الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كم وكأيّ وكذا
(كم) اسم يفتقر في الاستفهام إلى تمييز مفرد منصوب كتمييز عشرين، نحو: كم شخصا سما؟ إلّا أنّ هذا يجوز انفصاله في الاختيار (1)، نحو: كم لك درهما؟ وكم عندك دينارا؟ ويجوز جرّه بمن مضمرة إن دخل على (كم) حرف جرّ مظهر، نحو: بكم درهم اشتريت (2)؟
وتمييز عشرين وأخواته مخصوص الانفصال بالضرورة، وممنوع الجرّ مطلقا إلّا في شذوذ.
وتستعمل خبرية للتكثير فتضاف إلى مفسّر كمفسّر عشرة تارة، نحو: كم رجال صحبت، ومفسّر مئة تارة، نحو: كم رجل صحبت. وإن فصل بين هذه ومفسّرها بظرف أو عديله امتنع جرّه إلا في الشعر، كقوله:
501 -
كم دون ميّة (3) موماة يهال لها
…
إذا تيمّمها (4) الخرّيت ذو الجلد (5)
(1) في الأصل وم (الإخبار).
(2)
ويجوز نصب التمييز، تقول: بكم درهما اشتريت؟
(3)
في ظ (ميسة).
(4)
في الأصل وم (تيمنها).
(5)
البيت من البسيط، قاله ذو الرمة.
الشاهد في: (كم دون
…
موماة) فقد فصل بين (كم) الخبرية وتمييزها المفرد (موماة) بالظرف (دون) وجر التمييز، وجره خاص بالشعر، والأصل النصب -
وإن فصل بكليهما معا أو بالجملة امتنع الجرّ مطلقا، كقوله:
502 -
تؤمّ سنانا وكم دونه
…
من الأرض محدودبا غارها (1)
وكقوله:
503 -
كم نالني منهم فضلا على عدم
…
إذ لا أكاد من الإقتار أجتمل (2)
- عند الفصل بين كم ومميزها.
الديوان 665 وشرح العمدة 534 والمساعد 2/ 112 وشفاء العليل 581 والعيني 4/ 496 والأشموني 4/ 81.
(1)
البيت من المتقارب، قيل: لزهير، أو لابنه كعب. وقيل: للأعشى. وليس في ديوان واحد منهم.
الشاهد في: (كم دونه من الأرض محدودبا) حيث فصل بين (كم) الخبرية وتمييزها (محدودبا) بالظرف والجار والمجرور، فوجب نصب التمييز.
سيبويه والأعلم 1/ 395 والأصول 1/ 388 والتبصرة والتذكرة 323 والمقتصد 743 والمحتسب 1/ 138 وشرح التسهيل 2/ 138 وشرح الكافية الشافية 1708 وابن يعيش 4/ 129، 131، والإيضاح العضدي 220 وشرح العمدة 535 وابن الناظم 291 وشرح التحفة الوردية 360 وشفاء العليل 580 والإنصاف 306 والعيني 4/ 491 وشرح شواهد شرح التحفة 430.
(2)
البيت من البسيط للقطامي، واسمه عمير بن شييم التغلبي، من قصيدة، قيل:
مدح بها عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، وقيل عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان. ورواية الديوان:(فضل) بالرفع و (أحتمل).
المفردات: الإقتار: الفقر. أجتمل: أجمع العظام لأخرج ودكها وأتعلل به.
أحتمل (بالحاء) أي: ليس لديّ دابة أحمل عليها.
الشاهد في: (كم نالني منهم فضلا) فقد فصل بين (كم) وتمييزها المفرد (فضلا) بجملة (نالني)؛ ولذا نصب التمييز وامتنع جره.
الديوان 30 وسيبويه والأعلم 1/ 295 والمقتضب 3/ 60 والتبصرة والتذكرة 323 -
وأجاز سيبويه (1) رفع (فضلا) فاعلا، وجعل كم (2) للمرّات (3).
وربّما نصب مفسّر الخبرية متّصلا بها، وقيل: هي لغة تميم، ولأجل ما قدّمناه أجيز في مثل تمييز، قول الفرزدق:
504 -
كم عمّة لك يا جرير وخالة
…
فدعاء قد حلبت عليّ عشاري (4)
- وشرح الكافية الشافية 1710 وشرح التسهيل 2/ 138 وشرح العمدة 535 وشرح التحفة الوردية 360 وأمالي ابن الحاجب 2/ 104 وابن الناظم 291 والعيني 4/ 494 والخزانة عرضا 3/ 120، 122 وشرح شواهد شرح التحفة 432.
(1)
سيبويه 1/ 295.
(2)
في ظ (لكم).
(3)
برفع (فضلا) كما في الديوان، على أنه فاعل (نال) ونصب (كم) على الظرفية. وأجاز الفراء جرّ تمييز كم الخبرية مع الفصل بالجملة، وعليه يجوز جر فضل في البيت، وتكون كم مبتدأ وجملة (نالني) خبرا.
(4)
البيت من الكامل للفرزدق يهجو جريرا. ورواية الديوان: (كم خالة
…
وعمة)
الشاهد في: (كم عمة) على رواية نصب (عمة) على أنه تمييز (كم) الخبرية بلا فاصل، وذكر الشارح وغيره أنها لغة تميم. أو على تقدير (كم) استفهامية تهكمية، أي: خبّرني بعدد عماتك وخالاتك اللاتي كن يخدمنني؛ فقد نسيته.
وروي (عمة) بالجر والرفع، فعلى الجر جاء على الأصل في تمييز كم الخبرية، وعلى الرفع فعمة مبتدأ موصوف ب (لك) و (فدعاء) المدلول عليها بالمذكورة، وخبره (قد حلبت) وكم على هذا ظرف أو مصدر، والتمييز محذوف تقديره: كم وقت أو حلبة.
الديوان 361 وسيبويه والأعلم 1/ 253، 293، 295 ومعاني القرآن 1/ 169 والمقتضب 3/ 58 والأصول 1/ 387 والتبصرة والتذكرة 322 وشرح العمدة 536 وشرح التسهيل 2/ 138 وشرح الكافية الشافية 1707 وابن الناظم 291 وشرح التحفة الوردية 358 وابن يعيش 4/ 133 والمقرب 1/ 312 وشفاء -
الجرّ والنصب، وكذا الرفع على أنّ (كم) للمرّات (1)، وعمّة مبتدأ.
وكأيّ وكذا، مثل كم الخبرية في التكثير، لكنّ تمييز هذين منصوب، نحو: [كأيّ رجلا رأيت، ورأيت كذا رجلا.
وأكثر ما يقع تمييز] (2) كأيّ مجرورا بمن، مثل: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ (3). والمفهوم من كلام الشيخ (4) دون ابنه (5) جواز وصل (من) بتمييز كذا، ويوهم قوله:
ككم كأيّ، وكذا
…
أنّ (كذا (6) لها صدر الكلام، كما لكم وكأيّ، وليس كذلك.
- العليل 580 والمساعد 2/ 107 والعيني 1/ 550 وشرح شواهد شرح التحفة 425 والخزانة 3/ 126 والأشباه والنظائر 8/ 123.
(1)
سقطت التاء من ظ.
(2)
سقط ما بين القوسين [] من م.
(3)
سورة آل عمران الآية: 146.
(4)
قال ابن مالك في الألفية 62:
ككم كأي وكذا وينتصب
…
تمييز ذين أو به صل من تصب
ويفهم من قول الناظم (أو به صل من تصب) يعني تمييز كأي وكذا المشار إليهما بذين يجوز فيهما الجر بمن. وليس كذلك بالنسبة لكذا.
(5)
قال ابن الناظم في شرح ألفية والده: «وكأي وكذا، مثل كم في الدلالة على تكثير العدد، وفي الافتقار إلى مميز، لكن مميز كم مجرور كما سبق، ومميز كأيّ منصوب، نحو كأي رجلا رأيت، وكذا مميز كذا، نحو رأيت كذا رجلا» . 292.
(6)
في ظ (قا).