الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العطف
[عطف البيان]
العطف على ضربين: عطف بيان وعطف نسق.
والغرض الآن بيان عطف البيان، وهو تابع جامد غير مؤول بمشتق، مغاير يشبه الصفة في كونه ظاهرا بعد ظاهر، كاشفا حقيقة المقصود به، وهو المسمّى المتبوع، وأوله من موافقة المتبوع ما ولي النعت من موافقة المتبوع في التعريف والتنكير والإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث.
وكما يكون عطف البيان معرفة تبعا لمعرفة مثل:
349 -
أقسم بالله أبو حفص عمر (1)
…
...
فقد (2) يكون نكرة تبعا لنكرة، ولا يلتفت إلى منع بعضهم (3)
(1) البيت من رجز قاله عبد الله بن كيسبة، أو رؤبة، وليس في ديوانه. وبعده:
ما مسها من نقب ولا دبر
الشاهد في: (أبو حفص عمر) على أن عمر عطف بيان لأبي حفص.
شرح الكافية الشافية 1191 وابن الناظم 201 وابن يعيش 3/ 71 وابن عقيل 2/ 171 والعيني 1/ 392 و 4/ 115 والخزانة 2/ 351.
(2)
في الأصل وم (وقد).
(3)
زعم الشلوبين أن المنع مذهب البصريين، وقد أجازه الكوفيون والفارسي وابن جني وابن عصفور والناظم وابنه. انظر الأشموني 3/ 86 وتبعهم الشارح.
ذلك؛ بدليل قوله تعالى: يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ (1).
وهو صالح لأن يحكم عليه بالبدلية إلّا في موضعين:
الأول: أن يكون التابع مفردا (2) معرفة والمتبوع منادى مثل: يا غلامنا يعمر؛ إذ لو كان بدلا للزم بناؤه على الضم، لأنه يكون في نية تكرار حرف النداء، ومثل: يا غلامنا يعمر، قوله:
350 -
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا
…
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا (3)
(1) سورة النور الآية: 35. ف (زيتونة) عطف بيان ل (شجرة) وكلاهما نكرتين.
(2)
في ظ زيادة (معربا).
(3)
البيت من الطويل، لطالب بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم المصطفى صلى الله عليه وسلم، كان في جيش كفار مكة يوم بدر فجرت ملاحاة بينه وبين بعضهم في ولاء بني هاشم للنبي دون قريش، فعاد إلى مكة ولم يحضر بدرا. انظر السيرة لابن هشام 2/ 533.
وورد في غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب أنه لأبي طالب، وكذا نسبه البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية 348. وهذا غير صحيح فإن أبا طالب توفي سنة عشر من البعثة، والقصيدة بدرية بكى فيها على قتلى بدر، ودعا فيها إلى الأخذ بالثأر من الأنصار.
الشاهد في: (أخوينا عبد شمس ونوفلا) على أن عبد شمس عطف بيان لأخوينا، و (نوفلا) معطوف على (عبد). ولا يجوز هنا كونهما بدلين لتعذر ذلك في (نوفلا) فلا يقال: يا نوفلا؛ فالبدل على نية تكرار العامل و (نوفلا) منصوب ظاهر النصب.
غاية المطالب 47 وشرح الكافية الشافية 1197 وابن الناظم 203 وشرح التحفة 292 وشفاء العليل 765 والعيني 4/ 119 وشرح شواهد شرح التحفة 346 والهمع 2/ 121 والدرر 2/ 153 وسيرة ابن هشام 2/ 534.
الثاني: أن يكون المعطوف خاليا من (1)(أل) للتعريف والمعطوف عليه معرّف بها مضاف إليه صفة مقرونة بها، كقوله:
351 -
أنا ابن التارك البكريّ بشر
…
عليه الطير ترقبه وقوعا (2)
ليست بدليّته بمرضية إلّا عند الفراء (3)؛ لأنّ البدل في نية تكرار العامل، والتارك لا يصحّ أن يضاف إلى بشر؛ لأنّا قدمنا أنّ
(1) في ظ (عن) بدل (من).
(2)
البيت من الوافر، للمرّار بن سعيد الفقعسي الأسدي. وفي الأصول (عكوفا) بدل (وقوعا).
الشاهد في: (البكري بشر) على أن (بشر) عطف بيان للبكري، ولا يجوز جعله بدلا؛ لأن البدل على نية تكرار العامل؛ فيلزم أن يكون التقدير أنا التارك بشر، وهذا لا يجوز؛ لما عرف في باب الإضافة من أن الصفة إذا كانت بأل لا تضاف إلا إلى ما فيه (أل) أو ما أضيف إلى ما فيه (أل).
وأجاز الفراء والفارسي إضافة الوصف المقترن بأل إلى العلم، وعليه يجوز عندهما جعل بشر بدلا من التارك. وقال الأعلم في حاشيته على كتاب سيبويه: «وأجري (بشرا) على لفظ (البكري) عطف بيان عليه أو بدلا منه، وإن لم يكن فيه الألف واللام، وجاز ذلك لبعده عن الاسم
المضاف؛ ولأنه تابع، والتابع يجوز فيه ما لا يجوز في المتبوع».
سيبويه والأعلم 1/ 93 والأصول 1/ 160 والتبصرة 184 وفرحة الأديب 37 وشرح العمدة 554، 597 وشرح التحفة 291 والمفصل 123 وبصائر ذوي التمييز 5/ 251 وابن الناظم 203 وشفاء العليل 764 والمساعد 2/ 425 والمرادي 3/ 187 وابن عقيل 2/ 174 وابن الناظم 203 والعيني 4/ 121 وشرح شواهد شرح التحفة 344 والخزانة 2/ 193 والهمع 2/ 122 والدرر 2/ 153.
(3)
انظر: المرادي 3/ 188 والمساعد 2/ 425 والأشموني 3/ 87.
الصفة المقرونة بأل لا تضاف إلى عار منها، ومن إضافة المقرون بها إلّا عند الفراء.
* * *