الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّصْرِيْفُ
ص:
915 -
حَرْفٌ وَشِبْهُهُ مِنَ الصَّرْف بَرِي
…
وَمَا سِوَاهُمَا بِتَصْرِيْفٍ حَرِي
(1)
ش:
التصريف: تحويل الكلمة من بنية إلى غيرها.
وهو علمٌ: يبحث فيه عن أحكام بنية الكلمة وما تضمنته حروفها من أصالة وزيادة، ونحو ذلك.
وموضوعة: الأسماء المتمكنة والأفعال المشتقة، لا الحروف وشبهها.
ولا يدخل الأسماء الأعجمية وإن كانت متمكنة، لأن التصريف من خصائص لغة العرب، وهو لابن جني.
والمراد (بشبه الحرف): الأسماء المبنية؛ نحو (مَن) و (كَم)، والأفعال الجامدة؛ كـ (نعم) و (بئس).
واللَّه الموفق
ص:
916 -
وَلَيْسَ أَدْنَى مِنْ ثُلَاثِيٍّ يُرَى
…
قَابِلَ تَصْرِيْفٍ سِوَى مَا غُيِّرَا
(2)
(1)
حرف: مبتدأ. وشبهه: الواو عاطفة، وشبه: معطوف على حرف، وشبه: مضاف، والهاء مضاف إليه. من الصرف. جار ومجرور متعلق بقوله:(بري) الآتي. بري: خبر المبتدأ وما عطف عليه، وزنة فعيل يخبر بها عن الواحد والمتعدد. وما: اسم موصول مبتدأ. سواهما: سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول، وسوى: مضاف، والضمير: مضاف إليه. بتصريف: جار ومجرور متعلق بقوله: حري الآتي. حرى: خبر المبتدأ.
(2)
وليس: فعل ماض ناقص. أدنى: اسم ليس، وخبرها: جملة (يُرى ومعمولاته). من ثلاثي: جار ومجرور متعلق بأدنى. يُرى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل -وهو المفعول الأول-: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى أدنى، والجملة من يُرى ونائب فاعله المستتر فيه: في محل نصب خبر (ليس) كما قلنا. قابل: مفعول ثان ليُرى، وقابل: مضاف، وتصريف: مضاف إليه. سوى: أداة استثناء، وسوى: مضاف، وما: نكرة موصوفة أو اسم موصول: مضاف إليه. غُيّرا: غُيّر: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، =
ش:
يقول: ما كان على حرف أو حرفين من الأسماء أو من الأفعال. . فلا يقبل التصريف إلا إن كان حذف منه شيء، وإلى ذلك أشار بقوله:(سِوَى مَا غُيِّرا).
فالمحذوف منه من الأسماء: (يد) و (دم)، والأصل:(يدْي) بسكون العين، و (دمْي) كذلك، أو (دمَو) بفتح العين فحذفت الياء والواو اعتباطًا؛ أي: لا لعلة، وجعل الإعراب على الميم والدال.
والمحذوف منه من الأفعال؛ نحو: (قم)، و (بع)، و (قِ زيدًا)، و (عِ العلم)، وهو واضح.
واللَّه الموفق
ص:
917 -
وَمُنْتَهَى اسْمٍ إِنْ تَجَرَّدَا
…
وَإِنْ يُزَدْ فِيْهِ فَمَا سَبْعًا عَدَا
(1)
ش:
الاسم على قسمين:
* مجرد من الزيادة:
وهو إما ثلاثي، أو رباعي؛ كـ (رجلٍ)، و (جعفرٍ)، أو خماسي، وهو نهاية المجرد: كـ (سفرجل)، و (جحمرش).
* وقسم مزيد فيه:
= تقديره: هو، يعود إلى ما الموصوفة أو الموصولة، والجملة من الفعل المبني للمجهول -وهو غير- ونائب فاعله: لا محل لها من الإعراب صلة ما الموصولة، أو في محل جر صفة لما النكرة.
(1)
ومنتهى: مبتدأ، ومنتهى: مضاف، واسم: مضاف إليه. خمس: خبر المبتدأ. إن: شرطية. تجردا: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم، والألف للإطلاق، وجواب الشرط محذوف، وتقدير الكلام: إن تجرد الاسم عن الزيادة. . فمنتهى ما يكون عليه خمس. وإن: شرطية. يُزَد: فعل مضارع مبني للمجهول، فعل الشرط. فيه: جار ومجرور متعلق بيُزَد. فما: الفاء واقعة في جواب الشرط، ما: نافية. سبعًا: مفعول به تقدم على عامله وهو قوله: عدا -بمعنى زاد- الآتي. عدا: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
وغايته سعة أحرف؛ كـ (استخراج)، و (احرنجام)، ولا يزيد على ذلك إلا بما ثبتت زيادته؛ كالتاء التي للمرة؛ نحو:(استخراجة).
وأحرف الزيادة يجمعها قولك: (هم يتساءلون)، وجمعت على:(أسلمني وتاه)، و (هويت السِّمان)
(1)
، و (سألتمونيها) و (منَّ سهيلٌ وأتى)، و (يا أوس هل نمت)، و (اليوم تنساه)، و (لم يأتنا سهو)، و (يا هول استنم)، و (أهوى تِلمسان): وهي بلدة.
وقد جمعتها على: (أنهيت لموسى)، و (سل من أوتيها)، و (أتوه سالمين)، و (ها أنتم سؤلي)، و (أتُسلِمونيها)، و (توهَّمنَّ سؤالي)، و (أمهلوني ستا)، و (أَولِهما ستين)؛ أي: أعطهما ستين، و (وهيَ مسألتنا).
وجمعها المصنف رحمه الله أربع مرات في قوله:
هَنَاءٌ وَتَسْليمٌ، تَلا يَومَ أُنسِه
…
نِهَايَةُ مَسؤُولٍ، أَمَانٌ وتَسْهيلُ
والفرق بين المجرد والمزيد فيه:
أن المزيد: بعض أحرفه ساقط في أصل الوضع؛ كـ (استخرج)، فأصل الكلمة:(خرج).
والمجرد: ما ليس كذلك.
واللَّه الموفق
ص:
918 -
وَغَيْرَ آخِرِ الثُّلَاثِي افْتَحْ وَضُمّ
…
وَاكْسِرْ وَزِدْ تَسْكِيْنَ ثَانِيهِ تَعُمّ
(2)
(1)
قال أبو الفتح: حكي أن أبا العباس المبرد سأل أبا عثمان المازني عن حروف الزيادة، فأنشده:
هَوِيتُ السمانَ فشيبنني
…
وما كنت قدما هَوِيتُ السمانَا
فقال له: الجواب؟ فقال له أبو عثمان: قد أجبتك في الشعر دَفْعَتين، يريد:(هويت السمان).
(2)
وغيرَ: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: افتح الآتي- وغير: مضاف، وآخرة مضاف إليه، وآخر: مضاف، والثلاثي: مضاف إليه. افتح: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وضم، واكسر: كل منهما فعل أمر معطوف على افتح. وزد: فعل أمر، وفيه ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت فاعل. تسكين: مفعول به لزد، وتسكين: مضاف، وثاني من ثانيه: مضاف إليه، وثاني: مضاف، والهاء: مضاف إليه. تعم: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر الذي هو قوله: زد، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
ش:
الاسم الثلاثي: مضموم الأول، أو مفتوح، أو مكسور.
وفي كل حالٍ في ثانية أربعة أوجه: الضم، والفتح، والكسر، والسكون.
فمثال ما ضم أوله: (عُنُق)، و (صُرَد)، و (دُئِل)، و (قُفْل).
ومثال ما فتح أوله: (عَضُد)، و (فَرَس)، و (كَبِد)، و (فَلْس).
ومثال ما كسر أوله: (حِبُك)، و (عِنَب)، و (إِبِل)، و (عِلْم).
ولما كان في أول الاسم الثلاثي ثلاثة أوجه وفي ثانيه أربعة أوجه. . تحصل من هذا اثنا عشر بناءً من ضرب ثلاثة في أربعة وقد مثلتها.
والحاصل: أن غير الآخر؛ يعني: الأول والثاني يجوز فيهما الضم والفتح والكسر، ويزاد على هذا تسكين الثاني فقط.
تنبيه:
ما كان على وزن (فَعِل) بفتح الفاء وكسر العين اسمًا؛ كـ (فَخِذ) أو فعلًا ماضيًا، كـ (شَهِد). . فيه ثلاثة أوجه، بشرط أن تكون عينه من أحرف الحلق؛ كما في هذين:
الوجه الأول: (فَخْذ)، و (شَهْد) بفتح الفاء وسكون العين.
الثاني: كسر الفاء وسكون العين.
الثالث: كسر الفاء والعين.
ويقال في (عَضُد): بفتح الفاء وضم العين (عَضْد) بفتح الفاء وسكون العين.
وفي (عُنُق): بضم الفاء والعين، (عُنْق) بسكون العين.
وفي (إِبِل): بكسر الهمزة والموحدة (إِبْل) بسكون الموحدة.
ويقال في (ضُرِب العبد) بالبناء للمفعول: (ضُرْب) بسكون الراء.
وفي (كَتِف): (كَتْف) بسكون التاء، وفي (قُفْل) بضم الفاء وسكون العين (قُفُل) بضم العين.
والغرض من هذا كله: قصد التخفيف غالبًا.
وإسكان عين الكلمة لغة فاشية في (مضر)، و (ربيعة).
قال الشاعر:
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّه أَعطَاكَ سُورَةً
…
تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبّبُ
(1)
بسكون لام (الملْك).
وقال آخر:
. . . . . . . . . . . .
…
لَو عُصْرَ مِنهُ البَانُ وَالمِسكُ انْعَصَرْ
(2)
واللَّه الموفق
ص:
919 -
وَفِعُلٌ أُهْمِلَ وَالْعَكْسُ يَقِلّ
…
لِقَصْدِهِمْ تَخَصِيْصَ فِعْلٍ بِفُعِلْ
(3)
(1)
البيت من الطويل، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص 73، ولسان العرب 4/ 386 (سور)، وتهذيب اللغة 13/ 49، وجمهرة اللغة ص 174، 723، وديوان المعاني 1/ 15، وتاج العروس 12/ 101 (سور).
الشاهد: قوله: (مَلْك)؛ حيث سكن لامه على لغة مضر وربيعة.
(2)
التخريج: الرجز لأبي النجم في أدب الكاتب ص 538، وإصلاح المنطق ص 36، وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 43، والكتاب 4/ 114، ولسان العرب 3/ 336 (فصد)، 4/ 581 (عصر)، والمنصف 1/ 24، وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 124، وشرح التصريح 1/ 294، واللامات ص 36، والمنصف 2/ 124، والمخصص 14/ 220.
اللغة: البان: شجر سَبْطُ القوام ليّن الورق يشبه به قدود الحسان، له زهرة طيبة الريح.
الشاهد في قوله: (عُصْرَ)، فإن أصله بضم العين وكسر الصاد، ولكن الشاعر خففه بإسكان الصاد فيوزن على حالته هذه.
(3)
وفِعُلٌ: مبتدأ. أُهمل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى فعل: والجملة من أهمل ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. والعكس: مبتدأ. يقل: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (العكس)، والجملة من يقل وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. لقصدهم: الجار والمجرور متعلق بيقل، وقصد: مضاف، والضمير: مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله. تخصيص: مفعول به للمصدر -وهو قصد- وتخصيص: مضاف، وفِعْلٍ: مضاف إليه. بِفُعِلْ: جار ومجرور متعلق بتخصيص.
ش:
يقول: أهملوا (فِعُل) وهو الذي كسرت فاؤه وضمت عينه وهو مثال (حِبُك) فيما تقدم.
والعلة: ثقل الضم بعد الكسر؛ ولكن قرأ به أبو السماك في قوله تعالى: (ذات الحِبُك).
فقيل: الأصل: (حُبُك) بضمتين فأتبعت الحاء للباء قبلها.
وقيل: أراد أن يقرأ بكسر الحاء والباء، فبعد نطقه بالحاء مكسورة. . مال إلى القراءة المشهورة فضم الباء، وهو لابن جني.
وقوله: (وَالْعَكْسُ يَقِلّ) يشير به إلى (فُعِل) بضم الفاء وكسر العين، وهو مثال (دُئِل)، فأهمله بعضهم، وأثبته بعضهم بدليل وُعِل أيضًا بضم الواو وكسر العين لغة في (الوَعِل) بفتح الأول وكسر الثاني.
و (دُئِل): اسم دويبة، أو قبيلة نسب إليها أبو الأسود الدئِلي وإنما كان قليلًا؛ لأنهم قصدوا أن هذا الوزن يختص بالفعل المبني للمفعول؛ كـ (ضُرِب العبد)، وإليه أشار بقوله:(لِقَصْدِهِمْ تَخْصِيْصَ فِعْلٍ بِفُعِلْ).
واللَّه الموفق
ص:
920 -
وَافْتَحْ وَضُمَّ وَاكْسِرِ الثَّانِيَ مِنْ
…
فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ وَزِدْ نَحْوَ ضُمِنْ
(1)
ش:
الماضي الثلاثي له أربعة أوزان:
ثلاثة للفاعل.
وواحد لما لم يسم فاعله.
(1)
وافتح: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وضم، واكسر: كذلك. الثاني: تنازعه الأفعال الثلاثة، وكل منها يطلبه مفعولًا به. من فِعلٍ: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الثاني. ثلاثي: نعت لفعل. وزد: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. نحو: مفعول به لزد، ونحو: مضاف، وضمن: قصد لفظه: مضاف إليه.
فالثلاثة: مفتوحة الفاء دائمًا، وفي عين كل واحد منها الضم، والفتح، والكسر.
فالأول؛ نحو: (شَرُف).
والثاني: (نَصَر).
والثالث: (عَلِم).
والذي لـ (فعل المفعول): تضم فاؤه وتكسر عينه؛ نحو: (ضُمِن).
والمراد بـ (الثاني) في قول الشيخ: عين الكلمة.
واللَّه الموفق
ص:
921 -
وَمُنْتَهَاهُ أَرْبَعٌ إِنْ جُرِّدَا
…
وَإِنْ يُزَدْ فِيْهِ فَمَا سِتًّا عَدَا
(1)
ش:
أكثر ما يكون الماضي المجرد على أربعة، وله ثلاثة أوزان:
اثنان لفعل الفاعل؛ كـ (دَحرَج زيد)، و (دَحرِج يا زيد).
وواحد لفعل المفعول؛ كـ (دُحرِجت الحصاة).
وإن زيد فيه. . فلا يعدو ستة أحرف، كما قال الشيخ.
فالثلاثي المجرد: يصل بالزيادة إلى:
أربعة؛ نحو: (قاتل)، و (جهور)، والأصل:(قتل)، و (جهر) فزيدت الألف في الأول، والواو في الثاني.
(1)
ومنتهاه: منتهى: مبتدأ، ومنتهى: مضاف، والهاء: مضاف إليه. أربع: خبر المبتدأ. إن: شرطية. جُرِّدا: جرد: فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى المضاف إليه، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام. وإن: الواو حرف عطف، إن: شرطية. يُزَد: فعل مضارع مبني للمجهول، فعل الشرط. فيه: جار ومجرور متعلق بقوله: يزد. فما: الفاء واقعة في جواب الشرط، وما: نافية. ستا: مفعول به تقدم على عامله، وهو قوله: عدا الآتي. عدا: فعل ماض -ومعناه جاوز- وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، والجملة من عدا المنفي بما وفاعله المستتر فيه ومفعوله: في محل جزم جواب الشرط.
وإلى خمسةٍ؛ نحو: (انطلق)، و (اقتدر)، والأصل:(طلق) و (قدر)، وما عداه زائد.
وإلى ستة؛ كـ (استخرج)، و (اقعنسس)، والأصل:(خرج)، و (قعس).
والرباعي المجرد يصل بالزيادة إلى:
خمسة؛ كـ (تدحرج).
وإلى ستة، كـ (احرنجم)، والأصل:(دحرج)، و (حرجم).
واللَّه الموفق
ص:
922 -
لاسْمٍ مُجَرَّدٍ رُبَاعٍ فَعْلَلُ
…
وفِعْلِلٌ وَفِعْلَلٌ وَفُعْلُل
(1)
ش:
الاسم الرباعي المجرد: له ستة أوزان هنا منها أربعة:
1 -
(فَعْلَل) بفتح الأول والثالث وسكون الثاني؛ كـ (جعفر).
2 -
و (فِعْلِل) بكسر الأول والثالث وسكون الثاني؛ كـ (زِبْرِج): وهو السحاب الرقيق.
3 -
و (فِعْلَل) بكسر الأول وسكون الثاني وفتح الثالث؛ كـ (دِرْهَم).
4 -
و (فُعْلُل) بضم الأول والثالث وسكون الثاني؛ نحو: (بُرْثُن): لمخلب الأسد، و (بُرْجُد): للكساء.
واللَّه الموفق
ص:
923 -
وَمَعْ فِعَلِّ فُعْلَلٌ وَإِنْ عَلَا
…
فَمَعْ فَعَلّلٍ حَوَى فَعْلَلِلَا
(2)
(1)
لاسْمٍ: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. مُجَرَّدٍ: نعت لاسم. رُبَاعٍ: حذفت منه ياء النسبة للضرورة: نعت ثان لاسم. فَعْلَلُ: مبتدأ مؤخر. وَفِعْلِلٌ، وَفِعْلَلٌ، وَفُعْلُل معطوفات على المبتدأ.
(2)
ومع: ظرف متعلق بمحذوف حال مما قبله، ومع: مضاف، وفِعَلَّ: مضاف إليه. فُعْلَلٌ: معطوف على (فَعْلَلُ) بالواو التي في أول البيت. إن: شرطية. علا: فعل ماض، فعل الشرط، وفاعله: =
ش:
أشار إلى الوزنين الباقيين بقوله:
5.
(فِعَلّ) بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه؛ كـ (هِزَبْر): للأسد، و (قِمَطْر): لما يصان فيه الكتب.
6.
و (فُعْلَل) بضم أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه؛ كـ (طُحْلَب) ذكره الأخفش والكوفيون.
وزاد الفراء: (بُرقَع) بفتح القاف، ذكره القواس.
وقوله: (وَإِنْ عَلا. . إلى آخره) يشير به إلى أبنية الخماسي، وهي أربعة، هنا منها اثنان:
1.
(فَعَلْلَل): بفتح الأول والثاني والرابع وسكون الثالث؛ كـ (سَفَرْجَل).
2.
و (فَعْلَلِل): بفتح الأول وسكون الثاني وفتح الثالث وكسر الرابع؛ كـ (جَحْمَرِش): للأفعى العظيمة.
واللَّه الموفق
ص:
924 -
كَذَا فُعَلِّلٌ وَفِعْلَلٌّ وَمَا
…
غَايَرَ لِلزَّيْد أَوْ النَّقْصِ انْتَمَى
(1)
= ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم، ومعنى علا: زاد. فمع: الفاء واقعة في جواب الشرط، مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من فعل الآتي، ومع: مضاف، وفَعَلّلٍ: مضاف إليه. حوى: فعل ماض، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم أيضًا. فَعْلَلِلا: مفعول به لحوى، والجملة من حوى وفاعله المستتر فيه: في محل جزم جواب الشرط على تقدير (قد) داخلة على الفعل الماضي.
(1)
كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. فُعَلِّلٌ: مبتدأ مؤخر. وَفِعْلَلٌّ: معطوف عليه. وما: اسم موصول: مبتدأ. غاير: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من غاير وفاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول. للزيد: جار ومجرور متعلق بقوله: (انتمى) الآتي. أو: عاطفة. النقص: معطوف على الزيد. انتمى: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه، والجملة من انتمى وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
ش:
1.
أشار إلى الثالث بقوله: (فُعَلْلِل) بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه وكسر رابعه؛ كـ (خُبَعْثِن): للأسد.
2.
وإلى الرابع بقوله: (فِعْلَلْل) بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه وسكون رابعه؛ كـ (قِرطَعْب): للشيء الحقير.
وأشار بقوله (وَمَا غَايَرَ. . . إلى آخره) إلى أن ما خرج عما تقدم ذكره. . فهو: إما مزيد فيه؛ كـ (منطلق)، و (مستخرج).
أو نقص منه أصل؛ كـ (يد)، و (دم).
أو تغير شكله؛ كـ (جُحْدَب): بمهملة بعد الجيم: لصغار الجراد، فإنهم فتحوا ثالثه، وأصله: الضم، ولم يروه الأخفش إلا بالفتح لما روي (طُحْلَب).
وكذا (خِرفُع) بضم الثالث، فإنهم كسروا فاؤه، والأصل: ضمها، وهو: القطن الفاسد.
وقالوا في الضخم: (عُلَبِط) بضم الأول وفتح الثاني وكسر الموحدة، والأصل:(عُلابط).
ومثله في الوزن: (عُجَلِط): وهو اللبن المنعقد، والأصل:(عُجَالِط).
واللَّه الموفق
ص:
925 -
وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَم فَأَصْلٌ وَالَّذِي
…
لَا يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتُذِي
(1)
(1)
والحرف: مبتدأ. إن: شرطية. يلزم: فعل مضارع، فعل الشرط، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الحرف الواقع مبتدأ. فأصل: الفاء واقعة في جواب الشرط، أصل: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: فهو أصل، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط، وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ. والذي: اسم موصول مبتدأ. لا: نافية. يلزم: فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هو يعود إلى (الذي لا يلزم) الواقع مبتدأ فاعل، والجملة من يلزم وفاعله المستتر فيه: لا محل لها من الإعراب صلة. الزائد: خبر المبتدأ. مثل: خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك مثل، ومثل: مضاف، وتا: قصر للضرورة: مضاف إليه، وتا: مضاف، واحتذي: قصد لفظه: مضاف إليه.
ش:
إذا لزم الحرف في جميع تصاريف الكلمة. . فهو أصل؛ كضاد (ضاربه)، وطاء (طالق)، ونون (نادم)؛ لأنها لا تسقط.
ولا يرد نحو: (كوكب) في كون واوه زائدة ولم تسقط؛ لأن الزائد إذا لم يسقط في بعض تصاريف الكلمة. . يحكم عليه بأنه مقدر السقوط.
ونون (قرنفل) زائدة.
ومن قال إنها لا تسقط في بعض التصاريف. . يلزمه حذف اللام في الجمع أو التصغير؛ لأن بقاء اللام مع النون يخل ببنائهما، وحيث لا بد من حذف أحدهما. . فالحكم بزيادة النون وحذفها أولى؛ لأن النون الساكنة المتوسطة بين أربعة أحرف محكوم بزيادتها كما سيأتي.
وإذا سقط الحرف في بعض تصاريف الكلمة. . فهو زائد؛ كألف (ضارب)، و (قاتل)؛ لسقوطها في الجمع؛ كـ (ضرب)، و (قتل)، و (ضراب)، و (قتال)؛ ولقلبها في التصغير كـ (ضويرب).
وكذا واو (مضروب)، و (مقتول)؛ لقلبها ياء في (مضيريب)، و (مُقيتيل).
ويكون الزائد:
فيما كررت فاؤه وعينه؛ كـ (مَرمَريس): وهي الداهية، فالميم الثانية والراء والياء زوائد، وسبق في جمع التكسير، وهو ملحق بـ (سلسبيل)، ووزنه:(فَعْفَعِيل).
قال في "الكافية": وهو وزن غريب.
وفيما كررت لامه؛ نحو: (جلبب)، و (جلباب).
فإن قيل: قد سبق أن أحرف الزيادة (سألتمونيها) وليس فيها راء ولا ياء. . فكيف قلتم: إن الراء في (مرمريس)، والباء في (جلباب) زائدان.
فالجواب: أن المراد بالزيادة هنا مطلق الزيادة على أصل الكلمة، لا أن الراء والباء من أحرف الزيادة المصطلح عليها.
والتاء والميم في نحو: (تُوَسوِس)، و (مُوسوس) زائدان والكلمة رباعية.
ولا يكون الزائد فيما ماثل الفاء نحو: (سندس)؛ فإن السين الأخيرة أصلية.
وتاء (احتذى) زائدة، لأن الفعل (حذا)(يحذو).
و (الذي): مبتدأ، و (الزائد): خبر.
واللَّه الموفق
ص:
926 -
بِضِمْنِ فِعْلٍ قَابِلِ الأَصُوْلَ فِي
…
وَزْنٍ وَزَائِدٌ بِلَفْظِهِ اكْتُفِي
(1)
ش:
إن وزنت الكلمة. . فقابل أصولها بالفاء والعين واللام، وهو المراد بقوله:(بِضِمْنِ فِعْلٍ)، فوزن (ضَرَبَ):(فَعَلَ).
فإن كان في الكلمة زائد. . فيعبّر عنه بلفظه، كـ (ضَارِب) فوزنه:(فَاعِل)؛ لأن الألف زائدة.
و (جَوهَر): (فَوعَل)؛ لأن الواو زائدة.
و (مستخرِج): (مُستَفعِل)؛ لأن الميم والسين والتاء زوائد.
وأصل الكلمة: (جهر)، و (خرج)، فيقابل الأصل بالفاء والعين واللام، ويعبر عن الزائد بلفظه كما ذكر.
و (عَفَرْنَى) وهو الأسد: (فعلنى)، لأنه من (العفر): وهو التراب ملحق بـ (سفرجل).
ومتى أبدل الزائد حرف آخر. . فيعبر عنه بلفظ الأصلى أيضًا، فوزن (مصطبر)، و (مزدجر):(مفتعل) إشعارًا بالأصل؛ لأن الطاء في الأول والدال في الثاني: أصلهما تاء.
ولا يقال في (مصطبرٍ): (مفطعل)، ولا في (مزدجر):(مفدعل) للثقل.
(1)
بضمن: جار ومجرور متعلق بقوله: (قابل) الآتي، وضمن: مضاف، وفعلٍ: مضاف إليه. قابِل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الأصول: مفعول به لقابل. في وزن: جار ومجرور متعلق بقابل. وزائد: مبتدأ. بلفظه: الجار والمجرور متعلق بقوله: (اكتُفي) الآتي على أنه نائب فاعله، وجاز تقدمه لأنه في صورة الفضلة ولا يلتبس بالمبتدأ، وقد تقدم ذكر ذلك مرارًا في نظائره من كلام الناظم، ولفظ: مضاف، والهاء: مضاف إليه. اكتُفي: فعل ماض مبني للمجهول، والجملة منه ومن نائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
وسيأتي سبب الإبدال في موضعه.
واللَّه الموفق
ص:
927 -
وَضَاعِفِ اللَّامِ إِذَا أَصْلٌ بَقِي
…
كَرَاءِ جَعْفَرٍ وَقَافِ فُسْتُقِ
(1)
ش:
يعنى إذا قابلت الكلمة في وزنها بالفاء والعين واللام وبقى أصل. . فضاعف اللام لأجل ذلك الأصل، فوزن (جَعفَر)، و (دَحرَج):(فَعلَلْ).
(وبُرثُن): (فُعلُل).
(وجَحمَرِش): (فَعلَلِل) بفتح الأولى وكسر الثانية.
ووزن (مُعِدّ) بتشديد الدال: (مُفعِل) بضم الميم وكسر العين؛ لأن أصله (مُعدِد) اسم فاعل من (أعدَّ) فالمدغم يعبر عنه في الوزن بوفاق شكله قبل الإدغام.
ومثله: (موادّ) بالتشديد، وأصله:(موادِد) فوزنه: (مَفاعِل).
تنبيه:
قالوا في جمع (دار): (أادُر) بألف بعد الهمزة، والأصل:(أدوُر) على: (أفعُل) استثقلت الضمة على الواو فقدمت العين على الفاء، فحصل:(أودر) ثم أعل بقلب الواو ألفًا شذوذًا.
فقيل: (أادر) فوزنه: (أعفل).
وقيل: أبدلت الواو قبل التقديم همزة، ثم قدمت فأبدلت ألفًا؛ لأن الهمزة الساكنة تقلب ألفًا بعد الهمزة المفتوحة.
(1)
وضاعف: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. اللام: مفعول به لضاعف. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. أصل: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: إذا بقي أصل، والجملة من بقي المحذوف وفاعله: في محل جر بإضافة إذا إليها. بقي: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه، والجملة من بقي المذكور وفاعله: لا محل لها مفسرة. كراء: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كراء، وراء: مضاف، وجعفر: مضاف إليه. وقاف: معطوف على راء، وقاف: مضاف، وفستق: مضاف إليه.
وقالوا في جمع (بئر): (أابار)، وأصله:(أبيار) فقدمت العين على الفاء، فوزنه:(أعفالٍ).
وقالوا أيضًا: (أينق)، والأصل:(أونق) فقدمت العين وأبدلت ياء، فوزنه:(أعفل).
وقيل: حذفت العين بعد تقديمها وعوض عنها الياء، فوزنه:(أيفل).
وقالوا في (واحد): (حادي)، فوزنه:(عالف) كما سبق مفصلًا في آخر العدد.
و (فستَق): بفتح التاء وضمها، قاله الجلال المحلي في باب الإيمان.
واللَّه الموفق
ص:
928 -
وَإِنْ يَكُ الزَّائِدُ ضِعْفَ أَصْلِ
…
فَاجْعَلْ لَهُ فِي الوَزْنِ مَا لِلأَصْلِ
(1)
ش:
يقول: إن كان الزائد ضعف حرف أصلي. . فإنه يقابل في الوزن بما يقابل به الأصل:
فتارة: يكون التضعيف في الفاء والعين؛ كـ (مرمَريس) وتقدم.
وتارة: يكون في اللام؛ نحو: (اقعنسس)، فوزنه:(افعنلل)، والأصل:(قعس) والسين الثانية زائدة فعبّر عنها في الوزن باللام؛ لأنها ضعف حرف أصلي.
وتارة: يكون في العين؛ نحو: (اعدودن)، فوزنه:(افعوعل)، فالدال الثانية زائدة، وعبّر عنها بالعين؛ لأنها ضعف حرف أصلي وهو الدال الأولى.
ووزن (صيّر)، و (قتّر):(فعّل) بتشديد العين، لأن التضعيف في عينه كما في (اعدودن).
(1)
وإن: شرطية. يك: فعل مضارع ناقص، فعل الشرط، وهو مجزوم بسكون النون المحذوفة للتخفيف. الزائدُ: اسم يك. ضعفَ: خبر يك، وضعف: مضاف، وأصلى: مضاف إليه. فاجعل: الفاء واقعة في جواب الشرط، واجعل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. له، في الوزن: جاران ومجروران متعلقان باجعل. يا: اسم موصول: مفعول أول لاجعل، والمفعول الثاني: الجار والمجرور الأول. للأصل: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول الواقع مفعولًا أول لاجعل.
وبعضهم: يعبر عن الزائد هنا بلفظه، فتقول في (مرمريس):(فعمريل)، وفي (اعدودن):(افعودل)، وفي (صير):(فيعل)، وفي (قتر):(فعتل).
قال الشيخ: وهو مرغوب عنه للثقل، والسين الأولى زائدة في (سنبَس)، ووزنه:(سفْعَل)، ولو كانت الثانية زائدة. . لقالوا في وزنه:(فعلل)؛ لأنه يصير مما كررت فاؤه، ومعناه:(أسرَع).
ووزن (خَلْبس): (فَعْلَس)؛ لأن السين زائدة وليست ضعف حرفٍ أصلي.
ووزن (استكان): (استفعل)؛ لأن أصله: (استكون): من الكون.
قال الفارسي: في قوله تعالى: {وَمَا اسْتَكَانُوا} لا أقول إن وزنه: (افتعلوا) من السكون. انتهى.
وألفه مقلوبة عن الواو الأصلية، فهو مثل:(استقاموا)؛ لأن أصله: (استقوموا) بوزن: (استفعلوا)؛ إذ هو استفعال من القوم كما سيأتي.
واللَّه الموفق
ص:
929 -
وَاحْكُمْ بِتَأَصِيْلِ حُرُوْفِ سِمْسِمِ
…
وَنَحْوِهِ وَالْخُلْفُ في كَلَمْلِمِ
(1)
ش:
الرباعي الذي يلزم فيه حرفان مكرران، أحرفه كلها أصلية، كـ (سَمْسَم)، و (كَفْكَف)، و (لَمْلَم)؛ فإن تقدم على الأربعة حرف أصلي؛ نحو:(صَمَحْمَح): وهو الشديد، (وعَنَطْنَط): للطويل، (وعَصَبْصَب): للشديد العصب. . حكم بزيادة المثلين الأخيرين، فعلى هذا يكون الأصل:(صمح)، و (عنط)، و (عَصب)، ووزن الثلاثة:(فَعَلْعَل)؛ لأن الزائد ضعف الأصلي، فيقابل في الوزن بما للأصل.
(1)
واحكم: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بتأصيل: جار ومجرور متعلق باحكم، وتأصيل مضاف: وحروف: مضاف إليه، وحروف: مضاف، وسمسم: مضاف إليه. ونحوه: نحو: معطوف بالواو على سمسم، ونحو: مضاف، والهاء مضاف إليه. والخلف: مبتدأ. في: حرف جر. كلملم: الكاف اسم بمعنى مثل مجرور المحل بفي، والكاف: مضاف، ولملم: مضاف إليه، وقد قصد لفظه، والجار والمجرور: متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الذي هو قوله: الخلف.
وإن تقدم عليها حرف. . ثبتت زيادتها؛ فالأحرف الأربعة أصول؛ كـ (يُلَمْلِم)، و (يُكَفْكِف) بوزن (يُفَعْلِل)، هذا مذهب البصريين.
وقال الكوفيون: في (لَمْلَم)، و (كَفْكَف)، الأصل:(لمَّم)، و (كفَّف) بالتشديد فاستثقل توالي ثلاثة أمثال، فأبدلت الميم الوسطى لامًا في (لمّم)، فحصل:(لملَم)، وأبدلت الفاء الوسطى كافًا في (كفّفٍ)، فحصل:(كفكفٍ)، فوزنهما:(فعّل) باعتبار الأصل عندهم.
وقالوا في (صمحمح): أصله: (صمحَّح) بالتشديد، فأبدلت الوسطى ميمًا، فوزنه على هذا:(فَعَلّل) باعتبار الأصل عندهم، ذكره في "الارتشاف".
فائدة:
(السَّمسَم): بفتح السينين: الثعلب، وهو كالسِّمسِم فيما ذكر.
واللَّه الموفق
ص:
930 -
فَأَلِفٌ أَكثَرَ مِنْ أَصْلَيْنِ
…
صَاحَبَ زَائِدٌ بِغَيْرِ مَيْنِ
(1)
ش:
إذا صحبت الألف أكثر من أصلين. . فهي زائدة، فتزاد:
ثانيًا: كـ (ضارب).
وثالثًا: كـ (عماد)، و (حجاب)، و (كساء) بهمزة بعدها.
ورابعًا: كـ (سلمى).
وخامسًا: كـ (قرقرى).
وسادسًا: كـ (قبعثرى).
وسابعًا: كـ (أربعاوي).
(1)
فألف: مبتدأ. أكثرَ: مفعول به تقدم على عامله -وهو قوله: (صاحب) الآتي-. من أصلين: جار ومجرور متعلق بأكثر. صاحب: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (ألفٌ)، والجملة من صاحب وفاعله المستتر فيه: في محل رفع صفة لألف. زائد: خبر المبتدأ. بغير: جار ومجرور متعلق بزائد، وغير: مضاف، ومين: مضاف إليه.
ولا تزاد أول الكلام؛ إذ لا يبدأ بها، ولا إذا صبحت أصلين، بل تكون منقلبة عن:
ياء؛ نحو: (فتى)، و (ناب السن)، و (باع)، و (ومى).
أو عن واو: نحو: (باب الدار)، و (عصا زيدٍ)، و (تاب عمرو) ونحو ذلك.
ومتى كانت الألف فى اسم غير متمكن أو في حرف. . فهي أصلية غير منقلبة؛ نحو: (هما)، و (إلى)، و (على).
واللَّه الموفق
ص:
931 -
وَالْيَا كَذَا وَالْوَاوُ إِنْ لَمْ يَقَعَا
…
كَمَا هُمَا فِي يُؤيُؤٍ وَوَعْوَعَا
(1)
ش:
يقول: إن الياء والواو يكونان زائدين كما زيدت الألف؛ لكن بثلاثة شروط:
أولها: ما تقدم في الألف من أنها لا تكون زائدة إلا إذا صحبت أكثر من أصلين؛ فإن صحبا أصلين. . فهما أصلان كما في: (بيع)، و (بيتٍ)، و (صوت)، و (يوم).
الثاني: أن لا يُكرّرا في اسم من باب (سمسم)؛ فإن كررا فيه. . كانا أصلين؛ نحو: (يؤيؤ)، و (وعوعه).
الثالث: أن الواو لا تكون زائدة في الأول أصلًا.
بخلاف الياء فتكون زائدة:
أولا، كما في:(يرمع)، و (يربوع).
وثانيًا، وثالثًا، كما في:(صيرف)، و (ضيغم)، و (قضيب).
(1)
اليا: قصر للضرورة: مبتدأ. كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. والواو: مبتدأ، وخبره: محذوف لدلالة خبر الأول عليه؛ أي: والواو كذلك. إن: شرطية: ولم: نافية جازمة. يقعا: فعل مضارع مجزوم بلم، وألف الاثنين: فاعل، والجملة في محل جزم جواب الشرط. كما: في موضع الحال من ألف الاثنين، أو نعت مصدر محذوف على تقدير مضاف بين الكاف ومدخولها، والتقدير: إن لم يقعا وقوعًا كوقوعهما، فحذف المضاف وعوض عنه (ما) فانفصل الضمير، وفي يؤيؤ: جار ومجرور متعلق: إما بالمضاف المحذوف، وإما بالكاف؛ لما فيها من معنى التشبيه. ووعوعا: الواو حرف عطف: وعوعا: أصله فعل ماض، وهو هنا: معطوف على يؤيؤ بعد أن قصد لفظه.
ورابعًا، وخامسًا، كما في:(حذرية)، و (منجنيق).
قيل: وتزاد سادسة، وسابعة، كما في:(مغناطيس)، و (حنزوانية).
وكذا في المضارعِ، كـ (يضرب)، و (يستخرج).
ولكن تكون أصلًا إذا كانت في اسم قبل أربعة أصول غير مضاعفة؛ نحو: (يَسْتَعُور): شجر يستاك بعيدانه، وقيل: مكان، وهو (فَعْلَلُول) فالياء فيه أصلية كما ذكر.
وقد علم: أن كلا من الياء والواو لا يجب أن يكون زائدًا إذا صحب أكثر من أصلين، بل تجوز زيادته كما في (يرمع)، و (صيرف)، وأصالته كما في (يَسْتَعُور).
وكلام الشيخ هنا: يقتضي أنها زائدة في (يَسْتَعُور)؛ لأنها صاحبت أكثر من أصلين.
والوجه: ما تقدم.
ومثال مما فيه الواو زائدة: (جوهر)، و (جدول)، و (عصفور)، و (عجوز)، و (عرقوة)، و (قلنسوة)، و (عضرفوط).
وقيل: إن الواو في (وَرَنْتَل)
(1)
زائدة.
والصحيح: خلافه؛ لأن الواو كما سبق لا تكون زائدة أولًا، كما قاله في "سر الصناعة"
(2)
.
قال بعضهم: لثقلها.
وقيل غير ذلك.
والنون فيه زائدة، والكلمة رباعية، فوزنه:(فَعَنْلَل): وهو من أسماء الداهية.
و (يؤيؤ): اسم طائر.
(1)
وَرَنتَلٌ: الشرُّ والأَمرُ العَظيمُ، مثَّل بِهِ سيبَوَيهِ وَفَسَّرَهُ السّيرافي، قالَ: وإِنما قَضَينا عَلَى الواوِ أَنها أَصل لأَنها لا تُزادُ أَولًا ألبَتَّةَ، والنُّونُ ثالِثَةٌ وَهُوَ مَوضِعُ زيادَتِها، إِلّا أَن يَجيءَ ثَبَتٌ بِخِلافِ ذَلِكَ، وَقالَ بَعضُ النَّحويينَ: النُّونُ في وَرَنتَلٍ زائِدَةٌ كَنُونِ جَحَنفَل، وَلا تَكُونُ الواوُ هُنا زائِدَةً لأَنها أَول والواوُ لا تُزادُ أَولًا ألبتة. لسان العرب (11/ 724).
(2)
سر صناعة الإعراب 2/ 243.
و (الوعوعة): مصدر وعوع السبع إذا صوّت، والكلب أيضًا.
و (اليرمع): الحصا.
و (الوَعوَع): من أسماء الكلب.
و (الغضرفوط): ذكر العضا من بهائم الجن.
والواو زائدة في نحو: (اعلوّط)، و (اجلود)، والوزن:(افعوّل)، وأصل الكلمة:(علط)، و (جلد).
يقال: (اعلوط المهر): إذا ركبه عريانًا.
و (اجلود) إذا أسرع.
واللَّه الموفق
ص:
932 -
وهكذا هَمْزٌ وَمِيْمٌ سَبَقَا
…
ثلَاثَةً تَأْصِيْلُهَا تُحُقِّقَا
(1)
ش:
الهمزة والميم يكونان زائدين إذا تقدما وتأخر عنهما ثلاثة أحرف أصول؛ كـ (أحمد)، و (أفضل)، و (أحمر)، و (مسجد)، و (مكرم).
فإن كان بعدهما أربعة أحرف، وكان بعض الأربعة زائدًا. . فهما أيضًا زائدان؛ كـ (إضراب)، و (إطلاق)، و (مضروب)، و (منطلق).
وإن كان بعدها أربعة أصول. . فهما أصلان؛ كـ (إبراهيم)، و (إسماعيل)، و (إبريسم)، و (إصطبل)، و (مَرْزَنْجُوش): وهو الزعفران، والنون زائدة، ووزنه:(فَعْلَنْلُول).
ويشترط هنا: عدم الاشتقاق كما في هذه الأسماء، فخرج نحو:(مدحرج)؛ فالميم
(1)
وهكذا: الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. همز: مبتدأ مؤخر. وميم: معطوف على همز سبقا: سبق: فعل ماض، وألف الاثنين: فاعل، والجملة في محل رفع نعت للمبتدأ وما عطف عليه. ثلاثة: مفعول به لسبق. تأصيلها: تأصيل مبتدأ، وتأصيل: مضاف، وها: مضاف إليه. تُحُقِّقا: تحقق: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى تأصيل الواقع مبتدأ، والجملة من الفعل المبني للمجهول ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: في محل نصب نعت لثلاثة.
قبل أربعة أصول وهي زائدة.
وإذا تأخرت الميم. . لا تكون زائدة؛ كـ (درغام)، و (حسام) إلا في نحو:(ابنم)، و (زُرْقم) كما سيأتي.
وسبق الكلام في التصغير على (إبراهيم)، و (إسماعيل) مفصلًا.
وإذا تقدما وتأخر عنهما أصلان. . كانا أصلين أيضًا؛ نحو: (أنف)، و (أذن)، و (إبرة)، و (أخذ)، و (أكل)، و (مكر)، و (مجد).
والميم في (مُرعِز) أصلية؛ لثبوتها في الاشتقاق، كقولهم:(ثوب مُمَرعَز)؛ ولأنه سبق أن الحرف إذا لزم في بعض تصاريف الكلمة. . فهو أصلي.
قال في "سر الصناعة": ولا تزاد الميم في الأفعال إلا شذوذًا، نحو:(تَمَسْكَن)، و (تَمَنْطَق)، بوزن:(تَمَفْعَل).
وقيل: هي زائدة في (غَلْصَم)، ووزنه:(فَعْلَم).
والميم زائدة في (مَلَك)، وأصله:(مَلْأَك) بهمزة مفتوحة بعد اللام الساكنة.
قال الشاعر:
وَلَسْتَ بِإِنْسيٍّ وَلَكِن بِمِلْأَكٍ
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
وجمعه: (ملائك)؛ كـ (شِمال)، و (شَمَائِل)، و (مَلائِكة) أيضًا، والتاء لتأنيث الجمع توكيدًا.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: تَنَزَّلَ من جو السماء يَصُوبُ
وهو لعلقمة الفحل في صلة ديوانه ص 118، ولمتمم بن نويرة في ديوانه ص 87، وشرح أشعار الهذليين 1/ 222، ولرجل من عبد القيس، أو لأبي وجزة، أو لعلقمة في المقاصد النحوية 4/ 532، ولرجل من عبد القيس يقال إنه النعمان، أو لأبي وجزة في لسان العرب 10/ 964 (ملك)، وبلا نسبة في الأزهية ص 252، والأشباه والنظائر 8/ 69، والاشتقاق ص 26، وإصلاح المنطق ص 71، وأمالي ابن الحاجب ص 843، وجمهرة اللغة ص 982، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 346، وشرح شواهد الشافية ص 287، والكتاب 4/ 380، ولسان العرب 1/ 534 (صوب)، 10/ 394 (ألك)، 482 (لأك)، 496 (ملك)، والمنصف 2/ 102.
اللغة: يصوب: ينزل.
الشاهد: قوله: (بملْأكٍ)؛ حيث جاء على الأصل.
و (مَلْأَك) مقلوب (مَأْلَك) بهمزةٍ ساكنة قبل اللام المفتوحة (مَفْعَل)، من (الأَلُوكة)، وهي: الرسالة، فقدمت العين على الفاء، فحصل:(مَلْأَك) كما سبق، فوزنه:(مَعْفَل) فنقلت فتحة الهمزة إلى اللام تخفيفًا، ثم حذفت الهمزة، فوزنه:(مَعَل)؛ لأن الفاء محذوفة.
ومن قال: إن العين محذوفة وأن وزنه (مَفَل) بالفاء. . فعلى أن (مَلْأَك): (مَفْعَل)، وليس فيه قلب، وأنه من (المَلْأَكة): بهمزة مفتوحةٍ بعد اللام الساكنة، وهي: الرسالة أيضًا.
واللَّه الموفق
ص:
933 -
كَذَاكَ هَمْزٌ آخِرٌ بَعْدَ أَلِفْ
…
أَكْثَرَ مِنْ حَرْفَيْنِ لَفْظُهَا رَدِفَ
(1)
934 -
وَالنُّوْنُ فِي الآخِر كَالْهَمْزِ وَفِي
…
نَحْو غَضَنْفَرٍ أَصَالَةً كُفِي
(2)
ش:
إذا وقعت الهمزة آخرًا وكان قبلها ألف مسبوقة بأكثر من حرفين. . فالهمزة زائدة: إما للإلحاق؛ كـ (عِلباءٍ)، و (قوباءٍ)، و (حرباءٍ).
أو بدل من ألف التأنيث؛ كـ (صحراء)، و (عشواء)، و (رُحَضَاء)، و (أربعاء)، و (قاصعاء)، و (حمراء)، و (قرفصاء)، و (عاشوراء)، فقلبت ألف التأنيث همزة
(1)
كذاك: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. همز: مبتدأ مؤخر. آخر: نعت لهمز. بعد: ظرف متعلق بمحذوف نعت ثان لهمز، وبعد: مضاف، وألف: مضاف إليه. أكثر: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: (ردف) الآتي-. من حرفين: جار ومجرور متعلق بأكثر. لفظها: لفظ: مبتدأ، ولفظ: مضاف، وها: مضاف إليه. ردف: فعل ماض، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هو يعود إلى لفظها الواقع مبتدأ فاعل، والجملة من ردف وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
(2)
والنون: مبتدأ. في الآخر: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور وهو قوله: (كالهمز) الآتي الواقع خبرًا. كالهمز: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. وفي نحو: جار ومجرور متعلق بقوله: (كفي)، الآتي، ونحو: مضاف، و: غضنفر: مضاف إليه. أصالة: مفعول ثان لكفي تقدم عليه. كُفي: فعل ماض مبني للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هو: نائب فاعل، وهو مفعوله الأول.
لالتقائها ساكنة مع الألف التي قبلها، ولم تحذف الأولى؛ لأنهم قد بنوا الكلمة على اجتماع ألفين، ولم تحذف الثانية؛ لزوال علامة التأنيث.
وقيل: الأصل في نحو: (حمراء) بالهمزة: (حمرا) بألف واحدة للتأنيث، فجيء بألفٍ زائدةٍ فقدمت على ألف التأنيث، ثم قلبت ألف التأنيث همزة.
وإذا سبقت الألف بحرفٍ أو حرفين. . فالهمزة أصلية؛ نحو: (ماءٍ)، و (شاءٍ)، و (داءٍ)، و (بناءٍ).
والنون كالضمير فيما تقدم؛ كـ (زعفران)، و (غضبان)، و (عطشان)، و (سكران)، و (جُلْجُلَان): وهي حبة القلب.
وكذا إذا سكنت بين متوسطة بين أربعة أحرف؛ كـ (غضنفرٍ)، و (عقنقلٍ)، و (جحنفلٍ)، و (شَرَنْبَث)
(1)
، و (حَبَنْطَى)، و (قَرَنْفَل)، كما قال:(وَفِي نَحْو غَضَنْفَرٍ أَصَالَةً كُفِي).
وهي والهمزة زائدتان في (أَلَنْجَج): عود يتبخر به، ووزنه:(أَفَنْعَل).
و (العقنقل): الكثيب من الرمل.
وهي زائدة أيضًا باطراد في نحو: (انطلق انطلاقًا)، و (احرنجم احرنجامًا).
فهي أصلية في: (هجان)، و (بيان)، و (رهان).
واختلف في نون: (رعشن)، و (ضَيْفَنٍ).
والمشهور: أنها زائدة، خلافًا لأبي زيد.
وهي أصلية عند سيبويه في: (مرّان): بتشديد الراء اسم موضع.
وفي (الشيطان) خلاف:
فقيل: من (شطن يشطن) إذا بعد، فالياء والألف زائدان، وهو:(فيعال).
وقيل: من (شاط)(يشيط) فالألف والنون زائدان، وهو:(فَعْلَان).
وتزاد سابعة؛ نحو: (عُبَيْتَرَان): نبت طيب الريح.
والنون في (نهشل) و (عنتر) بالمثناة فوق أصلية.
والأول: الذئب، والثاني: الذباب الأزرق.
(1)
الشَّرَنْبَث: رجل شرنبثُ الكفِّ: غليظها، مع يُبسِ المفاصل.
وكذا في (كَنَهْوَر): وهو السحاب العظيم، والواو فيه للإلحاق بـ (سفرجل)، ووزنه:(فَعَلْوَل).
واللَّه الموفق
ص:
935 -
وَالتَّاءُ فِي التَّأْنِيْثِ وَالْمُضَارَعَهُ
…
وَنَحْوِ الاسْتِفْعَالِ وَالْمُطَاوَعَهْ
(1)
ش:
التاء زائدة في:
التأنيث؛ كـ (قائمة)، و (مسلمة).
وفي المضارعة؛ كـ (تقوم).
وفي الاستفعال؛ كـ (استخراج).
وفي المطاوعة: يعني في الفعل المطاوع؛ نحو: (علمته النحو فتعلّم)، و (عودته فتعوّد)، و (مددته فامتدّ).
وقيل: إن التاء في (كلتا) زائدة، وسبق في النسب مبسوطًا، والتاء في (تحية) زائدة، وأصله:(تَحْيِيَة)، على (تَفْعِلة) فنقلت كسرة الياء للحاء، وأدغمت الياء في الياء.
وهي في (كَلْبَت) زائدة، ووزنه:(فَعْتَل).
واللَّه الموفق
ص:
936 -
وَالْهَاءُ وَقْفًا كَلِمَهْ وَلَمْ تَرَهْ
…
وَاللَّامُ فِي الإِشَارَةِ المُشْتَهِرَهْ
(2)
(1)
والتاء: مبتدأ، وخبره محذوف لدلالة السباق والسياق عليه، وتقديره: والتاء زائدة، أو نحو ذلك. في التأنيث: جار ومجرور متعلق بذلك الخبر المحذوف. والمضارعة: معطوف على التأنيث. ونحو: معطوف على التأنيث أيضًا، ونحو: مضاف، والاستفعال: مضاف إليه. والمطاوعة: معطوف على الاستفعال.
(2)
والهاء: مبتدأ، وخبره: محذوف كما تقدم في البيت السابق. وقفًا: حال بتقدير اسم الفاعل: أي واقفًا، أو منصوب بنزع الخافض: أي في وقف. كلمة: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف. ولم تره: معطوف على لِمَه. واللام: مبتدأ، وخبره محذوف على قياس ما سبق.
ش:
يقول: إن هاء السكت في نحو: (لِمَه؟)، و (لم تره)، و {لَمْ يَتَسَنَّهْ} ، ولام البعد في اسماء الإشارة؛ نحو:(ذلك)، و (تلك)، و (أؤلئك)، و (هنالك) زائدة.
قال في "سر الصناعة": والذي يدل على زيادة اللام في ذلك، قولهم في معناه:(ذاك)، وفي معنى (أؤلئك):(ألائك)، وفي معنى (هنالك):(هناك).
وقيل: كل حرف من الهاء واللام كلمة برأسها، وإنما يكونان زائدين قليلًا في نحو:(أمهات)، و (أهراق)، و (طيسل)، و (هيعلة)، و (فيشلة)، إذ كلاها تسقط في:(الأمومة)، و (الإراقة)، و (الطيس)، و (الهيق).
و (الهيقلة): ذكر النعام.
و (الفيشلة): الرأس الذكر.
وأجاز ابن جني: أصالة اللام في (هيقلة)، و (فيشلة)؛ كقولهم:(هيقل).
واضطرب كلام الأخفش في لام (عبدل): وهو اسم مركب من: (عبد اللَّه).
و (أمهات) جمع: (أُمّ)، بمنزلة (دُرّ)، و (حُبّ)، ووزنه:(فُعْل)، وأصلها:(أُمَّهَة)، بوزن:(فُعْلَهَة)، قال الشاعر:
أُمَّهَتِي خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِي
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
= في الإشارة: جار ومجرور متعلق بذلك الخبر المحذوف. المشتهرة: نعت للإشارة.
(1)
التخريج: الرجز لقصي بن كلاب في خزانة الأدب 7/ 379، والدرر 1/ 83، وسمط اللآلي ص 950، وشرح شواهد الشافية ص 301، ولسان العرب 13/ 472 (أمه)، والمقاصد النحوية 4/ 565، وبلا نسبة في أمالي القالي 2/ 301، وسرّ صناعة الإعراب 2/ 564، وشرح التصريح 2/ 362، والمحتسب 2/ 224، والممتع في التصريف 1/ 217، وهمع الهوامع 1/ 23، وجمهرة اللغة ص 1084، 1308.
اللغة: أمهتي خندف: يريد أمَّ جده مدركة بن إلياس بن مضر. وإلياس أبي: يريد جدَّه ابن مضر.
الإعراب: أمَّهتي: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. خندف: خبر مرفوع. وألياس: الواو: حرف عطف، وإلياس: مبتدأ مرفوع. أبي: خبر مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (أمهتي خندف): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، أو بحسب ما قبلها، وعطف عليها جملة =
بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة: امرأة إلياس بن مضر.
ووزن (أمهات) على ما تقدم: (فُعْلَهَات).
وأجاز بعضهم: أصالة الهاء في (أُمَّهَة)، ووزنها:(فُعَّلَة)، بمنزلة:(أُبّهَة) ذكره في "سر الصناعة".
وإن كانت (أم) لغير العاقل. . قيل في الجمع: (أُمَّات).
واللَّه الموفق
ص:
937 -
وَامْنَعْ زِيَادَةً بِلَا قَيْدٍ ثَبَتْ
…
إِنْ لَمْ تَبَيَّنْ حُجَّةٌ كَحَظِلَتْ
(1)
ش:
إذا وقع شيء من أحرف الزيادة خاليًا من القيود المذكورة. . فهو أصل إلا إلى إن قامت حجة على زيادته:
فالنون في: (حنظل)، و (سنبل)، و (عنبر)، و (عنبس)، و (غرنيق). . زائدة وإن كانت ليست آخرًا، ولا ساكنة متوسطة؛ لسقوطها فى:(حَظِلَت الإبل) إذا آذاها أكل الحنظل، و (أسبل الزرع) ونحو ذلك.
وكذا نون: (عنسل).
وقيل: هو من العنس، فاللام زائدة.
ونون: (كنهل) زائدة: نوع من الشجر، وليست أصلية؛ إذ ليس في الكلام مثل (سَفَرجُل) بضم الجيم.
= (الياس أبي).
والشاهد فيه قوله: (أُمَّهتي) حيث جاء به ليدل على أصل: (أم)، ووزن أمهة:(فُعْلَهَة).
(1)
وامنع: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. زيادة: مفعول به لا منع. بلا قيد: جار ومجرور متعلق بزيادة. ثبت: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود على (قيد)، والجملة من ثبت وفاعله المستتر فيه: في محل جر نعت لقيد. إن: شرطية. لم: نافية جازمة. تَبَيَّن: فعل مضارع مجزوم بلم، وأصله: تتبين. حجة: فاعل تبين، والجملة: فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله. كحظلت. الكاف جارة لقول محذوف كما عرفت مرارًا.
وكذا نون: (خنفساء): وهي (فُنْعُلاء).
وكذا نون: (عنكبوت).
وسيبويه: أنها أصل.
والتاء زائدة في (ملكوت)، و (جبروت)، و (عفريت) و (تِحْلِئ)، و (تُدْرِئ)؛ لسقوطها في (الملك)، و (التجبر)، و (العفر) ونحو ذلك.
فهي زائدة مع أنها ليست في تأنيث ولا مضارعةٍ ولا مطاوعةٍ.
وكذا الميم في: (ابنم)، و (دملامص)؛ لقولهم:(ابن) و (دلاص)؛ فهي زائدة مع أنها غير سابقة، كما في نحو:(مسجدٍ).
وعن المازني: أنها أصل.
وهي زائدة في (زرقم)؛ لسقوطها في الأزرق.
و (الدلامص): الدرع البرّاق.
وكذا الهمزة في: (شمأل)؛ لقولهم: (شملت الريح): بلا همز، وهي: الريح الشمال، ووزنه:(فَعْأَل)، فهي زائدة مع عدم التصدر.
وزيدت متأخرة في: (احبَنْطَأ)، ووزنه:(افْعَنْلَأَ).
وكذا النون في: (نرجس).
وابن السراج: أن نون (هُنْدَلِع): أصل: وهو: (فُعْلَلِل).
والصحيح: زائدة، وهو (فُنْعَلِل): اسم بقلة.
واختلف في وزن (أشياء):
فسيبويه والخليل والمازني: أصله (شيئاء) بألف بين همزتين بوزن (فَعْلَاء)؛ كـ (حَلْفَاء)، و (طَرْفاء) ممنوعة الصرف؛ لأن ألفها للتأنيث، فقدمت اللام وهي الهمزة الأولى على الفاء وهي الشين، فحصل:(أشياء) بوزن (لَفعاء)، وفعلوا ذلك لكثرة استعمالها واستثقال ألف بين همزتين، وهو اسم جمع.
والكسائي وأبو حاتم: أنه جمع شيء؛ كـ (قَول وأقوال)، و (فيء وأفياء) وهي أفعال؛ لأن الهمزة حينئذ ليست للتأنيث، وهذا ضعيف؛ لأن (أشياء) لم يسمع إلا ممنوع الصرف.
ولو كان كما ذهبا إليه. . لكان مصروفًا.
لكن أجاب الكسائي وأبو عبيدة: بأنها إنما منعت الصرف؛ لأنها أشبهت (صحراء)، ولهذا قالوا في جمعها:(أشياوات)، كما قالوا:(صحراوات).
قيل: ويلزمهما أن لا يصرف (أسماء)، و (أنباء)؛ لأنهم قالوا:(أسماوات)، و (أنباوات).
والأخفش والفراء: على أن المفرد: (شيِّء) بهمزة بعد الياء المشددة المكسورة، مثل:(هيِّن)، على (فيعل)، ثم خفف بحذف إحدى الياءين كما خفف (هيّن)، فحصل:(شيء) بياء خفيفة على، (فَعْل)؛ كـ (فَلْس)، ثم جمع على (أَفْعِلاء) على غير قياس، فحصل:(أَشْيِئَاء) بألف بين همزتين، ثم حذفت اللام وهي الهمزة الأولى، فحصل:(أشياء)، فوزنها حينئذ:(أَفْعِئَاء).
ويرد على هذا المذهب تصغيرها على (أُشَيّا) بياء مشددة بعد الشين الأولى ياء التصغير.
ولو كان كما قالوا. . لوجب رد (أشياء) إلى مفرده، ثم يصغر، ثم يجمع بألف وتاء، لما علم من أن جمع الكثرة نحو:(أَفعِلاء)، و (فُعُول) إذا قصد تصغيره. . يرد إلى مفرده، ثم يصغر، ثم يجمع بواو ونون إن كان لمذكر عالم، أو بألف وتاء في غيره، كما ذكر مفصلًا في آخر التصغير.
ولهذا قال المازني سألت الأخفش عن تصغير (أشياء) فقال: (أُشَيّا) كما سبق، فقلت له: يجب على قولك أنها (أفعِلاء) أن ترده إلى الواحد، فتصغره ثم تجمعه، فسكت الأخفش.
وقال بعضهم: أصلها (أَشْئِيا) على (أَفْعِلا)، كما قال الأخفش.
إلا أن واحدها (فعيل)؛ كـ (صَديق)، و (أَصدِقاء)؛ لكنَّ جمع (فَعِيل) الصحيح اللام: على (أَفعِلاء) قليل كما سبق في جميع التكسير.
بخلاف المعتل اللام؛ كـ (سَخِي وأسخِياء).
والمضاعف: كـ (خليل وأَخِلَّاء).
والمذهب الأول. أولى؛ لسلامته من هذا كله.
واختلف في وزن (الذُّريَّة):
فقيل: (فُعْلِيَّة)؛ كـ (قُمْرِيَّة).
وقيل: الأصل: (ذرُّورَة) بضم الراء الأولى وتشديدها، فأبدلت الراء الأخيرة ياء لاجتماع الراءات، فحصل:(ذُرُّويَة)، فقلبت الواو ياء للمقتضي، وأدغمت في الياء التي بعدها، ثم قلبت ضمة الراء المشددة كسرة لمناسبة الياء، فحصل:(ذُرِّيَّة).
وقيل: الأصل: (ذرّوءة) بهمزة بعد الواو - بوزن: (فُعُّولَة)، فأبدلت الهمزة ياء، ثم قلبت الواو ياءً للمقتضي وأدغمت، ثم قلبت ضمة الراء كسرة كما سبق، فحصل:(ذُرِّيَّة).
وهذا الأخير من: (ذرأ اللَّه الخلق).
واللَّه الموفق
* * *