الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ش:
إذا وقع كل من الياء والواو عينًا لكلمة واستحق الإعلال .. وجب التصحيحُ إن كان في آخر الكلمة ما يختص زيادته بالاسم؛ كـ (طَوَفَان)، و (جَوَلَان)، و (هَيَمان) بفتح الواو والياء فسلمتا؛ لوجود زائدي فعلان آخر الاسم.
وكذا (حَيَوان)، وأصله عند الخليل وسيبويه:(حَيَيَان) فأبدلت اللام واوًا كراهة توالي المثلين.
والمازني: أن الواو فيه أصل.
وشذ: (هامان)، و (داران) في:(هَيمان)، و (دَوْران).
والمبرد: لا يحمله على الشذوذ، بل على القياس.
وذهب المازني: إلى أن الياء أو الواو لو كانت عينًا لما في آخره ألف التأنيث .. وجب تصحيحه أيضًا؛ لأن ألف التأنيث تخص الاسم أيضًا؛ نحو: (صوَرَا) بفتح الواو اسم (وادٍ).
وقيل: ماءٍ.
وخالفه الأخفش: فأوجب الإعلال؛ لأن الكلمة على وزن (فَعَلَا)؛ كـ (ضَرَبَا)، والإعلال أصل في الفعل، فكأنَّ ألف التأنيث عنده لم تخرج الاسم عن شبه الفعل.
قال في "الكافية":
وَالمَازِنِيُّ قَاسَ عَلَى كَالصَّوَرَا
…
وَعَدَّهُ الأَخفَشُ مِمَّا نَدَرَا
تنبيه:
قالوا (أيِس) بكسر الياء آخر الحروف، و (شَيَرة) بفتح الشين ولم يعلوا فيهما
=زِيد ونائب فاعله: لا محل لها، صلة الموصول الأول. يخص: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه. الاسمَ: مفعول به ليخص، والجملة من يخص وفاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول الثاني. واجبٌ: خبر المبتدأ. أن: حرف مصدري ونصب. يَسلَما: يسلم: فعل مضارع منصوب بأن، والألف للإطلاق، والفاعل: ضمير مستتر فيه، وأن وما دخلت عليه: في تأويل مصدر فاعل لواجب، وتقدير البيت: وعين ما قد زيد في آخره ما يخص الاسم واجبٌ سلامته.
مع أن سبب الإعلال موجود.
فقيل: لأن الأصل (يئِس) و (شَجَرة) فأخَّروا الياء إلى موضع الهمزة في الأول، ووضعوا ياء موضع الجيم في الثاني، فسلمت الياء في الموضعين؛ لأن الهمزة أو الجيم لو كانت في محلها .. لم تبدل، فعوملت الياء في (أيس) معاملة الهمزة في (يئِس)، وعوملت الياء في (شَيَرَة) معاملة الجيم في (شَجَرَة)، ومن ذلك قول الشاعر:
إذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جَنَى
…
فَأَبْعَدَكُنَّ اللَّهُ مِنْ شَيَرَاتِ
(1)
والأصل: (شَجَرات).
و (اليأس): القنوط، ويأتي بمعنى العلم، قال الشاعر:
................ أَلَم تَيأَسُوا أَنّي ابْنُ فَارِسِ زَهْدَمِ
(2)
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو لجعيثنة البكائي في سمط اللآلي ص 834؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني 3/ 859؛ والمقاصد النحوية 4/ 589.
اللغة: الجنى: ما يجتني من الشجر. شيرات: أي شجرات.
الإعراب: إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص. فِيكُنَّ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. ظِلٌّ: اسم يكن مرفوع. ولا الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. جنى: معطوف على ظِلٌّ مرفوع. فأبعدكن: الفاء: رابطة جواب الشرط، وأبعدَ: فعل ماض، وكن: ضمير في محل نصب مفعول به. اللهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع. من شَيَرات: جار ومجرور متعلقان بحال من مفعول أبعد.
وجملة (إذا لم يكن فأبعدكن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لم يكن
…
): في محل جر بالإضافة. وجملة (أبعدكن
…
): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد فيه قوله: (شيرات) حيث أبدلت الجيم بياء لأن الأصل شجرات.
(2)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني
وهو لسحيم بن وثيل اليربوعي في لسان العرب 5/ 298 (يسر)، 6/ 260 (يأس)، 12/ 279 (زهدم)، والتنبيه والإيضاح 2/ 310، وتهذيب اللغة 13/ 60، 142، وتاج العروس 14/ 462 (يسر)، 17/ 50 (يئس)، (زهدم)، (لزم)، وديوان الأدب 4/ 216، وأساس البلاغي (يئس)، وبلا نسبة في مقاييس اللغة 6/ 154، وديوان الأدب 3/ 258، والمخصص 13/ 20.
الشاهد: قوله: (ألم تيأسوا)؛ حيث استعمل (يئس) بمعنى (علم)؛ أي ألم تعلموا؟
أي: (ألم تعلموا).
ومثل (أَيِس) و (يِئس) في القلب فقط قولهم: (صاعِقة)، و (صاقِعة).
و (لعمري)، و (رَعَمْلِي).
و (اضمحل)، و (امضحل).
و (عميق)، و (معيق).
و (مكفهر)، و (مكرهف).
و (طامس)، و (طاسم).
وكقولهم عنه عليه الصلاة والسلام: "يعجبه الطَّبيخ بالرطب".
واللَّه الموفق
ص:
975 -
وَقَبْلَ بَا اقْلِبْ مِيْمًا النُّوْنَ إذَا
…
كَانَ مُسَكَّنًا كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا
(1)
ش:
النطق بالنون الساكنة قبل الباء الموحدة عَسِرٌ، فإذا اجتمعت نون ساكنة بعدها باء موحدة .. أبدلت النون ميمًا؛ لأنها تجانس الباء بخلاف النون، فتقول في (مَن بَتَّ؟)، (ممبتَّ؟)، وفي:(انبذا): (امبذا).
ولا فرق بين ما إذا كان في كلمة، أو النون في كلمة والباء في كلمة كما مُثّل.
ومعنى: (من بتَّ انبذا): من قطعك فألقهِ عن بالك.
(1)
وقبل: ظرف متعلق بقوله: (اقلب) الآتي، وقبل: مضاف، ويا: قصر للضرورة: مضاف إليه. اقلب: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ميمًا: مفعول ثان لاقلب تقدم على المفعول الأول. النون: مفعول أول لاقلب. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. كان: فعل ماض ناقص، واسمه: ضمير مستتر فيه. مسكنًا: خبر كان، والجملة من كان واسمها وخبرها: في محل جر بإضافة (إذا) إليها، وجواب الشرط محذوف لدلالة سابق الكلام عليه. كمن: الكاف جارة لقول محذوف، وإعراب باقي الكلام ظاهر.
وكذا قوله تعالى: {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا} .
وشذ إبدال النون ميمًا في غير ما ذكر؛ كقولهم: (البنام)، و (طامه اللَّه على الخير)، والأصل:(البنان)، و (طانه اللَّه)؛ أي:(جبله على الخير).
قال الشاعر:
................ وكَفِّكِ المُخَضَّبِ البَنامِ
(1)
وشذ عكس هذا في قولهم: (أسود قاتن)، والأصل:(قاتم).
واللَّه الموفق
* * *
(1)
التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: يا هالَ ذاتَ المَنْطِقِ التَّمْتامِ
وهو لرؤبة في ملحق ديوانه ص 183، وجواهر الأدب ص 98، وسرّ صناعة لإعراب 422، وشرح التصريح 2/ 392، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 216، وشرح شواهد الشافية ص 455، والمقاصد النحوية 4/ 580.
اللغة: هال: اسم امرأة. التمتام: الذي يعجّل في كلامه فلا يفهمك. المخضّب: الذي فيه الخضاب. البنام: يريد البنان، أي: الإِصبع.
الإعراب: يا: حرف نداء. هال: منادى مبنيّ على ضمّ الحرف المحذوف في محلّ نصب، والتقدير: هالة. ذات: نعت هال منصوب حملًا على المحلّ، ويجوز رفعه حَمْلًا على اللفظ، وهو مضاف. المنطق: مضاف إليه مجرور. التمتام: نعت المنطق مجرور. وكفّك: الواو حرف عطف، وكفكّ: معطوف على المنطق مجرور، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. المخضب: نعت كفّك مجرور، وهو مضاف. البنام: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والشاهد فيه قوله: (البنام) يريد البنان، فأبدل النون ميمًا شذوذًا.
فصل
ص:
976 -
لِسَاكِنٍ صَحَّ انْقُلِ التَّحْرِيْكَ مِنْ
…
ذِي لِيْنٍ آتٍ عَيْنَ فِعْلٍ كَأَبِنْ
(1)
ش:
متى كانت عين الفعل لينًا متحركًا وقبلها حرف ساكن صحيح .. وجب نقل حركة العين إلى الساكن الصحيح.
فإن كانت حركة العين فتحة .. وجب قلب العين ألفًا بعد نقل الحركة؛ نحو: (أقام) و (أعان)، والأصل:(أقوَم)، و (أعوَن).
وأما قول الشاعر:
صَدَدتِ فأطْوَلتِ الصُّدُودَ وقَلَّمَا
…
وِصَالٌ عَلَى طُوْلِ الصُّدودِ يَدُومُ
(2)
(1)
لساكن: جار ومجرور متعلق بقوله: (انقل) الآتي. صح: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ساكن، والجملة من صح وفاعله المستتر فيه: في محل جر صفة لساكن. انقل: فعل أمر، وفيه ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت، هو فاعل. التحريك: مفعول به لانقل. من ذي: جار ومجرور متعلق بانقل، وذي: مضاف، ولين: مضاف إليه. آت: نعت للين، أو لذي لين، وفيه ضمير مستتر هو فاعله. عين: حال من الضمير المستتر في آت، وعين: مضاف، وفعل: مضاف إليه. كأَبِن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف.
(2)
التخريج: البيت للمرار الفقعسي في ديوانه ص 480، والأزهية ص 91، وخزانة الأدب 10/ 226، 229، 231، والدرر 5/ 190، وشرح أبيات سيبويه 1/ 105، وشرح شواهد المغني 2/ 717، ومغني اللبيب 1/ 307، 2/ 582، 590، وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 145، والخصائص 1/ 143، 257، والدرر 6/ 321، والكتاب 1/ 31، 3/ 115، ولسان العرب 11/ 412 (طول)، 564 (قلل)، والمحتسب 1/ 96، والمقتضب 1/ 84، والممتع في التصريف 2/ 482، والمنصف 1/ 191، 2/ 69، وهمع الهوامع 2/ 83، 224.
اللغة: صددت: حرمت ودادَك. الصدود: الهجران والإعراض. الوصال: دوام المودّة.
المعنى: لقد أعرضت عني وطال هجرانك لي، وقلما يدوم الوداد ويستمر الحبّ إذا ما طال الهجران والبعد بين الحبيبين.
الإعراب: صددت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. فأطولت: الفاء: للعطف، أطوَلت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. الصدود: مفعول به منصوب بالفتحة. وقلما: الواو: استئنافية، وقلَّ: فعل=
فضرورة، والقياس:(أطلت)، وسبق في الفاعل لشاهد آخر.
وكذا نحو: (استقام): والأصل: (استقوَمَ)، فلما نقلت الفتحة إلى الساكن الصحيح قبلها .. قلبت العين ألفًا لمناسبة الألف الفتحة.
وأما التصحيح في نحو: (استحوذ) و (استصوب) فإشعار بالأصل.
وقيل: إنما قلب حرف اللين هنا ألفًا مع أنه ساكن؛ لأن أصله التحريك، فقلب نظرًا إلى الأصل.
وفي كلامهم: (تبت إليك فتقبَّل تابتي)، و (صمت ربي فتقبَّل صامتي)، والأصل:(توبتي)، و (صومتي) فقلبت الواو ألفًا مع كونها ساكنة؛ نظرًا إلى تحريك عين الفعل في الأصل؛ لأن أصل (تاب)، و (صام):(توَب)، و (صوَم) فأعلَّ المصدر حملًا على الفعل.
وإذا ثبت هذا العمل في المصدر نظرًا إلى أصل الفعل .. فهو في (استقام) أولى؛ لأنه فعل.
ولا تقلب العين ألفًا إن كانت حركتها ضمة أو كسرة؛ نحو: (أعوذ)، و (تقول)، و (يُبينُ)، والأصل:(أعْوُذ)، و (تقوُل) بضم الواو، و (يُبْيِنُ) بكسر الياء فنقلت حركة اللينَ إلى الساكن الصحيح الذي قبله فسكن اللين.
وقالوا: (طاح يطوح)، وأصله:(يطوُح) بضم الواو.
وسمع: (يَطيْح)، وأصله:(يطيح) بكسر الياء.
ونحو: (نستعين)، أصله:(نستعوِن) استفعل من العون، فنقلت كسرة الواو للعين، ثم قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة.
=ماض مبني على الفتح، وما: حرف زائد. وصال: فاعل مرفوع بالضمّة. على طول: جار ومجرور متعلقان بالفعل يدوم. الصدود: مضاف إليه مجرور بالكسرة. يدوم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: هو.
وجملة (صددت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أطولت): معطوفة عليها لا محل لها من الإعراب. وجملة (قلما وصال): استئنافية لا محل لها. وجملة (يدوم): في محل رفع صفة لوصال.
والشاهد فيه قوله: (وأَطوَلتِ)، والقياس: أَطَلْتِ، لكنه جاء مُصَححًا على الأصل كـ (استَحوَذ).
وقوله: (أبِن): فعل أمر أصله (أبيِنْ) فنقلت كسرة الياء للباء الموحدة قبلها، فحذفت الياء لالتقائها ساكنة مع النون الساكنة.
وهذا العمل أيضًا في (قل) ونحوه، والأصل:(أَقوِل) فنقلت ضمة الواو للقاف، ثم حذفت الهمزة للاستغناء عنها بالحركة، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين.
فإن كان الساكن الذي قبل اللين غير صحيح .. لم يكن هناك نقل؛ نحو: (بايَع) بفتح الياء و (عوَق)، و (بيَّن) بالتشديد.
واللَّه الموفق
ص:
977 -
مَا لَم يَكُنْ فِعْلَ تَعَجُّبٍ وَلَا
…
كَابْيَضَّ أَوْ أَهْوَى بِلَامٍ عُلِلَا
(1)
ش:
يشترط فيما تقدم من نقل حركة العين: أن لا يكون الفعل للتعجب؛ نحو: (ما أبين هذا)، و (أبيِن به)، و (ما أقوم هذا)، و (أقوِم به)، و (ما أبيعه)، و (أبيع به)، و (ما أقوله)، و (أقوِل به) فسلم فعل التعجب حملًا على أفعل التفضيل؛ لأنه يشبهه من حيث إنه يجري مجراه فيما يجوز ويمتنع؛ كصوغهما من الثلاثي المتصرف وغير ذلك.
والأحسن أن يقال: لئلا تتغير صيغة التعجب.
أو لأنهم ألزموا فعلي التعجب عدم التصرف، فسلمَ جبرًا لهذا.
ويشترط أيضًا: أن لا يكون الفعل مضاعف اللام؛ نحو: (أبيضّ) بالتشديد.
ولا معتل اللام؛ نحو: (أهوى).
وامتنع الإعلال في هذين؛ لأن (أبيضّ) لو أُعلَّ .. لقيل فيه: (باضَّ) بنقل فتحة الياء للباء الموحدة وقلبها ألفًا كما سبق في (استقوَم)، ثم تحذف الهمزة منه
(1)
ما: مصدرية ظرفية. لم: نافية جازمة. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، واسمه: ضمير مستتر فيه. فِعْلَ: خبر يكن، وفِعلَ: مضاف، وتعجب: مضاف إليه. ولا: الواو عاطفة، لا: زائدة. كابيض: معطوف على خبر يكن. أو: عاطفة. أهوى: معطوف على أبيض. بلام: جار ومجرور متعلق بقوله: عُلِّلَ الآتي. عُلِّلا: علل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه، والألف للإطلاق، والجملة في محل جر صفة لأهوى.
للاستغناء عنها بحركة الباء الموحدة، وحينئذ يلتبس بأنه فاعل من (البضاضة): نعومة البشرة، وهو خلاف المراد، ذكره المصنف.
وأما (أهوى) فلو أعل .. لتوالى فيه إعلالان؛ لأنك تنقل فتحة الواو للهاء، وتقلب الواو ألفًا ثم تحذفها لالتقاء الساكنين.
وحكى أبو حيان عن الكسائي: جواز النقل في التعجب؛ نحو: (أقوِم به)، فتقول:(أقِم به) وهو ضعيف.
واللَّه الموفق
ص:
978 -
وَمِثْلُ فِعْلٍ فيِ ذَا الإعْلَالِ اسْمُ
…
ضَاهَى مُضَارِعًا وَفِيْهِ وَسْمُ
(1)
ش:
يقول: إن الاسم إذا شابه المضارع .. فهو كالفعل في وجوب الإعلال بالنقل:
• فتارة يشبهه في الزيادة فقط؛ نحو: (تِبيْع) بكسر المثناة والموحدة وسكون الياء آخر الحروف وهو: من (البيع)، على مثال:(تِحْلِئ) بكسر المثناة فوق وسكون الحاء المهملة وهمزة بعد اللام، والأصل:(تِبْيع) بسكون الموحدة وكسر الياء آخر الحروف، فنقلت الكسرة إلى ما قبلها.
ومثله أيضًا: (تِقِيْل) بكسر المثناة فوق والقاف وسكون الياء آخر الحروف وهو: من (القول) على مثال (تِحْلِئ) أيضًا والياء فيه مبدلة من الواو، والأصل:(تِقْوِل) بكسر التاء وسكون القاف وكسر العين، فنقلت كسرة الواو إلى القاف، ثم قلبت الواو ياءً فحصل:(تقيل).
• وتارة يشبه المضارع في الوزن فقط؛ نحو: (مَقامٍ)، والأصل:(مَقوَم) بفتح الواو، فنقلت فتحة الواو للقاف، فقلبت الواو ألفًا مع أنها ساكنة كما تقدم.
ووجه الشبه بالمضارع هنا: أنه على وزن (يَشرَب)، ولا يقال: إنه أشبهه في الزيادة
(1)
ومثل: مبتدأ، ومثل: مضاف، وفِعْل: مضاف إليه. في ذا: جار ومجرور متعلق بمثل؛ لما فيه من معنى المماثلة. الإعلال: بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت له. اسم: خبر المبتدأ الذي هو قوله: (مثل)، وجملة ضاهى مضارعًا: في محل رفع نعت لاسم، وجملة وفيه وَسْمُ: من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر في محل نصب حال، رابطها الواو.
كما في: (تِبِيع)؛ لأن الميم لا تزاد في أول المضارع، بخلاف التاء.
ومما يشبه المضارع في الوزن أيضًا؛ نحو: (مستقيم)، والأصل:(مُستقوِم)، فنقلت كسرة الواو للقاف، ثم قلبت الواو ياءً لمناسبة الكسرة، وهو على وزن (يَستَرشِد) وزن عروضي، وقد سبق تعريفه.
• وتارة يكون الاسم مشابهًا للمضارع في الوزن والزيادة:
فإن كان الاسم فعلًا في الأصل .. أُعلَّ نحو: (يزيد)، والأصل:(يزْيِد) بسكون الزاي وكسر الياء، فنقلت كسرة الياء إلى الزاي.
وإن لم يكن فعلاً في الأصل نحو: (الأبيض) و (الأسود) .. وجب التصحيح؛ ليمتاز الاسم من الفعل.
• وتارة لا يشبه المضارع بوجه من الوجوه فيجب أيضًا التصحيح؛ نحو: (مِكيَال)، و (مِنوَال).
واللَّه الموفق
ص:
979 -
وَمِفْعَلٌ صُحِّحَ كَالْمِفْعَالِ
…
وَأَلِفَ الإفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ
(1)
980 -
أَزِلْ لِذَا الإعْلَالِ وَالْتَّا الزَمْ عِوَضْ
…
وَحَذْفُهَا بِالْنَّقلِ رُبَّمَا عَرَضْ
(2)
(1)
ومِفْعَلٌ: مبتدأ. صُحِّحَ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى مِفعَل، والجملة من صُحّح ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. كالمِفعَال: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في (صُحح) السابق. وَأَلِفَ: مفعول تقدم على عامله وهو قوله: (أزل) في البيت الآتي، وألف: مضاف، والإفعال: مضاف إليه. واستِفعال: معطوف على الإفعال.
(2)
أزل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لذا: جار ومجرور متعلق بأزل. الإعلالِ: بدل من ذا، أو عطف بيان عليه، أو نعت له. والتا: قصر للضرورة: مفعول مقدم لالزم. الزم: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. عوضْ: حال من التاء، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة. وحذفها: الواو عاطفة، حذف: مبتدأ، وحذف: مضاف، والضمير العائد إلى التاء: مضاف إليه. بالنقل: جار ومجرور متعلق بقوله: عَرَض الآتي. ربما: مركب من رب الذي هو حرف تقليل، وما الكافة. عرض: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى حذفها، والجملة من عرض وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو حذف.
ش:
سبق أن الاسم إذا شابه المضارع يعل.
و (مِفعل) بكسر الميم يشبه المضارع وزنًا في لغة كنانة؛ فإنهم يكسرون حرف المضارع إلا فيما أوله ياء قبل ضمة؛ نحو: (تِقُوم).
وبلغتهم قرأ زيد بن علي ويحيى بن وثاب: (نِعْبُد) بكسر النون.
وحكى الحياني في "نوادره" عن الكسائي: أن ناسًا من بني دبير وغيرهم يكسرون التاء والنون والألف مما فتحت عينه في الماضي والمستقبل؛ كـ (ذهَب يذهَب)، فتقول:(تِذْهَب) و (نِذهَب) بكسر الياء والنون أيضًا.
قال شاعرهم:
دَعُونِيَ إِذهَبْ فِي البِلَادِ بِرِثَّتِي
(1)
بكسر همزة المضارع.
فنص الشيخ: على تصحيحه حملًا على (مِفعَال) الذي لا يشبه المضارع وزنًا ولا زيادة؛ نحو: (مِنوَال) كما سبق، فتقول:(مِخْيَط)، و (مِقوَل) من غير إعلال.
وأشار بقوله: (وَأَلِفَ الإفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ أَزِلْ لِذَا الإِعْلَالِ وَالْتَّا الزَمْ عِوَضْ) إلى أن المصدر الذي على وزن (إِفعال)، و (استفعال): إن كان معتل العين .. حذفت ألفه وعوض عنها التاء في آخره؛ نحو: (إقامة) و (استقامة) و (استعاذة) والأصل: (إقوَام) و (استقوام) و (استِعوَاذ) فقصد إعلال هذا المصدر حملًا على فعله، فنقلت فتحة الواو إلى ما قبلها، ثم قلبت ألفًا فالتقى ساكنان فحذفت إحدى الألفين وهي الأولى عند الأخفش والفراء، والثانية عند الخليل وسيبويه، وعُوِّض عنها التاء في آخره فحصل:(إقامة) و (استقامة) و (استعاذة).
وقد تحذف هذه التاء نقلًا عن العرب، كما قال:(وَحَذْفُهَا بِالْنَّقْلِ رُبَّمَا عَرَضْ)، ومنه قوله تعالى:{وَأَقَامَ الصَّلَاةَ} ونحو قولهم: (أجاب إجابًا) ولم يقولوا: (إجابة)، ونبه الشيخ عليه في أبنية المصادر أيضًا.
(1)
التخريج: لم أجده فيما بين يدي من مراجع.
الشاهد: قوله: (إِذهب) حيث كسر همزة المضارع على لغة ناس من قبيلة دبير.
وسمع أيضًا: (أغيمت السماء إغيامًا)، و (استحوذ استحواذًا) وكان القياس الحذف والتعويضُ.
لكن قال أبو يزيد: وهي لغة يقاس عليها.
وقوله: و (ألف الإفعال) مفعول بـ (أزل)، و (التاء): مفعول بـ (الزم)، و (عوضَ): حال من التاء.
واللَّه الموفق
ص:
981 -
وَمَا لإفْعَالٍ مِنَ الحَذْفِ وَمِنْ
…
نَقْلٍ فَمَفْعُولٌ بِهِ أَيضًا قَمِن
(1)
982 -
نَحوُ مَبِيعٍ وَمَصُونٍ وَنَدر
…
تَصحِيحُ ذِي الوَاوِ وَفيِ ذِي اليَااشتُهَر
(2)
ش:
اسم المفعول من الفعل الثلاثي المعتل يعامل معاملة (إفعال)، و (استفعال) في النقل والحذف فقط؛ نحو:(مَبِيع) و (مَصُون) من: (باع)، و (صان)، والأصل:(مبيُوع)، و (مصوُون) بضم العين فيهما، فنقلت الضمة إلى الساكن الصحيح.
أما (مبيُوع): فلما نقلت ضمة يائه إلى ما قبلها .. التقى ساكنان فحذفت الواو، ثم قلبت ضمة الياء كسرة، فحصل:(مبيع) بوزن: (مَفِعْل) بكسر الفاء وسكون عين الكلمة عند سيبويه.
وأما الأخفش: فإنه بعد نقل الضمة تحذف الياء لالتقاء الساكنين، وتقلب
(1)
ما: اسم موصول: مبتدأ أول. لإفعال: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة. من الحذف: متعلق بما تعلق به ما قبله. ومن نقل: معطوف على قوله: من الحذف. فمفعولٌ: الفاء زائدة، ومفعول: مبتدأ ثان. به: جار ومجرور متعلق بقوله: قمن الآتي. أيضًا: مفعول مطلق لفعل محذوف. قمِن: خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
(2)
نحو: خبر مبتدأ محذوف، ونحو: مضاف، ومبيع: مضاف إليه. ومصون: معطوف على مبيع. وندر: الواو عاطفة، وندر: فعل ماض. تصحيحٌ: فاعل ندر، وتصحيح: مضاف، وذي: مضاف إليه، وذي: مضاف، والواو: مضاف إليه. وفي ذي: جار ومجرور متعلق بقوله: (اشتهر) الآتي، وذي: مضاف، واليا: مضاف إليه. اشتهر: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود على تصحيح.
الضمة كسرة، ثم تقلب الواو ياء، فوزن الكلمة عنده:(مفِيل) بكسر الفاء وسكون الياء التي أصلها الواو الزائدة في (مبيُوع)؛ لأنه حذف عين الكلمة فلم يبق منها سوى الفاء واللام.
ومذهب سيبويه: أولى؛ لأن حذف الزائد أولى من حذف الأصل.
قالوا: وحق (مَبيع) أن يقال فيه: (مَبُوع) بقلب الياء واوًا؛ ولكنهم كرهوا ذلك لكونه من (البيع).
وأما (مصون): فلما نقلت ضمة واوه إلى الصاد .. التقى ساكنان، فحذفت الواو الثانية؛ لأنها زائدة فحصل (مَصُون).
وقول المصنف: (وَنَدَرْ تَصْحِيْحُ ذِي الوَاوِ) يشير به إلى أن من العرب من يصحح (مَفعول) من ذوات الواو، فيقولون:(ثوب مصوُوْن)، و (فرس مقوُوْد) بواوين.
والقياس: (مَصُوْن)، و (مَقُوْد).
وقوله: (وَفِي ذِي اليَا اشْتُهَر) إلى أن بني تميم يصححون (مَفعول) من ذوات الياء، فيقولون:(مَبيُوع)، و (مَخيُوط).
قال شاعرهم:
كَأَنَّهَا تُفَّاحَةٌ مَطْيُوْبَةٌ ..........................
(1)
ومن العرب من يبقي الضمة بعد نقلها، فيقول:(مَهُوب) في: (مهيب) من: (الهيبة)، وأصله:(مهيوب) فنقلت ضمة الياء للهاء، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وقلبت الياء واوًا لمناسبة الضمة، فصار:(مهوب) بوزن: (مفُعْل) بضم الفاء وسكون العين.
(1)
التخريج: الشطر من الكامل، وهو لشاعر تميمي في المقاصد النحوية 4/ 574، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 404، والخصائص 1/ 261، والمقتضب 1/ 101، والمنصف 1/ 286، 3/ 47.
شرح المفردات: مطيوبة: اسم مفعول بمعنى: طيبة.
الإعراب: كأنها: حرف مشبه بالفعل، وها ضمير في محل نصب اسم كأن. تفاحة: خبر كأن مرفوع بالضمة. مطيوبة: نعت تفاحة مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: (مطيوبة)، وذلك على لغة بني تميم، والقياس الشائع مَطِيبة.
ومنهم من يقلب الضمة كسرة في الواوي، فيقولون:(مَشِيب) في: (مَشُوب) من: (الشَّوب): وهو الخلط، وأصله:(مشوُوب)، فنقلت ضمة الواو إلى الشين فحذفت الواو الثانية لالتقاء الساكنين، فحصل:(مَشْوُب)، ثم قلبت الضمة كسرة، والواو ياء، فحصل:(مشيب) بوزن: (مَفْعِل) بكسر الفاء وسكون العين.
والقياس: (مهيب)، و (مشوب).
واللَّه الموفق
ص:
983 -
وَصَحِّحِ المَفْعُوْلِ مِنْ نَحْوِ عَدَا
…
وَأَعْلِلِ إِنْ لَمْ تَتَحَرَّ الَأَجْوَدَا
(1)
ش:
(فَعَل) المفتوح العين:
إن كانت لامه ياء؛ كـ (رمى)، و (حمى)،و (هدى) .. وجب الإعلال في اسم المفعول منه؛ نحو:(مَرْمِيّ)،و (محمِيّ)،و (مهدِيّ)،بكسر العين وتشديد الياء، والأصل:(مرمَوِي)، و (مَحمَوي)، و (مَهدَوي)، فقلبت الواو ياء وأدغمت، ثم قلبت الضمة كسرة.
ولم يذكره المصنف هنا؛ لأنه سبق عند قوله: (إن يُسَكّن السَّابقُ من واوٍ وَيَا). وإن كانت لامه واوًا .. جاز في اسم المفعول منه وجهان، التصحيح والإعلال:
والتصحيح أجود؛ نحو: (مغزوٌّ)، و (معدوٌّ) من:(غزا)، و (عدا)، وأصلهما:(غزوَ)، و (عدوَ)، من:(الغزو)، و (العدو).
ويجوز الإعلال .. إن لم تتحر الأجود؛ أي: تتقصّد الأجود؛ نحو: (مغزيٌّ)،
(1)
وصحِّح: فعل أمر، وفيه ضمير مستتر وجوبًا فاعل. المفعولَ: مفعول به لصحح. من نحو: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المفعول، ونحو: مضاف، وعَدَا: قصد لفظه: مضاف إليه. وأعلِل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. إن: شرطية. لم: نافية جازمة. تتحرَّ: فعل مضارع، مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، وجملة لم تتحر فعل الشرط. الأجودا: مفعول به لتتحر، والألف للإطلاق، وجواب الشرط محذوف لدلالة سابق الكلام عليه، وتقدير الكلام: إن لم تتحر الأجود فأعلل.
و (معديٌّ)، والأصل:(مَغزُوْوٌ)، و (مَعدوْوٌ) بواوين، فقلبت الثانية ياء، فاجتمعت الياء والواو، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء وأدغمت، ثم قلبت الضمة كسرة، فقيل:(مغزِيٌّ)، و (معدِيٌّ)، بياء مشددة.
ومنه قوله:
.................. أَنَا اللَّيْثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وعَادِيَا
(1)
وأما نحو (عدُوّ) .. فلم يستعمل إلا مصححًا؛ لأنهم لو قالوا (عديٌّ) لالتبس.
فلو كان الفعل الذي لامه واوًا على وزن (فَعِل) بكسر العين .. أُعلَّ اسم المفعول منه؛ كـ (مرضيّ)، والأصل:(مَرضُويٌ)، من (رضيَ) بكسر العين، وأصله:(رضوَ) من: (الرِّضوان).
وفي القرآن: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} .
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وقد علمت عرسي مليكةُ أنني
وهو لعبد يغوث بن وقاص الحارثي في خزانة الأدب 2/ 101، وسر صناعة الإعراب 2/ 691،
وشرح أبيات سيبويه 2/ 433، وشرح اختيارات المفصل ص 771، وشرح التصريح 2/ 382، والكتاب 4/ 385، ولسان العرب 5/ 219 نظر، 15/ 34 عدا، والمقاصد النحوية 4/ 589، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص 569، 600، وأمالي ابن الحاجب ص 331، وشرح شافية ابن الحاجب ص 172، وشرح شواهد الشافية ص 400، وشرح المفصل 5/ 36، 10/ 22، 110، ولسان العرب 6/ 115 شمس، 14/ 148 جفا، والمحتسب 2/ 207، والمقرب 2/ 187، والممتع في التصريف 2/ 550، والمنصف 1/ 118، 2/ 122.
شرح المفردات: عرسي: زوجي. الليث: الأسد. المعدي عليه: المظلوم.
الإعراب: وقد: الواو بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. عملت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. عرسي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. مُلَيكة: بدل من عرسي، أو عطف بيان، مرفوع. أنني: حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب اسم أنّ. أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الليثُ: خبر المبتدأ مرفوع. والمصدر المؤول من أنّ وما بعده: سدت مسد مفعولي علمت. معديًّا: حال منصوب. عليه: جار ومجرور متعلقان بمعديا. وعاديا: الواو حرف عطف، عاديا: معطوف على معديًا منصوب.
وجملة: (علمت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أنا الليث .. ): في محل رفع خبر أنّ.
الشاهد فيه قوله: (معديًا) وأصله معدوًّا فقلب الواو ياء استثقالًا للضمة والواو، وتشبيها بما يلزم قلبه من الجمع.
وتصحيحه قليل؛ نحو: (مرضُوٌّ).
وقرئ شاذًا: (مَرضُوَّة).
وتقول: (قويت على الشيء فهو مَقوِيٌّ عليه)، والأصل:(مقوُوْوٌ) بثلاث واوات، فقلبت الثالثة ياء لاجتماع الأمثال، ثم قلبت الثانية ياء للمقتضي وأدغمت، ثم قلبت ضمة الأولى كسرة لمناسبة الياء فحصل:(مقوِيّ).
واللَّه الموفق
ص:
984 -
كَذَاكَ ذَا وَجهَينِ جَا الفُعُولُ مِنْ
…
ذِي الوَاوِ لَامَ جَمعٍ أوْ فَرْدٍ يَعِنّ
(1)
ش:
(فُعُول) بضم الفاء والعين؛ إما أن يكون جمعًا أو مفردًا وفي الحالين يجوز فيه التصحيح والإعلال:
فمثال التصحيح في الجمع: (أبوٌّ)، و (نحوٌّ)، و (نجوٌّ) بضم الأول والثاني وتشديد الواو فيهما.
فالأول: جمع: (أب).
والثاني: جمع: (نحو) بالمهملة.
والثالث: جمع: (نجو): بالجيم، وهو السحاب.
والأصل: (أبوْوٌ)، و (نحوْوٌ)، (نجوْوٌ) بواوين، الثانية منهما أصلية على وزن (فُعُول)؛ كـ (فُلوس) جمع:(فَلس) ثم أدغم.
(1)
كذاك: كذا: جار ومجرور متعلق بقوله: (جاء) الآتي، والكاف: حرف خطاب. ذا: بمعنى صاحب: حال من الفُعول، وذا: مضاف، ووجهين: مضاف إليه. جا: قصر للضرورة: فعل ماض. الفُعُول: فاعل جا. من ذي: جار ومجرور متعلق بجاء، أو بمحذوف حال من الفُعُول، وذي: مضاف، والواو: مضاف إليه. لامَ: حال من الواو، ولام: مضاف، وجمع: مضاف إليه. أو: عاطفة. فردٍ: معطوف على جمع. يَعِنّ: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى فرد، والجملة في محل جر نعت لفرد، ومعنى (يعنّ): يبدو ويظهر.
ومنه قول بعض العرب: (إنكم لتنظرون في نُحُوٌّ كثيرة).
ومثال الإعلال في الجمع: (عُصِيّ)، و (قُفيّ)، و (دُليّ) بضم الأول وكسر الثاني وتشديد الياء في الثلاثة، جمع:(عصا)، و (قفا)، و (دلو).
والأصل: (عُصوْوٌ)، و (قُفوْوٌ)، و (دُلوْوٌ) بواوين كما تقدم، فقلبت الواو الثانية ياء في الثلاثة، فاجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء وأدغمت، ثم قلبت الضمة كسرة لتصح الياء.
[وقد لا تقلب الضمة]
(1)
.
ومنه قراءة الحسن: (فألقَوا حبالهم وعُصِيَّهم) بضم العين وكسر الصاد.
ويجوز كسر العين أعني: فاء الكلمة.
- ومثال التصحيح في المفرد: (علا، علُوًّا)، و (سما، سمُوًّا)، والأصل:(علُوْوٌ)، و (سمُوْوٌ) بواوين فأدغم.
وأما الإعلال .. فنحو: (عِتِيًّا)، و (قِسِيًّا)، والأصل:(عُتُوْوٌ)، و (قُسُوْوٌ) بواوين، فقلبت الثانية ياءً وأدغمت، ثم قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء.
وفي القرآن: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} .
والتصحيح في (فُعُول) مفردًا: أجود من تصحيحه جمعًا.
والحاصل: أن (فُعُول) مفردًا كان أو جمعًا يجوز في لامه التصحيح والإعلال أن كانت لامه واوًا كما سبق في الامثلة.
وأما (النُّهَى): فلامه ياء، وجمعه:(نُهِيّ) بكسر الهاء وتشديد الياء، والأصل:(نُهُوْيٌ) بوزن (فُعُول)، فقلبت الواو ياء وأدغمت في لام الكلمة، ثم قلبت ضمة الهاء كسرة لمناسبة الياء، فحصل:(نُهُيّ) هذا هو القياس.
وإن ثبت (نُهُوٌّ) .. فهو شاذ.
و (الفُعول): فاعل بـ (جا)، و (ذا الوجهين): حال من (الفُعُول)، و (لام جمع):
(1)
زيادة من نسخة (ب).
حال من الواو، و (فرد): معطوف على جمع.
وقوله: (يَعِنّ)؛ أي: يظهر.
واللَّه الموفق
ص:
985 -
وَشَاعَ نَحوُ نُيَّمٍ فيِ نُوَّمِ
…
وَنَحْوُ نُيَّامٍ شُذُوذُهُ نُمِي
(1)
ش:
(فُعَّل) بضم الفاء وتشديد العين المفتوحة: إن كان جمعًا لما عينه واو .. فيجوز فيه التصحيح على الأصل؛ نحو: (صائم)، و (صُوّم)، و (قائم)، و (قُوّم)، و (نائم)، و (نُوّم).
وأصل (صائم) و (قائم) و (نائم): (صاوِم)، و (قاوِم)، و (ناوِم).
وشاع الإعلال؛ نحو: (صُيَّم)، و (قُيَّم)، و (نُيَّم).
ومنه قوله:
................ عَجَّلْتُ طَبْخَتَهُ لِرَهْطٍ جُيَّعِ
(2)
جمع (جائع)، وأصله:(جاوع).
وأما (فُعّال)، بضم الفاء وتشديد العين .. فيجب تصحيحه على الأصل؛ نحو:(صُوَّام)، و (قُوَّام)، و (نُوَّام)؛ لأن عينه بعدت من الطَّرف، والبُعد من الطرف يُضعف سبب الإعلال.
(1)
وشاع: فعل ماض. نحوُ: فاعل شاع، ونحو: مضاف، ونُيّم: مضاف إليه. في نوَّمِ: جار ومجرور متعلق بشاع، أو بمحذوف حال من نُيم. ونحو: مبتدأ أول، ونحو: مضاف، ونُيّام: مضاف إليه. شذوذهُ: شذوذ: مبتدأ ثان، وشذوذ: مضاف، والهاء مضاف إليه. نمي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى شذوذه، والجملة من نمي ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
(2)
التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: وَمعرّضٍ تَغْلي المراجلُ تَحْته
وهو للحادرة في ديوانه ص 58؛ وبلا نسبة في الخصائص 3/ 219؛ وشرح الأشموني 3/ 870؛ ولسان العرب 8/ 61 (جوع)؛ والممتع في التصريف 2/ 497؛ والمنصف 2/ 3.
الشاهد: قوله: (جُيَّع)؛ حيث جاء جمعًا لـ (جائع) على الشائع في إعلاله.
وشذا الإعلال في قوله:
................ فَمَا أَرَّقَ النُّيَّامَ إلَّا كَلامُهَا
(1)
كما قال: (وَنَحْوُ نُيَّامٍ شُذُوْذُهُ نُمِي).
واللَّه الموفق
* * *
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: ألا طرقتنا مية ابنةُ منذر
وهو لذي الرمة في ديوانه ص 1003، وخزانة الأدب 3/ 419، 420، وشرح شواهد الشافية ص 381، وشرح المفصل 10/ 93، والمنصف 2/ 5، 49، ولأبي النجم الكلابي في شرح التصريح 2/ 383، وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب 3/ 143، 173، وشرح ابن عقيل ص 707، ولسان العرب 12/ 596 نوم، والممتع في التصريف 2/ 498. ويروى (سلامها) مكان (كلامها).
شرح المفردات: طرقتنا: زارتنا ليلًا. أرق: أسهر.
الإعراب: ألا: حرف استفتاح وتنبيه. طرقتنا: فعل ماض، والتاء للتأنيث، ونا: ضمير في محل نصب مفعول به. مية: فاعل مرفوع بالضمة. ابنه: نعت مية مرفوع وهو مضاف. منذر: مضاف إليه مجرور. فما: الفاء حرف عطف، ما: حرف نفي. أرّق: فعل ماض. النيام: مفعول به منصوب. إلا: أداة حصر. كلامُها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة (طرقتنا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أرّق
…
): معطوفة على الجملة السابقة.
الشاهد قوله: (النيام) في جمع نائم، والقياس:(النوَّام) فقلب الواو ياء.