الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
ص:
988 -
فَا أَمْرٍ أوْ مُضَارِعٍ مِنْ كَوَعَدْ
…
اِحْذِف وَفِي كَعِدَةٍ ذَاكَ اطَّرَد
(1)
ش:
الماضى الذي على (فَعَل) بفتح العين إن كان معتل الفاء؛ كـ (وعد)، و (وقف) .. حذفت فاؤه في الأمر؛ نحو:(عِد)، و (قِف)، والأصل:(اِوْعِد)، و (اِوقِف) فحذفت الفاء ثم الهمزة للاستغناء عنها بالمتحرك بعدها.
وتحذف الفاء أيضًا من مضارعه؛ نحو: (يَعد)، و (يَقف)، والأصل:(يَوْعد)، و (يَوْقف) بكسر العين فيهما، فحذفت الواو من المضارع؛ لوقوعها بعد ياء وكسرة وحمل الأمر عليه.
والمضارع المبدوء بالهمزة أو التاء؛ نحو: (أَعِدُ)، و (تَعِد)، والأصل:(أَوْعِد)، و (تَوْعِد) وحذف هذه الفاء مشروط بفتح حرف المضارعة.
فإن انضم .. لم تحذف؛ كـ (يُوعَد) بالبناء للمفعول.
وإن كان مصدر هذا الفعل بالتاء .. فهو أيضًا محمول على المضارع في حذف الفاء؛ كـ (عدة)، و (هبة)، و (سِنة)، بكسر السين، والأصل:(وعد وَعدًا)، و (وهب وَهبًا)، و (وَسِنَ وَسْنًا) فحذفت الفاء وعوض عنها تاء التأنيث في آخره.
وشذ حذف التاء في قول الشاعر:
(1)
فا: قصر للضرورة: مفعول مقدم لاحذف، وفا: مضاف، وأمر: مضاف إليه. أو: عاطفة. مضارع: معطوف على أمر. من: حرف جر. كوعد: الكاف اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل جر بمن، والكاف الاسمية: مضاف، ووعد- قصد لفظه- مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من (أمرٍ) وما عطف عليه. وفي كعدة: الواو عاطفة، والجار والمجرور متعلق بقوله:(اطرد) الآتي. والكاف: الاسمية: مضاف، وعدة: مضاف إليه، على نحو ما علمت. ذاك: اسم الإشارة: مبتدأ، والكاف حرف خطاب. اطّرد: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم الإشارة، والجملة من اطرد وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
......... وَأَخلَفُوكَ عِدَ الأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوْا
(1)
قال الجرمي: ومن العرب من يقول: (وَعْدَة)، و (وَثْبَة) فيجمع بين العوض والمعوض.
وأما ما كان مثل (عِدة) وهو غير مصدر .. فحذف فائه شاذ، كقولهم:(رِقَة)، و (حِشَة)، و (جِهَة)، والقياس:(وِرْقَة)، و (وِحْشَة)، و (وِجْهَة).
وقيل: يجوز أن تكون مصادر ووصف بها، لقولهم:(أرض حِشة) فتكون حينئذ مثل: (عِدة)، و (سِنة) وهو للشلوبين.
وكان القياس في (يقع)، و (يهب): كسر العين، ففتحت لثقل حرف الحلق؛ ولكن هو مكسور تقديرًا، ولولا أصالة الكسر .. لم تحذف الواو من (يهب)،
(1)
التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: إن الخليطَ أَجدُّوا البينَ فانجَردُوا
وهو للفضل بن عباس في شرح التصريح 2/ 396، وشرح شواهد الشافية ص 64، ولسان العرب 1/ 651 غلب، 7/ 293 خلط، والمقاصد النحوية 4/ 572، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 241، والخصائص 3/ 171، وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 158، وشرح عمدة الحافظ ص 486، ولسان العرب 3/ 462 وعد، 7/ 293 خلط.
شرح المفردات: الخليط: المَعَاشر. أجد: صيره جديدًا. البين: الفراق. انجرد: بَعُدَ. أخلفوك: نكثوا بعهدك. عد الأمر: عدة الأمر.
المعنى: يقول: إن الأحبة قد جددوا الرحيل، وساروا بعيدًا، مخلفين ما وعدوا به بدوام الوصل والألفة.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الخليط: اسم إن منصوب. أجدّوا: فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. البينَ: مفعول به منصوب. فانجردوا: الفاء حرف عطف، فانجردوا: فعل ماضٍ، والواو: ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. وأخلفوك: الواو حرف عطف، أخلفوك: فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول. عِدَ: مفعول به ثان، وهو مضاف. الأمر مضاف إليه مجرور. الذي: اسم موصول مبني في محل جر نعت الأمر. وعدوا: فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
وجملة: (إن الخليط): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أجدّوا): في محل رفع خبر إنّ. وجملة (انجردوا): معطوفة على جملة (أجدوا). وجملة (أخلفوك): معطوفة على سابقتها. وجملة (وعدوا): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (عد الأمر)؛ حيث حذف التاء التي يعوض بها عن فاء المصدر في (عدة).
و (يقع).
وفي "المفصل": أن الأصل في (يقع)، و (يسع): الكسر أيضًا، والفتح لحرف الحلق.
وإذا بنيت اسمًا من (وعد) على مثال: (يقطين) .. قلت فيه: (يَوعِيد) فلا تحذف الفاء هنا مع أنها وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة؛ لأنها حينئذ في اسم لا فعل.
قال الشيخ في "الكافية":
وَصَحِّحِ إِنْ بَنَيتَ كَاليَقْطِينِ مِنْ
…
وَعْدِ فَذَا التَّصحِيحُ بِالأَسْمَا قَمِنْ
وأما (فعِل) المكسور العين المعتل الفاء:
فتارة: يكون من باب (وعد)؛ نحو: (وَمَق يَمِق مِقَة).
وتارة: يخالف (وعد)؛ نحو: (وَجَل يَوجَل) بفتح العين.
والمصدر: (الوَجَل)؛ كـ (الفَرَح) فلا تحذف منه الواو؛ لأنها لم تقع بين ياء وكسرة، بل بين ياء وفتحة أصلية كما في:(وَجَع يَوجَع) بفتح الجيم.
وحكى في "الكافية" أن بعضهم: يقلب واو مضارع (وجل) ألف، فتقول:(يأجل).
ومنهم من يقول: (يَيجل) بفتح الياء الأولى وكسرها.
وأما (وَلِه) فقالوا فيه: (يَلَهُ)؛ كـ (يَعِدُ)، و (يَولَه)، كـ (يَوجَل) بفتح العين.
وتقول في غير الإفراد: (يَعِدان)، و (يَقِفَان)، و (يَصِفان)، والأصل:(يَوْعِدان)، و (يَوْقِفان)، و (يَوْصِفان).
و (يَعِدُون)، و (يَقِفُون)، و (يَصِفُون)، والأصل:(يَوْعِدون)، و (يَوْقِفُون)، و (يَوْصِفون).
وتقول في المعتل الفاء واللام: (وَعَى الزيدون): (يَعُون)، والأصل:(يَوْعَيُون) فحذفت الفاء كما سبق، فحصل:(يَعْيُون)، فاستثقلت الضمة على الياء، فنقلت إلى ما قبلها، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، فحصل:(يَعُون).
ومثله: (وفا يفي)، (يفيان)، (يفون)، والأصل:(يَوْفِي)، (يَوْفِيَان)، (يَوْفِيُون)، فحذفت الفاء من الأول والثاني، فحصل:(يفي)، و (يفيان)، وحذفت من الثالث،
فحصل: (يفيون) فنقلت ضمة الياء للفاء، ثم حذفت الياء فحصل:(يفون).
وتقول في الأمر منهما: (فِ)، و (عِ يا زيد)، و (فِيَا وعِيَا يا زيدان): و (فُوا وعُوا يا زيدون)، و (فِيْ وعِيْ يا هند)، و (فيا وعيا يا هندان): و (فِينَ وعِينَ يا هندات).
و مثلهما: (وَحَى)، بمعنى:(أوحى).
قال الشاعر:
................ وَحَى لَهَا القَرَارُ فَاسْتَقَرَّتِ
(1)
فتقول: (يَحِيْ)، (يَحِيَان)، (يَحُون).
وتقول في الأمر: (ح)، (حِيَا)، (حُوا)، (حِي)، (حِينَ).
و (وَخَى): بالمعجمة يقال: (وَخَيت الشيءَ أخيه): إذا قصدته.
و (وَزَى) بالزاي، يقال:(وزَى الشيءُ يزي): إذا اجتمع.
و (وَصَى) يقال: (وصى الشيءُ يصي): إذا اتصل.
و (وَكَى) يقال: (وكيتُ الزِّقَّ): إذا ربطتُه.
فتقول في الأمر: (خ)، (خيا)، (خُوَا)، (خِيْ)، (خِينَ).
و (ز)، (زِيَا)، و (زُوْا)، (زِي)، (زِينَ).
و (صِ)، (صِيَا)، (صُوا)، (صِي)، (صِيْنَ).
و (كِ)، (كِيَا)، (كُوا)، (كِيْ)، (كِيْنَ).
ذكره أبو الفتح في "سر الصناعة".
واللَّه الموفق
(1)
التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: بإذنِهِ الأرضُ وَما تَعَتَّتِ
وجاء الشاهد في اللسان، وحى، منسوبًا للعجاجَ، وهو كذلك في ديوانه 266، وقبل البيت الشاهد قوله:
الحَمدُ لِلّهِ الَّذي اِستَقَلَّتِ
…
بِإذنِهِ السَّماءُ وَاَطمَأَنَّتِ
الشاهد: قوله: (وحى) حيث جاء بمعنى أوحى.
ص:
989 -
وَحَذفُ هَمْزِ أفْعَلَ اسْتَمَرَّ فيِ
…
مُضَارِعٍ وَبِنْيَتَي مُتَّصِفِ
(1)
ش:
يقول: إن همز (أفعل)؛ نحو: (أكرَم) بفتح الراء تحذف في المضارع؛ نحو: (أُكرِمُ) بضم الهمزة و (يُكرِم)، و (تُكرم)، والأصل:(أُأَكرِم) بضم الأولى وفتح الثانية، و (يُؤَكرم)، و (تُؤَكرم)، كذلك، فحذفت الثانية من (أُأَكرم) لاجتماع الهمزتين، ثم حمل عليه غيره.
وقوله: (وَبِنْيَتَيْ مُتَّصِفِ) يشير به إلى أن الهمزة تحذف أيضًا من اسم الفاعل واسم المفعول؛ نحو: (مُكرِم)، و (مُكرَم)، والأصل:(مُؤَكرِم)، و (مُؤَكرَم) بهمزة مفتوحة بعد الميم.
وتثبت الهمزة في المضارع ضرورة؛ كقوله:
فَإِنَّهُ أَهْلٌ لِأَنْ يُؤَكرَمَا ...............
(2)
(1)
وحذف: مبتدأ، وحذف: مضاف، وهمز: مضاف إليه، وهمز: مضاف، وأفعل: مضاف إليه. استمر: فعل ماض، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى حذف الهمز، والجملة من استمر وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. في مضارع: جار ومجرور متعلق باستمر. وبِنْيَتَي: معطوف على مضارع، وبنيتي: مضاف، ومتصف: مضاف إليه، والمراد ببنيتي متصف: بناء اسم الفاعل وبناء اسم المفعول.
(2)
التخريج: الرجز بلا نسبة في الإنصاف ص 11؛ وخزانة الأدب 2/ 316؛ والخصائص 1/ 144؛ والدرر 6/ 319؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 139؛ وشرح شواهد الشافية ص 58؛ ولسان العرب 1/ 435 رنب، 12/ 512 كرم؛ والمقاصد النحوية 4/ 578؛ والمقتضب 2/ 98؛ والمنصف 1/ 37؛ 192، 2/ 184؛ وهمع الهوامع 2/ 218.
شرح المفردات: أهل: يستحق، خليق. يؤكرم: يكرم.
الإعراب: فإنه: الفاء بحسب ما قبلها، إنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير في محل نصب اسم إن. أهلٌ: خبر إن مرفوع بالضمة. لأن: اللام للتعليل، أنْ: حرف نصب ومصدري. يؤكرما: فعل مضارع للمجهول منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق، ونائب فاعله: ضمير مستتر تقديره: هو. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: فى محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالخبر أهل.
وجملة: (إنه أهل) بحسب ما قبلها. وجملة: (يؤكرما) صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.