المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وموجب الإبدال: استثقال حرفي علة بينهما ألف - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[الفارضي]

الفصل: ‌وموجب الإبدال: استثقال حرفي علة بينهما ألف

أو عكس ذلك؛ كـ (جيائد)، أصله:(جياود)، جمع:(جَيّد)، كـ (سيد) و (سيائد)، والأصل:(سياود).

‌وموجب الإبدال: استثقال حرفي علة بينهما ألف

.

وقيل: استثقال ثلاثة أحرف لينة يليها الطرف.

وقالوا في جمع (ضَبْوَن): وهو السِّنَّور: (ضَباوِن) من غير إبدال الواو همزة؛ لأنها صحت في المفرد، فصحت في الجمع.

وفهم من قوله: (مَدَّ مَفَاعِلَ) أن ذلك لا يكون في (مفاعيل)؛ نحو: (طواويس)، جمع:(طاؤوس)، و (عواوير) جمع:(عُوّار) وهو الرمد، فلا تبدل الواو الثانية همزة لبعدها عن الطرف، والبعد من الطرف يُضعِّف سبب الإعلال.

قال الشاعر:

............ وكَحِّلَ العَيْنَيْنِ بالعَواوِرِ

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: حَنَى عِظَامِي وَأَرَاهُ ثَاغِري

وقبله:

غَرَّك أن تَقَارَبَت أبَاعِري

وَأَنْ رَأَيْت الدَّهْر ذَا الدَّوَائِر

وهو للعجاج في الخصائص 3/ 326، وليس في ديوانه، ولجندل بن المثنى الطهوي في شرح أبيات سيبويه 2/ 429، وشرح التصريح 2/ 369، وشرح شواهد الشافية ص 374، والمقاصد النحوية 4/ 571، وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 785، والخصائص 1/ 195، 3/ 164، وسر صناعة الإعراب 2/ 771، وشرح الأشموني 3/ 29، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 131، والكتاب 4/ 370، ولسان العرب 4/ 615 (عور)، والمحتسب 1/ 107، 124، والممتع في التصريف 1/ 339، والمنصف 2/ 49، 3/ 50.

اللغة: العواور: جمع عوّار، وهو ما يسقط في العين فيسبب لها ألمًا. تقاربت أباعري: يريد أنه ترك السفر والرحلة إلى الملوك، فإبله مجتمعة لا يفارق بعضها بعضًا.

وقيل: معنى تقاربت: قلت، يعني من قلتها قرب بعضها من بعض.

المعنى: يصف الراجز ما حل به من قذى في العين وألم بعد أن كبرت سنه.

الإعراب: وكحل: الواو بحسب ما قبلها، كحل: فعل ماضٍ، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: هو.

العيتين: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنّى. بالعواور: جار ومجرور متعلقان بكحل.

وجملة (كحل

): ابتدائية لا محل لها من الإعراب.

والشاهد فيه: تصحيح واو (العواور) الثانية لأنه ينوي الياء المحذوفة، والواو إذا وقعت في هذا=

ص: 412

فلم يعل؛ لبعدها عن الآخر تقديرًا، إذ أصله: بـ (العواوير) فحذفت الياء ضرورة.

وقوله: (نيِّفَا): منصوب على أنه مفعول بقوله: (جمع) بالتنوين، كما تقول:(ضربًا زيدًا).

والله الموفق

ص:

946 -

وَالْمَدُّ زِيْدَ ثَالِثًا في الوَاحِدِ

هَمْزًا يُرَى فِي مِثْلِ كَالْقَلَائِدِ

(1)

ش:

يقول: إن المد الزائد متى كان ثالثًا في الواحد .. قلب همزة في الجمع الذي على وزن (فعائل)؛ كـ (عجوز، وعجائز)، و (صحيفة، وصحائف)، و (قلادة، وقلائد).

وفهم منه: أن الثالث إن كان غير مد في الواحد .. لم يقلب همزة في الجمع؛ كـ (قَسوَر، وقساور).

وكذا إن كان غير زائد؛ كـ (مفازة، ومفاوز)، و (مثوبة، ومثاوب)، و (معيشة، ومعائش)، و (مَقامة، ومَقاوم)، و (مَعونة، ومَعاون).

ولا يقال: (مفائز)، ولا (مثائب) بالهمز؛ لأدن حوف المد إنما يكون همزة في الجمع إذا كان زائدًا في المفرد، والمد في هذه الأمثلة غير زائد؛ لأنه عين الكلمة،

=الموضع تهمز؛ لبعدها عن الطرف الذي هو أحق بالتغيير والاعتلال، ولو لم تكن منوية فيه .. للزم همزها كما همزت (أواول) فقيل:(أوائل) في جمع أول.

(1)

والمد: مبتدأ. زِيدَ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى المد، والجمل من زِيد ونائب فاعله المستتر فيه: في محل نصب حال من الضمير المستتر في (يرى) الآتي. ثالثًا: حال إما من الضمير في يرى أيضًا فيكون من قبيل الأحوال المترادفة، وإما من الضمير في زِيد فيكون من قبيل الأحوال المتداخلة. في الواحد: جار ومجرور متعلق بزِيد. همزا: مفعول ثان ليُرى مقدم عليه إن كانت عِلمية، أو حال من الضمير المستتر في يُرى إن كان بصرية. يُرى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى المد، والجملة من يرى ومعمولاته: في محل رفع خبر المبتدأ. في مثل: جار ومجرور متعلق بيُرى. كالقلائد: الكاف زائدة، ومثل: مضاف، والقلائد مضاف إليه.

ص: 413

إذ الأصل: (فوز) و (ثوب)، و (عيش)، و (قوم)، و (عون)، وما عداه: زائد على الكلمة.

وشذ في جمع (مصيبة) و (مناوة): (مصائب)، و (منائر) بالهمز، وقياسه: بلا همز؛ لأن المد عين الكلمة أيضًا، إذ الأصل:(صوب) و (نار).

وقيل: قلبت الواو همزة في (مصائب) تنبيها على أنه جمع (مَفعِلة) بفتح الميم وكسر العين؛ لا أن أصل مفرده: (مُصوِبَة)؛ كـ (مسلمة).

ولو لم يهمز .. لتوهم أنه جمع (مَفعَلة) بفتح الميم والعين؛ كـ (مقامَة)، أو (مَفعِلة) بفتح الميم وكسر العين؛ كـ (معيشة).

وروي عن نافع: همز (معائش) أيضًا تشبيهًا للأصلي بالزائد.

والله الموفق

ص:

947 -

وَافْتَحْ وَرُدَّ الهَمْزَ يَا فِيْمَا أُعِلّ

لَامًا وَفِي مثلِ هِرَاوةٍ جُعِلْ

(1)

948 -

وَاوًا وَهَمْزًا أَوَّلَ الوَاوَيْنِ رُدّ

فِي بَدْءِ غَيْرِ شِبْهِ وُوْفِيَ الأَشُدّ

(2)

(1)

وافتح: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ورد: فعل أمر أيضًا معطوف على افتح. الهمز: مفعول أول لرُد، وهو مطلوب أيضًا من جهة المعنى لافتح على سبيل التنازع. يا: قصر للضرورة: مفعول ثان لرد. فيما: جار ومجرور متعلق برد. أُعِلّ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من أُعِلّ ونائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. لأمًا: تمييز. وفي مثل: جار ومجرور متعلق بقوله: (جعل) الآتي ومثل: مضاف، وهراوة: مضاف إليه. جُعِل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل -وهو المفعول الأول- ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الهمز.

(2)

واوًا: مفعول ثان لجُعل في البيت السابق. وهمزًا: مفعول ثان تقدم على عامله -وهو قوله: (رد) الآتي-. أوَّلَ: هو المفعول الأول لرُد الآتي تقدم أيضًا على العامل فيه: وأوَّلَ: مضاف، والواوين: مضاف إليه. رُدّ: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. في بدء: جار ومجر ور متعلق برُد، وبدء: مضاف، وغير: مضاف إليه، وغير: مضاف، وشبه: مضاف إليه، وشبه: مضاف، ووفي الأشد: قصد لفظه: مضاف إليه.

ص: 414

ش:

سبق أن المد المزيد في نحو: (عجوز)، و (قلادة)، و (صحيفة)، و (سحابة) يبدل همزة في الجمع الذي على وزن (فعائل)؛ كـ (عجائز)، و (صحائف).

وسبق أن مد فاعل إذا توسط بين مدين .. أبدل الثاني همزة؛ كـ (نيائف)، و (أوائل).

وذكر الشيخ هنا: أن هذين النوعين وهما (فعائل) و (مفاعل) إذا اعتلت لام أحدهما أو كانت همزة .. فتحت الهمزة وقلبت ياء، وإليه أشار بقوله:(وَأفْتَحْ وَرُدَّ الهَمْزَ يَا فِيْمَا أُعِلّ لَامًا).

فمثال (فعائل) المعتل اللام: قولك في جمع (قضية): (قضايا)، والأصل:(قضائِيُ) بهمزة مكسورة، كما في نحو:(صحائف) فقلبت كسرة الهمزة فتحة، فانقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحصل:(قضاءا) بهمزة بين ألفين، ثم قلبت الهمزة ياء، فحصل:(قضايا)، هذا معنى قوله:(وَافْتَحْ وَرُدَّ الهَمْزَ يا فِيْمَا أُعِلّ لَامًا)؛ أي: وافتح الهمزة المكسورة في الجمع ثم ردها ياء فيما كان معتل اللام.

ومثال (فعائل) الذي لامه همزة: قولك في جمع (خطيئة): (خطايا)، والأصل:(خطايِئ) بياء مكسورة هي ياء (خطيئة)، بعدها همزة هي لام (خطيئة)، ثم أبدلت الياء همزة كما أبدلت في (صحائف)، فحصل:(خطائِيُ) بهمزتين الأولى مكسورة، ثم أبدلت الأخيرة ياء لتطرفها بعد همزة مكسورة، فحصل:(خطائِيُ)، ثم قلبت كسرة الهمزة فتحة، فحصل:(خطاءَي) فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، فحصل:(خطاءا) بهمزة بين ألفين، ثم قلبت الهمزة ياء، فحصل:(خطايا) ففيه خمسة أعمال.

وسمع: (اللَّهم اغفر لي خطائِئِي) بهمزتين مكسورتين بعد الألف.

ومثال (مفاعل) المعتل اللام: قولك في جمع (زاوية): (زوايا)، والأصل:(زوائِي) بإبدال الواو الثانية همزة مكسورة، ثم قلبت كسرة الهمزة فتحة، فحصل:(زواأي) فانقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحصل:(زواأا) بهمزة بين ألفين، ثم قلبت الهمزة ياء، فحصل:(زوايا).

وكذا نحو: (مطايا) جمع: (مطية)، والأصل:(مطايِوُ) بياء مكسورة قبل الواو، فانقلبت الواو ياء لتطرفها بعد كسرة، فحصل:(مطايِيُ) بياءين، ثم قلبت الياء الأولى همزة، فحصل:(مطائِي)، ثم أبدلت كسرة الهمزة فتحة، فحصل:(مطاأي) بهمزة مفتوحة

ص: 415

قبل الياء، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحصل:(مطاأا) بهمزة مفتوحة بين ألفين، ثم قلبت الهمزة ياء، فحصل:(مطايا) ففيه أيضًا خمسة أعمال.

وكذا نحو: (شوايا)، و (حوايا) جمع:(شاوية)، و (حاوية)، والأصل:(شواوِي)، و (حواوِي) فقلبت الواو المكسورة همزة، ثم قلبت فتحة فانقلبت الياء ألفًا، ثم قلبت الهمزة ياء كما مر.

وشذ (هداوى) جمع (هديَّة)، والقياس:(هدايا).

وإذا كانت لام (مفاعل) واوًا وسلمت في المفرد .. قلبت الهمزة واوًا؛ نحو: (هراوى) بفتح الهاء جمع: (هِراوة) بكسرها، وذلك أن ألف (هِراوة) قلبت همزًا في الجمع، فحصل:(هرائِو) بهمزة مكسورة بين الواو وألف الجمع، فأبدلت الواو ياء لتطرفها بعد كسرة، ثم قلبت الكسرة فتحة فانقلبت الياء ألفًا للمقتضي، ثم قلبت الهمزة المفتوحة واوًا، فحصل:(هراوى)، وإنما قلبت هنا واوًا ليشاكل الجمع واحده، وإليه الإشارة بقوله:(وَفِي مثلِ هِرَاوةٍ جُعِلْ وَاوًا): وهي العصا الضخمة.

ومثلها: (عَلَاوا)، و (أَدَاوا) جمع (علاوة)، و (أداوة).

وقولهم: وزن (نيائف) و (زوايا): (مفاعل) .. إنما هو وزن عروضي؛ لأن (نيائف): (فياعل)، والأحسن:(فعاعل)؛ إذ هو من باب (صيّر) بالتشديد كما مر، و (زوايا):(فواعل).

وأشار بقوله: (وَهَمْزًا أَوَّلَ الوَاوَيْنِ رُدّ

إلى آخره) إلى أنه إذا اجتمع واوان مصدرتان .. قلبت أولاهما همزًا؛ كـ (أَوَاصل) و (أَوَاقف) جمع: (واصلة)، و (واقفة)، والأصل:(وَوَاصل)، و (وَوَاقف) بواوين، الأولى: فاء الكلمة، والثانية مبدلة من الألف المزيدة كما في (ضاربة)، و (ضوارب).

وكذا لو صغرت المفرد؛ نحو: (أُوَيصِلة)، والأصل:(وويصله).

وقيل: يجوز (وواصل) في الجمع بواوين على الأصل.

والمشهور: إبدال الأولى همزة كما سبق؛ لأن الواو الثانية غير مدة باعتبار أنها متحركة، والمد هو الساكن الذي يجانسه حركة ما قبله؛ كـ (منصُور).

وكذا يبدل أول الواوين همزة في نحو: (الأُولَى) وهي مؤنث (الأوَّل)، والأصل:(الوُولَى)، وكالن حقه التصحيح على مقتضى ما ذكر آنفًا من أن الواو (الأولى) إنما قلبت

ص: 416

همزة في نحو: (أواصل)، و (أويصلة)؛ لأن الواو الثانية غير مدة، ففهم أنه لو كانت مدة .. ما قلبت الواو ألفًا؛ ولكن قلبت في نحو:(الأُولى)؛ لأن هذه الواو الثانية - وإن كانت مدة - هي ليست مزيدة ولا مُبدلة، فقلبت السابقة همزة؛ لاستثقال الواوين؛ فإن كانت الثانية مزيدة .. فلا تبدل الواو الأولى همزة، فيقال:(وُوْوِي) بضم الأولى وسكون الثانية وكسر الراء، وهو مبني للمجهول، وواوه الثانية: بدل من ألف (فاعَل) بفتح العين، والأصل:(واوا).

ومثله: (وافا)، فيقال فيه أيضًا:(وُوْفي)، ومنه قول الشيخ:(وُوْفِيَ الأَشَدّ) فيرد أول الواوين همزًا؛ لكن في غير نحو: (وُوْري)، و (وُوْفي الأشد)، و (وُوْلي الخير).

وكذا الإبدال إذا كانت الثانية مبدلة من همز؛ نحو: (الأُولى) بواوين، وأصله:(الأُءْلى) بهمزة ساكنة بعد الواو وهو أفعل تفضيل، فخفف بقلب الهمزة واوًا وهو من (وأل) إذا لجأ، فالمذكر له:(أَوْأَل)، والمؤنث له:(الأُولى)؛ كـ (أفضل)، و (فُضلى).

وأبدلت الواو شذوذًا في غير ما ذكر، كقولهم:(إِسادة)، و (إِشاح) في:(وسادة) و (وشاح).

وقرأ سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه: (ثم استخرجها من إِعاء أخيه).

وكل هذا يحفظ.

والله الموفق

ص:

949 -

وَمَدًّا ابْدِلْ ثَانِيَ الهَمْزَيْنِ مِنْ

كِلْمَةٍ إِنْ يَسْكُنْ كَآثِرْ وَائْتُمِنْ

(1)

ش:

إذا اجتمع همزتان في كلمة واحدة وكانت الثانية ساكنة والأولى متحركة ..

(1)

ومدًا: مفعول ثان تقدم على عامله وهو قوله: (أبدِل) الآتي. أبدِل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ثاني: مفعول أول لأبدل، وثاني: مضاف، والهمزين: مضاف إليه. من كلمة: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الهمزين. إن: شرطية. يسْكُن: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (ثاني الهمزين)، وجواب الشرط محذوف. والتقدير: إن يسكن ثاني الهمزين فأبدله مدًا.

ص: 417

فلا يخلو:

أما أن تكون الأولى مضمومه، أو مفتوحة، أو مكسورة.

* فإن كانت مضمومة .. أبدلت الثانية واوًا تخفيفًا؛ نحو: (اؤتُمِن زيد) بضم التاء وكسر الميم مبنيًا للمفعول، والأصل:(اأْتُمِن) بهمزتين، الأولى همزة وصل، والثانية ساكنة، فأبدلت الثانية واوًا فصار:(اؤْتمن)، قال الله تعالى:{فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} .

فإن وقفتَ على (الذي) .. قلت: (اُؤْتمن) كما سبق.

وإذا وصلتَ .. حذفت همزة الوصل وأعدت الواو إلى أصلها وهو الهمز؛ ثم تحذف ياء (الذي)؛ لالتقائها ساكنة مع الهمزة الساكنة.

* وإن كانت الهمزة الأولى مفتوحة .. أبدلت الثانية ألفًا؛ نحو: (أاثَر) بفتح المثلثة وكسرها.

* وإن كانت الأولى مكسورة .. أبدلت الثانية ياء؛ نحو: (ايتَمِن يا زيد) بفتح التاء وكسر الميم.

ونحو: (إيثار)، والأصل:(اءْثار)، مصدر:(أاثر)؛ كـ (إكرام) مصدر: (أكرم).

ونحو: (إِيت يا زيد)، والأصل:(إِأْت) بهمزتين.

ومن العرب من يحذف الهمزة تخفيفًا، فيقولون في الأمر:(تِ)، (تيا)، (تو)، (تي)، (تين).

وشذ قراءة الأعمش: (إِئْلافهم) فصحح الثانية ولم يبدلها ياء مع أنها ساكنة بعد مكسورة.

وأما نحو: (خذ)، و (كل) .. فالأصل:(أُأْخذ)، و (أُأْكل) بهمزة ساكنة بعد مضمومة، وكان القياس على ما سبق أن يقال:(أوخذ يا زيد)، و (أوكل يا عمرو) بقلب الثانية واوًا؛ لأنها بعد مضمومة ولكنهم حذفوا الهمزة الأصلية وهي الثانية؛ لكثرة الاستعمال فحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها بالمتحرك بعدها، فقالوا:(خذ)، و (كل) فوزنه:(عل)؛ لأن الفاء محذوفة.

وحذفت همزة الوصل في غير ذلك؛ كقول الشاعر:

ص: 418

تَقِ اللهَ فِينَا وَالكِتَابَ الَّذِي تَتْلُو

(1)

أراد: (اتق الله)، فحذف الهمزة والتاء الأولى التي هي فاء الفعل كما قاله أبو الفتح بن جني رحمه الله.

والله الموفق

ص:

950 -

إِنْ يُفْتَحِ إِثْرَ ضَمٍّ أوْ فَتْحٍ قُلِبْ

وَاوًا وَيَاءً إِثْرَ كَسْرٍ يَنْقَلِبْ

(2)

ش:

يقول: إذا فتحت الثانية فلا يخلو:

أما أن تكون الأولى مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: زِيَادَتنا نعمانُ لا تنسينّها

وهو لعبد الله بن همام السلولي في الأغاني 16/ 5، وسمط اللآلي ص 923، وشرح شواهد الشافية ص 496، ولسان العرب 15/ 402 (وقي)، ونوادر أبي زيد ص 4، وتاج العروس (وقي)، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 54، وإصلاح المنطق ص 24، والخصائص 2/ 286، 3/ 89، وسر صناعة الإعراب 1/ 198، والمحتسب 2/ 372.

الشاهد قوله: (تق) وهو فعل أمر من (يتقي) بفتح التاء المخففة وماضيه: (تقيَ) وأصلهما: (اتقى يتقي) بالتشديد على افتعل يفتعل من الوقاية، والأصل:(اوتقى يوتقي)، فقلبت الواو في الأولى ياء لانكسار ما قبلها ثم أبدلت تاء وأدغمت وأبدلت في الثانية تاء، وأدغمت ولم تحذف لعدم انكسار ما بعدها، فلما كثر الاستعمال كذا .. حذفوا التاء الساكنة منها، وهي فاء الفعل، فصار:(اتقى يتقي) بتخفيف التاء المفتوحة، وحذفت الهمزة من الماضي لعدم الحاجة إليها، فصار:(تَقِي) بزنة (تَعِل) محذوف الفاء، فأخذ الأمر وهو (تق) من (يتق) بدون همزة وصل؛ لأن ما بعدها حرف مضارعة محرك.

(2)

إن: شرطية. يُفتح: فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ثاني الهمزين. إثر: ظرف متعلق بقوله: يفتح، وإثر: مضاف، وضم: مضاف إليه. أو: عاطفة. فتح: معطوف على ضم. قُلِب: فعل ماض مبني للمجهول، جواب الشرط، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه، وهو مفعوله الأول. واوًا: مفعوله الثاني. وياء: مفعول به تقدم على عامله -وهو قوله: (ينقلب) الآتي-. إثر: ظرف متعلق بينقلب، وإثر: مضاف، وكسر: مضاف إليه. ينقلب: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ثاني الهمزين.

ص: 419