الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخرَّج البخاري الحديث على إرادة الفاء.
ولا يبعد الحمل على القاعدة؛ أي: (فأقول ما بال رجال؟) وكذا ما بعده.
وقد تبدل ميمها الأولى ياء كراهة التضعيف، قال الشاعر:
رَأَت رَجُلًا أَيْمَا إِذَا الشَّمسُ عَارَضَت .... فَيَضحَى وأَيْمَا بِالعَشِيِّ فَيَخصَرُ
(1)
وقد يقع ذلك في (إِما) المكسورة الهمزة كما سبق في العطف.
تنبيه:
الصحيح: أن ما بعد الفاء: خبر المبتدأ في قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ} وهو العامل في (إذا) فهي متمحضة للظرفية إذن.
وجعلها أبو البقاء شرطية، وما بعد الفاء: جوابها، وأن الجملة الشرطية: خبر المبتدأ.
وفيه نظر، كما قاله السمين؛ لخلو خبر المبتدأ الواقع بعد (أما) من (الفاء) بلا مسوغ.
واللَّه الموفق
= الشاهد: قوله (لا قتال لديكم) حيث حذف الفاء من جواب (أما)، مع أن الكلام ليس على تضمن قول محذوف، وذلك للضرورة.
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص 94، والأزهية ص 148، والأغاني 1/ 81، 82، 9/ 88، وخزانة الأدب 5/ 315، 321، 11/ 367، 368، 370، والدرر 5/ 108، وشرح شواهد المغني ص 174، والمحتسب 1/ 284، ومغني اللبيب 1/ 55، 56، والممتع في التصريف 1/ 375، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص 120، والجنى الداني ص 527، ورصف المباني ص 99، وشرح الأشموني 3/ 608، ولسان العرب 14/ 477 (ضحا)، وهمع الهوامع 2/ 67.
اللغة: عارضت الشمس: غدت في عرض السماء. يضحى: يبرز للشمس. يخصر: يبرد، والبيت كناية عن مواصلة السفر في النهار وفي العشيّ.
الشاهد: قوله: (أيما) في الموضعين؛ حيث أبدل الميم الأولى من (أمَّا) .. فصارت (أيما)، وهذا على ندرة، والسببُ كراهية التضعيف.
ص:
714 -
لَوْلَا وَلَوْمَا يَلْزَمَانِ الابْتِدَا
…
إِذَا امْتِنَاعًا بوُجُوْدٍ عَقَدَا
(1)
ش:
* (لولا)،و (لوما): يدلان على التحضيض، وسيأتي.
ويدلان على امتناع جوابهما لوجود غيره.
وهنا يلزم ذكر المبتدأ بعدهما؛ كما قال: (يَلْزَمَانِ الابْتِدَا
…
إلى آخره)؛ أي: (إذا ربطا امتناع شيء لوجود غيره).
وجوابهها كجواب (لو)، فتقول:(لولا زيد لأكرمتك)، فـ (لولا): حرف امتناع لوجود، و (زيدٌ): مبتدأ حذف خبره وجوبًا؛ لأنه كون عام؛ أي: (لولا زيد موجود)، و (لأكرمتك): جواب (لولا)، وسبق مفصلًا في الابتداء.
ومثله: (لوما عمرو لأكرمتك).
- وتكثر اللام إن كان الجواب مثبتًا؛ نحو: (لولا، أنتم لكنا مؤمنين).
- ومن القليل قولُ الشاعرِ:
لَولَا الحَيَاءُ وَبَاقِي الدِّينِ عِبتُكُما
…
.....................
(2)
(1)
لولا: قصد لفظه: مبتدأ. ولوما: معطوف على لولا. يلزمان. فعل مضارع، وألف الاثنين فاعل، والنون علامة الرفع، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. الابتدا: مفعول به ليلزمان. إذا ظرف تضمن معنى الشرط. امتناعًا: مفعول به تقدم على عامله، وهو قوله:(عقدا) الآتي. بوجود: جار ومجرور متعلق بعقد الآتي أيضًا. عَقَدا: عقد: فعل ماض، وألف الاثنين: فاعل، والجملة من الفعل وفاعله: في محل جر بإضافة إذا إليها.
(2)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: بِبَعْضِ مَا فِيكما إِذْ عبتُمَا عوري
وهو تميم بن أبي بن مقبل من بني العجلان من عامر بن صعصعة أبو كعب، شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم، فكان يبكي أهل الجاهلية، عاش نيفًا ومئَة سنة وعدَّ في المخضرمين وكان يهاجي النجاشي الشاعر، له ديوالن شعر مطبوع، ولد سنة 70 قبل الهجرة، وتوفي سنة 37 منها.
والبيت من قصيدة له يبكي فيها على الشباب وقدوم المشيب، مطلعها:
يَا حُرَّ أَمْسَيْتُ شيْخًا قَدْ وَهَى بَصَرِي
…
وَالْتَاثَ مَا دُونَ يَوْمِ الوَعْدِ مِنْ عُمُرِي
ومنها:
قَدْ كنْتُ أَهْدِي ولا أُهْدَى فَعَلَّمَنِي
…
حُسْنَ المَقَادَةِ أَنِّي فَاتَنِي بَصَرِي
- وتجب اللام إن تقدم القسم؛ كقوله:
فوَاللهِ لَولا اللَّه تُخشَى عَوَاقِبُهْ
…
لَحُرِّكَ مِن هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ
(1)
لأن الجواب حينئذ للقسم مغنيًا عن جواب (لولا).
- وإن نفي بـ (ما) .. فالغالب تجرُّده؛ نحو: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ} .
ومن القليل قولُ الشاعرِ:
لولا رجَاءُ لِقَاءِ الظَّاعِنِينَ لَمَا
…
أَبقَتْ نَوَاهُم لنَا رُوحًا وَلَا جَسَدَا
(2)
كَانَ الشَّبَابُ لِحَاجَاتٍ وكُنَّ لَهُ .... فَقَدْ فَرَغْتُ إلَى حَاجَاتِي الأُخَرِ
قَالَتْ سُلَيْمَى بِبَطْنِ القَاع مِنْ سُرُحِ
…
لَا خَيْرَ في العَيْشِ بَعْدَ الشَيْبِ والكِبَرِ
وقبل البيت الشاهد قوله:
واسْتَهْزَأَتْ تِرْبُهَا مِنِّي فَقُلْتُ لهَا
…
مَاذَا تَعِيبَانِ مِنِّي يَا بْنَتَيْ عَصَرِ
الشاهد: قوله: (عبتكما) حيث تجرد جواب (لولا) من اللام على قلة، والكثير إثباتها.
(1)
التخريج: البيت من بحر الطويل قالته امرأة في عهد عمر رضي الله عنه، وهو واحد من أبيات قالتها المرأة في قصة ذكرها السيوطي في شرحه على المغني (2/ 668) وملخصها: أن عمر ابن الخطاب كان يطوف ذات ليلة بالمدينة، فسمع تلك المرأة تنشد هذه الأبيات:
تطاول هذا الليل واسود جانبه
…
وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فوالله لولا الله لا شيء غيره
…
لزعزع من هذا السرير جوانبه
وبت ألاهي غير بدع منعمًا
…
لطيف الحشا لا يحتويه مصاحبه
يلاعبني فوق الحشايا وتارة .... يعاتبني في حبه وأعاتبه
ولكنني أخشى رقيبًا موكلا
…
بأنفسنا لا يستريح مراقبه
ثم تنفست الصعداء وقالت: هان على ابن الخطاب وحشتي في بيتي وغيبة زوجي عني؟
فدخل عليها عمر وقال لها: يرحمك الله وأين زوجك؟
فقالت له: في بَعث كذا.
فكتب في الوقت بقفوله عليها، وبعث إليها بنفقة وكسوة، وقال: لا أحبس أحدا من الجيش أكثر من أربعة أشهر.
الشاهد: قولها: (لولا الله
…
لحرك) حيث وجبت الام في جواب (لولا) المثبت؛ لتقدم القسم.
(2)
التخريج: البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص 599؛ وشرح الأشموني 3/ 609.
- وإن نفي بـ (لم) .. امتنعت؛ نحو: (لولا زيد لم يقم عمرو).
- ويجوز حذف الجواب للقرينة؛ كقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} ؛ أي: (لواخذكم) واللَّه أعلم بمراده.
وقرن جوابها بـ (قد)، في قول الشاعر:
لَولَا الأَمِيرُ وَلَولَا حَقُّ طَاعَتِهِ
…
لقد شَرِبتُ دَمًا أَحلَى مِنَ العَسَلِ
(1)
وجعل منه أبو حيان في "النهر": قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} .
وسبق هذا أيضا مع (لو).
واللَّه الموفق
ص:
715 -
وبهما التَّحْضِيْضَ مِزْ وَهَلَّا
…
ألَّا أَلَا وَأَوْلِيَنْهَا الفِعْلَا
(2)
ش:
سبق أن (لولا)، و (لوما) يدلان على التحضيض، وأخد يذكر ذلك، ويشاركهما فيه (هلا)، و (ألَّا) بالتشديد، هذا هو المشهور.
وزاد الشيخ هنا (ألَا) بالتخفيف، وأقره بعضهم، ولعله قليل؛ لأن المشهور فيها العرض.
والضمير في (بهما) يرجع لـ (لولا)، و (لوما) و (مِز): فعل أمر؛ أي: (وبهما ميز التحضيض).
الشاهد: قوله: (لولا رجاء
…
لما) حيث دخلت اللام في جواب (لولا) المنفي بـ (ما) وذلك قليل.
(1)
التخريج والشاهد: هذا البيت من البسيط، واستشهد به الشيخ أبو حيان على أن جواب (لولا) قد يقرن بـ (قد) كما في قوله:(لقد شربت) في البيت، وواضح من عبارته أنه قليل.
(2)
وبهما: الواو عاطفة أو للاستئناف، بهما: جار ومجرور متعلق بقوله: (مز) الآتي. التحضيضَ: مفعول به لمز تقدم عليه. مز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وهلا: معطوف على الضمير المجرور محلًا بالباء في قوله: بهما. ألا، ألا: معطوفان أيضًا على الضمير المجرور محلا بالباء، بعاطف مقدر. وأولينها: أَوليَ: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب، وها: مفعول أول. الفعلا: مفعول ثان.
- ويجب وقوع الفعل بعد هذه الأدوات، كما قال:(وأوْلِيَنْهَا الفعْلا).
وسبق في إعراب الفعل: أن (التحضيض): [طلب] بحثٍّ وإزعاج.
و (العرض): بلين ووفق.
فتفول في التحضيض: (لولا ضربت اللصَّ)، و (هلَّا أكرمت أخاك)، وفي القرآن:{لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} ، {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} ، {لَوْمَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} .
- و (ألا) المخففة: بسيطة في التحضيض.
وقيل: مركبة.
- وأمَّا التي للعرض والاستفتاحية .. فبسيطة، كما سبق في باب (لا).
والأجود: أن أدوات التحضيض كلها مفردة.
وقيل: مركبة، فـ (هلا): من (هل) و (لا) النافية.
-و (لولا) و (لوما): من (لو) وحرفي النفي.
-و (ألَّا) بالتشديد: من (أن) و (لا)، فقلبت النون لامًا وأدغمت.
وقيل: أصلها (هَلّا).
وسيبويه: أنها كلها للتحضيض، سواء وليها ماض أو مضارع.
وأبو الحسن ابن بابشاذ: إن وليهن المستقبل .. كنَّ تحضيضًا للفاعل على الفعل ليفعله، وإن وليهن الماضي .. كنَّ توبيخًا لا تحضيضًا؛ لامتناع طلب الماضي؛ نحو:(لولا ضربت اللص)؛ أي: لأيِّ شيء ما ضربته؟
وقال سيبويه: إن فات الماضي فلا يفوت مثل فعله، يعنى:(إن فات ضرب اللص أمس .. فلا يفوت ضربه الآن).
- وقد يقع الفعل بعد (لولا)، في غير التحضيض فتكون حينئد بمعنى (لو لم)، قال الشاعر:
أَنْتَ المُبَاركُ وَالمَيمُونُ سِيرَتُهُ
…
لَوْلا تُقَوِّم دَرْءَ النَّاسِ لَاختَلَفُوا
(1)
(1)
التخريج: البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني 3/ 611، واللباب في علل
أي: (لو لم تقوم).
- ويجوز أن تكون هي المختصَّة بالأسماء، فيقدو (أَنْ)؛ أي:(لولا أَنْ تقوم).
- وقد تكون (لولا) حرف جر، كما هو مذهب سيبويه، وسبق في حروف الجر.
واللَّه الموفق
ص:
716 -
وَقَدْ يَلِيها اسمُ بِفِعْل مُضْمَرِ
…
عُلِّقَ أَوْ بِظَاهِرٍ مُؤخَّرِ
(1)
ش:
سبق أن أدوات التحضيض، لا يليها إلا الفعل.
وذكر هنا: أنه قد يليها الاسم.
- معمولًا لفعل محذوف قبله.
- أو لفعل مذكور بعده.
فمن الأول: قوله عليه الصلاة والسلام: "هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك"؛ أي: (هلا تزوجت بكرًا)، فـ (بكرًا) علق بفعل مضمر؛ أي: تعلق به فهو مفعوله.
وقال الشاعر:
..................
…
بَنِي ضوْطَرَى لَولَا الكَمِيَّ المُقنَّعَا
(2)
البناء والإعراب 1/ 133.
الشاهد: قوله: (لولا تقوم)؛ حيث وقع الفعل بعد (لولا) في غير التحضيض فجاءت بمعنى (لو لم).
(1)
وقد: حرف تقليل. يليها: يلي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، وها: مفعول به ليلي. اسم: فاعل يلي. بفعل: جار ومجرور متعلق بقوله: علق الآتي. مضمر: نعت لفعل. علق: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم، والجملة في محل رفع نعت لاسم. أو: عاطفة. بظاهرٍ: معطوف على قوله: (بفعل) السابق مع ملاحظة منعوت محذوف، أي أو بفعل ظاهر- إلخ. مؤخر: نعت لظاهر.
(2)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تَعُدّونَ عَقرَ النيب أفضل مجدكم
وهو لجرير في ديوانه ص 907، وتخليص الشواهد ص 431، وجواهر الأدب ص 394، وخزانة
أي: (لولا تعدون الكميَّ)، بمعنى:(لولا عددتم).
وقوله:
.............
…
هَلَّا التَّقَدُّمُ وَالقُلُوبُ صِحَاحُ
(1)
= الأدب 3/ 55، 57، 60، والخصائص 2/ 45، والدور 2/ 240، وشرح شواهد الإيضاح ص 72، وشرح شواهد المغني 2/ 669، والمقاصد النحوية 4/ 475، ولسان العرب 15/ 470 (إمّا لا)، وللفرزدق في الأزهية ص 168، ولسان العرب 4/ 498 (ضطر)، وبلا نسبة في الأزهية ص 170، والأشباه والنظائر 1/ 240، والجنى الداني ص 606، وخزانة الأدب 11/ 245، ورصف المباني ص 293، وشرح الأشموني 3/ 610، وشرح عمدة الحافظ ص 321، والصاحبي في فقه اللغة ص 164، 182، ومغني اللبيب 1/ 284.
اللغة: العقر: النحر أو الذبح. النيب: جمع ناب وهي الناقة المسنّة. ضوطرى: المرأة الحمقاء.
الكميّ: الفارس المدجّج بالسلاح.
المعنى: يهجو الشاعر قوم الفرزدق فيقول: إنّ أفضل ما يقومون به هو نحر ناقة مسنّة، فهل لهم قدوة على التصدّي للفارس المدجّج بالسلاح؟!
الإعراب: تعدّون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. عقر: مفعول به أوّل، وهو مضاف. النيب: مضاف إليه مجرور. أفصل: مفعول به ثان لتعدّون، وهو مضاف. مجدكم: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، وكم: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. بنى: منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالياء، وهو مضاف. ضوطرى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر. لولا: حرف تحضيض. الكميّ: مفعول به لفعل محذوف تقديره: تعدّون، والمفعول به الثاني محذوف، والتقدير: لولا تعدّون الكميّ أفضل مجدكم. المقنّعا: نعت الكمي منصوب والألف للإطلاق.
وجملة (تعدون): ابتدائية لا محل من الإعراب. وجملة النداء (يا بني): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تعدون) المحذوفة: استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: (لولا الكميّ)؛ حيث دخلت أداة التحضيض لولا على الاسم (الكميّ)، وهي مختصّة بالدخول على الفعل، فقدّر هذا الاسم مفعولًا به لفعل محذوف، تقديره: لولا تعدّون الكميّ.
(1)
عجز بيت من الكامل، وصدره: الآنَ بَعْدَ لجَاجَتِي تَلحُونَنِي
وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص 614؛ ورصف المباني ص 408؛ وشرح ابن عقيل ص 599؛ ومجالس ثعلب 1/ 75؛ والمقاصد النحوية 4/ 474.
والشاهد: قوله: (هلّا التقدم)، حيث ولي أداة التحضيض اسم مرفوع، فيجعل هنا فاعلًا لفعل محذوف، تقديره:(وُجِدَ)؛ لأنّ أدوات التحضيض مخصوصة بالدخول على الأفعال، وهذا الفعل ليس في الكلام فعل آخر يدلّ عليه.
أي: (هلا وجد التقدم)، ونحو:(لولا زيدًا تضربه) على الاشتغال.
ومن الثانى: (لو لا زيدًا ضربت)، فـ (زيدًا): منصوب بالفعل المذكور.
ومن النوع الأول مثال سيبويه: (لولا خيرًا من ذلك)، (وهلّا خيرًا من ذلك).
وفي "المفصل": يجوز رفعه على معنى: (هلا كان منك خيرٌ من ذلك).
وقدرت كان الشأنية، في قوله:
.............
…
إليَّ فَهَلا نَفسُ لَيلَى شَفِيعُها
(2)
أي: (فهلا كان الشأن نفس ليلى شفيعُها).
(2)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: ونُبِّئتُ ليلى أرسلت بشفاعةٍ
وهو للمجنون في ديوانه ص 154، ولإبراهيم الصولي في ديوانه ص 185، ولابن الدمينة في ملحق ديوانه ص 206، وللمجنون أو لابن الدمينة أو للصمة بن عبد اللَّه القشيري في شرح شواهد المغني 1/ 221، والمقاصد النحوية 3/ 416، ولأحد هؤلاء أو لإبراهيم الصولي في خزانة الأدب 3/ 60، وللمجنون أو للصمة القشيري في الدور 5/ 106، وللمجنون أو لغيره في المقاصد النحوية 4/ 457، وبلا نسبة في الأغاني 11/ 314، وتخليص الشواهد ص 320، وجواهر الأدب ص 394، والجنى الداني ص 509، 613، وخزانة الأدب 8/ 513، 10/ 229، 11/ 245، 313، ورصف المباني ص 408، والزهرة ص 193، وشرح التصريح 2/ 41، وشرح ابن عقيل ص 322، ومغني اللبيب 1/ 74، وهمع الهوامع 2/ 62.
المعنى: يقول: نبئت أن ليلى أفسحت مجال الشفاعة، فهلا كانت نفس ليلى شفيعة.
الإعراب: ونبئت: الواو بحسب ما قبلها، نبئت: فعل ماضٍ للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. ليلى: مفعول به ثان منصوب. أرسلت: فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. بشفاعة: جار ومجرور متعلقان بأرسلت. إليَّ: جار ومجرور متعلقان بأرسلت. فهلا: الفاء حرف استئناف، هلا حرف تحضيض. كلص: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. ليلى: مضاف إليه مجرور. شفيعها: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: (نبئت
…
): بحسب ما قبلها. وجملة (أرسلت): في محل نصب مفعول به ثالث. وجملة (هلا نفس ليلى شفيعها): في محل نصب خبر (كان) المحذوفة مع اسمها. وجملة (كان
…
): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (فهلا نفس ليلى) حيث أضمر فيه ضمير كان الشأنية، والتقدير:(فهلا كان نفس ليلى شفيعها)، فاسم كان: ضمير الشأن المحذوف، وخبرها: الجملة الاسمية (نفس ليلى شفيعها)، والذي ألجأنا إلى هذا التقدير: هو أن (هلّا) تختص بالجملة الفعلية الخبرية.
* وذكر في "الكافية": مع هذه الأدوات: (لمَّا).
- وهي حرف وجوب لوجوب.
- وقال بعضهم: حرف وجود لوجود.
ولا يليها إلا الماضي لفظًا ومعنى؛ كقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً} .
قالوا: وقد يجاب بجملة اسمية؛ كقوله تعالى: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} .
وقيل: التقدير: (انقسموا قسمين فمنهم مقتصد).
- وقد يُكتفى بـ (إذا) الفجائية؛ كقوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} .
- وابن عصفور: تُجابُ المضارع؛ كقوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا} .
والأخفش والكسائي: هو في موضع (جادلنا).
وقيل: المعنى: (أقبل يجادلنا).
- وحذف جوابها في: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ} ، التقدير:(نادته الملائكة).
والكوفيون: أن الجواب: {تله للجبين} ، أو:{ناديناه} والواو صلة.
- ومحمد أبو بكر بن السراج وتلميذه الفارسي وتلميذه ابن جني: أن (لمَّا) ظرف بمعنى: (حين).
-والمصنف: أنها حرف.
- وخالفه محمد البعلي تلميذه في شرح "الجرجانية" ووافق الأولين قال: والصحيح أنها اسم؛ لأنها عبارة عن الزمان المجرد عن الحدث، نحو:(إذ)، و (إذا)، و (أيان)، وهي وإن كانت رابطة بين جملتين .. فهي رابطة ربط الظروف، لا ربط الحروف. انتهى.
واستدل على حرفيتها بقوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ}
…
الآية؛ إذ لو كانت ظرفًا .. لاحتيج إلى عامل، وكل من (قضينا) و (دل) لا يصلح للعمل؛ لأن الأول مضاف إليه حيث كانت ظرفًا، فلا يعمل في المضاف، والثاني وقع بعده (ما) النافية .. فلا يعمل فيما قبلها.
وقد يجاب: بأن العامل (قضينا)، وليس ارتباطه بـ (لما) ارتباط المضاف بالمضاف إليه كما ذكر في الإضافة عند ذكر (إذا) من كون العامل فيها: ما يليها لا على طريقة المتضايفين، بل على طريقة ارتباط أداة الشرط بجملة الشرط.
- وتكون مرادفة لـ (إلّا) بعد نفي، كقراءة ابن عامر وعاصم وحمزة:{وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} ، تقديره:(وما كلٌّ إلا جميع لدينا محضرون).
- وبعد القسم أيضًا؛ كقول بعضهم: (عزمت عليك لمَّا ضربت كاتبك سوطًا)، يعني:(إلا ضربت كاتبك سوطًا).
- وحذف الفعل بعدها وفسره آخر، في قوله:
أَقُولُ لِعَبدِ اللَّه لَمَّا سِقَاؤنَا
…
وَنَحنُ بِوَادِي عَبدِ شَمسٍ وَهَاشِمِ
(1)
(1)
التخريج: البيت لتميم بن رافع المخزومي في شرح أبيات المغني 5/ 153، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 682.
اللغة: السقاء: وعاء من جلد الماعز يملأ ماء أو لبنًا. وهي: سقط، أو بلي، شِم: انظر، أو ترقب.
المعنى: أقول لعبد الله لما سقط وعاء منا، ونحن بوادي عبد شمس: جِده وارفعه.
الإعراب: أقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا.
لعبد الله: جار ومجرور متعلقان بالفعل أقول. لما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، متعلق بالفعل أقول. سقاؤنا: فاعل لفعل محذوف مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ونحن: الواو: حالية، ونحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بوادي الباء: حرف جر، ووادي: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف، ووادي: مضاف. عبد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف. شمس مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وهى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. شِمِ: فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسر لضرورة الشعر، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
وجملة (أقول): ابتدائية لا محل لها. وجملة (سقاؤنا) مع الفعل المحذوف: في محل جر بالإضافة.
وجملة (ونحن بوادي عبد شمس): حالية محلها النصب. وجملة (وهى): تفسيرية لا محل لها. وجملة (شم): مقول القول في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه قوله: (لما
…
وهاشم) حيث حذف جواب (لما) وفسره آخر، والتقدير:(لما وها سقاؤنا).
وقوله: (وهاشم) لفظة غير دالة على اسمٍ علم وإنما هي مركبة من فعلين: (وهى) و (شم) وكتب
فـ (سقاؤنا): فاعل لمحذوف فسره (وها) المذكوو، و (شِم): فعل أمر مقول القول، والتقدير:(أقول له لما وها سقاؤنا .. شم)؛ أي: (انظر البرق) ولا يستعمل الشيم إلا في البرق خاصة، كما سبق مع نظائره في تعدي الفعل ولزومه.
وليست هي في قول الشاعر:
لَمَّا رأيتُ أبا يَزيدَ مُقاتِلا
…
...................
(1)
كما سبق في إعراب الفعل.
واللَّه الموفق
* * *
(وها) بالألف الممدودة للإلغاز.
(1)
التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 281، وخزانة الأدب 8/ 429، 430، 432، والدرر 1/ 292، 2/ 50، والمحتسب 2/ 310، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 142، والدرر 4/ 59، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 336، وشرح المفصل 9/ 151، واللامات ص 59، والمنصف 1/ 129، وهمع الهوامع 1/ 88، 112، 2/ 3.
وتقدم إعرابه وشرحه.