المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإخبار بالذي، والألف واللام - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[الفارضي]

الفصل: ‌الإخبار بالذي، والألف واللام

‌الإخْبَار بالَّذي، والألف واللَّام

ص:

717 -

مَا قِيْلَ أخْبِرْ عَنْهُ بِالَّذِي خَبَرْ

عَنِ الَّذِي مُبْتَدأَ قَبْلُ اسْتَقَرّ

(1)

718 -

وَمَا سِوَاهُمَا فَوَسِّطْهُ صِلَهْ

عَائِدُهَا خَلَفُ مُعْطِي التَّكْمِلَه

(2)

719 -

نَحْوُ الَّذِي ضَرَبْتُهُ زَيْدٌ فَذَا

ضَرَبْتُ زَيْدًا كَانَ فَادْرِ المَأْخَذَا

(3)

ش:

هذا الباب وضعه النحويون؛ لتدريب الطالب، كما وضع التصريفيون باب التمرين كذلك.

(1)

ما: اسم موصول: مبتدأ. قيل: فعل ماض مبني للمجهول، وجملته مع نائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة الموصول. أخبر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. عنه، بالذي: جاران ومجروران يتعلقان بأخبر، وجملة (أخبر) وما تعلق به: مقول القول. خبر: خبر المبتدأ. عن الذي: جار ومجرور متعلق بقوله: (خبر) السابق. مبتدأ: حال من (الذي) السابق. قبل: ظرف متعلق بقوله: استقر الآتي، أو مبني على الضم في محل نصب متعلق بمحذوف حال ثانية، وجملة استقر مع فاعله المستتر فيه جوازًا، تقديره: هو لا محل لها من الإعراب صلة الموصول المجرور محلًا بعن.

(2)

وما: اسم موصول: مبتدأ. سواهما: سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة ما، وسوى: مضاف، والضمير: مضاف إليه. فوسِّطه: الفاء زائدة، ووسِّط: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، ودخلت الفاء في جملة الخبر لشبه الموصول الواقع مبتدأ بالشرط. صلة: حال من الهاء الواقعة مفعولًا به في قوله: فوسطه. عائدها: عائد: مبتدأ، وعائد: مضاف، وضمير الغائبة العائد إلى الصلة: مضاف إليه. خلف: خبر المبتدأ، وخلف: مضاف، ومعطي: مضاف إليه، ومعطي: مضاف، والتكملة: مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله.

(3)

نحو: خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك نحو. الذي: اسم موصول مبتدأ. ضربته: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة لا محل لها صلة الموصول. زيد: خبر الذي الواقع مبتدأ. فذا: الفاء للتفريع، ذا: اسم إشارةٍ مبتدأ. ضربت زيدا: أصله فعل وفاعل ومفعول، وقد قصد لفظه، وهو خبر مقدم لكان. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ذا الواقع مبتدأ، فادر: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. المأخذا: مفعول به لادر، والألف للإطلاق.

ص: 84

وكثيرًا ما يستعمل لتشويف السامع إلى تطلب الخبر بعد تقرير المبتدأ، ويسمى:(باب الإخبار بالذي وفروعه)؛ نحو: (الذين)، و (اللاء)، و (الألف واللام) كما سيأتي.

- فإذا قيل: أخبر عن زيد من (ضربت زيدًا) .. فتأتي بموصول مطابق لـ (زيد) وتجعله مبتدأ، وتجعل (زيدًا) خبرًا عن ذلك الموصول الذي استقر مبتدأ وتجعل باقي الكلام وهو (ضربت) متوسطًا بين الموصول و (زيد) على أنه صلة الموصول، وتُلحق (ضربت) بضمير يجعل في مكان (زيد) خلفًا عنه، فيعمل الفعل حينئذ في ضمير (زيد)، وكان قبل ذلك عاملا في نفس (زيد)؛ فتقول:(الذى ضربته زيد)، فـ (الذي): مبتدأ، و (ضربته): صلته، والهاء: عائد على الموصول، وهي خلف عن (زيد)؛ لأنه لما نقل وجعل خبرًا .. جيء بالهاء في محله، فاتصلت بالفعل، و (زيد): خبر المبتدأ.

فقوله: (ما): مبتدأ موصول، وقوله:(خبر): وقع خبر (ما) الموصولة، والتقدير:(الذي قيل أخبر عنه بالذي خبر عن الذي استقر مبتدأ)، و (الذي استقر): مبتدأ، هو الموصول كما ذكر.

وظاهر المتن: أن (الذي) هو المخبر به، والحال: أنه مخبر عنه كما علم.

وقيل: إن الباء في قوله: (بالذي) بمعنى: (عن).

وقيل: للسببية.

وإنما قال النحويون: أخبر عن (زيد بالذي)، و (زيد) في اللفظ خبر عن الذي؛ لأن (زيد) هو المخبر عنه والمحدَّث عنه في الحقيقة.

وقوله: (وَمَا سِوَاهُمَا فَوَسِّطْهْ صِلَهْ) يشير به إلى باقي الكلام الذي وسطته بين المبتدأ والخبر وجعلته صلة الموصول كما تقدم، والهاء المتصلة بصلة الموصول: هي العائد، جيء بها خلفًا عن (معطى التكحلة) وهو (زيد)؛ (يعني: الذي حصل به تكميل الكلام)؛ نحو: (الذي ضربته ؤيد) كما سبق، وكان الأصل:(ضربت زيدًا) كما عرفت، فادر المأخذ واعرف المسلك.

- وإن أخبرت عن (زيد) من (زيد راكب) فالكلام كما سبق، فتجعل (زيد) خبرًا عن الموصول، وما سوى المبتدأ والخبر وهو (راكب) فتوسطه بينهما على أنه

ص: 85

صلة ذلك الموصول، وتأتي بضمير مطابق لـ (زيد) فتجعله في مكانه الذي نقلته منه، فيخلفه ويكون عائدًا على الموصول كما سبق، فتقول:(الذي هو راكب زيد)، فالضمير الذي يؤتى به خلفًا عن (زيد) .. يجعل في مكان (زيد) من غير تغيير، فلما نقل (زيد) من:(ضربت زيدًا) وجعل خبرًا .. جيء في مكانه بضمير فاتصل بالفعل وكان هو العائد، ولما نقل (زيد) من:(زيد راكب) وجيء بالضمير الذي يخلفه .. استمر الضمير على حاله منفصلا؛ أعني قولك: (هو) وصار هو عائد الموصول كما ذكر.

- وإن أخبرت عن التاء من: (ضربت زيدًا) .. أخرت التاء كما تقدم، وجعلتها خبرًا عن المبتدأ الموصول، وما سواهما من بقية الكلام .. توسطه صلة الموصول، وأما الضمير الذي جعلته خلفًا عن التاء .. فيستتر في الفعل؛ لأنه عائد على الموصول، والصلة إذا رفعَتْ ضميرًا عائدًا على الموصول .. استتر فيها، فتقول:(الذي ضرب زيدًا أنا)، فـ (الذي): مبتدأ، و (أنا): هو الخبر، وأصله التاء التي في (ضربت)، فلما انفصلت وجعلت خبرًا .. صارت (أنا) والضمير الذي أتى به خلفًا عن التاء .. استتر في الفعل كما ذكر.

- وإذا أخبرت عن (يوم الجمعة) من: (صمت يوم الجمعة) .. فتجعل (يوم الجمعة) خبرًا عن الموصول، وأما الضمير الذي يجعل خلفًا عن (يوم الجمعة) .. فيقترن بـ (في)، فتقول:(الذي صمت فيه: يومُ الجمعة).

-وإن توسع في الظرف المتصرف وجعل مفعولا به على المجاز خلفه مجردًا من (في)، فتقول:(الذي صمته يوم الجمعة).

والله الموفق

ص:

720 -

وَبِاللَّذَيْنِ وَالَّذِيْنَ وَالَّتِي .... أَخْبِرْ مُرَاعِيًا وِفاقَ المُثْبَتِ

(1)

(1)

باللذين: الواو عاطفة أو للاستئناف، وباللذين جار ومجرور متعلق بقوله: أخبر الآتي. والذين، والتي: معطوفان على (اللذين) السابق. أخبر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. مراعيًا: حال من فاعل أخبر، وفي مراع ضمير مستتر هو فاعله. وفاق: مفعول به لقوله: مراعيًا، ووفاق: مضاف، والمثبت: مضاف إليه.

ص: 86

ش:

سبق أن الإخبار يكون بفروع (الذي).

وذكر هنا شيئًا من ذلك، فتخبر بـ (الذَّين)،و (اللَّذين) ونحوهما مراعيًا وفاق ما أثبتَّه خبرًا.

• فإن كان الخبر مفردًا مؤنثًا .. جئت بـ (التي).

• وإن كان مثنى .. جئت في التذكير بـ (اللذان)، وفي التأنيث بـ (اللتان).

• وإن كان جمعًا .. جئت في التذكير بـ (الذين)، وفي التأنيث بـ (اللاء) ونحوه؛ إذ لا بد من مطابقة الخبر المبتدأ، وإلى ذلك الإشارة بقوله:(أَخبِرْ مُرَاعِيًا وِفَاقَ المُثْبَتِ).

- فإذا قيل: أخبر عن (هند) من: (ضربت هندًا)، تقول:(التى ضربتها هند).

- وعن (الزيدين) من: (ضربت الزيدين)، تقول:(اللذان ضربتهما الزيدان).

- وعن (الهندين) من: (ضربت الهندين): (اللتان ضربتهما الهندان).

- وعن (العَمرِين) من: (ضربت العَمرِين): (الذين ضربتهم العمرون).

- وعن (الهندات) من: (ضربت الهندات): (اللاء ضربتهن الهندات)، أو:(اللواتى ضربتهن الهندات).

قال في "الارتشاف": ويستوي الموصول بغيره في الإخبار، فإذا أخبرت عن (الذي) من:(ضربت الذي ضربتَه) .. تقول: (الذي ضربتُه الذي ضربتَه).

واللَّه الموفق

ص:

721 -

قَبُوْلُ تَأخِيْرٍ وَتعْريْفٍ

لِمَا أُخْبِرَ عَنْهُ هَهَنًا قَدْ حُتِمًا

(1)

= هذا، ومثل اللذَيْن والَّذِين والَّتي: اللتَان في المثنى المؤنث، واللاتي واللائي في الجمع المؤنث. والأُلى في جمع الذكور، وليس الحكم قاصرًا على الأسماء الثلاثة التي ذكرها الناظم، ولو أنه قال:(وبفروع الذي نحو التي) .. لكان وافيًا بالمقصود، وتصحيح كلامه أنه على حذف الواو العاطفة والمعطوف بها، وكأنه قد قال:(وباللذين والذين والتي ونحوهن) .. فافهم ذلك، واللَّه تعالى المسؤول أن يرشدك.

(1)

قبول: مبتدأ، وقبول: مضاف، وتأخير: مضاف إليه. وتعريف: معطوف على تأخير. لما: جار

ص: 87

722 -

كَذَا الغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيٍّ أو

بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ فَرَاعِ مَا رَعَوْا (1)

ش:

الاسم المخبر عنه؛ أي: الذي يجعل خبرًا في اللفظ عن الموصول، يشترط فيه أشياء؛ منها:

- أن يكون قابلا للتأخير، فلا يخبر عما له صدر الكلام؛ كضمير الشأن، واسمي الشرط، والاستفهام، و (كم) الخبرية، و (ما) التعجبية؛ لأنك إذا أخبرت عن (أيهم) من:(أيُّهم قام) .. تقول: (الذي قام أيُّهم)، وإذا أخبرت عن (ما) التعجبية من نحو:(ما أحسن زيدًا) .. تقول: (الذي أحسن زيدًا ما)، وكلاهما فيه زوال الصدارة.

- ومنها أن يكون قابلا للتعريف؛ فلا يخبر عن الحال والتمييز؛ لأن التنكير واجب لهما، فيمتنع أن يخبر عن (راكب) من:(جاء زيد راكبًا)، وعن (نفسًا) من:(طاب زيد نفسًا)، وهذا هو المشار إليه بقوله:(قَبُولُ تأْخيْرٍ وتَعْرِيْفٍ)

البيت، وإنما امتنع ذلك؛ لأن الضمير يوضع خلفًا عن المخبر عنه، والحال والتمييز ملازمان التنكير على الأصح كما سبق، فلا يخلفهما الضمير؛ إذ هو معرفة.

- ومنها: أن يُستغنى عنه بأجنبي، فتخرج الهاء من (زيد ضربته)؛ إذ لا يستغنى ومجرور متعلق بقوله:(حتمًا) الآتي. أخبر: فعل ماض مبني للمجهول. عنه: جاو ومجرور متعلق بأخبر على أنه نائب فاعل أخبر، والجملة لا محل لها صلة (ما) المجرورة محلا باللام. ههنا: ها: حرف تنبيه، وهنا: ظرف متعلق بقوله حتما الآتي. قد: حرف تحقيق. حُتِما: حتم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى قبول تأخير وتعريف والألف للإطلاق، والجملة من الفعل -الذي هو حُتِم- ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.

(1)

كذا: جار ومجرور متعلق بقوله: شرط الآتي. الغنى: مبتدأ. عنه بأجنبي: جاران ومجروران متعلقان بقوله: الغنى السابق. أو: عاطفة. بمضمر: معطوف على قوله: بأجنبي السابق. شرط: خبر المبتدأ. فراع: الفاء حرف دال على التفريع، راع: فعل أمر مبني على حذف الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ما: اسم موصول: مفعول به لراع. رعوا: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله، والجملة من الفعل الماضي وفاعله: لا محل لها صلة ما الواقعة مفعولًا به، والعائد ضمير منصوب برعوا محذوف، وتقدير الكلام: فراع ما رعوه.

ص: 88

عنها بأجنبي كـ (عمرو وبكر) فلا يقال: (زيد ضربت عمرًا) ونحوه؛ لأن الضمير عائد على المبتدأ، و (عمرًا) لا يقوم مقامه؛ فإن كان عائدًا على اسم في جملة أخرى .. جاز الإخبار عنه؛ نحو أن يقال:(هل ضربت زيدًا؟)، وتقول:(ضربته)، وهذه الهاء يجوز الإخبار عنها، فتقول:(الذي ضربته هو)، فـ (الذي): مبتدأ، و (ضربته): صلته، والهاء في (ضربته) هي التي جيء بها خلفًا عن الهاء الأولى التي جعلت خبرًا عن الموصول، وهي قولي:(هو)، فاعرف ذلك.

• ولا يصح أن يخبر عن الهاء من (زيد ضربته) كما ذكر؛ إذ لو أخبرت عنها .. لفصلتها وأخرتها وجعلتها خبرًا وجئت بضمير خلفًا عنها، وقلت:(الذي زيد ضربته هو)، فهذا الضمير المنفصل هو الهاء من (زيد ضربته)، فلما جعل خبرًا .. وجب انفصاله وتأخيره، والهاء في (ضربته) هي التي جيء بها خلفًا عن ذلك.

والحاصل: أن هذا التركيب لا يجوز؛ لأنك إن قدوت الهاء في (ضربته) رابطًا بين المبتدأ الذي هو (زيد)، والخبر الذي هو (ضربته) .. بقي الموصول بلا عائد، وإن جعلته عائدًا على الموصول .. بقي الخبر بلا وابط.

ومما لا يستغني عنه بأجنبي: الأمثال ونحوها؛ فإنها لا تتغير، فلا يخبر عن (الكلاب) من نحو قولهم:(الكلاب على البقر)

(1)

، ولا (اللبن) من:(الصيف ضيعتِ اللبن)

(2)

.

(1)

ذكره الميداني في مجمع الأمثال 2/ 142: الكِلَابَ عَلَى البَقَرِ

يضرب عند تحريش بعض القوم على بعض من غير مبالاة، يعني لا ضَرَر عليك فَخَلِّهم.

ونصب (الكلابَ) على معنى أرسل الكلاب.

ويقَال: (الكراب على البقر) هذا من قولك: كَرَبْتُ الأرضَ، إذا قلبتها للزراعة يضرب في تخلية المرء وصناعته.

(2)

ذكره أيضا الميداني في المجمع (2/ 68): فِي الصِّيفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ

ويروى (الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ) والتاء من (ضيعت) مكسور في كل حال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع؛ لأن المثَلَ في الأصل خوطبت به امرَأة، وهي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة كانت تحت عمرو بن عُدَاس، وكان شيخًا كبيرًا فَفَرِكَتْهُ (فَرِكَتْهُ: كَرِهَتْهُ) فطلقها، ثم تزوجها فتى جميل الوجه، أجْدَبَتْ، فبعثت إلى عمرو تطلب منه حَلُوبة.

ص: 89

- ومنها: أن يستغنى عنه بضمير:

• فيخرج المصدر العامل؛ نحو: (الضرب) من: (يعجبني الضرب زيدًا)؛ لأن المصدر لا يعمل وهو ضمير على الصحيح.

وهذا الشرط يغني عن اشتراط التعريف فيما سبق؛ لأن الحال والتمييز خرجا من كون المضمر لايحل محلهما.

• ويخرج أيضًا: الموصوف، فلا يخبر عن (زيد) وحده من:(أكرمت زيدًا الظريف)؛ إذ لو أخبرت عنه .. لجعلت مكانه ضميرًا خلفًا عنه كما هو الفاعل، فيلزم عليه أن الضمير يوصف، وهو بعيد إلا في مسألةٍ عُزيت للكسائي، وسبقت في باب النعت عند قوله:(وانعت بمشتق).

• وتخرج أيضًا؛ الصفة وحدها، فلا يخبر عن (الظريف) وحده من:(أكرمت زيدًا الظريف)؛ لأنك تجعل مكانه ضميرًا، والضمائر لا يوصف بها.

• ويخرج أيضًا: المضاف وحده، من:(ضربت غلام زيد)؛ لأن (غلام) لا يستغنى عنه بمضمر؛ إذ الضمائر لا تضاف.

• ويخرج أيضًا: مجرور حتى ومنذ وربَّ والكاف؛ لأنه لا يستغنى عنه بمضمر كما سبق في حروف الجر: أن هذه الأحرف لا تجر إلا الظاهر على المشهوو، وهذا هو معنى قوله:(كَذَا الغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيٍّ أو بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ).

• أما لو أخبرت عن المصدر ومعموله معًا .. فلا يمتنع؛ نحو: (الذي يعجبني الضرب زيدًا).

فَقَال عمرو: (في الصَّيفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ) فلما رجع الرسُولُ وقَال لها ما قَال عمرو .. ضربَتْ يَدَها على منكب زوجها، وقَالت:(هذا ومَذْقُه خَيرٌ) تعني: أن هذا الزوج مع عدم اللبن خيرٌ من عمرو، فذهبت كلماتهما مَثَلًا.

فالأول: يُضرَب لمن يطلب شيئًا قد فَوَّته على نفسه.

والثاني: يُضرَب لمن قَنَع باليسير إذا لم يجد الخطير.

وإنما خص الصيف؛ لأن سؤالها الطلاقَ كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعًا لألبانها عند الحاجة.

ص: 90