المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ش: الماضى المضاعف الذي على وزن (فعِل) بكسر العين: إذا أسند - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[الفارضي]

الفصل: ش: الماضى المضاعف الذي على وزن (فعِل) بكسر العين: إذا أسند

ش:

الماضى المضاعف الذي على وزن (فعِل) بكسر العين: إذا أسند إلى تاء الضمير .. يجوز فيه ثلاثة أوجه:

الإتمام: وهو الأصل؛ كـ (ظَلَلْت).

الثاني: حذف العين؛ كـ (ظَلْتُ).

الثالث: حذف العين بعد نقل حركتها للفاء؛ كـ (ظِلْتُ) بكسر الفاء.

وكذا إذا أسند إلى نون النسوة؛ نحو: (ظَلَلْنَ)

وحكى ابن الأنباري: الحذف في المفتوح العين؛ نحو: (هَمْتُ) في (هَمَمتُ).

وقوله: (وَقِرْنَ فِى اقْرِرنَ) يشير به إلى أنهم استعملوا التخفيف في (اقررن) وهو أمر، وماضيه (قَرَّ)؛ أي:(سَكَن)، فتقول:(قِرن) بكسر الفاء، والأصل:(اِقْرِرْنَ) بكسر العين، فحذفت العين بعد نقل حركتها للفاء فاستغني عن الهمز.

وقوله: (وَقرْنَ نُقِلا) يشير به إلى قراءة نافِع وعاصم، {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} بفتح القاف، والأصل: على هذه القراءة (اِقرَرْنَ) بفتح العين، وهي لغة حكاها ابن القطاع، فحذفت العين بعد نقل الفتحة للفاء.

وتقول في المضارع: (يَقرُرْن) بالإتمام على الأصل.

ويجوز حذف العين بعد نقل حركتها؛ نحو: (يَقِرْنَ).

‌تنبيه:

إذا اشتهر ضم العين أو كسرها .. لا يُعدل عنه؛ كـ (ينصُر)، و (يضرِب).

وأجاز ابن عصفور: الكسر في الأول والضم في الثاني.

ورُد عليه.

وتكسر الفاء من نحو: (يحِنُّ)، و (يشِبُّ).

وشذ: (الفرس يشُبُّ).

وتقول: (يمُرّ) و (يكُرّ) بالضم.

والفرق: أن الأول مكسور العين، والثاني مضمومها.

ص: 483

ويلزم الضم في المتعدي؛ نحو: (يَرُدُّ).

وتكسر العين من نحو: (وعد يعِد) كما سبق.

وشذ: (وجَد يَجُد)، بالضم، وهي لغة عامرية.

وعليها قوله:

................ تَدَعُ الحَوَائِمَ لَا يَجُدْنَ عَلِيلا

(1)

واللَّه الموفق

* * *

(1)

التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: لو شاء قد نَقَعَ الفؤادَ بشُرْبةٍ

وهو لجرير في الدرر 5/ 103، وشرح شواهد الشافية ص 53، ولسان العرب 8/ 361 (نقع)، والمقاصد النحوية 4/ 591، وليس في ديوانه، وهو للبيد بن ربيعة في شرح شافية ابن الحاجب 1/ 32، وللبيد أو جرير في لسان العرب 3/ 445 (وجد)، وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب 2/ 596، وشرح الأشموني 3/ 885، والمقرب 2/ 184، والممتع في التصريف 1/ 177، 2/ 427، والمنصف 1/ 187، وهمع الهوامع 2/ 66.

اللغة: نقع: روي وشفي. الحوائم: العطاشُ الحائماتُ حول الماء. يجدن: يُصِبن. الغليل: حرارة العطش، وهنا: شدة الشوق.

المعنى: لو شئت، شفيتني بوصلك، من ريق يشفي أمثالي من المشوقين ويبعد عنهم شدة الوجد.

الإعراب: لو: حرف امتناع لامتناع. شاءَ: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. قد نقع: قد: حرف تحقيق، ونقع: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. الفؤاد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. بشربة: جار ومجرور متعلقان بالفعل نقع. تدع: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. الحوائم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. لا يجدن: لا: نافية، ويجدن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. غليلا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

وجملة (لو شاء قد نقع): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (شاء): جملة الشرط غير الظرفي لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (قد نقع الفؤاد): جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (تدع الحوائم): في محل جر صفة لشربة. وجملة (لا يجدن غليلًا): في محلّ نصب حال، أو مفعول ثانٍ.

والشاهد فيه قوله: (يجُدن)، بضم الجيم، على لغة بعض العرب، وهو قليل.

ص: 484