المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌النَّسَب ص: 855 - يَاءً كَيَا الكُرْسِيِّ زَادُوا لِلنَّسَبْ … وَكُلُّ مَا - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[الفارضي]

الفصل: ‌ ‌النَّسَب ص: 855 - يَاءً كَيَا الكُرْسِيِّ زَادُوا لِلنَّسَبْ … وَكُلُّ مَا

‌النَّسَب

ص:

855 -

يَاءً كَيَا الكُرْسِيِّ زَادُوا لِلنَّسَبْ

وَكُلُّ مَا تَلِيْهِ كَسْرُهُ وَجَبْ

(1)

ش:

المقصود بالنسب: جعل المنسوب من أهل بلد كذا، أو آل كذا، أو حرفة كذا، ونحوه.

والمنسوب: ما آخره ياء مشددة دالة على نسبة إِلى المجرد منها، فإِذا نسب إِلى اسم. . زيدت عليه ياء كياء (الكرسِيّ) فِي كونها مشددة، وهي حرف إِعراب، ويجب كسر ما قبلها فينسب إِلى (محمد):(محمّدِيّ)، وإِلى (دمشق):(دمشقِيّ).

ونقل القواس عن الكوفيين: أن ياء النسب اسم، وهي مضاف إِليه فِي محل جر.

واحتجوا بقول بعض العرب: (رأيت التيميّ تيمِ عدي) بجر (تيم)، فقالوا: إِنه بدل من ياء النسب.

وأجيب: بأن التقدير: (صاحبٍ تيم عدي) فحذف المضاف وبقي المضاف إِليه على حاله، وإِن كان مثل هذا قليلًا كما سبق فِي الإِضافة.

والنسب يخرج الاسم من حين الجمود إِلى حيز الاشتقاق، فيتحمل المنسوب ضميرًا، ويرفع الظاهر؛ كـ (مررت برجلٍ مكيٍّ أبوه).

واللَّه الموفق

(1)

ياء: مفعول به تقدم على عامله -وهو قوله: (زادوا) الآتي-. كيا: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لقوله: ياء، وياء: مضاف، والكرسي: مضاف إِليه. زادوا: فعل وفاعل. للنسب: جار ومجرور متعلق بزادوا. وكل: مبتدأ أول، وكل: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إِليه. تليه: تلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إِلى (ياء)، والهاء: مفعول به، والجملة: لا محل لها صلة الموصول. كسرُه: كسرُ: مبتدأ ثان، وكسرُ: مضاف، والهاء: مضاف إِليه. وجب: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى كسر، والجملة من هذا الفعل وفاعله: فِي محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: فِي محل رفع خبر المبتدأ الأول.

ص: 285

ص:

856 -

وَمِثْلَهُ مِمَّا حَوَاهُ احْذِفْ وَتَا

تأْنِيْثٍ أَوْ مَدَّتَهُ لَا تُثْبِتَا

(1)

857 -

وَإِنْ تَكُنْ تَرْبَعُ ذَا ثَانٍ سَكَنْ

فَقَلْبُهَا وَاوًا وَحَذْفُهَا حَسَنْ

(2)

858 -

لِشِبْهِهَا المُلْحَقِ وَالأَصْلِيِّ مَا

لَهَا وَلِلأَصْلِىِّ قَلْبٌ يُعْتَمَى

(3)

(1)

مثله: مثل: مفعول به تقدم على عامله -وهو قوله: (احذف) الآتي- ومثل: مضاف، والهاء مضاف إِليه، وهي عائدة إِلى الياء. معا: جار ومجرور متعلق بقوله: احذف: حواه: حوى: فعل ماض، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى (ما) الموصولة المجرورة محلًا بمِن، والهاء العائدة إِلى الياء: مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول: لا محل لها صلة الموصول. احذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وتا: قصر للضرورة: مفعول به تقدم على عامله، وهو قوله:(لا تثبتا) الآتي - وتا: مضاف، وتأنيث: مضاف إِليه. أو: عاطفة. مدفه: مدة: معطوف على تاء، ومدة: مضاف، والهاء العائدة على (تأنيث) مضاف إِليه. أو: ناهية. تثبتا: فعل مضارع، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا للوقف فِي محل جزم بلا الناهية، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والنون المنقلبة ألفًا حرف أتى به للتوكيد.

(2)

إِن: شرطية. تكن: فعل مضارع ناقص، فعل الشرط، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إِلى مدة التأنيث المقصورة. تربع: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي، يعود إِلى اسم تكن، والجملة من تربع وفاعله: فِي محل نصب خبر تكن. ذا: مفعول به لتربع، وذا: مضاف، وثان: مضاف إِليه. سكن: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى ثان، والجملة من سكن وفاعله: فِي محل جر صفة لثان. فقلبها: الفاء واقعة فِي جواب الشرط، قلب: مبتدأ، وقلب: مضاف، وها: مضاف إِليه من إِضافة المصدر إِلى مفعوله الأول، والخبر محذوف: أي فقلبها واوًا جائز مثلًا. واوًا: مفعول ثان للمصدر الذي هو قلب. وحذفها: الواو للاستئناف، وحذف: مبتدأ، وحذف: مضاف، وها: مضاف إِليه، من إِضافة المصدر إِلى مفعوله. حسن: خبر المبتدأ.

(3)

لشبهها: لشبه: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وشبه: مضاف، وها: مضاف إِليه. الملحق: نعت لشبه. والأصلي: معطوف على الملحق. ما: اسم موصول: مبتدأ مؤخر. لها: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول. وللأصلي: الواو للعطف أو للاستئناف، للأصلي: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. قلب. مبتدأ مؤخر. يعتمى: فعل مضارع مبني للمجهول -ومعناه يختار- ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى قوله:(قلب) السابق، والجملة من يعتمى ونائب الفاعل المستتر فيه: فِي محل رفع نعت لقلب.

ص: 286

ش:

إِن كان فِي آخر المنسوب إِليه ياء مشددة مسبوقة بحرف أو بحرفين. . فسيأتي.

وإِن سبقت بثلاثة أحرف فصاعدًا. . وجب حذفها، وإِليه أشار بقوله:(وَمِثْلَهُ مِمَّا حَوَاهُ احْذِفْ) يعنى واحذف مما حواه المنسوب إِليه ما كان مثل ياء النسب.

ويؤتى بياء النسب فِي موضعها:

• فشمل: ما كانت للنسب؛ كـ (شافعي)، و (بصري)، أو لغيره؛ كـ (قُمري)، و (كرسي)، فتقول فِي النسب إِلى هذه:(شافعي)، و (بصري)، و (قمري)، و (كرسي)، وهذه الياء غير الأولى.

• وكذا الياء المشددة التي أصلها واو وياء؛ كـ (مرمي)، و (مقليّ)، والأصل:(مرموي)، و (مقلوي) على وزن مفعول فقلبت الواو ياءً للمقتضي وأدغم، ثم قلبت الضّمة كسرة لمناسبة الياء فينسب إِليهما بحذف هذه الياء، ويؤتى بياء النسب فِي موضعها أيضًا، وسيأتي فيه وجه آخر.

• وإِذا نسب إِلى ما آخره تاء التأنيث أو ألفه المقصورة. . حذفت، ولهذا قال:(وَتَاء تَأْنِيْثٍ أوْ مَدَّتَهُ لَا تُثْبِتَا).

فالأول؛ نحو: (طلحي)، و (مكي) نسبة إِلى:(طلحة)، و (مكة)، ولو بقيت التاء. . للزم عليه تأنيث المذكر، لو قيل:(زيد المكّتي) وهو لا يجوز؛ لأن النسبة كالصفة كما تقدم، والمذكر لا يوصف بالمؤنث، وكان يلزم أيضًا أن يجمع بين علامتي تأنيث، لو قيل:(هند المكتية)، وقولهم:(خليفتي)، و (زكاتي) فِي النسب إِلى:(خليفة)، و (زكاة) مرفوض.

والصواب: (خَلَفي)، و (زَكَوي) كما سيأتي.

والثاني: فيه تفصيل:

- فإِن كانت خامسة فصاعدًا كـ (قرقري). . حذفت وسيأتي ذكرها.

- وإِن كانت رابعة وثاني ما هي فيه متحرك. . حذفت كما إِذا نسب إِلى (بردى): نهر بدمشق، و (جَمَزَى): الحماو السريع، فتقول:(بَرَديّ) و (جَمَزِي)، إِذ لو بقيت الألف لقلبت واوًا فيتوالى أربع متحركات وتطول الكلمة.

ص: 287

وإِن كان ثاني ما فيه الرابعة ساكنًا؛ كـ (حبلى). . جاز حذفها وقلبها واوًا.

والمختار: الحذف، كما قال:(وَإِنْ تَكُنْ تَرْبَعُ ذَا ثَانٍ سَكَنْ. . . إِلى آخر البيت)، فتقول فِي النسب إِليها:(حُبْلِيّ)، و (حُبلَوِيّ)، والمختار: الأول؛ تشبيهًا لألف التأنيث بيائه فِي الحذف.

ومن قال: (حبلوي) مشبههًا بالمنقلبة عن أصل للزومها الكلمة؛ كـ (ملهى)، و (مَلهَويّ).

• وقد تزاد ألف قبل الألف المبدلة واوًا؛ تشبيها للمقصورة بالممدودة، فيقال:(حبلاوي)، و (دنياوي)، كما يقال فِي:(حمَر)(أحمراوي).

وأشار بقوله: (لِشِبْهِهَا المُلْحِقِ وَالأَصْلِيِّ) إِلى أن ألف الإِلحاق أو الألف الأصلية يثبت لها ما ثبت لألف التأنيث المذكورة من جواز القلب والحذف، إِذ كلاهما يشبه ألف التأنيث فِي كونه رابعًا وفي كون ثاني ما هو فيه ساكنًا؛ لكن الحذف أولى فِي الإِلحاقية، والقلب أولى فِي الأصلية.

فالإِلحاقية؛ نحو: (ذفري)، و (علقى)، و (أرطى)، و (معزى) فينسب إِليها (ذِفريّ)، و (ذِفرَوي). . . إلى آخره.

والمختار: الأول.

[والأصلية: (ملهى)، و (معطى) فينسب إليها (ملهوي) و (معطوي)، و (ملهي): و (معطي).]

(1)

والمختار: الأول، كما قال:(ولِلأَصْلِيِّ قَلْبٌ يُعْتَمَى)؛ أي: يختار؛ محافظة على الحرف الأصلي، وهي فيهما مقلوبة عن واو، فسميت أصلية باعتبار أنها مقلوبة عن أصل وهو لام الكلمة.

وقد تزاد ألف قبل الواو أيضًا فِي نحو: (ذفراوي)، و (علقاوي) تشبيهًا لألف الإِلحاق بألف التأنيث الممدودة، ذكره أبو زيد.

وحكي: (أرطاوي) كما سبق فِي (حبلاوي)، ولم يذكره سيبويه.

وسمع: (ملهيّ) تشبيهًا للأصلي بالزائد.

(1)

زيادة من نسخة (ب).

ص: 288

وأجاز بعضهم: (ملهاوي) قياسًا على (حبلاوي)، ذكره القواس.

وإِذا نسبت إِلى (يحيى). . قلت: (يحيوي)؛ لأن ألفه أصل كـ (ملهى)، و (ملهوي)، وتقول:(يحيّ) بحذفها تشبيها لها بالزائد؛ كـ (حُبليّ) ذكره السمين فِي سورة آل عمران

(1)

.

وسيأتى ذكر الألف الثالثة؛ كـ (الفتى).

واللَّه الموفق

ص:

859 -

وَالأَلِفَ الجَائِزَ أَرْبَعًا أَزِلْ

كَذَاكَ يا المَنْقُوصِ خَامِسًا عُزِلْ

(2)

ش:

بجب حدف الألف الخامسه فصاعدًا، أصلية كانت؛ كـ (مصطفى)، و (مستدعي)، أو للتأنيث؛ كـ (قرقري): اسم موضع، و (حباري): نوع من الطير، و (خليطي): للاختلاط، فتقول:(مصطفى)، و (قرقري) وسبقت الإِشارة به.

وكذا لو كانت الألف لتكثير الكلمة قصد المبالغة؛ نحو: (قبعثرا): وهو الجمل الضخم.

وليست لتثبيت؛ لأنهم قالوا: (قبعثراه) فلا يلحقه تأنيث آخر.

ولا للإِلحاق إِذ ليس لهم اسم سداسي مجرد يلحق هو به إِذ نهاية المجرد (خمسة) كما سيأتي.

ويجب حذف ياء المنقوص الخامسة فصاعدًا، فإِذا نسبت إِلى (مرتقي)، و (مستقصي). . حذفتها وجئت بياء النسب فِي موضعها.

(1)

الدر المصون فِي تفسير الكتاب المكنون، وتقدم ذكر المسألة فِي التصغير.

(2)

والألفَ: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: (أزل) الآتي-. الجائزَ: نعت للألف، وفيه ضمير مستتر هو فاعله. أربعًا: مفعول به للجائز. أزل: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. كذاك: جار ومجرور متعلق بعُزل الآتي. يا: قصر للضرورة: مبتدأ، ويا: مضاف، والمنقوص: مضاف إِليه. خامسًا: حال من الضمير المستتر فِي قوله: عزل الآتي. عُزل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى ياء المنقوص الواقع مبتدأ، والجملة من عزل ونائب فاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 289

وأجاز يونس: القلب فِي الألف الواقعة خامسة بتضعيف؛ نحو: (معلّى)، و (محلى)؛ لأنها تشبه الرابعة فِي الصووة، فيقال على مذهبه:(معلّوي).

والمشهور: أنه كـ (قَرقري) فِي وجوب الحذف.

واللَّه الموفق

ص:

860 -

وَالْحَذْفُ فِي اليَا رَابِعًا أَحَقُّ مِنْ

قَلْبٍ وَحَتْمٌ قَلْبُ ثَالِثٍ يَعِنّ

(1)

ش:

المختار حذف ياء المنقوص الرابعة، فإِذا نسب إِلى (قاضي). . حُذِفت الياء وجيء بياء النسب؛ كقول الشاعر:

. . . . . . . . . . . .

صَرْفًا تَخَيَّرَهَا الحَانِيُّ خُرطُومًا

(2)

نسبة إِلى (الحانية): بيت الخمر.

وتقلب واوُا على قلة؛ كقول الآخر:

(1)

والحذف: مبتدأ. فِي الياء: قصر للضرورة: جار ومجرور متعلق بالحذف. رابعًا: حال من الياء. أحق: خبر المبتدأ. من قلب: جار ومجرور متعلق بأحق. وحتم: خبر مقدم. قلب: مبتدأ مؤخر، وقلب: مضاف، وثالث: مضاف إِليه. يعن: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى ثالث، والجملة من الفعل المضارع الذي هو يعن وفاعله المستتر فيه: فِي محل جر صفة لثالث.

(2)

التخريج: عجز بيت من البسيط وصدره: كَأَنَّ رِيقَتَها بَعدَ الكَرَى اغتُبِقَتْ

وهو للأسود بن يعفر النهشليّ فِي ديوانه (59 - 60)، خزانة الأدب (2/ 35)، شرح المفضليات (3/ 1394)، المفضليات (418)، من قصيدة مطلعها:

قد أصبح الحبل من أسماء مصروما

بعد ائتلاف وحب كان مكتوما

وفي ديوانه وفي المفضّليّات وفي الخزانة روي: (تخيّرها الحانون) وحينئذ لا شاهد فيه.

اللغة: ريقتها: لعابها، الكرى: النوم، اغتبقت: أي شربت بالعشي. صِرفًا: أي خمرا غير ممزوج بماء. الحانيّ: الخمّار، ومثل هذا البيت قول جميل:

وَكَأَنَّ طارِقَها عَلى علَلِ الكَرى

وَالنَّجمُ وَهنًا قَد دَنا لِتَغورِ

يَستافُ ريحَ مَدامَةٍ مَعجونَةٍ

بِذَكيِّ مِسكٍ أَو سَحيقِ العَنبَرِ

والشاهد: قوله: (الحانيّ) فقد نسب إِلى حان - بحذف الياء من الاسم المنقوص.

ص: 290

وَكَيفَ لَنَا بِالشُّربِ إِن لَم يَكُن لَنَا

دَرَاهِمُ عِندَ الحَانَوِيِّ وَلَا نَقدُ

(1)

وإذا نسب إِلى ما آخره ألف ثالثة أو ياء كذلك؛ نحو: (الفتى)، و (العصا)، و (الشجي). . قلبت الثالثة واوًا؛ كـ (الفَتَوي)، و (العَصَوي)، و (الشَّجَوي).

وياء (الشجي) مخففة كما ذكر بخلاف ياء (الجلي) ذكره ثعلب فِي "فصيحه".

لكن إِن كان ما قبل الياء الثالثة ساكنًا؛ كـ (ظبي)، و (ظبية). . نسب إِليه على حاله من غير قلب؛ نحو (ظبيِ) بكسر ياء (ظبيِيٌّ) وهو مذهب سيبويه.

وإِطلاق المتن يقتضي قلبها واوًا، فيقال:(ظبَوي) بفتح الباء كما مرّ فِي (شجَوي)، و (فتَوي)، وهو مذهب يونس والزجاج.

وكيفية العمل فيه أن يفتح الباء الموحدة فتنقلب الياء ألفًا ثم يقال: (ظَبَوي) كما سبق.

واحتجا بقول بعض العرب: (قُرَوي) بفتح الراء نسبة إِلى (قرية).

واللَّه الموفق

ص:

861 -

وَأَوْلِ ذَا القَلْبِ انْفِتَاحًا وَفَعِلْ

وَفُعِلٌ عَيْنَهُمَا افْتَحْ وَفِعِلْ

(2)

(1)

التخريج: البيت لتميم بن مقبل فِي ملحق ديوانه ص 362، وأساس البلاغة (عين)، ولذي الرمّة فِي ملحق ديوانه ص 186 ولسان العرب 3/ 298 (عون)، والمحتسب 1/ 134، 2/ 236، وللفرزدق فِي المقاصد النحوية 4/ 538، وبلا نسبة فِي شرح التصريح 2/ 329، والكتاب 3/ 341، ولسان العرب 14/ 205 (حنا).

الإِعراب: وكيف: الواو: بحسب ما قبلها، وكيف: اسم استفهام مبني فِي محلّ نصب حال. لنا: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: الاستمتاع مثلًا. بالشرب: جار ومجرور متعلقان بالمصدر المقدر. إِن: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم. لنا: جار ومجرور متعلقان بـ (يكن). درهم: اسم يكن مرفوع. عند: ظرف مكان متعلق بخبر يكن المحذوف، وهو مضاف، الحانوي: مضاف إِليه مجرور. ولا: الواو: حرف عطف، ولا: زائدة لتأكيد النفي. نقد: معطوف على دراهم مرفوع.

وجملة (كيف لنا بالشرب): بحسب ما قبلها. وجملة (إِن لم يكن لنا دراهم): حالية محلها النصب.

والشاهد: قوله: (الحانوي) حيث نسبه إِلى حانة على غير قياس. والقياس فيه: الحانيّ.

(2)

أول: فعل أمر، مبني على حذف الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله: ضمير مستتر فيه =

ص: 291

ش:

إذا قلبت ياء المنقوص واوًا فِي النسب وجوبًا كـ (الشجي) أو جوازًا كـ (القاضي). . فتح ما قبلها؛ كـ (الشجَوي)، و (القاضَوي) بفتح ما قبل الواو.

وقال بعضهم: والتحقيق أن الفتح سابق للإعلال، فتفتح عين (شجي) أولا، فتقلب لامه ألفًا للمقتضي، ثم تقلب واوًا كما سبق آنفًا فِي نحو:(ظَبَوي).

وقوله: (وَفَعِل. . . إلى آخره) يشير به إلى أنه إذا نسب إلى اسم ثلاثي مكسور العين. . وجب فتحها سواء كانت فاؤه مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة، فتقول فِي النسب إلى (دُئِل)، و (نَمر)، و (إِبل):(دُؤَلي)، و (نَمَري)، و (إِبَلي) بفتح ثانيه.

وشذ فِي النسب إلى (الصَّعِق) بفتح الصاد وكسر العين (صِعِقي) بكسرهما، فكسروا الصاد إتباعًا للعين قبل النسب، ثم استصحبوا ذلك فِي النسب.

فإن لم تكن العين مكسورة. . نسب إليه على حاله؛ كـ (عَضُدي)، و (قَمَري) فِي (عَضُد)، و (قَمَر).

وأجاز المبرد: فتح العين فيما كان رباعيًّا وثانيه ساكن، فتقول فِي النسب إلى (مَغرب):(مَغرَبي) بفتح الراء، ذكره القواس رحمه الله.

واللَّه الموفق

ص:

862 -

وَقِيْلَ فِي المَرْمِيِّ مَرْمَوِيُّ

واخْتِيْرَ فِي اسْتِعْمَالِهِم مَرْمِيُّ

(1)

= وجوبًا، تقديره: أنت: ذا: مفعول أول لأَولِ، وذا: مضاف، والقلب: مضاف إليه. انفتاحا: مفعول ثان لأول. وفَعِل: بفتح الفاء وكسر العين مبتدأ. وفُعِل: بضم الفاء وكسر العين: معطوف عليه. عنيهما: عين: مفعول تقدم على عامله. وهو قوله: افتح الآتي، وعين: مضاف، والضمير: مضاف إليه. افتح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة من افتح وفاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله: (وفعل) وما عطف عليه. وفِعِل: بكسر الفاء والعين جمعًا: معطوف على الضمير المجرور محلًا بالإضافة، ولم يعدِ الجار؛ لأن إعادته ليست بلازمة عنده كما سبق تقريره فِي باب العطف.

(1)

وقيل: فعل ماض مبني للمجهول. فِي المرميّ: جار ومجرور متعلق بقيل. مرمويّ: قصد لفظه: نائب فاعل قيل. واختير: فعل ماض مبني للمجهول. في استعمالهم: الجار والمجرور متعلق باختير، واستعمال: مضاف، والضمير: مضاف إليه. مرمي: نائب فاعل لاختير.

ص: 292

ش:

سبق أن الياء المشددة المسبوقة بثلاثة أحرف فصاعدًا تحذف ويؤتى بياء النسب فِي موضعها؛ كـ (بَصري)، و (مَرمي).

وذكر هنا: أنه إذا كان إحدى الياءين أصلية؛ كـ (مرمي):

- فمن العرب من يحذف الزائد ويقلب الأصلية واوًا، فيقال فِي النسب إليه (مرمَوِي) وهو اسم مفعول من (رمي)، أصله:(مرمُوي) على وزن مفعول، فقلبت الواو ياء للمقتضي وأدغم كما سبق ذكره، ثم نسب إليه فحذفت الياء الأولى التي أصلها الواو الزائدة، ثم قبلت الياء الثانية واوًا، فقيل:(مرمَوِيّ).

وكان حق هذا البيت أن يذكر عند قوله: (ومثله مما حواه احذف)، ولكن أخّره لارتباط الأبيات السابقة ببعضها بعضًا.

واللَّه الموفق

ص:

863 -

وَنَحْوُ حَيٍّ فَتْحُ ثَانِيْهِ يَجِبْ

وَارَدُدْهُ وَاوًا إِنْ يَكُنْ عَنْهُ قُلِبْ

(1)

ش:

إذا نسب إلى اسم آخره ياء مشددة مسبوقة بحرف واحد. . لم يحذف من ذلك

(1)

ونحو: مبتدأ أول، ونحو: مضاف، وحي: مضاف إليه. فتحُ: مبتدأ ثان. وفتح: مضاف، وثاني من ثانيه: مضاف إليه، وثاني: مضاف، وضمير الغائب العائد إلى (نحو حي) مضاف إليه. يجب: فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، يعود إلى فتح ثانيه هو فاعله، والجملة من يجب وفاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: فِي محل رفع خبر المبتدأ الأول. واردده: اردد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء: مفعول أول لاردد. واوا: مفعول ثان لاردد. إن: شرطية. يكن: فعل مضارع ناقص، فعل الشرط، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ثانيه. عنه: جار ومجرور متعلق بقوله: (قلب) الآتي، والهاء تعود إلى الواو. قلب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ثانيه، والجملة من قلب ونائب فاعله المستتر فيه: فِي محل نصب خبر يكن، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، وتقدير الكلام:(إن يكن ثاني نحو حي مقلوبًا عن واو. . فرده واوًا).

ص: 293

الاسم شيء، وإنما يجب فتح ثانيه وقلب ثالثه واوًا.

وإن كان ثانيه بدلًا من واو. . قلب أيضًا واوًا؛ كـ (طَوَوِيّ) نسبة إلى (طي).

وإن لم يكن بدلًا. . بقي على حاله؛ كـ (حَيَوِيّ) نسبة إلى (حي).

واللَّه الموفق

ص:

864 -

وَعَلَمَ التَّثْنِيَةِ احْذِفْ لِلنَّسَبْ

وَمِثْلُ ذَا فِي جَمْعِ تَصْحِيْحٍ وَجَبْ

(1)

ش:

• إذا نسب إلى المثنى أو المجموع عل حدِّه. . حذفت علامة التثنية والجمع؛ فتقول فِي النسب إلى (الزيدان)، و (الزيدون)، و (الهندان)، و (الهندات):(الزيدِيّ)، و (الهندِيّ).

• فإن خيف لبس. . جيء بقرينة.

• وإذا سمي بـ (الزيدان)، و (الزيدون)، و (الهندان)، و (الهندات). . قيل:(الزيدي)، و (الهندي) أيضًا إن أعرب؛ نحو:(الزيدان)، و (الزيدون) بالحروف.

وإنما حذفت علامة التثنية والجمع لئلا يجتمع فِي الاسم إعرابان، إذ يقال حينئذ:(الزيداني) وفعًا، و (الزيديني) نصبًا وجرًا، فيعرب بالحرف والحركة وهو ممنوع.

فإن أعرب بالحركات وجرى (الزيدان) مجرى (سلمان) فِي منع الصرف للعلميه وزيادة الألف والنون أو مجرى (سرحان) فِي كونه مصروفًا. . قيل (الزيداني) مطلقًا فِي الرفع وغيره.

وإن أجري (الزيدون) مجرى (حمدون) فِي لزوم الواو وعدم الصرف للعلمية

(1)

وعلم: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: (احذف) الآتي- وعلم: مضاف، والتثنية: مضاف إليه. احذف: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. للحسب: جار ومجرور متعلق بقوله: احذف. ومثل: مبتدأ، ومثل: مضاف، وذا مضاف إليه. في جمع: جار ومجرور متعلق بقوله: (وجب) الآتي، وجمع: مضاف، وتصحيح: مضاف إليه. وجب: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى مثل ذا الواقع مبتدأ، والجملة من وجب وفاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 294

وشبه العجمة.

أو مجرى (عربون)، و (مدفون)، في كونه مصروفًا لازم الواو.

أو ألزم الواو، وفتحت نونه مطلقًا. . قيل:(الزيدوني) مطلقًا.

وإن أجري مجرى (غسلين) فى لزوم الياء. . قيل: (الزيداني) مطلقًا.

واعلم:

أن ما كان فيه الألف والتاء وهو علم كـ (هندات) إن جرى مجرى (طلحة)، و (فاطمة) فِي عدم الصرف. . فلا يخلو؛ إما أن يكون خماسيًا أو لا.

- فإن كان خماسيًا وثانيه سان. . حذفت ياؤه، ويجوز الوجهان فِي ألفه، فيعامل معاملة (حبلى)، والاسم فِي ذلك كالصفة؛ نحو:(ضخمات)، فيقال فِي النسب إلى (هندات)، و (ضخمات) علمين:(هِنِدي)، و (ضَخمِي)، و (هِندَوي)، و (ضَخمَوي).

والمختار: الأول.

- وإن كان خماسي وثانيه متحرك كـ (شجرات)، و (بقرات).

- أو فوق الخماسي كـ (سرادقات)، و (مسلمات). . فليس فيه إلا حذف الألف والتاء؛ سواء أعرب إعواب ما لا ينصرف، أو إعراب جمع المؤنث السالم ونحو ذلك، فتقول:(شَجَريّ)، و (بَقَريّ)، و (سُرَادقيّ)، و (مُسلِميّ).

فإنك على الإعراب الأول تحذف التاء وتجري (شجرًا)، و (بقرًا) مجرى (جَمَزى)، و (بَرَدى) فِي حذف الألف، وتجري (سرادقًا)، و (مسلمًا) مجرى (قرقري)، و (مستقصى) فِي حذف الألف كذلك.

وعلى الإعراب الثاني بحذف الألف والتاء كذلك؛ لأن علامة جمع التصحيح تحذف كما سبق ذكره.

وتقول فِي النسب إلى من اسمه (اثنان وعشرون) ونحوه: (عُشرِي).

وتقول فِي النسب إلى (اثنان): (اثني).

واللَّه الموفق

ص: 295

ص:

865 -

وَثَالِثٌ مِنْ نَحْوِ طَيِّبٍ حُذِفْ

وَشَذَّ طَائِيٌّ مَقُوْلًا بِالأَلِفْ

(1)

ش:

الحرف المكسور قبل ياء النسب؛ إذا ولي ياء مكسورة وأدغم فيها مثلها. . حذفت الياء المكسورة، لاجتماع كسرتين وأربع ياءات، فتقول فِي (طيّب)، و (جيّد):(طِيبي)، و (جِيدي) بياء ساكنة.

ولا يشترط أن تكون هذه الياء المحذوفة، بل الرابعة فأكثر كذلك، فيقال: فِي (غُزَيّل) تصغير (غزال): (غَزَيلي) بياء ساكنة كذلك، نص عليه السمين وابن عقيل فِي "شرح التسهيل".

فلو كانت هذه الياء المدغم فيها مثلها مفصولة من الحرف المكسور الذي قبل ياء النسب. . فلا حذف، كما إذا نسب (مهيِّيم) تصغير (مهيام)، وفيه ثلاث ياءات، الأولى ياء التصغير وهي مدغمة، والثانية ياء (مهيام)، والثالثة بدل من ياء ألف (مهيام)، فإذا نسب إليه. . لم تحذف منه الياء المكسورة لا منفصلة من الحرف الذي قبل ياء النسب بياء مخففة ساكنة، فتقول فِي النسب إليه:(مهيّييمي) بثلاث ياءات قبل الميم.

واشتراط الياء المكسورة يُخرج؛ نحو: (هبيَّخ): بفتح الياء المشددة وهو الغلام، فتقول فِي النسب إليه:(هبيّخي) على حاله.

وأما نحو: (طيّء). . فياؤه مشددة مكسورة بعدها همزة، وقياس النسب إليه (طيْئي) بياء ساكنة قبل الهمزة كما تقدم فِي (طيبي)، و (حيدي)؛ ولكن حذفوا ميه الياء الثانية، وقلبت الأولى ألفًا شذوذًا، فقالوا:(طائي)، وإليه الإشارة بقوله:(وَشَذَّ طَائِيٌّ مَقُوْلًا بِالأَلِفْ).

(1)

وثالث: مبتدأ، وساغ الابتداء به مع كونه نكرة لجريانه على موصوف محذوف، والتقدير: وحرف ثالث، من نحو: جار ومجرور متعلق بقوله: (حذف) الآتي، ونحو: مضاف، وطيب: مضاف إليه. حذف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ثالث الواقع مبتدأ، والجملة من حذف ونائب فاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ. وشذ: فعل ماض. طائي: فاعل شذ. مقولا: حال من طائي. بالألف: جار ومجرور متعلق بقوله: (مقولا).

ص: 296

تنبيه:

إذا نسب إلى اسم فيه واو رابعة فصاعدًا، وقبلها ضمة. . حذفت الواو، فتقول فِي النسب إلى (مَرمُوة)، و (قَمحدُوة):(مَرمِي) و (قَمَحدِي).

و (القمحدوة): الناشز من الرأس.

فإن كانت الواو ثالثة وقبلها ضمة. . حذفت كذلك عند سيبويه، كـ (فَرَقي)، و (عَدَوي) فِي (فَرُوقة)، و (عَدوَة) بفتح عين الكلمة، كما يقال:(حنفي) فِي (حَنيفة) وسيأتي.

ولا فرق عنده بين الصحيح اللام كـ (فَروقة) ومعتلها كـ (عَدوَّة)، وحجته: قولهم فِي النسب إلى (شنوءة): (شَنَئِيّ).

والمبرد: لا يحذف، فيقول:(فَروقي)، و (عَدوي)، هذا فيما ختم بالتاء.

وأما الخالي منها؛ نحو: (عدوا) صحيح اللام كـ (سلول)، فيقال:(عَدُوّي)، و (سَلُولى)، على حاله.

واللَّه الموفق

ص:

866 -

وَفَعَلِيٌّ فِي فَعِيْلَةَ التُزِمْ

وَفُعَلِيٌّ فِي فُعَيْلَةٍ حُتِمْ

(1)

ش:

إذا نسب إلى (فَعِيلة) بفتح الفاء وكسر العين؛ كـ (حَنيفة)، و (شَريفة). . حذفت الياء وفتحت العين، فيقال:(حَنَفيّ)، و (شَرَفيّ).

وإنما فتحت العين لئلا يتوالى كسرتان وياءان، وحذفت الياء فرقًا بين المؤنث والمذكر؛ كـ (حنيفي)، و (شريفي) فِي النسب إلى (حنيف)، و (شريف) كما سيأتي.

(1)

وفَعَلي: مبتدأ. في فُعَيلة: جار ومجرور متعلق بقوله: (التزم) الآتي. التزم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى فَعَلي الواقع مبتدأ، والجملة من التزم ونائب فاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ. وفُعَليٌّ: مبتدأ. فِي فُعَيلة: جار ومجرور متعلق بقوله: (حتم) الآتي. حُتِم: فعل ماض مبني للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، يعود إلى فُعَلي: نائب فاعل، والجملة من حتم ونائب فاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 297

ولم يعكسوا؛ لأن المؤنث حذفت منه تاء التأنيث فِي النسب، فحذفت الياء تبعًا لها.

وشذ: (عُمَيري)، و (سَلِيقي) فِي (عُمَيرة)، و (سَلِيقة).

قال الشاعر:

وَلَسْتُ بِنَحْويٍّ يَلُوكُ لِسَانَهُ

وَلَكِنْ سَلِيقيٌّ أقُولُ فَأُعْرِبُ

(1)

و (السليقة): الطبيعة.

وإذا نسب إلى (فُعيلة)، بضم الفاء كـ (جُهينة). . حذفت الياء أيضًا؛ نحو:(جُهَني).

وشذ: (رُدَيني) نسبة إلى (رُدَينة) بضم الراء.

وسيأتي ذكر المضاعف؛ كـ (جَليلة).

والمعتل؛ كـ (طَويلة).

واللَّه الموفق

ص:

867 -

وَأَلْحَقُوا مُعَلَّ لَامٍ عَرِيَا

مِنَ المِثَالَيْنِ بِمَا التَّا أُوْلِيَا

(2)

(1)

التخريج: البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فِي شرح الأشموني 3/ 432، وشرح التصريح 2/ 331، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 82، ولسان العرب 10/ 161 (سلق)، والمقاصد النحوية 4/ 543، وتاج العروس 25/ 460 سلق، وشرح المرادي 5/ 135.

الشاهد: قوله: (سَليقي) حيث نسب إلى (سليقة) وهي (فَعِيلة) شذوذًا، والقياس:(سَلَقِيّ).

(2)

وألحقوا: فعل وفاعل. معل: مفعول به لألحقوا، ومُعلَّ: مضاف، ولامٍ: مضاف إليه. عَريا: عري: فعل ماض، ومتعلقه محذوف، وتقديره: عري من التاء. وفاعل عري: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (معل لام)، والألف: للإطلاق، والجملة: فِي محل نصب نعت لقوله: (معل لام) السابق. من المثالين: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر فِي (عري). بما: جار ومجرور متعلق بألحقوا. التا: قصر للضرورة: مفعول ثان تقدم على عامله -وهو قوله: (أوليا) الآتي-. أُوليا: أولي: فعل ماض مبني للمجهول، والألف: للإطلاق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة المجرورة محلًا بالياء، وهو مفعوله الأول، والجملة من أولي ومفعوليه: لا محل لها صلة الموصول المجرور بالباء.

ص: 298

ش:

يقول: ما كان على (فَعِيل) بفتح الفاء وكسر العين، و (فُعَيل) بضم الفاء وفتح العين، معتل اللام، عاريًا من التاء. . فهو ملحق بـ (فَعيلة)، و (فُعَيلة) المذكورين فِي البيت قبله، فيجريان مجراهما فِي النسب.

فالأول؛ كـ (عدوي)، و (علوي) نسبة إلى (عَدِي)، و (عَلِي)، فحذفت الياء الأولى منهما، وقلبت الثانية واوًا، وقلبت كسرة عين الكلمة؛ أعني الدال واللام فتحة.

والثاني، نحو:(قُصَويّ)، و (عُصَويّ) نسبة إلى (قُصيّ)، و (عُصيّ) فحذفت الياء الأولى منهما، ثم قلبت الثانية واوًا أيضًا؛ لكونها ثالثة كما فِي (شجي).

فإن كان (فَعِيل) أو (فُعَيل) صحيح اللام. . فلا حذف، نحو:(شَريفيّ)، و (ثَقيفيّ)، و (حَنيفيّ)، و (قُرَيشيّ)، و (كُميتيّ) نسبة إلى (شريف)، و (ثَقيف)، و (حَنيف)، و (قُرَيش)، و (كُمَيت).

قال الشاعر:

بِكُلّ قُرَيْشيٍّ عَليهِ مَهابَةٌ

. . . . . . . . . . . .

(1)

(1)

التخريح: صدر بيت من الطويل وعجزه: سَرِيعٍ إلى داعِي النَّدى والتكرُّمِ

وهو بلا نسبة فِي الإنصاف 1/ 350؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 325؛ وشرح المفصل 6/ 11؛ والكتاب 3/ 337؛ ولسان العرب 6/ 336 (قرش)؛ واللمع ص 287، وقبل البيت الشاهد قوله:

ولسْتُ بِشاوِيٍّ عَلَيْهِ دَمامةٌ

إِذا مَا غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأَسْهُمِ

ولكنَّما أَغْدُو عَلَيَّ مُفاضةٌ

دِلاصٌ كأَعْيانِ الجرادِ المُنَظَّم

اللغة: قال فِي اللسان: قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الثَّلاثَةُ أَبياتُ الكتابِ، فالأَول: فِيهِ شاهدٌ عَلَى قَولِهِم: شاوِيٌّ النَّسَبِ إِلَى الشّاءِ، والثّانِي: فِيهِ شاهِدٌ عَلَى جَمعِ عَينٍ عَلَى أَعيانٍ، والثّالِثُ: فِيهِ شاهِدٌ عَلَى قَولِهِم قُرَيشِيّ بإِثبات الياءِ فِي النَّسَب إِلى قُرَيش.

المعنى: أني لَستُ بِصاحِبِ شاءٍ يَغدُو مَعَها إِلى المَرعى مَعَهُ قوسٌ وأَسهُمٌ يَرمِي الذئابَ إِذا عَرَضَت لِلغَنَمِ، وإِنما أَغدُو فِي كلب الفُرسان وعَليَّ دِرعٌ مُفاضةٌ وَهِيَ السابِغةُ والدِّلاصُ: البَرّاقةُ، وشَبَّهَ رُؤوسَ مساميرِ الدرع بعُيون الجَرادِ. والمُنَظّم: الَّذِي يَتلُو بعضُه بَعَضًا.

الإعراب: بكلّ: الباء: حرف جر، كل: اسم مجرور بحرف الجر، متعلّقان بالفعل (أغدو) فِي بيت =

ص: 299

وشذ: (ثَقَفي)، و (قُرَشيّ).

تنبيه:

قد علم أنه إذا نسبت إلى ما فيه ياء مشددة مسبوقة بحرفين؛ كـ (عدي)، و (قصي). . حذفت الياء الأولى، وقلبت الثانية واوًا.

والمعتل المختوم بالهاء: كالمجرد، فتقول فِي النسب إلى (تحيّة):(تَحَويٌّ)، وإلى (أُميّة):(أُمَوِيّ)، فتحذف هاء التأنيث كما علم، ثم تحذف الياء الأولى، ثم تقلب الثانية واوًا.

ولم تقلب الواو من المنسوب هنا ألفًا مع أنها تحركت وانفتح ما قبلها؛ لئلا يتوالى إعلالان على الكلمة الواحدة؛ أو لأن الياء المشددة تكف الإعلال كما سيأتي فِي التصريف.

واللَّه الموفق

ص:

868 -

وَتَمَّمُوا مَا كَانَ كَالطَّوِيْلَهْ

وَهكَذَا مَا كَانَ كَالْجَلِيْلَهْ

(1)

= سابق. قريشي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عليه: جار ومجرور متعلّقان بخبر مقدّم. مهابة: مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة. سريع: صفة لقريشي مجرورة بالكسرة. إلى داعي: جار ومجرور متعلّقان بسريع. الندى: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف. والتكرّم: الواو: للعطف، التكرّم: معطوف على مجرور، مجرور مثله بالكسرة.

وجملة (عليه مهابة): فِي محل جرّ صفة لقريشي.

والشاهد قوله: (قريشي)، حيث أجراه فِي النسب على أصله دون أن يحذف ياءه، وهو القياس، والحذف أكثر شيوعًا مع شذوذه، فالعرب تقول: هذلي، نسبة إلى هذيل، وثقفي، نسبة إلى ثقيف، وقرشي نسبة إلى قريش.

(1)

وتمموا: فعل وفاعل. ما: اسم موصول: مفعول به. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه. كالطويلة: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، والجملة من كان واسمها وخبرها: لا محل لها صلة الموصول الواقع مفعولًا به. وهكذا: الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. ما: اسم موصول: مبتدأ مؤخر. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه. كالجليلة: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، والجملة من كان واسمها وخبرها: لا محل لها صلة (ما) الموصولة الواقع مبتدأ.

ص: 300

ش:

سبق أنه يقال: (حَنَفيّ)، و (جُهَنيّ) فِي (حنفية)، و (جُهَينةَ) بحذف الياء منهما فى النسب.

وذكر هنا: أن المعتل العين والمضاعف لا يحذف منهما شيء، فيقال فِي النسب إلى (طَويلة)، و (جَليلة) و (طُويبة)، و (قُليلة):(طُوَيلي)، و (جُلَيلي)، و (طُوَيبي)، و (قُلَيلي)، فتمموا هذين لحصول الثقل فِي (طَوَلِيّ)، و (جَلَلِيّ) ونحو ذلك.

واللَّه الموفق

ص:

869 -

وَهَمْزُ ذِي مَدٍّ يُنَالُ فِي النَّسَبْ

مَا كَانَ فِي تَثْنِيَةٍ لَهُ انْتَسَبْ

(1)

ش:

حكم الهمزة الممدودة فِي النسب: حكمها فِي التثنية، فكما قيل فِي التثنية:(حمراوان)، و (صحراوان) بقلبها واوًا. . يقال فِي النسب:(حمراوي)، و (صحراوي).

ويقال فِي (عِلباء)، و (كِساء)، و (حَياء):(عَلباوي)، و (كِساوي)، و (حَياوي)، أو بالهمز كـ (علبائي). . . إلى آخره، كما كان الوجهان فِي (كساءان)، و (كِساوان) إلى آخره.

لكن القلب أولى فيما ألفه للإلحاق؛ كـ (علباوي).

(1)

وهمز: مبتدأ، وهمز: مضاف، وذي: مضاف إليه، وذي: مضاف، ومد: مضاف إليه. يُنال: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل -وهو مفعوله الأول-: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (همز ذي مد) الواقع مبتدأ، والجملة من ينال ونائب فاعله المستتر فيه: فِي محل رفع خبر المبتدأ. فِي النسب: جار ومجرور متعلق بقوله: (ينال) السابق. ما: اسم موصول: مفعول ثان لينال. كان. فعل ماض ناقص، واسمه: ضمير مستتر فيه. في تثنية، له: جاران ومجروران متعلقان بقوله: (انتسب) الآتي. انتسب: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه، والجملة من انتسب وفاعله المستتر فيه: فِي محل نصب خبر كان، والجملة من كان واسمها وخبرها: لا محل لها صلة الموصول.

ص: 301

والتصحيح أولى فِي ما همزته بدل من أصل؛ كـ (حيائي)، و (كسائي).

ولا قلب فِي الأصلية؛ نحو: (قُرّائي)، و (وُضّائي)، كما قيل فِي التثنية:(قُراءان)، و (وُضّاءان) والأول من:(قرأ القرآن)، والثاني من:(الوَضاءة: النظافة).

ويقال فِي (ماءٍ)، و (شاءٍ):(ماوي)، و (شاوي) بالإبدال.

قال الشاعر:

. . . . . . . . . . . .

لَا يَنفَعُ الشَّاوِيَّ فِيهَا شَاتُهُ

(1)

وفي "الكافية"

(2)

: إن سمي بهما. . جاز التصحيح.

واللَّه الموفق

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: وربَّ خرْقٍ نازحٍ فلاُته

وقبله:

وَلَا حمَارَاه وَلَا علاتُه

إِذَا عَلاها اقتَرَبَتْ وَفَاتُه

وهو لمبشر بن هذيل الشمخي فِي لسان العرب 4/ 214 (حمر)، 13/ 510 (شوه)، 14/ 448 (شوا)، 15/ 91 (علا)، والتنبيه والإيضاح 2/ 110، وتاج العروس 11/ 79 (حمر)، (شوي)، (علا)، وبلا نسبة فِي لسان العرب 13/ 511 (شوه)، وشرح المفصل 5/ 156، وجمهرة اللغة ص 239، 522، 883، ومقاييس اللغة 2/ 103، ومجمل اللغة 2/ 107، 3/ 184، والمخصص 12/ 258، 15/ 119.

اللغة: الشاويّ: صاحب الشياه. العلاة: الناقة المُشرِفة الجسيمة.

الإعراب: لا ينفع: حرف نفي، وفعل مضارع مرفوع بالضمّة. الشاوي: مفعول به منصوب بالفتحة. فيها: جارّ ومجرور متعلّقان بمحذوف حال من الشاويّ. شاته. فاعل مرفوع بالضمّة، والهاء: ضمير متصل مبني فِي محل جر مضاف إليه. ولا: الواو: للعطف، ولا: زائدة لتوكيد النفي. حماراه: معطوف على شاته مرفوع بالألف لأنّه مثنى، وهو: مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني فِي محلّ جرّ مضاف إليه. ولا علاته: الواو: للعطف، لا: زائدة لتوكيد النفي، علاته: معطوف على حماراه مرفوع بالضمة، وهو: مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني فِي محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة (لا ينفع الشاويَّ شاته): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.

والشاهد: قوله: (الشاويّ) نسبة إلى الشاء.

(2)

انظر شرح الكافية الشافية 4/ 1952.

ص: 302

ص:

870 -

وَانْسُبْ لِصَدْرِ جُمْلَةٍ وَصَدْرِ مَا

رُكِّبَ مَزْجًا وَلِثَانٍ تَمَّمَا

(1)

871 -

إِضَافَةً مَبْدُوءةً بِابْنٍ أَوَ أَبْ

أَوْ مَا لَهَ التَّعْرِيْفُ بَالثَّانِي وَجَبْ

(2)

872 -

فِيْمَا سِوَى هذَا انسُبَنْ لِلأَوَّلِ

مَا لَمْ يُخَفْ لَبْسُ كَعَبْدِ الأَشْهَلِ

(3)

ش:

* ينسب إلى صدر المركب الإسنادي، وهو المعبر عنه بالجملة؛ كـ (تأبط شرًا) و (برقَ نحرُه) وإلى صدر المزجي؛ كـ (بعبك) و (معدي كرب)، نحو:(تأبَّطِيّ)، و (بَرَقِيّ)، و (بَعلِيّ)، و (مَعدِيَ) أو (مَعدَوِيّ)؛ لأن الياء في هذا رابعة كـ (قاضي)؛ لكن الحذف أولى.

(1)

وانسب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لصدر: جار ومجرور متعلق بانسب، وصدر: مضاف، وجملة: مضاف إليه. وصدر: معطوف على صدر السابق، وصدر: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. ركب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من ركب ونائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول. مزجا: مفعول مطلق لركب على تقدير مضاف: أي تركيب مزج. ولثان: الواو عاطفة، لثان: جار ومجرور معطوف على ما قبله وهو لصدر. تُمّما: تمم: فعل ماض، والألف: للإطلاق، والفاعل: ضمير مستتر فيه، والجملة في محل جر نعت لثان.

(2)

إضافةً: مفعول به لقوله: (تمما) في البيت السابق. مبدوءةً: نعت لقوله: إضافةً. بابن: جار ومجرور متعلق بمبدوءة. أو: عاطفة. أب: معطوف على ابن. أو: عاطفة أيضًا. ما: اسم موصول: معطوف على أب. له: جار ومجرور متعلق بقوله: (وجب) الآتي. التعريف: مبتدأ. بالثاني: جار ومجرور متعلق بالتعريف. وجب: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى التعريف الواقع مبتدأ، والجملة من وجب وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: لا محل لها صلة الموصول.

(3)

فيما: جار ومجرور متعلق بقوله: (انسبن) الآتي. سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة (ما) المجرورة محلًا بفي، وسوى: مضاف، وذا من هذا: اسم إشارة مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر. انسبن: انسب: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. للأول: جار ومجرور متعلق بقوله: انسبن. ما: مصدرية ظرفية. لم: نافية جازمة. يخف: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم. ليس: نائب فاعل يخف. كعبد: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كائن كعبد، وعبد: مضاف، والأشهل: مضاف إليه.

ص: 303

ومن المزجي: (خمسة عشر)، فيقال:(خَمِسيّ)؛ فإن خيف اللبس بخمسة. . لم ينسب إليه إلا إن كان علمًا.

وأجاز الجرمي: أن ينسب إلى عجز الإسنادي والمزجي؛ كـ (شَرّيّ)، و (نَحرِيّ)، و (بَكّيّ)، و (كَرْبِيّ).

وربما نسب إلى الجزأين؛ كـ (بَعلبكّيّ).

* وأما المركب الإضافي؛ فإن ابتدأ بـ (أب) أو (أم) أو (ابن). . نسب إلى عجزه؛ كـ (البكري)، و (الحفصي)، و (الزُّبيري)، و (الكلثومي) نسبة إلى:(أبي بكر)، و (أبي حفص)، و (ابن الزبير)، و (أم كلثوم)، كما قال:(وَانْسُبْ. . . وَلِثَانٍ تَمَّمَا إِضَافَةً مَبْدُوءةً بِابْنٍ أَو أَبْ)، التقدير:(أو أم) فحذف المعطوف للعلم به كما في: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} ؛ أي: (والبرد) فنسب فيما ذكر للجزء الثاني المتمم، ومن المعلوم: أن المضاف إليه متمم للمضاف.

* وإذا لم يبتدأ المضاف بـ (أب) أو (أم) أو (ابن). . فتارة: يكون غير علم، وتارة: يكون علمًا.

- فإن كان غير علم؛ كـ (غلام زيد)، و (صاحب عمرو) مما يعرف فيه الأول بالثاني. . نسب إلى ثانيه؛ نحو:(الزَّيديّ)، و (العَمريّ)، كما قال:(أَوْ مَا لَهَ التَّعْرِيْفُ بِالثَّانِي وَجَبْ)، وفي الكلام حذف مضاف؛ أي: وانسب لثاني ما وجب له التعريف بالثاني فنسب إلى العجز كما سبق؛ لأنه هو المقصود أولًا قبل المضاف، فهو أصل.

وإن كان علمًا؛ كـ (عبد اللَّه)، و (غلام زيد) علمًا، و (امرئ القيس). . فيجرى مجرى (معدي كرب) في النسب إلى الجزء الأول، وإلى ذلك أشار بقوله:(فِيْمَا سِوَى هذَا انْسُبَنْ لِلأَوَّلِ)، فتقول:(عَبدِيّ)، و (غُلامِيّ)، و (مَرْئِيّ).

ولهذا قال الشيخ في "العمدة": إنه إذا نسب إلى (عبد شمس)، يقال:(عَبدِيّ).

ويجوز أن يقال في النسب إلى (امَرَئ القيس): (مَرَئِيّ) بفتح الميم والراء أو (امْرِئِيّ) بسكون الميم وكسر الراء، وإنما نسب في هذا إلى الصدر؛ لأن الجزء الثاني لم يقصد كما قصد في (أبي بكر)، وفي (غلام زيد) غير علم.

ص: 304

فقوله: (فِيْمَا سِوَى هذَا انْسُبَنْ لِلأَوَّلِ)؛ كـ (عبد اللَّه)، و (غلام زيد) علمًا، و (امرئ القيس)، ما لم يخف لبس. . فلا ينسب إلى الأول من جُزأَيّ العلم، بل ينسب إلى الثاني، فتقول في النسب إلى (عبد مناف)، و (عبد الأشهل) وهما علمان:(أَشهليّ)، و (مَنَافِيّ).

إذ لو قيل: (عَبدَيّ). . لم يُدرَ هل النسب إلى (عبد مناف) أو غيره.

وقيل: لأن العجز قصد أولًا، ثم أضيف له الصدر فيكون بمنزلة (غلام زيد) غير علم.

وربما بني من بعض صدر المركب وبعض عجزه اسمٌ على وزن (فَعْلَل)؛ كقولهم: (عَبشَميّ)، و (عَبقَسيّ)، و (حَضرَميّ) نسبة إلى:(عبد شمس)، و (عبد قيس)، و (حضرموت)، وهو سماعي.

وفي "المزهر" للسيوطي رحمه الله: (عبدَرِيّ) في (عبد الدار)، و (مرقَسيّ) في (امرئ القيس)، و (شَفَعْنَفيّ) إلى (الشافعي) مع (ابن حنيفة)، و (حَنَفْعَلِي) إذا كان حنفيًا معتزليًا.

وربما نسب إلى الجزأين بعد قصد زوال التركيب؛ كقول الشاعر:

تَزوَّجتُهَا رَامِيّةً هُرمُزِيّة

. . . . . . . . . . . .

(1)

نسبة إلى (رام هومز).

وقال بعضهم: (الرامهرمزي) فنسب إليه على حاله.

واللَّه الموفق

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: بِفَضْلِ الَّذِي أَعْطَى الأمير مِنَ الرِّزْقِ

وهو بلا نسبة في شرح الأشموني 3/ 736، وشرح التصريح 2/ 332، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 72، وشرح شواهد الشافية ص 115، والمقرب 2/ 58.

الإعراب: تزوجتها: فعل وفاعل ومفعول، والضمير في (تزوجتها) يرجع إلى امرأته. رامية هرمزية: نصب على الحال. بفضل: جار ومجرور متعلق بقوله: تزوجتها. الذي: مضاف إليه. أعطى: فعل ماض. الأمير: فاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول. من الرزق: جار ومجرور متعلق بأعطى.

الشاهد: قوله: (رامية هرمزية)؛ فإنه نسبة إلى (رام هرمز) بلدة من نواحي خوزستان، فالشاعر نسب إلى المركب المزجي بإلحاق ياء النسب بكل جزء من جزأيه.

ص: 305

ص:

873 -

وَاجْبُرْ بِرَدِّ اللَّامِ مَا مِنْهُ حُذِفْ

جَوَازًا إِنْ لَمْ يَكُ رَدُّهُ أُلِفْ

(1)

874 -

فِي جَمْعَي التَّصْحِيْحِ أَوْ فِي التَّثْنِيَهْ

وَحَقُّ مَجْبُوْرٍ بِهَذِي تَوْفِيَهْ

(2)

ش:

أشار إلى ما حذفت، لامه، وفيه تفصيل:

• فإن ردت اللام في التثنية أو الجمع. . ردت في النسب، فتقول في النسب إلى (أب)، و (أخ):(أبَوِيّ)، و (أخَويّ) بإعادة اللام؛ لأنها تعود في التثنية، كما تقول:(أبوان)، و (أخوان) فكما يجبر في التثنية. . يجبر في النسب، كما قال:(وَحَقُّ مَجْبُوْرٍ بِهَذِي تَوْفِيَهْ).

وكذا نحو: (عِضَة)، و (سَنَة)، فتقول؛ (عِضَويّ)، و (سِنَوِيّ) أو (سَنَهِيّ) بعود اللام أيضًا؛ لأنها تعود في الجمع، كـ (عَضَيات)، و (سَنَوات)، أو (سَنَهات) على خلاف في المحذوف من (سَنة).

ويجب أيضًا رد لام المعتل العين، كـ (شاة) بالتاء، فتقول في النسب إليها:

(1)

واجبر: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. برد: جار ومجرور متعلق باجبر، ورد: مضاف، واللام: مضاف إليه. ما: اسم موصول: مفعول به لاجبر. منه: جار ومجرور متعلق بقوله: (حُذف) الآتي. حُذف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه، والجملة من حذف ونائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول. جوازًا: نعن لمصدر محذوف بتقدير مضاف، أي: اجبره جبرًا ذا جواز. إن: شرطية. لم: نافية جازمة. يك: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف. ردُّه: رد: اسم يك، ورد: مضاف، والهاء: مضاف إليه. ألف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه، والجملة من ألف ونائب فاعله المستتر فيه: في محل نصب خبر يك، وجملة يك واسمها وخبرها: في محل جزم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إن لم يكن رد لامه مألوفًا في التثنية أو الجمع. . فاجبره برد لامه.

(2)

في جمعي: جار ومجرور متعلق بقوله: (أُلف) في البيت السابق، وجمعي: مضاف، والتصحيح: مضاف إليه. أو: عاطفة. في التثنية: جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور السابق. وحق: مبتدأ، وحق: مضاف، ومجبور: مضاف إليه. لهدي: جار ومجرور متعلق بمجبور. توفية: خبر المبتدأ.

ص: 306

(شاهيّ)؛ لأن الأصل (شوهة)، بدليل:(شياه)، فحذفت الهاء، فحصل:(شَوْة) ففتحت الواو؛ لأن تاء التأنيث تقتضي فتح ما قبلها، ثم قلبت الواو ألفًا للمقتضي، فحصل:(شاة).

فإذا نسب إليه. . حذفت تاء التأنيث وعادت اللام، فقيل:(شاهِيّ).

والأخفش: يبقي الواو، فيقول:(شَوَهِيّ).

وإذا نسبت إلى (ذات). . قلت: (ذوَوِي)؛ لأنك تحذف التاء وترده إلى الأصل، وأصله:(ذوا) كـ (عصا)، وألفه مقلوبة من واو.

وفي "الأشباه والنظائر" للسيوطي: أن أصله (ذَوَيَة) فقلب كل منهما ألفًا ثم حذفت الثانية، وقولهم:(ذايْيٌّ).

ومثله أيضًا: (ذو)، فتقول في النسب إليه:(ذَوَوِيّ).

وأما الذي، لا ترد لامه في التثنية؛ كـ (يد)، و (دم)، و (ابن)، (واسم). . فإن شئت جبرته بإعادة اللام، أو لا:

فإن جبرت. . قلت: (يدوي)، و (دموي)، و (بنوي)، و (سموي).

وإلا. . قلت: (يَدِيّ)، و (دَمِيّ)، و (ابنِيّ)، و (اسمِيّ).

فلا يجبر إلا جوازًا، كما قال:(وَاجْبُرْ بِرَدِّ اللامِ مَا مِنْهُ حُذِفْ جَوَازًا).

فإن أُلِفَ وده في جمع التصحيح أو في التثنية. . فحقه التوفية كما سبق في (أب)، و (أخ)، و (عِضَة).

وإذا جبر ما فيه همزة الوصل. . وجب حذفها منه؛ كـ (اسم)، و (ابن) لئلا يجمع بين العوض والمعوض؛ فإن الهمزة فيه عوض من لام الكلمة المحذوفة.

تنبيه:

سبق أن نحو: (يد) و (دم) لا ترد لامه في التثنية.

وندر قولُ الشاعرِ:

فَلَو أَنَّا عَلى حَجَرٍ ذُبِحْنَا

جَرَى الدَّمَيَانِ بالخَبرِ اليَقينِ

(1)

(1)

التخريج: البيت للمثقب العبدي في ملحق ديوانه ص 283، والأزهية ص 141، والمقاصد =

ص: 307

حيث لم يقل: (جرى الدمان).

والعرب تقول: إن دم المتباغضين لا يجتمع.

قال في "التسهيل": وربما قيل: (دمَيان)، و (دمَوَان)، و (يَدَيان).

قال الشاعر:

يَدَيَانِ بَيضَاوَانِ عِندَ مُحَلَّمٍ

. . . . . . . . . . . . . .

(1)

= النحوية 1/ 192، ولعلي بن بدال في أمالي الزجاجي ص 20، وخزانة الأدب 1/ 267، وشرح شواهد الشافية ص 112، وللمثقب أو لعلي بن بدال في خزانة الأدب 7/ 482، 485، 486، 488، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 686، 1307، ورصف المباني ص 242، وسر صناعة الإعراب 1/ 395، وشرح الأشموني 3/ 669، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 64، وشرح شواهد الإيضاح ص 281، ولسان العرب 14/ 21 (أخا)، 268 (دمى)، والمقتضب 1/ 231، 2/ 238.

وقبل البيت الشاهد قوله:

لَعَمرُكَ إِنّني وَأَبا رِياحٍ

عَلى طولِ التَّهاجُرِ مُنذُ حينِ

لَيُبغِضُني وَأُبغِضُهُ وَأَيضًا

يَراني دونَهُ وَأَراهُ دوني

المعنى: كانت العرب تعتقد أن دماء العدوَّين لا تمتزج بل تسيل في اتجاهين حتى لو ذبحا على حجر واحد، والشاعر هنا يشير إلى هذا الاعتقاد، فيقول: لو أننا ذبحنا على حجر لسار دمي بعيدًا عن دمك مخبرًا عن عداوتنا.

الإعراب: فلو: الفاء استئنافية، ولو: حرف شرط غير جازم. أنّا: أنّ: حرف مشبّه بالفعل، ونا: ضمير متصل مبني في محل نصب اسمها. على حجر: جار ومجرور متعلّقان بـ (ذُبحنا). ذُبحنا: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على السكون، ونا: ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. جرى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدّر على الألف. الدميان: فاعل جرى مرفوع بالألف لأنه مثنى. بالخبر: جار ومجرور متعلقان بـ (جرى). اليقين: صفة مجرورة بالكسرة.

والمصدر المؤول من أنّ ومعموليها: في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: ثبت. وجملة (لو ثبت): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ثبت) المحذوفة: جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (ذبحنا): في محل رفع خبر أنّ. وجملة (جرى الدميان): جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (الدميان)؛ حيث ثنى الدم على (دميان) ندورًا، والكثير (دمان).

(1)

التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: قد يمنعانك أن تضام وتضهدا

وهو بلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 476، 485، وشرح الأشموني 3/ 668، وشرح شواهد الشافية =

ص: 308

هكذا أطلقوه.

والوجه: أن (يدًا)، و (دمًا) يلزمان الألف مطلقًا في لغة؛ كـ (فتى)، قال الشاعر:

يَا رُبَّ سَارٍ بَاتَ مَا تَوسَّدا

إلَّا ذِرَاعَ العَنسِ أَو كَفَّ اليَدَا

(1)

= ص 113، وشرح المفصل 5/ 83، 6/ 5، 10/ 56، ولسان العرب 15/ 420 (يدي)، والمقرب 2/ 42، والمنصف 1/ 64، 2/ 148.

اللغة: له يد بيضاء: أي كريم. تُضام: تُذلّ وتُظلَم. تضهد: تُقهر وتذلّ.

المعنى: العمل الخيّر عند إنسان عاقل يمنعه من أن يكون ذليلًا.

الإعراب: يديان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنّه مثنّى. بيضاوان: نعت يديان، مرفوع بالألف لأنّه مثنّى. عند: ظرف مكان متعلّق بخبر المبتدأ، وهو مضاف. محلّم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قد: حرف تكثير. تمنعانك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. أن: حرف نصب ومصدريّ. تضام: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها: في محل جر بحرف جر مقدر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل تمنعانك؛ أو في محل نصب مفعول به ثانٍ للفعل منع. وتضهدا: الواو: حرف عطف، وتضهدا: معطوف على تضام، والألف: للإطلاق. والمصدر المؤول من أن والفعل تضهد: معطوف على سابقه.

وجملة (يديان بيضاوان): ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (قد تمنعانك): في محلّ رفع خبر المبتدأ.

الشاهد قوله: (يديان) حيث ردّ لامه شذوذًا.

(1)

التخريج: الرجز بلا نسبة في جمهرة اللغة ص 1307، والجنى الداني ص 356، وجواهر الأدب ص 289، وخزانة الأدب 7/ 477، 498، والدرر 1/ 110، وشرح عمدة الحافظ ص 804، ولسان العرب 15/ 421 (يدي)، وهمع الهوامع 1/ 39.

اللغة: سار: اسم فاعل من سرى في الليل. توسَّدَ: اتّخذ وسادة. العَنْسُ: الناقة الشديد.

المعنى: أكثرُ من يسير في الليل لا يتوسَّدُ للاستراحة إِلا ذراع ناقته المعقولة، أو كَفَّ يده.

الإعراب: يا: حرف تنبيه. ربَّ: حرف جر شبيه بالزائد. سارٍ: اسم مجرور لفظًا بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، مرفوع محلًا على أنه مبتدأ. بات: فعل ماضٍ تام مبني على الفتح، والفاعل مستتر تقديره: هو. ما: نافية. توسّدا: مثل بات، والألف: للإطلاق. إلا: حرف حصر. ذراعَ: مفعول به. العنسِ: مضاف إِليه مجرور. أو: حرف عطف. كفَّ: معطوف على ذراع منصوب مثله. اليدا: مضاف إِليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف للتعذر.

ص: 309

فيكون (يديان)، و (دميان) تثنية، كما تقول في (فتى):(فتان).

وفي "الصحاح": أن (يدًا) تجمع على (يُدِيّ)؛ كـ (قفا)، و (قُفِيّ)، و (دَلو)، و (دُلِي).

و (العنس): الناقة.

وقد تشد باء (أب)، وخاء (أخ) عوضًا عن اللام المحذوفة.

وفي "التسهيل": قد يقال (أخوٌ).

وفي "الأشباه والنظائر": (أخّة) بالتشديد للمؤنث عوضًا عن اللام.

وربما قيل: (أبّان)، و (أخّان) من غير إعادة اللام.

وقد تشدد ميم (دمّ).

قال الشاعر:

أَهَانَ دَمُّك فَرْغًا بَعدَ عِزَّتِهِ

يَا عَمرُو بَغْيُكَ إِصرَارًا عَلَى الحَسَدِ

(1)

واللَّه الموفق

ص:

875 -

وَبِأَخٍ أخْتًا وَبِابْنٍ بِنْتَا

أَلْحِقْ وَيُونُسُ أَبَى حَذْفَ التَّا

(2)

= جملة (سارٍ) مع خبره المحذوف: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (بات): صفة لـ (سارٍ) محلها الجر على اللفظ، والرفع على المحل. وجملة (ما توسَّدَ): حالية محلها النصب.

والشاهد فيه: قوله: (اليدا)؛ حيث إن السيرافي استدل به على أن (يَدا) أصله فَعَل بتحريك العين مثل رَحَا فجعله مقصورًا كـ (فَتى).

(1)

التخريج: البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 195، والدرر 1/ 112، وهمع الهوامع 1/ 40.

اللغة: يقال: ذهب دمه فرغًا: أي: باطلًا هدرًا، لم يطالب به.

المعنى: يوبخ الشاعر عمرًا على أن ظُلمَه وحِقدَه جر عليه الموت ورماه بالشقاء الأبدي، وأن سعدًا الذي أردى سعيدًا فرح؛ لأنه خلص الناس من ظلمه وعتوه.

الشاهد: قوله: (دمّك)؛ حيث شدد ميم (دم) على لغة.

(2)

وبأخ: جار ومجرور متعلق بقوله: (ألحق) الآتي. أختًا: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: (ألحق) الآتي-. وبابن: معطوف على قوله بأخ. ينتًا: معطوف على قوله: (أختا) السابق، وقد =

ص: 310

ش:

حكم (أخت) و (بنت): حكم (أخ) و (ابن) في النسب، فكما يقال في (أخ)، و (ابن):(أخوي)، و (بَنَوي) كما سبق. . يقال في النسب إلى (أخت) و (بنت):(أَخَويّ)، و (بَنَويّ) بحذف التاء التي هي عوض، وإعادة الواو المعوض عنها؛ لأن أصل (بنت) و (أخت)، و (هنت):(بنوة)، و (أخوة)، و (هنوة) فحذفت الواو، وجعلت التاء عوضًا عنها.

ويونس: لا تحذف هذه التاء، فتقول:(الأُختِيّ)، و (البِنتِيّ) لخوف اللبس بالمذكر لو قيل:(أَخوِيّ)، و (بَنَوِيّ).

وألزمه الخليل أن يبقيها في نحو: (مَنْت).

واعتذر ليونس بأن التاء في: (مِنْت) ليست كتاء (أخت)؛ لأن هذه تثبت وصلًا ووقفًا، بخلاف تاء (مَنْت)، فإنك تقول:(مَنَه) بالهاء في الوقف على الأشهر كما سبق في الحكاية.

وقيل: إن يونس لم يبق التاء في نحو: (أخت)، و (بنت) إلا لكونها ليست بتاء التأنيث؛ لأن الحرف الذي قبلها ساكن صحيح.

والمعتمد: أنها تعامل معاملة تاء التأنيث في الحذف وإن كانت ليست للتأنيث. ويعاد ما كان عوضًا منه وهو الواو كما سبق؛ لأنهم حذفوا التاء أيضًا، وأعادوا الواو في الجمع؛ كـ (أخوات)، ولو أبقوا التاء. . لقالوا:(أُختَات).

وعن الكوفيين: أن التاء في (أخت)، و (بنت) للتأنيث.

وعن الأخفش: أن النسبة إلى (العم) واحد الأعمام (عَمْوِيّ)، قاله في "الصحاح".

وتقول في النسب إلى (كلتا): (كِلْوِيّ) بحذف التاء.

= علمت أن العطف على معمولي عامل واحد جائز لا غبار عليه. ألحق: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ويونس: مبتدأ، وهو يونس بن حبيب شيخ سيبويه إمام النحاة. أبى: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود على يونس، والجملة من أبى وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. حذفَ: مفعول أبى، وحذف: مضاف، والتاء: قصر للضرورة: مضاف إليه.

ص: 311

ويونس يقول: (كِلتِيّ)، و (كِلتَوِيّ)، وأصلها:(كِلوَا) على فِعلى بكسر الفاء، وقيل:(كِليَا)، والمشهور: الأول، فأبدلت الواو ياء لتدل على التأنيث.

ولم يكتفوا في التأنيث بالألف؛ لأن الألف تقلب ياء في النصب والجر، نحو:(كلتيهما) فلما تغيرت ألفها في بعض الأحوال. . لم يكتفوا بها في التأنيث، وقلبوا الواو تاء للدلالة عليه كما ذكر.

وقال صالح بن إسحاق الجرمي رحمه الله: التاء في (كلتا) للتأنيث ولم تعوض من شيء، والألف لام الكلمة، ووزنها:(فَعْتَل).

ورد عليه ابن يعيش قال: لا تكون تاء التأنيث حشوًا في كلمة.

وأما (كلا). . فوزنه: (فِعَل) مثل (مِعَى)، وألفه عن واو.

وقيل: عن ياءٍ.

واللَّه الموفق

ص:

876 -

وَضَاعِفِ الثَّانِيَ مِنْ ثُنَائِي

ثَانِيْهِ ذُوْ لِيْنٍ كَلَا وَلَائِي

(1)

ش:

* إذا سمى بما هو على حرفين. . وجب تضعيف الحرف الثاني إن كان معتلا.

فلو سميت بـ (لو). . ضعّفت الواو، وقلت في النسب إليه:(لوّي) بتشديد الواو.

ومثله (كي)، و (في)؛ لكن الياء التي تزاد على هذين تقلب واوًا في النسب؛ لاجتماع الياءات، فتقول في النسب:(كيَوِيّ)، و (فِيَوِيّ).

(1)

وضاعف: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الثاني: مفعول به لضاعف. من ثنائى: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الثاني. ثانيه: ثاني: مبتدأ، وثاني: مضاف، والهاء: مضاف إليه. ذو: خبر المبتدأ، وذو: مضاف، ولين: مضاف إليه، والجملة من المبتدأ وخبره: في محل جر صفة لثنائي. كلا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كلا، و (لا) هنا: قصد لفظه. ولائي: معطوف على لا.

ص: 312

وأما نحو: (لا)، و (ما)، فإذا ضوعف. . تقلب ألفه الثانية همزة أو واوًا، فتقول في النسب:(لأْوِيّ) أو (لائِليّ)، و (مأْويّ) أو (مائِيّ).

هذا ما كان من الثنائي المعتل.

* وأما غير المعتل. . فيجوز فيه التضعيف وعدمه، فلو سمّي بـ (لم) أو (هل). . قيل في النسب:(لَمّي)، و (هَلّي) بتشديد الميم واللام على التضعيف، أو (لَمِيّ)، و (هَلِيّ) بالتخفيف.

وتقول في النسب إلى (فَم): (فمِيّ) على حاله أو (فَمَويّ) برد المحذوف.

وقوله: (لَا ولَائِيّ) مثال للمنسوب إليه والمنسوب.

واللَّه الموفق

ص:

877 -

وَإِنْ يَكُنْ كَشِيَةٍ مَا الفَا عَدِمْ

فَجَبْرُهُ وَفَتحُ عَيْنِهِ التُزِمْ

(1)

ش:

إذا نسب إلى اسم فاؤه محذوفة:

(1)

وإن: شرطية. يكن: فعل مضارع ناقص، فعل الشرط. كشية: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يكن مقدم. ما: اسم موصول: اسم يكن مؤخر. الفا: قصر للضرورة: مفعول به تقدم على عامله وهو قوله: (عَدِم) الآتي. عَدِم: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من عدم وفاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول. فجبره: الفاء واقعة في جواب الشرط، جبر: مبتدأ، وجبر: مضاف، والهاء: مضاف إليه. وفتح: معطوف على جبره، وفتح: مضاف، وعين من عينه: مضاف إليه، وعين: مضاف، والهاء: مضاف إليه. التُزم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى المذكور من (جبره وفتح عينه)، والجملة من التزم ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ وما عطف عليه، وإنما أفرد الضمير -مع أن المبتدأ في قوة المثنى- للتأويل بالمذكور، ويجوز أن تكون الجملة خبر المبتدأ وحده، ويكون هناك خبر محذوف -مماثل لهذا المذكور- للمعطوف؛ فتكون الواو عطفت جملة على جملة، والتقدير على هذا الوجه الأخير:(فجبره التزم وفتح عينه التزم)، وهذا أولى من العكس، وهو جعل المذكور خبرًا للمعطوف وحده، وجعل خبر المعطوف عليه محذوفًا، وذلك لأن الحذف من الأول لدلالة الثاني عليه ضعيف، بخلاف الحذف من الثاني لدلالة الأول عليه، ومن هذا الكلام تعلم أن في هذه العبارة ثلاثة أعاريب، وأن اثنين منها لا غبار عليهما، وواحدًا فيه نوع ضعف.

ص: 313

• فإن كان صحيح اللام. . لا يرد إليه شيء في النسب؛ كـ (عِدة)، و (صِفة)، فتقول:(عِدِيّ) و (صِفِيّ)، والأصل:(وعدة)، و (وصفة).

• وإن كان معتل اللام؛ كـ (شِيَة)، و (دِيَة). . ردت فاؤه -إذ ليس لنا اسم معرب على حرفين ثانيهما حرف لين- وفتحت عينه إن كانت ساكنة، فتقول في النسب:(وِشَوِيّ)، و (وِدَوِيّ) بكسر الفاء وفتح العين فيهما، وأصل الكلمة:(وِشْيَة)، و (وِدْيَة) بكسر الفاء وسكودن العين، فأوجبوا فتح العين في النسب.

ولم ينظروا إلى كونها ساكنة في أصل الكلمة؛ لخفة الفتح هنا، فلما فتحت. . انقلبت الياء ألفًا، فحصل:(وِشَى) مثل (مِعَى)، فيقال:(وِشَوِيّ) بقلب الألف واوًا؛ لأنها ثالثة، كما قيل في (عِصَوِيّ)، هذا مذهب سيبويه والأكثرين.

وأما الأخفش: فإنه يعتبر الأصل، وتبقى العين ساكنة فلا تقلب الياء الثالثة فيهما واوًا ويقول:(وِشْيِيٌّ)، و (وِدْيِيٌّ) بسكون العين وياء مكسورة قبل ياء النسب.

وسوى العكبري في "شرح اللمع": بين (ثبة)، و (جِهة) قال في النسب إليها:(وِجَهِي) برد الفاء وفتح العين.

وفيه نظر؛ لأن (جهة) كـ (عِدَة) على ما يظهر.

لكن نقل عن الفراء: أنه يرد الواو من نحو: (عدة) في النسب.

تنبيه:

سبق في الفاعل أن (حِرٍ)، أصله:(حِرح)؛ كقول الشاعر:

. . . . . . . . . . . .

ذا قُبَّةٍ، مَملُوءةٍ أحْراحَا

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: إِنَّي أَقُودُ جَمَلًا، مِمْراحا

وهو للفرزدق في الحيوان 2/ 280؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 182؛ ولسان العرب 2/ 432 (حرح)؛ والممتع في التصريف 2/ 627؛ وتاج العروس 6/ 356 (حرح)؛ والمخصص 2/ 37.

اللغة: الممراح: الكثير النشاط. الحرح: فرج المرأة، وما يذكر في هذه اللفظة أن الشاعر الفرزدق كان وجهه دميمًا مليئا بالتجاعيد، فقال له قائل:(كأن وجهك أحراح مجتمعة) فقال له: (ابحث فيها لعلك ترى حِر أمك).

الشاهد: قوله: (أحراحا)؛ حيث جمع (حِر) على (أحراح) فدل على أن مفرده: (حرح).

ص: 314

فإذا نسب إليه. . يقال: (حِرَحِيّ).

و (ما): موصولة اسم (يكن)، و (عدم): صلتها، و (الفاء): مفعول بعدم، و (كشية): خبر (يكن).

واللَّه الموفق

ص:

878 -

وَالْوَاحِدَ اذْكُرْ نَاسِبًا لِلْجَمْعِ

إِنْ لَمْ يُشَابِهْ وَاحِدًا بِالْوَضْعِ

(1)

ش:

إذا نسب إلى جمع؛ فلا يخلو: إما أن يكون على جمعيته، أولا:

فإن كان باقيًا على جمعيته. . جئت بواحده ونسبت إليه، فتقول في النسب إلى (فرائض) و (صحائف):(فَرَضِيّ)، و (صَحَفِيّ)؛ لأن الواحد (فريضة)، و (صحيفة) على (فَعيلة)، وسبق أن النسب إليها فَعَليّ؛ كـ (حَنَفي).

وإذا نسب إلى نحو: (حُمْر):

فإن كان جمع (أحمر). . قلت (أَحمَرِيّ).

وإن كان جمع (حمراء). . قلت: (حَمْرَاوي) ونحو ذلك؛ لأن (حُمْر) يجوز أن يكون جمعًا لها كما سبق في التكسير.

• فإن شابه الجمع واحدًا في الوضع؛ أي: جرى مجرى العلم لكثرة استعماله واشتهاره كـ (أنصار)، أو كان علمًا كـ (مساجد): اسم رجل، و (كِلاب): اسم قبيلة، و (مدائن): علم بلد بالعراق، أو لم يستعمل له واحد كـ (أبابيل)، و (عباديد)، و (أعراب). . نحسب إليه على حاله؛ نحو:(أَنصاريّ)، و (مَساجديّ)، و (أَبابيليّ). . إلى آخره.

و (العباديد): الفرق من الناس ذاهبين من كل وجه.

(1)

الواحدَ: مفعول به تقدم على عامله وهو قوله: (اذكر) الآتي. اذكر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ناسبًا: حال من الضمير المستتر في قوله اذكر. للجمع: جار ومجرور متعلق بناسبًا. إن: شرطية. لم: نافية جازمة. يشابه: فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الجمع. واحدًا: مفعول به ليشابه. بالوضع: جار ومجرور متعلق بقوله (يشابه)، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

ص: 315

وسمع في النسب إلى (محاسن): (مَحاسِنِيّ).

فقيل: إنه في حكم الواحد؛ لأنه جمع (حُسن) على غير قياس.

وقيل: جمع لا واحد له؛ كـ (أعواب)، و (أبابيل) ذكر ذلك المصنف في "العمدة".

وقيل: إن (أعراب) جمع (عرب)، وسبق في آخر جمع التكسير.

وإذا نسبت إلى (كتب) جمع (كتاب). . تقول: (كِتابِيّ)؛ لأنك ترده إلى مفرده، وقولهم:(كُتْبيّ)، و (قَلانِسِيّ) نسبة إلى:(الكتب)، و (القلانس): لحن.

وإذا نسب إلى اسم الجمع؛ كـ (رهط)، و (قوم). . يقال:(رَهْطِيّ)، و (قَومِيّ).

وكذا إذا نسب إلى اسم الجنس؛ كـ (نَخلِيّ)، و (شَجَريّ) نسبة إلى:(النخل)، و (الشجر).

ويقال في النسب إلى (رَكْب): (رَكْبِيّ)؛ لأنه اسم جمع كـ (قوم).

وقال الأخفش: جمع (راكب) فيرد إلى مفرده ويقال: (رَاكِبيّ).

وإنما رد الجمع إلى واحده؛ لأنه أخف، ولأن المفرد أصل الجمع، ولئلا يوصف المفرد بالجمع لو قيل:(زيد الفرائِضيّ)، وسبق الكلام في النسب إلى جمع التصحيح؛ كـ (الزيدين)، و (الهندات).

واللَّه الموفق

ص:

879 -

وَمَعَ فَاعِلٍ وَفَعَّالٍ فَعِلْ

فِي نَسَبٍ أَغْنَى عَنِ اليَا فَقُبْلْ

(1)

ش:

يستغنى في الغالب عن ياء النسب بفاعل، ويكون بمعنى: صاحب؛ كـ (ذا تامر)، و

(1)

ومع: ظرف متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في قوله: (أغنى) الآتي، ومع: مضاف، وفاعل: مضاف إليه. وفَعَّال: معطوف على فاعل. فَعِل: مبتدأ. في نسب: جار ومجرور متعلق بقوله: (أغنى) الآتي. أغنى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (فَعِل)، والجملة من أغنى وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. عن اليا: قصر للضرورة: جار ومجرور متعلق بأغنى. فقبل: الفاء عاطفة، وقيل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه.

ص: 316

(لابن) و (كاس) بمعنى: (ذي تمر)، و (ذي لبن)، و (ذي كسوة)، و (خابز)، و (تارس)، و (رامح)؛ أي:(ذي خبز)، و (ذي ترس)، و (ذي رمح).

وفي "أدب الكاتب": (شاحم)، و (لاحم)؛ أي:(ذي شحم)، و (ذي لحم).

قيل: ومنه قوله تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} .

وقيل: بمعنى مرضية.

وقيل: على بابها.

ونحو: {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} ؛ أي: (ذي دفق).

وقيل: بمعنى مدفوق.

وجعل بعضهم من النسب أيضًا {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} ؛ أي: ذات انفطار، كقولهم:(امرأة مرضع)؛ أي: (ذات رضاع)، وإليه ذهب الفارسي.

وقيل: (السماء) تذكر وتؤنث.

وقيل غير ذلك.

وسبق شيء من هذا في الفاعل.

وقال النحاس في قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَر} : إنما لم يقل: (نذيرة)؛ لأنه على معنى النسب؛ أي: ذات إنذار.

واستغني أيضًا بـ (فَعَّال) ويكون في الحِرَف والصنائع؛ نحو: (عطّار)، و (بزّاز)، و (حناط).

وقد يستعمل (فعَّال) بمعنى (صاحب كذا)، كقول الشاعر:

وَلَيسَ بِذِي رُمْحٍ فَيَطْعَنَنِي بِهِ

وَلَيسَ بِذِي سَيْفٍ وَلَيسَ بنَبَّالِ

(1)

(1)

التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص 33، وشرح أبيات سيبويه 3/ 221، وشرح شواهد المغني 1/ 341، والكتاب 2/ 383، ولسان العرب 11/ 642 (نبل)، والمقاصد النحوية 4/ 540، وبلا نسبة في شرح الأشموني 3/ 745، ومغني اللبيب 1/ 111، والمقتضب 3/ 162.

الإعراب: وليس: الواو: بحسب ما قبلها، ليس: فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. بهذي: الباء حرف جر زائد، ذي: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنّه خبر ليس، وهو مضاف. رمحِ: مضاف إليه مجرور. فيطعنني: الفاء السببيّة: حرف عطف، يطعنني: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والنون الثانية للوقاية، والياء: ضمير متّصل مبنيِّ في محلّ نصب =

ص: 317

أراد: (وليس بذي نبل) فجاء في غير الحرف والصنائع؛ إذ ليس المراد به نفي صناعة النِّبال، بل المراد نفي أن يكون معه نِبال.

قال في "الكافية": وحمل عليه المحققون: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} ؛ أي: بذي ظلم.

وقيل: صيغ المبالغة وغيرها في صفات اللَّه سواء في الإثبات.

وقيل: هو بمعنى فاعل، فلا كثرة فيه ولا مبالغة.

وقيل: قصد التعويض؛ لأن ثَمَّ ظلامًا للعبيد من ولاة الجور.

وقيل: أراد: (ليس بظالم ليس بظالم ليس بظالم).

وقيل: لما كان (العبيد) جمع كثرة. . جيء في مقابله بالكثرة؛ كما في {عَلَّامُ الْغُيُوبِ} ، ولهذا قيل في آية أخرى:{عَالِمُ الْغَيْبِ} .

ويستغنى أيضًا بـ (فَعِل) بكسر العين؛ كـ (طَعِم)، و (عَمِل) بمعنى:(ذي طعام)، و (ذي عمل).

ومنه قوله:

لَستُ بِلَيلِيٍّ وَلَكِنّي نَهِر

لَا أُدْلِجُ اللّيلَ وَلَكِن أَبتَكِرْ

(1)

= مفعول به، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: هو، والمصدر المؤول من أنْ وما بعدها: معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق. به: جار ومجرور متعلّقان بـ (يطعن). وليس: الواو: حرف عطف، ليس: فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو. بذي: الباء حرف جر زائد، وذي: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنّه خبر ليس، وهو مضاف. سيف: مضاف إليه مجرور. وليس: حرف عطف، ليس: فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو. بنبّال: الباء حرف جرّ زائد، نبّال: اسم مجرور لفظًا، منصوب محلًا على أنّه خبر ليس.

وجملة (ليس بذي رمح): بحسب ما قبلها. وجملة (يطعنني): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (ليس بذي سيف): معطوفة على الجملة الأولى. وجملة (ليس بنبال): معطوفة على الجملة الأولى أيضًا.

والشاهد: قوله: (نبّال)؛ حيث بناه على فعّال، والقياس (نابل) أي: ذو نبل، ولكنّه أجراه مجرى صاحب الصفة، كما قيل: بغّال وسيّاف.

(1)

التخريج: الرجز بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 341، وشرح الأشموني 3/ 745، وشرح التصريح 2/ 337، وشرح ابن عقيل ص 665، وشرح عمدة الحافظ ص 900، والكتاب =

ص: 318

يريد: (ولكني نهاري)، وكل هذا سماعي فلا يقاس عليه.

خلافا للمبرد، فيجوز عنده في (صاحب الشعير)، و (الدقيق):(شعّار)، و (دقّاق).

وكان القياس في النسب إلى اليمن والشام: (يَمَنِيٌّ)، و (شَأْمِيٌّ)، فقالوا:(يَمَاني)، و (شَآمِي) بياء مخففة وعوّضوا الألف من إحدى الياءين.

قال في "الكافية":

وَأَلِفُ الشَّآمِ وَاليَمَانِي

جَاءَ مُعَوَّضًا مِنَ اليَاءِ الثَّانِي

وبعض العرب يقول: (يمانيّ)، و (شآميّ) بالتشديد، فيجمع بين العوض والمعوض.

وفي "الكافية"

(1)

: الأجود أن يكون هذا منسوبًا إلى المنسوب، فالأصل (يماني) بياء مخففة منسوب إلى اليمين كما سبق، ثم قصد النسب إليه فحذفت منه الياء الخفيفة، لأنها كياء (محابي)، و (مستدعي)، ثم جيء بياء النسب.

وقد عوضت الهاء عن ياء النسب في قولهم: (أشاعرة)، و (أشاعثة)، و (مهالبة) نسبة إلى:(أشعر)، و (أشعث)، و (هلب)، وسبق في جميع التكسير.

واللَّه الموفق

= 3/ 384، ولسان العرب 5/ 238 (نهر)، 11/ 608 (ليل)، والمقاصد النحوية 4/ 541، والمقرب 2/ 55، ونوادر أبي زيد ص 249، وأساس البلاغة (نهر)، وتاج العروس 14/ 319.

اللغة: بليلي: منسوب إلى الليل، أي: لا أعمل فيه. نهر: أي: أعمل بالنهار. أدلج الليل: أسير فيه. والدلج: السير من أول الليل، أبتكر: أدرك النهار من أوله، والابتكار: المبادرة إلى الشيء.

المعنى: أنه لا يستطيع العمل بالليل، ولكنه يزاول عمله بالنهار، ولا يسير بالليل، وإنما يقوم مبكرًا ليدرك النهار من أوله، حيث النشاط والقوة بعد الراحة.

وقد يكون المراد: أنه ليس من اللصوص أو الفتاكين الذين يزاولون عملهم بالليل وفي الظلام، بعيدين عن أعين الرقباء، ولكنه ممن يكدحون بالنهار لجلب رزقهم.

الشاهد: قوله: (نَهِر) فإنه على وزن فَعِل على معنى المنتسب إلى النهار وهذه الصيغة تغني عن ياء النسب، فهي بدل (نهارِيِّ) والأنسب الاقتصار على المسموع من هاتين الصيغتين، ولا يقاس عليهما؛ لقلة الوارد منهما، ولخفاء المعنى معهما.

(1)

انظر شرح الكافية الشافية 4/ 1960.

ص: 319

ص:

880 -

وَغَيْرُ مَا أَسْلَفْتُهُ مُقَرَّرَا

عَلَى الَّذِي يُنْقَلُ مِنْهُ اقْتُصِرَا

(1)

ش:

ما جاء على خلاف ما تقدم ذكره. . عد من الشواذ، فيقتصر على المنقول منه:

كقولهم في النسب إلى (البصرة): (بِصري) بكسر الباء.

وإلى (الدَّهر): بفتح الدال (دُهري) بضمها.

وإلى (خراسان): (الخُرسي).

وإلى (بَهراء): اسم قبيلة (بَهراني).

وإلى (صنعاء): (صنعاني).

والقياس: (خراساني)، و (بهراوي)، و (صنعاوي).

وقيل: إن النون في نحو: (صنعاني) بدل من الواو التي في (صنعاوي)، و (بهراوي)، كما أبدلت النون واوًا في قولهم:(إِوَّقفتَ) بالتشديد، والأصل (إن وقفتَ).

وقالوا: (شَتوِي): نسبة إلى (الشِّتاء).

وقالوا في النسب إلى (أُميّة): بضم الهمزة (أَموي) بفتحها.

وإلى (البحرين): (بَحرَانيّ).

وإلى (البادية): (بَدَوي).

وإلى (الطِّلاح): بكسر الطاء شجر معروف: (إبل طُلاحيّة): بضم الطاء وهي التي ترعى الطِّلاح.

(1)

وغير: مبتدأ، وغير: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر. أسلفته: أسلف: فعل ماض، وتاء المتكلم: فاعله، والهاء: مفعوله، والجملة لا محل لها صلة الموصول. مقررًا: حال من الهاء في أسلفته. على الذي: جار ومجرور متعلق بقوله: (اقتصر) الآتي في آخر البيت. ينقل: فعل مضارع مبني للمجهول. منه: جار ومجرور متعلق بينقل، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الذي، والجملة من ينقل ونائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة (الذي). اقتصر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (غير) الواقع مبتدأ، والجملة من اقتصر ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 320

وقالوا: (مروزي) نسبة إلى (مرو)، نص عليه العكبري في "شرح اللمع".

وتزاد الألف والنون قبل ياء النسب لقصد المبالغة كثيرًا؛ نحو: (رَقَبانيّ)، و (شَعرانيّ): للعظيم الرقبة، والكثير الشعر.

قال ابن بابشاذ: وقالوا: (رُوحاني) نسبة إلى (الروح) للمبالغة.

وقد يستعمل في هذا المعنى (فُعاليّ) بضم الفاء؛ نحو: (عُضادِيّ): للعظيم العضد، و (الرُّؤاسِيّ): للعظيم الرأس، ومع كونه كثيرًا: هو شاذ عن القياس.

وزيدت الكاف أيضًا في قولهم: (سيوف هِندكِيّة)؛ أي: (هندية).

وقالوا: (هنادكة).

تنبيه:

حرف العلة الواقع بعد الألف:

إن كان ياء. . جاز قلبها واوًا أو همزة؛ نحو: (سَقاوِيّ)، و (حَلاويّ) نسبة إلى (سقاية)، و (حولايا) أو (سقائِيّ)، و (حولائِيّ) بالهمز.

وإن كان واوًا بقيت على حالها؛ كـ (شقاوي) نسبة إلى (شقاوة).

وإن كان همزًا. . فتبدل واوًا إن كان في التثنية كذلك؛ كـ (حمراوي)، و (صفاوي)، كما يقال:(حمراوان)، و (صفراوان)، وسبق ذلك.

وإذا نسب إلى غاية وآية وثاية. . جاز إبقاء الياء وقلبها واوًا؛ نحو:

- (غاييّ)، و (ثاييّ) بثلاث ياءات.

- أو (غاوي)، و (آوي)، و (ثأوي).

- والأجود: قلبها همزة؛ نحو: (غائي)، و (آئِيّ).

واللَّه الموفق

* * *

ص: 321