المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌عطف النسق هو التابع بتوسّط حرف متبع مثل: اخصص من صدق - شرح ألفية ابن مالك المسمى تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - جـ ٢

[ابن الوردي الجد، زين الدين]

فهرس الكتاب

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلّم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل [وصيغ المبالغة واسم المفعول]

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين [والمفعولين] والصفات المشبهات بها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئس وما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌[عطف البيان]

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النّداء

- ‌فصل [تابع المنادى]

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌النّدبة

- ‌التّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التّوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل (لو) على ضربين:

- ‌أمّا ولولا ولو ما

- ‌الإخبار بسبب الذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأيّ وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النّسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التّصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإبدال

- ‌فصل تبدل الواو غالبا من ياء هي لام فعلى

- ‌فصل إن يسكن السابق من واو وياء التقيا في كلمة

- ‌فصل ذو اللين

- ‌فصل وتحذف فاء الأمر والمضارع تخفيفا

- ‌الإدغام

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ ‌عطف النسق هو التابع بتوسّط حرف متبع مثل: اخصص من صدق

‌عطف النسق

هو التابع بتوسّط حرف متبع مثل: اخصص من صدق بودّ وثناء.

ويشرّك في الإعراب والمعنى من حروف العطف ستة:

(الواو، وثمّ، والفاء، وحتّى، وأم، وأو) نحو: فيك صدق ووفاء.

والبواقي تشرّك في الإعراب وحده، وهي:(بل ولا ولكن) تقول: لم يبد امرؤ (1) لكن طلا. وزاد الكوفيون (ليس) محتجين بقوله:

352 -

أين المفرّ والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس الغالب (2)

(1) في ظ (أمن).

(2)

البيتان من رجز قالهما نفيل بن حبيب الحميري. ويقال إنه قال للفيل ابرك يا محمود فإنك في بلد الله الحرام، فبرك ولم يقبل الوصول إلى الكعبة.

المفردات: المفر: المخرج والملجأ. الأشرم: مشقوق الأنف أو الشفة أو الأذن، والمقصود هنا أبرهة صاحب القصة المعروفة في غزوه الكعبة، وما أصابه من طير الأبابيل، وقد أصابه حجر منها فشق أنفه، ونجّاه الله من الموت ليخبر قومه القصة. والله أعلم.

الشاهد في: (ليس الغالب) على أن ليس حرف عطف عند الكوفيين بمنزلة (لا) عطفت الغالب على المغلوب، والتقدير: لا الغالب. وقد ذكر

الشارح تخريج البصريين له، والخبر عندهم تقديره: إياه.

شرح التسهيل 3/ 346 وشرح الكافية الشافية 1233 وابن الناظم 204 وشفاء العليل 778 والعيني 4/ 123 والهمع 2/ 138 والدرر 2/ 190.

ص: 499

ونحن (1) نجعل (الغالب) اسم ليس، وخبرها ضميرا متصلا عائدا على الأشرم حذف لاتصاله، كما حذف في قوله:

353 -

فأطعمتها من لحمها وسنامها

شواء وخير الخير ما كان عاجله (2)

ف (الواو) عند المحققين لمطلق الجمع، لا لترتيب ولا معيّة، فيعطف بها لاحق في الحكم، كجاء زيد وعمرو بعده، وسابق، كجاء زيد وعمرو قبله، ومصاحب موافق للمتبوع في زمن حصول الاشتراك، كجاء زيد وعمرو معه.

وتختصّ الواو، أي: تنفرد بعطف الذي لا يغني متبوعه، نحو: اصطفّ هذا وابني، وسعد وسعيد حاضران.

وبعطف سببي على أجنبي في الاشتغال وغيره، كزيدا ضربت عمرا وأخاه، وخالدا مررت بقومك وقومه.

وبعطف ما تضمنه الأول أو رادفه، مثل: حافِظُوا عَلَى

(1) يعني البصريين. وفي ظ (ونحو) بدل (نحن).

(2)

البيت من الطويل، ولم أقف على قائله. وروي:(فأطعمنا) بدل (فأطعمتها) و (سديفها) بدل (سنامها) ومعناه شحم السنام.

الشاهد في: (كان عاجله) على أن (عاجله) اسم كان، وخبرها ضمير محذوف والتقدير: كانه عاجله. وقد أورده الشارح شاهدا لحذف الضمير في قوله: (ليس الغالب) في الشاهد السابق، تأييدا لتخريج البصريين. وقيل يجوز أن تكون (كان) زائدة، ويكون عاجله خبرا لخير، وعليه فلا شاهد فيه.

شرح التسهيل 3/ 346 وابن الناظم 204 والعيني 4/ 124 وشواهد التوضيح 35.

ص: 500

الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى (1) ومثل: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً (2).

وبجواز فصل معطوفها بظرف أو عديله، كقوله:

354 -

يوما تراها كمثل أردية ال

عصب ويوما أديمها نغلا (3)

وكقوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا (4).

(1) سورة البقرة الآية: 238. فقد عطف بالواو (الصلاة) وهي متضمنة في المعطوف عليه (الصلوات) وهذا مما تختص به الواو.

(2)

سورة المائدة الآية: 48. فقد عطف بالواو (منهاجا) وهو مرادف للمعطوف عليه (شرعة) وهو مما تختص به الواو أيضا.

(3)

البيت من المنسرح للأعشى ميمون من قصيدة يمدح بها سلامة ذا فائش.

ورواية الديوان: (كشبه أردية الخمس).

المفردات: العصب: ضرب من البرود. الأديم: وجه الأرض. النغل:

الفساد، يقال: نغل وجه الأرض إذا تهشّم من الجدوبة. الخمس: (بكسر الخاء) ضرب من برود اليمن.

الشاهد في: (تراها

ويوما أديمها) فقد فصل بالظرف (يوما) بين الواو ومعطوفها (أديم) والمعطوف عليه ضمير الهاء في (تراها) وهو جائز.

الديوان 283 والخصائص 2/ 395 وشرح الكافية الشافية 1238 وشرح العمدة 636 والبحر 1/ 389 واللسان (اأدم) 45 و (خمس) 1264 و (نغل)4490.

(4)

سورة يس الآية: 9. على أن (سدّا) الثانية معطوفة بالواو على (سدّا) الأولى، وقد فصل بين الواو ومعطوفها بالجار والمجرور (من خلفهم).

ص: 501

وبجواز (1) تقديمها مع معطوفها على المعطوف عليه اضطرارا (2)، كقول يزيد بن الحكم:

355 -

جمعت وفحشا غيبة ونميمة

خصالا ثلاثا لست عنها بمرعوي (3)

وبجواز (4) اتباع المجرور على الجوار، مثل: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ (5)

(1) في الأصل وم (ويجوز).

(2)

في ظ (اضرارا).

(3)

البيت من الطويل ليزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي، أحد شعراء الدولة الأموية. ونسبه ابن الشجري في أماليه إليه وإلى زيد بن عبد ربه. وروي:

(جمعت وبخلا) و (خلالا ثلاثا) و (ثلاث خلال) و (ثلاث خصال) و (ثلاث خصال لست عنهن ترعوي).

الشاهد في: (وفحشا غيبة) حيث قدم الواو مع معطوفها (فحشا) على المعطوف عليه (غيبة) والأصل جمعت غيبة ونميمة وفحشا. وقال ابن جني:

إن الواو بمعنى (مع).

شرح العمدة 637 والخصائص 2/ 383 والأصول 1/ 397 وأمالي ابن الشجري 1/ 177 وشفاء العليل 490، 796 والعيني 3/ 86 والخزانة 1/ 495، 497 والهمع 1/ 220 والدرر 1/ 190.

(4)

في م (ويجوز).

(5)

سورة المائدة الآية: 6.

بجر (أرجلكم) عطفا بالواو على (رؤوسكم) على الجوار. وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة وأبي بكر. حجة القراءات 233.

وقرأ حفص ونافع وابن عامر والكسائي ويعقوب (وأرجلكم) بالفتح. الإتحاف 1/ 530 - 531.

وقال في البيان في غريب إعراب القرآن 1/ 284 - 285: «قيل: هو معطوف على الرؤوس إلا أن التحديد دل على الغسل، فإنه لما حدّ الغسل بالكعبين كما حدّ الغسل في الأيدي إلى المرافق، دلّ على أنه غسل كالأيدي.

وقيل: المسح في اللغة يقع على الغسل، ومنه يقال: تمسحت -

ص: 502

ومِنْ نارٍ وَنُحاسٌ (1) وَحُورٌ عِينٌ (22)(2) وكقولهم: جحر ضبّ خرب (3)، وكقوله:

356 -

... كبير أناس في بجاد مزمّل (4)

- للصلاة، أي: توضأت. وقال أبو زيد الأنصاري: - وكان من هذا الشأن بمكان - المسح خفيف الغسل، فبينت السنة أن المراد بالمسح في الرجل هو الغسل». وانظر مشكل إعراب القرآن 1/ 220 - 221.

(1)

سورة الرحمن الآية: 35. بجر (نحاس) على أنه معطوف على (نار) على الجوار. وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وروح ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن. الحجة في القراءات 693.

وقرأ الباقون (ونحاس) بالرفع عطفا على (شواظ) أول الآية (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس). انظر الإتحاف 2/ 511 ومشكل إعراب القرآن 2/ 344 - 345.

(2)

سورة الواقعة الآية: 22. بجر (حور) عطفا على (لَحْمِ طَيْرٍ) على الجوار، وهي قراءة حمزة والكسائي وأبو جعفر.

وقرأ الباقون (وَحُورٌ عِينٌ) بالرفع على أن (حور) مبتدأ، خبره محذوف تقديره: لهم حور، أو أن (حور) معطوف على (ولدان) أي: يطوف عليهم ولدان وحور، و (عين) صفة لحور. انظر الإتحاف 2/ 515 والنشر 2/ 383 ومشكل إعراب القرآن 2/ 351.

(3)

(خرب) صفة ل (جحر) المرفوع، لكنها جرّت على الجوار لضب.

(4)

البيت من الطويل، من معلقة امرئ القيس. وصدره:

كأن ثبيرا في عرانين وبله

وروي: (كأن أبانا في عرانين) وفي الديوان (كأن أبانا في أفانين ودقه).

المفردات: ثبير: عدة أجبلة بمكة قال ياقوت إنها أربعة. عرانين. وبله: أول المطر. أبان: جبلان قرب ضريّة في منطقة القصيم ناحية المدينة

المنورة، وهما أبان الأسود والأبيض. أفانين ودقه: ضروب المطر. بجاد: كساء مخطط يؤخذ من وبر الإبل وصوف الغنم. مزمل: ملتف.

الشاهد في: (مزمّل) بجره على المجاورة ل (بجاد) المجرور، وكان حقه -

ص: 503

وكقوله:

357 -

يا صاح يا ذا الضامر العنس

والرحل والأقتاب والحلس (1)

- الرفع لأنه صفة ل (كبير) المرفوع. وقيل: إنه جرّ لمجاورته (أناس) تقديرا لا ل (بجاد)؛ الذي حقه التأخير عن (مزمل) لتعلق به، وأصل التركيب: كبير أناس مزمل في بجاد. وفيه تخريجات أخرى ذكرها السيوطي 883.

الديوان 158 والخصائص 1/ 192 وأمالي ابن الشجري 1/ 90 وشفاء العليل 748 والخزانة 2/ 327 و 3/ 639 وشرح أبيات المغني للبغدادي 4/ 41 و 7/ 111 و 8/ 73 والكامل 3/ 90، 91.

(1)

البيت من الكامل لخزز بن لوذان السدوسي، شاعر جاهلي. وقد روي عجزه عدة روايات:(ذي الأنساع) و (الأقتاد) بدل (الأقتاب) وكلها فيها الشاهد.

ونسبه في الأغاني مع بيت آخر لخالد بن المهاجر المخزومي، وهو شاعر إسلامي.

المفردات: الضامر: الخفيف البطن. العنس: الناقة الشديدة. الرحل: ما يتخذ للركوب على الناقة والجمل من خشب وغيره، أو متاع المسافر.

الأقتاب: واحده قتب، وهو ما يوضع على ظهر البعير للحمل عليه، وأدوات السانية من أعلاقها وحبالها. الأقتاد: خشب الرحل. الحلس: الكساء الذي يوضع على ظهر الحيوان تحت الرحل؛ ليقيه أثر الرحل.

الشاهد في: (والرحل) حيث جرها على الجوار (للعنس) المجرور بالإضافة، مع أن الرحل معطوفة على (ضامر) المرفوع على الوصفية لاسم الإشارة (ذا) المبني في محل رفع على النداء، والتقدير يا هذا الرجل الضامر العنس والرحل. وقيل: التقدير: يا هذا الذي ضمرت عنسه، على أن (أل) موصول فظهر إعرابه على ما بعده لتعذر ظهوره على (أل) و (العنس) مجرور بالإضافة في الحالين؛ فجر (الرحل) على الجوار، وهو معطوف على (ضامر) المرفوع، وليس على (العنس) لعدم مناسبة المعنى.

وسبب هذه التخريجات أن (الضامر) المضاف إلى (العنس) وقع صفة لاسم الإشارة المنادى بيا، وصفة المنادى إذا كانت مضافة وجب -

ص: 504

وبجواز (1) حذفها إن أمن اللبس، كقوله صلى الله عليه وسلم:«تصدّق رجل من ديناره (2) من درهمه من صاع برّه من صاع تمره (3)» .

- نصبها، وقد جاء (الضامر) المضاف إلى (العنس) مرفوعا؛ لأن الإضافة غير محضة، وهي رواية سيبويه واستشهد به لهذا.

وقد أنشد الكوفيون (الضامر) بالجر على أن (ذا) المنادى بمعنى صاحب، وعليه يكون (الرحل) وما بعده معطوف على مجرور ولا شاهد في البيت لما أورده الشارح.

وخرج السيرافي رواية سيبويه على باب (علفتها تبنا وماء باردا) وهو التضمين. انظر هذه الأقوال وغيرها في الخزانة 1/ 329 - 330.

سيبويه والأعلم 1/ 306 والمقتضب 4/ 223 ومجالس ثعلب 275، 445 والخصائص 3/ 302 والأصول 1/ 413 وأمالي ابن الشجري 2/ 321 وشرح العمدة 640 وابن يعيش 2/ 8 والمساعد 2/ 515.

(1)

في الأصل وم (ويجوز).

(2)

في ظ (دنياه).

(3)

هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في (الحث على الصدقة) 7/ 102، 103 عن المنذر بن جرير عن أبيه من حديث طويل، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، إلى أن قال:«تصدق رجل من ديناره من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره» . وأخرجه النسائي في (باب التحريض على الصدقة) 5/ 75 - 76 بلفظ مسلم. ورواه أحمد في مسنده 4/ 359 عن المنذر بن جرير عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال:

فجاء قوم حفاة عراة مجتابي الثياب أو العباءة

إلى أن قال: «لقد تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه، من صاع بره من صاع تمره» حتى قال:

«ولو بشق تمرة

». الحديث. وانظر شرح العمدة 640 والمساعد 2/ 473.

والشاهد في الحديث: حذف الواو من المعطوفات على (ديناره) لأمن اللبس، والتقدير: تصدق رجل من ديناره ومن درهمه، ومن صاع بره ومن صاع تمره.

ص: 505

و (الفاء) للترتيب باتصال مثل: خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (1).

والأكثر كون المعطوف بها مسبّبا، واجتمع القسمان في قوله تعالى: فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ (2). وتختصّ الفاء بعطف ما لا يكون صلة على ما هو صلة، مثل: الذي يطير فيغضب زيد الذباب؛ إذ الفاء تجعل ما قبلها وما بعدها كجملة واحدة لأجل السببية (3)، فكأنك قلت: الذي إن يطر يغضب زيد الذباب.

و(ثمّ) للترتيب في المعنى بتراخ، مثل: فَغَوى (121) ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ (4) وقد تأتي لترتيب ذكر، مثل: ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً (5)، وقد تقع موقع الفاء كقوله:

358 -

كهزّ الرّدينيّ تحت العجا

ج جرى في الأنابيب ثمّ اضطرب (6)

(1) سورة الانفطار الآية: 7.

(2)

سورة المزمل الآية: 16. عطف (أخذنا) على (عصى) بالفاء، وقد أفادت الترتيب والسببية؛ فالأخذ بعد العصيان ومسبب عنه.

(3)

ولو جعل موضع الفاء واوا أو غيرها، فقيل: الذي يطير ويغضب زيد الذباب، لم تصح العبارة؛ لأن جملة (يغضب زيد) تخلو من العائد على الموصول، لرفعها الظاهر (زيد) فلا يصح أن تعطف بها على الصلة؛ لأن شرط ما يعطف على الصلة أن يصلح وقوعه صلة، وهذه الجملة لا تصلح لعدم الضمير الرابط.

(4)

سورة طه الآيتان: 121، 122. فإن الاجتباء حصل بعد الغواية وليس متصلا.

(5)

سورة الأنعام الآية: 154، ولم ترد (تماما) في ظ. ف (ثم) في الآية لترتيب ذكر، ولا تفيد معنى التراخي.

(6)

البيت من المتقارب، قاله أبو دواد الإيادي، واسمه جارية بن الحجاج. وقيل:

لحميد بن ثور، ورواية ديوان حميد:(بين الأكف) بدل (تحت العجاج). -

ص: 506

وقد تقع الفاء موقعها، مثل: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (4) فَجَعَلَهُ غُثاءً (1).

و(حتّى) لعطف بعض على كلّ ولو بتأويل كقوله:

359 -

ألقى الصحيفة كي يخفّف رحله

والزاد حتّى نعله ألقاها (2)

- المفردات: الرديني: الرمح، سمي بذلك نسبة إلى ردينة، وهي امرأة تقوّم الرماح، كما نسبت الرماح السمهرية إلى زوجها، واسمه سمهر.

العجاج: الغبار. الأنابيب: مفردها أنبوبة، وهي ما بين كل عقدتين من عقد القصب.

الشاهد في: (ثم اضطرب) فقد وقعت (ثم) موقع الفاء؛ فأفادت التعقيب؛ لأن الاضطراب أعقب الهز مباشرة، ولم يتراخ عنه.

أبو دواد الإيادي وما تبقى من شعره 292 وديوان حميد 43 والمعاني 1/ 58 وشرح الكافية الشافية 1209 وشرح العمدة 612 والمغني 119 وشرح أبيات المغني للبغدادي 3/ 53 والجنى الداني 427 والمرادي 3/ 197 وابن الناظم 206 وشفاء العليل 782 والمساعد 2/ 449 وشرح التحفة الوردية 294 والعيني 4/ 131 وشرح شواهد شرح التحفة 350 والهمع 2/ 131 والدرر 2/ 174.

(1)

سورة الأعلى الآيتان: 4، 5. فالفاء في الآية الكريمة (فجعله غثاء) وقعت موقع ثم؛ فأفادت التراخي؛ فالعشب لا يكون غثاء يابسا عقب إنبات الله له مباشرة، وإنما بعد وقت.

(2)

البيت من الكامل، للمتلمس، واسمه جرير بن عبد المسيح النزاري، شاعر جاهلي، يشير إلى قصته وطرفة بن العبد مع ملك الحيرة عمرو بن هند.

وقيل: قاله أبو مروان النحوي، أو مروان النحوي، وهو مروان بن سعيد النحوي، ينتهي نسبه إلى المهلب بن أبي صفرة، وهو أحد أصحاب

الخليل المتقدمين في النحو.

الشاهد في: (والزاد حتى نعله) فقد عطف نعله ب (حتى) على الصحيفة والزاد؛ لأن المراد من إلقاء الصحيفة وغيرها إلقاء ما يثقله، والنعل بعض -

ص: 507

المعنى ألقى ما يثقله حتى نعله.

ولا يكون (1) إلّا غاية للمعطوف عليه مثل: مات الناس حتى الأنبياء.

و(أم) تعطف بعد همزة التسوية، مثل: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ * (2)، أو بعد همزة تغني عن لفظ (أيّ)، نحو: أزيد عندك أم عمرو؟ إذ يحسن أن تقول (3): أيّ الرجلين عندك، أزيد أم عمرو؟ وربّما (4) حذفت الهمزة إن أمن اللبس، كقوله:

- ما يثقله، والنعل غاية في النقص للصحيفة والزاد. وذكر السيوطي في شرح شواهد المغني عدة تخريجات 1/ 370.

ويجوز في (نعله) ثلاثة أوجه: النصب عطفا على ما سبق. والرفع على الابتداء، وجملة (ألقاها) خبره، و (حتى) للابتداء. والجر على أن (حتى) حرف جر بمنزلة (إلى).

ديوان المتلمس 327 وسيبويه والأعلم 1/ 50 والتبصرة 423 والمخصص 14/ 61 وشرح العمدة 614 ورصف المباني 182 والجنى الداني 547، 553 وشرح جمل الزجاجي 1/ 519 وشرح التحفة الوردية 298 وابن يعيش 8/ 19 وشفاء العليل 667 وابن الناظم 206 والمرادي 3/ 201 والمساعد 2/ 452 والعيني 4/ 134 وشرح شواهد شرح التحفة 354 والخزانة 1/ 445 و 4/ 140.

(1)

المعطوف بها يكون غاية في زيادة، كما مثل، أو نقص، مثل: قدم الحجاج حتى المشاة.

(2)

سورة البقرة الآية: 6 ويس الآية: 10.

فأم عاطفة لوقوعها بعد همزة التسوية المحذوفة من (أنذرتهم) بهمزة واحدة؛ للاستغناء بأم عنها، كما في قراءة ابن محيصن. انظر المحتسب 1/ 50 و 2/ 205 والإتحاف 1/ 376 والعكبري 1/ 14. وكذا هي عاطفة على قراءة الجمهور (أأنذرتهم) بإثبات همزة التسوية.

(3)

في ظ (القول).

(4)

في ظ (وبما) بسقوط الراء).

ص: 508

360 -

لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر (1) أم بثمان (2)

وإن خلت (أم) عن بعض ما قيّدت به فهي منقطعة بمعنى (بل) مثل: إنها لأبل أم شاء (3). وكقوله:

361 -

فليت سليمى في المنام ضجيعتي

هنالك أم في جنة أم جهنّم (4)

(1) في ظ (الهر).

(2)

البيت من الطويل، قاله عمر بن أبي ربيعة المخزومي، من قصيدة يتغزل فيها بعائشة بنت طلحة، ورواية الديوان:

فو الله ما أدري وإني لحاسب

بسبع رميت الجمر أم بثمان

وروي: (رميت) بدل (رمين) يقصد نفسه.

الشاهد في: (بسبع) حيث حذفت همزة الاستفهام المقدمة على (أم) المتصلة؛ لأمن اللبس، والأصل أبسبع.

الديوان 258 وسيبويه والأعلم 1/ 485 والمقتضب 3/ 294 والمحتسب 1/ 50 وأمالي ابن الشجري 1/ 266 و 2/ 335 وشرح الكافية الشافية 1215 وشرح العمدة 620 وابن الناظم 207 وابن يعيش 8/ 154 والمساعد 2/ 455 والعيني 4/ 142 والخزانة 4/ 447 وشرح أبيات المغني للبغدادي 1/ 34 والهمع 2/ 132 والدرر 2/ 175 والبحر 1/ 143.

(3)

المحتسب 1/ 99 وشرح الكافية الشافية 1219 والمغني 14 والهمع 2/ 133.

(4)

البيت من الطويل، لعمر بن أبي ربيعة. ورواية عجزه في الديوان:(لدى الجنة الخضراء أو في جهنم) ولا شاهد على هذه الرواية. ويقول العيني: الرواية الصحيحة (في الممات) يعني بدل (المنام). وهي الأنسب للمعنى.

الشاهد في: (أم جهنم) على أن (أم) منقطعة بمعنى بل؛ لأنها لمجرد الإضراب، أي: بل في جهنم، والعياذ بالله. -

ص: 509

و (أو) يعطف بها إمّا لتخيير، مثل: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (1)

وإمّا لإباحة، مثل: جالس الحسن أو ابن سيرين، وإمّا لتقسيم، مثل: إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما (2)، وإمّا لإبهام، مثل: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (3) وإمّا لشكّ، قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ * (4).

وإمّا لإضراب مثل: وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)(5) ذكره الفراء (6)، وحكى: اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا تبرح اليوم (7).

وربّما عاقبت الواو إذا أمن اللبس بأن لا يجد السامع لحملها على غير معنى الواو مخرجا، كقوله:

362 -

جاء الخلافة أو كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى على قدر (8)

- ملحقات الديوان 493 وشرح الكافية الشافية 1219 وشرح العمدة 620 وابن الناظم 208 والعيني 4/ 143 وشرح التصريح 2/ 144 والأشموني 3/ 150.

(1)

سورة المائدة الآية: 89.

(2)

سورة النساء الآية: 135.

(3)

سورة السبأ الآية: 24.

(4)

سورة الكهف الآية: 19 والمؤمنون الآية: 113.

(5)

سورة الصافات الآية: 147.

(6)

قال: «أو هاهنا في معنى بل. كذلك في التفسير مع صحته في العربية» .

معاني القرآن 2/ 393.

(7)

شرح الكافية الشافية 1221 والتصريح 2/ 146.

(8)

البيت من البسيط لجرير، يمدح عمر بن عبد العزيز، ورواية الديوان: (نال الخلافة إذ كانت

) ولا شاهد عليها.

الشاهد في: (أو كانت) على أن (أو) وقعت بموقع الواو؛ لأمن اللبس -

ص: 510

ومثل أو في القصد (إمّا)(1) المسبوقة بمثلها، مثل: خذ إمّا القريبة وإمّا البعيدة.

وإنما أخّرها الشيخ عن العواطف ليعرف موافقته لابن كيسان وأبي علي (2) في عدم كونها عاطفة بدليل تقديمها عليه، وليس كذلك العاطف، وبدليل وقوعها بعد الواو، ولا يدخل عاطف على عاطف، والغالب أن تكرّر، وألا تخلو الثانية عن واو، وقد يستغنى عن الثانية بإلّا، وقد يستغنى عنها وعن الواو، وقد يستغنى عنهما دون أو، وقد تحذف (3) الأولى و (ما) من الثانية، وقد تخلو الثانية عن الواو، وقد تفتح همزتها، وقد تبدل ميمها الأولى مع الفتح ياءا.

ويعطف ب (لكن) مثبت بعد نفي، مثل: ما قام زيد لكن عمرو، أو نهي، مثل: لا تضرب زيدا لكن عمرا.

ويعطف ب (لا) بعد الأمر، مثل: اضرب زيدا لا عمرا، وبعد

- وعدم احتمال غيرها.

الديوان 416 وشرح الكافية الشافية 1222 وشرح العمدة 627 وابن الناظم 209 والمرادي 3/ 211 والعيني 2/ 485 و 4/ 145 والمغني 62 وشرح شواهد المغني للسيوطي 196 والهمع 2/ 134 والدرر 2/ 181.

(1)

يعني أنها مثل (أو) فيما يقصد بها من معان، فتكون للتخيير والإباحة والتقسيم والشك والإبهام، ولكنها ليست بعاطفة؛ للأسباب التي ذكرها، ولذا قال في القصد، خلافا لمن قال بأنها عاطفة كسيبويه والرماني.

(2)

انظر شرح العمدة 607 والمرادي 3/ 214 والمغني 59.

(3)

في ظ (تفتح).

ص: 511

الإثبات، مثل: زيد كاتب لا شاعر.

قال الشيخ في التنبيهات: «وأجاز قوم العطف بها على المنادى، يا زيد لا عمرو» . قال: «ولم أر ذلك مستعملا في كلام يحتجّ به. وممّن أنكر استعماله ابن سعدان (1)، وهو من الحفاظ المتتبعين الموثوق بهم (2) وعجب من الشيخ يعلم هذا ويجيز ذلك في الخلاصة (3).

و(بل) إن كان المعطوف بها جملة فهي لانتهاء غرض واستئناف غيره، وإن كان مفردا، فإن كان بعد نفي أو نهي فهي لتقرير حكم ما قبلها وجعل ضدّه لما بعدها، مثل قولك: لم أكن في منزل ربيع، بل أرض لا يهتدى بها، ولا تضرب خالدا بل بشرا، ولا عبرة بإجازة المبرّد (4) نقلها حكم النفي والنهي إلى ما

(1) هو أبو جعفر محمد بن سعدان الضرير النحوي الكوفي القارئ، عاش (161 - 231 هـ) له كتاب القراءات، ومختصر النحو، والحدود. انظر بغية الوعاة 1/ 111 وإنباه الرواة 3/ 140.

(2)

شرح العمدة 633.

ويظهر أن ابن الوردي لم يطلع على قول إمام النحاة في العطف بلا، فقد ذكر المرادي والأشموني وغيرهما أن سيبويه أجازه، قال المرادي:«وزعم ابن سعدان أن العطف بلا ليس من كلام العرب، ونصّ سيبويه على جوازه» .

3/ 222. وانظر الأشموني 3/ 111.

(3)

قال ابن مالك في الألفية 48:

وأول لكن نفيا أو نهيا، ولا

نداء، أو أمرا، أو إثباتا تلا

(4)

انظر المرادي 3/ 224 وشرح شواهد شرح التحفة الوردية للبغدادي 357 - 359.

ص: 512

بعدها، بدليل نحو قوله:

363 -

لو اعتصمت بنالم تعتصم بعدى

بل أولياء كرام غير أوغاد (1)

وإن كانت بعد غير نفي أو نهي فهي لإزالة الحكم عمّا قبلها حتى كأنه مسكوت عنه وجعله لما بعدها، كجاء زيد بل عمرو.

وإن عطفت على ضمير رفع متّصل فافصل بضمير منفصل، مثل: لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) أو بفاصل مثل: ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا (3).

(1) البيت من البسيط، ولم أعرف قائله. وروي:(كفاة) بدل (كرام) و (أوكال) بدل (أوغاد).

المفردات: اعتصمت: التجأت. كفاة: جمع كاف، من كفاة أمره إذا لم يحوجه لغيره. أوغاد: جمع وغد، وهو خفيف العقل، أو الدنيء. أوكال:

جمع وكل، وهو المتهاون الذي يكل أمره إلى غيره.

الشاهد في: (بل أولياء) على أن أولياء معطوف ببل على (عدى) مجرور وعلامة جره الفتحة لمنعه من الصرف لاتصاله بألف التأنيث الممدودة، والتقدير: بل اعتصمت بأولياء، وهو مثبت، فلا يصح أن ينقل النفي إلى ما بعد (بل) وهو (أولياء) كما يرى المبرد؛ لأن المعنى يصير بل لم تعتصم بأولياء. وهذا ينافي الافتخار الذي هو غرض الشاعر.

شرح الكافية الشافية 1234 وشرح العمدة 631 وابن الناظم 211 وشرح التحفة الوردية 300 والعيني 4/ 156 وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي 357 - 358 والهمع 2/ 136 والدرر 2/ 186.

(2)

سورة الأنبياء الآية: 54. حيث فصل بين المعطوف (آباؤكم) والضمير المعطوف عليه في (كنتم) بضمير الفصل (أنتم).

(3)

سورة الأنعام الآية: 148. فقد فصل بين المعطوف (آباؤنا) والمعطوف عليه الضمير المتصل في (أشركنا) ب (لا).

ص: 513

وقد يرد (1) بلا فصل فاشيا، وليس بمقصور على الشعر كما قال الشيخ (2)، مثل: أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48)(3) وكقول عمر بن أبي ربيعة:

364 -

قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الفلا تعسّفن رملا (4)

(1) في الأصل: (ترد) بالتاء.

(2)

توهم عبارة ابن الوردي «كما قال الشيخ» أن ابن مالك يقصر العطف على الضمير المرفوع المتصل دون فاصل على الشعر وليس كذلك. انظر شرح الكافية الشافية 1244 - 1246، وشرح العمدة 658، والتسهيل 177.

ولعل ابن الوردي يريد أن يقول: إنّ الشيخ قال إنّه ليس مقصورا على الشعر؛ لورود ذلك في كتبه بوضوح ولسياق الأدلة بعد هذه العبارة.

(3)

سورة الواقعة الآيتان: 47، 48. ولم ترد (الأولون) في ظ.

ف (آباؤنا) معطوف بالواو على الضمير المتصل الواو في (مبعوثون) دون فصل. وقال الزمخشري في الكشاف 4/ 55: «حسن للفاصل الذي هو الهمزة» يعني (أو).

(4)

البيت من الخفيف أحد بيتين لعمر. وقيل للعرجي، ورواية ديوانه:

قلت إذ أقبلت تهادى وزهر

ويروى (الملا) بدل (الفلا).

المفردات: زهر: مفردها زهراء، وهي المرأة البيضاء الحسناء. تهادى:

تتمايل في مشيتها. نعاج: مفردها نعجة، وهي البقرة الوحشية، تشبه بها المرأة في جمال وسعة عينيها. الفلا: الأرض الواسعة، والملا: بمعناها. تعسفن:

مشين في الرمل، والماشي في الرمل يتمايل في مشيته لصعوبة المشي فيه.

الشاهد في: (أقبلت وزهر) فقد عطف (زهر) على الضمير المستتر المرفوع في (أقبلت) من غير فصل، وبه احتج الكوفيون على الجواز.

وعلى رواية الديوان لا شاهد في البيت لما أورده الشارح فقد فصل بين الضمير المستتر في (أقبلت) والمعطوف عليه (زهر) بالفعل (تهادى).

ملحقات ديوان عمر 490 وديوان العرجي 123 وسيبويه والأعلم 1/ 390 والإنصاف 2/ 475 والخصائص 2/ 386 وشرح الكافية الشافية 1245 -

ص: 514

وحكى سيبويه (1): مررت برجل سواء والعدم.

ومع ذلك فضعفه معتقد لما فيه من إيهام عطف اسم على فعل.

ولا يعطف على الضمير المجرور إلّا بإعادة الجارّ عند الأكثرين، مثل: وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)(2) فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً (3) وأجاز يونس والأخفش والكوفيون العطف دون إعادة الخافض (4)، ووافقهم الشيخ (5) لوروده نظما ونثرا كثيرا، مثل: تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ (6).

- وشرح العمدة 658 وابن الناظم 212 والمرادي 3/ 229 وابن يعيش 3/ 74، 76 والعيني 4/ 161 والإنصاف 475، 477 والكامل 1/ 322.

(1)

سيبويه 1/ 232 قال: وهو قبيح. يعني رفع العدم.

(2)

سورة المؤمنون الآية: 22. ولم ترد (تحملون) في ظ.

(3)

سورة فصلت الآية: 11.

(4)

شرح العمدة 665 - 667 وشرح الكافية الشافية 1254 - 1246 وردّ فيها حجج الملتزمين إعادة الجار، واستشهد لذلك بعدة شواهد. وانظر

شرح الكافية 1/ 320 والإنصاف 2/ 463 وابن الناظم 212 وابن عقيل 2/ 187 والمرادي 3/ 231 والأشموني 3/ 114 والهمع 2/ 139 وشرح التصريح 2/ 151.

(5)

شرح العمدة 665. قال: «والعمل بمقتضى هذه الشواهد في النظم والنثر قياسا هو مذهب يونس والأخفش والكوفيين، وهو اختيار الشيخ أبي علي الشلوبين واختياري». وكذا في الألفية.

(6)

سورة النساء الآية: 1. وذلك بجر (الأرحام) عطفا على الضمير المجرور بالباء (به). وهي قراءة ابن عباس وحمزة والحسن البصري ومجاهد وقتادة والنخعي والأعمش وابن وثاب وابن رزين. انظر شرح الكافية -

ص: 515

وحكى قطرب (1): ما فيها غيره وفرسه، ومثله:

365 -

لو كان لي وزهير ثالث وردت

من الحمام عذابا شرّ مورود (2)

وتشترك الواو والفاء في جواز حذفهما مع معطوفهما إذا أمن اللبس، مثل: تَقِيكُمُ الْحَرَّ (3) أي: والبرد، وكقول امرئ القيس:

366 -

كانّ الحصى من خلفها وأمامها

إذا نجلته رجلها حذف أعسرا (4)

- الشافية 1249 - 1250 وشرح العمدة 660 - 661 والعكبري 1/ 165 وحجة القراءات 188 - 190 والإتحاف 1/ 501 - 502 والنشر 2/ 247. وقرأ الباقون (والأرحام) بالنصب مفعولا لفعل محذوف تقديره: واتقوا الأرحام.

(1)

وذلك بجر (فرس) عطفا على الضمير (الهاء) المجرور بالإضافة إلى (غير) دون إعادة الجار للضمير مع المعطوف؛ فلم يقل: وغير فرسه. انظر شرح الكافية الشافية 1250 وابن الناظم 212 والهمع 2/ 139 والأشموني 3/ 115 وأوضح المسالك 506.

(2)

البيت من البسيط، ولم أقف على قائله. ورواية غير الشارح (عدانا) بدل (عذابا).

الشاهد في: (لي وزهير) فقد عطف (زهر) بالجر على الضمير المجرور (ياء المتكلم) دون إعادة الجار؛ فلم يقل: ولزهير.

شرح الكافية الشافية 1253 وشرح العمدة 664 وشواهد التوضيح 56 والبحر 2/ 148.

(3)

سورة النحل الآية: 81.

(4)

البيت من الطويل، لامرئ القيس.

المفردات: نجلته: رمته مفرقا يمينا وشمالا كالأعسر الذي يعمل بيده اليسرى، يتفرق رميه يمينا ويسارا. حذف: رمي بالعصا وغيرها. وروي (خذف) بالخاء، وهو الرمي بالحصا الصغار بأطراف الأصابع.

الشاهد في: (رجلها) فقد حذف الواو ومعطوفها، والتقدير: رجلها ويدها؛ لأمن اللبس. -

ص: 516

أي: رجلها ويدها، ومثله: وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ (1) أي: فأفطر فعدة. ويشتركان أيضا في جواز زيادتهما، فمن زيادة الواو قوله (2):

367 -

حتى إذا قملت بطونكم

ورأيتم أبناءكم شبّوا

وقلبتم (3) ظهر المجنّ لنا

إنّ اللئيم العاجز (4) الخبّ (5)

- الديوان 88 وشرح الكافية الشافية 1262 وشرح العمدة 647 وابن الناظم 214 وشفاء العليل 795 والعيني 4/ 169.

(1)

سورة البقرة الآية: 185.

(2)

في ظ (وقوله).

(3)

في الأصل: (وقلبتموا) بإشباع الضمة واوا، وألف فارقة.

(4)

في ظ (الفاجر).

(5)

البيتان من الكامل لأعشى نهشل، الأسود بن يعفر، من قصيدة يهجو بها بني نجيح من مجاشع بن دارم. وقد رويت نهاية البيت الأول (سبوا) بالسين بدل الشين. وروي:(الفاجر) بدل (العاجز) وروي: (إن الغدور الفاحش الخب) بدل الشطر الثاني من البيت الثاني. وفي الديوان قدّم البيت الثاني على الأول، وبينهما بيت.

المفردات: قملت بطونكم: شبعتم، وهذا كناية عن كثرة العدد. شبّوا:

كبروا. المجنّ: الترس، وقلب ظهر المجن كناية عن إظهار العداوة. الخبّ:

بكسر الخاء وفتحها، المخادع.

الشاهد في: (وقلبتم) فقد زاد الواو قبل جواب الشرط (إذا) والأصل: إذا قملت بطونكم قلبتم لنا ظهر المجن.

الديوان 19 والمقتضب 2/ 81 ومعاني القرآن 1/ 107، 238 و 2/ 51 ومجالس ثعلب 1/ 59 وأمالي ابن الشجري 1/ 357 - 358 وشرح الكافية الشافية 1259 وشرح العمدة 649 وابن يعيش 8/ 94 وضرائر الشعر لابن عصفور 72 والإنصاف 458 والخزانة 4/ 414 عرضا والمعاني الكبير 1/ 533.

ص: 517

أراد قلبتم؛ لأنه جواب إذا، وقوله:

368 -

ولقد رمقتك في المجالس كلّها

فإذا وأنت تعين من يبغيني (1)

وروي عن الحسن في قوله تعالى: حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها (2) أن المعنى قال لهم.

ومن زيادة الفاء قوله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (3) أي: بذلك. ومثله:

(1) البيت من الكامل لأبي العيال الهذلي، شاعر مخضرم، سكن مصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وروي: فلقد بلوتك، وفي شفاء العليل (بعين) بدل (تعين).

الشاهد في: (إذا وأنت) أراد أنت، فزاد الواو بين إذا الفجائية وأول الجملة الاسمية، وهي لا يليها إلا جملة اسمية يكون مبتدؤها مجردا من حروف العطف.

ديوان الهذليين 412 وشرح التسهيل 3/ 356 وشرح العمدة 652 وشفاء العليل 783 والمغني 362 وحاشية الخضري 2/ 61 وحاشية الدسوقي على المغني 2/ 24.

(2)

سورة الزمر الآية: 73.

على أن الواو في (وقال لهم) صلة. وأكثر معربي الآية الكريمة يرجحون أنّ جواب الشرط (فتحت) وأن الواو صلة. انظر شرح العمدة 650 وشفاء العليل 783 ومشكل إعراب القرآن 261 والبيان 2/ 327 وشرح أبيات المغني للبغدادي 6/ 126 - 127.

والقول بزيادة الواو في الآية الكريمة قول الكوفيين، وأبي الحسن الأخفش والمبرد وابن برهان من البصريين محتجين بما ورد في كتاب الله وفي كلام العرب. ورده جمهور البصريين، وخرّجوا ما ورد. الإنصاف 456 - 462.

(3)

سورة يونس الآية: 58.

ص: 518

369 -

أراني إذا (1) أصبحت أصبحت ذا هوى

فثمّ إذا أمسيت أمسيت غاديا (2)

وقال الأخفش (3): ثمّ هنا الزائدة.

وندر حذف (أم) ومعطوفها في قول أبي ذؤيب:

370 -

دعاني إليها القلب إنّي لامرؤ

سميع فما أدري أرشد طلابها (4)

(1) في الأصل وم (إن) بدل (إذا).

(2)

في الأصل وم (عاديا).

والبيت من الطويل، قيل: لزهير بن أبي سلمى، يمدح النعمان بن المنذر.

وفي الخزانة 3/ 589 عن الأصمعي أنه لصرمة الأنصاري. ورواية الديوان:

أراني إذا ما بتّ بتّ على هوى

وإني إذا أصبحت أصبحت غاديا

الشاهد في: (فثمّ) على أنّ الفاء زائدة لدخولها على حرف العطف (ثم) ولا يدخل حرف العطف على آخر. قال السيوطي في شرح شواهد المغني:

«أورد المصنف هذا البيت في (ثم) مستشهدا به على دخول العاطف عليها» . وكذا في الدرر. وقال السيرافي: «الأجود فثم، بفتح الثاء؛ لكراهة دخول عاطف على عاطف» 284. وقال الأشموني 3/ 95: «زعم الأخفش والكوفيون أن (ثم) تقع زائدة، فلا تكون عاطفة ألبتة، وحملوا على ذلك قوله تعالى: ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا سورة التوبة 118. وعلى هذا القول استشهدوا بالبيت.

ديوان زهير 168 وشرح الكافية الشافية 1258 وشرح العمدة 654 وسر الصناعة 1/ 266 وأمالي ابن الشجري 2/ 326 وابن يعيش 8/ 96 وشفاء العليل 783 والمساعد 2/ 450 والمغني 117 والخزانة 3/ 588 وشرح شواهده للسيوطي 282، 284، 358 والهمع 2/ 131 والدرر 2/ 172 والبحر 3/ 24.

(3)

وكذا قال الكوفيون. شرح العمدة 654 ومغني اللبيب 117.

(4)

البيت من الطويل، لأبي ذؤيب الهذلي. وقد ورد البيت بعدة روايات. -

ص: 519

أي: أرشد أم غيّ. وقد تجيء زائدة أنشد أبو زيد (1):

371 -

يا دهر أم ما كان مشيي رقصا

فقد تكون مشيتي توقّصا (2)

وتنفرد الواو بعطف معمول عامل (3) أزيل وبقي معموله على معمول عامل مذكور؛ دفعا لتوهّم (4) أن يكون معمولا لعامل مذكور، أو مفعولا معه، مثل: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ (5)

- انظرها في مراجع البيت، وكلها تثبت موضع الشاهد.

الشاهد في: (أرشد طلابها) حيث حذف (أم) مع معطوفها، والتقدير: أرشد أم غي طلابها. وهذا نادر، وسهله فهمه من السياق.

شرح أشعار الهذليين 43 ومعاني القرآن 1/ 230 وشرح العمدة 655 وشفاء العليل 795 والمرادي 3/ 236 والمساعد 2/ 474 والمغني 13، 43، 628 وشرح شواهده للسيوطي 27، 142، 672 والهمع 2/ 132 والدرر 2/ 176 والأشموني 3/ 116 والبحر 1/ 401 و 7/ 418 و 8/ 23 والمزهر 2/ 333.

(1)

أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الخزرجي الأنصاري، إمام في النحو واللغة، روى عن عمرو بن العلاء وغيره. له مصنفات كثيرة منها: لغات القرآن، النوادر، توفي سنة 214 هـ. بغية الوعاة 1/ 582.

(2)

البيت من الرجز، ولم أقف على قائله. وروي بدل (دهر)(دهن) و (هند).

المفردات: الرقص: الوثب. توقص: التوقص المشي المتقارب الخطا، وقيل: شدة الوطء، وكلاهما من فعل الهرم.

الشاهد في: (أم) على أنها زائدة كما ذكر الشارح.

المقتضب 3/ 297 والمنصف 3/ 118 وشرح العمدة 656 وأمالي ابن الشجري 2/ 336 والخزانة 4/ 421.

(3)

(عامل) زيادة من ظ، والعبارة لا تصح دونها.

(4)

في ظ (توهم).

(5)

سورة الحشر الآية: 9. انظر العكبري 2/ 258.

ص: 520

تقديره والله أعلم: اعتقدوا الإيمان أو ألفوه (1)؛ لأنه لا يتبوّأ.

ومثله:

372 -

... وزجّجن الحواجب والعيونا (2)

وتقدّم نظائره (3).

ويستباح حذف المتبوع في هذا الباب إما بالواو مثل:

وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (4) أي: لترحم ولتصنع، (5) كقول بعضهم لمن قال: مرحبا وأهلا بك، (6) و [بك] وأهلا وسهلا. يريد بك مرحبا وأهلا (7). وإمّا بالفاء مثل: اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ

(1) في الأصل وم (أو القوة).

(2)

سبق في الشاهد 180، وهو عجز بيت من الوافر للراعي النميري، وصدره:

إذا ما الغانيات برزن يوما

الشاهد هنا في: (والعيونا) فقد حذف عامل النصب، المعطوف على ما قبله، وتقديره: وزججن الحواجب وكحّلن العيونا، فالعيون لا تزجج. وقيل:

لم يحذف العامل، وإنما ضمن الفعل المذكور معنى زيّن أو حسّن، فيصير من باب عطف المفردات.

(3)

في ظ (وتقدهم بنظائره).

(4)

سورة طه الآية: 39.

(5)

في ظ (وكقول).

(6)

لعل كلمة (وبك) سقطت من النساخ لتجاورها مع (بك) الأولى؛ إذ أصل الكلام: (كقول بعضهم لمن قال: مرحبا وأهلا بك، وبك وأهلا وسهلا) وانظر القول في ابن ناظم 214 وشرح التصريح 2/ 155 والأشموني 3/ 117.

(7)

فحذف المتبوع (مرحبا) وأبقى المعطوف عليه والواو في (وأهلا وسهلا) والتقدير: وبك مرحبا وأهلا وسهلا، فالواو في (وبك) لعطف ما بعدها على ما قبلها، و (بك) جار ومجرور متعلق ب (مرحبا)، والواو حرف عطف -

ص: 521

فَانْفَجَرَتْ (1).

وإمّا بأو كقول أميّة بن أبي عائذ (2) الهذلي:

373 -

فهل لك أو من والد لك قبلنا

يرشّح أولاد العشار ويفصل (3)

أي من أخ أو من والد.

ويصح عطف الفعل على الفعل ولو ماضيا على مستقبل، وعكسه بشرط اتفاق الزمان مثل: يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ

- و (أهلا) معطوف على مرحبا المقدر، عطف مفرد على مفرد، وفيه الشاهد.

(1)

سورة البقرة الآية: 60. التقدير والله أعلم: فضرب فانفجرت. وقد وردت في جميع النسخ (أن اضرب

فانفجرت). بزيادة (أن) كما في سورة الأعراف، وليست من آية سورة الأعراف 160، لأن الشارح أثبت (فَانْفَجَرَتْ) والذي في الأعراف (فَانْبَجَسَتْ).

(2)

في الأصل وم (أمية بن عدي) وفي ظ (عائذ).

(3)

البيت من الطويل، لأمية بن أبي عائذ الهذلي. ورواية شرح العمدة والعيني:

(يوشح) بالحاء، وورد (يوشّج) بالجيم، و (يوسّم). وروي (ويفضل) بالضاد. وما أورد الشارح يتفق مع شرح أشعار الهذليين.

المفردات: يرشح: يقال: ترشح الفصيل، قوي على المشي. يوشح: من التوشيح وهو التزيين، ويوشج: من التوشيج وهو الإحكام. ويفصل: يفطم.

ويفضل: من الإفضال وهو الإحسان.

الشاهد في: (أو من والد) وذلك بحذف المعطوف عليه بأو، والتقدير: فهل لك من أخ أو من والد، وحذف المعطوف عليه (بأو) نادر.

شرح أشعار الهذليين 537 وشرح التسهيل لابن مالك 199 وشرح العمدة 670 وشفاء العليل 796 والمساعد 2/ 475 والمرادي 3/ 241 والعيني 4/ 182 والهمع 2/ 140 والدرر 2/ 193 والأشموني 3/ 118.

ص: 522

فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ (1) مثل: تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10)(2).

ويجوز أن يعطف فعل على اسم يشبه فعلا (3)، مثل: صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ (4) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ (5) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ (6).

(1) سورة هود الآية: 98.

عطف الماضي (أورد) على المضارع (يقدم) الدال على المستقبل، لاتحاد زمان القدوم وإيرادهم النار، وهو يوم القيامة، فمعنى (أوردهم) يوردهم.

(2)

سورة الفرقان الآية: 10.

عطف الفعل المضارع (يجعل) على قراءة الجزم، على محل الماضي (جعل) جواب الشرط الذي محله الجزم؛ لاتحاد زمانهما وهو المستقبل؛ فالشرط يدل على الاستقبال، وذلك على قراءة الجمهور.

وقرأ أبو بكر وابن كثير وابن عامر برفع (يجعل) على الاستئناف، أي:

وهو يجعل أو سيجعل، أو عطفا على موضع (جعل) جواب الشرط، والشرط إذا جاء ماضيا كما هنا (شاء) جاز في جوابه الجزم والرفع، فيجعل بالرفع عطف على محل (جعل). انظر معاني القرآن للزجاج 4/ 59 والإتحاف 2/ 305.

(3)

في ظ (فعل).

(4)

سورة الملك الآية: 19. عطف (يَقْبِضْنَ) على (صافَّاتٍ) ف (صافَّاتٍ) حال، وهو مشتق فأشبه الفعل، فجاز عطف الفعل عليه.

(5)

سورة الحديد الآية: 18. ولم يرد لفظ الجلالة (الله) في ظ.

عطف (أَقْرَضُوا) على (الْمُصَّدِّقِينَ) لأنها بمعنى الذين تصدقوا واللاتي تصدقن. والله أعلم.

(6)

سورة العاديات الآيتان: 3، 4. عطف (أثرن) على (المغيرات) -

ص: 523

ويجوز عكسه بأن يعطف اسم شبه فعل على فعل، مثل:

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ (1)، وكقوله:

374 -

يا ربّ بيضاء من العواهج

أمّ صبيّ قد حبا أو دارج (2)

فدارج عطف على حبا، ومثله:

- لأن المعطوف عليه بمعنى اللاتي أغرن.

(1)

سورة الأنعام الآية: 95. بعطف (مُخْرِجُ) على يخرج؛ لأن مخرج بمعنى الفعل (يخرج).

وقال الزمخشري: «عطف (مُخْرِجُ) على (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) لا على الفعل» . الكشاف 2/ 37، فيكون من عطف الاسم على الاسم. ولا شاهد في الآية على هذا التخريج لما أوردها الشارح له.

(2)

البيتان من رجز، قيل: لجندب بن عمرو يذكر امرأة الشماخ بن ضرار الغطفاني. وقال العيني: أنشده المبرد ولم يعزه إلى قائله.

المفردات: بيضاء: امرأة بيضاء. العواهج: طويلة العنق من الظباء وغيرها، وأراد هنا المرأة التامة الخلق. حبا: يقال: حبا الصبي، إذا زحف. دارج:

من درج الصبي إذا مشى بخطا متقاربة؛ لكونه لم يستحكم قوته وقدرته على المشي.

الشاهد في: (حبا أو دارج) فقد عطف (دارج) وهو اسم فاعل على الفعل (حبا) وهو جائز؛ لأنه بمعنى (حاب)؛ لأنه نعت للصبي، وأصل النعت أن يكون اسما. وقيل العكس لأن اسم الفاعل (دارج) بمعنى درج.

شرح التسهيل لابن مالك 3/ 383 وشرح الكافية الشافية 1272 وأمالي ابن الشجري 2/ 167 وشفاء العليل 798 وابن الناظم 215 والمرادي 3/ 245 والعيني 4/ 173 والأشموني 3/ 120 وشرح التصريح 2/ 152 واللسان (عهج)3148.

ص: 524

375 -

بات يعشّيها بعضب باتر

يقصد في أسوقها وجائر (1)

فجائر عطف على يقصد.

* * *

(1) البيتان من رجز لم أقف على من قالهما. وفي شفاء العليل (يغشيها) بالغين المعجمة، وروي (بسيف) بدل (عضب).

المفردات: يعشيها: من العشاء (بفتح العين) وهو ما يؤكل وقت العشاء.

العضب: السيف. باتر: من البتر وهو القطع. يقصد: من القصد وهو ضد الجور. أسوقها: جمع ساق، وهي قوائم الإبل. جائر: من الجور، وهو ضد العدل.

الشاهد في: (يقصد

وجائر) حيث عطف اسم الفاعل (جائر) على الفعل (يقصد) وهو جائز؛ لأنها بمعنى ويجور، وقيل: على تأويل (يقصد) بقاصد لوقوع الفعل خبرا ثانيا، والأصل في الخبر الإفراد.

شرح التسهيل لابن مالك 3/ 383 وشرح الكافية الشافية 1272 وابن الناظم 215 وشفاء العليل 798 والعيني 4/ 174 والخزانة 2/ 345 والأشموني 3/ 120.

ص: 525