المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في زيادة همز الوصل - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[الفارضي]

الفصل: ‌فصل في زيادة همز الوصل

‌فصل في زِيادة هَمْز الوَصْل

ص:

938 -

لِلْوَصْلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لَا يَثْبُتُ

إِلَّا إِذَا ابْتُدِي بِهِ كَاسْتَثْبِتُوَا

(1)

ش:

همزة الوصل هي السابقة الموجودة في الابتداء، المفقودة في الدرج؛ نحو:(استثبتوا)، وهو أمر للجماعة، و (استخرج)، و (انطلق).

وتثبت في الدرج ضرورة؛ كقوله:

أَلَا لَا أَرَى إثْنَيْنِ أحْسَنَ شِيمَةً

. . . . . . . . . . . . .

(2)

وقوله:

(1)

للوصل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. همز: مبتدأ مؤخر. سابق: نعت لهمز. لا: نافية. يثبت: فعل مضارع، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى همز، والجملة من يثبت المنفي بلا وفاعله المستتر فيه: في محل رفع نعت ثان لهمز. إلا: أداة استثناء لإيجاب النفي. إذا: ظرف متعلق بقوله: يثبت. ابتدي: فعل ماض مبني للمجهول. به: جار ومجرور متعلق بابتدي. كاستثبتوا: الكاف جارة لقول محذوف، والباقي يعلم إعرابه مما سبق مكررًا.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: على حَدَثانِ الدَّهْرِ مِنّي ومِن جُمْلِ

وهو لجميل بثينة في ديوانه ص 182، وكتاب الصناعتين ص 151، والمحتسب 1/ 248، ونوادر أبي زيد ص 204، ولابن دارة في الأغاني 21/ 255، وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 202، ورصف المباني ص 41، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 341، وشرح الأشموني 3/ 814، وشرح التصريح 2/ 366، ولسان العرب 14/ 117 (ثنى)، والمقاصد النحوية 4/ 569.

اللغة: الشيمة: الطبيعة والخلق. حدثان الدهر: مصائبه.

الإعراب: ألا: حرف استفتاح لا: حرف نفي. أرى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله: ضمير مستتر تقديره أنا. إثنين: مفعول به أول منصوب بالياء لأنّه ملحق بالمثنى. أحسن: مفعول به ثانٍ منصوب. شيمة: تمييز منصوب. على حدثان: جار ومجرور متعلّقان بـ (أحسن)، وهو مضاف. الدهر: مضاف إليه مجرور. منّي: جار ومجرور متعلّقان بـ (أحسن). ومن جُمل: جار ومجرور معطوفان على مني.

الشاهد: قوله: (إثنين) حيث جعل همزة الوصل في (اثنين) همزة قطع، وذلك لإقامة الوزن.

ص: 393

إِذَا جَاوَزَ الإثْنَينِ سِرٌّ فَإِنّه

. . . . . . . . . . . . . .

(1)

وقوله:

يَا نَفْسُ صَبرًا كُلُّ حَيٍّ لَاقِي

وَكُلُّ إِثْنَينِ إِلَى افْتِرَاقِ

(2)

وسميت بذلك لتوصل المتكلم بها إلى النطق بالساكن.

وقال الكوفيون: لأنها تسقط فيتصل ما قبلها بما بعدها.

وكان الخليل يسميها: سُلَّم اللسان.

واللَّه الموفق

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: بنَشْرٍ وتَضْيِيعِ الحدِيثِ قَمِينُ

وهو لقيس بن الخطيم في ديوانه ص 162، وحماسة البحتري ص 147، والدرر 6/ 312، وسمط اللآلي ص 796، وشرح شواهد الشافية ص 183، ولسان العرب 2/ 194 (نثث)، 13/ 347 (قمن)، 14/ 117 (ثني)، والمقاصد النحوية 4/ 566، ونوادر أبي زيد ص 204، ولجميل بثينة في ملحق ديوانه ص 245، وكتاب الصناعتين ص 151، وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب 1/ 342، وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 265، وهمع الهوامع 2/ 211.

اللغة: القمين: الجدير بالشيء.

المعنى: إن السر لا يعود سرًا إذا جاوز الاثنين، ومن يَدَع سره بين الناس. . فهو جدير بما سيلحق به جراء ذلك.

الإعراب: إذا: ظرفية شرطية متعلقة بالجواب. جاوز: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر. الإثنين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بالمثنى، والنون: عوض عن التنوين في الاسم المفرد. سرٌّ: فاعل مرفوع بالضمّة. فإنه: الفاء: رابطة لجواب الشرط، إن: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب اسم إن. بنشر: جار ومجرور متعلّقان بخبر إن. وتضييع: الواو: حرف عطف، تضييع: اسم معطوف على مجرور، مجرور، مثله بالكسرة. الحديث: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قمين: خبر إن مرفوع بالضمة.

وجملة (جاوز سر): في محل جر بالإضافة. وجملة (إنه قمين): جواب شرط غير جازم لا محل لها، وجملة (إذا جاوز سر. . . فإنه قمين): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله. (الإثنين)؛ حيث قطع ألف الاثنين الوصلية للضرورة.

(2)

التخريج: البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب 4/ 184، وشرح الألفية للشاطبي.

والشاهد قوله: (إثنين)؛ حيث قطع ألف الاثنين الوصلية للضرورة.

ص: 394

ص:

939 -

وَهْوَ لِفِعْلٍ مَاضٍ احْتَوَى عَلَى

أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ نَحْوَ انْجَلَى

(1)

ش:

إذا احتوى الماضي على أكثر من أربعة أحرف. . كان في أوله همزة الوصل؛ كـ (انطلق)، و (استخرج)، (واحرنجم).

فخرج الثلاثي؛ كـ (أخذ)، و (أكل).

والرباعي؛ كـ (أعطى).

وهمزة الأمر؛ نحو: (أكرم يا زيد).

وهمزة المضارع؛ نحو: (أنا أذهب)، و (أستغفر).

وهمزة الاستفهام؛ نحو: (أقام زيد؟).

واللَّه الموفق

ص:

940 -

وَالأَمْرِ وَالْمَصْدَرِ مِنْهُ وَكَذَا

أَمْرُ الثُّلَاثِي كَاخْشَ وَامْضِ وَانْفُذَا

(2)

ش:

يجب أن تكون همزة الوصل أيضًا في الأمر من الخماسي والسداسي؛ كـ (انطلق يا زيد)، و (استخرج يا عمرو).

(1)

وهو: مبتدأ. لفعل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. ماض: صفة لفعل. احتوى: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى فعل. على أكثر: جار ومجرور متعلق باحتوى، وجملة احتوى وفاعله: في محل جر صفة ثانية لفعل. من أربعة: جار ومجرور متعلق بأكثر. نحو: خبر لمبتدأ محذوف: أي وذلك نحو، ونحو: مضاف، وانجلى: قصد لفظه: مضاف إليه.

(2)

والأمر: معطوف على (فعل) في البيت السابق. والمصدر: مثله. منه: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المصدر. وكذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. أمر: مبتدأ مؤخر، وأمر: مضاف، والثلاثي: مضاف إليه. كاخش: الكاف جارة لقول محذوف، كما علمت مرارًا، واخش: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وامض، وانفذا: معطوفان على اخش.

ص: 395

وكذا مصدرهما؛ كـ (انطلاق)، و (استخراج).

وكذا في أمر الثلاثي. . إن كان ثاني مضارعه ساكنًا كـ (اخش)، و (امض)، و (انفذ) و (اضرب).

فإن كان ثاني مضارعه متحركًا. . فلا همزة في الأمر؛ نحو: (صُم)، و (قُم).

وتضم الهمزة فيما عين مضارعه مضمومة؛ نحو: (اكتب)، و (اخرج)، و (اغز).

وحكى أبو الفتح: كسرها، وهي لغة رديئة.

وتكسر الهمزة فيما عين مضارعه مفتوحة أو مكسورة؛ نحو: (اِعلم)، و (اِضرب).

وتقول: (اُغزي يا هند) بضمّها، وأصله:(اُغزوي) نقلت كسرة الواو إلى الزاي فحذفت الواو لالتقاء الساكنين.

وقيل: يجوز (اِغزي) بكسرها على اللغة الرديئة.

و (الأمرِ): مجرور عطفًا على قوله: (فِعْلٍ) في البيت قبله.

واللَّه الموفق

ص:

941 -

وَفِي اسْمٍ اسْتٍ ابْنٍ ابْنُمٍ سُمِعْ

وَاثْنَيْن وَامْرِئٍ وَتَأْنِيْثٍ تَبِعْ

(1)

942 -

وَايْمُنُ هَمْزُ أَلْ كَذَا وَيُبْدَلُ

مَدًّا فِي الاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ

(2)

(1)

وفي اسم: جار ومجرور متعلق بقوله: (سمع) الآتي. است، ابن، ابنم: معطوفات على اسم. سمع: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى همز الوصل. واثنين وامرئ، وتأنيت: معطوفات على ما قبله. تبع: فعل ماض، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى تأنيث، والجملة من تبع وفاعله المستتر فيه: في محل جر نعت لتأنيث.

(2)

وايمن: معطوف على (اسم) في البيت السابق، ورفعه على الحكاية؛ لأنه ملازم للرفع؛ إذ هو لا يستعمل إلا مبتدأ. همز: مبتدأ، وهمز: مضاف، وآل: مضاف إليه. كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ويبدل: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل -وهو المفعول الأول ليبدل- ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (همز أل). مدا: مفعول ثان ليبدل. في الاستفهام: جار ومجرور متعلق ببيدل. أو: حرف عطف وتخيير. يسهل: فعل مضارع مبني للمجهول، معطوف على قوله:(ببدل) السابق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه.

ص: 396

ش:

لا تكون همزة الوصل في اسم إلا إذا كان مصدرًا لفعل أكثر من أربعة أحرف كما سبق.

وسمعت في عشرة أسماء غير ما ذكر: (اسم)، و (است)، و (ابن)، و (ابنم) و (اثنان)، و (امرئ).

وفُهم باقيها من قوله: (وَتَأْنِيْثٍ تَبِعْ)؛ فمؤنث (ابن): (ابنة)، و (امرئ):(امرأة)، و (اثنين):(اثنتان)، و (العاشر): أيمن.

وأصل (اسم): (سِمْوٌ) كما سبق في النعت، وهي في (است) عوض من الهاء، وأصله:(سَتَهٌ) بفتح أوله وثانيه، وفيه لغتان:(سَتَهٌ)، و (سَتٌ).

وفي (ابن) عوض من الواو، والأصل:(بَنوٌ).

وميم (ابنم) زائدة للمبالغة، قال الشاعر:

. . . . . . . . . . . . . .

أَبٌ غَيرُ بَرٍّ وَابْنُمٌ غَيرُ وَاصِلٍ

(1)

وقال آخر:

. . . . . . . . . . . . . .

أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ أَكُونَ لَهَا ابْنَمَا

(2)

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تَعاورتُما ثوبَ العُقوق كِلاكما

وهو لعبد مناف بن الهذلي في ديوان الهذليين (2/ 45)، وابن عبد البر القرطبي في بهجة المجالس (55).

ومطلع القصيدة:

أَلا لَيتَ جَيشَ العَيرِ لاقَوا كَتيبَةً

ثَلاثينَ مِنّا صَرعَ ذاتِ الحَفائِلِ

ومنها:

تَرَكنا ابنَ حَنواءَ الجَعورِ مُجَدَّلا

لَدى نَفَرٍ رُؤوسَهُم كَالفَياشِلِ

فَيا لَهفَتا عَلى ابنِ أُختِيَ لَهفَةً

كَما سَقَطَ المُنفوسُ بَينَ القَوابِلِ

والشاهد: قوله: (وابنم)؛ حيث جاءت الميم في (ابنم) زائدة للمبالغة.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وهل لِيَ أُمٌّ غيرُها إنْ ذكرتُها

وهو للمتلمس في ديوانه ص 30، والأصمعيات ص 245، وخزانة الأدب 10/ 58، 59، والمقاصد النحوية 4/ 568، والمقتضب 2/ 93، وبلا نسبة في الخصائص 2/ 182، وسرّ صناعة =

ص: 397

وهو مثل (امرئ) في كون عينه تابعة حرف إعرابه، والهمزة وصل في التثنية أيضًا؛ نحو:(اسمان) و (استان)، و (ابنان)، و (ابنمان)، و (امرأان)، و (امرأتان).

و (ايمُن): مشتق من اليُمن: البركة، يستعمل في القسم.

وابن كيسان ودرستويه: همزته قطع.

وعند الكوفيين: كذلك، وإنه جمع يمين.

ورُدَّ: بأنه سمع كسرها وحذفها.

وفيه لغات:

(أَيمُن) بفتح الهمزة وضم الميم.

وبكسرها، وفتح الميم.

وبكسرها، وضم الميم.

و (إِيمُ) بكسرها، وضم الميم.

وبفتحها، وضم الميم.

و (إِم) بكسرها وضم الميم.

و (منُ) بتثليث الميم مع ضم النون.

و (م) بتثليث الميم.

= الإعراب 1/ 115، والمنصف 1/ 58.

الإعراب: وهل: الواو: بحسب ما قبلها، وهل: حرف استفهام. لي: جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. أمّ: مبتدأ مؤخّر مرفوع. غيرُها: نعت أمّ مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. إنْ: حرف شرط جازم. ذكرتُها: فعل ماضٍ، والتاء: ضمير في محلّ رفع فاعل، وها: ضمير في محلّ نصب مفعول به، وهو فعل الشرط محله الجزم. أبى: فعل ماضٍ. اللَّه: لفظ الجلالة فاعل مرفوع. إلا: حرف حصر واستثناء. أن: حرف مصدري ناصب. أكون: فعل مضارع ناقص، واسمه: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. لها: جار ومجرور متعلّقان بصفة لـ (ابنما). أبنما: خبر أكون منصوب، والميم للمبالغة.

وجملة (هل لي أم. . .): بحسب الفاء. وجملة (إن ذكرتها. . .): حالية محلها النصب. وجملة (ذكرتها): جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (أبى اللَّه): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. والمصدر المؤول في محلّ نصب مفعول به لـ (أبى).

والشاهد قوله: (ابنما) حيث زيدت الميم للمبالغة، فإنّ أصلها: ابنا.

ص: 398

ولم تحفظ همزة الوصل في حرفٍ إلا في (ألٍ).

وفتحت تخفيفًا كما سبق في محله، فخرج نحو: همزة (إلى)، و (إذا)، و (أم).

ولا تحذف همزة (أل) إذا دخل عليها همزة الاستفهام؛ لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر لو قلت: (الرجل فى الدار) بهمزةٍ واحدةٍ وإنما تبدل ألفًا أو تسهل.

والتسهيل بين الألف والهمزة، فتقول مستفهمًا:(آلرجل في الدار؟) بالإبدال أو بالتسهيل.

وقرئ بهما: في قوله تعالى: {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ} .

ومن التسهيل قولُ الشاعرِ:

أَالْحَقُّ إِنْ دَارُ الرَّبَابِ تَبَاعَدَتْ

. . . . . . . . . . . . .

(1)

الأولى همزة الاستفهام، والثانية وصل و (الحق) مصدر.

ولا يجوز تحقيق الثانية؛ لأنها همزة وصل أو أنها عوملت معاملة

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: أوِ انْبَتَّ حَبْلٌ أَنَّ قَلْبَكَ طَائِرُ

وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص 133، والأغاني 1/ 127، وخزانة الأدب 10/ 277، والكتاب 3/ 136، ولجميل في محلق ديوانه ص 237، وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 366، وشرح ابن عقيل ص 689. وراجع ديوان كثير عزة ص 368.

شرح المفردات: انبت حبل: أي انقطع، وهنا بمعنى انقطت سبل المودة والألفة. قلبك طائر: كناية عن ذهاب العقل حزنًا.

المعنى: يقول: أإذا هجرتني الرباب وانقطع حبل المودة بيننا. . سوف أجن حزنًا عليها؟

الإعراب: أالحقُّ: الهمزة للاستفهام، الحق: مبتدأ مرفوع. إلى: حرف شرط جازم. دار: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، وهو مضاف. الرباب: مضاف إليه مجرور. تباعدت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله: ضمير مستتر تقديره هي. أو: حرف عطف. انبتَّ: فعل ماض. حبلٌ: فاعل مرفوع بالضمة. أن: حرف مشبه بالفعل. قلبَك: اسم أن منصوب وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. طائر: خبر أن مرفوع. والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ الحق.

وجملة (الحق. . .): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن دار. . .) الشرطية: اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تباعدت): تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد قوله: (أالحق)؛ حيث نطق الشاعر بهمزة أل بين الألف والهمزة مع القصر، وهذا هو التسهيل، وهو قليل، والأكثر إبدال همزة أل الثانية لهمزة الاستفهام ألفًا.

ص: 399

همزة الوصل، بخلاف القطع. . فتحقق مع همزة الاستفهام كما سيأتي.

ومتى دخل همز الاستفهام على غير همزة (أل) من همزات الوصل. . حذفت؛ إذ لا لبس في ذلك؛ كقوله تعالى: {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} ، {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} .

تنبيه:

تعرف همزة الوصل؛ بسقوطها في التصغير؛ كـ (بُني)، و (سُمي) في:(ابن)، و (اسم).

وهمز القطع بالعكس، كما تقول (أُبَيّ)، و (أُخَيّ) في:(أب)، و (أخ).

وإن كان أول المضارع مفتوحًا؛ كـ (يكتب)، و (يستخرج). . فالهمزة وصل؛ نحو:(اكتب)، و (استخرج).

وإن كان مضمومًا، كـ (يكرم)، و (يعطى). . فقطع؛ نحو:(أكرم)، و (أعطِ).

ولا تحذف همزة القطع إلا في الضرورة؛ كقوله:

إِنْ لَمْ أُقاتِلْ فَالْبِسُونِي بُرقُعَا

. . . . . . . . . . . . .

(1)

وإذا استفهمت عما هي فيه. . تقول: (أأكرمت زيدًا يا عمرو؟) بهمزتين.

أو: (أاأكرمت) بألف بين همزتين؛ كراهة اجتماعهما.

و (أاكرمت) بألف بعد همزة الاستفهام.

وتقول (أأعطيك يا زيد؟) بهمزتين.

أو تقلب الثانية واوًا؛ نحو: (أوعطيك).

و (أاأعطيك) بألف بين همزتين.

أو تقلب الهمزة الثانية واوًا؛ نحو: (أاؤعطيك) بألف بين الهمزة والواو.

(1)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: وفَتَخاتٍ في اليدينِ أَرْبَعا

والرجز في الخصائص 3/ 151، المحتسب 1/ 120، رسالة الغفران 190، الجامع لأحكام القرآن 5/ 101، ضرائر الشعر لابن عصفور 100، البحر المحيط 3/ 206.

اللغة: الفَتْخَة: خاتم يكون في اليد والرجل بفصٍّ وغير فص.

الشاهد: قوله: (فالبسوني)؛ حيث حذف همزة القطع للضرورة، والأصل:(فألبسوني).

ص: 400

وقرئ بالأوجه في: {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} .

وتقول: (أإنك ذاهب؟) بهمزتين.

أو تقلب الثانية ياء؛ نحو: (أينَّك).

أو تقول: (أاإنك) بألف بين همزتين كراهة اجتماعهما كما سبق.

أو تقلب الثانية ياءً؛ نحو: (أاينك) بألف بين الهمزة والياء.

وقرئ بالأوجه في: {أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} .

واللَّه الموفق

* * *

ص: 401