الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النعت
يتبع الأسماء الأول (1) في إعرابها، النعت والتوكيد والعطف والبدل.
فالنعت التابع المتمّ ما سبق دون متبع (2) ولا تقدير استقلال (3)، بوسمه دالّ على معنى في المتبوع (4)، كربّ رجل طويل، أو وسم ما به اعتلق، أي: دالّ على معنى فيما يلابس المتبوع، كربّ رجل قصير ثوبه.
ويوافق القسمان (5) المنعوت مع الإعراب في التعريف والتنكير، ويجريان في المطابقة وعدمها كالفعل، فيوافقه القسم الأول أيضا في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، تقول:
مررت (6) بامرأة حسنة، كما تقول: مررت بامرأة (7) حسنت.
وكذلك القسم الثاني إن لم يرفع ظاهرا كجارية حسنة الوجه، أو حسنة وجها، ورجال (8) كرام الأب، أو كرام أبا.
(1) في الأصل وم (الأولى).
(2)
يعني دون واسطة، فيخرج عطف النسق.
(3)
يخرج بدل الاشتمال.
(4)
يخرج التوكيد وعطف البيان.
(5)
يعني النعت الحقيقي والسببي.
(6)
سقطت (مررت) من ظ.
(7)
سقط من ظ (مررت بامرأة).
(8)
في م (رجالا) وهو سهو من الناسخ.
وإن رفعه جمعا جاز توحيد الرافع وتكسيره، كرجل صالح أبناؤه، وصلحاء أبناؤه، وكذلك (1) الحال والخبر: ك خاشعا أبصارهم يخرجون (2) وقرأ نافع: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ (3) ويجوز على لغة يتعاقبون فيكم ملائكة، أن يجمع
جمع المذكر السالم، إن (4) كان المرفوع جمع مذكر عاقل، كرجل صالحين بنوه، وأن يثنّى إن رفع مثنّى، كرجل كريمين أبواه.
وانعت بوصف كصعب (5) وذرب
ولا نقول كما قال الشيخ: «بمشقّ (6)» ؛ لأنّ من المشتقّ أسماء زمان ومكان وآلة، ولا ينعت بها، بل بما كان صفة.
(1) في ظ (ولذلك).
(2)
سورة القمر الآية: 7.
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، (خاشعا) ووافقهم اليزيدي والحسن والأعمش. النشر 2/ 380 والحجة في القراءات 688. وقال في الإتحاف 2/ 506:«وهي الفصحى من حيث إن الفعل وما جرى مجراه إذا قدم على الفاعل وحّد» . فالوصف (خاشعا) الواقع حالا جاء مفردا وفاعله (أبصارهم) جمع، فيعامل معاملة الفعل، تقول: خشعت أبصارهم، ويجوز جمعه جمع تكسير (خشّعا) كما في قراءة نافع.
(3)
لم ترد (أبصارهم) في ظ. وهذه قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وغيرهم. المراجع السابقة.
(4)
في ظ (إذا).
(5)
في ظ (مثل صعب).
(6)
قال ابن مالك في الألفية 45:
(وانعت بمشتق كصعب وذرب)
وانعت بشبه الوصف (1). أي: متضمن معناه، إما وضعا كاسم الإشارة، و (ذي) بمعنى الذي أو بمعنى صاحب، وأسماء النسب (2)، وإمّا استعمالا، كقاع عرفج، أي: خشن (3).
ونعتوا بجملة (4) وظرف وعديله منكرا أو بمعناه، وهذا كقوله:
336 -
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني
…
فمضيت (5) ثمّ أقول ما يعنيني (6)
(1) إشارة إلى قول ابن مالك (المرجع السابق):
وانعت بمشتق كصعب وذرب
…
وشبهه كذا وذي والمنتسب
(2)
مثال النعت باسم الإشارة، رأيت محمدا هذا، ومثال ذي، التقيت برجل ذي علم، ومثال النسب، هذا رجل طائيّ.
(3)
ابن الناظم: 193.
(4)
في ظ (الجملة).
(5)
في ظ (وأعف).
(6)
البيت من الكامل، لرجل من بني سلول.
وروي: (فمضيت ثمت قلت لا يعنيني) كما روي: (فأعف ثم أقول لا يعنيني).
الشاهد في: (اللئيم يسبني) فقد جاءت جملة (يسبني) الفعلية نعتا للمحلى بأل الجنسية (اللئيم) لأنه في معنى النكرة.
وقيل: هي حال منه. وقال البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة: «جعلها صفة أولى من جعلها حالا منه؛ إذ الأول أظهر للمقصود، وهو التمدح بالوقار والتحمل
…
» وقال ابن عقيل: بجواز كونها حالا.
سيبويه والأعلم 1/ 416 والكامل 3/ 80 والمخصص 16/ 116 وأمالي ابن الشجري 2/ 302 وشرح الكافية الشافية 1271 وابن الناظم 193 وشرح التحفة الوردية 274 وشفاء العليل 750 والمرادي 3/ 134 والعيني 4/ 58 والخزانة 1/ 173 و 2/ 161، 166، 293، 497 و 3/ 232 وشرح شواهد شرح التحفة 311 وابن عقيل 2/ 155 والهمع 1/ 9 و 2/ 140 والدرر 1/ 4 و 2/ 192 والأصمعيات 126.
أي على لئيم، ومثله: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ (1).
وأعط الجملة هنا ما أعطيته وهي خبر من رابط بالمنعوت، كربّ رجل أبوه كريم. وقد يحذف للعلم به كقوله:
337 -
فما أدري أغيّرهم تناء
…
وطول العهد أم مال أصابوا (2)؟
وشرط هذه الجملة أن تكون خبرية، ولا تكون طلبية، وأما قوله:
338 -
حتّى إذا جنّ الظلام واختلط
…
جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط (3)
(1) سورة يس الآية: 37.
على أن جملة (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) صفة (لليل) المحلى بأل الجنسية؛ لكون الليل غير معين، فأشبه النكرة. ورد بأنه معرفة لفظا، وعلى ذلك مدار النعت، ولهذا ينعت المذكور بالمعرفة، وأما هذه الجملة فحال، أو تفسيرية لإبهام كونه آية. انظر المساعد 2/ 406.
(2)
البيت من الوافر قاله الحارث بن كلدة الثقفي. وقال العيني لجرير. وليس في ديوانيهما، وقيل: لغيلان بن مسلمة الثقفي.
الشاهد في: (مال أصابوا) حيث حذف الرابط الذي يربط الجملة الواقعة صفة بالموصوف، والأصل أصابوه، والذي سهل الحذف فهمه من الكلام.
سيبويه والأعلم 1/ 45، 66 والأزهية 146 وأمالي ابن الشجري 1/ 5، 8، 326، و 2/ 334 وابن الناظم 193 وابن يعيش 6/ 89 وابن عقيل 2 /
156 والعيني 4/ 60.
(3)
البيت من رجز للعجاج. وفي الإنصاف (بضيح) بدل (مذق) والمعنى واحد.
الشاهد في: (بمذق هل رأيت الذئب) حيث جاءت جملة الصفة طلبية استفهامية، وهي لا تكون إلا خبرية؛ وذلك شاذ، ولذا قدروا قبلها قولا محذوفا يقع صفة، والجملة الطلبية معمولة له، والتقدير: مذق مقول فيه:
هل رأيت الذئب. -
فالقول مضمر هاهنا معناه مقول عند رؤيته: هل رأيت الذئب؟
وينعت بالمصدر كثيرا، ويلزم الإفراد والتذكير، كربّ رجل وامرأة أو رجلين أو رجال أو نسوة رضا أو عدل.
وإذا نعت غير واحد بمختلف المعنى وجب تفريق النعت وعطف بعض على بعض، كرأيت رجلين عالما وجاهلا، ورجالا فقيها وشاعرا وكاتبا (1).
ويستغنى في متّفق المعنى عن التفريق بالتثنية والجمع نحو:
رأيت رجلين حسنين، ورجالا كرماء.
وإذا تعدّد العامل واتّحد المعنى والعمل جاز الاتباع وجاز القطع أيضا، ذكره الشيخ في غير الألفية (2)، نحو: انطلق زيد وذهب عمرو الكريمان، وحدّثت بشرا وكلّمت بكرا الشريفين، لك جعل الشريفين نعتا، ولك نصبهما بإضمار أمدح أو أذكر.
وإن اختلف العمل وجب قطع النعت، فيرفع على إضمار مبتدأ، وينصب على إضمار فعل، كلقيت زيدا وجاءني عمرو العاقلان، أو العاقلين، وكذلك إذا اختلف المعنى مع اتّفاق
- ملحقات الديوان 404 وشرح الكافية الشافية 1159 وشرح العمدة 541 وابن الناظم 193 وابن يعيش 3/ 53 والمرادي 3/ 144 والمساعد 2/ 406 والعيني 4/ 61 والخزانة 1/ 275، 276 و 2/ 293 والإنصاف 115 والهمع 2/ 117 والدرر 2/ 148 والأشموني 3/ 64.
(1)
في ظ (وكاتبا وشاعرا).
(2)
قال ابن مالك في العمدة: «وإن اتحد المعنى والعمل جاز الاتباع والقطع» 543، وانظر شرحها 545 - 546.
الإعراب، كرضيت عن زيد وقبّلت يد عمرو الكريمين.
وقد يكون للاسم نعتان فصاعدا، إمّا بعطف، مثل: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3)(1) وإمّا بغيره، مثل: كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ (2) الآية.
ثم إن المنعوت إن افتقر إلى ذكر النعوت كلها وجب اتباعها، وإن لم يفتقر بأن كان معيّنا [بدونها جاز القطع فيما عداه والاتباع، كمررت بزيد العاقل الكريم، وإن كان معيّنا](3) ببعض النعوت جاز القطع فيما عداه. وما قطعته فلك رفعه بإضمار مبتدأ، ونصبه بإضمار أذكر أو أمدح أو أذمّ أو أرحم، إضمارا لا يجوز إظهاره.
ويجوز حذف المنعوت المعلوم وقيام نعته مقامه إن قبل العامل، مثل: قاصِراتُ الطَّرْفِ * (4) أو كان جملة مسبوقة بمن أو (في) جارّة لما المنعوت بعضه، مثل: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (164)(5) ومثل:
(1) سورة الأعلى الآيتان: 2، 3. على أن (الذي) في الآيتين صفتان ل (ربك) أول السورة الكريمة.
(2)
سورة القلم الآيتان: 10، 11، ف (مهين وهماز) صفتان ل (حلاف) دون عطف.
(3)
سقط ما بين القوسين [] من ظ.
(4)
سورة الصافات الآية: 48، وسورة ص الآية: 52، والتقدير والله أعلم:
نساء قاصرات الطرف، فحذف المنعوت (نساء) للعلم به.
(5)
سورة الصافات الآية: 164، جملة (له مقام) من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر صفة لموصوف محذوف، والتقدير والله أعلم: ما منا أحد إلا له -
339 -
لو قلت ما في قومها لم تيثم
…
يفضلها في حسب وميسم (1)
فإن لم يكن كذلك لم يقم مقامه إلّا قليلا، كقوله:
340 -
لكم مسجدا الله المزوران والحصى
…
لكم قبصه، ما بين أثرى وأقترا (2)
- مقام معلوم. وقد توفر الشرط، وهو سبق المنعوت بمن جارة للضمير (منا) المنعوت بعضه وهو أحد، فهو بعض من ضمير المتكلمين (نا) والصفة جملة.
(1)
البيت من رجز قيل: لحكيم بن معيّة الربعي التميمي، شاعر إسلامي، عاصر العجاج. وقيل لأبي الأسود الحماني. وقيل: أبو الأسود الجمالي. وقيل لحميد الأرقط. ورواية شفاء العليل: (يخلفها) بدل (يفضلها).
المفردات: تيثم: لغة في الإثم، أي: لم تأثم. ميسم: جمال وحسن.
الشاهد في: (يفضلها) حيث وقعت الجملة صفة لموصوف محذوف، تقديره: أحد أو إنسان، يقول: ما في قومها أحد يفضلها. وقد سبق المنعوت
بفي جارة لما المنعوت بعضه، فأحد المقدر بعض من (قومها).
سيبويه والأعلم 1/ 375 والخصائص 2/ 370 وأمالي السهيلي 54 وشرح العمدة 547 وضرائر الشعر لابن عصفور 171 وابن يعيش 3/ 59، 61 والمساعد 2/ 421 وشفاء العليل 760 والعيني 4/ 71 وشرح التصريح 2/ 118 والاقتضاب 314 وأمالي القالي 2/ 210 والهمع 2/ 120 والدرر 2/ 151.
(2)
في الأصل وم (قبضة ما بين امرئ واميرى) دون نقط الحرف الذي بين الميم والراء في (أميري). وما أثبت يتفق ومراجع البيت.
والبيت من الطويل للكميت الأسدي، يمدح بني أمية.
المفردات: مسجدا الله: هما المسجد الحرام والمسجد النبوي، حفظهما الله وصانهما. الحصى: العدد الكثير. قبصه: (بكسر القاف وسكون الباء وضم الصاد) العدد الكثير من الناس. أثرى: كثر ماله. أقتر: افتقر.
الشاهد في: (ما بين أثرى وأقترا) على أن أثرى وأقتر كل منهما (وهما نكرتان) وقع صفة لموصوف محذوف تقديره: (من) ولم تتوافر الشروط المذكورة لحذف الموصوف، والتقدير من بين من أثرى ومن بين من أقتر أي: رجل أثرى ورجل أقتر، فحذف منعوتين، وذلك للضرورة. -
أي: إنسان أثرى وآخر أقتر (1)، وكقوله:
341 -
وغير كبداء شديدة الوتر
…
جادت بكفّي كان من أرمى البشر (2)
وقد يحذف النعت إن علم، مثل: لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ (3) أي:
نافع، ومثل: ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ (4) أي: تسلطت عليه، مثل: وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا (5) أي: رسولا جامعا لأكمل صفات الرسل، وكقول المرقش الأكبر:
- الديوان 1/ 192 وشرح العمدة 548 وشفاء العليل 721، 761 والمرادي 3/ 157 والعيني 4/ 84 والإنصاف 721 والأشموني 3/ 70 والمعاني الكبير 1/ 527 والفائق في غريب الحديث 3/ 153 واللسان (ثرى) 479 و (قبص) 3511 و (قتر)3525.
(1)
في الأصل وم (أو آخر أمير) دون نقط الياء.
(2)
البيت من رجز، لم أقف على قائله، وقبله:
مالك عندي غير سهم وحجر
ويروى: ترمى بكفّي
…
المفردات: كبداء: قوس واسعة المقبض. الوتر: وتر القوس، وصفه بالشدة والقوة.
الشاهد في: (كان من أرمى البشر) حيث حذف الموصوف وأقام الصفة مقامة، والتقدير: بكفي رجل كان من أرمى البشر.
المقتضب 2/ 139 والخصائص 2/ 367 والمحتسب 2/ 227 وأمالي ابن الشجري 2/ 149 وابن يعيش 3/ 59، 92 والمقرب 1/ 227 وشرح الكافية الشافية 1165 وابن الناظم 195 والعيني 4/ 66 والخزانة 2/ 312 والإنصاف 1/ 114 - 115 والهمع 2/ 120 والدرر 2/ 152 والأشموني 3/ 71.
(3)
سورة المائدة الآية: 68.
(4)
سورة الذاريات الآية: 42. ولم يرد (أتت عليه) في ظ.
لم يقدر ابن الوردي النعت المحذوف في الآية الكريمة، ولعله والله أعلم، ما تذر من شيء قائم، و (أتت عليه) صفة ثانية، وقد يكتفى بها فلا حذف.
(5)
سورة النساء الآية: 79.
342 -
وربّ أسيلة الخدّين بكر
…
مهفهفة (1) لها فرع وجيد (2)
أي: فرع وافر (3) وجيد طويل.
* * *
(1) في ظ (مفهمة).
(2)
البيت من الوافر للمرقش الأكبر، واسمه عمرو أو عوف بن سعد بن مالك، من بكر وائل. ورواية المفضليات: (منعمة لها فرع
…
).
المفردات: أسيلة الخدين: ناعمتهما في استرسال وطول. مهفهفة: خفيفة اللحم ضامرة البطن. الفرع: الشعر التام. الجيد: العنق.
الشاهد في: (فرع وجيد) فقد حذف الصفة للعلم بها لكلا الاسمين، والتقدير: فرع وافر، وجيد طويل، كما قدر الشارح.
شرح التسهيل 3/ 324 وشفاء العليل 761 والعيني 4/ 72 والأشموني 3/ 72 وشرح التصريح 2/ 119 والمفضليات 224.
(3)
في ظ زيادة (أي فرع وجيد).