الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و (قوله): (وَأَأُم): يجوز أن يكون مبتدأ، وقوله:(ونحوه) معطوف عليه، وقوله:(أُمّ): فعل أمرٍ، وهو خبر عن المبتدأ، و (جهين): مفعول بقوله: (أم).
تنبيه:
هذا التنبيه يشتمل على شيء من مسائل التمرين.
اعلم أنَّ التصريفيين وضعوا هذا الباب ليمرنوا الطالب -أي يعودوه- فهو قريب من وضع النحويين باب الإخبار لامتحان الطالب.
والحاصل:
أنه إذا قصد بناء اسم من اسم
.. يشترط أن يكون الأصل أكثر حروفًا من الفرع.
ويجوز أن يكون الفرع فائقًا الأصل بما ثبتت زيادته، فلا يصاغ على مثل:(جَعفَر) من (جحمرش).
ولا على مثال: (زيد) من (جعفر)؛ لأن الفرع في هاتين الصورتين يفوق الأصل بما ثبتت أصالته، فامتنع البناء؛ لأنه يلزم عليه حذف أحوف أصول من الفرع، ولا يحذف من الفرع إلا الأحرف الزائدة كما سيأتي ذكره.
ثم إن كان في الأصل زائد .. وجب أن يجاء به في الفرع لفظًا ومحلا.
قال الشيخ في "الكافية":
وَإِن يَكُن فِي الأَصلِ زَائِدٌ فَمَا
…
عَنهُ غِنًى فِي الفَرعِ فَاجْمَعْهُمَا
وإن كان في الفرع زائد .. وجب حذفه، قال "فيها":
وَإِن يَزِد فِي الفَرعِ دُونَ الأَصْلِ
…
فَجَرِّدِ الفَرعَ تَكُن ذَا عَدْلِ
ثم إن كان الأصل يفوق الفرع بما ثبتت أصالته .. وجب تكرير لام الفرع قال "فيها":
وَإِن يَفُقْ أَصلٌ بِأَصلِيٍّ يَجِبْ
…
تَكرِيرُ لَامِ الفَرعِ فَاستَعمِلْ تُصِبْ
فإذا قيل: ابنِ مثلَ: (غضنفر) من (جعفر) .. يقال: (جعنفر)، فغضنفر: هو الأصل زيدت فيه النون متوسطة، فزيدت في الفرع متوسطة كذلك.
ومثل (جعفر) من (مستخرَج): (خرجَجْ) فجرد الفرع من الميم والسين والتاء؛ لأنها زوائد، ولم يبق إلا لفظ خرج، والأصل:(جعفر) وكله أصول فوجب تكرير لام
الفرع ليحصل بناء مثل (جعفر).
فقيل: (خَرجَجْ) بتضعيف الجيم وهي لام الفرع.
ومثل (أُبلم) من (ضرب): (أُضرُب)، فلما زيدت الهمزة في أول الأصل .. جيء بها في الفرع كذلك.
ومثل: (ضيغم) من (ضرب): (ضَيرَب) فلما زيدت الياء ثانية .. جيء بها في الفرع كذلك.
ومثل (جوهر) في (علم): (عَولَم) فلما زيدت الواو ثانيًا في الأصل .. جيء بها في الفرع كذلك.
ومثل (إصبع) من (أمر): (إِيمَر)، والأصل:(إِأْمَر) بهمز تين، أولاهما همزة (إصبع)، زيدت فيه وهو أصل، فجيء بها في الفرع كذلك، والثانية همزة (أمر) أبدلت ياء لوقوعها بعد همزة مكسورة، فحصل:(إيمر) كما ترى.
ومثل (أُبلُم) من (أمر): (أُوْمُر)، وأصله:(أُأْمر) بهمزة ساكنة بعد مضمومة، فقلبت الثانية واوًا لوقوعها بعد ضمة.
ومثل (اِجوِد) بكسر الهمزة والراء من (وأى): (إِيْءٍ) بياء ساكنة بين همزتين مكسورتين، والأصل:(إِؤْئِي) بياء متطرفة وواو ساكنة بين همزتين مكسورتين، فلما زيدت الهمزة في (اجرد) وهو أصل .. جيء بها في الفرع كذلك، والواو التي بعدها هي واو الفرع قلبت ياء لوقوعها ساكنة بعد كسرة، فحصل:(إيئي)، ثم أعل إعلال (قاضي) فحذفت لام الكلمة، فحصل:(إِيْءٍ) بياء بين همزتين كما ذكر، فتقول في الرفع والجر:(إيءٍ)، وفي النصب:(رأيت إِيْئيًا).
ومثل (صحائف) من (دعا): (دعايا)؛ لأن الألف والياء زائدان في (صحائف) فجيء بهما في الفرع كذلك، فحصل:(دعايِوُ) بواو متطرفة هي ألف (دعا) ردت إلى أصلها، ثم قلبت الياء التي قبلها همزة كما في (قلائد)، ثم قلبت الواو ياء لتطرفها بعد كسرة، فحصل:(دعائِي) بياء بعد همزة مكسورة، فقلبت كسرة الهمزة فتحة توصلا إلى الإعلال فانقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحصل:(دَعَاأا) بهمزة بين ألفين، ثم قلبت الهمزة ياء فحصل:(دعايا)؛ كـ (خطايا)، و (زوايا).
ومثل: (أُبلُم) من (أوي): (أُوٍّ) بضم الهمزة وتشديد الواو المكسورة، والأصل:
(أُأْوُيٌ) بضم الهمزة الأولى وسكون الثانية وضم الواو، فقلبت الهمزة الثانية واو لسكونها بعد مضمومة، ثم أدغمت الواو في الواو، فحصل:(أُوّي) بضم الواو المشددة، ثم قلبت هذه الضمة كسرة وعومل معاملة (قاض) فحذفت الياء، فحصل:(أُوٍّ) بواو مشددة مكسورة كما ترى، فتقول في الرفع والجر:(أوٍّ) على حاله، وفي النصب:(رأيت أُوِّيًا).
ومثل (أُبلُم) من (وأَيت) يعني من (الوأي): (أُوْءٍ) بهمزة مكسورة بعد واو ساكنة، والأصل:(أُوْأُيٌ) بهمزة مضمومة قبل الياء، فكسرت هذه الضمة توصلا إلى الإعلال، ثم عومل معاملة (قاض)، فحصل:(أوءٍ) كما تقدم، فيقال في الرفع والجر:(أُوءٍ) على حاله، وفي النصب:(رأيت أُوْئِيًا).
ومثل (اِجرِد) من (أويت): (إِيٌّ) بكسر الهمزة وتشديد الياء، والأصل:(إِأْوِي) فقلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها بعد مكسورة، فحصل:(إيوِي)، فاجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، ثم حذفت الياء الأخيرة لاجتماع ثلاث ياءات فحصل:(إيٌّ) كما سبق.
والمصنف في "الكافية": أن نون (عنكبوت) أصل، وهو (فعللوت).
وقيل: زائدة، وهو (فنعلوت).
وأما الواو والتاء .. فزائدان:
فعلى كون النون أصلية مثله من (البيع)(بَنعَعُوت)، فجيء في الفرع بالواو والتاء الزائدتين في الأصل، ثم ضوعفت لام الفرع؛ لأن الأصل فائق الفرع بحرف أصلي.
وعلى كون النون زائدة يقال: (بَنيَعُوت) بنون بين الموحدة والياء، فلما زيدت النون ثانيًا في الأصل .. جيء بها في الفرع كذلك.
قال الشيخ: ومثله من (رمى)(رَمْيَوُت) بفتح الياء، والأصل:(رَمْيَيُوت) بياءين قبل الواو، أولاهما مفتوحة، والثانية مضمومة، فقلبت الثانية ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحصل:(رمياوُت)، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فحصل:(رَمْيَوُت).
قال "فيها":
وَإِنْ تَصُغْ كَعَنكَبُوتَ مِن رَمَى
…
فَالرَّمْيَيُوتُ الأَصلُ عِندَ العُلَمَا
لَكِن (رَمْيَوتَا) مَصِيرُهُ لِمَا
…
لَّلامِ مِن قَلبِ وَحَذفٍ عُلِمَا
ومثل (عصفور) من (الغزو): (غُزْوِيّ) بكسر الواو وتشدَيد الياء، والأصل:(غُزْوُوْوٌ)
بثلاث واوات، الأولى هي لام (الغزو)، والثانية الساكنة هي الزائدة في (عصفور) فجيء بها في الفرع كما علم، والثالثة هي المكررة من لام الفرع؛ لأن الأصل فائق الفرع بحرف أصلي وهو الراء، فكررت لام الفرع لأجله، فقلبت الواو الأخيرة ياء ثم أدغمت فيها الوسطى للمقتضي، ثم قلبت ضمة الأولى كسرة، فحصل:(غُزْوِيّ) كما ترى.
ومثل (سفرجل) من (ضرب): (ضَرَبَّبٌ) بباء خفيفة في آخره قبلها باء مشددة بعد راء مفتوحة، والأصل قبل الإدغام:(ضرببب) بثلاث باءات، الأولى لام (ضرب) كررت مرتين؛ لأن الأصل فاق الفرع بأصلين، ويجوز قلب الثالثة ياء تخفيفًا فتقلب ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فيقال:(ضربًّا) بالتشديد منونًا.
ومثل (جعفر) من (علم): (عَلْمَمْ) فلما كان الأصل فائقا بحرف أصلي .. كررت لام الفرع ليحصل بناء مثل (جعفر).
ومثل (درهم) من (ذهب): (ذَهبَب).
ومثل (حجمرش) من (الرد): (ردَّدٍ) بدال مخففة مكسورة قبلها دال مشددة مفتوحة، والأصل:(رَدْدَدِدْ) بأربع دالات، فأبدلت الأخيرة ياء، فحصل:(ردددي)، ثم أدغمت الأولى في الثانية، فحصل:(ردَّدِي)، ثم عومل معاملة (قاضٍ) فحذفت الياء، فحصل:(رَدَّدٍ) بالتنوين، فتقول في الرفع والجر:(رَدَّدٍ) على حاله كما سبق، وفي النصب:(رأيت ردَّديًا).
ومثل (مصطفى) من (علم): (مُعتَلَم) فلما زيدت الميم في الأصل أولا .. جيء بها في الفرع كذلك، والطاء أصلها تاء ووقعت ثالثة في الأصل وهي زائدة، فجيء بها في الفرع كذلك، ولم تقلب طاءً في الفرع؛ لأنها لم تقع بعد مطبق.
ومثل (مقتدر) من (الصفو): (مصطفٍ) بكسر الفاء، والأصل:(مُصْتَفِوٌ) فلما زيدت الميم أولا في الأصل .. جيء بها في الفرع كذلك، ولما زيدت التاء ثالثًا في الأصل .. جيء بها كذلك، ثم تطرفت الواو في الفرع وانكسر ما قبلها فقلبت ياء، فحصل:(مصتفي)، ثم عومل معاملة (قاض) فحصل:(مصتف) بالكسر منونًا، ثم أبدلت التاء طاءً؛ لأنها بعد مطبق وهو الصاد، فحصل:(مصطفٍ)، فتقول في الوفع والجر:(مصطفٍ) على حاله، وفي النصب:(رأيت مصطفيًا).
وعن أبي الفتح بن جني أنه سأل أبا عبد الله الحسين بن خالويه تلميذ ابن الأنباري عن مثل (كوكب) من (وأيت)، مخففًا مجموعًا جمع سلامة مضافًا لياء
المتكلم فلم يجب.
فقال أبو الفتح: (أَوَيَّ) بفتح الهمزة والواو والياء المشددة، والأصل:(وَوْأَيٌ) فلما زيدت الواو ثانية في (كوكب) .. جيء بها في الفرع كذلك ثانيًا، فأوقعت بعد واو الفرع، فإذا قصد تخفيفه .. تنقل فتحة الهمزة للواو الساكنة قبلها ثم تحذف الهمزة، فيحصل:(وَوَيٌ) بواوين مفتوحتين قبل الياء، ثم تقلب الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فيحصل:(وَوًا) مثل: (رحًا) و (عصًا)، فإذا جمع سلامة .. تحذف ألفه لالتقائها ساكنة مع واو الجمع، فيحصل:(وَوَوْن) بثلاث واوات، بعدها نون، ثم يضاف هذا الجمع لياء المتكلم فتحذف النون للإضافة، فيحصل:(وَوَوْيِ) فتقلب الواو الثالثة ياء؛ لأنها اجتمعت مع الياء وسبقت بالسكون ثم تدغم في ياء المتكلم، فيحصل:(وَوَيٌّ) بالتشديد، ثم تقلب أول الواوين همزة كما في (أُواصل)، و (أُواقف)، فيحصل:(أوَيّ)، ولا يستكثر هذا على أبي الفتح؛ فإنه أبن جني.
ولم أقف على عبارة تشفي الغليل في مثل (مُحَوِيٌّ) من (ضرب) وكثير من ذكر ذلك.
فأقول: إن الياء فيه للنسب، وهو قبل لحاقها: اسم فاعل من (حيّا) فهو: (محيِّي) بياء مشددة قبل الخفيفة الأخيرة، ووزنه:(مفعّل) بتشديد العين، فإذا نسب إليه .. تحذف الأخيرة؛ لأنها خامسة، ثم تحذف إحدى الياءين أيضًا؛ لأنه إذا جيء بياء النسب تتوالى أربع ياءات، ثم لم يبق إلا ياء واحدة بين الحاء المهملة وياء النسب .. فتقلب حينئذ واوًا؛ لأن آخر الثلاثي إن كان ألفًا أو ياءً .. تقلب واوًا عند ياء النسب، فيقال:(مُحَوِي) منسوب إلى (مُحيِّي) كما سبق.
فإذا بني مثل (مُحَوِيّ) من (ضرب) يقال: (مضَرِّبي) بفتح الضاد وكسر الراء المشددة والموحدة قبل ياء النسب.
والفارسي يقول: (مضَرِيٌّ) بتخفيف الراء وبحذف لام الفرع وهي الباء الموحدة وإن كانت أصلا؛ لأنه يعتبر لفظ (مُحَوِيّ) من كل وجه ويبني عليه، فلما حذفت لام الأصل وهي الياء الخامسة في (محيّي) لأجل ياء النسب كما سبق .. حذف أيضًا لام الفرع وهي الباء الموحدة وترك لام الفرع مخففة على حالها غير مضاعفة؛ لأن عين الأصل المشددة حذف منها إحدى العينين كما سبق، فصارت مخففة، فلما لم يبق من الأصل إلا حرفان وهما الحاء والواو، ولم يبق من الفرع إلا حرفان وهما الضاد والراء، فأجري الفرع مجرى الأصل في بقاء الفاء والعين فقط.
والمشهور: المذهب الأول، وهو (مضربي)، وذلك أن الفرع كله
أصول، فليس فيه قياس للحذف، فأبقوه على حاله، فلزم رد (مُحَوِيّ) إلى أصله قبل ياء النسب وهو (مُحَيِّي) بوزن:(مُفعّل) بتشديد العين كما سبق.
فلما بني مثله من (ضرب) .. جيء بالميم في الفرع؛ لأنها زائدة في الأصل كذلك، ثم ضوعفت عين الفرع؛ لأن عين الأصل كذلك.
واللام في (ضرب) نظيرة اللام في (مفعِّل) وهي الياء الخامسة، ثم جيء بياء النسب في الفرع، فحصل:(مُضَرِّبيٌّ) كما ترى، فبقيت لام الفرع مع ياء النسب، وإن كانت لام الأصل .. يجمب حذفها مع ياء النسب؛ لأنها خامسة كما علم وهذا آخر ما تيسر.
والله الموفق
ص:
953 -
وَيَاءً اقْلِبْ ألِفًا كَسْرًا تَلَا
…
أَوْ يَاءَ تَصْغِيْرٍ بِوَاوٍ ذَا افْعَلَا
(1)
954 -
فِي آخِرٍ أَوْ قَبْلَ تَا التَّأْنِيْثِ أَوْ
…
زِيَادَتَيْ فَعْلَانَ ذَا أَيْضًا رَأَوْا
(2)
955 -
فِي مَصْدَرِ المُعْتَلِّ عَيْنًا وَالْفِعَلْ
…
مِنْهُ صَحِيْحٌ غَالِبًا نَحْوُ الحِوَلْ
(3)
(1)
وياء: مفعول ثان تقدم على عامله -وهو قوله: (اقلب) الآتي-. اقلب: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ألفًا: مفعول أول لقوله: (اقلب) كسرًا: مفعول به مقدم، وعامله قوله:(تلا) الآتي. تلا: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى قوله:(ألفا)، والجملة من تلا وفاعله المستتر فيه: في محل نصب نعت لألفًا. أو: عاطفة. ياء: معطوف على قوله: كسرًا، وياء: مضاف، وتصغير: مضاف إليه. بواو: جار ومجرور متعلق بقوله: (افعلا) الآتي. ذا: اسم إشارة: مفعول به مقدم لافعلا. أفعلا: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
(2)
في آخر: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لقوله: (واوًا) في البيت السابق. أو: عاطفة. قبل: ظرف معطوف على محل الجار والمجرور الذي هو قوله: في آخر، وقبل: مضاف، وتا: قصر للضرورة: مضاف إليه، وتا: مضاف، والتأْنيث: مضاف إليه. أو: عاطفة. زيادتي: معطوف بأو على تا، وزيادتي: مضاف، وفعلان: مضاف إليه. ذا: اسم إشارة: مفعول به لرأوا الآتي. أيضًا: مفعول مطلق لفعل محذوف. رأوا: فعل وفاعل.
(3)
في مصدر: جار ومجرور متعلق برأوا في البيت السابق، ومصدر: مضاف، والمعتل: مضاف إليه. عينًا: تمييز. والفِعَل: بكسر الفاء وفتح العين - مبتدأ. منه: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ضمير المبتدأ المستكن في الخبر. صحيح: خبر المبتدأ. غالبًا: حال من الضمير المستكن في الخبر أيضًا. نحو: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك نحو، ونحو: مضاف، والحِوَل: مضاف إليه.
ش:
تقلب الألف ياء:
* إذا وقعت بعد كسرة، كما قال:(وَيَاءً اقْلِبْ أَلِفًا كَسْرًا تلا).
* وكذا إذا وقعت بعد ياء التصغير، كما قال:(أَوْ يَاءَ تَصْغِيْرٍ):
فالأول: (مصابيح)، و (مفاتيح) جمع:(مصباح)، و (مفتاح) فقلبت الألف منهما ياء في الجمع.
والثاني: (غُزَيّل)، و (هُلَيّل) تصغير:(غزال)، و (هلال) فوقعت الألف بعد ياء التصغير فقلبت ياء ثم أدغمت ياء التصغير فيها.
* وقوله: (بِوَاوٍ ذَا افْعلا) يشير به إلى أن الواو إذا وقعت آخرًا وكان قبلها كسرة .. قلبت الواو ياء؛ نحو: (رضي)، و (قوي) ماضيين، والأصل:(رضِوَ)، و (قوِوَ) من:(الرضوان)، و (القوة).
* وقوله: (أَوْ قَبْلَ تَا التَّأْنِيْثِ) يشير به إلى أنه إذا وقعت الواو قبل تاء التأنيث .. قلبت ياء أيضً؛ نحو: (شَجِيَة): بفتح الشين المعجمة وكسر الجيم وفتح الياء المخففة، وهي اسم فاعل للمؤنث، والأصل:(شجِوَة) بكسر الجيم وفتح الواو من الشجو، والمذكر:(شجٍ)، ففعل بالواو مع تاء التأنيث ما فعل بها آخرًا؛ لأن تاء التأنيث في تقدير الانفصال.
* وقوله: (أَوْ زِيَادَتَيْ فَعْلَانَ) يشير به إلى أن الواو الواقعة قبل زيادتي (فعلان) تقلب أيضًا ياء إذا انكسر ما قبلها؛ وذلك نحو: (غَزِيان) بكسر الزاي والأصل: (غَزِوَان)؛ لأنه من الغزو على مثال (ظَرِبان) بكسر الراء، وعوملت الواو في هذا المثال معاملتها مع تاء التأنيث؛ لأن الألف والنون تقدير الانفصال أيضًا.
و (الظِّربان): دابة منتنة الريح.
* وقوله: (ذَا أَيْضًا رَأَوْا فِي مَصْدَرِ المُعْتَلِّ عَيْنًا) يشير به إلى أن الواو تقلب بعد الكسرة أيضًا ياء في المصدر الذي عين فعله معتلة؛ نحو: (صيام)، و (قيام)، والأصل:(صِوَام)، و (قِوَام) فاعتلت الواو في المصدر حملًا على الفعل وهو (صام)، و (قام).
وشذ (نارَ نِوارًا)، والقياس:(نِيَارًا).
فلو صحت الواو في الفعل؛ نحو: (جاور)، و (لاوذ) .. لم تعل في المصدر؛ نحو:(جِوار)، و (لِواذ).
* وأشار بقوله: (وَالْفِعَلْ مِنْهُ صَحِيْحٌ غَالِبًا) إلى أن المصدر الذي على وزن فِعَل بكسر الفاء وفتح العين .. تسلم واوه ولو كانت عين فعله معتلة؛ نحو: (حال حِوَلا)، و (عاج عِوَجًا)، وإنما لم يعل هذا المصدر؛ لعدم وجود الألف؛ إذ وجود الألف في المصدر شرط في الإعلال، والشرط يلزم من عدمه العدم، ولهذا أعل:(صيام)، و (قيام)؛ لوجود الألف.
ويفهم منِ قول المصنف: (غالبًا) أنه قد يدخله الإعلال؛ كقراءة نافع وابن عامر: (جعل الله الكعبة البيت الحرام قِيَما)، فلو صحح .. لقيل:(قِوَمًا).
و (كسرًا): مفعول مقدم بقوله: (تلا)، والجملة صفة لقوله:(ألفًا)، و (ياءَ تصغيرٍ): معطوف على (كسرًا).
وقوله: (ذا). مفعول بقوله: (افعلا)، و (بواو): متعلق بافعلا.
وقوله: (في آخرٍ): صفة لواو، وقوله:(قبل تا التأنيث): معطوف على قوله في: (آخر)، و (زيادتي فعلان): معطوف على تاء التأنيث.
وقوله: (ذا): مفعول أول بـ (رأوا)، وقوله:(في مصدر المعتل عينًا): مفعوله الثاني إن كانت رأى قلبية.
وقوله: (والفعل): مبتدأ، وقوله:(صحيح): خبر.
والله الموفق
ص:
956 -
وَجَمْعُ ذِي عَيْنٍ أُعِلَّ أَوْ سَكَنْ
…
فَاحْكُمْ بِذَا الإِعْلَالِ فِيْهِ حَيْثُ عَنّ
(1)
(1)
وجمعُ: مبتدأ، وجمع: مضاف، وذي: مضاف إليه، وذي: مضاف، وعين: مضاف إليه. أُعِلّ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى عين، والجملة من أعل المبني للمجهول ونائب فاعله المستتر فيه: في محل جر نعت لعين. أو: عاطفة. سَكَن: فعل ماض معطوف على أُعِل. فاحكم: الفاء زائدة، احكم: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة من احكم وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وقد علمت مرارًا أن وقوع الجملة الطلبية خبرًا جائز. بذا: جار ومجرور متعلق=
ش:
* تقلب الواو أيضًا ياء إذا وقعت عينًا لجمع صحيح اللام واعتلت في مفرده أو سكنت:
- فمثال الجمع الذي عين مفرده معتلة: (ديار)، والأصل:(دِوَار)، والمفرد:(دار)، وأصلها:(دَوَر).
- ومثال الجمع الذي عين مفرده ساكنة: (ثياب)، و (رياض)، و (حياض)، و (سياط)، والأصل:(ثِوَاب)، و (رِوَاض)، و (حِوَاض)، و (سِوَاط)، جمع:(ثوب)، و (روض)، و (حوض)، و (صوت).
فلو تحركت الواو في المفرد ولم تعل .. صحت في الجمع؛ كـ (طويل)، و (طِوال).
- وشذ الإعلال، في قوله:
…
...
…
... إِنَّ أَعِزَّاءَ الرِّجَالِ طِيَالُهَا
(1)
=باحكم. الإعلال. بدل، أو عطف بيان من اسم الإشارة، أو نعت له. فيه، حيث: الأول جار ومجرور، والثاني ظرف مكان، وهما متعلقان باحكم. عَنّ: فعل ماض، ومعناه عرض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الإعلال، والجملة من عَنَّ وفاعله المستتر فيه: في محل جر بإضافة حيث إليها.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تَبين لِي أَنَّ القمَاءَة ذلَّةٌ
وهو لأُنيف بن زبان في الحماسة البصرية 1/ 35، وشرح شواهد الشافية ص 385، ولأثال بن عبدة ابن الطيب في خزانة الأدب 9/ 488، وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 389، وشرح المفصل 5/ 45، 10/ 88، وعيون الأخبار 4/ 54، ولسان العرب 11/ 410 طول، والمحتسب 1/ 184، ومجالس ثعلب 2/ 412، والمقاصد النحوية 4/ 588، والممتع في التصريف 2/ 497، والمنصف 1/ 342.
شرح المفردات: القماءة هنا: قِصَر القامة. الذِّلة: المهانة. الطيال: الطوال.
المعنى: يقول: تبين لي بعد التجربة والاختبار أن صغر القامة دليل على الذل والهوان، وأن الرجل العزيز هو الرجل الطويل الفارع.
الإعراب: تبين: فعل ماض. لي: جار ومجرور متعلقان بتبين. أن: حرف مشبه بالفعل. القماءة: اسم أن منصوب. ذلة: خبر أن مرفوع بالضمة. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: في محل رفع فاعل لتبين. وأن: الواو: حرف عطف، أنّ: حرف مشبه بالفعل. أعزاء: اسم أنّ منصوب، وهو
وقولهم في جمع (جواد): (جياد) ليس على القياس؛ لأن الواو تحركت في المفرد ولم تعل، فحقها أن تسلم في الجمع.
وقيل: هو جمع (جيّد)، واستغنوا به عن جمع (جواد)، كما استغنوا عن جمع (عُرْيَان) بجمع (عاري)، فقالوا:(عراة) وهو جمع: (عاري) قياسًا، لا جمع (عُريان) فاستغنوا به عن جمع (عُريان).
وقالوا في جمع (رَيّان): بفتح الراء وتشديد الياء (رِوَاء) بكسر الراء وهمزة في آخره، فصححوا الواو في الجمع مع أنها مستحقة للإعلال لسكونها في المفرد أصالة؛ لأن أصل المفرد (رَويان) فقلبت الواو ياء للمقتضي وأدغمت.
وقيل: صحّحوه كراهة توالي إعلالين في الجمع، لأن همزة (رِوَاء) مقلوبة عن ياء، وأصله:(وواي) بالياء، فلما أعلوا الياء .. لم يعلوا الواو؛ لما ذكر.
وقوله: (أُعِلّ): صفة لعين، وقوله:(سَكَن): صفة ثانية، وقوله:(عَنَ)؛ أي: ظهر.
والله الموفق
ص:
957 -
وَصَحَّحُوا فِعَلَةً وَفِي فِعَلْ
…
وَجْهَانِ وَالإِعْلَالُ أَوْلى كَالْحِيَلْ
(1)
ش:
(فِعَلة) بكسر الفاء وفتح العين: من جموع الكثرة.
فإن وقعت الواو عينًا لهذا الجمع وسكنت في مفرده أو أعلت .. وجب تصحيحها:
=مضاف. الرجال: مضاف إليه مجرور. طيالُها: خبر أن مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من أنّ وما بعدها: معطوف على المصدر المؤول السابق.
وجملة (تبين لي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (طيالها) فهو جمع طويل، وهذا شاذ قياسا واستعمالًا، والقياس:(طوالها).
(1)
وصححوا: فعل وفاعل. فِعَلةً: مفعول به لصححوا. وفي فَعِل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. وجهان: مبتدأ مؤخر. والإعلال: مبتدأ. أولى: خبر المبتدأ. كالحِيَل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: وذلك كائن كالحيل.
فالأول؛ نحو: (كُوز) و (كِوَزة)، (وزَوج) و (زِوَجة)، و (عَود) و (عِوَدة).
و (العَود) بفتح العين: المُسِنّ من الإبل.
والثاني: كما لو جمعت (دار)، و (باب) على هذا الجمع، فتقول:(دِوَرَة)، و (بِوَبَة) بالتصحيح كما تقدم، فوجب التصحيح؛ لعدم وجود الألف؛ إذ وجودها شرط في الإعلال كما سبق في نحو:(ثوب)، و (ثياب).
وشذ في جمع (ثور): (ثِيَرة) فأعلوا، وكان القياس:(ثِوَرة) بالتصحيح.
وقيل: أعل حملًا على (ثيران) جمع: (ثور) أيضًا؛ لأن أصله: (ثِورَان)، فقلبت الواو ياءً لوقوعها بعد كسرة.
وقد علم: أن الواو إذا وقعت عينًا لجمع .. لا يدخلها الإعلال قياسًا إلا إذا وقع بعدها ألف؛ كـ (ثياب)، و (رياض)، و (ديار).
وقوله: (وَفِي فِعَلْ وَجْهَانِ): يشير به أن الجمع الذي على وزن (فِعَل) بكسر الفاء وفتح العين: يجوز في عينه الإعلال والتصحيح، والإعلال أولى، فتقول في جمع (قِيَمَة)، و (حِيَلة):(قِيَم)، و (حِيَل)، بالإعلال.
ويجوز التصحيح، كقولهم:(قِوَم)، و (حِوَل) و (حِوَج)؛ لأن الكلمة واوية، فأصل (قيمة):(قِوْمة)، و (حيلة):(حِوْلة) ونحو ذلك.
فإن قيل: حيث كان وجود الألف شرطًا في الإعلال .. فالقياس (قِوَم) و (حِوَل) بالتصحيح لعدم الألف.
فالجواب: أنهم أعلوا الواو هنا لقربها من الطرف، إذ القرب من الطرف يقوي سبب الإعلال.
والله الموفق
ص:
958 -
وَالْوَاوُ بَعْدَ فَتْح يَا انْقَلَبْ
…
كَالْمُعْطَيَانِ يُرْضَيَانِ وَوَجَبْ
(1)
(1)
والواو: مبتدأ. لامًا: حال من الواو، أو من الضمير المستتر في (انقلب) الآتي. بعد: ظرف متعلق بانقلب، وبعد: مضاف، وفتح: مضاف إليه. يا: قصر للضرورة: مفعول مقدم، وعامله: انقلب الآتي. انقلب: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الواو.
959 -
إِبْدَالُ وَاوٍ بَعْدَ ضَمٍّ مِنْ أَلِفْ
…
وَيَا كَمُوْقِنٍ بِذَا لهَا اعْتُرِفْ
(1)
ش:
متى وقعت الواو لامًا كانت رابعة فصاعدًا بعد فتحة .. قلبت ياء؛ نحو: (معطيان): اسم مفعول بفتح الطاء، والأصل:(مُعطَوَان)، فأعل حملًا على اسم الفاعل، نحو:(معطِي)، و (معطِيان) بكسر الطاء.
والأصل: (مَعْطِوٌ)، و (مَعْطِوَان) فقلبت الواو ياء لوقوعها بعد كسرة.
وفهم من قوله: (يُرْضَيَانِ) أن هذا الإعلال يكون في الأفعال، كقولك:(أعطيت)، وأصله:(أعطوت) فأعل حملًا على المضارع وهو (يعطي)، وأصله:(يُعطِوُ) بكسر الطاء، وهذا من (عطا)(يعطو) إذا أخذ، وأصل الماضي:(عطوت) فلما دخلت همزة الثقل .. صارت الواو رابعة فقلبت ياء، فحصل:(أعطيت).
ومثله (يرضي)، و (يُرضَيان) بضم الأول وفتح الضاد، والأصل:(يُرضَوُ)، و (يُرضَوَان)؛ لأنه من الرضوان.
وأما نحو: (تغازينا)، و (تداعينا) .. فالياء فيه منقلبة عن واو، ولا موجب لذلك، وكان القياس على ما تقدم:(تغازَونا)، و (تدَاعونا) من غير قلب؛ لأن الماضي إنما قلبت فيه الواو ياء حملًا على المضارع كما سبق في نحو:(أعطيت)، و (يُعطي).
ومضارع (تغازينا)، و (تداعينا) لم يعل بقلب الواو ياء، وإنما أعل بقلبها ألفًا؛ نحو:
=كالمُعطَيان: الكاف جارة لقول محذوف: أي كقولك، والمعطيان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى. يُرضَيان: فعل مضارع مبني للمجهول، وألف الاثنين: نائب فاعله، والجملة من هذا الفعل المبني للمجهول ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره: في محل نصب مقول للقول المحذوف. ووجب: فعل ماض.
(1)
إبدال: فاعل (وجب) الذي في آخر البيت السابق، وإبدال: مضاف، وواو: مضاف إليه. بعد: ظرف متعلق بإبدال، وبعد: مضاف، وضم: مضاف إليه. من ألف: جار ومجرور متعلق بإبدال. ويا: قصر للضرورة: وهو مبتدأ. كمُوقنٍ: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لياء على تقدير محذوف، وتقدير الكلام: وياء كائنة كياء موقن. بذا لها: جاران ومجروران متعلقان بقوله: (اعترف) الآتي. اعترف: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، أو هو فعل ماض مبني للمجهول، وعلى كل حال .. فالجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله:(ويا كموقن).
(نتغازى)، و (نتداعى)، والأصل:(نتغازَوُ)، و (نتداعَوُ)، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا.
لكن أجاب الخليل بن أحمد رحمه الله: بأنه على القياس، وأنه دخله الإعلال قبل التاء فقالوا:(غازينا)، و (داعينا) بالإعلال حملًا على المضارع؛ نحو:(يُغازِي)، و (يُدَاعي)، والأصل:(يغازِوُ)، و (يداعِوُ)؛ ثم أدخلت التاء، فحصل:(تغازينا)، و (تداعينا).
وقوله: (وَوَجَبْ إِبْدَالُ وَاوٍ بَعْدَ ضَمٍّ مِنْ أَلِفْ): يشير به إلى أن الألف إذا وقعت بعد ضمة .. قلبت واوًا؛ نحو: (ضُورِب)، و (قُوتِل)، والأصل:(ضارَبَ)، و (قاتَلَ) ماضيين، فلما بنى الفعل للمفعول ووقعت الألف بعد الضمة .. قلبت واوًا.
وقوله: (وَيَا كَمُوْقِنٍ بِذَا لهَا اعْتُرِفْ)، معناه: أن الياء إذا وقعت ساكنة في مفرد وكان قبلها ضمة .. قلبت الواو ياء؛ نحو: (موقن)، و (موسر)، و (موقظ)، والأصل:(مُيقِن)، و (مُيسِر)، و (ميقظ)، و الفعل:(أيقن)، و (أيسر)، و (أيقظ).
فخرج ما إذا وقعت الياء بعد ضمة وكانت الياء متحركة .. فلا تقلب واوًا؛ نحو: (هُيَام)، و (زُيَيد): تصغير (زيد)، فلا يقال:(هُوَام)، ولا (زُوَيد).
وخرج أيضًا ما إذا كانمت الياء ساكنة وهي مدغمة .. فلا تقلب أيضًا واوًا؛ نحو: (حُيَّض) جمع: (حائض)، و (صُيَّد) جمع:(صائد).
و (الواو): مبتدأ، و (انقلب): خبره، و (ياء): حال من الضمير في انقلب، و (لامًا): حال أيضًا من الضمير، و (بعد فتح): حال كذلك.
ومعنى الكلام: والواو انقلبت ياء حالة كونه لامًا بعد فتح.
وقوله: (إبدال): فاعل بقوله: (وجب)، و (بعد ضمة): صفة لواو، و (من ألف): متعلق بإبدال.
وقوله: و (يا كموقن): يجوز أن يكون مبتدأ، و (اعترف): خبره.
وقوله: (بذا لها): متعلق بـ (اعترف).
والله الموفق
ص:
96 -
وَيُكْسَرُ المَضْمُوْمُ فِي جَمْعٍ كَمَا
…
يُقَالُ هِيْمٌ عِنْدَ جَمْعِ أَهْيَمَا
(1)
ش:
سبق أن الياء الساكنة إذا وقعت في المفرد بعد ضمة تقلب واوًا؛ كـ (موقن)، و (موسر).
وذكر هنا: أن الياء إذا وقعت بعد ضمة وكانت عين جمع .. فلا تقلب واوًا؛ لثقل ذلك في الجمع، بل يكسر ما قبلها؛ نحو (هِيم)، و (بيض) بكسر ما قبل الياء، والأصل:(هُيْم)، و (بُيْض)، بضم الهاء والباء على وزن:(فعْل) بضم الفاء وسكون العين جمع: (أهيم)، و (أبيض)، أو (هيماء)، و (بيضاء).
وسبق في جمع التكسير أن (أفعل)، و (فعلاء) لهما (فُعْل)؛ نحو:(أحمر)، و (حمراء).
لكن في الصحيح العين، فيخرج معتلها؛ كـ (أبيض)، و (بيضاء) فهذا ونحوه تكسر فيه الفاء كما تقدم.
و (الهِيم): الإبل العطاش، قال تعالى {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} .
ومن هذا القسم قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ} جمع: (عيناء)؛ كـ (بيض) جمع: (بيضاء).
والله الموفق
(1)
ويُكسَر: فعل مضارع مبني للمجهول. المضموم: نائب فاعل يكسر. في جمع: جار ومجرور متعلق بيكسر. كما: الكاف جارة، وما: مصدرية. يقال: فعل مضارع مبني للمجهول. هِيمَ: قصد لفظه: نائب فاعل يقال. عند: ظرف متعلق بيقال، وعند: مضاف، وجمع: مضاف إليه، وجمع: مضاف، وأهيما: مضاف إليه، مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للوصفية ووزن الفعل، وما المصدرية مع ما دخلت عليه: في تأويل مصدر مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: وذلك كائن كقولك.
ص:
961 -
وَوَاوًا إِثْرَ الضَّمِّ رُدَّ اليَا مَتَى
…
أُلْفِيَ لَامَ فِعْلٍ أوْ مِنْ قَبْلِ تَا
(1)
962 -
كَتَاءِ بَانٍ منْ رَمَى كَمَقْدُرَهْ
…
كَدَا إِذَا كَسَبُعَانِ صَيَّرَه
(2)
ش:
إذا وقعت الياء لام فعل وكان قبلها ضمة .. قلبت واوًا؛ نحو: (قضُوَ الرجل)، و (نَهُوَ) بضم العين، والأصل:(قَضُيَ) و (نَهُيَ) بالضم.
وكذا إذا وقعت الياء قبل تاء التأنيث؛ نحو: (مَرمُوة) بفتح الميم الأولى وضم الثانية وهو على مثال (مَقدُرة) من (رمى)، وأصله:(مرْمُيَة).
فلو كانت التاء عارضة .. قلبت الضمة كسرة وبقيت الياء؛ نحو: (توانية)، والأصل:(توانى توانِيا) بكسر النون، وأصلها الضم؛ كـ (التضارُب)، و (التواصُل) كما ذكر في أبنية المصادر، ثم أريد المرة فقيل:(توانى توانِيَة) بكسر النون، وأصله: الضم فالتاء عارضة على بناء المصدر.
وكذا أيضًا تقلب الياء واوًا إذا وقعت قبل زيادتي (فعلان)؛ نحو: (رَمُوَان)، والأصل:(رَمُيَان) وهو من (رمى) على مثال (سَبُعان): بفتح الأول وضم الثاني:
(1)
وواوًا: مفعول ثان لقوله: (رُد) الآتي. إثر: ظرف متعلق برُد، وإثر: مضاف، والضم: مضاف إليه. رُدّ: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أتت. اليا: قصر للضرورة: مفعول أول لرُد. متى: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب بأُلفِي. ألفي: فعل ماض مبني للمجهول، فعل الشرط: ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الياء. لام: مفعول ثان لألفي، ولام: مضاف، وفعل: مضاف إليه، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما تقدم عليه، وتقديره: متى ألفي الياء لام فعل .. فرده واوًا. أو: حرف عطف. من قبل: جار ومجرور متعلق بمحذوف يدل عليه قوله: (ألفي)، وقبل: مضاف، وتا: قصر للضرورة: مضاف إليه.
(2)
كتاء: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، وتاء: مضاف، وبانٍ: مضاف إليه. من رمى: جار ومجرور متعلق بـ (بان). كمقدرة: جار ومجرور متعلق بـ (بان) أيضًا. كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف يدل عليه قوله: (رد) في البيت قبله. إذا: ظرف زمان متعقل بما تعلق به الجار والمجرور قبله. كسبعان: جار ومجرور يقع في موضع المفعول الثاني لصيّرَ تقدم عليه. صيّره: صَيّرَ: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى بان، والضمير البارز مفعول أول لصيَّرَ.
اسم موضع.
و (الياء): مفعول أول بقوله: (رد)، وقوله:(واوًا): مفعوله الثاني، و (أُلفِيَ) مبنىِ للمفعول، ومعناه: وُجد، ونائب الفاعل فيه: ضمير عائد على الباء، و (لامَ فعل): مفعوله الثاني، و (بات): اسم فاعل مضاف إليه، و (الكاف) في (كمقدرة): اسم بمعنى مثل، وهو مفعول بقوله:(بانٍ).
والله الموفق
ص:
963 -
وَإِنْ تَكُنْ عَيْنًا لِفُعْلَى وَصْفَا
…
فَذَاكَ بِالْوَجْهَيْنِ عَنْهُمْ يُلْفَى
(1)
ش:
إذا وقعت الياء عينًا (لفُعلى) بضم الفاء وكانت صفة .. جاز فيها وجهان:
الأول: إبقاء الياء وقلب الضمة كسرة؛ نحو: (ضِيزى)، و (حِيكى)، و (ضِيقى)، والأصل:(ضُيزَى)، و (حُيكَى)، و (ضُيقَى) بضم الفاء.
الثاني: إبقاء الضمة وقلب الياء واوًا؛ نحو: (ضُوقى)، و (حُوقى)، و (ضُوزى) هذا مقتضى كلامه هنا.
فخرج: ما إذا كان فُعلى اسمًا فليس منه إلا قلب الياء واوًا وإبقاء الضمة؛ كـ (الطُّوبى)، و (الكُوسى)، وقلَّ غير ذلك؛ كقراءة:(طيبى لهم).
وقيل: هما في الأصل صفتان، واستعملا استعمال الأسماء.
وقال بعض التصريفيين: إن كانت (فعلاء) صفة .. لا تقلب ياؤها واوًا، بل تقلب الضمة كسرة .. فتسلم الياء، فيقال:(ضِيزى)، و (حِيكى)، و (ضِيقى)، ولا يقال:(ضِوزى)
(1)
وإن: شرطية. تكن: فعل مضارع ناقص، فعل الشرط، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى الياء. عينًا: خبر تكن. لفُعْلَى: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لعينًا. وصفًا: حال من فُعْلَى. فذاك: الفاء واقعة في جواب الشرط، وذا: اسم إشارة مبتدأ، والكاف: حرف خطاب. بالوجهين: جار ومجرور متعلق بقوله: (يلفى) الآتي على أنه مفعوله الثاني. عنهم: جار ومجرور متعلق بيلفى. يلفى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل -وهو المفعول الأول- ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم الإشارة الواقع مبتدأ، وجملة يلفى ومعموليه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: في محل جزم جواب الشرط.