الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإخبار بسبب الذي والألف واللام
(1)
أيّ اسم في جملة قيل لك: أخبر عنه بالذي وفروعه، فأخّره خبرا، وافصله إن اتّصل، واجعل الموصول مبتدأ مصدّرا، ووسّط ما سواهما بين الموصول والاسم المؤخر (2)، وضع مكان المؤخر ضميرا مطابقا عائدا على الموصول يخلف المؤخر الذي كان به تكميل الكلام قبل تركيب الإخبار فيما كان له من إعراب، تقول في الإخبار عن (زيد)، من ضربت زيدا: الذي ضربته زيد، وعن التاء: الذي ضرب زيدا أنا، وفي الإخبار عن (رغبة) من جئت رغبة فيك: الذي جئت له رغبة فيك، وعن (يوم الجمعة) من صمت يوم الجمعة: الذي صمت فيه يوم الجمعة. تفعل كما مرّ ثم تقرن ضمير المفعول له باللام، وضمير الظرف بفي؛ إذ لم يقو ضمير قوّة ظاهر، فلم (3) يتضمن ما يتضمنه (4)، فيردّ الشيء معه لأصله.
وإذا كان المخبر عنه مثنى أو مجموعا على حدّه أو مؤنثا، فجئ بالموصول على وفقه؛ لوجوب مطابقة المبتدأ خبره، تقول في الإخبار عن (الزيدين) من بلّغ الزيدان العمرين رسالة:
(1) في ظ (الإخبار بالذي والألف واللام).
(2)
في ظ (ما سواهما للموصول وضع مكان).
(3)
في ظ (ولم).
(4)
في ظ (تضمنه).
اللذان بلّغا العمرين رسالة الزيدان، وعن (العمرين) الذين بلّغهم الزيدان رسالة العمرون، وعن (الرسالة) التي بلّغها الزيدان العمرين رسالة.
ولصحّة الإخبار شروط، أحدها: جواز التأخير، فلا يخبر عن لازم صدرا كضمير الشان والقصة (1) واسم الاستفهام؛ لامتناع تأخيره ووجوب تأخير الخبر.
الثاني: جواز تعريفه، فلا يخبر عن حال وتمييز لتنكّرهما (2)، فلا يجعل ضمير مكانهما لملازمته التعريف.
الثالث: جواز الغنى عنه بأجنبي، فلا يخبر عن ضمير عائد إلى اسم في الجملة، كالهاء من: زيد ضربته، ومن: زيد ضرب غلامه؛ إذ (3) لو أخبر عنها لخلفها مثلها (4) في العود إلى ما كانت تعود إليه، فيلزم إمّا بقاء الموصول بلا عائد، وإمّا عود الضمير الواحد (5) إلى شيئين، ولو عاد الضمير إلى اسم من جملة أخرى جاز، كقولك في إخبار
عن هاء (لقيته) في: جاء زيد ولقيته:
الذي لقيته هو.
(1) سقطت (والقصة) من ظ.
(2)
في ظ (لتنكيرهما).
(3)
في ظ (إذا).
(4)
في ظ (عنهما لخلفهما مثلهما).
(5)
في ظ (ضمير لواحد).
الرابع: جواز الغنى عنه بمضمر، فلا يخبر عن موصوف دون صفته، أو مصدر عامل دون معموله، أو مضاف دون مضاف إليه، فلا يخبر عن عمرو وحده من نحو: سرّ أبا زيد قرب من (1) عمرو الكريم، بل مع صفته، نحو: الذي سرّ أبا زيد قرب منه عمرو الكريم، ولا عن قرب وحده، بل مع معموله، نحو: الذي سرّ أبا زيد قرب من عمرو الكريم أبو زيد.
الخامس: جواز استعماله مرفوعا فلا يخبر عن ملازم ظرفية، كعند، ولدى، وذات مرّة.
السادس: جواز ثباته، فلا يخبر عن نحو: أحد، وديّار، وعريب؛ لئلّا تخرج عن نفيها الملتزم.
السابع: أن يكون بعض ما يوصف به من جملة أو جملتين في حكم واحدة، ولا (2) يخبر عن اسم في طلبية، ولا في إحدى مستقلتين، ليس في الأخرى منهما ضميره، ولا بينهما عطف بفاء، بل يخبر عنه إذا كان من خبرية، كما مرّ، ومن إحدى غير مستقلتين، كالشرط والجزاء، نحو: إن عدل السلطان نصر الجيش، فتقول إذا أخبرت (3) عن (السلطان): الذي إن عدل نصر الجيش السلطان، وعن (الجيش): الذي إن عدل السلطان نصر الجيش، أو من إحدى المستقلتين بالأخرى منهما ضميره، أو
(1) في ظ (منه).
(2)
في ظ (فلا).
(3)
في ظ (ففي الإخبار) بدل (فتقول إذا أخبرت).
ما (1) بينهما عطف بالفاء.
فالأول: كالمتنازع فيه من نحو: ضربني وضربت زيدا (2)، وأكرمني وأكرمته عمرو، ففي الإخبار عن زيد: الذي ضربني وضربته زيد، وعن عمرو: الذي أكرمني وأكرمته عمرو.
والثاني: كأحد مرفوعي نحو: يطير الذباب فيغضب زيد، ففي الإخبار عن الذباب: الذي يطير فيغضب زيد [الذباب، وعن زيد:
الذي يطير الذباب فيغضب زيد] (3)، ولا يجوز: الذي يطير ويغضب زيد الذباب؛ إذ ليس في الواو المشرّكة سببية كالفاء، كما مرّ. فلو اشتملت الجملة على ضمير فقلت: ويغضب منه زيد، لجاز.
وما أخبر عنه من جملة اسمية، فبالذي وفروعه، أو فعلية، فبذلك و (أل) هذا إن صحّ أن تصاغ صفة من الفعل يوصل بها (أل)، بأن كان الفعل متصرّفا مثبتا بخلاف نحو: نعم، وما زال، وتقول مخبرا عن الفاعل من نحو: وقى الله البطل [الواقى البطل الله، وعن المفعول، الواقيه الله البطل](4). ولك (5) حذف الهاء، ولا فرق هنا بين الذي و (أل) إلّا في وجوب ردّ الفعل مع (أل) إلى لفظ اسم الفاعل أو المفعول؛ لامتناع وصلها بغير الصفة إلّا
(1) سقطت (ما) من ظ.
(2)
في الأصل وظ (زيد).
(3)
ما بين القوسين [] زيادة من ظ.
(4)
ما بين القوسين [] زيادة من ظ.
(5)
في م (وذلك).
في شذوذ.
ثمّ صلة (أل) إن رفعت ظاهرا فهي معه بمنزلة الفعل، أو مضمرا، فإن كان لأل (1) ستر (2) حتما، أو لغير (3)(أل) برز حتما؛ إذ متى جرت الصفة على غير من هي له لم ترفع ضميرا مستترا، بخلاف الفعل، تقول في الإخبار عن التاء من نحو:
بلّغت من الزيدين إلى العمرين رسالة، المبلّغ من الزيدين إلى العمرين رسالة أنا، وعن (الزيدين): المبلّغ أنا منهما إلى العمرين رسالة الزيدان، وعن العمرين: المبلّغ أنا من الزيدين إليهم (4) رسالة العمرون، وعن الرسالة: المبلّغها أنا من الزيدين إلى العمرين رسالة، فضمير الرفع في المثال الأول مستتر لأنه ضمير (أل) فلم يبرز؛ إذ رافعه جار
على من هو له، وفي البواقي بارز؛ إذ هو ضمير غير أل فوجب بروزه؛ إذ رافعه جار على غير من هو له؛ أي: على (أل) وهو في المعنى المخبر عنه، ولا فرق بين ضمير الحاضر والغائب، تقول في الإخبار بأل عن ضمير، زيد ضرب جاريته: زيد الضارب جاريته هو، وعن الجارية: زيد الضاربها هو جاريته.
* * *
(1) في ظ (بأل).
(2)
في م (ضمير) بدل (ستر).
(3)
في ظ (بغير).
(4)
في ظ (المبلغ) بدل (إليهم) سهو من النسخ.