الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنه في القرآن: {نَارًا تَلَظَّى} ، {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} .
وقول الشاعر:
أَلم تَرَ أَنِّي كُلَّمَا جِئْتُ زَائِرًا
…
وَجَدتُ بِهَا طِيبًا وَإِن لَم تَطيَّبِ
(1)
أصله: (تتطيب).
والبصريون: أن المحذوفة الثانية.
وهشام: الأولى.
وإذا لم تحذف إحداهما .. جاز إدغام الثانية في الحرف الذي بعدها إن كانت مما يدغم في ذلك الحرف؛ نحو: (تذكَّرون)، أصله:(تتذَكّرون)، فأدغمت التاء في الذال.
و (تَساقَط) أصله: (تَتَساقط).
وقد يكون الحرف المدغم إحدى النونين؛ قرأ ابن عامر: و (كذلك نُجِّي المؤمنين) بالتشديد ونون واحدة.
فقيل: أصله: (نُنَجِّي) بفتح الثانية وتشديد الجيم فحذفت هذه الثانية التي هي فاء الكلمة.
وقيل: أصله: (نُنْجي) بسكون الثانية فأدغمت في الجيم.
تنبيه:
أدغم الكسائي اللام فيما بعدها في: (هَل ثُّوِّبَ الكفار ما كانوا يفعلون)، (بَل تُّؤثرون الحياة الدنيا)، (هل تَّنقِمون)، (بل تَّأتيهم)، (هل نَّحن)، (بل نَّتبع)، (بل زَّيَّن)، (بل سَّوَّلت)، (بل ضَّلوا)، (بل طَّبع)، (بل ظَّننتم)؛ نحو:(هَثُّوِّبَ)(بَتُّؤثرون)
…
إلى آخره.
وأدغمت في الراء في قول الشاعر:
(1)
التخريج: تقدم إعرابه وشرحه.
والشاهد هنا قوله: (تطيب)؛ حيث حذف منه التاء، وأصله:(تتطيب)، وذلك جائز فرارًا من توالي الأمثال.
عَافَتِ المَاءَ فِي الشِّتَاءِ فَقُلنَا
…
بَرِّدِيهِ تُصَادِفِيهِ سَخِينَا
(1)
الأصل: (بل رديه) من: (ورد الماء وِوْدًا).
وأدغمت الدال أيضًا فيما بعدها، في:(ولقد ذَّرأنا)، و (لقد زَّينا)، (قد سمع الله)، (قد شَّغفها)، و (لقد صَّدق)، (قد ضَّلوا)، (لقد ظَّلمك).
وأدغمت التاء فيما بعدهما في: (بعدت ثَّمود)، (نضجِت جُّلودهم)، (خبت زِّدناهم)، (أنبتت سَّبع سنابل)، (لهدمت صَّوامع).
وقرأ أبو بكر: (يغفِر لَّكم)، بإدغام الراء فى اللام.
وتوقف أبو الفتح: في هذا الأخير.
وفي كلامهم: (هَشَّيءٌ؟) بمعنى: (هل شيء؟)، و (هتَّعيني؟) بمعنى:(هل تعني؟).
وقولهم: أدغمت التاء في السين، والنون في الجيم، ونحو ذلك، إنما هو بعد القلب فانقلبَت مثلًا التاء من جنس ذلك الحرف الذي تدغم هي فيه، ثم تدغم النون جيمًا، ثم تدغم، وكذا إلى آخره.
قال الجاربردي رحمه الله: ويكون الإدغام في المثلين والمتقاربين لكن بعد أن يصيرا مثلين؛ ليمكن الإدغام. انتهى.
واللَّه الموفق
ص:
996 -
وَفُكَّ حَيْثُ مُدْغَمٌ فِيهِ سَكَنْ
…
لِكَوْنِهِ بِمُضْمَرِ الرَّفع اقْتَرَانْ
(2)
(1)
تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا قوله:(بَرديه)؛ حيث أدغم اللام في الراء، وأصله:(بل رديه)، وهو مما يلغز به.
(2)
وفُكَّ: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. حيثُ: ظرف مكان متعلق بفُكَّ. مدغمٌ: مبتدأ، وسوغ الابتداء به -مع أنه نكرة- عمله فيما بعده. فيه: جار ومجرور متعلق بمدغم على أنه نائب فاعل له لكونه اسم مفعول. سِكَن: فعل ماض، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى مدغم الواقع مبتدأ، والجملة من سكن وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر: في محل جر بإضافة حيث إليها. لكونه: الجار والمجرور متعلق بفُكَّ، وكون: مضاف، والهاء: مضاف إليه من إضافة السكون الناقص إلى اسمه. بمضمر: جار ومجرور متعلق باقترن الآتي، ومضمر: مضاف، والرفع: مضاف إليه. اقترن: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه، والجملة في محل نصب خبر الكون الناقص.