الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
ص:
966 -
إِنْ يَسْكُنِ السَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا
…
واتَّصَلَا وَمِنْ عُرُوْضٍ عَرِيَا
(1)
967 -
فَيَاءً الوَاوَ اقْلِبَنْ مُدْغِمَا
…
وَشَذَّ مُعْطَى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا
(2)
ش:
إذا اجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت إحداهما يالسكون .. قلبت الواو ياءً، وأدغمت الياء في الياء:
فتارة: تكون الياء سابقة؛ نحو: (سيِّد)، و (ميِّت)، و (هيِّن)، والأصل:(سَيْوِد)، و (مَيْوِت)، و (هَيْوِن) بكسر الواو على (فيعِل) بكسر العين.
والبغداديون: على فيعَل بفتح العين؛ كـ (ضيغَم)، ثم نقل إلى (فَيعِل) بكسر العين.
والصحيح: الأول، فاجتمعت الياء والواو، وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت.
وتارة: تكون الواو سابقة؛ نحو: (مَرمِيّ) بفتح الميم الأولى وكسر الثانية وتشديد
(1)
إن: شرطية. يسْكُن: فعل مضارع، فعل الشرط. السابق: فاعل يسكن. من واو: جار ومجرور متعلق بقوله: يسكن. ويا: قصر للضرورة: معطوف على واو. واتصلا: الواو عاطفة، اتصل: فعل ماض، وألف الاثنين: فاعل، وهو معطوف على فعل الشرط. ومن عروض: جار ومجرور متعلق بقوله: (عريا) الآتي. عريا: عري: فعل ماض، وألف الاثنين: فاعل، وهو -أيضًا- معطوف على فعل الشرط بالواو الداخلة على الجار والمجرور.
(2)
فياء: الفاء واقعة في جواب الشرط، ياء: مفعول ثان لاقلبن الآتي. الواو: مفعول أول لاقلبن. اقلبن: اقلب: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. مُدغِمًا: بصيغة اسم الفاعل: حال من فاعل اقلبن. وشذ: فعل ماض. معطى: فاعل شذ، وهو اسم مفعول يتعدى كفعله لاثنين، أحدهما نائب الفاعل وهو ضمير مستتر فيه. غير: مفعول ثان لمعطَى، وغير: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. قد: حرف تحقيق .. رُسِمَا: رُسِم: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من وسم ونائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول.
الياء، وأصله:(مرمُوي) بزنة مفعول؛ لأنه اسم مفعول من (رمى).
ومثله: (مَقلي) بفتح الميم، وأصله:(مقلُوي)؛ لأنه اسم مفعول من (قلَى) فقلبت الواو ياءً وأدغمت ثم قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء.
وكذا نحو: (طُيَّ)، و (لُيَّ) بالتشديد، والأصل:(طُوْي)، و (لُوْي)، بسكون الواو، ففعل به كما تقدم من القلب والإدغام.
واشتراط اجتماعهما في كلمة يخرج: ما إذا كانت إحداهما في كلمة والأخرى في كلمة؛ نحو: (أخو يزيد)، و (بني واقد) فصدق أنهما اجتمعا وسبقت إحداهما بالسكون؛ ولكن لا تقلب الواو ياء؛ لأنهما في كلمتين.
وكذلك أيضًا لا تقلب الوأو إذا كان السكون أو الحرف عارضًا، ولهذا قال الشيخ:(وَمِنْ عُرُوْضٍ عَرِيَا):
فالأول؛ نحو: (قَوْي) بسكون الواو وهو ماض، أصله:(قَوِي) بكسرها فسكنت تخفيفًا.
والثاني؛ نحو: (الروْيا) بسكون الواو؛ لأن الأصل: (الرؤْيا) بهمزة ساكنة، فخفف بقلب الهمزة واوًا، فالواو عارضة كالسكون المذكور أيضًا.
وشذت كلمات أشار إليها بقوله: (وَشَذَّ مُعْطَى فوق مَا قَدْ رُسِمَا)، فمن ذلك قراءة:(إن كنتم للرُّويّا تعبرون) بتشديد الياء، وسبق أن (الرويّا) لا يعل؛ لعروض الواو.
ومنه قولهم: (ضَيُون): وهو السنَّور، فصححوه، والقياس: الإعلال.
ومنه قولهم: (عوِي الكلب عَوْيَة) من غير إعلال أيضًا، والقياس: الإعلال، فيقال:(عَيَّة).
وسمع: (عَوّة)، والأصل:(عَوْيَة)، فقلبوا الياء واوًا وأدغموا الواو في الواو، والقياس: عكس ذلك كما علم.
ولك في تصغير (جدول) وجهان:
أحدهما: الإعلال وهو القياس؛ نحو: (جُدَيّل) بياء مشددة، والأصل:(جُدَيوِل)، فقلبت الواو ياءً للمقتضي وأدغم.
والثاني: التصحيح، فيقال:(جُدَيوِل)، فتبقى الواو بعد ياء التصغير، كما بقيت بعد
ألف الجمع في قولهم: (جَدَاوِل).
قال الشيخ في "الكافية":
وَلَكَ فِي تَصغِيرِ نَحوِ جَدْوَلِ
…
وَجْهَانِ وَالإِعلالُ أَولَى فَاقْبَلِ
وسبق شيء من هذا في باب التصغير.
والله الموفق
ص:
968 -
مِنْ وَاوٍ أَوْ يَاءٍ بِتَحْرِيْك أُصِلْ
…
أَلِفًا ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ
(1)
969 -
إِنْ حُرِّكَ التَّالِي وَإِنْ سُكِّنَ كَفّ
…
إِعْلَالَ غَيْرِ اللَّامِ وَهْيَ لَا يُكَفّ
(2)
970 -
إِعْلَالُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ
…
أَوْ يَاءٍ التَّشْدِيْدُ فِيْهَا قَدْ أُلِفْ
(3)
(1)
من ياء: جار ومجرور متعلق بقوله: (أبدل) الآتي. أو: عاطفة. واو: معطوف على ياء. بتحريك: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لياء وما عطف عليه. أُصِل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى تحريك، والجملة من أُصل ونائب فاعله المستتر فيه: في محل جر نعت لتحريك. ألفًا: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: (أبدل) الآتي-. أبدل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بعد: ظرف متعلق بأبدل، وبعد: مضاف، وفتح: مضاف إليه. متصل: نعت لفتح.
(2)
إن: شرطية. حُرِّك: فعل ماض مبني للمجهول، فعل الشرط. التالي: نائب فاعل حرك، وجواب الشرط محذوف لدلالة سابق الكلام عليه. وإن: شرطية. سُكِّن: فعل ماض مبني للمجهول، فعل الشرط، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى التالي. كَفّ: فعل ماض، جواب الشرط، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى التالي. إعلالَ: مفعول به لكف، وإعلال: مضاف، وغيرِ: مضاف إليه، وغير: مضاف، واللام: مضاف إليه. وهي: ضمير منفصل مبتدأ. لا: نافية. يكف: فعل مضارع مبني للمجهول.
(3)
إعلالُها: إعلال: نائب فاعل (يكف) في آخر البيت السابق، وإعلال: مضاف، وها: مضاف إليه، والجملة من يكف ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله: (وهي) في البيت السابق. بساكن: جار ومجرور متعلق بقوله: (يكف) السابق. غير: نعت لساكن، و (غير): مضاف، وألف: مضاف إليه. أو: عاطفة. ياء: معطوف على ألف. التشديد: مبتدأ. فيها: جار ومجرور متعلق بقوله: (ألف) الآتي. قد: حرف تحقيق. ألِف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى التشديد، والجملة من أُلِف ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جر نعت لياء.
ش:
إذا وقع كل من الياء والواو في كلمة بعد فتحة، وتحرك تحريكًا أصليًا .. قلب ألفًا، بشرط: أن يكون الثاني متحركًا.
والمراد بالثاني: الحرف الذي بعد الياء والواو؛ وذلك نحو: (قال)، و (باع)، والأصل:(قَوَل)، و (بَيَع)، من:(القول)، و (البيع)، فقلب كلاهما ألفًا لتحركه بحركةٍ أصلية وفتح ما قبله وتحريك ما بعده.
والحاصل: أن الألف تُبدل من الياء والواو بسبب تحريك أصيل فيهما حالة كون الياء أو الواو بعد فتح متصل به، بشرط: تحريك ما بعد الياء أو الواو.
فاشتراط التحريك للأصل يخرج: ما إذا تحركيه بحركة عارضة .. فلا إعلال؛ نحو: (جَيَل) بفتح الجيم والياء آخر الحروف، و (تَوَم) بفتح الواو والتاء المثناة فوق، والأصل:(جِيْئَل)، و (تُوْءَم) بياء وواو ساكنين بعدهما همزة مفتوحة، فنقلت فتحة الهمزة للياء والواو تخفيفًا؛ ثم حذفت الهمزة فحصل (جيَل)، و (تَوَم) بفتح الياء والواو.
والأول من أسماء الضبع، والثاني من أتأمت المرأة إذا جاءت بولدين، يقال:(هذا توءم هذا).
وأعلم أن الحرف الثاني الذي اشترط تحريكه إن سكن .. ففي ذلك تفضيل، وهو: إما أن يكون كل من الياء والواو لامًا أو غير لام:
- فإن لم يكونا لامًا .. وجب التصحيح؛ نحو: (جَوَاد)، و (بَيَان)، و (غَيور)، و (طَوِيل)، و (خَوَرنق)، فلو أعل نحو هذه الأسماء بقلب اللين ألفًا .. لحذفت الألف للساكنين، فيصير (جواد) و (بيان):(جاد) و (بان)، فيلتبس بالماضي، ويصير (غيور)، و (طويل)، و (خورنق):(غَور)، و (طَيل)، و (خَرنق)، وليس المراد، فسلمت عين الكلمة في هذه الأسماء؛ لأن الثاني إذا سكن وكانت الياء والواو غير لام -يعني بأن كانت عينًا ونحو ذلك- فإن الثاني يكف الإعلال، وإليه أشار بقوله:(وَإِنْ سُكِّنَ كفّ إِعْلَالَ غَيْرِ اللَّام)، فلما سكنت الألف في نحو:(جَوَاد) وكانت الواو غير لام .. كفَتِ الألَف إعلال الواو.
وقس عليه ما بعده؛ كـ (غَيوْر) فلما سكنت الواو فيه وكانت الياء غير لام ..