الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
ص:
964 -
مِنْ لَامِ فَعْلَى اسْمًا أَتَى الواوُ بَدَلْ
…
يَاءٍ كَتَقْوَى غَالِبًا جَا ذَا البَدَلْ
(1)
ش:
(فَعْلى) بفتح الفاء وسكون العين إن كانت صفة ولامها ياء .. صحت الياء؛ نحو: (صديا)، و (خَزْيا)، بالزاي وفتح الخاء المعجمة.
وإن كانت اسمًا وهو المراد بهذا البيت .. أُعِلَّت غَالبًا، فرقًا بين الاسم والصفة؛ وذلك نحو:(تقوى)، و (شروى)، و (فتوى)، والأصل:(تقيا)، و (شريا)، و (فتيا).
وقوله: (غالبًا) احتراز من نحو قولهم: (طَغيا)، و (شَعيا)، و (رَيّا) بفتح الأول فإنهم لم يقلبوا فيها الياء واوًا.
و (الطغيا): اسم لولد البقرة الوحضية، و (شعيا): اسم موضع، و (الريَّا): الرائحة الطيبة.
وقوله: (بدل): منصوب على الحال، وهو مضاف، و (ياء): مضاف إليه، و (من لام فَعْلَى): متعلق بقوله: أتى، و (اسمًا): حال من (فَعلَى).
والله الموفق
ص:
965 -
بِالْعَكْسِ جَاء لَامُ فُعْلَى وَصْفَا
…
وَكَوْنُ قُصْوَى نَادِرًا لَا يَخْفَى
(2)
(1)
من لام: جار ومجرور متعلق بقوله: (بدل) الآتي، ولام: مضاف، وفَعْلَى: مضاف إليه. اسمًا: حال من فَعْلَى. أتى: فعل ماض. الواو: فاعل أتى. بدل: حال من الواو، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة، وبدل: مضاف، وياء: مضاف إليه. كتقوى: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: وذلك كائن كتقوى. غالبًا: حال من قوله: (ذا) الآتي. جا: قصر للضرورة: فعل ماض. ذا: اسم إشارة: فاعل جاء. المبدل: بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت له.
(2)
بالعكس: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من: (لام فُعْلى) الآتي. جاء: فعل ماض. لام: فاعل جاء، ولام: مضاف، وفُعْلى: مضاف إليه. وصفا: حال من فُعْلى. وكون: مبتدأ، وكون: مضاف، وقصوى: مضاف إليه، من إضافة المصدر الناقص إلى اسمه. نادرًا: خبر المصدر=
ش:
(فُعْلى) بضم الفاء وسكون العين إن كانت اسمًا ولامها واو .. صحت الواو؛ نحو: (حُزوى): اسمِ موضع بالحجاز.
وإن كانت وصفًا .. فبالعكس مما ذكر في البيت قبله، يعني: أن الواو تقلب ياءً طلبًا للتخفيف؛ نحو: (العليا)، و (الدنيا)، والأصل:(العُلوَا)، و (الدُّنوَا)، فقلبت الواو ياءً، بخلاف ما تقدم في البيت قبله، فقلبت فيه الياء واوًا، قال تعالى:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا} ؛ أي: (القريبة)، قاله في "الكشاف".
ونص المصنف: على أن (دنيا) وصف باعتبار الأصل، وغلبت عليه الاسمية.
قال في توضيحه: و (دنيا) في الأصل مؤنث (أدنى)(أَفعل) تفضيل، وهو إذا نكر .. لزم الإفراد والتذكير، وامتنع تأنيثه وجمعه؛ لكن خلع عن الوصفية واستعمل استعمال الأسماء؛ كـ (رُجعى) و (بُهمى). انتهى.
ونص بعضهم: على منع صرفها.
وقال بعضهم: يستعمل نكرة ومعرفة.
وروى بالتنوين وعدمه، قوله:
............ فِيْ سَعْيِ دُنْيَا طَالَ مَا قَد مُدَّتِ
(1)
=الناقص. لا: نافية. يخفى: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى كون الواقع مبتدأ، والجملة من يخفى المنفي بلا وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
(1)
التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: يومَ ترى النفوسُ مما أَعَدَّت
وهو للعجاج في ديوانه ص 410؛ وخزانة الأدب 8/ 296، 298، 299، وشرح شواهد الإيضاح ص 350؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 316.
اللغة: مُدَّت: تطاولت وامتدت.
المعنى. إن النفوس سترى حصِيلة أمورها التي أخذت أبعادها ومداها في هذه الدنيا المديدة.
الإعراب: في سعي: جار ومجرور متعلّقان بالفعل غَبَّت المذكور في بيت سابق. دنيا: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر. طالما: كافة. مكفوفة قد: حرف تحقيق. مُدَّت: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث لا محل لها، وحرّكت لضرورة القافية، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.
وجملة (مُدَّت): صفة لـ (دنيا) محلها الجر.
والشاهد قوله: (دنيا) حيث روي بالتنوين وعدمه، والسبب مذكور في المتن.
وشذ قول الحجازيين: (القُصوى)، وقياسه:(القُصيا)؛ لأنه وصف.
وبنو تميم يقولون: (القُصيا) على القياس.
وقوله: (وصفًا): حال من (فُعلَى).
والله الموفق