بالساكن، وسكنت التاء الأولى بنقل سكون السين إليها، فقيل: ستتر، ثم أدغمت التاء في التاء، لاجتماع مثلين أولهما ساكن، فقيل: ستّر. ومثل ذلك يقال في المضارع يستّر، لحقت ياء المضارعة الفعل فسقطت همزة الوصل لعدم الحاجة إليها، فقيل: يستتر، ثم نقلت حركة التاء الأولى إلى السين، وسكون السين إلى التاء، فقيل يستتر، ثم أدغمت التاء في التاء لاجتماع مثلين أولهما ساكن، فقيل: يستّر. وكذا المصدر: ستار، أصله: استتار، فجرى فيه من نقل الحركة والسكون وحذف الهمزة ما سبق.
(3)
في ظ (اوما).
(4)
سقط من ظ (في تتبين).
(5)
أي قلّ حذف إحدى النونين.
(6)
يعني ابن كثير فإنه وقرأ (وننزل) بنونين: الأولى مضمومة والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي المكسورة، ورفع اللام، ونصب (الملائكة) وهي كذلك في المصحف المكي. النشر 2/ 334 والإتحاف 2/ 308.
وقال ابن جني في المحتسب 2/ 120: «ومن ذلك ما روي عن ابن كثير -
الْمَلائِكَةُ (1) بالنصب، ونُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (2) ولذلك سكّن ياء (نجّي).
وإذا سكّن آخر فعل مدغم فيه لاتّصاله بضمير رفع وجب الفكّ، كحللت، وحللنا، وحللن.
وأنت مخيّر في جزم، وسكون أمر، بين الفكّ، وهي الحجازية (3)، مثل: وَمَنْ يَحْلِلْ (4) وَلا تَمْنُنْ (5) وَاغْضُضْ (6) وبين الإدغام، وهي التميمية (7)، مثل: وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ (8).
- وأهل مكة: (وتنزّل الملائكة) وكذا روى خارجة عن أبي عمرو، قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون محمولا على أنه أراد وننزّل الملائكة، إلا أنه حذف النون الثانية التي هي فاء فعل نّزّل؛ لالتفاء النونين استخفافا
…
».
أما غير ابن كثير، فإنهم قرؤوا:(نزّل) بنون واحدة مضمومة، وزاي مكسورة مشددة، مع فتح اللام ورفع (الملائكة) نائب فاعل.
(1)
سورة الفرقان الآية: 25.
(2)
سورة يونس الآية: 103 والأنبياء الآية: 88.
قرأ ابن عامر وأبو بكر شعبة بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم (نجّي) على معنى ننجي، ثم حذفت إحدى النونين تخفيفا. النشر 2/ 324. والباقون بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة وتخفيف الجيم (ننجي) من أنجى. حجة القراءات 469 - 470 والإتحاف 2/ 266.
(3)
شرح الكافية الشافية 2190.
(4)
سورة طه الآية: 81. قرأ الكسائي بضم اللام، وقرأ الباقون بكسر اللام (يحلل). النشر 2/ 321 والإتحاف 2/ 253.
(5)
سورة المدثر الآية: 6.
(6)
سورة لقمان الآية: 19.
(7)
شرح الكافية الشافية: 2191.
(8)
سورة الحشر الآية: 4. وهي قراءة سبعية.
وافعل في التعجب، كاحبب به! واشدد! دون غيره من أمثلة الأمر، التزم فكّه، كما التزم الإدغام في هلمّ، فلم يقل فيه:
هلمم.
والله أعلم، حسبنا الله ونعم الوكيل.
آخر الكتاب
والحمد لله الكريم الوهاب. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
وافق الفراغ عشية يوم السبت خامس عشر من شوال سنة سبع وأربعين وثماني مئة على يد كاتبه لنفسه ولمن
شاء الله من بعده، ففي رحمة ربه، المعترف بجرمه وذنبه علي بن أحمد بن علي بن عمر بن أحمد أبي بكر بن سالم اليمني أصلا المكي مولدا ومنشأ، الشهير بالشوائطي.
عفا الله عنه وعن والديه وأحبائه وجميع المسلمين.
والحمد لله رب العالمين (1).
(1) * هذه خاتمة نسخة الأصل وترجمة كاتبها:
هو علي بن أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم نور الدين ابن الشهاب أبي العباس الكلاعي الحميري اليماني المكي مولدا الشافعي، ويعرف بابن الشوائطي، ولد بمكة في سابع جمادى الأولى سنة (820 هـ) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أثنى عليه وعلى علمه صاحب الضوء اللامع، فقد كان كاتب المخطوط من تلاميذه. انظر الضوء اللامع للسخاوي 174 (601).
* * خاتمة نسخة (م):
(والله سبحانه وتعالى أعلم، حسبنا الله ونعم الوكيل. تم الكتاب بحمد الله الكريم الوهاب. وصلّى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
وافق الفراغ منه عشية الإثنين عاشر شهر صفر الخير سنة أربع وسبعين وتسع مئة من الهجرة النبوية، على يد كاتبه فقير رحمة ربه، المعترف بجرمه وذنبه، محمد بن علي بن ناصر الدين الأبوصيري، عفا الله عنه وعن والديه ومشايخه وأحبابه، وجميع المسلمين. آمين. والحمد لله رب العالمين.)
* * * خاتمة نسة (ظ):
(والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
نجز بحمد الله وعونه كتاب (تحرير الخلاصة) للشيخ العلامة زين الدين أبي حفص عمر بن الوردي الشافعي، تغمده الله تعالى برحمته، وأسكنه فسيحات جنته. على يد كاتبه ومالكه الراجي عفو ربه وغفرانه ورحمته.
وكان الفراغ من كتابته يوم السبت ثالث عشرين شهر ربيع الآخر سنة (848) أحسن الله عاقبته في خير محمد وآله.
آمين. وحسبنا الله ونعم الوكيل. والحمد لله رب العالمين.