الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التقدير: و (إن لا تطلقها يعل مفرقك الحسام).
- وقد يحذف الشرط والجواب للعلم بهما مع (إنْ) خاصة ويكتفى بها؛ كقوله:
قَالَت بَنَات العم يَا سَلمَى وَإِنْ
…
كَانَ فَقِيرًا مُعدَمًا قَالَتْ وَإِنْ
(1)
أي: و (إن كان فقيرًا معدمًا أتزوج به).
تنبيه:
أجاز الكسائي والفراء: تقديم معمول الجزاء على أداة الشرط؛ نحو: (خيرًا إن تكرمْني تُصِب).
وأجاز الكسائي: تقديم معمول الشرط؛ نحو: (زيدًا إن لقيتَ فأكرِمه).
والمعتمد: خلاف ذلك كما سبق في الاشتغال.
واللَّه الموفق
وشرح شذور الذهب ص 445، وشرح ابن عقيل ص 590، وشرح عمدة الحافظ ص 369، ولسان العرب 15/ 469 (إما لا)، ومغني اللبيب 2/ 647، والمقرب 1/ 276، وهمع الهوامع 2/ 62.
اللغة: بكفء: بمساوٍ ومماثل في الحسب وغيره، مما يعتبر لازمًا للتكافؤ بين الزوجين. مفرقك، المفرق: وسط الرأس حيث يفرق الشعر. الحسام: السيف القاطع.
المعنى: يطلب الأحوص من مطر أن يطلق زوجته؛ لأنه غير كفء لها وإلا أطاح برأسه.
الإعراب: فطلقها: الفاء عاطفة، وطلق فعل أمر والهاء مفعول. فلست: الفاء للتعليل، وليس اسمها: لها متعلق بكفء الواقع خبرًا لليس على زيادة الباء. وإلا: الواو عاطفة، وإن شرطية مدغمة في لا النافية، وفعل الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه. يعل: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بحذف الواو. مفرقك: مفرق مفعول يعل مقدم، والكاف مضاف إليه. الحسام: فاعل مؤخر.
الشاهد: قوله: (وإلا يعل) حيث حذف فعل الشرط؛ لأن الأداة (إن) مقرونة بـ (لا)؛ أي: وإلا تطلقها. وينبغي أن يتقدم كلام فيه فعل من مادة الشرط المحذوف، مثل: طلقها في البيت.
(1)
التخريج. تقدم إعرابه وشرحه.
والشاهد فيه هنا: قوله: (قالت وإن)، حيث حذف فعل الشرط وجوابه للعلم به.
ص:
706 -
وَاحْذِفْ لَدَى اجْتِمَاعِ شَرْطٍ وَقَسَمْ
…
جَوَابَ مَا أَخَّرْتَ فَهْوَ مُلْتَزَم
(1)
ش:
سبق أن جواب الشرط إما مجرد من الفاء، أو مقرون بها وجوابًا، أو جوازًا.
وأن إذا الفجائية قد تخلفها في الجملة الاسمية.
وأما جواب القسم:
* فإن كان مضارعًا مثبتًا .. قرن باللام والنون؛ نحو: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} ، {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} .
- ويقل انفراد اللام؛ كقوله:
لَئِنْ تَكُ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيكُمْ بُيُوتُكُم
…
لَيَعْلَمُ رَبِّي أَنَّ بَيتِيَ وَاسِعُ
(2)
(1)
واحذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لدى: ظرف بمعنى عند متعلق باحذف، ولدى مضاف، واجتماع: مضاف إليه، واجتماع مضاف، وشرط: مضاف إليه. وقسم: معطوف على شرط. جواب: مفعول به لاحذف، وجواب مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. أخرت: أخر: فعل ماض، والتاء ضمير المخاطب فاعله، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب بأخرت محذوف، والتقدير: ما أخرته. فهو: الفاء للتعليل، وهو: ضمير منفصل مبتدأ. ملتزم: خبر المبتدأ.
(2)
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص 1290، وسمط اللآلي ص 728، وشرح شواهد الإيضاح 384، ولسان العرب 7/ 259 بسط، 14/ 276 دوا.
الإعراب: لئن: اللام موطئة للقسم، وإن: حرف شرط جازم. تك: فعل مضارع مجزوم، واسمه ضمير الشأن المحذوف. وقيل: زائدة. قد: حرف تحقيق. ضاقت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. عليكم: جار ومجرور متعلقان بضاقت. بيوتكم: فاعل مرفوع، وهو مضاف، وكم: ضمير في محل جر بالإضافة. لَيعلم: اللام للتأكيد رابطة لجواب القسم، ويعلم: فعل مضارع مرفوع. ربي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. أن: حرف مشبه بالفعل. بيتى: اسم أن منصوب، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. واسع: خبر أن مرفوع بالضمة، والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي يعلم.
وجملة القسم المحذوفة: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم لا محل لها من الإعراب.
وجملة (إن تك قد ضاقت): مع جواب الشرط المحذوف لدلالة جواب القسم عليه: اعتراض بين القسم وجوابه لا محل له. وجملة (تك). جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة
وقول الآخر:
فَلَا وَأَبِي لَنَأْتِيهَا جَمِيعًا
…
وَلَو كَانَت بِهَا عَرَبٌ وَرُومُ
(1)
وسبق مفصلًا في نوني التوكيد.
- ولا نون مع حرف التنفيس؛ كـ (واللَّه لسوف يقوم زيد).
قال الشاعر:
فَوَرَبِّي لَسَوفَ يُجزَى الَّذِي أَسْـ
…
لَفَهُ المَرءُ سَيِّئًا أَو جَمِيلا
(2)
- وكذا السين عند البصريين: كـ (واللَّه لسيقوم زيد).
- وكذا إذا أريد به الحال؛ كـ (واللَّه لأضربك الآن).
قال الشاعر:
يَمِينًا لأَبْغُضُ كُلَّ امْرِئ
…
يُزَخْرِفُ قَولًا وَلَا يَفْعَلُ
(3)
(قد ضاقت بيوتكم): خبر تك محلها النصب.
الشاهد: فيه قوله: (ليعلم) وأصله ليعلمن فحذف نون التوكيد.
(1)
التخريج: البيت من الوافر، وهو لعبد اللَّه بن رواحة في ديوانه ص 103، وشرح شواهد المغني 2/ 932، ولسان العرب 1/ 221 (أوب)، ومعجم ما استعجم ص 1173 (مؤتة)، وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 643.
الشاهد: قوله: (لنأتيها)، حيث حذف النون من الفعل المقرون باللام، والأصل:(لنأتينها) وهذا الحذف قليل.
(2)
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التسهيل 3/ 208.
الشاهد: قوله: (فوربي لسوف يجزى)، حيث جاء البيت شاهدًا على امتناع نون التوكيد، للفصل بين لام القسم والفعل بـ (سوف).
(3)
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 302، والمقاصد النحوية 4/ 338.
المعنى: يقول: إنه ليكره من يقول ولا يفعل.
الإعراب: يمينًا: مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف والتقدير: أقسم يمينًا. لأبغض: اللام رابطة جواب القسم، أبغض: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. كل: مفعول به منصوب، وهو مضاف. امرئ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. يزخرف: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو، قولا: مفعول به منصوب بالفتحة. ولا: الواو حرف عطف، ولا: حرف نفي. يفعل: فعل مضارع مرفوع، وفاعله مستتر تقديره: هو.
* وإن كان ماضيًا متصرفًا .. قرن باللام و (قد)؛ كـ (واللَّه لقد جاء زيد)، وفي القرآن:{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} .
- وقد تنفرد اللام، كقوله تعالى:{وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} .
ونحو قول الشاعرِ:
حَلَفْتُ لَهَا باللَّهِ حِلْفَةَ فَاجِرٍ
…
لَنَامُوا فَمَا إِن مِنْ حَدِيثٍ وَلَا صَالِي
(1)
وجملة القسم (أقسم يمينًا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لأبغض): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة (يزخرف): في محل نصب نعت كلَّ. وجملة (لا يفعل): معطوفة على جملة يزخرف.
الشاهد فيه قوله: (لأبغض) حيث لم يؤكد بالنون، مع كونه فعلا مضارعًا مثبتًا مقترنًا بلام الجواب متصلًا بها، لكونه ليس بمعنى الاستقبال.
(1)
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص 32، والأزهية ص 52، والجنى الداني ص 135، وخزانة الأدب 10/ 71، 73، 74، 77، 79، والدرر 2/ 106، 4/ 231، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 374، 393، 402، وشرح شواهد المغني 1/ 341، 494، ولسان العرب 9/ 53 (حلف)، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 77، ورصف المباني ص 110، وهمع الهوامع 1/ 124، 2/ 42، والبيت من قصيدة للشاعر وهي:
ألا عم صَبَاحًا أيُّها الطَّلَلُ البَالي
…
وَهلْ يَعمَنْ مَنْ كَانَ في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلَّا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
…
قَليلُ الهُمُوم مَا يَبيتُ بأَوْجَال
وَهَل يَعمَن مَن كَان آخرُ عَهدِهِ
…
ثَلاثينَ شَهْرًا في ثَلاثة أحْوَال
ديَار لِسَلمَى عَافيَاتٌ بِذي الخالِ
…
أَلحَّ عَلَيها كل أسحم هطال
وَتَحسِبُ سَلْمَى لا تَزَالُ كَعَهْدِنَا
…
بِوادي الخُزَامَى أَوْ عَلَى رَأْسِ أَوْعَال
وَتَحْسِبُ سَلْمَى لا تَزَالُ تَرَى طَلا
…
منَ الوَحْشِ أَوْ بَيضًا بمَيثَاءَ محلالِ
لَيَالِيَ سَلمَى إذْ تريكَ مُنْصَبًّا
…
وَجِيدًا كجيدِ الرِّئْمِ لَيسَ بمعْطَالِ
ألا زَعَمَت بَسبَاسَةُ اليَوْمَ أَنَّني
…
كبرتُ وَأنْ لَا يشهَدُ اللَّهْوَ أَمْثَالي
بلى رُبَّ يَومٍ قَدْ لَهَوتُ وليلة
…
بآنسَة كَأنَّهَا خَطُّ تِمثَالِ
يُضِيءُ الفِرَاشَ وَجْهُهَا لِضَجيعهَا
…
كمصْبَاحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذُبَّالِ
كَأنَّ عَلَى لَبَّاتِهَا جَمْرَ مُصْطَلٍ
…
أَصَاب غَضًا جَزْلًا وَكُفَّ بأَجْزَال
وقيل: إن (قد) مقدرة؛ أي: (لقد ناموا)
وَهَبَّتْ لَهُ ريحٌ بمُخْتلفِ الصُّوَى
…
صبًا وشَمَالًا في مَنَازِلَ قُفَّالِ
كَذَبْتِ لَقَد أُصبِي عَلَى المَرء عِرسَهُ
…
وَأَمْنَعُ عِرسِي في أَنْ يُزَنَّ بِهَا الخالِ
وَمِثلِكِ بَيضَاءِ العَوَارِضِ طَفْلَةٍ
…
لَعُوبِ تُنَسِّيني إذا قُمْتُ سِرْبَالِي
لَطيفَةُ طَيِّ الكَشح غَيرُ مُفَاضَةٍ
…
إذا أنْفذ مُرتجَّةً غَيرَ متفال
إذا مَا الضَّجيعُ ابْتَزَّهَا منْ ثيَابهَا
…
تميلُ عَليهِ هُونَةً غيرَ معطال
كدَعْصِ النَّقى يَمْشي الوَليدَانِ فَوْقَهُ
…
بمَا احْتَسَبَا منْ لين مَسِّ وتَسهَالِ
إذا ما استحمت كان فيض حميمها
…
على متنتيها كالجمان لذي الحال
تَنَوَّرْتُهَا مِنْ أَذْرِعَاتٍ وَأَهلُهَا
…
بِيَثْرب أدْنى دَارِها نظرٌ عَالِي
نَظَرتُ إِلَيِهَا وَالنُّجُومُ كَأَنَّها
…
مَصَابِيحُ رُهْبَانٍ تُشَبُّ لِقُفَّالِ
سَمَوْتُ إِلَيهَا بَعْدَمَا نَامَ أَهْلُهَا
…
سُمُوٌ حَبَابِ الماءِ حَالًا عَلَى حَالِ
فَقَالتْ سَبَاكَ اللَّه إِنَّكَ فَاضِحِي
…
أَلستَ ترَى السُّمَّارَ وَالنَّاسَ أَحْوَالِي
فَقلتُ يَمينُ اللَّهِ مَا أَنَا بَارِحٌ
…
وَلوْ قَطَّعُوا رَأْسِي لَدَيْكِ وَأَوْصَالي
فَلَمَّا تَنَازَعنَا الحدِيثَ وَأَسْمَحَتْ
…
هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذِي شَماريخَ مَيَّالِ
فَصِرنَا إلَى الحُسنَى وَرَقَّ كَلامُنَا
…
وَرُضْتُ فَذَلَّتْ صَغبَةَ أَيَّ إذلالِ
حَلَفْتُ لَهَا باللَّهِ حلْفَةَ فَاجِرٍ
…
لَنَامُوا فما إِن منْ حَدِيث وَلَا صَالي
فَأَصْبَحتُ مَعْشُوقًا وَأَصْبَحَ بَعْلُهَا
…
عَلَيهِ القَتَامُ كَاسِفَ الظَّن وَالْبَال
يَغُطُّ غَطِيط البَكْرِ شُدَّ خنَاقُهُ
…
ليَقْتُلَني وَالْمَرْءُ لَيَسَ بقَتالِ
وَلَيسَ بِذي سَيفٍ فَيقْتُلَني بِهِ
…
وَلَيسَ بِذي رُمْح وَليس بنَبالِ
أيَقْتُلُني وَالْمشَرَفِيُّ مُضَاجعي
…
وَمَسنُونَةٌ زُرقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ
ليَقْتُلُني وَقَدْ قطرت فُؤَادَهَا
…
كَمَا شغف المَهْنُوءَةَ الرَّجُلُ الطَّالي
وَقَدْ عَلمَتْ سَلْمَى وَإِنْ كَانَ بَعْلهَا
…
بأَن الفَتَى يَهْذي وَلَيسَ بفَعَّالِ
وَمَاذَا علَيهِ أَنْ ذَكَرْتُ أَوَانِسًا
…
كَغزْلانِ رَمْلٍ في محاريب أَقْيَالِ
كَأنِّي لَمْ أَرْكَبْ جَوَادًا لِلَذَّةٍ
…
وَلَم أَتَبَطَّنْ كَاعِبًا ذَاتَ خُلْخَالِ
وَلَم أَسْبَأ الزِّقَّ الرَّويَّ وَلَم أَقُلْ
…
لخيلي كُرِّي كَرَّةً بَعْدَ إِجْفَالِ
وَلَم أَشهَدِ الخيلَ المُغيرَةَ بِالضُّحَى
…
عَلَى هَيكَلِ نَهْدِ الجُزَارَةِ خوُّالِ
سَلِيمُ الشَّظَا عَبلُ الشَّوَا شَنِجُ النَّسَا
…
لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ
- وقيل: إن قرب من زمن الحال .. أتى مع اللام بـ (قد)؛ للدلالة على التقريب،
وَصُمٌّ صِلابٌ مَا بَقِينَ مِنَ الوَجَا
…
كَأَنَّ مَكَانَ الرِّدْفِ مِنْهُ عَلَى رَالِ
وَقَدْ أَغْتَدِي وَالطَّيْرُ فيِ وُكُنَاتِهَا
…
لِغيثٍ مِنَ الوَسْمِيِّ رَائِدُهُ خَالِي
تَحَامَاهُ أَطْرَافُ الرِّمَاحِ تَحَامِيًا
…
وَجَادَ عَلَيهِ كُلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ
بِعَجْلَزَة قَد أَتْرَزَ الجريُ لحمَهَا
…
كُمَيتٍ كَأنَّهَا هَرَاوَةُ مِنْوَالِ
ذَعَرتُ بِهَا سِرْبًا نَقِيًّا جُلُوُّدُهُ
…
وَأكرُعُهُ وَشْيُ البُرُودِ مِنَ الخالِ
كَأَنَّ الصِّوَارَ إِذْ تَجَهَّدَ عَدْوُهُ
…
عَلَى جَمَزَى خَيلٌ تَجُولُ بِأَخلالِ
فخرّ لروقيه وأَمْضَيت مقدمًا
…
طوال القَرَى والرَّوْقِ أَخْنَسَ ذَيَّالِ
فَعَادَى عِدَاءً بَين ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ
…
وَكانَ عَدَاءُ الوَحْشِ فِيَّ عَلَى بَالِ
كَأَنِّي بِفَتْخَاءِ الجنَاحَيِن لَقْوَةٍ
…
عَلَى عَجَلٍ مِنْهَا أطأطئ شِمْلالِ
ليس على اللَّه بمستنكر
…
أن يجمعَ العالم في واحد
تَخَطَّفُ خِزَّانَ الأُنَيعِمِ بالضُّحَى
…
وَقَدْ حَجَرَتْ مِنْهَا ثَعَالِبُ أَوْرَالِ
كَأَنَّ قُلُوبَ الطَّيرِ رَطْبًا وَيَابِسًا
…
لَدَى وَكْرِهَا العُنَّابُ وَالحشَف البَالِي
فَلَوْ أَن مَا أَسْعَى لأَدْنَى مَعِيشَة
…
كَفَانِي وَلَم أَطْلُبْ قلِيلٌ مِنَ المالِ
وَلَكِنَّمَا أَسْعَى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ
…
وَقَدْ يُدْرِكُ المجدَ الموثَّلِ أَمْثَالِي
وَمَا المَرءُ مَا دَامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسِهِ
…
بِمُدْرِكِ أَطْرَافِ الخُطُوب وَلا آلي
قال العيني في المقاصد النحوية 1/ 237 - 238 بعد إيراد القصيدة، وإنَّما سقت هذه القصيدة بكمالها، لأنَّ فيها أبياتًا عديدة وقعت في الشواهد وتكثيرًا للفائدة.
اللغة: الفاجر: الذي يأتي بالفاحشة والشرّ. الصالي: الذي يتدفّأ.
المعنى: لقد أقسمت لها أنهم ناموا، فلم يبق من يستمع لحديث، أو من يتدفأ بنار.
الإعراب: حلفت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. لها: جار ومجرور متعلّقان بـ (حلفت). باللَّه: جار ومجرور متعلّقان بـ (حلفت). حلفة: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف. فاجر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. لناموا: اللام: رابطة لجواب القسم، وناموا: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم، والواو: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والألف: للتفريق. فما: الفاء: حرف عطف، وما: حرف نفي. إن: حرف زائد. من حديث: من: حرف جرّ زائد، وحديث: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه مبتدأ خبره محذوف، بتقدير: فما حديث موجود. ولا: الواو: للعطف، ولا: زائدة لتوكيد النفي. صالي: معطوف على حديث مجرور لفظًا، مرفوع محلًا، بحركة مقدّرة على الياء المحذوفة، والياء الموجودة: للإطلاق.
وإلا .. فاللام وحدها.
- وتنفرد (قد) عند الاستطالة؛ كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} .
- وقد يحذفان إذا طال الكلام؛ كقوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} .
وقال المبرد: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ} ، هو الجواب.
وقيل: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا} .
* وإن كان الماضي غير متصرف .. فاللام فقط؛ كقول الشاعر:
لَعَمرِي لَنِعمَ الفَتَى مَالِكٌ
…
.....................
(1)
* وإن كان جملة اسمية قرن بـ (إنّ) المكسورة واللام؛ كـ (واللَّه إنّ زيدًا لقائم)، ويجوز:(قائم) بلا لام، ويجوز:(واللَّه لزيد قائم).
- وندر الخلو من اللام وإن؛ في قول الصديق رضي اللَّه تعالى عنه: "واللَّه أنا كنت أظلم منه".
واختلف في (لزيد قائم):
فالبصريون: لام الابتداء.
والكوفيون: لام قسم.
- وينفى جواب القسم بـ (ما) أو (إن) أو (لا)؛ نحو: (واللَّه ما يقوم، أو إنْ يقوم، أو لا يقوم زيد).
- ويلزم تكرار الجملة الاسمية في غير الضرورة، إذا نفيت بـ (لا) وكان مبتدؤها معرفة؛ كـ (واللَّه لا زيد في الدار وعمرو).
- وكذا لو قدم الخبر؛ كـ (واللَّه لا في الدار زيد ولا عمرو).
وجملة (حلفت): ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (لناموا): لا محلّ لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة (فما إن من حديث): معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: (لناموا)؛ حيث جاء باللام داخلة على فعل ماضٍ في جواب القسم ناموا.
(1)
التخريج: من المتقارب، وانظره في الكافية الشافية (2/ 840).
الشاهد: قوله: (لنعم)، حيث لم يؤكد الفعل (نعم) بالنون، واكتفى باللام فقط؛ لكونه غير متصرف.
- وشذت اللام في المنفي بـ (ما)؛ كقوله:
أما وَالَّذِي لَو شَاءَ لَم يَخلُقِ النَّوَى
…
لَئِن غِبتِ عَن عَيْني لَمَا غِبتِ عَن قَلبِي
(1)
- وقد يحذف حرف النفي للقرينة؛ كقوله تعالى: {تَفْتَؤ} الآية كما سبق في كان وأخواتها.
ونحو قول الشاعرِ:
فَإِن شِئتُ آلَيتُ بَينَ المَقَا
…
مِ وَالرُّكنِ وَالحَجَرِ الأَسوَدِ
(2)
نَسِيتُكِ مَا دَامَ عَقلِي مَعِي
…
أُمَدُّ بِهِ أَمَدَ السَّرمَدِ
أراد: (لا نسيتك).
- وشذ النفي بـ (لم)، و (لن).
ومن الثاني، قول أبي طالب:
وَاللَّهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيكَ بِجَمعِهِمْ
…
...............
(3)
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو لمسعود بن بشر في أمالي القالي 2/ 196؛ وشرح شواهد المغني 2/ 666؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 230؛ ومغني اللبيب ص 272؛ وهمع الهوامع 2/ 42.
الشاهد: قوله: (لما)؛ حيث شذ دخول اللام على المنفي بما في القسم.
(2)
التخريج: البيتان من المتقارب، وهما لأمية بن عائذ الهذلي في خزانة الأدب 10/ 94؛ والدرر 4/ 235؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 493؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 931؛ ومغني اللبيب 2/ 637؛ وهمع الهوامع 2/ 43.
الشاهد: قوله: (نسيتك)، حيث حذف حرف النفي في جواب القسم للقرينة، والأصل:(لا نسيتك).
(3)
التخريج: البيت من الكامل وهو لأبي طالب في الجنى الداني ص 270؛ وخزانة الأدب 3/ 296؛ والدرر 4/ 220؛ وشرح شواهد المغني 2/ 686؛ ومغني اللبيب 1/ 285؛ وهمع الهوامع 2/ 41، والبيت من قصيدة عدتها خمسة أبيات وهي:
وَاللَّهِ لَن يَصِلوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم
…
حَتَّى أُوَسَّدَ في التُّرابِ دَفينا
فَاِصدَع بِأَمرِكَ ما عَلَيكَ غَضاضَةٌ
…
وَاِبشِر بِذاكَ وَقَرَّ مِنهُ عُيونا
وَدَعَوتَني وَزَعَمتَ أَنَّكَ ناصِحٌ
…
وَلَقَد صَدَقتَ وَكُنتَ ثَمَّ أَمينا
وسبق الكلام في حروف الجر على أحرف القسم وما يتعلق بها.
والحاصل:
أنه يجوز أن يجتمع الشرط والقسم ويكون الجواب للمتقدم منهما ويحذف جواب المتأخر لدلالة جواب الأول عليه:
- نحو: (واللَّه إن قام زيد لأكرمنّك)، بالتوكيد كما علم.
ومنه في القرآن: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ} ، واللام هنا موطئة للقسم؛ أي:(واللَّه لئن لم تنته لأرجمنك).
و (واللَّه إن قام زيد لا يقوم عمرو).
وفي القرآن: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} .
ونحو: (واللَّه إن قام عمرو لسوف يقوم زيد)، و (واللَّه إن قام عمرو لزيد قائم)، و (واللَّه إن قام زيد ما أكرمتك)، وكل هذه الأجوبة للقسم؛ لأنه متقدم على الشرط.
- وتقول: (إن تقم واللَّه أقم)، و (إن يقم زيد واللَّه فيقوم عمرو)، و (إن تقم واللَّه فلن أكرمك)، وهذه الأجوبة للشرط؛ لأنه متقدم على القسم.
واللَّه الموفق
ص:
707 -
وَإِنْ تَوَالَيَا وَقَبْلُ ذُو خَبَرْ
…
فَالشَّرْطَ رَجِّحْ مُطْلَقًا بِلَا حَذَرْ
(1)
وَعَرَضتَ دينًا قَد عَلِمتُ بِأَنَّهُ
…
مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينا
لَولا المَلامَةُ أَو حِذاري سُبَّةً
…
لَوَجَدتَني سَمحًا بِذاكَ مُبينا
الشاهد: قوله: (لن يصلوا) حيث استعمل (لن) للنفي في القسم، وهذا شاذ.
(1)
إن: شرطية. تواليا: توالى: فعل ماض فعل الشرط، وألف الاثنين فاعله. وقبل: الواو واو الحال، قبل: ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم. ذو: مبتدأ مؤخر، وذو مضاف، وخبر: مضاف إليه، والجملة من المبتدأ والخبر: في محل نصب حال من ألف الاثنين في (تواليا) السابق. فالشرط: الفاء واقعة في جواب الشرط، الشرط: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: رجح الآتي-. رجح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط. مطلقًا: حال من الشرط. بلا حذر: جار ومجرور متعلق برجح.
ش:
إذا اجتمع شرط وقسم وسبقهما ذو خبر، يعني: مبتدأ .. رُجِّح الشرط، فيكون الجواب له، سواء قدم أو أخر؛ نحو:(زيد واللَّه إن قام أقم).
ويجوز أن تقول: (لأقومنَّ) ويكون جواب القسم.
وإنما رجح الشرط هنا؛ لأن سقوطه يخل بمعنى الجملة، إذ يصير التقدير:(زيد واللَّه أقم).
بخلاف: ما لو حذف القسم فلا يضر؛ كما تقول: (زيد إن قام أقم).
و (ذو): خبر مبتدأ، و (قبل): خبره.
ومنعه بعضهم كما سبق في الإضافة عند قوله: (واضمم).
واللَّه الموفق
ص:
708 -
وَرُبَّمَا رُجِّحَ بَعْدَ قَسَمِ
…
شَرْطٌ بِلَا ذِي خَبَرٍ مُقَدَّمِ
(1)
ش:
ربما رجح الشرط فكان الجواب له مع تأخره عن القسم وإن لم يتقدم ذو خبر؛ كقوله:
لَئِن مُنِيتَ بِنَا عَن غِبّ مَعرَكَةٍ
…
لَا تُلفِنَا عَن دِمَاءِ القَومِ نَنتَفِلُ
(2)
(1)
وربما: رب: حرف تقليل، وما: كافة. رجح: فعل ماض مبني للمجهول. بعد: ظرف متعلق برجح، وبعد مضاف، وقسم: مضاف إليه. شرط: نائب فاعل رجح، وبلا ذي: جار ومجرور متعلق برجح، وذي مضاف، وخبر: مضاف إليه. مقدم: نعت لـ (ذي خبر).
(2)
التخريج: البيت من البسيط، وهو للأعشى في ديوانه ص 113، وخزانة الأدب 11/ 327، 330، 331، 333، 357، ولسان العرب 11/ 672 (نفل)، والمقاصد النحوية 3/ 283، 4/ 437، وتاج العروس (نفل)، وبلا نسبة في خزانة الأدب 11/ 343، وشرح الأشموني 3/ 594، وشرح ابن عقيل ص 592.
اللغة: منيت: أي ابتليت من مُنِيَ بأمر كذا إذا ابتلي به. غب أي: عقب. لا تلفنا: أي لا تجدنا. ننتفل أي: ننتفي يقال: انتفل عن الشيء إذا انتفى منه، وقيل: إن الانتفال الجحود.
المعنى: يقول: إن لقيتنا بعد وقعة نوقعها بكم لم ننتفل ولا نتبرأ ولا نعتذر عن دماء من قتلنا منكم.