الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وشذ إبدالها في قولهم: (اتَّزر): إذا لبس الإزار، والأصل:(ايتزر)، والياء فيه بدل من الهمز، وكان قبل ذلك:(اِأْتَزَو) بهمزتين، فقلبت الثانية ياء لوقوعها بعد مكسورة.
(وتمثيله بائْتكل) يشير به إلى أن الإبدال شذ في ذي الهمزة، وليس مراده أن (ائتكل) شذ، والذي شذ إنما هو (اتَّزر) وهو (افتعل) من (الأزر).
ونقل البغداديون أنه يجوز مثل هذا، وهي لغة رديئة.
ومنه عندهم: (اتخذ) وهو: (افتعل من الأخذ)، والأصل:(إِأْتخذ) بهمزتين، وقلبت الثانية ياء للمقتضي، ثم أبدلت تاء وأدغمت.
وقيل: إن فاءه واو، والأصل:(وَخَذ) فلما نقل إلى الافتعال .. حصل: (إوتخذ)، فقلبت الواو ياء، ثم تاء وأدغمت، فيكون على القياس.
وقيل: إن فاءه تاء مثناة، وأصل الماضي:(تَخِذَ).
فائدة:
الفارسي: أن الهمزة حرف علة.
وقيل: شبيهة بحرف العلة.
والمشهور: أنها حرف صحيح.
والمبرد: ليست حرفًا.
و (ذو اللين): مبتدأ، خبره:(أبدلا)، و (تاء): مفعول ثان لأبدلا، و (فاء): حال من الضمير في أبدلا.
واللَّه الموفق
ص:
987 -
طَا تَا افتِعَالٍ رُدَّ إثرَ مُطْبَقِ
…
فيِ ادَّان وَازدَدْ وَادَّكِر دَالاً بَقِي
(1)
(1)
طا: قصر للضرورة: مفعول ثان تقدم على عامله وعلى المفعول الأول. تا: قصر للضرورة أيضًا: مفعول أول لرد، وتاء: مضاف، وافتعال: مضاف إليه. رُد: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. إثر: ظرف متعلق بقوله: رد، وإثر: مضاف، ومطبق: مضاف إليه. في ادّان: جار ومجرور متعلق بقوله: بقي. وازدد، وادكر: معطوفان على ادّان .. دالا: حال من الضمير المستتر في (بقي) الآتي. بقي: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى تاء الافتعال.
ش:
(افتعال) وما يتصرف منه إن وقعت تاؤه بعد حرف من أحرف الإطباق أبدلت طاء؛ لأن النطق بالتاء بعد حرف الإطباق مستثقل، والأحرف هي: الصاد والضاد، والطاء، والظاء.
قال تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} ، {فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} ، والأصل:(تصتلون)، و (اصتبر).
وتقول: (اضطرم)، و (اضطرب)، و (اطّعن)، و (اظّلم) بالتشديد فيها، والأصل:(اضترم)، و (اضترب)، من:(الضرم)، و (الضرب)، و (اطتعن)، و (اظتلم):(افتعل من الطعن)، و (الظلم).
أما نحو (اطعن): فلما أبدلت تاؤه طاء .. أدغم لاجتماع المثلين.
وأما (اظتلم) فلما أبدلت تاؤه طاء .. صار (اظطلم).
وفي هذه ثلاثة أوجه:
الإظهار: نحو: (اظطلم).
وإبدال الأول من جنس الثاني: نحو: (اطّلم) بتشديد المهملة.
وإبدال الثاني من جنس الأول: نحو: (اظّلم) بتشديد المشالة.
وقد تجري تاء الضمير مجرى هذه التاء تشبيهًا بها؛ نحو: (حِصْطُ) من: (حِصْتُ) من: (الحَوص) وهو: (الخياطة) حكاه الجابردي.
وأما قول الشاعر:
هْوَ الجَوَادُ الَّذِي يُعْطِيْكَ نَائِلَهُ
…
عَفْوًا وَيُظْلَمُ أَحْيَانًا فَيَظْطَلِمُ
(1)
(1)
التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص 152، وسر صناعة الإعراب 1/ 219، وسمط اللآلي ص 467، وشرح أبيات سيبويه 2/ 403، وشرح التصريح 2/ 391، وشرح شواهد الشافية ص 493، وشرح المفصل 10/ 47، 149، والكتاب 4/ 468، ولسان العرب 12/ 377 ظلم، والمقاصد النحوية 4/ 582، وبلا نسبة في الخصائص 2/ 141، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 189، ولسان العرب 13/ 273 طنن.
شرح المفردات: هو: أي هرم بن سنان. الجواد: الكريم. النائل: العطاء. اظطلم: احتمل الظلم.
المعنى: يقول: إن هرم بن سنان رجل كريم يعطي من يسأله، وإن سئل فوق طاقته .. فإنه يحتمل الظلم.
الإعراب: هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الجواد: خبر المبتدأ مرفوع. الذي: اسم موصول=
فالكلام فيه كالكلام في (اظطلم) المتقدم ذكره؛ لأنه مروي بالأوجه الثلاثة وهو: (افتعل) من (الظلم) بالمشالة.
قال في "سر الصناعة": ويروى (فينظلم)؛ أي: ينفعل.
وقوله: (ادَّانَ وَازْدَدْ
…
إلى آخر البيت) معناه: أن تاء الافتعال متى وقعت بعد دال أو ذال، أو زاي .. قلبت دالًا؛ لثقل النطق بها بعد هذه الثلاثة.
فمثاله بعد الدال المهملة: (ادّان)، و (ادّرَأَ)، بالتشديد من:(دان)، و (درأ)، والأصل:(ادتان)، و (ادترا).
ومثله بعد الذال: (ادّكر)، و (مُدّكر) بالتشديد، والأصل:(اذتكر)، و (مذتكر) من:(الذكر).
ومثاله بعد الزاي: (ازدد)، و (ازدجر)، والأصل:(ازتد)، و (ازتجر) الأول من:(الزيد)، والثاني من:(الزجر).
وقرئ: (مذتكر) على الأصل.
وقد أبدلت تاء (الافتعال) دالًا في غير ما ذكر؛ كقولهم: (اجدمعوا)، و (اجدزروا)، والأصل:(اجتمعوا)، و (اجتزروا).
و (تا افتعال): مبتدأ، وخبره (رُد) مبنىٌّ للمفعول، و (طا): مفعول ثاني لرد، و (إثر): متعلق برد، و (دالًا): خبر (بقي)، فإنها هنا بمعنى صار، والضمير في (بقى): يعود على التاء.
واللَّه الموفق
* * *
=مبني في محل رفع نعت الجواد. يعطيك: فعل مضارع مرفوع، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به أول، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: هو. نائله: مفعول به ثان، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. عفوًا: مفعول مطلق ناب عن صفته منصوب تقديره: إعطاء عفوًا. ويُظلم: الواو حرف عطف، يظلم: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله: ضمير مستتر تقديره: هو. أحيانا: ظرف زمان منصوب، متعلق بيظلم. فيظطلم: الفاء حرف عطف، يظطلم: معطوف على يظلم مرفوع بالضمة.
وجملة (هو الجواد): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يعطيك
…
): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (يظلم): معطوفة على سابقتها. وجملة (يظطلم): معطوفة أيضًا.
الشاهد فيه قوله: (فيظطلم) وقد روي بالأوجه الثلاثة كما أوضح الشارح في المتن.