الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفعل التفضيل
يصاغ أفعل التفضيل من كلّ ما صيغ من فعل التعجّب، كهو أفضل من زيد، وأعلم منه، كما يقال: ما أفضله وأعلمه! وما لا يجوز أن يبنى منه فعل التعجب فقد أبى النحاة أن يبنى منه أفعل التفضيل.
ويتوصل إلى التفضيل فيما نقص منه بعض الشروط بما يتوصل به إلى التعجب، ويجاء بمصدر الفعل العادم للصلاحية تمييزا منصوبا، كهو أشدّ انطلاقا، وأشدّ كونا (1)، وأفجع موتا.
ويصاغ من فعل المفعول العادم اللبس كما في التعجب، كهو أنجب منك، وأعنى بك، وأشجى (2) عليك، ولا أحرم ممّن عدم الإنصاف، ولا أظلم من قتيل كربلاء، وفلان ألعن من يهودي.
وشذّ صوغه من غير فعل، كقولهم: هذا أقير من هذا [أي أمر](3) وألصّ من شظاظ (4).
وأفعل التفضيل إن جرّد من الإضافة و (أل) لزم اتصاله بمن
(1) في الأصل وم (ركوبا).
(2)
في ظ (وأتحى).
(3)
ما بين القوسين [] زيادة من ظ. قال في اللسان (قير) 3793: «والقار شجر مر، وحكى أبو حنيفة عن ابن الأعرابي: هذا أقير من ذلك، أي أمرّ» .
(4)
شذ صوغ أفعل التفضيل (أقير وألص) على أنهما اسمان من القير واللص عند من يرى أنه لا فعل لهما. -
لابتداء الغاية (1)، كقولك: زيد أفضل من عمرو.
وقد يستغنى بتقدير (من) للدليل (2)، ويكثر إذا كان خبرا، مثل: وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (17)(3) ويقلّ في الصفة، كقوله:
328 -
تروّحي أحرى (4) أن تقيلي
…
... (5)
- وقال ابن القطاع: «لصصت الشيء لصّا فعلته في ستر، ومنه اللصّ» .
3/ 141 وعلى هذا لا شذوذ في مجيء اسم التفضيل منه على أفعل.
وشظاظ: بكسر الشين على وزن كتاب، لص من بني ضبّة. انظر مجمع الأمثال 2/ 257 والمستقصي 1/ 328.
(1)
في ظ زيادة (لفظا).
(2)
في ظ (لدليل).
(3)
سورة الأعلى الآية: 17. (الآخرة) مبتدأ و (خير) خبر، والتقدير والله أعلم: والآخرة خير من الدنيا.
(4)
في ظ (أجدر) وهي رواية الديوان.
(5)
بيت من رجز قاله أحيحة بن الجلّاح، وبعده:
غدا بجنبي بارد ظليل
ونسبه القيسي في إيضاح شواهد الإيضاح لأبي النجم العجلي، وليس في ديوانه.
المفردات: تروّحي: من تروح، بمعنى طولي، والخطاب لفسيل النخل كما في أبيات بعده. أحرى: أولى. تقيلي: من القيلولة.
الشاهد في: (أحرى) حيث لم يذكر (من) بعد أفعل التفضيل؛ لوقوع اسم التفضيل (أحرى) صفة لمحذوف، والتقدير: تروّحي وأتي مكانا أحرى أن تقيلي فيه من غيره، كما ذكر الشارح.
الديوان 47 والمحتسب 1/ 212 شرح الكافية الشافية 1130 وابن الناظم 187 والعيني 4/ 36 وأمالي ابن الشجري 1/ 343 وإيضاح شواهد الإيضاح 225 وإيضاح العضدي 184 والأشموني 3/ 46.
أي: تروحي وأتي مكانا أجدر أن تقيلي فيه من غيره.
وإن كان مضافا كأفضل القوم، أو مع (أل) كالأفضل (1)، لم يتصل بمن، وأمّا قوله:
329 -
ولست بالأكثر منهم حصى
…
وإنّما العزة للكاثر (2)
فقيل: (من) فيه لبيان الجنس أي: بالأكثر من بينهم. وقيل:
متعلقة بمحذوف دلّ عليه المذكور. وقيل: (أل) فيه زائدة، فلم تمنع وجود (من) كما لم تمنع الإضافة في قوله:
330 -
تولي الضجيع إذا تنبّه موهنا
…
كالأقحوان من الرشاش (3) المستقي (4)
(1) في الأصل: (فالأفضل) ولعل وضع الفاء مكان الكاف جاء تصحيفا.
(2)
البيت من السريع للأعشى، ميمون بن قيس.
الشاهد في: (الأكثر) فقد جمع الشاعر بين الألف واللام ومن، وهذا ممتنع.
وقد أجيب عنه بأربعة أوجه ذكر الشارح منها ثلاثة، والرابع أنّ (من) بمعنى في.
الديوان 193 والنوادر 196 والخصائص 1/ 185 والمخصص 3/ 123 والتكملة 117 وشرح الكافية الشافية 1135 وابن الناظم 187 وابن يعيش
3/ 6 و 5/ 103 و 6/ 100، 103، 105 والمرادي 3/ 120 وشفاء العليل 613 والعيني 4/ 38 وبصائر ذوي التمييز 4/ 336 والخزانة 3/ 489.
(3)
في ظ (الشاش).
(4)
البيت من الكامل للقطامي عمير بن شبيم، وهذه رواية كثير من النحويين، ورواية الديوان والعيني:
تولي الضجيع إذا تنبّه موهنا
…
منها وقد أمنت له من تتقي
عذب المذاق مفلجا أطرافه
…
كالأقحوان من الرشاش المستقي
الشاهد في: (الرشاش المستقي) فقد زيدت الألف واللام في الرشاش وهو -
قال أبو علي: أي: من رشاش (1).
ثمّ إن أضيف أفعل التفضيل إلى نكرة أو عري من الإضافة و (أل) لزم التذكير والتوحيد، وامتنع تأنيثه وتثنيته وجمعه، تقول في المضاف إلى نكرة: هو أفضل رجل، هي أفضل امرأة، هما أفضل رجلين، هم أفضل رجال، هنّ أفضل نساء. وتقول في العاري:
هو أو هي أو هما أو هم أو هنّ أفضل منك، وقد يؤنّث هذا كقول حنيف (2): الرمكاء بهيا، [والحمراء صبرى، والخوّارة غزرى (3) والصّهباء سرعى (4).
- مضاف، والأصل من رشاش المستقي، واستدل النحاة بذلك على جواز زيادة (أل) في المضاف، فدل على جواز زيادة (أل) مع (من) في التفضيل كما في الشاهد السابق.
الديوان 110 - 111 وابن الناظم 187 والعيني 4/ 40 وحاشية ياسين 2/ 24 وشواهد التوضيح 59.
(1)
انظر ابن الناظم 187.
(2)
انظر قول حنيف في اللسان (بها) 380 و (رمك)1733. اشتهر بمعرفة رعي الإبل وبالدلالة حتى قيل: أدلّ من حنيف الحناتم! وانظر شرح العمدة 762.
(3)
جات الكلمات التي بين القوسين [] في ظ هكذا: (والحمرا صبري، والخوار عزوى) وفي م (والحوار عروي) وفي الأصل (عروبى) دون نقط.
وتم التصحيح اعتمادا على المصادر.
(4)
الرمكاء: أن تشتد كمتتها حتى يدخلها سواد، وكل لون يخالط غبرته سواد فهو أرمك. اللسان (رمك) 1733. بهيا: تأنيث الأبهى، وهي
البهيّة الرائعة.
اللسان (بها)380. والخوارة غزرى: يعني الناقة غزيرة اللبن. اللسان (غزر)1285. الصهباء: الناقة التي يعلو شعرها حمرة وأصوله سود. اللسان (صهب)2513. سرعى: يعني أسرع من غيرها في المشي. قوله: -
وقد يجمع كقول الوليد بن عقبة:
331 -
لعمري لئن أضحت عليّ عمامة
…
لقد رزي الأنصار قوم أكارم (1)
ويجب أن يطابق المقرون بأل ما هو له، كزيد الأكبر، الزيدان (2) الأكبران، الزيدون الأكبرون، هند الكبرى، الهندان (3) الكبريان، الهندات (4) الكبريات أو الكبر.
ويجوز في المضاف إلى المعرفة إن كانت إضافته بمعنى (من) المقصود بأفعل فيه التفضيل وجهان:
أحدهما: موافقة المجرّد في التذكير والتوحيد، كهي أفضل النساء، هم أفضل القوم.
[الثاني: موافقة المعرفة بأل في المطابقة، كهي أفضل النساء، هم أفضل القوم](5) وقد اجتمع الوجهان في قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا
- بهيا وصبرى وغزرى وسرعى، أسماء تفضيل مؤنثة مع أنها عارية من (أل) والإضافة، والأصل التذكير والإفراد.
(1)
البيت من الطويل، للوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي، أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه لأمه. ورواية شرح العمدة:(عماية والأبصار) بدل (عمامة والأنصار) ولعلها الأنسب للمعنى.
الشاهد في: (أكارم) حيث جمع اسم التفضيل (أكرم) والأصل الإفراد؛ إذا عري من الإضافة و (ال) كما في البيت.
شرح العمدة 762.
(2)
في ظ زيادة (و).
(3)
في جميع النسخ الهنديان.
(4)
في جميع النسخ الهنديات.
(5)
ما بين القوسين [] زيادة من ظ.
أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» (1).
أمّا إذا لم يقصد التفضيل فلا بدّ من المطابقة، كقولهم:
الناقص والأشجّ أعدلا بني مروان (2). أي عادلاهم.
ولكثرة استعمال (أفعل) لا لتفضيل طرده المبرّد (3)، كقوله
(1) أورد الحيث شاهدا على أن اسم التفضيل المضاف المراد به معنى المجرد، يجوز أن يطابق المجرد منها، فيلزم الإفراد والتذكير، كما في (أحبكم، وأقربكم) فهما مضافان إلى ضمير الجمع وأفردهما مذكرين، وأنه يجوز فيه مطابقة المضاف إليه كما في (أحاسنكم) فقد جاء اسم التفضيل جمعا ليطابق ضمير الجمع. ومثل هذا يقال فيما ورد آخر الحديث (أبغضكم وأبعدكم) وقوله في بعض روايات أحمد:(مساويكم).
والحديث أخرجه الترمذي في (كتاب البر والصلة، باب ما جاء في معالي الأخلاق) 4/ 370 (2018) ولفظه: عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون» .
وأخرجه أحمد عن عبد الله بن عمرو بألفاظ لم تورد الشاهدين في حديث واحد، انظر المسند 11/ 49 (6504) و 11/ 347 (6735) و 11/ 380 (6767) و 11/ 418 (6818) و 11/ 608 (7035). ومجمع الزوائد 8/ 21 والنهاية لابن الأثير 5/ 201.
وانظر شرح الكافية الشافية 1137 وشرح العمدة 760 - 761 وابن الناظم 188 والهمع 2/ 103.
(2)
المراد بالناقص يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، قيل: سمي بذلك لنقصه أرزاق الجند، وبالأشج عمر بن عبد العزيز بن مروان، سمي بذلك لشجة أصابته من دابة.
(3)
المقتضب 3/ 247 قال: «واعلم أن أفعل إذا أردت أن تضعه موضع الفاعل -
تعالى: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ (1) وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ (2) أي: عالم وهيّن، وكقول الشاعر:
332 -
إنّ الذي سمك السماء بنى لنا
…
بيتا دعائمه أعزّ وأطول (3)
ويعرض تقديم المفضول على أفعل التفضيل وجوبا إن تضمّن استفهاما، أو أضيف إلى متضمّن استفهام، كمثل: ممّن أنت خير؟ ومن وجه من وجهك أجمل؟ وهذه الثانية لم ينبّه عليها الشيخ ولا ابنه، على أن الشيخ قال في بعض مصنّفاته: إنها والتي قبلها من المسائل المغفول عنها (4). فلو قال بدل البيت (5):
- فمطّرد، فمن ذلك قوله:
قبحتم يا آل زيد نفرا
…
ألأم قوم أصغرا وأكبرا
يريد صغيرا وكبيرا، فهذا سبيل هذا الباب». يعني أن (أفعل) في غير التفضيل مقيس عند المبرد.
(1)
سورة الإسراء الآية: 25. لا يراد بأعلم المفاضلة بين علم الله وعلم غيره تعالى الله عن ذلك.
(2)
سورة الروم الآية: 27. لا يراد بأهون المفاضلة بين قدرة الله تعالى على بدء الخلق والإعادة، فكلها هينة عليه سبحانه.
(3)
البيت من الكامل للفرزدق.
الشاهد في: (أعزّ وأطول) حيث جاء أفعل لغير التفضيل، فهو صفة مشبهة بمعنى عزيزة وطويلة.
الديوان 2/ 155 وابن يعيش 6/ 97، 99 والتذييل والتكميل 3/ 198 وشفاء العليل 615 وابن الناظم 188 والعيني 4/ 43 والخزانة 3/ 486 والأشموني 3/ 51.
(4)
انظر شرح العمدة 765 فقد ذكر هذه المسألة، قال:«ويعرض تقديم المفضول وجوبا، وذلك إذا كان اسم استفهام أو مضافا إليه، نحو: ممن أنت أحلم؟ ومن وجه من وجهك أجمل؟ ذكر هذه المسألة أبو علي في التذكرة، وهي من المسائل المغفول عنها» .
(5)
في ظ زيادة (نحو). -
وإن يكن بتلو من مستفهما
…
أو تلو تلوها فقدّمن هما
لكان أكمل.
وتقديم المفضول فيما ليس كذلك قليل، كقوله:
333 -
إذا سايرت أسماء يوما ظعائنا
…
فأسماء من تلك الظعائن أملح (1)
وحكى سيبويه (2) أن من العرب من يرفع بأفعل التفضيل الظاهر بلا شرط فيقول: مررت برجل أحسن منه أبوه، وهذا قليل، (3) ولكن لغرض ما يسوغ رفعه الظاهر عند جميع العرب، وذلك أن (4) يكون بعد نفي مقصودا به تفضيل شيء على نفسه
- يريد قول ابن مالك في الألفية 44:
وإن تكن بتلو من مستفهما
…
فلهما كن أبدا مقدّما
ولم يتضمن سوى المسألة الأولى، وهي تقديم المفضول المجرور بمن المتضمن استفهاما على أفعل التفضيل. أما بيت ابن الوردي فيتضمن المسألتين.
(1)
البيت من الطويل لجرير. ويروى: (
…
يوما ظعينة،
…
من تلك الظعينة
…
) كما في العيني وغيره.
الشاهد في: (من تلك الظعينة أملح) فقد قدّم المفضول المجرور بمن (من تلك الظعينة) على أفعل التفضيل (أملح) مع أن المفضول لم يتضمن استفهاما ولم يكن مضافا إلى ما تضمن الاستفهام، وذلك قليل، والأصل فأسماء أملح من تلك الظعينة.
الديوان 835 وشرح العمدة 766 وابن عقيل 2/ 147 والعيني 4/ 52 وأوضح المسالك 465 وشرح التصريح 2/ 103 والأشموني 3/ 52.
(2)
سيبويه 1/ 233.
(3)
في ظ زيادة (ولكن قليل).
(4)
في ظ (لمن) بدل (أن).
باعتبار محلين، أو وقتين، إذا حسن أن يقع موقع أفعل التفضيل فعل بمعناه، مثل:
لن (1) ترى في الناس من رفيق
…
أولى به الفضل من الصّدّيق (2)
رضي الله عنه وأصله: أولى به الفضل من الفضل بالصدّيق، فحذف منه ما سيأتي مثله.
وتقول: [ما رأيت أحدا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد (3)، [[إذ يحسن فيه](4) ما رأيت رجلا يحسن في عينه الكحل كحسنه في عين زيد (5)]، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:(ما من أيام أحبّ إلى الله فيها الصوم منه في عشر ذي الحجة (6) وقول الشاعر:
(1) في ظ (إنترى).
(2)
انظر ألفية ابن مالك: 44.
(3)
انظر سيبويه 1/ 232 والمقتضب 3/ 248 وشرح العمدة 773 وابن الناظم 189.
(4)
سقط ما بين القوسين [] من م.
(5)
سقط ما بين القوسين [[]] من ظ.
(6)
رواه أحمد في ستة مواضع في مسنده 3/ 433 (1968) و 5/ 286 (3228) و 9/ 322 (5446) و 11/ 50 - 51 (6154) و 11/ 119 - 120 (6559) و 11/ 650 (7079) عن ابن عباس وابن عمر وابن عمرو ومجاهد بألفاظ مختلفة فيها الشاهد. فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام» . يعني: أيام العشر.
قال: قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله
…
». الحديث. (1968) وأخرجه أبو داود في (باب في صوم العشر) 2/ 815 (2438): «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» . والترمذي في (كتاب -
334 -
ما علمت امرأ أحبّ إليه ال
…
بذل منه إليك يا ابن سنان (1)
ولو اختصرت فقلت: ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل من عين زيد، بتقدير: من كحل عينه، ومن زيد بتقدير:
مضافين، لاحتمل بدليل قولهم: ما رأيت كذبة أكثر عليها شاهد من كذبة أمير على منبر. أي من شهود كذبة. فلو (2) استغنيت عن المفضول للعلم به فقلت: ما رأيت كزيد رجلا أبغض إليه الشرّ، بحذف منه إليه في آخره لاحتمل؛ بدليل إنشاد سيبويه رحمه الله تعالى:
335 -
مررت على وادي السّباع ولا أرى
…
كوادي السباع حين يظلم واديا
- الصوم، باب ما جاء في العمل في أيام العشر) 3/ 121، 122 (757، 758) وابن ماجه في (باب صيام العشر) 1/ 550 (1727) بألفاظ مختلفة، وكلها فيها الشاهد. وانظر سيبويه 1/ 232 والمقتضب 3/ 250 والهمع 2/ 102 وشرح الكافية الشافية 1140 وشرح العمدة 773 وابن الناظم 189 وغيرها مع اختلاف في اللفظ دون موضع الشاهد. والشاهد في (أحب
…
الصوم) فقد رفع الاسم الظاهر (الصوم) بأحب على الفاعلية، وهو مسبوق بما النافية، وقصد به تفضيل الصوم في عشر ذي الحجة على الصوم في غيرها.
(1)
البيت من الخفيف، ولم أقف على قائله. ويروى: ما رأيت امرأ
…
الشاهد في: (أحب
…
البذل) حيث رفع أفعل التفضيل (أحب) اسما ظاهرا بعده أجنبيا منه، هو (البذل)، لكون اسم التفضيل وقع وصفا لاسم جنس قد سبق بنفي (ما) والأصل: ما علمت امرأ أحب إليه البذل منه يا ابن سنان.
شرح العمدة 773 والهمع 2/ 102 والدرر 2/ 137 والشذور 95 وشرح قطر الندى 398 وشرح التصريح 1/ 269.
(2)
في ظ (ولو).
أقلّ به ركب أتوه تئيّة
…
وأخوف إلّا ما وقى الله ساريا (1)
قال الشيخ: (2) أراد ولا أرى واديا أقلّ به ركب منه بوادي السباع، فحذف المفضول (3).
* * *
(1) البيتان من الطويل لسحيم بن وثيل الرياحي الحميري، شاعر مخضرم، وروي:(إلا أن يقي الله ساريا).
المفردات: أقل: نزل. ركب: مسافرون. تئية: من تأى، تلبث ومكث.
الشاهد في: (أقل به ركب) فقد رفع أفعل التفضيل (أقل) الاسم الظاهر بعده (ركب) على الفاعلية؛ لأنه سبق بأداة النفي (لا) ورفع أجنبيّا، والتقدير: ولا أرى واديا أقل به ركب أتوه منه بوادي السباع.
سيبويه 1/ 233 وشرح العمدة 774 - 775 وابن الناظم 189 وشفاء العليل 619 والعيني 4/ 48 والخزانة 3/ 521 والأشباه والنظائر 8/ 146 -
147.
(2)
شرح العمدة 775.
(3)
في ظ (المفعول).