المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ونحو ذلك؛ فرقًا بين الاسم والصفة. و (ضِيزي): بمعنى جائرة. ويقال: (مِشية - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[الفارضي]

الفصل: ونحو ذلك؛ فرقًا بين الاسم والصفة. و (ضِيزي): بمعنى جائرة. ويقال: (مِشية

ونحو ذلك؛ فرقًا بين الاسم والصفة.

و (ضِيزي): بمعنى جائرة.

ويقال: (مِشية حيكى): من حاك الرجل إذا حرّك منكبيه.

وفي "القاموس": ضيزي بتثليث الفاء، ويقال:(ضازا).

وفي "إعراب أبي البقاء": أن بعضهم يقول: (ضِئزى) بهمزة بعد الضاد.

‌تنبيه:

اعلم: أن (فمًا)، أصله:(فَوَه) بدليل: (أفواه)، فحذفت الهاء تخفيفًا، وأبدلت الميم من الواو، فإذا أضيف .. عادت الواو؛ نحو:(فوك)، و (فوه).

وقد لا تعود؛ نحو: "لخلوف فم الصائم"

(1)

الحديث.

وقول الشاعر:

............ يُصْبِحُ ظَمْآنَ وَفِي البَحْرِ فَمُهْ

(2)

وجمع بين الميم والواو في قول الشاعر:

(1)

أخرجه البخاري برقم 1804، والحديث بتمامه: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الصيام جُنَّة، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا .. فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه .. فليقل: (إني صائم) مرتين. والذي نفسي بيده .. لخَلُوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".

خلوف الفم: رائحته غير المحمودة الناتجة عن خلو المعدة من الطعام.

(2)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: كَالحُوتِ لَا يَرْويهِ شَيْءٌ يلْهَمه

وهو لرؤبة في ديوانه ص 159، والحيوان 3/ 265، وخزانة الأدب 4/ 451، 454، 460، والدرر 1/ 114، وشرح شواهد المغني 1/ 467، والمقاصد النحوية 1/ 139، وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 64، وهمع الهوامع 1/ 40.

اللغة: ظمآن: عطشان.

الإعراب: يصبح: فعل مضارع ناقص، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. ظمآن: خبر يصبح منصوب بالفتحة. وفي البحر: الواو: حالية. في البحر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. فمُه: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

وجملة (يصبح ظمآن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (في البحر فمه): في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: (فمه)؛ حيث أثبت الميم في (فم) مع أنه أضيف إلى الضمير الغائب.

ص: 440

هُمَا نَفَثَا فِي فِيَّ مِن فَمَوَيْهِمَا ............

(1)

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: لي النَّابِحُ العَاوِي أَشَدُّ رِجَامِ

وهو للفرزدق في ديوانه 2/ 215، وتذكرة النحاة ص 143، وجواهر الأدب ص 95، وخزانة الأدب 4/ 460 - 464، 7/ 476، 546، وشرح شواهد الشافية ص 115، والكتاب 3/ 365، 622، ولسان العرب 12/ 459 (فمم)، 13/ 526، 528 (فوه)، والمحتسب 2/ 238، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 235، والأشباه والنظائر 1/ 216، والإنصاف 1/ 345، وجمهرة اللغة ص 1307، والخصائص 1/ 170، 3/ 147، 211، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 215، والمقتضب 3/ 158، والمقرب 2/ 129، وهمع الهوامع 1/ 51.

المعنى: البيت من قصيدة للشاعر يعلن فيها توبته، ويهجو فيها إبليس اللعين، ومنها قوله:

أَطَعتُكَ يا إِبليسُ سَبعينَ حِجَّةً

فَلَمّا اِنتَهى شَيبي وَتَمَّ تَمامي

فَرَرتُ إِلى رَبّي وَأَيقَنتُ أَنَّني

مُلاقٍ لِأَيّامِ المَنونَ حِمامي

وَلَمّا دَنا رَأسُ الَّتي كُنتُ خائِفًا

وَكُنتُ أَرى فيها لِقاءَ لِزامِ

حَلَفتُ عَلى نَفسي لِأَجتَهِدَنَّها

عَلى حالِها مِن صِحَّةٍ وَسَقامِ

أَلا طالَ ما قَد بِتُّ يوضِعُ ناقَتي

أَبو الجِنِّ إِبليسٌ بِغَيرِ خِطامِ

يَظَلُّ يُمَنّيني عَلى الرَّحْلِ وارِكًا

يَكونُ وَرائي مَرَّةً وَأَمامي

يُبَشِّرُني أَن لَن أَموتَ وَأنَّهُ

سَيُخلِدُني في جَنَّةٍ وَسَلامِ

فَقُلتُ لَهُ هَلّا أُخَيَّكَ أَخرَجَت

يَمينُكَ مِن خُضرِ البُحورِ طَوامِ

رَمَيتَ بِهِ في اليَمِّ لَمّا رَأَيتَهُ

كَفِرقَةِ طَودَي يَذبُلٍ وَشَمامِ

فَلَمّا تَلاقى فَوقَهُ المَوجَ طامِيًا

نَكَصتَ وَلَم تَحتَل لَهُ بِمَرامِ

أَلم تَأتِ أَهلَ الحِجرِ وَالحِجرُ أَهلُهُ

بِأَنعَمِ عَيشٍ في بُيوتِ رُخامِ

فَقُلتَ اِعقِروا هَذي اللَّقوحَ فَإِنَّها

لَكُم أَو تُنيخوها لَقوحُ غَرامِ

فَلَمّا أَناخوها تبَرَّأتَ مِنهُمُ

وَكُنتَ نَكوصًا عِندَ كُلِّ ذِمامِ

وَآدَمَ قَد أَخرَجتَهُ وَهوَ ساكِنٌ

وَزَوجَتَهُ مِن خَيرِ دارِ مُقامِ

وَأَقسَمتَ يا إِبليسُ أنَّكَ ناصِحٌ

لَهُ وَلَها إِقسامَ غَيرِ إِثامِ

فَظَلّا يَخيطانِ الوِراقَ عَلَيهِما

بَأَيديهِما مِن أَكلِ شَرِّ طَعامِ

فَكَم مِن قُرونٍ قَد أَطاعوكَ أَصبَحوا

أَحاديثَ كانوا في ظِلالِ غَمامِ

وَما أَنتَ يا إِبليسُ بِالمَرءِ أَبتَغي

رِضاهُ وَلا يَقتادُني بِزِمامِ

سَأُجزيكَ مِن سَوآتِ ما كُنتَ سُقتَني

إِلَيهِ جُروحًا فيكَ ذاتَ كِلامِ

تُعَيِّرُها بِالنارِ وَالنارُ تَلتَقي

عَلَيكَ بِزَقّومٍ لَها وَضِرامِ=

ص: 441

أنشده أبو الفتح.

ويطرد عند طيء جعل الكسرة فتحة، وجعل الياء ألفًا فيما آخره ياء قبلها كسرة، فيقولون في (رَضِيَ)، و (لَقِيَ):(رَضا)، و (لَقَا)، وهو خاص بالأفعال، فيخرج نحو:(القاضي).

قال ابن فلاح في "مغنيه": وطيء يقلبون الياء ألفًا حيث وقعت.

وأنشد:

فَمَا الدُّنْيَا بِبَاقَاةٍ عَلَيْنَا ............

(1)

قال: أراد: (فما الدنيا بباقية).

والله الموفق

* * *

=وقوله: أشدَّ رجام: (أشد) هنا: أفعل تفضيل مضاف إلى ما بعده، ووقع في الديوان: أَشُدُّ لجامي على أن أشد فعل مضارع، ولعله تحريف.

الشاهد: قوله: (فمويهما)؛ حيث ثنى (فم) على (فموان)، والأصل:(فمان) فجمع بين الميم والواو.

(1)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: ولا حَيٌّ على الدنيا بباقِ

وهو بلا نسبة في الإنصاف 1/ 75، وشرح المفصل لابن يعيش 1/ 350.

المعنى: كلُّ حيّ صائر إلى الموت.

الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي تعمل عمل ليس. الدنيا: اسم ما مرفوع بالِضمّة المقدّرة على الألف. بباقاة: الباء: حرف جر زائد، باقاة: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر ما. علينا: جار ومجرور متعلّقان بـ (باقاة). ولا: الواو: للعطف، لا: زائدة لتوكيد النفي. حيّ: مبتدأ مرفوع بالضمّة. على الدنيا: جار ومجرور متعلقان بـ (باق). بباق: الباء: حرف جر زائد، باق: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه خبر لـ (حي).

وجملة (ما الدنيا

): بحسب ما قبلها. وجملة (ولا حي بباق): معطوفة على جملة ما الدنيا فهي مثلها.

والشاهد قوله: (بباقاة)؛ حيث أبدل الشاعرُ من الياء الواقعة بعد الكسرة ألفًا -والأصل: بباقيةٍ- وذلك على لغة طيِّء.

ص: 442