المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌عوامل الجزم ص: 695 - بِلَا وَلَامٍ طَالِبًا ضَعْ - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[الفارضي]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌عوامل الجزم ص: 695 - بِلَا وَلَامٍ طَالِبًا ضَعْ

بسم الله الرحمن الرحيم

‌عوامل الجزم

ص:

695 -

بِلَا وَلَامٍ طَالِبًا ضَعْ جَزْمَا

فِي الفِعْلِ هكَذَا بِلَمْ وَلَمَّا

(1)

ش:

أدوات الجزم على قسمين:

* قسم يجزم فعلين وسيأتي.

* وقسم يجزم فعلًا واحدًا فمنه:

* اللام المكسورة الدالة على الأمر؛ نحو: (لِيقمْ زيد).

والكثير أن تدخل على مضارع الغائب، سواء بني للفاعل أو للمفعول، ومنه قوله تعالى:{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} .

ويقل: أن تدخل على مضارع المتكلم أو المخاطب المبني للفاعل؛ نحو: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} ، وقوله عليه الصلاة والسلام:"قوموا فلأصل لكم" على هذه الرواية.

ويروى: (فلأصليَ) بفتح الياء فهي لام كي، والنصب بـ (أن) مضمرة.

ويروى: بسكون الياء تخفيفًا.

وكقراءة عثمان وأبي الحسن: (فبذلك فلتفرحوا) بالمثناة فوق، وقوله عليه الصلاة والسلام:"لتأخذوا مصافَّكم".

وقول الشاعرِ:

لِتقُمْ أَنتَ يَا ابنَ خَيرِ قُريشٍ

.....................

(2)

(1)

بلا: جار ومجرور متعلق بقوله: (ضع) الآتي. ولامٍ: معطوف على (لا). طالبًا: حال من فاعل ضع المستتر فيه. ضع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. جزمًا: مفعول به لضع. في الفعل: جار ومجرور متعلق بضع. هكذا، بلم: جاران ومجروران يتعلقان بفعل محذوف دل عليه المذكور قبله: أي ضع كذا بلم. ولما: معطوف على لم.

(2)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: فَلتَقْضِي حَوَائِج المُسْلِمِينَا

وهو بلا نسبة في الإنصاف 2/ 525، وتذكرة النحاة ص 666، وخزانة الأدب 9/ 14، 106، وشرح

ص: 5

واحترز بالمبني للفاعل من المبني للمفعول؛ نحو: (لتُكرَم يا زيد) بضم التاء وفتح الراء؛ فإنه كثير في الكلام؛ لأن الأمر فيه للغائب.

وقد تسكن هذه اللام بعد الواو، والفاء، وثم؛ نحو:(لِيقم زيد، ولْيضرب عمرًا) بسكون اللام، وفي القرآن:{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} ، {فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} ، {ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ} .

والأجود: سكونها بعد (الواو، والفاء)، وكسرها بعد (ثم).

وقرأ الحسن: بكسر اللام (فلتقم طائفة منهم معك ولِيأخذوا)، (وليعفوا ولِيصفحوا).

والفراء: أن من العرب من يفتح لام الأمر؛ لفتحة الياء بعدها.

قال أبو الفتح: فإن انكسر حرف المضارعة أو ضم .. لا تكون هذه اللام مفتوحةً؛ نحو: (لِيكرمني). انتهى.

والذين يفتحون اللام: بنو سليم.

والذين يكسرون حرف المضارعة: كنانة، إلا ما في أوله ياء قبل ضمة.

وقال المصنف: يكثر حذف لام الأمر بعد (قل)؛ كقوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ} ؛ التقدير والله أعلم بمراده: (ليقيموا الصلاة).

والأخفش: مجزوم في جواب الأمر.

والمبرد: أن التقدير: (قل لهم أقيموا يقيموا) فهو جواب الأمر المحذوف.

ويقل الحذف بعد غير (قل)؛ كقولِ الشاعرِ:

قُلتُ لبوَّابٍ لَدَيهِ دَارُهَا

تِيْذَنْ فإنِّي حَمْؤُهَا وجَارُها

(1)

التصريح 1/ 55، وشرح شواهد المغني 2/ 602، ومغني اللبيب 1/ 221، 2/ 552.

الشاهد: قوله: (لتقم)، حيث دخلت اللام الدالة على الأمر والتي تعمل الجزم على الفعل المضارع الدال على المخاطب، وهذا الدخول قليل، والكثير دخولها على الفعل المضارع الدال على الغائب.

(1)

التخريج: الرجز لمنظور بن مرثد في الدرر 5/ 62، وشرح شواهد المغني 2/ 600، والمقاصد النحوية 4/ 444، والتنبيه والإيضاح 2/ 13، وتاج العروس 1/ 202 (حمأ)، وبلا نسبة في لسان العرب 1/ 61 (حمأ)، 12/ 560 (لوم)، 13/ 10 (أذن)، 14/ 197 (حما)، 15/ 444 (تا)، وإصلاح المنطق ص 340، والجنى الداني ص 114، وخزانة الأدب 9/ 13، وشرح الأشموني 3/ 575، ومغني اللبيب 1/ 225، وتاج العروس 20/ 367 (بيع)، (لوم)، (أذن)، (حمو)، (تا).

الشاهد: قوله: (تيذن) فهو فعل مضارع مجزوم بلام الأمر المقدّرة، والأصل أن يقول:(لتيذن)، وليس هذا بضرورة لتمكنه من أن يقول:(إيذن).

ص: 6

أراد: (لتأذن): من الإذن، فحذف اللام بعد (قلت).

وقد حذفت للضرورة، في قول الآخر:

مُحمّدُ تَفدِ نَفسَكَ كُلُّ نَفْسٍ

...............

(1)

أراد: (لتفد).

وقول الآخر:

................

وَلَكِن يَكُنْ لِلْخَيرِ مِنكَ نَصِيبُ

(2)

(1)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: إذا ما خِفْتَ من شَيءٍ تَبَالا

وهو لحسان أو لأبي طالب أو للأعشى في خزانة الأدب 9/ 11، وللأعشى أو لحسّان أو لمجهول في الدرر 5/ 61، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 319، 321، والإنصاف 2/ 530، والجنى الداني ص 113، ورصف المباني ص 256، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 391، وشرح الأشموني 3/ 575، وشرح شواهد المغني 1/ 597، والكتاب 3/ 8، واللامات ص 96، ومغني اللبيب 1/ 224، والمقاصد النحويّة 4/ 418، والمقتضب 2/ 132، والمقرب 1/ 272، وهمع الهوامع 2/ 55.

اللغة: التَّبال: سوء العاقبة، وتبله الدهر: رماه بمصائبه.

المعنى: يخاطب الشاعرُ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يا محمّد إن كل النفوس مستعدّة لتفدي نفسك الغالية إذا ما خفت أمرًا من الأمور.

الإعراب: محمّد: منادى مبني على الضمّ في محل نصب على النداء. تفد: فعل مضارع مجزوم بلام محذوفة بتقدير: لتفدِ، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة. نفسك: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. كل: فاعل مرفوع، وهو مضاف. نفس: مضاف إليه مجرور. إذا: اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل تفد. ما: حرف زائد. خفت: فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. من أمر: جار ومجرور متعلّقان بـ (خفت). تبالا: مفعول به منصوب. وجواب إذا محذوف تقديره: إذا ما خفت من أمر تبالًا لتفد نفسك.

وجملة (يا محمّد): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (تفد نفسك): لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة (خفت من أمر): في محلّ جرّ بالإضافة.

الشاهد فيه قوله: (تَفدِ) يريد: (لِتَفْدِ) فحذف لام الأمر، وهذا ضرورة.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فَلَا تَسْتَطِل مِنِّي بَقَائِي وَمُدَّتِي

وهو بلا نسبة في تخليص الشواهد ص 112، والجنى الداني ص 114، ورصف المباني ص 256، وسر صناعة الإعراب ص 390، وشرح الأشموني 3/ 575، وشرح شواهد المغني ص 597،

ص: 7

أراد: (ليكن).

* ومنه لام الدعاء، وهي في الحقيقة لام الأمر، وإنما سميت بلام الدعاء تأدبًا مع اللَّه تعالى؛ نحو:{لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} .

* ومنها (لا) الدالة على النهي والدعاء؛ نحو: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} ، {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا} .

ويقل دخولها على مضارع المتكلم؛ كقول الشاعر:

إِذَا مَا خَرَجْنَا مِنْ دِمَشْقَ فَلَا نَعُدْ

...............

(1)

قيل: وهو كثير في نحو: (لا أُضرب) بالبناء للمفعول.

وعن السهيلي: أنها نافية في نحو: (لا تقم)، والجزم بلام الأمر المقدرة.

والصحيح: خلافه.

وإنما جزمت الناهية دون النافية؛ لأن النهي طلب، وأداته:(لا)، فوجب أن يكون عملها الجزم كلام الأمر في نحو:(ليقم زيد)؛ لاشتراكهما في الطلب.

* ومنها (لم) و (لمّا)، وتقلبان معنى المضارع إلى المضي؛ نحو:(لم يقم)، و (لمّا يقم).

- والنفي بـ (لمّا) متصل بزمن الحال.

- بخلاف (لم)، فيجوز أن يكون منقطعًا عن الحال؛ نحو:{لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} ، أو متصلا به نحو:{وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} ، ولهذا يقال:(لم يقم زيد ثم قام)، ويقال:(لما يقوم زيد فقط).

ومجالس ثعلب ص 524، ومغني اللبيب ص 224، والمقاصد النحوية 4/ 420.

الشاهد: قوله: (ولكن يكن)، يريد (لتكن) فحذف لام الأمر للضرورة.

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: لَهَا أَبَدًا مَا دَامَ فِيهَا الجَرَاضِم

وهو للفرزدق في الأزهية ص 150، ومغني اللبيب 1/ 247، وليس في ديوانه، وللوليد بن عقبة في شرح التصريح 2/ 246، وللفرزدق أو للوليد في شرح شواهد المغني 2/ 366، والمقاصد النحويَّة 4/ 420، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 200، وشرح الأشموني 3/ 475.

اللغة: الجراضم: العظيم البطن.

الشاهد: قوله: (فلا نعد)، حيث أدخل (لا) الناهية على المضارع المتكلم، وهذا قليل.

ص: 8

وشذ الرفع بعد (لم)؛ كقوله:

................

يَوْمَ الصُّلَيْعَاءِ لَم يُوفُون بالجَارِ

(1)

وقيل: لغة.

وقالوا: (لم أضربُهُ) بضم الباء، وسيأتي في الوقف توجيهه.

واللحياني: أن بعض العرب ينصب بها، كقراءة أبي جعفر:(ألم نشرحَ).

وقول الشاعر:

فِي أيّ يَومَيَّ مِنَ المَوتِ أَفِرّ

أيَومَ لَم يُقدَرَ أَمْ يَومَ قُدِرْ

(2)

(1)

التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: لَوْلَا فَوَارِسُ مِن نُعْمٍ وأُسْرَتُهُمْ

وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص 266، وخزانة الأدب 1/ 205، 9/ 103، 11/ 431، والدرر 5/ 68، وسر صناعة الإعراب 1/ 448، وشرح الأشموني 3/ 576، وشرح شواهد المغني 2/ 674، وشرح عمدة الحافظ ص 376، ولسان العرب 9/ 198 (صلف)، والمحتسب 2/ 42، والمقاصد النحوية 4/ 446، وهمع الهوامع 2/ 56.

اللغة: نُعم: قبيلة من قبائل العرب. صليعاء: تصغير صلعاء، ويوم الصلعاء: موقعة. وتروى (الصليغاء) وهي موقعة كذلك.

المعني: إن رجال نُعم هم الذين جعلوهم يحافظون على عهد الجوار.

الإعراب: لولا فوارس: لولا: حرف امتناع لوجود، وفوارس: مبتدأ مرفوع بالضمة. من نُعم: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لفوارس. وأسرتهم: الواو: عاطفة، أسرة: اسم معطوف على فوارس مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم: للجماعة. يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل (يوفي). الصليعاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. لم يوفون: لم حرف جزم مهمل بمعنى ما، ويوفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالجار: جار ومجرور متعلقان بالفعل (يوفون).

وجملة (لولا فوارس لم يوفوا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (فوارس موجودون): جملة الشرط غير الظرفي لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (لم يوفون بالجار): جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.

والشاهد فيه قوله: (لم يوفون) حيث جاءت (لم) نافية غير جازمة، وقيل: ضرورة شعرية.

(2)

التخريج: الرجز للإمام علي بن أبي طالب في ديوانه ص 79، وحماسة البحتري ص 37، وللحارث بن منذر الجرمي في شرح شواهد المغني 2/ 674، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 14، والخصائص 3/ 94، والجنى الداني ص 267، وشرح الأشموني 3/ 578، ولسان العرب 5/ 75 (قدر)، والمحتسب 2/ 366، ومغني اللبيب 1/ 277، والممتع في التصريف

ص: 9

وأجاب المصنف: بأن الفعل في الآية الشريفة: مؤكد بالخفيفة؛ ولكنها حذفت ونويت، والبيت ضرورة؛ لأن جزم (يقدرْ) فاسدٌ من جهة العَروض.

وقد يحذف مجزوم (لمّا) فيوقف عليها؛ نحو: (قاربت المدينة ولمَّا).

وهو مع (لم) ضرورة؛ كقوله:

احفَظْ وَدِيعَتَكَ الَّتِي اسْتُودِعْتَهَا

يَوْمَ الأعَازِبِ إنْ وَصَلَتْ وإنْ لمِ

(1)

أي: (وإن لم تصل).

وإنما لم يحذف في الاختيار؛ لأنها أقل أحرفًا من (لما) فهي كالجزء من مدخولها لشدة اتصالها به، فكان في حذفه معها حذف جزء الكلمة، بخلاف (لما).

أو لأن (لمَّا) لنفي (قد فعل)، والفعل يجوز حذفه مع (قد)؛ كقوله:

................

لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِ

(2)

1/ 322، ونوادر أبي زيد ص 13.

الشاهد فيه: قوله: (لم يقدر) حيث جاءت (لم) على خلاف العادة حرف نصب، فنصب بها الفعل بعدها، وذلك ضرورة.

(1)

التخريج: البيت من الكامل، وهو لإبراهيم بن هرمة في ديوانه ص 191، وخزانة الأدب 9/ 8 - 10، والدرر 5/ 66، وشرح شواهد المغني 2/ 682، والمقاصد النحوية 4/ 443، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 114، وأوضح المسالك 4/ 202، وجواهر الأدب ص 256، 424، والجنى الداني ص 269، وشرح الأشموني 3/ 576، ومغني اللبيب 1/ 280، وهمع الهوامع 2/ 56.

الشاهد فيه: قوله: (وإن لم) فقد حذف منفي (لم) مجزومها ضرورة فالأصل: (إن وصلت وإن لم تصل).

(2)

التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: أَفِدَ التّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكابَنَا

وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص 89، والأزهية ص 211، والأغاني 11/ 8، والجنى الداني ص 146، 260، وخزانة الأدب 7/ 197، 198، 10/ 407، والدرر اللوامع 2/ 202، 5/ 178، وشرح التصريح 1/ 36، وشرح شواهد المغني ص 490، 764، وشرح المفصل 8/ 148، 9/ 18، 52، ولسان العرب 3/ 346 قدد، ومغني اللبيب ص 171، والمقاصد النحوية 1/ 80، 2/ 314، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 56، 356، وأمالي ابن الحاجب 1/ 455، وخزانة الأدب 9/ 8، 11/ 260، ورصف المباني ص 72، 125، 448، وسر صناعة الإعراب ص 334، 490، 777، وشرح ابن عقيل ص 18، وشرح المفصل 10/ 110، ومغني اللبيب ص 342، والمقتضب 1/ 42، وهمع الهوامع 1/ 143، 2/ 80.

ص: 10

أي: (وكان قد زالت).

وإنما كانت لنفي (قد فعل)؛ لأن (قد) تقرب الماضي للحال، والنفي بـ (لما) متصل بالحال كما سبق.

وقد يفصل بين الجازم والفعل؛ كقوله:

فَذَاك وَلم إِذا نَحْنُ امتَرَينَا

تَكُنْ فِي النَّاسِ يُدْرِكْكَ المِرَاءُ

(1)

ففصل بين (لم) و (يكن).

وقول الآخر:

................

كَأَنْ لَمْ سِوَى أَهلٍ مِنَ الوَحشِ تُؤهَلِ

(2)

اللغة: أزف: دنا. الترحل: الرحيل. الركاب: المطايا. لما تزل: لم تفارق بعد. الرحال: ما يوضع على ظهر المطية لتركب. كأن قد: أي كأن قد زالت لاقتراب موعد الرحيل.

المعنى: يقول: قرب موعد الترحل ومفارقة الديار، ولكن الإبل لم تزل فيها، وكأنها قد فارقتها لقرب وقت الارتحال.

الإعراب: أزف: فعل ماض. الترحل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. غير: مستثنى منصوب بالفتحة، وهو مضاف. أن: حرف مشبه بالفعل. ركابنا: اسم أن منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لما: حرف جزم. تزل: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. برحالنا: الباء حرف جر، ورحالنا: اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف، ونا ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل تزل. وكأن: الواو حرف عطف، كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف من كأن، واسمه ضمير شأن محذوف. قد: حرف تحقيق مبني على السكون، وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، وقد حذف مدخوله، تقديره: قد زالت.

وجملة (أزف الترحل): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أن ركابنا

): في محل جر بالإضافة. وجملة (لما تزل برحالنا): في محل رفع خبر أن. وجملة (كأن قد): معطوفة على جملة لما تزل. والجملة المحذوفة في محل رفع خبر كأن.

الشاهد فيه قوله: (وكأنْ قدِ) حيث حذف الفعل بعد (قد) جوازًا، والأصل: وكأن قد زالت.

(1)

التخريج: البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 5، وجواهر الأدب ص 256، وشرح الأشموني 3/ 576، وشرح شواهد المغني ص 678، ومغني اللبيب ص 278.

اللغة: امترينا: تجادلنا، والمراء: الجدال.

الشاهد: قوله: (وَلم إِذا نَحن امترينا تكن)، حيث فصل بين (لم) ومجزومها بالظرف اضطرارًا.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فأضحت مغانيها قفارا رسومها

ص: 11

ففصل بين (لم) و (تؤهل).

وقول الآخر:

................

عَزِيزٌ وَلَا ذَا حَقِّ قَوْمِكَ تَظْلِم

(1)

أراد: و (لا تظلم ذا حق قومك).

* وتدخل همزة الاستفهام على (لم)، و (لما) فيبقى العمل المذكور؛ نحو:{أَلَمْ نَشْرَحْ} .

وكقول الشاعر:

..................

وَقُلتُ ألَمَّا أَصْحُ وَالشِّيبُ وَازعُ

(2)

والجمهور: أن (لما) مركبة من (لم)، و (ما).

وهو بلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 5، وجواهر الأدب ص 256، وشرح الأشموني 3/ 576، وشرح شواهد المغني ص 678، ومغني اللبيب ص 278.

الشرح: مباديها جمع: مبدئ وهي المناجع ضد المحاضر، ويروى: مغانيها جمع: مغنى وهو الموضع الذي كان غنيّا به أهله، وقفارا جمع قفر: مفازة لا نبات فيها ولا ماء.

الشاهد: قوله: (لم سوى أهل من الوحش تؤهل) حيث فصل (لم) من مجزومها وهو (تؤهل) للضرورة، والأصل:(كأن لم تؤهل سوى أهل من الوحش).

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وقالوا أخانا لا تخشّع لظالم

وهو بلا نسبة في الدرر 5/ 63، وشرح الأشموني 3/ 574، والمقاصد النحوية 4/ 444، وهمع الهوامع 2/ 56.

الشاهد فيه: الفصل بين (لا) ومجزومها (تظلم)، أراد:(ولا تظلم ذا حق قومك)، وهو ضرورة.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: على حين عاتبت المشيب على الصبا

وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص 32، والأضداد ص 151، وجمهرة اللغة ص 1315، وخزانة الأدب 2/ 456، 3/ 407، 6/ 550، 553، والدرر 3/ 144، وسر صناعة الإعراب 2/ 506، وشرح أبيات سيبويه 2/ 53، وشرح التصريح 2/ 42، وشرح شواهد المغني 2/ 816، 883، والكتاب 2/ 330، ولسان العرب 8/ 390 وزع، 9/ 70 خشف، والمقاصد النحوية 3/ 406، 4/ 357، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 111، والإنصاف 1/ 292، وأوضح المسالك 3/ 133، ورصف المباني ص 349، وشرح شذور الذهب ص 102، وشرح ابن عقيل ص 387، وشرح المفصل 3/ 16، 4/ 591، 8/ 137، ومغني اللبيب ص 571، والمقرب 1/ 290، 2/ 516، والمنصف 1/ 58، وهمع الهوامع 1/ 218.

الشاهد: قوله: (ألما أصح)، حيث دخلت همزة الاستفهام على (لما) الجازمة ولم تبطل عملها.

ص: 12

وقيل: بسيطة.

ص:

696 -

وَاجْزِمْ بِإِنْ وَمَنْ وَمَا وَمَهْمَا

أَيٍّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ إِذْمَا

(1)

697 -

وَحَيْثُمَا أَنَّى وَحَرْفٌ إِذْمَا

كَإِنْ وَبَاقِي الأَدَوَاتِ أَسْمَا

(2)

698 -

فِعْلَيْنِ يَقْتَضِيْنَ شَرْطٌ قُدِّمَا

يَتْلُو الجَزَاءُ وَجَوَابًا وُسِمَا

(3)

ش:

كل أداة من هذه الأدوات تجزم فعلين، الأول: شرط، والثاني: جواب وجزاء؛ كـ (إن يقم .. أقم)، والجملة الأولى: فعلية لا غير.

ويجوز أن تكون الثانية اسمية كما سيأتي.

وهذه الأدوات: منها ما هو اسم، ومنها ما هو ظرف، ومنها ما هو حرفٌ.

* فالاسم: (من)، و (ما)، و (مهما).

والسهيلي ويوسف بن يسعون: أن (مهما) حرف؛ لعدم عود الضمير عليها في قوله:

(1)

واجزم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بإن: جار ومجرور متعلق باجزم. ومن، وما، ومهما، أي، متى، أيان، أين، إذما: كلهن معطوفات على (إن) بعاطف مقدر في بعضهن ومذكور في الباقي.

(2)

وحيثما، أنى: معطوفان على (إن) في البيت السابق أيضًا. وحرف: خبر مقدم. إذما: قصد لفظه: مبتدأ مؤخر. كإن: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لحرف. وباقي: مبتدأ، وباقي مضاف، والأدوات: مضاف إليه. أسما: خبر المبتدأ، وقصره للضرورة، وأصله. أسماء: جمع اسم.

(3)

فعلين: مفعول مقدم على عامله وهو قوله: (يقتضين). يقتضين: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة العائدة على الأدوات السابقة، ونون النسوة: فاعل. شرط: مبتدأ، وساغ الابتداء به مع كونه نكرة؛ لوقوعه في معرض التفصيل. قدما: قدم: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى شرط، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. يتلو: فعل مضارع. الجزاء: فاعل يتلو، جوابًا: مفعول ثان تقدم على عامله وهو قوله: (وسم) الآتي. وسما: وسم: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى قوله: (الجزاء)، وهو المفعول الأول.

ص: 13

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ

وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ

(1)

وهذا بناء على أن (خليقة) اسم (يكن) عندهما.

وقد جرَّ بـ (من) الزائدة.

والصحيح: أن (مهما): مبتدأ، واسم (يكن): ضمير عائد عليها، و (مِن): بيانية.

وقال الزمخشري ما معناه: إن الضميرين لها، في قوله تعالى:{وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا} .

وقيل: الأولى أن يكون الضمير في بها راجعًا لآية.

والأخفش: أن الأصل (مه)، وزيدت عليها (ما).

والخليل: ركبت من (ما) الشرطية، وزيدت عليها (ما)، ثم أبدلت ألف (ما) الأولى هاء فحصل (مهما).

وقيل: بسيطة.

وصوبه في "القاموس".

وترد استفهامية؛ كقوله:

مَهْمَا لِيَ اللَّيْلَةَ مَهْمَا لِيَه؟

....................

(2)

(1)

التخريج: هذا البيت من الطويل وهو لزهير في ديوانه (ص 15)، وهو في المغني (ص 323 - 330)، وشرح شواهده (ص 386، 738، 743)، والهمع (2/ 35، 58)، والدرر (2/ 35، 74)، والأشموني (4/ 10).

الشاهد: قوله: (مهما تكن) حيث يستدل بعض النحاة بهذا البيت على أن: مهما حرف؛ إذ لا محل لها من الإعراب، ولم يعد عليها ضمير.

وردوا كلامه بأنها: إما خبر للفعل الناقص (تكن)، و (خليقة): اسمه، و (من): زائدة.

وإما مبتدأ. واسم تكن: ضمير يعود على مهما، و (عند امرئ): خبر تكن.

وكل ما سبق هو على اعتبار (تكن) ناقصة، أما على اعتبارها -تامة- فـ (مهما): مبتدأ، والضمير المستتر في الفعل (تكن): هو فاعله، و (عند امرئ): ظرف لغو، متعلق بالفعل (تكن) التام، و (مِن) بيان لمهما على وجهي اعتباره مبتدأ.

(2)

التخريج: صدر بيت من السريع، وعجزه: أَوْدَى بِنَعْلَيَّ وَسِرْبَالِيَهْ

وهو لعمرو بن ملقط في الأزهية ص 256، وأمالي ابن الحاجب ص 658، وخزانة الأدب 9/ 18، 19، 23، والدرر 5/ 3، وشرح شواهد المغني ص 330، 724، والمقاصد النحوية 2/ 458،

ص: 14

فهي: مبتدأ، والمجرور بعدها خبر.

وقيل: (مه) اسم فعل، ثم استأنف ما لي الليلة؟

ويقع كل من هذه الأدوات:

مبتدأ كما ذكر، ومفعولا.

فتكون مبتدأ: إذا عمل الفعل الذي بعده في ضميرٍ يعود عليه؛ نحو: (من يكرمني أكرمه)، و (ما يعجبك يعجبني)، و (مهما حصل كفى)، فكل منها: اسم شرط مبتدأ في محل رفع، والخبر: فعل الشرط على الأصح.

وقيل: هو والجواب معًا؛ لأن الكلام لا يتم إلا بالجواب.

وقال مكي: الجواب هو الخبر، قال في قوله تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} ، (مَن): شرط رفع بالابتداء، و (فله): الجواب، وهو الخبر. انتهى.

وتكون مفعولا: إذا عمل الفعل الذي بعده فيه؛ نحو: (من تضرب أضرب)، و (ما تفعل أفعل)، و (مهما تفعل أفعل)، فعمل في الفعل الجزم، وعمل فيه الفعل النصب، فهو عامل معمولٌ.

* والظرف: (متى)، و (أيان)، و (أين)، و (أنى)، و (حيثما)، و (أي):

ونوادر أبي زيد ص 62، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 51، 611، وخزانة الأدب 9/ 524، ولسان العرب 13/ 543 (مهه)، وهمع الهوامع 2/ 58.

اللغة: أودى الشيءُ: هلك، وهوى؛ وأودى به: أهلكه، وأضَلَّه. السربال: القميص، وقيل: الدرع.

المعنى: يستغرب الشاعر، ويستعظم ما حَلَّ به هذا اليوم حتى زلَّت قدمه وهَوَى في الهاوية.

الإعراب: مهما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لي: جار ومجرور متعلقان بالخبر. الليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بالخبر المحذوف. مهما ليه: مثل الأولى، وأما الهاء: فهي هاء السكت. أودى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. بنعليَّ: الباء: حرف جر، نعليَّ: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى، وياء المتكلم: مضاف إليه. والجار والمجرور متعلقان بالفعل أودى. وسرباليه: الواو: حرف عطف، سرباليه: معطوف على نعليّ مجرور مثله، وعلامة جره الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، وياء المتكلم: مضاف إليه، والهاء: للسكت.

وجملة (مهما لي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (مهما ليه): توكيد للأولى. وجملة (أودى بنعليَّ): استئنافية لا محل لها من الإعراب.

والشاهد فيه: أنّ (مهما) فيه اسم استفهام بمعنى ما.

ص: 15

وفي (أي) تفصيل يأتي.

- فـ (متى)، و (إيان) ظرفا زمان.

- و (أين)، و (أنى)، و (حيثما) ظروف مكان.

فتقول: (متى تخرج أخرج)، و (أيان تذهب أذهب)، و (أين تجلس أجلس)، و (أنى تذهب تصب خيرًا)، و (حيثما تستقم تفلح)، فكل منها في محل نصب على الظرفية، وهو عامل معمول كما سبق.

* ولـ (أنى) معان غير الشرط، فرادفت (متى)، و (كيف)، و (مِن أين):

فالأول: {قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} .

والثاني: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .

والثالث: {أَنَّى لَكِ هَذَا} .

* وأما (أي): فتضاف لظرف الزمان أو لظرف المكان أو لغير ذلك.

فإن أضيفت لظرف الزمان .. كانت ظرف زمان؛ نحو: (أيَّ وقت تقم أقم).

وإن أضيفت لظرف مكان .. كانت ظرف مكان؛ نحو: (أيَّ مكان تجلس أجس)، فهي منصوبة في المثالين على الظرفيَّة، عاملة معمولة كما سبق.

وإن أضيفت لما لا يدل على زمان ولا مكان .. عريت عن الظرفية؛ نحو: (أيَّهم تضرب أضرب) فهي هنا منصوبة على المفعولية المحضة.

* وتجرد من الإضافة .. فتنون، وتنصب أو ترفع؛ سواء كانت معها (ما) أو لا:

فهى مفعول في نحو: (أيًّا تضرب أضرب)، وفي القرآن:{أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} .

ومبتدأ في نحو: (أيٌّ يكرمني أكرمه)، و (أيَّةٌ تكرمني أكرمها).

* فإن عمل فيها الفعل بعدها .. كانت مفعولًا.

* وإن رفع ضميرًا يعود عليها .. كانت مبتدأ كما سبق في (مَن)، و (ما)، و (مهما).

* وإذا صحبتها (ما) .. فالأجود أن تكون (ما) متوسطة بينها وبين المضاف إليه؛ كقوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} ، فـ (أي): منصوب بقضيت،

ص: 16

و (ما): صلة للتوكيد.

وقال ابن كيسان: نكرة مضاف إليه، و (الأجلين): بدل منها، و (أي) شرطية، وجوابها:(فلا عدوان)، وكان رحمه الله لا يجعل في القرآن شيئًا زائدًا.

* ويجوز أن تتأخر (ما) عن المضاف إليه، كقراءة ابن مسعود:(أي الأجلين ما قضيت).

* ويجوز زيادة (ما) مع (إن)، و (متى)، و (أين)، و (أيان)، قال الشاعر:

متى ما تَلْقَني فَرْدَيْن تَرْجُفْ

.................

(1)

وقال آخر:

(1)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: رَوَانِق أَلْيَتَيْكَ وَتُسْتَطَارا

وهو لعنترة في ديوانه ص 234، وخزانة الأدب 4/ 297، 7/ 507، 514، 553، 8/ 22، والدرر 5/ 94، وشرح شواهد الشافية ص 505، وشرح عمدة الحافظ ص 460، ولسان العرب 4/ 513 (طير)، 14/ 43 (ألا)، 231 (خصا)، والمقاصد النحويَّة 3/ 174، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 191، وأمالي ابن الحاجب 1/ 451، وشرح الأشموني 3/ 579، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 301، ولسان العرب 9/ 127 (رنف)، وهمع الهوامع 2/ 63.

اللغة: فردين: منفردين. ترجف: تضطرب.

المعنى: يهجو الشاعر عمارة بن زياد، وكان يحسد عنترة ويقول لقومه: إنكم أكثرتم من ذكره، والله لوددت أني لقيته خاليًا حتى أعلمكم أنّه عبد، وكان عمارة جوادًا كثير الإبل، مضيعًا لماله مع جوده، وكان عنترة لا يكاد يمسك إبلا إلّا ويعطيها إخوته، ويقسمها، فبلغه ما قال عمارة؛ فقال فيه: إذا التقينا منفردين ترتعد فرائصك، وترتجف أليتيك، وتكادان تطيران من الخوف.

الإعراب: متى: اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول فيه، متعلق بالجواب. ما: زائدة. تلقني: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. فردين: حال منصوبة بالياء لأنّها مثنَّى. ترجف: فعل مضارع مجزوم لأنّه جواب الشرط. روانف: فاعل مرفوع، وهو مضاف. أليتيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. وتستطارا: الواو: حرف عطف، تستطارا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، مبني للمجهول، والألف: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل؛ ويجوز أنّ يكون مبنيًّا على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا، والأصل: تستطارن.

الشاهد: قوله: (متى ما تلقني) حيث زاد (ما) بين أداة الشرط (متى) وفعل الشرط (تلقني)، وهذا جائز.

ص: 17

...........

فَأَيَّانَ مَا تَعْدِلْ بِهَا الرِّيحُ تَنْزِلِ

(1)

وإن صحت هذه الرواية .. يدخله الثلم

(2)

بالمثلثة.

وأجازه الكوفيون مع (مَن)، و (مَا)، و (أنى).

* وهي مع (إذ) و (حيث) زائدة لازمة، إذ كلاهما لازم الإضافة للجمل، فلما حول إلى الشرط .. زيدت ما عوض عن الجملة.

وبعضهم: يسميها كافة؛ لأنها كفتها عن الإضافة.

* والحرف (إن)، و (إذما) عاملان في فعل الشرط ولا يعمل فيهما شيء كسائر الحروف.

والمبرد وابن السراج والفارسي: (إذما): ظرف زمان.

والصحيح: ما تقدم، كما قال:(وحرف إذما كإن)؛ لأنها لما ركبت مع (ما) .. صارت جزء كلمة، وخرجت عن دلالتها على الزمان.

* والكوفيون: يلحقون (كيفما) بأدوات الشرط.

قال المصنف في "الكافية": وعدم الاعتداد بها في أدوات الشرط: هو المذهب الصحيح. انتهى.

قيل: وهي في نحو: (كما تكونوا .. يول عليكم)، واختصرت بحذف الياء والفاء.

* وأجاز الفراء: الجزم بـ (حيثما)، و (إذما) مجردين من (ما).

* وقد أعملت (إذا) حملًا على (متى)؛ لكن في الشعر كقوله:

..................

وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ

(3)

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: إذا النعجة العجفاء كانت بقفرة

وهو لأُميّة بن أبي عائذ، شرح أشعار الهذليّين 2/ 526، وشرح عمدة الحافظ 1/ 363، وشرح قطر النّدى 97، والهمع 4/ 341، والأشمونيّ 4/ 10، والدّرر 5/ 95.

والشّاهدُ فيه: (فأيّان ما تعدل) حيث زاد (ما) بين أداة الشرط (أيان) وفعل الشرط (تعدل)، وهذا جائز.

(2)

الثلم: هو حذف فاء (فعولن) فَيبقى (عولن) فينقل فِي التقطيع إِلَى (فعلن).

(3)

التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: واستغْنِ ما أغْنَاكَ رَبُّك بالغِنَى

ص: 18

وقول الآخر:

.....................

وكان إذا ما يَسْلُلِ السيفَ يَضرِبِ

(1)

من قصيدة طويلة، لعبد قيس بن خفاف، وهو شاعر جاهلي، وقد ذكرها العيني، وانظرها في المفضليات للضبي (3/ 1555) بشرح التبريزي، تحقيق فخر الدين قباوة، وانظر بيت الشاهد في شرح التصريح (1/ 208) وشرح شواهد المغني (271)، واللسان (كرب)، وشرح الأشموني (1/ 265)، والقصيدة من عيون الشعر العربي، وهي بتمامها:

أبُنَيّ إن أبَاكَ كارِبُ يَوْمِه

فإذا دُعيتَ إلى المكَارِمِ فاعْجَلِ

أُوصِيكَ إيصَاءَ امرئٍ لَكَ ناصحٍ

طبن بريبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّل

اللَّه فاتّقِهِ وأوْفِ بنذْرِهِ

وإذا حلفْتَ مُمَارِيًا فتحلَّلِ

والضيفَ اكْرِمْهُ فإنَّ مَبِيتَهُ

حَق ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ

واعلم بأنَّ الضيفَ مُخبِرُ أَهْلِه

بمَبيتِ لَيلَتهِ وإنْ لَم يُسْألِ

وَدَع القوارصَ للصديقِ وغَيرهُ

كَيلَا يَرَوْكَ من اللَّئامِ العُزّلِ

وَصِلِ الموُاصِل ما صَفَا لَكَ وُدُّهُ

واحْذَرْ حِبال الخائنِ المتبذِّلِ

واتْرُكْ مَحل السوء لا تحلُلْ بِهِ

وإذَا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتحوَّلِ

دَارُ الهَوانِ لِمَنْ رَآهَا دَارَهُ

أَفَراحِلٌ عَنْهَا كمن لَم يَرْحَلِ؟

وإذَا هَمَمْتَ بأمْرِ شَرّ فَاتَّئِدْ

وإذَا هَمَمْتَ بأمْرِ خَيرٍ فافْعَلِ

وإذَا أَتَتْكَ من العدِّو قَوارصٌ

فاقْرصْ كَذَاك ولا تَقُلْ لَم أَفْعَلِ

وإذا افتقرْتَ فلا تكُنْ مُتَخشِّعًا

تَرجُو الفواضِل عند غيرِ المفضِلِ

وإذا لَقَيتَ القومَ فَاضْرِبْ فيهمُ

حَتَّى يَرَوْك طِلاءَ أجْرَبَ مُهْمَلِ

واستغْنِ ما أغْنَاكَ رَبُّك بالغِنَى

وإذْا تُصْبكَ خصَاصةٌ فتجمَّلِ

واسْتَأْنِ حِلْمَك في أُمُورِكَ كلِّها

وإذا عَزَمْتَ علَى الهَوى فَتَوكّلِ

وإذَا لَقيتَ الباهِشِينَ إلى النَّدى

غُبْرًا أكُفُّهُمُ بِقَاع مُمْحِلِ

فَأَعنْهُمْ وايسِرْ بما يَسَّرُوا بِهِ

وإذا هُمُو نَزَلُوا بِضنْكٍ فانْزِلِ

الشاهد: قوله: (وإذا تصبك خصاصة فتجمل) حيث أعمل (إذا) عمل (إذما) فجزم بها فعلين، وهذا خاص بالشعر.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فَقَامَ أَبُو لَيْلى إِلَيه ابن ظَالِم

وهو للفرزدق في ديوانه 1/ 21، وخزانة الأدب 7/ 77، وشرح المفصل 8/ 134.

ص: 19

فهي ظرف مضاف لما بعده، والجملة بعدها: في محل جر مضاف إليه، وجوابها: كجواب غيرها من أدوات الشرط، فيجزم لفظًا إن كان مضارعًا، ومحلًا إن كان ماضيًا.

أما إن قلت في النثر: (إذا جاء زيد أكرمه) فهي ظرف مضاف كما ذكر، ولا محل لجوابها حينئذ، وهو مرفوع؛ لأنها لا تعمل نثرًا كما ذكر.

- والكثير وقوع المستقبل بعدها.

- وقد تخرج عنه، وجعل منه قوله تعالى:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ؛ لأن الآية نزلت بعد رؤيتهم وانفضاضهم.

- وقد تجرد من معنى الشرط وتتمحض للظرفية؛ كقوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} ، {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} .

ولو كانت شرطية .. لقيل: (فهم ينتصرون)، (فهم يغفرون) كما سيأتي بيانه.

فهي في الأول: ظرف لـ (يغشى).

وفي الثاني والثالث: ظرف للفعل الواقع خبرًا عن (هم).

اللغة والمعنى: سلّ السيف: سحبه من غمده.

الإعراب: فقام: الفاء: بحسب ما قبلها، قام: فعل ماضٍ مبني على الفتح. أبو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. ليلى: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف للتعذر. إليه: جارّ ومجرور متعلّقان بـ (قام). ابنُ: بدل من أبو مرفوع بالضمّة، وهو مضاف. ظالم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وكان: الواو: للاستئناف، كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح، واسمه ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، إذا: ظرف زمان متضمّن معنى الشرط مبني في محلّ نصب مفعول فيه متعلق بجوابه (يضرب). ما: زائدة. يسلل: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وحرّك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، السيف: مفعول به منصوب بالفتحة. يضرب: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وحرّك بالكسرة لضرورة القافية، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو.

وجملة (فقام أبو ليلى): بحسب الفاء. وجملة (كان إذا): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

والجملة الشرطية في محل نصب خبر كان. وجملة (يسلل): في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة (يضرب): جواب شرط غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب.

والشاهد فيه قوله: (إذا ما يسللِ السيف يضربِ) حيث جزم بـ (إذا) فعلي الشرط، وهذا غير جائز في غير الشعر.

ص: 20