الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوَقْف
ص:
881 -
تَنْوِيًا اثْرَ فَتْحٍ اجْعَلْ أَلِفَا
…
وَقْفًا وَتِلْوَ غَيْرِ فَتْحٍ احْذِفَا
(1)
ش:
الوقف لغة: الوقوف عن العمل.
واصطلاحًا: قطع الكلمة عما بعدها.
* فالمنون: كـ (زيد) يبدل تنوينه في النصب ألفًا وقفًا؛ كـ (رأيت زيدا)، ويحذف من غير عوض رفعًا رجرًّا؛ كـ (جاء زيدْ)، و (مررت بزيدْ) بسكون الدال، فبعد الفتحة تبدل ألفًا، وبعد غير الفتح تحذف.
والتنوين بعد فتحة البناء كالتنوين بعد فتحة الإعراب، فتقول:(أَيْهَا)، و (وَيْها) بإبدال التنوين ألفًا، وهذه هي اللغة الفصحى.
وربيعة: بحذف التنوين، وتسكن ما قبله حتى في حالة النصب، فيقولون:(رأيت زيدْ).
وأزد: يبدلون التنوين من جنس الحركة التي قبله فتكون واوًا بعد الضمة، وألفًا بعد الفتحة، وياء بعد الكسرة؛ كـ (جاء زيدو)، و (رأيت زيدًا)، و (مررت بزيدي).
قال في "الكافية"
(2)
:
والأَزدُ مَدًّا تُبدِلُ التَّنوِينَ مِن
…
جِنْسِ التَّحَرُّكِ الَّذِي بِهِ قُرِن
(1)
تنوينًا: مفعول أول لقوله: (اجعل) الآتي. إثر: ظرف متعلق باجعل، وإثر: مضاف، وفتح: مضاف إليه. اجعل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ألفًا: مفعول ثان لاجعل. وقفًا: مفعول لأجله، أو منصوب بنزع الخافض، أو حال من فاعل (اجعل) بتأويل واقف. وتلو: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: (احذفا) الآتي- وتلو: مضاف، وغير: مضاف إليه، وغير: مضاف، وفتح: مضاف إليه. احذفا: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
(2)
انظر شرح الكافية الشافية 4/ 1979.
تنبيه:
• يبدل التنوين ألفًا بعد الفتحة في المختوم بالتاء؛ كـ (رأيت قائمة) و (مسلمة)، بل يوقف على الهاء كما سيأتي.
• وربما أبدل ألفًا؛ نحو: (رأيت قائمتا) و (مسلمتا)، كما في:(رأيت زيدا).
* واختلف في الوقف على المقصور المنون؛ كـ (فتًى) و (عصًى).
فسيبويه: أنه يجرى مجرى الصحيح، فيحذف تنوينه من غير عوض في الرفع والجر؛ كـ (جاء فتى)، و (مررت بفتى) بإثبات الألف الأصلية التي هي لام الكلمة، كما تقول:(جاء زيد)، و (مررت بزيد)، ويبدل تنوينه ألفًا في النصب، كما في:(رأيت زيدا) فيلتقي ساكنان، لام الكلمة والألف المبدلة من التنوين، فتحذف السابقة التي هي لام الكلمة؛ نحو:(رأيت فتا) بألف مبدلة من التنوين، فوزنه في حالة النصب (فعًا).
وأبو عثمان محمد المازني: أن الألف الثانية في الوقف بدل من التنوين في الأحوال الثلاث.
وأبو عمرو والكسائي والسيرافي والمصنف: أن التنوين يحذف من غير عوض في الأحوال الثلاث، ويوقف على الألف التي هي لام الكلمة.
* أما المقصور غير المنون. . فحكمه في الوقف حكمه في الوصل:
فتثبت ألفه مطلقًا؛ كـ (رأيت حبلى) في النصب وغيره.
وقد تحذف ضرورة؛ كقوله:
. . . . . . . . . . . . . .
…
رَهْطُ ابْنِ مَرحُومٍ وَرَهطُ ابْنِ المُعَلّ
(1)
(1)
عجز بيت من الرمل، وصدره: وَقَبيلٌ مِنْ لُكَيْزٍ شَاهِدٌ
وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ص 199، والأشباه والنظائر 1/ 272 والخصائص 2/ 293، والدرر 6/ 245، وشرح شواهد الإيضاح ص 320، وشرح شواهد الشافية ص 207، والكتاب 4/ 188، ولسان العرب 12/ 229 (رجم)، والمقاصد النحوية 4/ 548، والممتع في التصريف 2/ 622، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 466، والدرر 6/ 298، ورصف المباني ص 36، وسرّ صناعة الإعراب 2/ 522، 728، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 285، 303، 308، والمحتسب 1/ 342، والمقرب 2/ 29، وهمع الهوامع 2/ 157، وتاج العروس (رجم).
الشاهد: قوله: (المعلّ) حيث حذف ألف (المعلى) وقفًا للضرورة.
يريد: (المعلى).
وبعض قيس وفزارة: يبدلون الألف من المقصور ياء.
وبعض طيء: يقلبها واوًا.
وبعضهم: يقلبها همزة، فيقال في (أفعى):(هذه أفعي) بياء ساكنة، و (أفعوْ) بواو ساكنة، و (أفعاء) بهمزة.
وفي "سر الصناعة": حكى سيبويه: (هذه حُبلاء) بهمزة، يريد:(حُبلى).
وحكاه أيضًا في غير المقصور؛ نحو: (رأيت وَجُلاء) بهمزة، يريد:(رجلًا)، و (هو يضربُهَاء) بهمزة كذلك.
وشذ قلب الألف هماء في المبني؛ كقولهم في شعرٍ: (من هنا ومن هُنَه).
واللَّه الموفق
ص:
882 -
وَاحْذِفْ لِوَقْفٍ فِي سِوَى اضْطِرَارِ
…
صِلَةَ غَيْرِ الفَتْحِ فِي الإِضْمَار
(1)
ش:
• يجب حذف صلة الضمة والكسرة مع المضمر وقفًا؛ كـ (رأيتهْ)، و (مررت بهْ) بسكون الهاء.
• ولا تحذف صلة الفتحة، فتقول:(رأيتهَا)، و (مررت بهَا).
• وتثبت صلة الضمة الكسرة في الضرورة؛ كقوله:
وَمَهْمَةٍ مُغْبَرَّةٌ أَرْجَاؤُهُ
…
كأنَّ لَونَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ
(2)
(1)
واحذف: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لوقف، في سوى: جاران ومجروران متعلقان باحذف، وسوى: مضاف، واضطرار: مضاف إليه. صلة: مفعول به لاحذف، وصلة: مضاف، وغير: مضاف إليه، وغير: مضاف، والفتح: مضاف إليه. في الإضمار: جار ومجرور متعلق بصلة.
(2)
التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص 3، والأشباه والنظائر 2/ 296، وخزانة الأدب 6/ 458، وشرح شواهد المغني 2/ 971، ولسان العرب 15/ 98 (عمي)، ومعاهد التنصيص 1/ 178، ومغني اللبيب 2/ 695، والمقاصد النحوية 4/ 557، وتاج العروس 9/ 89، (كبد)، (عمى)،=
وقول الآخر:
تَجاوَزْتُ هِنْدًا رَغْبَةً عن قِتالِهِ
…
. . . . . . . . . . . . . .
(1)
و (المَهمَه): المفازة، و (الأرجاء): الجوانب، و (هند): في الشاهد الثاني المراد به رجل على طريقة الاستهزاء، ولهذا قال:(عن قتاله).
= وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 216، والإنصاف 1/ 377، وأوضح المسالك 4/ 342، وجواهر الأدب ص 164، وسر صناعة الإعراب 2/ 636، 637، وشرح شذور الذهب ص 320، وشرح المفصل 2/ 118، والصاحبي في فقه اللغة ص 202.
اللغة: مهمه: هو المفازة البعيدة التي يشق السير فيها، والبلد القفر، قيل: سميت بذلك؛ لأن سالكها يقول لرفقته: (مَه مَه)، أي: كف عن الكلام، مغبرة: كثر فيها الغبار، وهو التراب، أرجاؤه: نواحيه، جمع (رجا) بالقصر، وهي الناحية.
المعنى: أن هذا المهمه قد عمه الغبار وانتشر فيه، وارتفع غباره كأن لون سمائه من الغبار لون أرضه، فحذف المضاف، وقلب التشبيه للمبالغة.
الإعراب: ومهمه: الواو واو رب، مهمه: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع منها حرف الجر الشبيه بالزائد. مغبرة: خبر مرفوع بالضمة. أرجاؤه: فاعل بمغبرة ومضاف إليه. كأن: حرف تشبيه نصب. لون أرضه: لون اسم كأن، وأرضه مضاف إليه. سماؤه: خبر كأن ومضاف إليه.
الشاهد: في (أرجاؤه، وسماؤه)؛ فقد أثبت في كل منهما الواو التي هي صلة الضمير المضموم في الوقف، وذلك لضرورة الشعر، والكثير: حذف الصلة، والوقف بالسكون.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إلى مالِكٍ أَعْشو إلى ضَوْءِ نارِه
وهو بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 339، والمقاصد النحوية 4/ 558.
اللغة. رغب عن الشيء: مال عنه. عشا النار: رآها ليلًا فقصدها. هند: علم رجل.
المعنى: يقول: لقد اجتزت هذا الرجل تحاشيًا لقتاله إلى مالك كريم مضياف.
الإعراب: تجاوزت: فعل ماضٍ، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. هندًا: مفعول به منصوب. رغبة: مفعول لأجله منصوب. عن قتاله: جار ومجرور متعلّقان بـ (رغبة)، وهو مضاف، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. إلى مالك: جار ومجرور متعلّقان بـ (تجاوزت). أعشو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: أنا. إلى ضوء: جار ومجرور متعلّقان بـ (أعشو)، وهو مضاف. ناره: مضاف إليه مجرور، وهو: مضاف، والهاء: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة (تجاوزت): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (أعشو): في محلّ جرّ نعت مالك.
والشاهد فيه: (عن قتالهِ)؛ فقد أثبت فيه الكسرة وقفًا، وذلك لضرورة الشعر، والكثير: حذف الصلة، والوقف بالسكون.
• فإن كان ما قبل المضمر ساكنًا. . جاز أن تقول في الوقف: (منهُ)، و (منهو)، و (عليه)، و (عليهي)، ونحو:(لم يدعه)، و (لم يدعهو)؛ فإن شئت تقف على الضمة أو تشبع، قاله الشاطبي رحمه اللَّه تعالى.
واللَّه الموفق
ص:
883 -
وأَشْبَهَتْ إِذًا مُنَوَّنًا نُصِبْ
…
فَأَلِفًا فِي الوَقْفِ نُوْنُهَا قُلِبْ
(1)
ش:
(إذًا) المعدودة في النواصب شبيوها في الوقف بالمنون المنصوب؛ كـ (زيد) فتبدل نونها ألفًا.
والمبرد والمازني: أنه يوقف عليها بالنون، واختاره ابن عصفور.
وقوله: (إذًا): فاعل، بقوله:(أشبهت)، و (منونًا): مفعول.
واللَّه الموفق
ص:
884 -
وَحَذْفُ يَا المَنْقُوْصِ ذِي التَّنْوِيْنِ مَا
…
لَمْ يُنْصَبَ أَوْلَى مِنْ ثُبُوْتٍ فَاعْلَمَا
(2)
(1)
أشبهت: أشبه: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. إذًا: فاعل أشبه. منونًا: مفعول به لأشبه. نصب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى منون، والجملة من نصب ونائب فاعله المستتر فيه: في محل نصب نعت لقوله: (منونا) السابق. فألفًا: مفعول ثان تقدم على عامله -وهو قوله: (قلب) الآتي-. في الوقف: جار ومجرور متعلق بقلب. نونها: نون: مبتدأ، ونون: مضاف، وها: مضاف إليه. قلب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل -وهو المفعول الأول- ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (نون) الواقع مبتدأ، والجملة من قلب ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
(2)
وحذف: مبتدأ، وحذف: مضاف، ويا: قصر للضرورة: مضاف إليه، ويا: مضاف، والمنقوص: مضاف إليه. ذي: نعت للمنقوص، وذي: مضاف، والتنوين: مضاف إليه. ما: مصدرية ظرفية. لم: نافية جازمة. يُنصَبَ: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، والفتحة ملقاة على الباء من الهمزة في قوله:(أَولى)، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو. أولى: خبر المبتدأ. من ثبوت: جار ومجرور متعلق بأولى. فاعلما: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
ش:
• الأولى في الوقف على المنقوص المنون أن تحذف ياؤه رفعًا وجرًا؛ نحو: (جاء قاضْ)، و (مررت بقاضْ) بسكون الضاد، فتقرأ:(ما عندكم ينفد وما عند اللَّه باقْ)، (وما لكم من دونه من والْ)(ولكل قوم هادْ).
ويجوز إثباتها كقراءة ابن كثير: (وما عند اللَّه باقي) بالإثبات في الثلاثة.
• ويبدل تنوينه ألفًا في حالة النصب؛ كـ (رأيت قاضيًا).
• واختلف في مد المنقوص وقفًا:
فالخليل: على إثبات الياء؛ نحو: (يا قاضي).
واختار حذفها سيبويه ويونس؛ نحو: (يا قاضْ) بسكون الضاد.
واللَّه الموفق.
ص:
885 -
وَغَيْرُ ذِي التَّنْوِيْنِ بِالْعَكْسِ وَفِي
…
نَحْوِ مُرٍ لُزُوْمُ رَدِّ اليَا اقْتُفِي
(1)
ش:
المنقوص غير المنون: عكس المنقوص المنون، فالأولى فيه إثبات الياء رفعًا وجرًا؛ كـ (جاء القاضي)، و (مررت بالقاضي).
وول قرأ ابن كثير: (وهو الكبير المتعالي) وقفًا، وقرأ غيره بالحذف.
وتثبت ياء المنصوب ساكنة؛ كـ (رأيت القاضي)؛ إذ لا يوقف على متحرك.
وقوله: (وَفِي نَحْوِ مُرٍ. . . إلى آخره) يشير به إلى أن المنقوص المحذوف العين يوقف عليه بإثبات الياء، فتقول في (مُرٍ): اسم فاعل من (أوى): (هذا مُريْ)، و (مررت بمُريْ)، و (رأيت مُريا) فتثبت ياء هذا لأن أصله (مرئي) بهمزة قبل الياء
(1)
وغير: مبتدأ، وغير: مضاف، وذي: مضاف إليه، وذي: مضاف، والتنوين: مضاف إليه. بالعكس: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. وفي نحو: جار ومجرور متعلق بقوله: (اقتفى) الآتي، ونحو: مضاف، ومُرٍ: مضاف إليه. لزومُ: مبتدأ، ولزوم: مضاف، ورد: مضاف إليه، ورد: مضاف، واليا: قصر للضرورة: مضاف إليه. اقتفى: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (لزوم رد) الواقع مبتدأ، والجملة من اقتفى ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
بوزن (مُكرِم) فنقلت كسرة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة، ثم عومل معاملة (قاضي).
فلو قيل في الوقف: (جاء مرْ) بإسكان الراء. . لكان إجحافًا به، فوجب رد الياء في الوقف جبرًا لما حذف منه.
وكذا لو سميت شخصًا (بيعي) أو (يلي) مما هو محذوف الفاء. . فتقول: (جاء يعيْ)، و (مررت بيعيْ ويليْ)، و (رأيت يعيا ويليا) وقفًا كما ذكر، وأصله:(يوعي)، و (يولي) كما سيأتي في محله.
واللَّه الموفق
ص:
886 -
وَغَيْرَ هَا التَّأْنِيْثِ مِنْ مُحَرَّكِ
…
سَكِّنْهُ أَوْ قِفْ رَائِمَ التَّحَرُّكِ
(1)
887 -
أَوِ اشْمِمِ الضَّمَّةَ أَوْ مُضعِفا
…
مَا لَيْسَ هَمْزًا أَوْ عَلِيْلًا إِنْ قَفَا
(2)
888 -
مُحَرَّكًا وَحَرَكَاتٍ انقُلَا
…
لِسَاكِنٍ تَحْرِيْكُهُ لَنْ يُحْظَلَا
(3)
(1)
وغيرَ: مفعول بفعل محذوف يفسره قوله: (سكِّنه) الآتي، والتقدير: وسكن غير هاء التأنيث، وغير: مضاف، وها: قصر للضرورة: مضاف إليه، وها: مضاف، والتأنيث: مضاف إليه. من محرك: جار ومجرور متعلق بسكِّنه. سنه: سكِّن: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء: مفعول به. أو: عاطفة. قف: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. رائم: حال من فاعل قف، ورائم: مضاف، والتحرك: مضاف إليه.
(2)
أو: عاطفة. اشمم: فعل أمر معطوف على (قف) في البيت السابق، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الضمة: مفعول به لأشمم. أو. عاطفة. قف: فعل أمر معطوف على أشمم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. مُضعِفا: حال من الضمير المستتر في (قف)، وفي قوله:(مضعفًا) ضمير مستتر: فاعل. ما: اسم موصول: مفعول به لقوله: مضعفا. ليس: فعل ماض ناقص، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة. همزًا: خبر ليس، والجملة من ليس واسمه وخبره: لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. أو: عاطفة. عليلا: معطوف على قوله: همزًا. إن: شرطية. قَفَا: فعل ماض فعل الشرط، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (ما ليس همزًا)، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
(3)
محركًا: مفعول به لقوله: (قَفَا) في البيت السابق. وحركات: مفعول به تقدم عامله -وهو قوله: =
ش:
المحرك الخالي من تاء التأنيث يجوز فيه خمسة أوجه وقفًا:
الأول: السكون وهو الأصل؛ كـ (هذا رجلْ).
الثاني: أن يوقف عليه بـ (الروم)، كما قال:(أو قِفْ رَائِمَ التَّحَرُّكِ): وهو عبارة عن أن تشير للحركة بصوتٍ خفي، فتقول:(هذا رجل) وتشير إلى حركة اللام بذلك.
ومنع الفراء: الروم في الفتحة، وأكثر القراء على مذهبه.
الثالث: أن يوقف بـ (الإشمام): وهو عباوة عن أن المتكلم يضم شفتيه من غير تصويتٍ مشيرًا إلى الحركة بعد أن يسكن الحرف الأخير، قالوا: ولا يدركه إلا البصير وهو مختص بالضمة، كما قال:(أَوِ اشْمِمِ الضَّمَّةَ)؛ نحو: (هذا رجل)، و (جاء أحمد).
الرابع: أن يوقف بالتضعيف؛ لكن فى غير المهموز؛ كـ (رشاء)، و (خطاء)، والمعتل؛ كـ (القاضي)، و (يدعو)، و (يرمي) ونحو ذلك، فتقول:(جاء رجلّ) بتضعيف اللام، و (مررت برجلّ) كذلك.
وعن عاصم: التضعيف: في (مستطرّ) في سورة القمر.
وتقول: (هو يضربّ)، و (يقتلّ) بتشديد اللام كذلك، وهي لغة سعدية، وإليها أشار بقوله:(أَوْ قِفْ مُضِعِفًا مَا لَيْسَ هَمْزًا أَوْ عَلِيْلا).
ولا بد من كون الحرف الموقوف عليه هنا تاليًا لمحرَّك، كما قال:(إِنْ قَفَا مُحَرَّكًا) كما ذكر في الأمثلة، فيخرج نحو:(زيد)، و (عمرو).
وقوله: (وَحَرَكَاتٍ انْقُلا. . . إلى آخره) يشير به إلى الوجه الخامس: وهو أن
= (انقلا) الآتي-. انقلا. فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لساكن: جار ومجرور متعلق بقوله: انقلا. تحريكُه: تحريك: مبتدأ، وتحريك: مضاف، والهاء: مضاف إليه. لن: حرف نفي ونصب واستقبال. يُحظَلا: فعل مضارع مبني للمجهول، منصوب بلن، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (تحريكه)، والألف للإطلاق، والجملة من يحظل ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: في محل جر صفة لساكن.
يوقف بنقل الحركة إلى الساكن الصحيح؛ حرصًا على بيان الإعراب.
وفي نقل الفتحة خلاف يأتي، فتقول:(هذا بكُرْ) بنقل ضمة الراء إلى الكاف وتسكين الراء، و (هذا كلُبْ) بضم اللام وتسكين الباء، و (رأيت السقَفْ) بفتح القاف وتسكين الفاء.
وقرأ: (وتواصوا بالصبِرْ) بكسر الباء وتسكين الراء.
وقال الشاعر:
أَنَا ابْنُ مَاوِيَّةَ إِذَا جَدَّ النَّقُرْ
…
. . . . . . . . . . . .
(1)
بنقل ضمة الراء إلى القاف، وأصله:(النقْر) بسكون القاف
(2)
.
ونقلت ضمة الضمير إلى الباء الموحدة في قول الآخر:
عَجِبتُ وَالدَّهرُ كَثِيرٌ عَجَبُهْ
…
مِن عَنَزِيٍّ سَبَّنِي لَم أَضْرِبُهْ
(3)
(1)
صدر بيت من الرجز، وعجزه: وجاءت الخيل أثابي زُمَرْ
وهو لعبيد بن ماوية الطائي في لسان العرب 5/ 231 (نقر)، وله أو لبعض السعديين أو لفدكي بن عبد اللَّه في الدرر 6/ 300، وله أو لفدكي بن أعبد المنقري أو لبعض السعديين في المقاصد النحوية 4/ 559، ولبعض السعديين في شرح شواهد الإيضاح ص 359، والكتاب 4/ 173، والتنبيه والإيضاح 2/ 217، وتاج العروس 14/ 278 (نقر)، وبلا نسبة في لسان العرب 4/ 89 (تجر)، 10/ 63 (حلق)، وأسرار العربية ص 414، والإنصاف 2/ 732، وأوضح المسالك 4/ 346، وشرح التصريح 2/ 341، ومغني اللبيب 2/ 434، وهمع الهوامع 2/ 107، 208، والمخصص 1/ 81، 12/ 261، وتهذيب اللغة 4/ 202.
اللغة: قوله: (ماوية): هو اسم أمه. (جدّ): اشتد وتحقق (النقر): صويت باللسان تسكن به الفرس عند اضطرابها بالفارس.
الشاهد: قوله: (النقُر)؛ حيث نقل حركة الراء إلى القاف وقفًا.
(2)
في المخطوط: (الفاء) في الموضعين، (النفر)، والصواب أنها بالقاف كما قدمنا في لغة الشاهد.
(3)
التخريج: الرجز لزياد الأعجم في ديوانه ص 45، والدرر 6/ 303، وشرح شواهد الإيضاح ص 286، وشرح شواهد الشافية ص 261، والكتاب 4/ 180، ولسان العرب 12/ 554 (لمم)، وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب 1/ 389، وشرح الأشموني 3/ 753، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 322، وشرح عمدة الحافظ ص 974، والمحتسب 1/ 196، وهمع الهوامع 2/ 208.
والأصل: (لم أضربْهُ) بالجزم.
فخرج بـ (الساكن الصحيح): نحو: (باب)، و (عصفور)، و (قنديل)، و (يقول) فلا نقل فيها؛ لأن الألف لا تقبل الحركة، ولثقل الحركة في الواو والياء.
ولا يعمل في المدغم أيضًا؛ نحو: (جُلّ)، و (طَلّ): لأن نقله يستلزم فكه فلا تنقل الحركة إلا لحرفٍ ساكنٍ لن يخطل تحريكه؛ أي: لن يمنع.
فخرج: الساكن الذي لا يقبل التحريك لحرف اللين، والمدغم كما ذكر.
وعلم مما تقدم: أن ما قبل الآخر إن كان محركًا؛ كـ (جعفَر). . لا يوقف عليه بالنقل، وهذا إنما هو في غير لغة لخم، بالمعجمة.
وأما في لغة لخم. . فيجوز، قال شاعرهم:
مَن يَأْتَمِرْ لِلْخَيْرِ فِيْمَا قصَدُهُ
…
. . . . . . . . . . . . . .
(1)
= الإعراب: عجبت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. والدهر: الواو: حالية، والدهر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. كثير: خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة. عجبه: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو: مضاف، والهاء: ضمير متصل مبنيّ في محل جر بالإضافة. من عنزيّ: جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل عجب. سبني: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والنون: حرف وقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. لم: حرف نفي وجزم وقلب. أضرِبُه: فعل مضارع مجزوم تقديرًا منع من ظهور السكون عليه انتقال حركة الحرف الموقوف عليه إليه، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا.
وجملة (عجبت): ابتدائيّة لا محل لها من الإعراب. وجملة (الدهر كثير عجبه): حالية في محل نصب. وجملة (كثير عجبه): في محل رفع خبر لـ (الدهر). وجملة (سبني): في محل جرّ صفة لـ (عنزي). وجملة (لم أضربه): في محل جرّ صفة ثانية لـ (عنزي).
والشاهد فيه قوله (لم أضربُهْ) حيث وقف عليه، فنقل حركة الهاء، وهي الضمة، إلى ما قبلها، والأصل: لم أضربْهُ.
(1)
التخريج: صدر بيتَ من الرجز وعجزه: تُحْمَدْ مَسَاعِيْهِ وَيُعْلَمْ رَشَدُهْ
وهو بلا نسبة في الدرر 6/ 304، والمقاصد النحوية 4/ 552، وهمع الهوامع 2/ 208.
اللغة: ائتمر للخير: باشره. قصده: عزم على القيام به. الرشد: التعقل.
الإعراب: من: اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. يأتمر: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. للخير: جار ومجرور متعلقان بيأتمر.
بنقل ضمة الهاء إلى آخر الماضي.
قال في "الكافية"
(1)
:
وَلُغَةٌ لَخْمِيَّةٌ نَقلٌ إِلَى
…
مُحَرَّكٍ فِي الوَقْفِ فَاحْكِ المَثَلا
واللَّه الموفق
ص:
889 -
وَنْقْلُ فَتْحٍ مِنْ سِوَى المَهْمُوْزِ لَا
…
يَرَاهُ بَصْرِيٌّ وَكُوْفٍ نَقَلَا
(2)
ش:
يجوز عند الكوفيين نقل الضمة والفتحة والكسرة للساكن القابل للتحريك كما تقدم، وغير المهموز في ذلك كالمهموز عندهم.
= فيما: جار ومجرور متعلقان بيأتمر. قصده: فعل ماض، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. تحمد: فعل مضارع للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط. مساعيه: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. ويعلم: الواو: حرف عطف، يعلم فعل مضارع للمجهول مجزوم. رشده: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة (من يأتمر. . . تحمد مساعيه): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قصَدُه): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (تحمد مساعيه): جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا لا محل لها من الإعراب. وجملة (يعلم رشده): معطوفة على سابقتها. وجملة (يأتمر): جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. ومجموع جملتي الشرط والجواب: خبر المبتدأ (مَن) محله الرفع.
الشاهد فيه قوله: (قصده) حيث ضم الدال، والأصل فتحها، ولكنه لما وقف نقل حركة الهاء إلى الحرف الذي قبلها وهو الدال، على لغة لخم.
(1)
انظر شرح الكافية الشافية 4/ 1988.
(2)
ونقل: مبتدأ، ونقل: مضاف، وفتح: مضاف إليه. من سوى: جار ومجرور متعلق بنقل، وسوى: مضاف، والمهموز: مضاف إليه. لا: نافية. يراه: يرى: فعل مضارع. والهاء: مفعول به. بصري: فاعل يرى، وجملة الفعل المنفي الذي هو يرى وفاعله ومفعوله: في محل رفع خبر المبتدأ. وكوفٍ: بحذف ياء النسب للضرورة: مبتدأ. نقلا: نقل: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى كوفي، والألف للإطلاق، والجملة من الفعل الماضي الذي هو نقل وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
ولا ينقل البصريون الفتحة إلا في المهموز، فلا نقل عندهم في (رأيت العبد)؛ لأنه يؤدي إلى سقوط الألف من المفتوح المنون، فلو نقلت الفتحة في نحو:(رأيت عبدًا). . لحذفت الألف، وقلت:(رأيت عبَدْ) بفتح الباء وسكون الدال، وحمل غير المنون عليه.
وأجازوه في المهموز كما ذكر؛ لأن الهمز ثقيل؛ كـ (البُطْء): بضم الموحدة وسكون الطاء المهملة وهو نقيض السرعة، و (الخَبْء): بفتح الخاء المعجمة وسكون الموحدة بعدها همزة وهو ما خُبِئَ، و (الرِدْء): بكسر الراء وسكون المهملة بعدها همزة وهو المعين، وفي القرآن:{فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} .
فإن أردت النقل. . فتقول في الرفع: (هذا البُطُء) بنقل ضمة الهمزة للطاء، و (هذا الخَبُء) بنقل ضمة الهمزة للباء، و (هذا الرِّدُء) بنقل الضمة للدال.
وتقول في النصب: (رأيت البُطَأْ) بنقل فتحة الهمزة للطاء، و (رأيت الخَبَأْ) بنقل الفتحة للباء، و (رأيت الرِّدَأْ) بنقل الفتحة للدال.
وتقول في الجر: (وغبت عن البُطِئْ) بنقل كسرة الهمزة للطاء، و (مررت بالخَبِئْ) بنقل الكسرة للباء، وحينئذ تسكن الهمز في جميع ما ذكر.
والحاصل:
أن النقل في المهموز جائز مطلقًا عند البصريين الكوفيين؛ وأما غير المهموز فلا بنقل فيه الفتحة عند البصريين.
واللَّه الموفق
ص:
890 -
وَالْنَّقْلُ إِنْ يُعْدَمْ نَظِيْرٌ مُمْتَنِعْ
…
وذَاكَ فِي المَهْمُوزِ لَيْسَ يَمْتَنِعْ
(1)
(1)
والنقل: مبتدأ. إن: شرطية. يُعدَم: فعل مضارع، مبني للمجهول، فعل الشرط. نظيرٌ: نائب فاعل يُعدم، وجواب الشرط محذوف، والتقدير: إن يعدم نظير. . فالنقل ممتنع، وجملة الشرط وجوابه: لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ وخبره. يمتنع: خبر المبتدأ. وذاك: اسم إشارة مبتدأ. في المهموز: جار ومجرور متعلق بقوله: (يمتنع) الآتي. ليس: فعل ماض ناقص، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (ذاك) الواقع مبتدأ. يمتنع: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم ليس، والجملة من يمتنع وفاعله المستتر فيه في محل نصب خبر ليس، والجملة من ليس واسمها وخبرها: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الإشارة.
ش:
إذا أدى النقل إلى عدم النظير. . امتنع، فلا تنقل الضمة في نحو:(هذا طِفل) بكسر الطاء؛ لأن الكلمة تصير على وزن (فِعُل) بضم العين ولا نظير له، وسيأتي في التصريف توجيه قراءة (حِبُك) بكسر الحاء وضم الباء.
وكذا لا نقل في نحو: (مررت بقُفل)؛ لأنه يصير على وزن (فُعِل) بضم الفاء وكسر العين، وهو قليل في الأسماء؛ كـ (دُئِل)، لكن يجوز ما سبق ذكره في المهموز لثقل الهمز كما قال:(وَذَاكَ فِي المَهْمُوْزِ لَيْسَ يَمْتَنِعْ)، فتقول:(هذا رِدُء) بنقل ضمة الهمزة للدال، و (رغبت عن البُطِءْ) بنقل كسرة الهمزة للطاء.
وبعض التميميين: يتبع عين المهموز لفائه؛ فرارًا من النقل الموقع في عدم النظير، ثم يسكن الهمز؛ نحو:(هذا الرِّدِءْ) بكسر الدال تبعًا للراء، و (رغبت عن البُطُءْ) بضم الطاء تبعًا للباء وتسكين الهمز فيهما.
وبعضهم: يبدل الهمزة من جنس ما قبلها بعد كذا الإتباع؛ نحو: (هذا الرِّدِي) بكسر الراء والدال وإبدال الهمزة ياء، و (هذا البُطُو) بضم الباء والطاء وإبدال الهمزة واوًا.
وقد يبدلون الهمزة حرف بدون ذلك، فيقولون في (هذا الكلأ): وهو العشب: (هذا الكَلَو) بإبدال الهمزة واوًا؛ لأنها من جنس الضمة واللام مفتوحة على حالها، ولا أثر لكون ما قبل الهمزة ساكنًا كما في (الخَبْء)، فيقولون:(مررت بالخبِي) بإبدال الهمزة المكسورة ياء، فتكسر الباء الساكنة لأجلها، و (رأيت الخَبَا) بإبدال الهمزة ألفًا وفتح الباء لأجلها، و (هذا الخبُو) بإبدال الهمزة واوًا وضم الباء لأجلها.
واللَّه الموفق
ص:
891 -
فِي الوَقْفِ تَا تَأْنِيْثِ الاسْمِ هَا جُعِلْ
…
إِنْ لَمْ يَكُنْ بِسَاكِنٍ صَحَّ وُصِلْ
(1)
(1)
في الوقف: جار ومجرور متعلق بقوله: (جعل) الآتي. تا: قصر للضرورة: مبتدأ، وتا: مضاف، وتأنيث: مضاف إليه، وتأنيث: مضاف، والاسم: مضاف إليه. ها: بالقصر ضرورة: مفعول ثان لجُعل تقدم عليه. جُعِل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل -وهو المفعول الأول- ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى تاء التأنيث. بساكن: جار ومجرور متعلق بقوله: (وصل) الآتي. صح: فعل ماض، وفيه ضمير مستتر فاعل، والجملة في محل جر صفة لساكن. وصل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: =
ش:
تاء التأنيث فى الاسم المفرد تجعل هاء في الوقف إن كان قبلها:
متحرك؛ كـ (طلحةْ)، و (فاطمةْ)، و (قصعةْ).
أو ساكن غير صحيح المراد به الألف؛ كـ (صلاةْ)، و (زكاةْ).
فإن كان قبلها ساكن صحيح، أو كانت في فعل أو حرف. . لم يجعل هاء في الوقف؛ كـ (أخت)، و (بنت)، و (قامت)، و (نمت)، و (ربت) على المشهور كما سيأتي.
وفي الحقيقة: ليست التاء لمحض التأنيث في (أخت)، و (بنت)، خلافًا للكوفيين؛ لأن تاء التأنيث يفتح ما قبلها لفظًا كـ (فاطمَة)، أو تقديرًا كـ (صلاة)، و (زكاة)، وهي فيهما عوض من لام الكلمة؛ لأن أصل (أخت):(أخوَة) وسبق مفصلًا في النسب، فخرج بقوله:(تَا تَأْنِيْث) تاء (التابوت) فلا تجعل هاء في الوقف.
وقولهم: (تابوه)، لغة فيه، ذكره أبو الفتح.
وقوله: (جُعْل): خبر عن تاء تأنيث، والضمير فيه مفعول أول. وقوله:(هاء): مفعول ثان.
واللَّه الموفق
ص:
892 -
وَقَلَّ ذَا فِي جَمْعِ تَصْحِيحٍ وَمَا
…
ضَاهَى وَغَيْرُ ذَيْنِ بِالْعَكْسِ انْتَمَى
(1)
= هو، والجملة في محل نصب خبر يكن، وجملة يكن ومعموليه: فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
(1)
وقلَّ: فعل ماض. ذا: اسم إشارة: فاعل قلَّ. في جمع: جار ومجرور متعلق بقلَّ، وجمع: مضاف، وتصحيح: مضاف إليه. وما: اسم موصول: معطوف على (جمع تصحيح). ضاهى: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من ضاهى وفاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول. وغير: مبتدأ، وغير: مضاف، وذين: مضاف إليه. بالعكس: جار ومجرور متعلق بقوله: انتمى. انتمى: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (غير) الواقع مبتدأ، والجملة من انتمى وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
ش:
الكثير في جمع التصحيح وما أشبهه: أن يوقف عليه بالتاء؛ كـ (هندات)، و (أُولات)، و (هيهات).
ويقل الوقف بالهاء؛ نحو: (هنداه)، و (أولاه)، و (هيهاه)، كما قال:(وَقَلَّ ذَا فِي جَمْعِ تَصْحِيْحٍ: وَمَا ضَاهَى).
ومنه قولهم: (دَفنُ البَناه مِن المَكرُماه)
(1)
.
ووقف الكسائي على (اللات)، و (هيهات) بالهاء.
وحكى قطرب عن طيء: (كيف البنون والبناه، والإخوة والأخواه؟) بالهاء.
وقوله: (وَغَيْرُ ذَيْنِ بِالْعَكْسِ انْتَمَى) معناه: أن غير جمع التصحيح وما ضاهاه: الكثير فيه أن يوقف بالهاء، وهو المفرد؛ كـ (فاطمة)، و (طلحة) كما سبق.
ويقل بالتاء؛ كـ (فاطمت)، و (طلحت).
ووقف نافع وعاصم وحمزة وابن عامر بالتاء في: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} ونحوه، {امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} .
وحكى ابن هشام: جواز (صلاة) و (زكاة) بالتاء وقفًا.
وسمع من بعض العرب: (يا أهل سورة البقرت)، فقال المجيب:(ما أحفظ منها ولا آيت) بالتاء في الموضعين.
وقد علم: أن قوله سابقًا: (فِي الوَقْفِ تَا تَأْنِيْث الاسْمِ هَا جُعِلْ): أن ذلك في الغالب.
وقال الشاعر:
واللَّهُ أَنْجَاكَ بكَفَّي مُسْلِمَتْ
…
من بَعْدِ ما وبَعْدِ ما وبَعْدِ مَتْ
(2)
(1)
أي: البنات، والمكرمات.
(2)
التخريج: الرجز لأبي النجم الراجز في الدرر 6/ 230، وشرح التصريح 2/ 344، ولسان العرب 15/ 472 (ما)، ومجالس ثعلب 1/ 326، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 113، وأوضح المسالك 4/ 348، وخزانة الأدب 4/ 177، 7/ 333، والخصائص 1/ 160، 163، 2/ 563، وشرح الأشموني 3/ 756، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 289، والمقاصد النحويَّة 4/ 559، وهمع الهوامع 2/ 157، 209.
صَارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِندَ الغلْصَمَتْ
…
وَكَادَتِ الحُرَّةُ أَنْ تُدْعَى أَمَتْ
والكثير أن يقال: (مسلمه)، و (غلصمه)، و (أمَه) بالهاء وقفًا.
وقوله: (وبعد مت) أصله: و (بعد ما) فأبدل الألف هاء، ثم أبدل الهاء تاء للقافية.
و (الغلصمة): رأس الحلقوم.
وحكى المصنف في "الكافية": يوقف على (ثمت)، و (رُبَّت) بالهاء قياسًا على قولهم:(لاه) في (لات). انتهى.
وممن أجاز الوقف على (لات) بالهاء: المبرد والكسائي.
وقال قطرب: يوقف على (ذات) بالهاء؛ لأنها تاء تأنيث، وبه قال الكسائي والجرمي أيضًا.
وأجاز أبو حاتم والأخفش والفراء وابن كيسان: أنّ يوقف عليها بالتاء.
واللَّه الموفق
= اللغة: مسلمت: أي مسلمة بعد مت: أي بعدما. الغلصمت: أي الغلصمة، وهي رأس الحلقوم، أو أصل اللسان. أمت: أي أمة، وهي غير الحرّة.
الإعراب: اللَّه: مبتدأ مرفوع بالضمّة. نجّاك: فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، والكاف ضمير متّصل مبنيّ في محل نصب مفعول به. بكفّي: الباء حرف جر، كفّي: اسم مجرور بالياء لأنّه مثنّى، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل نجّى، وهو مضاف. مسلمت: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنّه ممنوع من الصرف للعلميّة والتأنيث، وحرّك بالسكون للضرورة الشعريّة. من: حرف جرّ. بعد: اسم مبني في محل جرّ بحرف الجرّ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل نجاك. ما: المصدريّة. وبعد ما: الواو حرف عطف، بعد ما: معطوفة على بعد ما السابقة. وبعد مت: الواو حرف عطف، بعد مت: معطوفة على بعد ما، وقد قلبت الألف في ما تاء ساكنة للوقف. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: في محل نصب خبر كاد.
وجملة (نجّاك): في محل رفع خبر للمبتدأ.
والشاهد فيه قوله: (مسلمت، والغلصمت، وأمت) حيث لم يبدل تاء التأنيث في الوقف هاء، بل أبقاها على حالها.
أما قوله: (بعد مت) فالأصل (بعد ما) فأبدل ألف ما هاء، ثم أبدلها تاء ليوافق بذلك قوافي بقية الأبيات.
ص:
893 -
وَقِفْ بِهَا السَّكْتِ عَلَى الفِعْلِ المُعَلِّ
…
بحَذْفِ آخِرٍ كَأَعْطِ مَنْ سَأَلْ
(1)
894 -
وَلَيْسَ حَتْمًا فِي سِوَى مَا كَعِ أَوْ
…
كَيَعِ مَجْزُوْمًا فَرَاعِ مَا رَعَوْا
(2)
ش:
يوقف بها السكت على الفعل المعتل فى حالة الجزم جوازًا فى نحو: (أعطِهْ)، و (ارمِهْ)، و (اغزه)، و (اخشه)، و (لم يعطه)، و (لم يغزه)، و (لم يخشه) ونحو ذلك، ومنه في القرآن:{لَمْ يَتَسَنَّهْ} ، {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فالهاء في هذه المواضع للسكت جوازًا كما سبق.
وأشار بقوله: (وَلَيْسَ حَتْمًا. . . إلى آخره) إلى أن الفعل المعتل متى نفي في حالة الجزم على حرف أو حرفين. . وجبت الهاء؛ نحو: (عِه)، و (قِه)، و (لم يعِه)، و (لم يقِه) وقفًا.
واضطرب هنا كلام عبد اللَّه بن هشام، قال في "التوضيح": لا تجب إلا إن بقي
(1)
وقف: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بها: قصر للضرورة: جار ومجرور متعلق بقف، وها: مضاف، والسكت: مضاف إليه. على الفعل: جار ومجرور متعلق بقف. المعل: صفة للفعل. بحذف: جار ومجرور متعلق بقوله: (المعل) وحذف: مضاف، وآخر: مضاف إليه. كأعط: الكاف جارة لقول محذوف، أعط: فعل أمر، مبني على حذف الياء، والكسرة في آخره دليل عليها، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. مَن: اسم موصول: مفعول به لأعط. سألي: فعل ماض، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى مَن الموصولة، والجملة من سأل وفاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول، وجملة فعل الأمر وفاعله ومفعوله: في محل نصب مقول القول المحذوف، وتقدير الكلام: كقولك: أعط من سأل.
(2)
وليس: فعل ماض ناقص، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى لحاق هاء السكت. حتمًا: خبر ليس. في سوى: جار ومجرور متعلق بحُتِم، وسوى: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. كعِ: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول. أو: حرف عطف. جميع: معطوف على الجار والمجرور السابق. مجزومًا: حال من المجرور الثاني. فراع: راع: فعل أمر مبني على حذف الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ما: اسم موصول: مفعول به لراع. رعوا: رعى: فعل ماض، وواو الجملة فاعله، والجملة من راع وفاعله: لا محل لها صلة الموصول، والعائد: ضمير منصوب المحل محذوف، والتقدير: راع الذي رعوه.
الفعل على حرف واحد.
ووافق المصنف في "شرح القطر" في النواسخ.
وقوله: (مجزومًا): حال من الفعل في قوله: (كيعِ).
تنبيه:
يجوز في لغة إلحاق كاف المؤنث شيئًا معجمة في الوقف؛ نحو: (أكرمتكِش)، و (عرفتكِش)، و (عليكِش)، و (بكِش).
والسيوطي في "المزهر": أنها لغة ربيعة ومضر.
ومنهم: من يثبتها في الوصل. انتهى.
ومنهم: من يجعلها مكان الكاف وقفًا؛ نحو: (أكرمتِش)، و (عليش)، و (منِش)؛ أي:(أكرمتك)، و (عليك)، و (منك).
ومنه قول الشاعر:
. . . . . . . . . . .
…
بَيضَاءُ تُرضِينِي وَلَا تُرضِيْشِ
(1)
أراد: (ترضيك).
وقد يجرون الوصل مجرى الوقف، قال الشاعر:
فَعَينَاشِ عَينَاهَا وَجِيدُشِ جِيدُهَا
…
وَلَكِنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنشِ دَقِيقُ
(2)
(1)
التخريج: عجز بيمسا من الطويل، وصدره: عَلَيّ فِيمَا أَبْتَغِي أبغِيشِ
وبعده:
وَتَطْلُبي وُدَّ بَنِي أَبِيش
…
إِذا دَنَوْت جعلت تنئيش
وَإِن نأيت جعلت تدنيش
…
وإن تكلمت حثت في فيش
وهو بلا نسبة في لسان العرب 6/ 342 (كشش)؛ وخزانة الأدب 11/ 461؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 207، ومجالس ثعلب 1/ 141؛ وتاج العروس 17/ 210 (ديش)، 362 (كشش).
الشاهد: قوله: (ترضيش)؛ حيث أبدل كاف المؤنثة شينًا، على لغة ربيعة.
(أبغيش، أبيش، تنئيش، تدنيش، فيش).
والأصل: (ترضيك، وأبغيك، وأبيك، وتدنيك، وفيك).
(2)
التخريج: البيت من الطويل، وهو لمجنون ليلى قيس بن الملوح، والشاهد في: الممتع (1/ 411)، والمقرب (2/ 181)، وابن يعيش (8/ 19، 9/ 48، 10/ 80)، وسر الصناعة =
وحكى ابن أبي الفتح البعلي تلميذ المصنف في "شرح جمل الجرجاني": أنه قرئ (قد جعل ربك تختشِ سريّا).
وهوازن: تلحق الكاف سينًا مهملة؛ نحو: (أعطيتكِس)، و (منكِس)، و (عنكِس) في الوقف.
وخص في "المزهر": السين المهملة بالمذكر.
وقالوا في هذه اللغات: (كشكشة): ربيعة، و (كسكسة): هوازن، و (عنعنة): تميم؛ لأنهم يقولون في (أن): عن.
واللَّه الموفق
ص:
895 -
وَمَا فِي الاسْتِفْهَامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ
…
أَلِفُهَا وَأَوْلِهَا الهَا إِنْ تَقِفْ
(1)
ش:
إذا جرت ما الاستفهامية باسم أو حرف. . حذفت ألفها وتوقف عليها بهاء السكت جوازًا إذا جرت بالحرف؛ نحو: (عمَّه.)، و (فيمَه؟)، و (لِمَه؟)، والأصل:(عمَّا؟)، و (فيما؟)، و (لِما؟) فحذفت لتطرفها.
بخلاف الموصولة فإنها تحصنت بالصلة وتوسطت، ولهذا حذفت في قوله تعالى:{فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} ، {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ} .
= (1/ 216)، واللسان "سوق"، و"روع"، و"كشن".
والشاهد: قوله: (فعيناشِ، وجيدشِ، ومنشِ) حيث أبدل كاف المؤنثة شينًا، على لغة ربيعة، والأصل:(فعيناك، وجيدك، ومنكِ).
(1)
وما: مبتدأ، خبره: الجملة الشرطية التالية. في الاستفهام: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لما. إن: شرطية. جرت: جر: فعل ماض مبني للمجهول، فعل الشرط، والتاء: للتأنيث، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي، يعود على ما الاستفهامية. حُذف: فعل ماض مبني للمجهول، جواب الشرط. ألفها: ألف: نائب فاعل لحذف، وألف: مضاف، وها: مفعول أول لأَولِ. وأولها: فعل أمر، ومفعول به أول، وفاعله: ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت. الها: قصر للضرورة: مفعول ثان لأول. إن: شرطية. تقف: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إن تقف فأولها الهاء.
وتثبت في: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} .
وثبتت في الاستفهام ضرورة؛ كقول الشاعر:
عَلَى مَا قَامَ يَشْتِمُنِي لَئِيمٌ؟
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
وفي غير الضرورة؛ كقراءة عكرمة وعيسى: (عمَّا يتساءلون) وهو نادر.
ونقل الهروي: أنها لغة.
وقد سكنت الميم في الوصل للضرورة؛ كقوله:
يَا أَسَدِيُّ لِمْ قَتَلتَهُ لِمَهْ
…
. . . . . . . . . . . . .
(2)
(1)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: كخِنْزِير تَمَرّغَ في رَمادِ
وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص 324، والأزهية ص 86، وخزانة الأدب 5/ 130، 6/ 99، 101، 102، 104، والدرر 6/ 314، وشرح التصريح 2/ 345، وشرح شواهد الشافية ص 224، ولسان العرب 12/ 497 (قوم)، والمحتسب 2/ 347، والمقاصد النحوية 4/ 554، وشرح شواهد الإيضاح ص 271، وشرح شواهد المغني 2/ 709، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 404، وشرح الأشموني 3/ 758، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 297، وهمع الهوامع 2/ 217.
المعنى: على أي شيء يشتمني، هذا الدنيء القبيح كخنزير تلطخ بالطين الآسن والرماد.
الإعراب: على ما: على: حرف جر، ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور: متعلقان بالفعل يشتمني. قام: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. يشتمني: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لئيم: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. كخنزير: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة من (لئيم). تمرغ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. في رماد: جار ومجرور متعلقان بالفعل تمرغ.
وجملة (قام يشتمني): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يشتمني لئيم): في محل نصب حال. وجملة (تمرغ في رماد): في محل جر صفة خنزير.
والشاهد فيه قوله: (على ما قام) حيث بقيت ألف (ما) على الرغم من سبقها بحرف جر، وذلك ضرورة.
(2)
التخريج: صدر بيتَ من الرجز وهذا عجزه: لو خافك اللَّه عليه حرّمه
وهو لسالم بن دارة في الحيوان 1/ 267، ولسان العرب 2/ 461 روح، 12/ 564 لوم، والمقاصد النحوية 4/ 555.
المعنى: يهجو رجلًا من قبيلة أسد على أكله جرو كلب، قائلًا له: لو كان اللَّه -جل وعلا- يخاف على الكلب منكم. . لحرم أكله، فلم تقترب منه.
الإعراب: يا: حرف نداء. أسدي: منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب. لِمْ: اللام: =
والقياس: (لمَ قتلته؟) بفتح الميم، لأنه دارج.
أما في الوقف. . فيوقف بالهاء أو تسكن الميم، لأنه لا يوقف على متحرك.
وإذا اتصلت (ذا) بـ (ما) الاستفهامية. . لا تحذف ألفها وإن جرت؛ لتركيبها معها؛ نحو: (بماذا حبيتني؟)، و (على ماذا تلومني؟).
وحكى الكسائي: أن بعض كنانة يقولون: (مَ عندك؟)، و (مَ صنعت؟) فيحذفون الألف دودن جر، قاله المصنف في "توضيحه".
ومنه قولُ الشاعرِ:
أَلَامَ تَقُولُ النَّاعِياتُ أَلامَهْ؟
…
. . . . . . . . . . . .
(1)
= حرف جر، وم: هي ما: اسم استفهام في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور: متعلقان بأكلت. أكلته: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لمه: توكيد لفظي للِمْ السابقة، لا محل لها من الإعراب، والهاء للسكت. لو: حرف شرط غير جازِم. خافك: فعل ماض مبني على الفتح، والكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. اللَّه: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. عليه: جار ومجرور متعلقان بخافك. حرمه: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
وجملة النداء: (يا أسدي): ابتدائية لا محل لها. وجملة (لم أكلته): استئنافية لا محل لها. وجملة (لو خافك. . . حرمه): الشرطية لا محل لها. وجملة (حرمه): جواب الشرط غير جازم لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: (لِمْ أكلته) حيث سكن الميم بعد حذف الألف من لِمَا الأولى، ثم عوض عن الألف المحذوفة بهاء السكت في لِمَا الثانية، وهذا ضرورة.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: ألا فاندبا أهل الندى والكرامة
وهو بلا نسبة في الدرر 6/ 318، والمقاصد النحوية 4/ 553، وهمع الهوامع 2/ 217.
اللغة: الناعيات: جمع الناعية، وهي التي تأتي بخبر الميت. الندى: العطاء.
الإعراب: ألام: أصلها: ألا: استفتاحية وما استفهامية حذفت ألفها وهي مبنية في محل رفع مبتدأ. وقيل: في محل نصب مفعول به لتقول. تقول: فعل مضارع مرفوع. الناعيات: فاعل مرفوع. ألامه: لا محل لها توكيد للأولى والهاء للسكت. ألا: حرف استفتاح. فاندبا: الفاء استئنافية، اندبا: فعل أمر، والألف: ضمير في محل رفع فاعل. أهل: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الندى: مضاف إليه مجرور. والكرامة: الواو: حرف عطف، الكرامة: معطوف على الندى مجرور.
وجملة (ألام تقول. . .): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (اندبا): استئنافية لا محل لها الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (ألامه) حيث حذفت ألف ما الاستفهامية للضرورة مع كونها غير مجرورة، وذلك لأنه أراد التصريح ولم يمكنه ذلك إلا بإدخال هاء السكت على آخرها.
ومن العرب من يحذف ألف الموصولة لكثرة الاستعمال؛ نحو: (سل عمَّ شئت).
قال المبرد: مع (شئت) خاصة.
واللَّه الموفق
ص:
896 -
وَلَيْسَ حَتْمًا فِي سِوَى مَا انْخَفَضَا
…
باسْمٍ كَقَوْلِكَ اقْتِضَاءَ مَ اقْتَضَى
(1)
ش:
إذا خفضت ما الاستفهامية باسم. . وجبت الهاء وقفًا؛ نحو: (جئت مجيء مَهْ؟)، و (اقتضت اقتضاء مه؟).
ولم تجب إذا جوت بحوف، لأنها مع الحرف كالجزء منه لشدة اتصاله بها؛ نحو:(عمَّ) بخلاف ما سبق، فلو قيل:(اقتضامَ). . لبقيت الميم مُفردة، فلا يكون لحاق الهاء حتمًا، إلا في ما انخفض باسم.
وإذا جرت بحرف وكان يكتب بالهاء. . كتب بالألف وصلا؛ نحو: (حتّام)، و (عَلَامَ)، و (إلَامَ)، وباليماء وقفًا؛ نحو:(حتى مه)، و (على مه).
واللَّه الموفق
ص:
897 -
وَوَصْلَ ذِي الهَاءِ أَجِزْ بِكُلِّ مَا
…
حُرِّكَ تَحْرِيْكَ بِنَاءٍ لَزِمَا
(2)
(1)
وليس: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود على إيلاء ما الاستفهامية الهاء في الوقف. حتمًا: خبر ليس. في سوى: جار ومجرور متعلق بقوله: (حتما)، وسوى: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. انخفضا: انخفض: فعل ماض، والألف: للإطلاق، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من انخفض وفاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة. باسم: جار ومجرور متعلق بانخفض. كقولك: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كقولك. اقتضاء: مفعول مطلق تقدم على عامله وجوبًا لإضافته إلى اسم الاستفهام الذي له صدر الكلام، واقتضاء: مضاف، وم: اسم استفهام مضاف إليه. اقتضى: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، والجملة في محل نصب مقول القول المحذوف.
(2)
ووصل: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: (أجز) الآتي- ووصل: مضاف، وذي: اسم إشارة: =
ش:
توصل هاء السكت في الوقف جوازًا بما حركَتُه حركه بناء لازمه؛ نحو: (هو)، و (هي)، و (كيف)، و (ليت)، وفي القرآن:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} .
وقال الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . .
…
فَمَا إِنْ يُقالُ لهُ مَنْ هْوَهْ
(1)
وتكثر بعد ياء المتكلم؛ نحو: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} .
ولو مع فعل؛ كـ (يضربُنيه).
= مضاف إليه. الهاء: بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت له. أجز: فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بكل: جار ومجرور متعلق بقوله: (أجز) أو (بوصل)، وكل: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. حرك: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من حرك ونائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول. تحريك: مفعول مطلق مبين للنوع، وتحريك: مضاف، وبناء: مضاف إليه. لزما: لزم: فعل ماض، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى بناء، والجملة في محل جر صفة لبناء.
(1)
التخريج: عجز بيت من المتقارب، وصدره: إذا ما تَرَعْرَعَ فينما الغُلام
وهو لحسّان بن ثابت في ديوانه ص 397، وخزانة الأدب 2/ 428، وشرح التصريح 2/ 345، ولسان العرب 1/ 495 (شعب)، والمقاصد النحوية 4/ 560، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 235، والحيوان 6/ 231، ورصف المباني ص 399، وبعد البيت الشاهد قوله:
إِذا لَم يَسُد قَبلَ شَدِّ الإِزارِ
…
فَذَلِكَ فينا الَّذي لا هُوَه
اللغة: ترعرع: نشأ. ما إن يقال من هوه: أي لا يسأله أحد عن نفسه.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمّن معنى الشرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. ترعوع: فعل ماضٍ. فينا: جار ومجرور متعلّقان بـ (ترعرع). الغلام: فاعل مرفوع. فما: الفاء: رابطة لجواب جواب الشرط، وما: نافية. إن: زائدة. يقال: فعل مضارع مبني للمجهول. له: جار ومجرور متعلّقان بـ (يقال). من: اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ. هوه: ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ، والهاء للسكت.
وجملة (إذا ما ترعرع. . .) الشرطية: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ترعرع): في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة (فما إن يقال): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة (من هوه): في محلّ رفع نائب فاعل لـ (يقال).
والشاهد فيه قوله: (هوه)؛ حيث ألحق هاء السكت بالضمير لكونه مبنيًّا على حركة.
فخرج: ما بناؤه عارض، كـ (يا زيد)، ونحو:(خمسة عشر).
وكذا الماضي، لأنه شابه المضاوع في وقوعه صفة وحالًا فأشبه المعرب، أو لأن حركته تزول صورتها في نحو:(ضربوا).
وقال المبرد: ولو قيل: (ضربه). . لالتبس بالمفعول.
وأجازه بعضهم حيث لا لبس؛ نحو: (قعده).
وبعضهم: أطلق.
والذي لا يقف بالهاء فى نحو: (هوَه)، و (هيَه). . يسكن الواو والياء.
وأجاز بعضهم لحاق الهاء في نحو: (مسلمان)، و (مسلمون)، فتقول:(مسلمانه)، و (مسلمونه).
ومنعه ابن خروف: لأن حركة النون شبيهة بحركة الإعراب لعروضها بسبب شيء يشبه العامل؛ فإن الداعي إلى كسر النون: الألف.
واللَّه الموفق
ص:
898 -
وَوَصْلُهَا بِغَيْرِ تَحْرِيْكِ بِنَا
…
أُدِيْمَ شَذَّ فِي المُدَامِ اسْتُحْسِنَا
(1)
ش:
شذ اتصال الهاء بحركة غير لازمة؛ كقوله:
يَا رُبَّ يَوْمٍ لِيَ لَا أُظَلَّلُهْ
…
أَرْمَضُ مِنْ تَحْتُ وأَضْحَى مِنْ عَلُهْ
(2)
(1)
ووصلها: وصل: مبتدأ، ووصل: مضاف، وها: مضاف إليه. بغير: جار ومجرور متعلق بوصل، وغير: مضاف، وتحريك: مضاف إليه، وتحريك: مضاف، وبنا: قصر للضرورة: مضاف إليه. أديم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (تحريك بنا)، والجملة من أديم ونائب فاعله المستتر فيه: في محل جر صفة لـ (تحريك بنا). شذ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى وصلها الواقع مبتدأ، والجملة من شذ وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. في المُدام: جار ومجرور متعلق بقوله: (استحسن) الآتي. استحسن: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه، وهذه الجملة معطوفة على جملة الخبر بعاطف مقدر، أي: واستحسن في المدام.
(2)
التخريج: الرجز لأبي مروان في شرح التصريح 2/ 346، ولأبي ثروان في المقاصد النحوية =
لأن حركة (عل) ليست حركة بناء لازمة، إذ هو من باب قبلُ وبعدُ.
و (أظلَّلُه): أي أظلل فيه، فحذف الجار توسعًا.
ولحقت المعرب في قول بعضهم: (أعطني أبيضُه) يريد (أبيض)، فلا تستحسن الهاء إلا فيما حركته حركة بناءٍ دائمة، كما قال (في المُدَامِ استحسنا)؛ نحو:(هوَه)، و (هيَه).
وقوله: (أدِيمَ): صفة لبناء، و (وصلها): مبتدأ، وخبره:(شذ).
تنبيه:
السمين في "شرح التسهيل": يجوز في كل مبني آخره ألف أن يوقف عليه بإثباتها، أو بقلبها همزًا، أو بإلحاق هاء السكت بعد الألف، فتقول:
(هنا)، و (هذا).
= 4/ 545، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 1318، وخزانة الأدب 2/ 397، والدرر 3/ 97، 6/ 305، وشرح الأشموني 2/ 323، 3/ 760، وشرح عمدة الحافظ ص 981، ومغني اللبيب 1/ 154، وهمع الهوامع 1/ 203، 2/ 210.
اللغة: أظلَّلُه: أي أظلل فيه. أرمض: أشعر بشدّة الحرّ. أضحى: أصاب بالشمس.
المعنى: يصور الشاعر يومًا شديد الحرّ، فيقول: إنه لم يجد شيئًا يتظلل فيه، فكانت قدماه تحترقان من تحت، وجسمه يحترق من تعرضه للشمس من فوق.
الإعراب: يا: حرف تنبيه. رب: حرف جر شبيه بالزائد. يوم: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنّه مبتدأ. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت ليوم. لا: حرف نفي. أظلَّلُه: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: أنا، والهاء ضمير متّصل في محل نصب مفعول به. أرمض: فعل مضارع مرفوع، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: أنا. من تحت: جار ومجرور متعلقان بـ (أرمض). وأضحى: الواو حرف عطف، أضحى: فعل مضارع تامّ مرفوع، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: أنا. من عله: جار ومجرور متعلقان بـ (أضحى)، والهاء للسكت.
جملة (رب يوم. . .): ابتدائيّة لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا أظلله): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (أرمض): جملة بدلية من جملة (لا أظلله) فهي في محل رفع. وجملة (أضحى): معطوفة على جملة (أرمض).
والشاهد فيه قوله: (من علُه)؛ إذ شذ اتصال هاء السكت بحركة غير لازمة، لأن حركة (عل) ليست حركة بناء لازمة، إذ هو من باب (قبلُ، وبعدُ) اللذان يبنيان في بعض الأحيان لا مطلقًا.
أو: (هنأ)، و (هذأ).
أو (هناه)، و (هذاه).
وفي الأخير نظر من جهة اتصال هاء السكت بما ليس في آخره حركة بناء ولا غيره.
وابن فلاح في "مغنيه": قد تحرك هاء السكت بالضم تشبيهًا لها بالضمير، وبالفتح لمناسبة الألف، وبالكسر على أصل التقاء الساكنين.
ومن الضم قوله:
يَا رَبُّ يَا رَبّاهُ إيّاكَ أَسَلْ
…
عَفْرَاءَ يَا رَبّاهُ مِن قَبلِ الأَجَلْ
(1)
وسهل وقوعها بعد الألف هنا؛ لكون الألف منقلبة عن ياء المتكلم، والأصل:(يا ربي)، ووقوعها بعد الباء كثير كما سبق.
واللَّه الموفق
(1)
التخرج: البيت لعروة بن حزام في خزانة الأدب 7/ 270، 273، 11/ 458، 459، 460، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص 91، وشرح شواهد الشافية ص 228، وشرح عمدة الحافظ صِ 293، ولسان العرب 15/ 480 (ها).
اللغة: أَسَل: مخفّف أسأل، أي أطلب وأرجو. الأجل. يوم الوفاة.
المعنى: يقول: يا ربّ لا أسأل سواك، وكلّ طلبي أن ألتقي عفواء قبل أن أموت، فهي كلّ أملي في هذه الدنيا.
الإعراب: يا ربّ: حرف نداء، ومنادى مضاف منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة، وهي ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. يا رباه: حرف نداء، ومنادى مضاف منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المنقلبة ألفًا، وهي ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه، والهاء للسكت لا محلّ لها. إياك: ضمير منفصل مبني في محلّ نصب مفعول به مقدّم. أسل: فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وسكن لضرورة الوزن، وفاعله: ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. عفراء: مفعول به ثانِ منصوب بالفتحة. يا رباه: تعرب كسابقتها. من قبل: جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل أسل. الأجل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكّن لضرورة الوزن.
وجملة النداء الأولى ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، والثانية: بدل منها لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (أسأل إياك): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة النداء: معترضة لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: (يا رباه)؛ حيث حرّك هاء السكت ضرورة.
ص:
899 -
ورُبَّمَا أُعْطِيَ لَفْظُ الوَصْلِ مَا
…
لِلْوَقْفِ نَثْرًا وَفَشَا مُنْتَظِمَا
(1)
ش:
قد يعطى الوصل حكم الوقف في النثر، وهو كثير في النظم:
فالأول: قراءة غير حمزة والكسائي {لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ} ، {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ} ، فأثبتوا هاء السكت في الوصل، وسبق أنها تكون في الوقف.
وعن ابن كثير أنه يقرأ: (عمّه يتساءلون) بالهاء وصلًا كذلك.
وقرأ عيسى بن عمر: (هيهاتْ هيهاتْ لما توعدون) بسكون التاء وصلًا على نية الوقف أيضًا.
وقرأ الأعمش: (وجئتك من سبأْ بنبأٍ يقين) بإسكان همزة (سبأ) وصلًا.
ومن النظم، قوله:
. . . . . . . . . . . . . . .
…
مِثلُ الحَرِيقِ وَافَقَ القَصَبَّا
(2)
(1)
ورُبَّمَا: رُبَّ: حرف تقليل، وما: كافة. أعطي: فعل ماض مبني للمجهول. لفظ: نائب فاعل لأُعْطِيَ، وهو المفعول الأول لأعطي، ولفظ: مضاف، والوصل: مضاف إليه. ما: اسم موصول: مفعول ثان لأعطي. للوقف: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول. نثرًا: منصوب على نزع الخافض، أو حال على التأويل بمشتق، أي: ذا نثر، أي: واقعًا في نثر. وفشا: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى إعطاء الوصل ما للوقف. منتظمًا: حال من فاعل فشا.
(2)
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 169، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 318، 320، ولربيعة بن صبح في شرح شواهد الإيضاح ص 264، ولأحدهما في شرح التصريح 2/ 346، والمقاصد النحوية 4/ 549، وبلا نسبة في خزانة الأدب 6/ 138، وشرح ابن عقيل ص 673، وشرح المفصل 3/ 94، 139، 9/ 68، 82، وقبل البيت الشاهد قوله:
لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَرَى جِدَبّا
…
في عامِنَا ذا بَعْدَ ما اخْضَبّا
إِنَّ الدَّبَى فَوْق المُتُونِ دَبّا
…
وَهَبَّتِ الرِّيحُ بِمُورٍ هَبّا
تَتْرُكُ ما أَبْقَى الدَّبَى سبْسَبَّا
…
كَأَنَّهُ السَّيْلُ إِذا اسْلَحَبّا
أَوْ كَالحَرِيقِ وافَقَ القَصَبّا
…
والتِّبْنَ وَالحَلْفاءَ فَالْتَهَبّا
بتشديد الباء الموحدة، أصله (القصبْ) بباء خفيفة، فوقف عليها بالتضعيف، ثم أوصلها بحرف الإطلاق، وأبقى التضعيف على حاله.
والتضعيف لا يكون إلا في الوقف، لا في الوصل كما علم.
وقول الآخر:
. . . . . . . . . . . . . .
…
ضَخْمًا يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا
(1)
فوقف عليه بالتضعيف، ثم أوصله بالألف، وأبقى التضعيف على حاله أيضًا.
= حَتَّى تَرَى البُويزِلَ الإِرْزَبّا
…
مِنْ عَدَمِ المَرْعَى قَدِ اقْرَعَبّا
تَبًّا لأَصْحابِ الشَّوِيِّ تَبَّا
شرح المفردات: اسلحب الطريق: امتدَّ، وهنا بمعنى: امتلأ. القصب: نوع من النبات.
المعنى: يصف الراجز الجراد الذي يخشى أن يراه -وقد أخصبت الأرض- أن يهجم على الأرض كالسيل الجارف، وكالحريق الذي يلتهم القصب.
الإعراب: كأنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم كأن. السيل: خبر كأن مرفوع. إذا: ظرف زمان، متعلق بحال محذوفة من السيل. اسلحبا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو، والألف للإطلاق. فل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو، أو خبر ثان لكأن، وهو مضاف. الحريق: مضاف إليه مجرور. وافق: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: هو. القصبا: مفعول به منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة (كأنه السيل): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (اسلحب): في محل جر بالإضافة. وجملة (هو مثل الحريق): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (وافق القصبا): في محل نصب حال من الحريق.
الشاهد فيه قوله: (القصبّا) حيث شدد الباء كأنه وقف عليها بالتضعيف، مع أنه وقف باجتلاب ألف الوصل، وهذا ضرب من معاملة الوصل معاملة الوقف.
(1)
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 183، وشرح أبيات سيبويه 1/ 419، والكتاب 1/ 29، 4/ 170، ولسان العرب 12/ 353 (ضخم)، وبلا نسبة في وصف المباني ص 162، وسر صناعة الإعراب 1/ 162، 416، 2/ 515، ولسان العرب 3/ 90 (بعد)، 98 (بيد)، 13/ 526 (فوه)، والمحتسب 1/ 102، والمنصف 1/ 10، وقبله قوله:
وصَلْتُ مِن حَنْظَلَةَ الأُسْطُمَّا
…
وَالعَدَدَ الغُطامِطَ الغِطَمّا
ثُمَّتَ جِئْتُ حَيَّة أَصَمّا
…
ضَخْمًا يُحِبُّ الخُلُق الأَضْخَمَّا
الشاهد: قوله: (الأضخمّا) حيث شدد الميم في الوصل إجراء له مجرى الوقف.
وقول الآخر:
كَأَنَّ مَهْوَاهَا عَلَى الكَلْكَلِّ
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
فوقف على لام (كلكلِّ) بالتضعيف، ثم كسرها لأجل الروي وأبقى التضعيف.
وقول الآخر:
أَتَوْا نارِي فقلتُ مَنُونَ أَنْتُمْ
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(2)
(1)
التخريج: صدر بيتَ من الرجز، وعجزه: مَوضعُ كفَّيِّ رَاهبٍ يُصَلّي
وهو من شواهد الكتاب 2/ 282، وانظر: الخصائص 2/ 359 والنوادر/ 53 وأراجيز العرب/ 158 والمنصف 1/ 11 والمحتسب 1/ 102 وسر صناعة الإعراب 1/ 187 وشرح شواهد الإيضاح لابن بري/ 37 والحجة لأبي علي 1/ 112، 14/ 117، وشرح السيرافي 5/ 420 وأمالي ابن الشجري 2/ 26.
الشاهد: قوله: (الكلكلّ) حيث وقف على لام (كلكلِّ) بالتضعيف، ثم كسرها لأجل الروي وأبقى التضعيف، وهذا إجراء للوصل مجرى الوقف، وهو جائز في الشعر.
(2)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: فقالوا: الجن. قلت: عِمُوا ظلامًا
وهو لشمر بن الحارث في الحيوان 4/ 482، 6/ 197، وخزانة الأدب 6/ 167، 168، 170، والدرر 6/ 246، ولسان العرب 3/ 149 (حسد)، 13/ 420 (منن)، ونوادر أبي زيد ص 123، ولسمير الضبي في شرح أبيات سيبويه 2/ 183، ولشمر أو لتأبط شرًا في شرح التصريح 2/ 283، ولأحدهما أو لجذع بن سنان في المقاصد النحوية 4/ 498، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 462، وجواهر الأدب ص 107، والحيوان 1/ 328، والخصائص 1/ 128، والدرر 6/ 310، ورصف المباني ص 437، وشرح الأشموني 2/ 642، وشرح ابن عقيل ص 618، وشرح شواهد الشافية ص 295، والكتاب 2/ 411، ولسان العرب 6/ 12 (أنس)، 14/ 378 (سرا)، والمقتضب 2/ 307، والمقرب 1/ 300، وهمع الهوامع 2/ 157، 211.
اللغة: أتوا ناري: أي قصدوا النار التي أوقدتها لهداية الضالين. منون أنتم: أي: من أنتم. عموا ظلامًا: أنعموا ظلامًا.
المعنى: قصدوا النار التي أوقدتها لهداية الضالّين، فقلت لهم: من أنتم؟ فقالوا: نحن جنّ. فقلت لهم: أنعموا ظلامًا.
الإعراب: أتوا: فعل ماضٍ مبني على الضمّ المقدر على الألف المحذوفة، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. ناري: مفعول به منصوب، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فقلت: الفاء: حرف عطف، وقلت: فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. منون: اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، أو خبر مقدم. أنتم: =
والقياس: (من أنتم) كما سبق في الحكاية، لأن (مَن) لا يختلف لفظها وصلًا، فأجرى الوصل مجرى الوقف أيضًا.
تنبيه:
جعل من إجراء الوصل مجرى الوقف قوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} ، على أن الأصل:(ألقيَنْ) مؤكد بالنون الخفيفة، فأبدلت ألفًا وصلًا وهو خاص بالوقف كما علم.
وقيل: الخطاب للملكين على الأصل.
وقيل: لواحد وإن كانت الألف ضمير اثنين، لأن العرب تخاطب الواحد بما للاثنين؛ كقول الشاعر:
وَإِنْ تَزجُرَانِي يَا ابْنَ عَفَّانَ أَنْزَجِر
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
وقول الآخر:
= ضمير منفصل مبني في محل رفع خبر المبتدأ، أو مبتدأ مؤخر. فقالوا: الفاء: حرف عطف، وقالوا: فعل ماضٍ، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. الجن: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: نحن. قلت: فعل ماضٍ، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. عموا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. ظلامًا: ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (عم).
وجملة (أتوا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (قلت لهم): معطوفة على الجملة السابقة فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة (منون أنتم): في محل نصب مفعول به. وجملة (قالوا): معطوفة على قلت، فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة (نحن الجن): في محل نصب مفعول به. وجملة (قلت): استئنافيّة لا محل لها من الإعراب. وجملة (عموا): في محل نصب مفعول به.
الشاهد قوله: (منون أنتم) حيث وقع فيه شذوذان: الأول: زيادة الواو والنون في الوصل، والثاني: تحريك النون التي من حقها أن تكون ساكنة.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وإن تدَعَاني أَحمِ عِرضَا ممنعًا
تقدم تخريجه وشرحه.
والشاهد فيه: قوله: (تزجراني) حيث استعمل الخطاب الذي هو للمثنى للواحد، وذلك جائز توسُّعًا.
فَقُلتُ لِصَاحِبِي لَا تحبِسَانَا
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
ورواه أبو الفتح: (لا تحبسنَّا) مؤكدًا بالنون المشددة. . فلا شاهد.
وسمع من الحجاج قوله: (يا حرسيُّ اضربا عنقه).
واللَّه الموفق
* * *
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: بنزع أصوله واجدَزَّ شيحا
وقبله:
وفتيان شَوَيْتُ لهم شِواء
…
سريعَ الشيِّ كنت به نجِيحَا
فَطِرتُ بِمُنصُلٍ في يَعمَلاتٍ
…
دَوامي الأيدِ يخبطنَ السريحَا
وهو لمضرِّس بن ربعي في شرح شواهد الشافية ص 481، وله أو ليزيد بن الطثريّة في لسان العرب 5/ 319، 320 (جزز)، والمقاصد النحوية 4/ 591، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 85، وخزانة الأدب 11/ 17، وسرّ صناعة الإعراب ص 187، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 228، والصاحبي في فقه اللغة ص 109، 218، ولسان العرب 4/ 125 (جرر)، والمقرب 2/ 166، والممتع في التصريف 1/ 357.
اللغة: تحبسانا: تمنعانا. اجدزّ: أصله: اجتَزَّ: قطع. الشيح: نوع من النبت.
المعنى: يخاطب الشاعر صاحبه بقوله: لا تمنعنا عن شيّ اللحم بأن نقلع أصول الشجر، بل خذ منه ما تيسّر، وأسرعْ لنا في الشيّ.
الإعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، وقلت: فعل ماضٍ، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. لصاحبي: جار ومجرور متعلقان بـ (قلت)، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. لا: ناهية. تحبسانا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والألف: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل، ونا: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. ينزع: جار ومجرور متعلقان بـ (تحبس)، وهو مضاف. أصوله: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. واجدزّ: الواو حرف عطف، واجدزّ: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. شيحا: مفعول به منصوب.
وجملة (قلت): بحسب ما قبلها. وجملة (لا تحسبانا): فى محل نصب مقول القول. وجملة (اجدز شيحا): معطوفة على جملة تحسبانا.
والشاهد فيه قوله: (لصاحبي لا تحبسانا)؛ حيث استعمل الخطاب الذي هو للمثنى للواحد، وذلك جائز توسُّعًا.